" الشِّقْصُ بالكَسْر : السَّهْمُ " . قال ابنُ دُرَيْد : يُقَال : لي في هذا المال شِقصٌ أي سَهْم ومنه الحَدِيثُ " من أَعْتَقَ شِقْصاً من مَمْلوكٍ فعَلَيْهِ خَلاصُهُ في مَالِهِ فإِنْ لم يَكُن له مَالٌ قُوِّمَ المَمْلُوكُ قِيمَة عَدْلٍ ثمَّ اسْتُسْعىَ غَيْر مَشْقُوق عَلَيْه " . الشِّقْصُ أَيضاً : " النَّصِيبُ " من الشَّيْء . قال الشَّافِعِيُّ - رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه - في باب الشُّقْعَة : فإِن اشْتَرَى شقْصاً من ذلكَ أَراد بالشِّقْص نَصيباً مَعْلُوماً غَيْرَ مَفْرُوز . قال شَمِرٌ : قال خَالِدٌ : النَّصيبُ و " الشِّرْكُ " والشِّقْصُ وَاحدٌ قال شَمِرٌ : " كالشَّقيص " : وهو في العَيْنِ المُشْتَرَكَةِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قال الأَزْهَرِيُّ : وإِذا فُرِزَ جاز أَنْ يُسَمَّى شِقْصاً . ويُقَال : لك شقْصُ هذا وشَقيصُه كما تَقُولُ : نصْفُه ونَصيفُه . والجَمْعُ من كُلِّ ذلك أَشْقَاصٌ وشقَاصٌ . " وهو " أَي الشَّقِيص أَيْضاً : " الشَّرِيكُ " . يُقَال : هو شَقِيصِي أَيْ شَريكي في شقْصٍ من الأَرْض الشَّقِيصُ : " الفَرَسُ الجَوَادُ " الفارِهُ . وقال اللَّيْثُ : الشَّقيصُ في نَعْتِ الخَيْلِ : فَرَاهَةٌ وجَوْدَةٌ قال ولا أَعْرِفُه . قال ابنُ دُرَيْد : الشَّقِيصُ : " القَلِيلُ من الكَثِير " . وقال غَيْرُه : وكذلِك الشِّقْص . يقال : أَعْطَاهُ شقْصاً منْ مَاله وشَقيصاً من مَاله وقِيلَ : هو الحَظُّ . " والمشْقَصُ كمِنْبَرٍ : نَصْلٌ عَرِيضٌ " من نِصَالِ السِّهام قالَهُ ابنُ دُرَيد " أَو " هُوَ " سَهْمٌ فيه ذلكَ " أَي نَصْلٌ عَريضٌ وهذا قولُ ابنِ فارِس . قيل : المِشْقَصُ : " النَّصْلُ الطَّوِيلُ " وليس بالعَرِيض فأَمَّا الطَّوِيلُ العَرِيضُ من النِّصال فهو المعْبَلَةُ وهذا عن الأَصْمَعيّ كما رَواهُ عنه أَبو عُبَيْد . وقال الجَوْهَريُّ : المشْقَصُ من النِّصَال : ما طَالَ وعَرُضَ وقال :
" سِهَامٌ مَشَاقِصُها كالحِرَاب قال ابنُ بَرّيّ : وشَاهدُه أَيضاً قَوْلُ الأَعْشَى يَهجُو عَلْقَمَةَ بنَ عُلاَثَةَ :
فَلَوْ كُنتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ جُرَامَةً ... ولو كُنْتُمُ نَبْلاً لكنْتُم مَشَاقِصَا وقد تكرّر ذِكْرُه في الحَديث مُفْرَداً ومَجْمُوعاً . " أَوْ " هو " سَهْمٌ فيه ذلكَ " أَي النَّصْلُ الطَّوِيلُ . وقالَ اللَّيْثُ : المِشْقَصُ : سَهْمٌ فِيه نَصْلٌ عَريضٌ " يُرْمَى به الوَحْشُ " . قال الأَزْهَرِيّ : هذا التَّفْسِيرُ للمِشْقَصِ خِلاَفُ ما حُفِظَ عن العَرَب . قلتُ : وسَبَقَ له في " ح ش أ " أَنَّ المِشْقَصَ السَّهْمُ العَرِيضُ النَّصْلِ مثل قَوْل اللَّيْث سَوَاءً . وقِيل : المِشْقَصُ على النِّصْفِ من النَّصْلِ ولا خَيْرَ فيه يَلْعَبُ به الصِّبْيَانُ وهو شَرُّ النَّبْلِ وأَحْرَضُه يُرْمَى به الصَّيْدُ وكُلُّ شَيْءٍ . " وتَشْقِيصُ الجَزَرَة أَي " الذَّبِيحَة - منْ شاة وأَمّا الإِبِلُ فالجَزُورُ تَعْضِيَتُها و " تَفْصيلُ أَعْضائها " بَعْضِهَا من بَعْضٍ " سِهَاماً مُعْتَدِلَةً بينَ الشُّركاءِ " . ومنه حَدِيثُ الشَّعْبِيّ : " مَنْ بَاعَ الخَمْرَ فَلْيُشَقِّص الخَنَازِيرَ " معناه : فلْيُقَطِّع الخَنَازِيرَ قِطَعاً أَو يُفَصِّلْها أَعْضاءً كما تُفَصَّلُ الشَّاةُ إِذا بِيع لَحْمُهَا . يُقَال : شَقَّصَه يُشَقِّصُه . منه " المُشَقِّصُ كمُحَدِّثٍ : القَصَّابُ " والمَعْنَى : مَن استَحَلَّ بَيْعَ الخَمْرِ فليَسْتَحِلَّ بَيْعَ الخِنْزيرِ فإِنَّهُمَا في التَّحْرِيم سَواءٌ وهذا لَفْظٌ معنَاه النَّهْيُ تَقْدِيرهُ : مَنْ باعَ الخَمْرَ فَلْيَكُن للخَنَازِيرِ قَصَّاباً . جعَلَه الزَّمَخْشَرِيّ من كَلامِ الشَّعْبِيّ وهو حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ رَوَاه المُغيرَةُ ابنُ شُعْبَةَ وهو في سُنُنِ أَبِي دَاوُود . وممّا يُسْتَدْرك عليه : الشِّقْصُ : القطْعَةُ ن الأَرْض والطّائفَةُ من الشَّيءِ . والشَّقيصُ : الشيءُ اليَسير . قال الأَعْشَى :
فَتلْكَ الَّتي حَرَمَتَكْ المَتَاعَ ... وأَوْدَتْ بِقَلْبِك إِلاّ شَقيصَا وأَشَاقِيصُ : اسمُ مَوْضعٍ وقيلَ : هُوَ مَاءٌ لبَني سَعْد قال الرَّاعِي :
يُطعْن بجُوْنٍ ذي عَثَانينَ لَمْ تَدَعْ ... أَشاقيصُ فيهِ والبَديّان مَصْنَعَا أَرادَ به البُقْعَةَ فأَنَّثَه