شَطَّ المنزِلُ يَشِطُّ ويَشُطُّ من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ شَطًّا وشُطُوطاً الأَخيرُ بالضَّمِّ : بَعُدَ وكلُّ بَعيدٍ : شَاطٌّ قالَ الشَّاعِر :
شَطَّ المَزارُ بجَدْوَى وانْتَهَى الأَمَلُ ... فلا خَيالٌ ولا عَهْدٌ ولا طَلَلُ وقالَ آخَرُ :
تَشُطُّ غَداً دارُ جِيرانِنَا ... ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ وشَطَّ عَلَيْهِ في حُكْمِه يَشِطُّ من حدِّ ضَرَبَ فقط شَطيطاً كذا في أُصول القاموس كأميرٍ والصَّوَابُ : شَطَطاً مُحَرَّكَةً : جارَ في قَضِيَّتِه كأَشَطَّ واشْتَطَّ . وفي الصّحاح : وحَكَى أَبُو عُبَيْدٍ : شَطَطْتُ عليه وأَشْطَطْتُ إِذا جُرْتُ . ونقَلَ صَاحِب اللّسَان هذا القولَ عن أَبي عُبَيْدٍ ولكنَّه قالَ : شَطَطْتُ أَشُطُّ بضمِّ الشِّين فجعَلَهُ من حدِّ نَصَرَ وعِبَارَة الجَوْهَرِيّ مُطْلَقةٌ فهو يرُدُّ عَلَى المُصَنِّف حيثُ جَعَلَهُ من حَدِّ ضَرَبَ فتأمَّل . وشَطَّ في سِلْعَتِه يَشُطُّ شَطَطاً مُحَرَّكَةً إِذا جاوَزَ القَدْرَ المَحْدودَ وتَباعَدَ عن الحَقِّ . وشَطَّ عَلَيْهِ في السَّوْمِ يَشُطُّ شَطَاطاً : أَبعدَ كأَشَطَّ وهذه أَكثَرُ وعِبَارَة الصّحاح : أَشَطَّ في السَّوْمِ واشْتَطَّ . أَبعَدَ . قالَ ابنُ بَرِّيّ : أَشَطَّ بمَعْنَى أَبْعَدَ وشَطَّ بمَعْنَى بَعُدَ وشاهِدُ أَشَطَّ بمَعْنَى أَبْعَدَ قَوْلُ الأَحْوَصِ :
أَلاَ يا لَقَوْمِي قد أَشَطَّتْ عَوَاذِلِي ... ويَزْعُمْنَ أَنْ أَوْدَى بحَقِّيَ بَاطِلِي
قالَ أَبُو عمرٍو : الشَّطَطُ : مُجاوَزَةُ القَدْرِ في بَيْعٍ أَو طَلَبٍ أَو احْتِكامٍ أَو غيرِ ذلِكَ من كلِّ شيءٍ مُشْتَقٌّ من شَطَّتِ الدَّارُ إِذا بَعُدَت . قُلْتُ : فظهرَ بذلك أَنَّ الشَّطَطَ مصدَرٌ لكُلِّ مَا ذُكِرَ من الأَفعالِ . وهي : شَطَّ في حُكْمِه وفي سِلْعَتِه وفي السَّوْمِ فتَخْصيصُ المُصَنِّف إِحْدَى مَصادِرِها بالشَّطيطِ كأَميرٍ - كما في سائرِ النُّسَخ - غيرُ صَوابٍ لأنَّهُ مُخالِفٌ لنُصوصِ الأَئِمَّةِ فتأَمَّل ذلك ومِنْهُ حديثُ ابنِ مسْعودٍ : " لها صَدَاقٌ كصَدَاقِ نِسائِها لا وَكْسَ ولا شَطَطَ " أَي لا نٌصانَ ولا زيادَةَ . وفي الكتاب العَزيز : " وأَنَّه كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً " . قالَ الرَّاجِزُ :
" يَحْمُونَ أَلْفاً أَنْ يُسَامُوا شَطَطَا وقالَ عَنْتَرَةُ :
شَطَّتْ مَزارَ العَاشِقينَ فأَصْبَحَتْ ... عَسِراً عَلَيَّ طِلابُها ابنَةُ مَخْرَمِ أَي جاوَزَتْ مَزارَ العاشِقِين فعَدَّاه حمْلاً عَلَى معنى جاوَزَتْ وفي الصّحاح : وفي حَديثِ تَميمٍ الدَّارِيِّ : " إِنَّك لشَاطِّي " أَي جائِرٌ عليَّ في الحُكْمِ . قُلْتُ : ونَصُّ الحَديثِ : أَنَّ رَجُلاً كلَّمَهُ في كَثْرَةِ العبادَةِ فقال : " أَرَأَيْتَ إِنْ كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعيفاً وأَنتَ مُؤْمِنٌ قَوِيٌّ أَإِنَّكَ لَشَاطِّي حتَّى أَحْمِلَ عَلَى ضَعْفِي فلا أَسْتَطيعَ فأَنْبَتَّ " . قالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هو من الشَّطَطِ وهو الجَوْرُ في الحُكْمِ يَقُولُ : إِذا كَلَّفْتَني مثلَ عَمَلِكَ وأَنتَ قَوِيٌّ وأَنا ضَعيفٌ فهو جَوْرٌ منكَ عليَّ . قالَ الأّزْهَرِيّ : جَعَلَ قولَه : شَاطِّي بمَعْنَى ظالِمِي وهو مُتَعَدٍّ . وقالَ أَبُو زَيْدٍ وأَبو مالكٍ : شَطَّ فلاناً يَشُطُّه شَطًّا وشُطُوطاً إِذا شَقَّ عَلَيْهِ وظَلَمَهُ قالَ الأّزْهَرِيّ : أَرادَ تَميمٌ بقوله : شَاطِّي هذا المعنى الَّذي قالَهُ أَبُو زَيْدٍ . والشَّطُّ : شاطِئُ النَّهرِ وجانِبُه وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : شَطُّ الوادي : سَنَدُه الَّذي يَلِي بَطْنَهُ . ج : شُطُوطٌ وشُطَّانٌ بضَمِّهِما وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
" رُكُوبُ البَحْرِ شَطًّا بَعْدَ شَطِّ وقالَ غيْرُهُ :
وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من شُطَّانِهِ ... بَقلٌ بظاهِرِه وبَقْلٌ مِتانِهِ ويُرْوَى : من شُطْآنِه جمعُ شاطِئٍ . ومن المَجَازِ : الشَّطُّ : جانِبُ السَّنَامِ وشِقُّه أَو نِصْفُه ولكلِّ سَنامٍ شَطَّانٍ وقالَ أَبُو النَّجْمِ :
" عُلِّقَتْ خَوْداً من بَنَاتِ الزُّطِّ
" ذاتَ جَهَازٍ مِضْغَطٍ مِلَطِّ
" كأَنَّ تَحْتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ
" شَطًّا رَمَيْتَ فَوْقَه بِشَطِّ
" لم يَنْزُ في الرَّفْعِ ولَمْ يَنْحَطِّ ج شُطُوطٌ بالضَّمِّ . والشَّطُّ : ة باليَمَامَةِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . وشَطُّ عُثْمانَ : ع بالبَصْرَةَ يُضافُ إِلَى عُثْمانَ بن أَبي العاصِ الثَّقَفيِّ الصَّاحِبيِّ رَضِيَ الله عَنْه كما في العُبَاب وراجَعْتُ في مَعاجِم الصَّحابةِ فوَجَدْتُ مَن اسْمُه عُثْمان من بَني ثَقيفٍ رَجُلَيْن : عُثْمان ابن عامر بن مُعْتب الثَّقَفيُّ ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ وعُثْمان الثَّقَفيّ نَزيل حِمْصَ ولم أَجِدْ عُثْمان بن أَبي العاص هذا فليُنْظر . والشَّطَاط كسَحابٍ وكِتابٍ . الطُّولُ وحُسْنُ القَوَامِ قالَ الهُذَلِيُّ :
لَهَوْتُ بِهِنَّ إذْ مَلْقي مَليحٌ ... وإذ أَنا في المَخيلَةِ والشَّطاطِأَو اعْتِدالُهُ عن ابن دُرَيْدٍ يُقَالُ : جارِيَةٌ شَطَّةٌ وشاطَّةٌ بَيِّنَةُ الشَّطاطِ والشِّطَاطِ . والشَّطَاطُ بالفَتْحِ : البُعْد كالشِّطَّةِ بالكَسْرِ ومِنْهُ الحَديثُ : " اللّهُمَّ إنّي أَعوذُ بكَ من وَعْثاءِ السَّفَرِ وكآبَةِ الشِّطَّةِ وسوء المُنْقَلَبِ " أَي بُعْدِ المَسافَةِ . والشَّطاطُ أَيْضاً : كُسارُ الآجُرِّ . ويُقَالُ : رَجُلٌ شاطٌّ بَيِّنُ الشَّطَاطِ والشَّطَاطَةِ بفَتْحِهِما . والشِّطَاطُ بالكَسْرِ وهو : البَعيدُ ما بَيْنَ الطَّرَفَيْن . وشَطَّطَ تَشْطيطاً : بالَغَ في الشَّطَطِ أَي الجَوْرِ والتَّجاوُر عن الحَدّ وقُرِئَ " ولا تُشَطِّطْ " بضَمّ التاء وفَتْح الشّين وهي قِراءةُ قَتادَة وقُرِئَ : " ولا تُشْطِطْ " بضَمِّ التّاء وكَسْرِ الطاء الأُولى وقَرَأ الحَسَن البَصْرِيُّ وأبو رَجاءٍ وأبو حَيْوَةَ واليَمانِيُّ وقَتادَةُ في إحْدَى رِوايَتَيْه وأبو إبراهيمَ وابنُ أَبي عَبْلَةَ " ولا تَشْطُطْ " بفَتْحِ التّاءِ وضمِّ الطّاء الأُولَى وقرأَ زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ : " ولا تُشاطِطْ " ومَعْنَى الكُلِّ : أَي لا تُبْعِدْ عن الحَقِّ . وأَشَطَّ في الطَّلَبِ : أَمْعَن كما في الصحاح ويُقَالُ : أَشَطَّ القَومُ في طَلَبِنا إشْطَاطاً إِذا طَلَبوهم مُشاةً ورُكْباناً . وأَشَطَّ في المَفازَةِ : ذَهَبَ كَأَنَّهُ أَبْعَدَ فيها . وغَديرُ الأَشْطاطِ : ع بمُلْتَقَى الطَّريقَيْنِ من عُسْفانَ للحاجِّ إِلَى مَكَّةَ شَرَّفها الله ومِنْهُ الحَديثُ : " أَيْنَ تَرَكْتَ أَهْلَك بغَديرِ الأَشْطَاطِ " وقالَ عُبَيْدُ الله بنُ قَيْس الرُّقَيّاتِ :
سَرِفٌ مَنْزِلٌ لِسَلْمَةَ فالظَّهْ ... رانِ مِنّا مَنازِلٌ فالقَصيمُ
فغَديرُ الأَشْطَاطِ منها مَحَلٌّ ... فبعُسْفانَ مَنْزِلٌ مَعْلومُ والشَّطْشاطُ : طائرٌ عن ابنِ دُرَيْدٍ قالَ : زَعَموا ذلك وليس بثَبَتٍ . والشَّطَوْطَى كخَجَوْجَى والشَّطُوط كصَبورٍ وعلى الأخير اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ : الناقَةُ الضَّخْمَةُ السَّنامِ كما في الصّحاح وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيّ وقالَ غيرُه : هي العَظيمَةُ جَنْبَي السَّنامِ ج : شَطائِطُ قالَ الرّاجِزُ يَصِفُ إبْلاً وراعِيَها :
" قد طَلَّحَتْهُ جِلَّةٌ شَطَائِطُ
" فَهْوَ لَهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ وقالَ أَبُو حِزامٍ العُكْلِيُّ :
فلا تُؤْمِرْ مُماءَرتِي وبُؤْلي ... فلَيْسَ يَبوءُ بَخْسٌ بالشَّطُوطِ وشَاطَّهُ مُشَاطَّةً : غالَبَهُ في الاشْتِطاطِ فشَطَّهُ شَطًّا : غَلَبَه . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : شَطَّ الرَّجُلُ : إِذا أَنْعَظَ نَقَلَهُ ابنُ القَطّاعِ . والمَشَطَّةُ كالمَشَقَّةِ وَزْناً ومَعْنًى وبمَعْنَى البُعْدِ أَيْضاً . والشُّطّانُ كرُمّانٍ : مَوْضِعٌ قريبٌ من المَدينَةِ المُشَرَّفَةِ قالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
وباقي رُسومٍ لا تَزالُ كأَنَّها ... بأَصْعِدَةِ الشُّطَّانِ رَيْطٌ مُضَلَّعُ ويُقَالُ : هو بَيْنَ الأَبْواءِ والجُحْفَةِ
شَوْطُ بَراحٍ : ابن آوَى نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والزَّمَخْشَرِيُّ وهو في العُبَاب عن ابن دُرَيْدٍ وقالَ : فأَمَّا قَوْلُهم : آوي فخَطَأٌ . وزادَ في اللّسَان : أَو دابَّةٌ غيرُه . ويُقَالُ : فُلانٌ شَوْطُه شَوْطُ باطِلٍ وهو الهَباءُ الَّذي يَدْخُل من الكُوَّة إِلَى البَيْت في الشَّمْسِ أَي لَيْسَ بشَيْءٍ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والجَوْهَرِيّ . وقالَ ابن دُرَيْدٍ : لَيْسَ بثَبَتٍ وقالوا : خَيْطُ باطِلٍ وهو أَصَحُّ الوَجْهَيْنِ إن شاءَ الله تعالى . وقالَ المُثْبِتون لهذه اللُّغَةِ : هي لُغَة في السِّين المُهْمَلَة . والشَّوْطُ : الجَرْيُ مَرَّةً إِلَى غايَةٍ وقد شاط يَشوطُ إِذا عَدا شَوْطاً إِلَى غايَةٍ ويُقَالُ : عَدا شَوْطاً أَي طَلَقاً كما في الصّحاح ج : أَشْواطٌ قالَ العَجّاجُ :
" والضِّغْن من تَتابُعِ الأَشْواطِ ويُقَالُ : طاف بالبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْواطٍ من الحَجَرِ إِلَى الحَجَرِ شَوْطٌ واحِدٌ كما في الصّحاح وهو في الأَصْلِ مَسافَةٌ من الأرْضِ يَعْدوها الفَرَسُ كالمَيْدانِ ونَحْوه . وكَرِهَ جَماعَةٌ من الفُقَهاء أنْ يُقَالَ لطَوْفاتِ الطَّوافِ : أَشْواطٌ . قُلْتُ : هو مَأْخوذ من قَوْلِ ابن فارِسٍ ونَصُّه : كانَ بعضُ الفُقَهاءِ يَكْرَهُ أن يُقَالَ طافَ بالبَيْتِ أَشْواطاً وكانَ يَقُولُ : الشَّوْطُ باطِل والطَّوافُ بالبَيْتِ من الباقِياتِ الصّالِحاتِ . قُلْتُ : فهو قد بَيَّنَ وَجْهَ الكَراهَةِ فإِنَّ أَصْلَ وَضْعِ الشَّوْطِ في مُضِيٍّ في غير تَثَبُّتٍ ولا في حَقٍّ ونَقَلَ شَيْخُنا أَنَّهُ رُوِيَ ذلِكَ عن الشَّافِعِيّ ومُجاهِدٍ . والشَّوْطُ : حائِطٌ عند جَبَلِ أُحُدٍ من بَساتينِ المَدينَةِ وقد جاءَ ذِكْرُه في حَديثِ المَرْأَة الجَوْنِيَّة . وفي العُبَاب : ومن ثَمَّ انْخَزَل عَبْدِ اللهِ بن أُبَيِّ بن سَلولَ يومَ أُحُدٍ راجِعاً قالَ قيس بنُ الخطيم الأَنصاريّ :
وبالشَّوْطِ مِنْ يَثْرِبَ أَعْبُدٌ ... ستَهْلِكُ في الخَمْرِ أَثْمانُها
وقالَ ابن شُمَيْلٍ : الشَّوْطُ : مَكانٌ بَيْنَ شَرَفَيْنِ من الأرْضِ يَأُخُذُ فيه الماءُ والنّاسُ كَأَنَّهُ طَريقٌ طولُه مِقْدارُ الدَّعْوَةِ أَي مَبْلَغُ صَوْتِ داعٍ ثمَّ يَنْقَطِعُ وضَبَطَه الزَّمَخْشَرِيُّ بالسّين المُهْمَلَة وقد مَرَّ ذِكْرُه هناك وج شِياطٌ ككِتابٍ وأَصْلُه شِواطٌ قُلِبَت الواوُ ياءً لانْكِسار مَا قَبْلَها كسَوْطٍ وسِياطٍ . قالَ : ودُخوله في الأرْضِ أَنَّهُ يُواري البَعيرَ وراكِبَه ولا يَكُونُ إلاَّ في سُهولِ الأرْضِ يُنْبِتُ نَبْتاً حَسَناً . وقالَ ابن الأَعْرَابِيّ : شَوَّطَ الرَّجُلُ تَشْويطاً إِذا طالَ سَفَرُه . وقالَ الكِلابِيُّ : شَوَّطَ القِدْرَ وشَيَّطَها إذْ أَغْلاها . وقالَ ابن عَبَّادٍ : شَوَّطَ اللَّحْمَ وشَيَّطَه : أَنْضَجَه هَكَذا نَقَلَهُ عنه الصَّاغَانِيّ وسَيَأْتِي أنَّ تَشْيِيطَ اللَّحْمِ وتَشْويطَه هو : أنْ يُدَخِّنَه ولا يُنْضِجَه . وشَوَّطَ الصَّقيعُ النَّبْتَ : أَحْرَقَه وكَذلِكَ الدَّواءُ تَذُرُّه عَلَى الجُرْحِ . وتَشَوَّطَ الفَرَسَ إِذا أَدامَ طَرْدَه إِلَى أنْ أَعْيا ولَغَبَ . وشوط : ع ببِلادِ طَيِّئٍ ظاهِرُه أَنَّهُ بالفَتْحِ وقالَ الصَّاغَانِيّ في كِتابَيْه : إِنَّهُ بالضَّمّ وأَنْشَدَ لامْرِئِ القَيْس :
فَهَلْ أَنا ماشٍ بَيْنَ شوطَ وحَيَّةٍ ... وهلْ أَنا لاقٍ حَيَّ قَيْسِ بن شَمَّرا ويُرْوَى : بَيْنَ شَحْطَ وحَيّةٍ وقد تَقَدَّم . وشَوْطَانُ كسَكْرانَ : ع قالَ كُثَيِّرٌ :
وفي رَسْمِ دارٍ بَيْنَ شَوْطانَ قد خَلَتْ ... ومَرَّ لها عامانِ عَيْنُك تَدْمَعُ وقالَ أَبُو سَهْمٍ الهُذَلِيّ :
بَذَلْتُ لهم بِذي شَوْطانَ شَدِّي ... غَداتَئِذٍ ولم أَبْذُلْ قِتالي وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : وقد يُسْتَعْمَلُ الشَّوْطُ في الرِّيحِ نَقَلَهُ اللَّيْثُ وأَنْشَدَ :
" ونازِح مُعْتَكِر الأَشْواطِ يَعْني الرِّيح . وشَوَّطَ سَفينَتَه إِذا سافَرَ بها وهو مأْخوذٌ من قَوْلِ ابن الأَعْرَابِيّ . والتَّشْويطَةُ اسمُ تِلْكَ المَسافَة وقد يُكْنَى بها عن الطّاعون والأَمْراضِ المُهْلِكَةِ وهو من ذلِكَ . ومن أَمْثالهم : الشَّوْطُ بَطينٌ ذَكَرَه الحَريريُّ في المَقامَة الحَضْرَمِيَّة يُضْرَب في طولِ الأمَد بحيثُ يُمْكِنُ أنْ يُسْتَدْرَكَ فيه مَا فاتَ وأَصْلُه قَوْلُ سُلَيْمان بن صُرَدٍ قالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه حين تأَخَّر عن وقْعَةِ الجَمَلِ . وشَوْطَى كسَكْرَى : هَضبَةٌ قالَ ابن مُقْبِلٌ :
ولو تَأَلَّفَ مَوْشِيًّا أَكارِعُه ... مِنْ فُدْرِ شَوْطَى بأَدْنَى دَلَّها أَلِفا ومِنْهُ : عَقيقُ شَوْطَى . وشاطٌ : حِصْنٌ بالأَنْدَلُس نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . وشَوائِطُ بالفَتْحِ : بَلْدَةٌ باليَمَنِ قُرْبَ تَعِزَّ منها الإمامُ شِهابُ الدِّين أَحمد بن عليِّ بن عُمَرَ بن أَحمد بن بَكْرٍ الشَّوائِطيُّ الحِمْيَرِيُّ الكَلاعِيُّ وُلِدَ بها سنة 781 وحَدَّث عن البُرْهان بن صِدِّيقٍ والجَمالِ بن ظَهيرَةَ والزَّيْنِ المَراغِيِّ ومات بمَكَّةَ تَرْجَمه الخَيْضَرِيُّ في الطَّبَقات
شاطَ الشَّيْء يَشيطُ شَيْطاً وشَيْطوطَةً وشِياطَةً بالكَسْرِ : احْتَرَق وخَصَّ بعضُهُم به الزَّيْتَ والرُّبَّ قالَ :
" كشائِطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ وشاطَ السَّمْنُ والزَّيْتُ إِذا خَثُرا أَو شاطَ السَّمْنُ إِذا نَضِجَ حتَّى كاد أنْ يَهْلِك . وفي الصّحاح حتَّى يَحْتَرقَ . وزادَ في العُبَاب ؛ لأَنَّه يَهْلِكُ حينَئذٍ . قالَ نُقادَةُ الأسَديُّ يَصِفُ ماءً آجِناً :
" أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا
" أَصْفَرَ مِثْلَ الزَّيْتِ لَمَّا شاطا وشاطَ فُلانٌ يَشيطُ أَي هَلَكَ ومِنْهُ حديثُ غَزْوةِ مُؤْتَةَ " إنَّ زَيْدَ بن حارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه قاتَلَ بِرايَةِ رَسولِ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم حتَّى شاطَ في رِماحِ القَوْمِ " . قالَ الأعْشَى :
قد نَخْضِبُ العَيْرَفي مَكنونِ فائِله ... وقد يَشيطُ عَلَى أَرْماحِنا البَطَلُ
هكذا هو في الصّحاح . وروى أَبُو عَمْرٍو : " قد نَطْعُنُ العَيْرَ " وفي حَديثِ عُمَرَ لمّا شَهِدَ عَلَى المُغيرَة ثلاثةُ نَفَرٍ بالزِّنا قالَ : " شاطَ ثلاثةُ أَرْباعِ المُغيرَةِ " . وكُلُّ مَا ذَهَبَ فَقَدْ شاطَ . ومِنْهُ : الشَّيْطانُ فَعْلان في قَوْلِ من قالَ : إنَّ اشْتِقاقَهُ من شاطَ واخْتَلَفوا فقيلَ : بمَعْنَى احْتَرَقَ وقِيل : بمعنَى هَلَكَ وقِيل : بمعنَى ذَهَبَ وقِيل : بمعنَى بَطَل ؛ لأنَّ من أَسمائه المُذْهِبُ والباطِلُ ويَدُلُّ عَلَى ذلِكَ قِراءةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ والأَعْمَشِ وسعيدِ بن جُبَيْرٍ وأبو البَرَهْسَمِ وطاوُوسٍ وما " تَنَزَّلَتْ به الشَّياطونُ " وقالَ بعضُهُم : هو فَيْعالٌ من شَطَن إِذا بَعُدَ . قالَ شيخُنا : وقد جَعَلَ سِيبَوَيْه - رحمه الله تعالى - في الكِتابِ نونَه زائِدَةً تارَةً وأَصْلِيّةً أُخْرى بِناءً عَلَى مَا ذَكَرْناه من الاشْتِقاقِ وإيّاه تَبِعَ المُصَنِّف فإِنَّه ذَكَرَه هُنا وأَعادَه في شطن إيماءً لذلك عَلَى عادَتِه فيما فيه من الأَلْفاظِ اشْتِقاقٌ أَو أَكْثَر والله أَعْلم . قُلْتُ : بَقِيَ عَلَيْهِ أَمْران : الأَوَّلُ أَنَّهُ إِذا كانَ من شاطَ يَشيطُ بمَعْنَى احْتَرَقَ فهو عَلَى حَقيقَته وإنْ كانَ من الشَّيْط بمعنَى الذَّهابِ والبُطْلانِ والهَلاكِ فإِنَّه مَجازٌ . والثّاني : الشَّيْطانُ مُنْصَرِفٌ فإذا سُمِّيَ به لم يَنْصَرِف وعلى ذلِكَ قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَويِّ :
وقد مَنَّتِ الخَذْواءُ مَنًّا عَلَيْهم ... وشَيْطانُ إذْ يَدعوهُمُ ويُثَوِّبُ فلم يَصْرِف شَيْطانَ وهو شَيْطانُ بنُ الحَكَمِ بن جُلْهُمَة والخَذْواءُ : فَرَسُه . ومن المَجَازِ : شاطَتِ الجَزورُ أَي تَنَفَّقَتْ وفي الصّحاح : أَي لمْ يَبْقَ منها نَصيبٌ إلاَّ قُسِمَ . قلتُ : وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيّ . وفي الأَسَاسِ : شاطَ لَحْمُ الجَزورِ إِذا ذَهَبَ مُقَسَّماً لمْ يَبْقَ مِنْهُ شيءٌ . ومن المَجَازِ : شاطَ الدِّماءَ إِذا خَلَطَها كَأَنَّهُ سَفَكَ دَمَ القاتِل عَلَى دَمِ المَقْتولِ كما في الصّحاح . وأَنْشَدَ للشّاعرِ وهو المُتَلَمِّسُ يُخاطِبُ الحارِثَ بن قَتادَةَ ابن التَّوْأَم اليَشْكُريَّ :
أَحارِثُ إنّا لَوْ تُشَاطُ دِماؤُنا ... تَزَيَّلْنَ حتَّى لا يَمَسَّ دَمٌ دَما ويُرْوَى : تُساطُ بالسِّين المُهْمَلَة من السَّوْطِ وهو الخَلْطُ وقد تَقَدَّم . ومن المَجَازِ : شاطَ فلانٌ في الأمْرِ بمَعْنى عَجِلَ . ومن المَجَازِ : شاطَ دَمُهُ أَي ذَهَبَ هَدَراً وبَطَلَ وكُلُّ مَا ذَهَبَ فَقَدْ شاطَ . وشاطَتْ القِدْرُ إِذا لَصِقَ بأَسْفَلِها شَيءٌ مُحْتَرِقٌ كما في العُبَاب وفي الصّحاح : إِذا احْتَرَقَتْ ولَصِقَ بها الشَّيْءُ . وأَشاطَهُ إشاطَةً : أَحْرَقَهُ يُقَالُ : أَشاطَ الزَّيْتَ وأَشاطَ القِدْرَ كشَيَّطَهُ تَشْييطاً . وأَشاطَهُ إشاطَةً : أَهْلَكَهُ . ومن المَجَازِ : أَشاطَ اللَّحْمَ أَي لَحْمَ الجَزورِ : فَرَّقَهُ وبَضَعَهُ وقَسَمَه وفي الصّحاح : شاطَت الجَزورُ وأَشاطَها فلانٌ وذلِكَ أنَّهم إِذا اقْتَسَموها وبَقِيَ بَيْنَهُم سَهْمٌ فيقال : من يُشيطُ الجَزورَ ؟ أَي مَن يُنَفِّقُ هذا السَّهْمَ ؟ قالَ الكُمَيْتُ :
نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهيدَ من الكُو ... مِ ولَمْ نَدْعُ من يُشيطُ الجَزوراومن ذلِكَ حَديثُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ خَطَبَ فقال : " أَخْوَفُ مَا أَخافُ عليكُم أَنْ يُؤْخَذَ الرَّجُلُ المُسْلِمُ البَريءُ فيُدْسَرَ كما تُدْسَرُ الجَزورُ ويُشاطَ لَحْمُهُ كما يُشاطُ لَحْمُ الجَزورِ ويُقَالُ : عاصٍ وليس بعاصٍ . فقال : عليّ رَضِيَ الله عَنْه : وكيفَ ذاكَ ولَمّا تَشْتَدَّ البَلِيَّةُ وتَظْهَرِ الحَمِيَّةُ وتُسْبَ الذُّرِّيَّةُ وتَدُقَّهُمُ الفِتَنُ دَقَّ الرَّحَى بثِفالِها ؟ فقال عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه : مَتَى يَكُونُ ذلِكَ يا عليُّ ؟ قالَ : إِذا تَفَقَّهوا لِغَيْرِ الدِّين وتَعَلَّموا لغَيْرِ العَمَل وطَلَبوا الدُّنيا بعَمَلِ الآخِرَةِ " هو من أَشاطَ الجَزَّارُ الجَزورَ إِذا قَطَّعَها وقَسَمَ لَحْمَها كما في العُبَاب واللّسَان . ومن المَجَازِ : أَشاطَ السُّلْطانُ دَمَهُ أَي أَهْدَرَهُ . ويُقَالُ : أَشاطَ دَمَه وبِدَمِه أَي أَذْهَبَه وكَذلِكَ : أَشاطَهُ ومِنْهُ حديثُ عُمَر : " القَسامَةُ توجِبُ العَقْلَ ولا تُشيطُ الدَّمَ " أَي يُؤْخَذُ بها الدِّيَةُ ولا يُؤْخَذُ بها القِصاصُ يعني : لا تُهْلِك الدَّمَ رأساً بحيث تُهْدِرُه حتَّى لا يَجِبَ فيه شيءٌ من الدِّيةِ . أَو أَشاطَ بدَمِه إِذا عَمِلَ في هَلاكِهِ أو أَشاطَهُ وأَشاطَ بدَمِه وأَشاطَ دَمَه إِذا عَرَّضَه للقَتْلِ وهذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقالَ ابن الأَنْباريّ : شاطَ فلانٌ بدَمِ فُلانٍ : معْناهُ عَرَّضَه للهلاكِ ويُقَالُ : شاطَ دَمُ فُلانٍ إِذا جَعلَ الفِعْل للدَّمِ فإذا كانَ للرَّجُلِ قِيل : شاطَ بدَمِه وأَشاطَ دَمَهُ . وأَشاطَ دَمَ الجَزورِ هو مَأْخوذٌ من حَديث سَفينَةَ مَوْلَى رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم ورَضِيَ الله عَنْه " أَنَّهُ أَشاطَ دَمَ جَزور بِجِذْلٍ فأَكلَه " قالَ الأَصْمَعِيّ : أَي سَفَكَهُ وأَراقَهُ وأَرادَ بالجِذْلِ عوداً أَحَدَّهُ للذَّبْحِ . ومن المَجَازِ : اسْتَشاطَ فُلانٌ عَلَيْهِ إِذا الْتَهَبَ غَضَباً . وفي الصّحاح : وغَضِبَ فُلانٌ واسْتَشاطَ أَي احْتَدَمَ كَأَنَّهُ الْتَهَبَ في غَضَبِه . قالَ الأَصْمَعِيّ : هو من قَوْلِهم : ناقَةٌ مِشْياطٌ وفي الحَديث : إِذا اسْتَشاطَ السُّلْطانُ تَسَلَّطَ عَلَيْهِ الشَّيْطانُ أَي تَحَرَّق من شِدَّةِ الغَضَبِ وتَلَهَّبَ وصارَ كَأَنَّهُ نارٌ تسَلَّط عَلَيْهِ الشَّيْطانُ فأَغْراه بالإيقاعِ بمَنْ غَضِبَ عَلَيْهِ وهو اسْتَفْعَل من شاطَ يَشيطُ إِذا كادَ أنْ يَحْتَرِقَ . ومن المَجَازِ : اسْتَشاطَ الحَمامُ إِذا طارَ نَشيطاً . ومن المَجَازِ : اسْتَشاطَ الرَّجُلُ من الأمْرِ إِذا خَفَّ لهُ واحْتَدَّ وتَحَرَّقَ . ومن المَجَازِ : المُسْتَشيطُ : المُبالِغُ في الضَّحِكِ ورَوَى ابن شُمَيْلٍ بإسْنادِه إِلَى النَّبيِّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم أَنَّهُ مَا رُئي ضاحكاً مُسْتَشيطاً قالَ مَعْناه : ضاحِكاً ضَحِكاً شَديداً كالمُتَهالِك في ضَحِكِه . ومن المَجَازِ : المُسْتَشيطُ من الجِمالِ : السَّمينُ . وقد اسْتَشاطَ البَعيرُ أَي سَمِنَ كما في الصّحاح وفي شَرحِ الدِّيوان : أَي تَطايَرَ السِّمَنُ فيه . والمِشْياطُ كمِحْرابٍ : السَّريعَةُ السِّمَنِ منها يُقَالُ : ناقَةٌ مِشْياطٌ وهي الَّتِي يُسْرِعُ فيها السِّمَنُ وهو مَجازٌ من إسْراعِ المُشَيِّطِ وعَجَلَتِه لا يَصْبِرُ بالشِّواءِ حتَّى يَسْكُنَ لِسانُ النّار كما في الأَسَاسِ ج مَشَاييطُ وفي بعض نُسَخِ الصّحاح : مَشَايطُ وقالَ غيرُه : بَعيرٌ مِشْياطٌ وإبْلٌ شياط وقالَ أَبُو عَمْرٍو : المَشَاييطُ : هي الإِبِل الَّتِي تُجْعَلُ للنَّحْرِ من قولِهِم : شاطَ دَمُه . والتَّشْييطُ لَحْمٌ يُصْلَح ويُشْوَى لِلْقَوْمِ اسمٌ كالتَّمْتينِ . والمُشَيَّطُ كمُعَظَّمٍ اسمٌ مِثْله . والشَّيِّطُ كسَيِّدٍ عَلَى فَيْعِلٍ : فَرَسُ خُزَزَ بن لَوْذانَ السَّدوسِيِّ الشَّاعِر وهو ابن النَّعامَةِ والشَّيِّطُ أَيْضاً فَرَسُ أُنَيْفِ بن جَبَلَةَ الضَّبِّيِّ كما في العُبَاب وهو جَدُّ داحِسٍ من قِبَلِ أُمِّه فيما زَعَم العَبْسِيُّون وله يَقُولُ الشَّاعِر :
أُنَيْفُ لقَدْ بَخِلْتَ بعَسْبِ عَوْدٍ ... عَلَى جارٍ لِضَبَّةَ مُسْتَرادِكما في أَنْسابِ الخَيْلِ لابن الكَلْبِيِّ . وتَشَيَّطَ اللَّحْمُ : احْتَرَقَ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" بعدَ انْشِواءِ الجِلْدِ أَو تَشَيُّطِهْ ومن المَجَازِ : تَشَيَّط فُلانٌ إِذا نَحِلَ من كَثْرَةِ الجِماعِ وهَلَكَ عن أَبي عمرٍو . والشَّيْطِيُّ كصَيْفِيٍّ : الغُبَارُ السَّاطِعُ في السَّماءِ قالَ القُطَامِيُّ :
تَعَادِي المَرَاخِي ضُمَّراً وفي جُنُوبِها ... وهُنَّ من الشَّيْطِيِّ عَارٍ ولابِسُ يَصِفُ الخَيْلَ وإِثارَتَها الغُبَارَ بسَنابِكِها . وشِيطَى كضِيزَى : عَلَمٌ من الأَعْلامِ . والشِّيَاطُ ككِتابٍ : رِيحُ قُطْنَةٍ مُحْتَرِقَةٍ كما في الصّحاح . والشَّيِّطانِ ككَيِّسٍ مُثَنَّى شَيِّطٍ : قاعانِ بالصَّمّانِ في أَرْضِ تَميمٍ لبَنِي دارِمٍ أُحَدُهما طُوَيْلع أَو قريبٌ مِنْهُ فيهِما مَسَاكاتٌ للمَطَرِ قالَ النَّابِغَة الجَعْدِيُّ يَصِفُ ناقةً :
كأَنَّها بعدَ مَا طالَ النَّجَاءُ بِها ... بالشَّيِّطَيْن مَهَاةٌ سُرْوِلَتْ رُمَلاَ ويُرْوَى : سُرْبِلَتْ ويُرْوَى : بعد مَا أَفْضَى النَّجاءُ بها أَرادَ خُطوطاً سُوداً تَكُونُ عَلَى قَوائِمِ بَقَرِ الوَحْشِ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : شَيَّطَ القِدْرَ تَشْيِيطاً : أَغْلاَها كشَوَّطَها عن الكِلابِيِّ . وقالَ اللَّيْثُ : التَّشَيُّطُ شَيْطُوطَةُ اللَّحْمِ إِذا مَسَّتْهُ النَّارُ يَتَشَيَّطُ فيُحْرَق أَعْلاهُ ويَشِيطُ الصُّوف . ويُقَالُ : شَيَّطْتُ رَأْسَ الغَنَمِ وشَوَّطْتُه إِذا أَحْرَقْتَ صُوفَه لتُنَظِّفُه . وشَيَّطَ فُلانٌ اللَّحْمَ إِذا دَخَّنَهُ ولم يُنْضِجُه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ يَهْجو بَنِي كُرْزٍ :
لَمَّا أَجابَتْ صَفيراً كانَ آيَتَهَا ... من قابِسٍ شَيَّطَ الوَجْعاءَ بالنَّارِ وشَيَّطَ الطَّاهي الرَّأْسَ والكُراعَ إِذا أَشْعَلَ فيهِما النَّارَ حتَّى يَتَشَيَّطَ مَا عَلَيْهِما من الشَّعْرِ والصُّوفِ كشَوَّطَ . وتَشَيَّطَ الدَّمُ إِذا عَلاَ بصَاحِبِه . ولَحْمٌ شائِطٌ : مُحْتَرِقٌ كالشَّاطِي كما يُقَالُ في الهائرِ هَارٍ . قالَ العَجَّاجُ :
" بِوَلْقِ طَعْنٍ كالحَريقِ الشَّاطِي والإِشَاطَةُ : تَقْطِيعُ لَحْمِ الجَزُورِ قَبْلَ التَّقْسيمِ عن ابنِ شُمَيْلٍ . والتَّقْسيمُ أَيْضاً وقد ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ . وقالَ أَبُو عمرٍو : شَيَّطَ فُلانٌ من الهَبَّةِ نَحَلَ من كَثْرَةِ الجِماعِ وهُو مَجَازٌ كَتَشَيَّطَ وهذه قد ذَكَرَها المُصَنِّفُ . واسْتَشَاطَ فُلانٌ : تَحَرَّقَ وأَيْضاً أَشْرَفَ عَلَى الهَلاكِ . وفي الحَرْبِ : اسْتَقْتَلَ وهُو مَجَازٌ وأَنْشَدَ ابنُ شُمَيْلٍ :
أَشَاطَ دِمَاءَ المُسْتَشِيطِينَ كُلِّهِمْ ... وغُلَّ رُؤُوسُ القَوْمِ فيهِمْ وسُلْسِلُوا وشَيَّطَ الصَّقيعُ النَّبْتَ والدَّواءَ الجُرْحَ : أَحْرَقَهُ وهُو مَجَازٌ كما في الأَسَاسِ . ووَسْمٌ مُسْتَشَاطٌ : طُلِبَ مِنْهُ أَنْ يَشِيطَ فشَاطَ أَي طارَ كُلَّ مَطِيرٍ وانْتَشَرَ في السَّاعِدِ وبه فُسِّرَ قَوْلُ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ :
كوَشْمِ المِعْصَمِ المُغْتَالِ عُلَّت ... نَوَاشِرُه بوَشْمٍ مُسْتَشَاطِ وعن ابن الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ : بَيْنَهما مُشَايَطَةٌ أَي كَلامٌ مُخْتَلِفٌ أَوْرَدَه الصَّاغَانِيّ في غ ي ط . وشَيْطانُ الطَّاقِ : لَقَبُ أَبي جَعْفَرٍ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ النُّعْمانِ الكُوفِيّ كانَ في حُدُودِ الثَّمانينَ ومائة وطائِفَةٌ من الرَّافِضَة يُعْرَفُونَ بالشَّيْطَانِيَّة مَنْسُوبونَ إِلَيْه ذَكَرَهُ الشَّهْرِسْتانِيُّ . ونَهْرُ الشَّيْطانِ ذَكَرَهُ ياقوت في المعجم . وشَيْطَانُ العِراقِ : لَقَبُ أَنُوشِرْوَانَ الضَّريرِ الشَّاعِر كانَ ببَغْدادَ في سنة 555
فصل الصَّاد مع الطَّاءِ المهملتين
المشْطُ مُثَلَّثَة الأَوّلِ وحَكَى جَمَاعَةٌ التَّثْلِيثَ في شِينِهِ أَيْضاً كما نَقَلَهُ شَيْخُنَا عن شُرُوح الشِّفَاءِ قالَ : وعِنْدِي فيه نَظَرٌ وأَنْكَرَ ابنُ دُرَيْدٍ المِشْطَ بالكَسْرِ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الضَّمِّ وهو أَفْصَحُ لُغَاتِهِ . ومن لُغاتِه : المَشِطُ ككَتِفٍ وقال الكِسَائيّ : المُشُطُ مِثَالُ عُنُقٍ
وعن أَبِي الهَيْثَمِ وَحْدَهُ : المُشُطُّ مِثالُ عُتُلٍّ وأَنْشَدَ :
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُنِي غَنِيّاً عَنْكُمُ ... إِنَّ الغَنِيَّ عَنِ المُشُطِّ الأَقْرَعُ وقال ابنُ بَرّيّ : ومن أَسْمائهِ المِمْشَطُ مِثَالُ مِنْبَرٍ والمِكَدُّ والمِرْجَلُ والمِسْرَحُ والمِشْقَا بالقَصْرِ والمَدِّ والنَّحِيتُ والمُفَرَّجُ كُلُّ ذلِكَ آلَةٌ يُمْتَشَطُ أَيْ يُسَرَّح بِهَا الشَّعرُ
ج : أَمْشَاطَ كعُنُقٍ وأَعْنَاقٍ وقُفْلٍ وأَقْفَالٍ وكَتِفٍ وأَكْتَافٍ ومِشَاطٌ بالكَسْرِ مِثْلُ سُلُبٍ وسِلاَبٍ . أَنْشَد ابنُ بَرّيّ لسَعِيد بنِ عَبْد الرَّحْمنِ بنِ حَسّان :
" قَدْ كُنْتُ أَغْنَى ذِي غِنَىً عَنْكُمْ كَماأَغْنَى الرِّجالِ عن المِشَاطِ الأَقْرَعُ قلتُ : وقال المُتَنَخِّلُ :
كأَنَّ على مفَارِقِهِ نَسِيلاً ... مِنَ الكَتّانِ يُنْزَعُ بالمِشَاطِ والمُشْطُ بالضَّمِّ : مِنْسَجٌ يُنْسَجُ بِهِ مَنْصُوباً . يُقَالُ : ضَرَبَ النَّاسِجُ بِمُشْطِهِ وأَمْشَاطِهِ وهوَ مَجازٌ
والمُشْطُ : نَبْتٌ صَغِيرٌ ويُقَالُ له مُشْطُ الذِّئْبِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ولَيْس فيه الواو زاد في اللسان : له جِرَاءٌ كجِرَاءِ القِثّاءِ . وفي التَّهْذِيب والصّحاح : المُشْطُ : سُلاَمَيَاتُ ظَهْرِ القَدَمِ وهي العِظَامُ الرِّقَاقُ المُفْتَرِشَةُ على القَدَمِ دُونَ الأَصَابِعِ يُقَالُ : انْكَسَرَ مُشْطُ قَدَمِهِ وقامُوا عَلَى أَمْشَاطِ أَرْجُلِهِم وهو مَجازٌ . والمُشْطُ من الكَتِفِ : عَظْمٌ عَرِيضٌ كما في الصّحاحِ . وفي التَّهْذِيب : ومُشْطُ الكَتِفِ : اللَّحْمُ العَرِيضُ . والمُشْطُ : سِمَةٌ للإِبِلِ على صُورَةِ المُشْطِ . قال أَبُو عَلِيّ : تَكُونُ في الخَدِّ والعُنُقِ والفَخِذِ . قال سِيبَوَيهِ : أَمّا المُشْطُ والدَّلْوُ والخُطَّافُ فإِنّمَا يُرِيدُ أَنَّ عَلَيْهِ صُورَةَ هذِه الأَشْيَاءِ . وبَعِيرٌ مَمْشُوطٌ : سِمَتُهُ المُشْطُ . والمُشْطُ : سَبَجَةُ فيها أَفْنَانٌ وفي وَسَطِهَا هِرَاوَةٌ يُقْبَضُ عليها وتُسَوَّى بِهَا القِصَابُ ويُغَطَّى بها الحُبُّ أي الدَّنُّ . والمَشْطُ بالفَتْح : الخَلْطُ عن الفَرّاءِ : يقال : مَشَطَ بَيْنَ الماءِ واللَّبَنِ . والمَشْطُ : تَرْجِيلُ الشَّعرِ . ظَاهِرُه أَنَّه من حَدِّ نَصَر وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً . وفي المُحْكَمِ والمِصْباح : مَشَطَ شَعرَهُ يَمْشُطُهُ ويَمْشِطُهُ مَشْطاً من حَدِّي نَصَرَ وضَرَبَ أَيْ رَجَّلَهُ . والمُشَاطَةُ كثُمامَةٍ : ما سَقَطَ منه عِنْدَ المَشْطِ وقد امْتَشَطَ وامْتَشَطَتِ المَرْأَةُ . ومَشَطَتْهَا المَاشِطَةُ مَشْطاً كما في الصّحاحِ . والمَاشِطَة : التي تُحْسِنُ المَشْطَ وحِرْفَتُهَا المِشَاطَةُ بالكَسْرِ على القِيَاسِ . ومِنَ المَجَازِ : مَشِطَتِ النّاقَةُ كفَرِحَ مَشَطاً : صَارَ عَلَى جَانِبَيْهَا وفي الأَسَاس : جَنْبَيْهَا كالأَمْشاطِ من الشَّحْمِ كمَشَّطَت تَمْشِيطاً كما في اللّسَان والأَسَاس . ومَشِطَتْ يَدُهُ إِذا خَشُنَتْ مِنْ عَمَلٍ . أَوْ مَشِطَتْ يَدُهُ أَي دَخَلَ فيها شَوْكٌ ونَحْوُه كشَظِيَّة من الجِذْعِ نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وهو قَوْلٌ للأَصْمَعِيّ . وفي بَعْضِ نُسَخ المُصَنَّف لأَبِي عُبَيْدٍ : مَشِظَتْ يَدُهُ بالظّاءِ المُشَالَةِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : وهِيَ لُغَةٌ أَيْضاً وذَكَرَها الجَوْهَرِيُّ هناك كما سَيَأْتِي . ورَجُلٌ مَمْشُوطٌ : فيه دِقَّةٌ وطُولٌ . وقال الخَلِيلُ : المَمْشُوطُ : الطَّوِيلُ الدَّقِيق
ويُقَال للمُتَمَلِّق : هو دائِمُ المَشْطِ على المَثَلِ . والأُمَيْشِطُ كأُمَيْلِح : ابْن الأَعْرَابِيّ جاءَ ذِكْرُه في الشِّعْرِ قال ابنُ الرِّقاعِ :
فَظَلَّ بصَحْرَاءِ الأُمَيْشِطِ بَطْنُه ... خَمِيصاً يُضاهِي ضِغْنَ هَادِيَةِ الصُّهْبِ كذَا في المُعْجَمِ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَليه : لِمَّةٌ مَشِيطٌ أَيْ مَمْشُوطَةٌ . والمَشَّاطَةُ : الجَارِيَةُ الَّتِي تُحْسِنُ المِشَاطَةَ وقد اسْتَعْمَلَ بَعْضَ المُحْدَثِينَ المَشَّاطَ في شِعْره فقال :
" لَمْيَاء لَمْ تَحْتَجْ لِمَشَّاطِوالمِشْطَةُ : ضَرْبٌ من المَشْطِ كالرِّكْبَةِ والجِلْسَةِ نقله الجَوْهَرِيّ . والمَمْشُوطُ : المَمْشُوقُ . وبَعِيرٌ أَمْشَطُ مِثْلُ مَمْشُوطٍ . والمِشْطُ بالكَسْرِ : قَرْيَةٌ بالمُنُوفِيّة . ومشطَا : قَرْيَةٌ بالصَّعِيدِ
والمَشَّاط ككَتَّانٍ : مَنْ يَعْمَلُ المُشْطَ . وابنُ الأَمْشَاطِيّ : مُحَدِّثٌ فَقِيهٌ وهو الشَّمْسُ مُحمَّد بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنِ ابنِ إِسْمَاعِيلَ العنْتَابِيّ المِصْرِيّ أَخَذَ عن الشَّمْسِ ابنِ الجَزَرِيّ وعنه السَّخاوِيّ