الرِّيغُ بالكَسْرِ أهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهُوَ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وصَوَابُه : الرِّياغُ كما هُوَ نَصٌّ العُبَابِ واللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ قالوا : قالَ شَمِرٌ : الرِّياغُ : الغُبارُ والرَّهَجُ
وقيلَ : التُّرَابُ عامَّةً وقيلَ : المُدَقَّقُ منْهُ قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ عِيْراً وأُتُنَهُ :
" وإنْ أثارَتْ منْ رِياغٍ سَمْلَقَا
" تُهْوِي حَوامِيهَا بهِ مُدَقَّقَا أرادَ أثارَتْ رِياغاً منْ سَمْلَقٍ فقَلَبَ
وقيلَ : الرِّيَاغُ : النِّفارُ قالَ الصّاغَانِيُّ : وثَلاثَتُهَا يَدْخُلُ في التَّرْكِيبَيْنِ يَعْنِي هذا التَّرْكِيبَ و الّذِي قَبْلَه
وأبوُ مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إبْرَاهِيمَ المَغْرِبِيُّ الرِّيغِيُّ بالكَسْرِ : قاضِي الإسْكَنْدَرِيَّةِ سَمِعَ أبا الطّاهِرِ بنَ عَوْفٍ وعُمِّرَ دَهْراً طَوِيلاً وماتَ سَنةَ 645 وذُرِّيَّتُه بَعْدَه وأقارِبُه : مُحَدِّثُونَ مُتَأخِّرُونَ
وقالَ النَّضْرُ : رَيَّغَ الثَّرِيدَةَ أي : رَوَّغَها فتَرَيَّغَتْ بالدَّسَمِ
وقالَ العُزَيْزِيّ : المُرَيَّغُ كمُعَظَّمٍ : الشَّيءُ المُتَرَّبُ
وممّا يستدْرَكُ عليهِ : تَرَيَّغَتِ اللُّقْمَةُ بالسَّمْنِ أي : تَرَوَّتْ قالَهُ النَّضْرُ
وقالَ الأزْهَرِيُّ : وأحْسَبُ المَوْضِعَ الّذِي يَتَمَرَّغُ فيهِ الدَّوابُّ سُمِّيَ مَرَاغاً منَ الرِّياغِ وهو : الغُبَارُ
فصل الزاي مع الغين
راغَ الرَّجُلُ والثَّعْلَبُ يَرُوغُ رَوْغاً ورَوَغاناً الأخِيرُ بالتَّحْرِيكِ أي : مالَ وحادَ عن الشَّيءِ
وراغَ فُلانٌ إلى فُلانٍ : مالَ إليْهِ سِراً ومنْهُ قولُهُ تعالى : فراغَ إلى أهْلِه فجاءَ بعِجْلٍ سَمِينٍ وقوله تعالى : فراغَ عليْهِم ضَرْباً باليَمِينِ . كُلُّ ذلكَ انْحِرَافٌ في استِخْفَاءٍ وقيلَ : أقْبَلَ وقالَ الفَرّاءُ : قَوْلُه : فراغَ إلى أهْلِه مَعْنَاهُ : رجَعَ إلى أهْلِه في حالِ إخْفَاءٍ منْه لرُجُوعِه ولا يُقَالُ للذِي رَجَعَ : قدْ راغَ إلا أنْ يَكُونَ مُخْفِياً لرُجُوعه وقالَ : في قوْلِهِ تعالى : فرَاغَ عليْهِم : مالَ عَلَيْهِم وكأنَّ الرَّوْغَ ههُنا أي : أنَّهُ اعْتَلَّ عليْهِمْ رَوْغاً ليَفْعَلَ بآلِهَتِهِمْ ما فَعَلَ وقالَ الرّاغِبُ : أصْلُ مَعْنَى الرَّوْغِ : المَيْلُ في جانِبٍ ليَخْدَعَ منْ خَلْفَهُ
والاسْمُ : الرَّواغُ كسَحابٍ
والرَّوّاغُ كشَدّادٍ : الثَعْلَبُ ومنهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهم : إنَّمَا أنْتَ ثَعْلَبٌ رَوّاغٌ كُلَّما خَرَجْتَ منْ جُحْرٍ انْجَحَرْتَ في جُحْرٍ
والرَّوّاغُ بنُ عَبدِ المَلِكِ بنِ قَيْسٍ بنِ سُمَيٍّ من تُجِيبَ القَبِيلَة المَشْهُورَة
والرَّوّاغُ والِدُ سُلَيْمَانَ الخُشْنِيِّ الّذِي هُوَ شَيْخٌ لسَعيدِ بنِ عُفَيْرٍ ووالِدُ أبي الحَسَنِ أحْمدَ بنِ الرَّوّاغِ بنِ بُرْدٍ بنِ نَجِيحٍ الأيْدَعانِيِّ المِصريِّ الّذِي يَرْوِي عن بُجَيْرِ بنِ بُكَيْرٍ المُحَدِّثِينَ ذكَرَهُم ابنُ يُونُسَ في تارِيخِ مِصْرَ وقد سَبَقَ للمُصَنِّفِ في رَوَعَ هذا الكلامُ بعَيْنِه تَقليداً لللصاغانِيِّ ثمَّ أعادَه هُنَا على الصّوابِ من غَيْرِ تَنْبِيهٍ عليهِ وهُوَ غَرِيبٌ منْهُ يُحْتَاجُ التَّنَبُّه له
ويُقَالُ : هذهِ رِواغَتُهم ورِاغَتُهُم بكَسْرِهِما أي : مُصْطَرَعُهُمْ أي : المَوْضِعُ الّذِي يَصْطَرِعُونَ فيهِ صارَت الواوُ ياءً لانْكِسَارِ ما قَبْلَها نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ الثانِيَةَ عن اليَزِيدِيِّ قالَ الصّاغَانِيُّ : وهذا القَلْبُ لَيْسَ بضَرْبَةِ لازِبٍ
والرِّياغُ ككِتابٍ : الخِصْبُ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ
قالَ : ويُقَالُ : أخَذْتَنِي بالرُّوَيْغَةِ كجُهَيْنَةَ أي : بالحِيلَةِ وهُوَ منَ الرَّوْغِ بالفَتْحِ
وأراغَ إراغَةً : أرادَ وطَلَبَ كارْتاغَ تقُول : أرَغْتُ الصَّيْدَ وماذا تُرِيغُ : أي : ما تُرِيدُ وما تَطْلُبُ
وقالَ خالِدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ كِلابٍ في فَرَسِه حَذْفَةَ :
أرِيغُونِي إراغَتَكُمْ فإنّي ... وحَذْفَةَ كالشَّجَي تَحْتَ الوَرِيدِ وفي التَّهْذِيبِ : فُلانٌ يُرِيغُ كذا وكذا ويُليصه أي : يَطْلُبُه ويُرِيدُه وأنْشَدَ اللَّيْثُ :
يُدِيرُونَنِي عن سالِمٍ وأُرِيغُه ... وجِلْدَةُ بَيْنَ العَيْنِ والأنْفِ سالِمُ ويُقَالُ : فلانٌ يُرِيغُنِي على أمْرٍ وعنْ أمْرٍ أي : يُراوِدُني ويَطْلُبُه مِنِّي ومنْهُ حديثُ قَيْسٍ : خَرَجْتُ أُرِيغُ بَعِيراً شَردَ مِنِّ أي : أطْلُبُه بكُلِّ طَرِيقٍ ومنْهُ رَوَغانُ الثَّعْلَبِ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : رَوَّغَ فُلانٌ الثَّرِيدَةَ تَرْوِيغاً : إذا دَسَّمَهَا ورَوّاهَا وكذلكَ مَرَّغَهَا وسَغْبَلَهَا وروَّلَها وهو مجازٌ ومنه الحديثُ : فَلْيُرَوِّغْ لَهُ لُقْمَةً أي : يُشرِّبْهَا بالدَّسَمِ
والمُرَاوَغَةُ : المُصَارَعَةُ يُقَالُ : هُوَ يُراوِغُ فُلاناً : إذا كانَ يَحيدُ عمّا يُديرُه عَلَيْهِ ويُحَايِصُه قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ :
يَوْمَ لا يَنْفَعُ الرِّواغُ ولا يَنْ ... فَعُ إلا المُشَيَّعُ النِّحْرِيرُ كالتَّراوُغِ يُقَالُ : تَرَاوَغَ القَوْمُ أي : راوَغَ بَعْضُهم بَعْضاً
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : تَرَوَّغَ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : تَرَوَّغَتِ الدَّابَّةُ : إذا تَمَرَّغَتْ
وممّا يتسدْركُ عليهِ : أراغَهُ إراغَةً : خادَعَهُ وكذلكَ رَواغَهُ رِواغاً
وراغَ الصَّيْدُ : ذَهَبَ ههُنَا وههُنَا وهُوَ مجازٌ
وفي المَثَلِ : أرْوَغُ منْ ثَعْلَبٍ قالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ لعَمْرو بنِ هِنْدٍ يَلُومُ أصحابَهُ في خِذْلانِهِم إياه :
كُلُّ خَلِيلٍ في كُنتُ خالَلْتُه ... لا تَرَكَ اللهُ لَه واضِحَهْ
كُلُّهُمُ أرْوَغُ منْ ثَعْلَبٍ ... ما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبَارِحَهْ وفي مَثلٍ آخَرَ : رُوغِي جَعارِ وانْظُرِي أيْنَ المَفَرّ وجَعَارِ : اسْمٌ للضَّبُعِ : ولا تَقُلْ : رُوغِي إلا للمُؤَنَّثِ . وراغَ حاجَةً إلى فُلانٍ يَرُوغُهَا : بَغاهَا بَغْياً وَشِيكاً
ويُقَالُ : خَيْرٌ رُواغاءُ أي : كَثيرٌ
ويُقَالُ : هُوَ يَرُوغُ عن الحَقِّ وطَرِيٌ رائِغٌ زائِغٌ وهو مجازٌ ومنْهُ حديثُ الأحْنَفِ : فعَدَلْتُ إلى رائِغَةٍ منْ رَوَائِغ المَدِينَة أي : طَرِيقٍ يَعْدِلُ ويَمِيلُ عن الطَّرِيقِ الأعْظَم
والمُرَاوَغَةُ : المُرَاوَدَةُ تقولُ : ما زِلْتُ أُراوِغُهُ عن كذا فما راغَ إليْهِ أي : أُراوِدُه
ورائِغَةُ : مَنْزِلُ لِحَاجِّ البَصْرَةِ بَيْنَ إمَّرَةَ وطَخْفَةَ
وقيلَ : ماءٌ لبَنِي الحُلَيْفِ من بَجِيلَةَ
وأيْضاً جَبَلٌ لغَنِيّ
المَرْغُ : المُخَاطُ وقيلَ : الرِّيقُ وقيلَ : اللُّعَابُ وقيلَ : لُعابُ الشّاءِ وهُوَ في الإنْسَانِ مُسْتَعارٌ كقَوْلِهِمْ : أحْمَقُ ما يَجْأَي مَرْغَهُ أي لا يَسْتُرُ لُعابَهُ وجَأيْتُ الشَّيءَ : سَتَرْتُه وفي العُبَابِ : أي لا يَحْبِسُ لُعابَهُ وعَمَّ بهِ بَعْضُهُم وقَصَرَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ على الإنْسانِ فقالَ : المَرْغُ للإنْسَانِ والرُّوالُ غَيْرُ مَهْمُوزٍ للخَيْلِ واللُّغَامُ للإبِلِ قال الحِرْمَازِيُّ يُخاطِبُ أمَةً :
" وأنْ تَرَى كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ
" تَشْفِينَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغِ والمَرْغُ : مُجْتَمَعُ وفي العُبابِ : مَصِيرُ بعَرِ الشّاةِ الّذِي يَجْتَمِعُ فيهِ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : المَرْغُ : الرَّوْضَةُ أو هِيَ : الكَثِيرَةُ النَّبَاتِ كالمَرْغَةِ عن أبي عَمْرو وابنِ الأعْرَابِيِّ أيْضاً
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : مَرَغَ كمَنَعَ : أكَلَ العُشْبَ قالَ أبو حَنِيفَةَ : مَرَغَتِ السّائِمَةُ والإبِلُ العُشْبَ تَمْرَغُه مَرْغاً : أكَلَتْهُ
وقالَ أبو عمرو : مَرَغَ العَيْرُ في العُشْبِ : أقامَ فيه يَرْعَى وأنْشَدَ :
" إني رَأيْتُ العَيْرَ في العُشْبِ مَرَغْ
" فجِئْتُ أمْشِي مُسْتَطاراً في الرَّزَغْ قلتُ : هُو لرِبْعِيٍّ الدُّبَيْرِيِّ
وقالَ ابنُ عَبادٍ : مَرَغَ البَعِيرُ مَرْغاً : كأنَّهُ رَمَى باللُّغَامِ
قال : وبِكَارٌ مُرَّغٌ كسُكَّرٍ : يَسِيلُ لُغامُهَا وهو في قَوْلِ رُؤْبَةَ :
" أعْلُو وعِرْضِي لَيْسَ بالمُمَشَّغِ
" بالهَدْرِ تَكْشاشَ البِكَارِ المُرَّغِ ولا واحِدَ لها وقالَ أبو عَمْروٍ : المُرَّغُ : مُرَّغٌ في التُّرَابِ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : المُرَّغُ : الّتِي تَمَرَّغُها الفُحُولُ
والمَرَاغَةُ : كسَحَابَةٍ : مُتَمَرَّغُ الدّابَّةِ كالمَراغِ أي : مَوْضِعُ تَمَرُّغِها وفي صِفَةِ الجَنَّةِ : مَرَاغُ دَوابِّها المِسْكُ
وقالَ أبو النَّجْمِ يصِفُ نَاقَةً :
" يَجْفِلُها كُلُّ سَنامٍ مُجْفِلِ
" لأْياً بَلأْيٍ في المَراغِ المُسْهِلِ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : المرَاغَةُ : الأتَانُ لا تَمْنَعُ الفُحُولَةَ وعِبَارَةُ اللَّيْثِ : لا تَمْتَنِعُ منَ الفُحُولِ
والمَرَاغَةُ : أُمُّ جَريرٍ الشّاعِرِ لَقَّبَهَا الفَرَزْدَقُ لا الأخْطَلُ ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ أي : مَرَاغَةٌ للرِّجالِ أي يَتَمَرَّغُ عليها الرِّجالُ أو لُقِّبَتْ لأنَّ أُمَّهُ وُلِدَتْ في مَرَاغَةِ الإبِلِ وهذا قَوْلُ الغُورِيِّ وقال ابنُ دُريدٍ : فأمّا قَوْلُ الفَرَزْدَقِ لجَريرٍ : يابْنَ المَرَاغَةِ فإنَّمَا يُعَيِّرُه ببَنِي كُلَيبٍ لأنَّهُم أصْحَابُ حَمِيرٍ وقالَ ابنُ عَبادٍ : وقيلَ : هي مَشْرَبُ النّاقَةِ الّتِي أرْسَلَها جَريرٌ فجَعَلَ لَها قِسْماً من الماءِ ولأهْلِ الماءِ قِسْماً قالَ الفَرَزْدَقُ يهْجُو جَرِيراً :
يا ابْنَ المَرَاغَةِ أيْنَ خالُكَ إنَّنِي ... خالِي حُبَيْشٌ ذُو الفَعالِ الأفْضَلُ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : المَرَاغَةُ : أمُّ جَريرٍ لَقَّبَها بهِ الأخْطَلُ حَيْثُ يَقُولُ :
وابْنُ المَرَاغَةِ حابِسٌ أعْيَارَهُ ... قَذْفَ الغَرِيبَةِ ما تَذُوقُ مِلالا أرادَ أُمَّهُ كانَتْ مَرَاغَةً للرِّجالِ ويُرْوَى رَمْيَ الغَرِيبَةِ ونَقَلَ الصّاغَانِيُّ هذا القَوْلَ في التَّكْمِلَةِ ثمّ قالَ : و الّذِي قالَهُ الجَوْهَرِيُّ حَرْزٌ وقِياسٌ والقَوْلُ ما قَالتْ حَذَامِ
ومَرَاغَةُ : د بأذْرَبِيجانَ منْ أشْهَرِ مُدُنِهَا
والمَرَاغَةُ : د لبَنِي يَرْبُوع ابنِ حَنْظَلَةَ قالَ أبو البِلادِ الطُّهَوِيُّ وكانَ خَطَبَ امْرَأَةً فزُوِّجَتْ منْ رجُلٍ منْ بَنِي عَمْروِ بنِ تَميمٍ فقَتَلَها فهَرَب :
" ألا أيُّهَا الظَّبْيُ الّذِي لَيْسَ بارِحاًجَنُوبَ المَلا بَيْنَ المَرَاغَةِ والكُدْرِ
" سُقِيتَ بعَذْبِ الماءِ هلْ أنْتَ ذاكِرٌلنَا مِنْ سُلَيْمَى إذْ نَشَدْناكَ بالذِّكْرِ ؟ وبَنُو المَرَاغَةِ : بُطَينٌ منَ العَرَبِ قالَه ابنُ دُرَيدٍ قالَ شَيْخُنَا : يُقَالُ : إنَّهُ منَ الأزْدِ
ويُقَالُ : هُوَ مَرَاغَةُ مالٍ كما يُقَالُ : إزاؤُهُ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ
قالَ : ورَجُلٌ مَرّاغَةٌ بالتَّشْدِيد وهُوَ : المَتمَرِّغُ
والمَرَائِغُ : كُورَةٌ بصَعِيدِ مِصْرَ غَرْبِيَّ النِّيلِ كذا في العُبابِ
قلتُ : أما الكُورَةُ فهِيَ المَعْرُوفَةُ الآنَ بجَزِيرَةِ شَنْدَوِيل وإذا أُطْلِقَتْ الجَزِيرَةُ في الصَّعِيدِ فالمُرادُ بها هِيَ وأما المَرَاغَةُ فهِيَ قَصَبَتُها وهِيَ قَرْيَةٌ صَغِيرَةٌ وقد دخَلْتُها وتُعَدُّ الآنَ منْ أعْمَالِ إخْمِيمَ ويُنْسَبُ إليْهَا الشَّيْخُ وقَارُ الدِّينِ أبو القاسِمِ بنُ أحْمَدَ بنِ عَبدِ الرَّحْمنِ المالِكيُّ صاحِبُ الزّاوِيَةِ بها وحَفِيدُه الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحْمَدَ بن أبي القاسِمِ سَمِعَ من ابنِ سِيِّدِ النّاسِ لَقِيهُ الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ كذا في تاريخِ السَّخَاوِيّوالمِمْرَغَةُ كمِكْنَسَةٍ : المِعَي الأعْوَرُ سُمِّي أعْوَرَ لأنَّهُ كالكِيسِ لا مَنْفَذَ لَهُ وسُمِّيَ بالمِمْرَغَةِ لأنَّهُ يُرْمَى بهِ كما في العُبابِ والصِّحاحِ واللِّسانِ
والمارِغُ : الأحْمَقُ لعَدَمِ حَبْسِهِ اللُّعابَ
والأمْرَغُ : المُتَمَرِّغُ في الرّذائِلِ وهُوَ مجازٌ وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" خالَطَ أخْلاقَ المُجُونِ الأمْرَغِ أي : خالَطَ الأخْلاقَ السَّيِّئَةَ المُنْتِنَةَ فصارَ كالمُتَمَرِّغِ في السَّوْءَاتِ وقدْ مَرِغَ عِرْضُه كفَرِحَ : دَنِسَ
وشَعَرٌ مَرِغٌ ككَتِفٍ : ذُو قَبُولٍ للدُّهْنِ
وأمْرَغَ الرَّجُلُ والبَعِيرُ كذلكَ : سالَ مَرْغُه أي لُعَابُه من جانِبَيْ فِيهِ وذلك إذا نامَ الإنْسَانُ
وأمْرَغَ الرَّجُلُ : كَثُرَ كَلامُه في خَطَإٍ ونَصُّ العُبابِ والصِّحاحِ : إذا أكْثَرَ الكَلامَ في غَيْرِ صَوابٍ ومِثْلُه في اللِّسَانِ
وأمْرَغَ العَجِينَ : أكْثَرَ ماءَهُ حتى رَقَّ لُغَةٌ في أمْرَخَهُ فلمْ يَقْدِرْ أنْ يُيَبِّسَهُ
ومَرَّغَ الدَّابَةَ في التُّرَابِ تَمْرِيغاً : قَلَّبَها ومَعَّكَهَا فتَمَرَّغَتْ
وتَمَرُّغَ الإنْسَانُ : تَقَلَّبَ وتَمَعَّكَ ومنْهُ حديثُ عَمّارٍ رضي الله عنه : أجْنَبْنا في سَفَرٍ ولَيْسَ عِنْدَنا ماءٌ فتَمَرَّغْنَا في التُّرَابِ ظَنَّ أنَّ الجُنُبَ يَحْتَاجُ أنْ يُوصِلَ التُّرَابَ إلى جَمِيعِ جَسَدِه كالماءِ
وعن ابنِ الأعْرَابِيِّ : تَمَرَّغَ الرَّجُلُ أي : تَنَزَّهَ
ومن المَجَازِ : تَمَرَّغَ الرَّجُلُ : إذا تَلَوَّى وتَقَلَّبَ منْ وَجَعٍ يَجِدُهُ تَشْبِيهاً بالدّابَّةِ
وتَمَرَّغَ الحَيَوانُ : رَشَّ اللُّعَابَ منْ فِيهِ قالَ الكُمَيْتُ يُعَاتِبُ قُرَيشاً :
فلَمْ أرْغُ ممّا كانَ بَيْنِي وبَيْنَها ... ولَمْ أتَمَرَّغْ أنْ تَجَنَّى غُضُوبُهَا قَوْلُه : فَلمْ أرْغُ منْ رُغاءِ البَعِيرِ
وقالَ أبو عمرو : تَمَرَّغَ المالُ : إذا أطالَ الرَّعْيَ في المَرْغَةِ أي : الرَّوْضَةِ
ومن المَجَازِ : تَمَرَّغَ في الأمْرِ : إذا تَرَدَّدَ فيهِ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ عَبادٍ
وقالَ أبو عَمْروٍ : تَمَرَّغَ على فُلانٍ : إذا تَلَبَّثَ وتَمَكَّثَ
وقالَ غَيْرُه : تَمَرَّغَ الرَّجُلُ : إذا صَبَغَ كذا بالباءِ المُوَحَدَّةِ والغينِ المُعْجَمَةِ في سائِرِ النُّسَخِ وفي بَعْضِها صَنَعَ بالنُّونِ والعينِ المُهْمَلَةِ وهو الصَّوابُ نَفْسَهَ بالادِّهانِ والتَّزَلُّقِ وهو مجازٌ
وممّا يستدْركُ عليهِ : الأمْرَغُ : الرَّجُلُ ذُو شَعَرٍ مَرِغٍ
والمَرْغُ : الإشْبَاعُ بالدُّهْنِ نَقَلَه اللَّيثُ
وأمْرَغَ عِرْضه ومَرَّغَهُ تَمْرِيغاً : دَنَّسَه نَقَلَه الصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَةِ وصاحِبُ اللِّسانِ وهو مجازٌ
ومارَغَهُ بالتُّرابِ مِراغاً : ألْزَقَهُ بهِ والاسْمُ : المَرَاغَةُ بالفَتْحِ
والمُمارَغَةُ : المُخاتَلَةُ
ومن المَجَازِ : هُوَ يَتَمَرَّغُ في النَّعِيمِ : أي : يَتَقَلَّبُ فيهِ
والمَرَاغَةُ : ماءٌ خَبِيثٌ لبَنِي كَلْبٍ
والأمْرَغُ : مَوْضِعٌ عن ابنِ دُرَيْدٍ ونَقَلَه ياقُوت أيْضاً عنْهُ
ومَرِيغَةُ بالفَتْحِ : مَوْضِعٌ