المَشَحُ محرّكةً : اصطكاكُ الرَّبْلَتين قد تقدّم ضبْط هذه اللفْظَة وسيأْتي في موضعه أَيضاً إِن شَاءَ اللّه تعالى أَو هو احتراقُ باطِن الرُّكبةِ لخُشونةِ الثَّوْبِ أَو هو أَن يَمسَّ باطنُ إِحدَى الفَخِذَين باطِنَ الأُخرَى فيَحدُث لذلك مَشَقٌ وتَشقُّق . وقد مَشَح لغة في المهملة وقد تقدّم وأَمْشَحَتِ السَّنَةُ : أَجْدَبَتْ وصَعُبتْ . وأَمْشَحَت السَّمَاءُ : تَقَشَّعَ عنها السَّحَابُ . ومما يستدرك عليه : عُمارَةُ بن عامر بن مَشِيح بن الأَعور كأَميرٍ له صُحبة
" الشِّيحُ بالكسر : نَبْتٌ " سُهْليّ يُتَّخَذ من بعضِه المَكَانِس وهو من الأَمرَارِ له رائحةٌ طَيِّبة وطَعْمٌ مُرُّ وهو مَرْعَىً للخَيْل والنَّعَم ومَنَابِتُه القِيعَانُ والرِّياضُ قال :
" في زاهرِ الرَّوْضِ يُغَطِّي الشِّيحَا وجمعه شِيحانٌ . قال :
يَلوذُ بِشِيحانِ القُرَى من مُسِفَّةِ ... شآمِيَةٍ أَو نَفْحِ نَكْباءَ صَرْصَرِ " وقد أَشاحتِ الأَرْضُ " إشذا أَنْبَتَتْه . الشِّيح : " بُرْدٌ يَمَنِيّ " . والمَشَيَّح : هو المُخطَّط . قال الأَزهريّ : ليس في البُرُود والثِّيَاب شِيحٌ ولا مُشَيَّح بالشين معجمةً من فَوْق والصَّواب : السَّيْحُ والمُسيَّحُ بالسِّين والياءِ في باب الثِّياب ؛ وقد ذُكر ذلك في موضعه . الشِّيحُ : " الجادُّ في الأُمورِ " في لُغَة هُذَيْل والجَمْع شياحٌ " كالشّائح والمُشيح " . قال أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذليّ يَرْثي رَجُلاً من بني عَمِّه ويَصف مواقفه في الحَرْب :
وَزَعْتَهُمُ حتّى إِذا ما تَبَدَّدُوا ... سرَاعاً وَلاَحَتْ أَوْجُهٌ وكُشُوحُ
بَدَرْتَ إِلى أُولاَهُمُ فسَبَقْتَهُمْ ... وشَايَحْتَ قبْلَ اليَوْمِ إِنّك شِيحُ وقال الأَفْوَه :
وبرَوْضَةِ السُّلاّنِ مِنّا مَشْهَدٌ ... والخَيْلُ شائِحَةٌ وقد عَظُمَ الثُّبَا الشِّيح : " الحَذِر " . " وقد شاحَ وأَشاحَ على حَاجتِه " وقال ابن الأَعرابيّ : الإِشاحَةُ : الحَذَرُ ؛ وأَنشد لأَوْس :
في حَيْثُ لا تَنْفَعُ الإِشاحَةُ مِنْ ... أَمْر لمنْ يُحَاوِلُ البِدَعَا والإِشاحَةُ الحَذَرُ والخَوْفُ لمَن حاولَ أَن يَدْفَع الموتَ ومُحاوَلَتُه دَفْعَه بدْعَةٌ . قال الأَزهريّ : ولا يكون الحَذرُ بغير جِدٍّ مُشيحاً . وقولُ الشاعر :
تُشِيحُ على الفَلاةِ فتَعْتَليها ... ببَوْعِ القَدْر إِذْ قَلقَ الوَضينُ أَي تُديمُ السَّيْر . والمُشيح : المُجِدّ . وقال ابن الإِطْنابَة :
وإِقْدَامِي على المَكْرُوهِ نَفْسي ... وضَرْبي هامَةَ البَطَلِ المُشيحِ " وشايْحَ مُشَايَحَةً وشِيَاحاً " . ورجلٌ شائحٌ : حَذِرٌ . وشايَحَ وأَشاحَ : بمعنَى حَذِرَ . وأَنشد الجَوْهَريّ لأَبي السَّوْداءِ العِجْليّ :
" إِذا سَمِعْنَ الرَّزَّ منْ رَباحِ
" شَيَحْنَ مِنه أَيَّما شِيَاحِ أَي حَذِرْنَ . ورَبَاح : اسمُ رَاعٍ . وتقول : إِنه لمُشيحٌ : حازِمٌ حَذِرٌ . وأَنشد
أَمُرّ مُشِيحاً مَعِي فِتْيةٌ ... فمِن بين مُؤْدٍ ومن حاسرِ " والشائِح : الغَيُور كالشَّيْحَان بالفتح " لحَذَره على حُرَمِه وأَنشد المفضل :
لما اسْتَمَرّ بها شَيْحَانُ مُبْتَجِحُ ... بالبَينِ عنك بها يَرْآك شَنْآنَا والفتح من رواية أَبي سعيد وأَبي عَمْرٍو . " وهو " أَي الشَّيْحَان : " الطَّويلُ " الحَسَنُ الطُّولِ وأَنشد :
مُشِيحٌ فوق شَيْحانٍ ... يَدُورُ كأَنّه كَلِبُ" ويُكْسَر " قال الأَزهريّ : وهكذا رواه شَمِرٌ وأَبو محمد . كذا في هامش الصّحاح . نقل الأَزهريّ عن خالد بن جَنْبَةَ : الشَّيْحَانُ : " الذي يتَهَمَّس عَدْواً " أَراد السُّرعةَ . الشَّيْحَان أَيضاً : " الفَرَسُ الشَّدِيدُ النَّفَسِ " . وناقَةٌ شَيْحَانةٌ أَي سَرِيعةٌ " وجَبَلٌ عالٍ حَوَالَي القُدْس " . " والشِّياحُ بالكسر : القَحْطُ والحِذارُ والجِدُّ في كلِّ شيْءٍ " . ورجلٌ شائِحٌ : حذِرٌ جادٌّ . " والشِّيحةُ بالكسر : ماءَةٌ شَرْقيَّ فَيْد " بينهما يومٌ وليلةٌ وبينها وبين النِّباجِ أَربعٌ . وقيل : هي ببطن الرُّمَّة . وقيل : بالحَزْنِ ديار يَرْبُوع . وقيل : بالخاءِ المعجمة . الشِّيحةُ " : ة بحَلَب منها يُوسُفُ بن أَسْبَاط " ورَفيقه محمّدُ بن صَغِيرٍ " وعبد المُحْسن بنُ محمّدِ " ابنِ عليّ " التاجر المُحَدِّث " كُنْيَته أَبو منصورٍ كَتَبَ الحديثَ بالشّام ومصر والعراق وحَدَّث مات سنة 489 ؛ " ومولاه بَدْر " كُنْيته أَبو النَّجْمِ رُوميّ أَسْمَعه الحديثَ وأَعتَقه فنُسِبَ إليه هكذا ذكرَه الحافظ أَبو سَعد وروى عنه ؛ وابنه محمّد بن بَدرٍ " من شُيوخ المُوَفَّق عبدِ اللّطِيف ؛ أَبو العبّاس " أَحمدُ بنُ سعيدِ بنِ حَسنٍ " عن أَبي الفرج أَحمدَ بنِ محمّدٍ القَزازي وأَبي الطّيِّب بن غَلْبُون ؛ أَبو عليّ " أَحمدُ ابن محمّد بن سَهْل " الأَنطاكيّ روَى عن مُطَيَّن وطَبقتِه وعنه عليّ بنُ إِبراهِيمَ بنِ عبد الله الأَنطاكيّ وعلاَءُ الدّين عليُّ بنُ محمدِ بنِ إِبراهيمَ بنِ عُمَرَ بنِ خليلٍ البغداديّ الصُّوفيّ . " والمُحَدِّثون الشِّيحِيُّون " . وفاته مسعودٌ أَخو عبد المحسن المذكور روَى عنه أَبو الرِّضا أَحمدُ بنُ بدْرِ بنِ عبد المحسن ؛ وكذلك أَبو الحُسين عبدُ الله بنُ أَحمدَ بنِ سعيدِ بنِ الحسنِ الشِّيحيّ خالُ عبدِ المحسن المذكور روى القراآتِ عن أَبي الحسن بن الحَماميّ . " والمَشْيُوحاءُ ويُقْصَر : مَنْبِتُ الشِّيحِ " أَي الأَرضُ الّتي تُنْبِت الشِّيحَ . قال أَبو حَنيفَةَ : إِذَا كَثُر نَبَاتُه بمكانٍ قيل : هذه مشيوحاءُ . وهكذا في التّهذيب عن أَبي عُبَيْدٍ عن الأَصمعيّ . وأَنكَره المفضَّلُ بن سَلَمةَ في كتابه الّذي ردَّ فيه على صاحب العين ؛ كذا في هامش . الصّحاح ونقل السُّهيليّ في الرَّوض عن أَبي حَنِيفةَ في كتاب النبات : أَن مَشْيُوحَاءَ اسمٌ للشِّيحِ الكثيرِ . قال شيخنا : وسبق الكلام على مَفْعُولاَءَ ووقوعِه جمعاً وماله من النظائر في علج . قلت : ويُنْظَر في هذا مع ما أَسلفناه من النقل ويُتأَمَّلْ . يُقال : " هم في مَشْيوحاءَ " من أَمْرِهم وعليه اقتصرَ الجوْهَريّ " ومَشِيحَى من أَمْرِهم " - هكذا مقصوراً . وذكره ابنُ مالك في التّسهيل في الأَوزان الممدودة - " أَي في أَمرٍ يَبْتَدِرُونه " هكذا في الصّحاح " أَو في اختلاطٍ " وهكذا في اللّسان . وفي شرح الكافية لابن مالك قال : وعلى هذا فهو بالجيم من نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ ووَزنُه فَعِيلاءُ لا مَفْعِلاءُ . قال شيخُنا : حُكمُه عليه بأَنه بالجيم إِنْ كان لمجردِ تفسيرِه بالاختلاط ففيه نَظَرٌ ؛ وإِن كان لعَدَمِ وُرودِه بالحاءِ المهملة بمعنى الاختلاطِ كما هو ظاهرٌ فلا إِشكال . قلت : وقد صَحَّ وروده بالحاءِ المهملةِ بمعنَى الاختلاطِ كما هو في اللّسان وغيرِه فكلامُ ابنِ مالكٍ محلُّ نَظَرٍ وتأَمُّلٍ . وقال ابنُ أُمّ قاسمٍ وغيرُه تبعاً للشَّيْخ أَبي حَيَّانَ في شروحهم على التّسهيل : القَوْمُ في مَشِيحَاءَ من أَمرهم أَي في جِدٍّ وعَزْمٍ . " وشَايَحَ : قاتَلَ " كذا في التّهذيب وأَنشد
" وشايَحْتَ قبلَ اليومِ إِنك شِيحُ" والمُشِيح : الجادّ المُسرِع . وفي حديثِ سَطيحٍ " علَى جَمَلٍ مُشِيح " وقال الفَرّاءُ : المُشيحُ على وَجْهَيْنِ : " المُقْبِلُ عليك " وفي بعض النُّسخ : إِليك " والمانِعُ لما وراءَ ظَهْرِه " . وبه فسّرَ ابنُ الأَثير حديث : " اتَّقُوا النّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ . ثم أَعْرَض وأَشاحَ " أَو بمعنى الحَذَر والجِدِّ في الأُمور أَي حَذِرَ النّارَ كأَنّه نَظَر إِليها أَو جَدّ على الإِيصاءِ باتِّقائِها أَو أَقبلَ إِليك بخِطابه . وقيل : أَشاحَ بوَجْهِه عن الشَّيْءِ : نَحّاه . وقال ابن الأَعرابيّ : أَعْرَضَ بوَجْهِه وأَشاحَ أَي جَدّ في الإِعراض . وقال غيرُه : وإِذَا نَحَّى الرَّجُلُ وَجْهَه عن وَهَجٍ أصابَه وعن أَذىً قيل : أَشَاحَ بوَجْهِه . " والتَّشْيِيح : التَّحْذيرُ والنّظَرُ إِلى الخَصْمِ مُضَايَقَةً " وهذَا عن ابن الأَعْرَابيّ . وقد شَيَّحَ : إِذا نَظَرَ إِلى خَصْمِه فضايَقَه . " وذو الشِّيح : ع باليمامَةِ " إِن لم يَكن مُصَحِّفاً من السِّين المهملةِ موضِعٌ آخرُ " بالجَزيرة " . " وذاتُ الشِّيحِ : ع في ديارِ بني يَرْبُوع " بالحَزْن . " وأَشَاحَ الفَرسُ بذَنَبِه " : إِذا أَرْخَاه ؛ نقله الأَزهريّ عن الليث " وصَحَّفَ الجَوْهَرِيّ " وإِنما الصَّوَاب بالسين المهملة ؛ قاله أَبو منصور " وإِنما أَخَذَه من كتاب " العين تَصنيف " اللَّيْث " . قال شيخُنَا : ولا يُحْكَم على ما في كتاب الليث أَنه تَصْحِيف إِلاّ بثَبتِ . والمصنِّف قَلَّدَ الصّاغانيّ وسَبَقَه أَبو منصور . " وأَشْيَحُ كأَحْمَدَ : حِصْنٌ باليَمَن "
فصل الصّاد المهملة مع الحاءِ المهملة