الصِّرَّةُ بالكسر : شِدَّةُ البرْدِ حكاها الزَّجّاجُ في تفسيرِه أو البَرْدُ عامَّةً حُكيتْ هذه عن ثعْلبٍ كالصِّرِّ فيهما بالكسر أيضاً . وقال اللَّيثُ : الصِّرُّ : البَرْدُ الذي يضْرِبُ النباتَ ويَحُسُّه وفي الحديث " أنّه نَهَى عمّا قَتَله الصِّرُّ من الجَرادَ " أي البَرْد . قال الزَّجّاجُ : الصَّرَّةُ : أشَدُّ الصِّياحِ يكونُ في الطّائِرِ والإنسانِ وغيرهما وبه فُسِّر قوله تعالى " فأقْبَلَتِ امْرَأتُه في صَرَّةٍ " ويقال جاءَ في صَرَّةٍ وجاءَ يصْطَرُّ أي في ضَجَّة وصَيْحَةٍ وجَلَبَةٍ
والصَّرَّةُ بالفتح : الشِّدَّةُ من الكَرْبِ والحَرْبِ والحَرِّ وغيرها ولا يَخْفي ما بين الحَرْبِ والحَرِّ من الجِنَاس المُذَيَّلِ . وصَرةُ القَيْظِ : شِدتهُ وشِدةُ حَرِّه وقد فُسِّرَ قولُ امريءِ القَيْسِ :
فأَلْحَفَهُ بالهادِياتِ ودُونه ... جَواحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ
بالشدَّةِ من الكَرْبِ . الصَّرَّةُ : العَطْفَةُ . الصَّرَّةُ : الجَمَاعةُ وبه فَسَّرَ بعضٌ قولَ امريءِ القيسِ المُتَقَدَّمَ أي في جَماعةٍ لم تتَفَرَّق . الصَّرَّةُ : تَقْطِيبُ الوَجْهِ من الكَرَاهةِ . الصَّرَّةُ : الشاةُ المُصَرّاةُ وسيأتي معنى المُصراة قريباً . الصَّرَّةُ : خَرَزَةٌ للتَّأخِيذِ يُؤْخِّذُ بها النّسَاءُ الرِّجالَ . هذه عن اللحيانيّ . الصُّرَّةُ بالضَّمِّ : شَرْجُ الدراهمِ ونَحْوِها كالدَّنانِير معروفَةٌ وقد صَرَّها صَراًّ . وصَرَرْتُ الصُّرةَ : شَدَدْتُهَا . ورِيحٌ صِرٌّ بالكسر وصَرْصَرٌ إذا كانت شَديِدَة الصَّوْتِ أو شَدِيدَةَ البَرْدِ . قال الزَّجّاجُ : وصَرْصَرٌ متكررٌ فيها الرّاءُ كما يُقالُ : قَلْقَلْتُ الشيْءَ وأقْلَلْتُه إذا رَفَعْتَه من مَكانه وليس فيه دَليلُ تَكْرِيرٍ وكذلك صَرْصَرٌ وصِرٌ وصَلْصَلٌ وصِلٌّ إذا سَمِعْتَ صَوتَ الصّرِيرِ غير مُكَرَّر قلت : صَرَّ وصَلَّ فإذا أَرَدْتَ أن الصوتَ تكرر قُلْتَ : قد صَلصَلَ وصَرْصَرَ . وقال الأَزْهَرِيّ : " بِريح صَرْصَرٍ " أي شديدة البَرْدِ جِداً . وقال ابنُ السِّكِّيتِ : ريحٌ صَرْصَرٌ فيه قولان : يقال : أَصْلُهَا صَرَّرٌ من الصِّرّ وهو البَرْدُ فأَبْدَلُوا مكانَ الراءِ الوُسطى فاءَ الفعل كما قالوا تَجَفْجَفَ الثوبُ وكُبْكُبِوا وأصله تَجَفَّفَ وكُبِّبُوا . ويقال : هو من صَريرِ البابِ ومن الصَّرَّةِ وهي الضجة قال عز وجَل " فأَقْبَلَت امرَأَتُهُ في صَرَّةٍ " قال المفسرون : في ضَجَّةٍ وصَيْحَةٍ . وقال ابنُ الأنباريّ في قوله تعالى " كَمَثَلِ رِيحٍ فيهَا صِرٌّ " ثلاثة أقوال : أَحدها : فيها بَرْدٌ . والثاني فيها تَصْوِيتٌ وحَرَكة . وروى عن ابنِ عباس قولٌ آخر فيها صِرٌّ قال : فيها نارٌ . وصُرَّ النّبَاتُ بالضمِّ صَراًّ : أَصابهُ الصِّرُّ أي شِدة البَرْدِ . وصَرَّ كفَرَّ يَصِرُّ كيَفِرُّ صَراًّ بالفتح وصَرِيراً كأميرٍ : صَوتَ وصاحَ شَديداً أَي أَشَدَّ الصِّيَاحِ كصَرْصَرَ قال جَرِيرٌ يَرْثِي ابنه سَوَادَةَ :
قالُوا نَصِيبكَ من أجْرٍ فقُلتُ لَهُمْ ... من للعَرِينِ إِذا فَارقْتُ أشْبَالي
" فارَقْتَنيِ حينَ كَفَّ الدَّهْرُ من بَصَري
" وحينَ صِرتُ كعَطْمِ الرَّمَّةِ البَاليِ
ذاكُمْ سَوَادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحمِ ... بازٍ يُصَرْصِرُ فوقَ المَرْقَبِ العالِي . قال ثعلب : قيل لامرأة : أَي النّسَاءِ أبْغَضُ إِليْكِ ؟ فقالتْ : التي إن صَخِبَتْ صَرْصَرَتْ . وصَرَّ الجُندَبُ يَصرُّ صَرِيراً وصَرَّ البابُ يَصِيرُّ وكُلُّ صَوتٍ شِبْه ذلك فهو صَرِيرٌ إذا امتدَّ فإذا كانَ فيه تخْفِيفٌ وتَرْجِيعٌ في إعادةٍ ضُوعِف كقولك : صَرْصَرَ الأخْطَبُ صَرْصَرَةً كأنهم قدَّرُوا في صوتِ الجُنْدُبِ المَدَّ وفي الصوتِ الأخْطَبِ التَّرْجيعَ فحَكَوْه على ذلك وكذلك الصَّقْرُ والبازِيّ . صَرَّ صِمَاخُه صَريراً : صاحَ من العَطشِ . وقال ابنُ السّكِّيت : صَرتْ أُذُنِي صَريراً إذا سَمِعْت لها دَوياًّ . وصَرَّ البابُ والقَلمُ صَريراً أي صَوَّتَ . وفي الأساس : صَرَّت الأُذنَ سُمِعَ لها طَنينٌ . وصَرَّ صَماخُة من الظَّمإ . وصَرَّ الناقةَ وصَرَّ بها يَصُّرها بالضمّ صَراً بالفَتْح : شَدَّ ضَرْعها بالصِّرَارِ فهي مَصْرُورةٌ ومُصَرَّرَةٌ وفي حديث مالكِ ابن نُوَيْرة حين جمَع بَنُو يَرْبوع صَدَقاتهم ليُوَجِّهُوا بها إلى أبي بكرٍ رضي الله عنه فمنَعهم من ذلك وقال :
وقُلْتُ خُذُوها هذهِ صَدَقاتُكُمْ ... مُصَرَّرَة أخْلافُها لم تُحَرَّدِ
سأجْعَلُ نفْسي دُونَ ما تَحْذَرُونه ... وأرْهَنُكُم يوماً بما قُلْتُه يديوصَرَّ الفرَسُ والحِمارُ بأذُنه يَصرُّ صَراً وصَرَّها وأصَرَّ بها : سَوَّاها ونَصَبَها للاسْتِماعِ كصَرَّرَها وقال ابن السِّكِّيتِ : يقالُ : صَرَّ الفَرَس أثذُنَيْهِ : ضَمَّهُما إلى رأسِه فإذا لم يُوقِعُوا قالُوا : أصَرَّ الفرسُ بالألف وذلك إذا جَمَعَ أذُنَيْه وعَزَمَ على الشَّدِّ . وقال غيرهُ : جاءَتِ الخَيْلُ مُصِرَّةً آذانها أَي مُحَدِّدَةً آذَانَها رافعةً لها وإنما تَصُرُّ آذانها إذا جَدَّتْ في السَّيْرِ . الصِّرَارُ ككَتابٍ : ما يُشَدُّبهِ الضَّرْعُ ج أَصِرَّةٌ وهو الخَيْطُ الذي تُشَدُّ به التَّوادِي على أَطْرافِ النَّاقَةِ وتُذَيَّرُ الأَطْباءُ بالبَعرِ الرَّطْبِ لئلاّ يُؤَثِّرَ الصِّرَارُ فيها . وقال الجَوهريّ : الصِّرَارُ : خَيْطٌ يُشدّ فوقَ الخِلْفِ لئلاّ يَرْضَعَها وَلدها وفي الحديث " لايَحِلُ لرَجُل يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ أَنْ يَحُلّ صِرارَ ناقةِ بِغَيْرِ إِذْنِ صاحِبِها فإنه خاتمُ أَهْلِها قال ابنُ الأثير : من عادَةِ العَرَبِ أن تَصُرَّ ضُروع الحَلُوباتِ إذا أَرْسلوها المَرعى سارحَةً ويُسمونَ ذلك الرَّبَاطَ صِراراً فإذا رَاحت عَشِياًّ حُلتْ تلكَ الأصِرَّةُ وحُلِبَتْ فهي مَصْرُورَةٌ ومُصَرَّرَةٌ قال وعلى هذا المعنى تأوّلُوا قولَ الشافِعيِّ فيما ذَهَب إليه في أمرِ المُصَرَّاةِ . وقال الشاعرُ :
إذَا اللَّقَاحُ غَدَتْ مُلقًي أصِرَّتُها ... ولا صَرِيمَ من الوِلدَ انِ مَصْبُوحُ الصِّرَارُ : ع بِقُرْبِ المَدينةِ . على ساكِنها أَفضلُ الصلاة والسلام وهو ماءٌ مُحْتَفَرٌ جاهليّ على سَمْتِ العِراقِ . وقيل : أُطُمٌ لبني الأشْهَلِ قلت : وإليه نُسب محمدُ بنُ عبدِ الله الصَّرَاريّ ويقال فيه : محمدُ بنُ إبراهيمَ الصِّرَارِيّ والأول أصحّ روى عن عَطاءٍ وعنه بكْرُ ابنُ مُضَرَ هكذا قاله أئمة الأنساب وقال الحافظُ بنُ حَجَر : إنما رَوىَ عن عَطَاءٍ بواسِطَةِ ابنِ أبي حُسينِ . قلْت : وابنُ أَبي حُسين هذا هو عبدُ الله بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ أبي حُسين رَوَى عن عَطَاءٍ . والمُصَرَّاةُ : المُحَفَّلَةُ على تحويل التضعيف . أو هي مِنْ صَريَّ يُصري . تصريةً فحملّ ذِكرهِ المعتل . وناقةٌ مُصِرَّةٌ : لا تدشرّ قال أُسامةُ الهُذليُّ :
أَقَرّتْ على حُول عَسُوسٌ مُصِرةٌ ... ورَاهَقَ أَخلافَ السَّدِيسِ بُزُولهُا والصَّرَرُ محركةً : السُّنْبُلُ بعَما يُقصِّبُ وقبل أن يَظْهَر . هو السُّنْبُلُ ما لم يَخْرُجْ فيهِ القَمحُ قاله أبو حنيفة واحِدَته صَرَةٌ وقد خالفَ هنا قاعدَته وهي قولُه وهي بهاءٍ . وقد أَصرّ السُّنْبُلُ . وقال ابنُ شُمَيْل : أَصَرَّ الزَّرْعُ إِصْراراً إذا خَرَجَ أَطرافُ السَّفاءِ قبل أن يَخْلُصَ سُنْبُلُه فإذا خَلَصَ سُنْبُلُه قيل قد أَسْبَلَ وقال في مَوضعٍ آخرَ : يَكونُ الزَّرْعُ صَرَاً حينَ يَلْتَوِي الوَرَقُ ويَيْبَسُ طَرَفُ السُّنْبُلِ وإن لم يَخْرُجْ فيه القَمْحُ . وأَصَرَّ يَعدُو إذا أَسرعَ بعضَ الإِسْرَاعِ ورواه أبو عُبيْد : أضرَّ بالضاد وزعَم الطُّوِسي أنه تَصحيفٌ . أصَرَّ على الأَمْرِ : عَزَم ومنه يقال : هُو مِني صِري بالكسر وأَصِرَّي بفتح الهَمزة وكسر الصاد والراءِ وصِرَّي بكسر الصاد وفْتحِ الراءِ المشدَّدَةِ وأَصِرَّي بزيادة الهمزة وصُري بضَمّ الصاد وكسر الراءِ وصُرَّي بفتح الراءِ المشدّدَة أَي عَزيمةٌ وجدٌ . وقال أَبو زَيدْ : إنها منَّي لأصِريِّ أي لحقيقةٌ وأنشد أبو مالكٍ :
فدْ عَلِمتْ ذاتُ الثَّنايا الغُرِّ ... أَنّ النَّدَى من شِيمَتي أصِرِّيأي حقيقة . وقال أبو سَمال الأسديّ حين ضَلَّت ناقَتُه : اللهُمَّ إِنْ لم تَرُدَّهَا عليَّ فلمْ أصَلِّ لكَ صَلاةً . فَوَجَدَها عَنْ قَرِيبٍ فقال : علمَ اللهُ منِّي صِرّي أي عَزمٌ عليه . وقال ابنُ السِّكِّيتِ : إنها عَزيمةٌ مَحتومةٌ قال : وهي مُشْتَقَّةٌ من أَصْرَرْت على الشَّيْئِ إذا أَقمتَ ودُمتَ عليه ومنه قوله تعالى " ولَمْ يُصِرُّوا علَى ما فَعَلوا وَهمْ يَعملونَ " . وقال أبو الهيثمِ : أَصِرَّ أي اعزِمِي كأنه يُخاطبُ نَفْسَه من قولكَ : أَصَرَّ عَلَى فِعله يُصرُّ إصْراراً إذا عَزم عَلَى أن يَمضيَ فيه ولا يَرجع . وفي الصحاح : وقد يقال : كانت هذه الفَعْلةُ مِّني أَصِري أي عَزيمَةً ثم جُعلت الياءُ ألفاً كما قالوا : بأبي أنتَ وبِأبَا أَنتَ وكذلك صِري وصِرَّي وعلى أن يُحذف الألفُ من إصِري لا على أنها لغة صرَرْتُ على الشيءِ وأَصْرَرْتُ
وقال الفراءِ : الأَصلُ في قولهم : كانت مني صِري وأَصِريِّ أي أَمْرٌ فلما أرادوا أن يُغِّيروه عن مذهبِ الفعل حَوَّلُوا ياءَه ألفاً فقالوا : صِرَّي واَصِرَّي كما قالوا : نُهىَ عن قِيلَِ وقَالٍَ . وقال : أُخْجَتا من نية الفِعْل إلى الأسماءِ قال : وسمْتُ العَرَبَ تقُولُ : أَعْيَيْتَنِي من شُبَّ إلى دُبَّ ويُخْفَضُ فيقال : من شُبٍّ إلى دُبٍّ ومعناه : فعَل ذلك مُذْ كان صغيراً إلى أن دَبَّ كبيراً . وصَخْرَةٌ صَرَّاءُ : صَماءُ وفي اللسان : مَلْساءُ . وفي التكملة : وحجرٌ أَصَرَّ : صُلْبٌ . ورَجلٌ صَرُورٌ كصبُورٍ وصَرُورَةٌ بالهاءِ وصَرَارَةٌ كسَحابة وصَارُورَةٌ كقَارورَة وصَارُورٌ بغير هاءٍ وصَرُورِيّ وصارُورِيّ كلاهما بياءِ النسَب وصارُوراءُ كعاشوراءَ عن الكسائيّ نقله الصّاغانيّ . قال شيخنا : يُحلقُ بنظائرِ عاشُوراءَ التي أنكرَها ابنُ دُريدْ . انتهى والمعروف في الكلام رجُل صَرورٌ وصَرُورَةٌ : لم يَحُجَّ قَطُّ وأَصلُه من الصِّر : الحَبسْ والمَنع وقد قالوا : صَرُورِيٌَََّ وصارُورِيٌّ فإذا قلْت ذلك ثَنَّيْت وجَمَعت وأَنَّثْتَ . وقال ابنُ الأعرابيّ : كلُّ ذلك من أوله إلى آخره مثَنَّى مَجموعٌ كانت فيه ياءُ النَّسبِ أو لم تكن ج صَرَارةٌ وصَرَارٌ بالفتَتْح فيهما . الصّارُورَةُ والصارُورُ : هو الذي لم يَتَزوَّجْ للوَاحِدِ والجَميِع . وكذلك المؤنّث . والصَّرُورةُ في شعرِ النَّبِغةِ : الذي لم يأتِ النّسَاءَ كأنه أَصرّ على ترْكِهِنَّ وفي الحديثِ " لا صَرُورَةَ في الإسلامِ " . وقال اللحيانيّ : رَجُلٌ صَرُورَةٌ ولا يُقال إلا بالهاءِ . وقال ابن جِني : رَجلٌ صَرُورَةٌ وامرأَةٌ صَرُورَةٌ ليست الهاءُ لتأنيثِ الموصوف بما هي فيه وإنما لحِقتَ لإعلامِ السامِعِ أنَّ هذا الموصوفَ بما هي فيه قد بلغَ الغايةَ والنهايةَ فجعلَ تأنيثُ الصِّفةِ أَمارةً لما أُرِيد من تأْنِيثِ الغَايَةِ والمُبَالَغَةِ . وقال الفراءُ عن بعضِ العَرَبِ : قال : رَأيتُ أقواماً صَرَاراً بالفَتْح واحدُهُم صَرَارَةٌ . وقال بعضُهُمْ : قومٌ صَوارِيرُ : جمْع صارُورَة قال : ومن قالَ : صَرُورِيّ وصارُورِيّ ثنى وجَمَعَ وأَنَّثَ . وفَسَّرَ أبو عُبيد قَوله عليه السلام " لا صَرُورَةَ في الإسلامِ " بأنه التَّبَتُّلُ وتَركُ النِّكَاحِ فجعله اسماً للحدثِ يقول : ليسَ يَنْبَغِي لأحد أن يقولَ : لا أتَزوَّجُ يقول : ليس هذا من أَخلاقِالمُسلمينَ وهذا فِعلُ الرُّهْبَانِ وهو معروفٌ في كلام العَرَبِ ومنه قولُ النابِغَةِ :
لو أنها عَرَتْ لأشْمطَ رَاهِبٍ ... عَبَدَ الإلهَ صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ يعني الراهِبَ الذي قد تَرَكَ النساءَ . وقال ابنُ الأثيرِ في تفسيرِ هذا الحَديثِ : وقيل أرادَ : منَ قَتَلَ في الحَرَمِ قُتلَ ولا يُقبلُ منه أنْ يَقولَ : إني صَرُورَةٌ ما حججْت ولا عَرَفْتُ حُرْمَةَ الحَرَمِ : قال : وكان الرجلُ في الجاهليةِ إذا أَحْدثَ حَدَثاً ولجَأَ إلى الكَعْبَةِ لم يُهجْ فكان إذا لقيِه وَليُّ الدّمِ في الحرمِ قيل له : هو صَرُورَةٌ ولا تَهيِجْه . وحافِرٌ مَصْرُورٌة ومُصْطَرُّ متَقَبِّضٌ أو ضَيِّقٌ والأرَحٌ : العَريضُ وكلاهما عَيبٌ وأنشد :
" لارَححٌ فيه ولا اصْطَرِارُ وقال أبو عُبيد : اصطَرَّ الحافِرُ اصْطِراراً إذا كان فاحشِ الضَّيقِ وأنشدَ لأبي النَّجْمِ العِجليٍّ :بكلِّ وَأْبٍ للحصَى رَضّاحِ ... ليسَ بمُصْطرٍّ ولا فِرْشَاحِ أي بكُلِّ حافِرٍ وَأبٍ مُقَعَّبٍ يحفرُ الحَصَى لِقُوتِه ليس ضَيِّق وهو المُصْطُّر ولا بْفِرْشاحٍ وهو الواسِعُ الزائدُ على المعروفِ والصَّارَّةُ بتشديد الراءِ : الحاجَةُ قال أبو عُبَيْد : لنا قِبَلَهُ صَارَّةٌ أي حاجَةٌ . الصَّرَّةُ : العَطَشُ ج صَرَائِرُ نادِرٌ قال ذو الرُّمَّة :
فانصاعَتِ الحُقْبُ لمْ تَقْصَعْ صَرَائِرهَا ... وقد نَشَحْنَ فَلا رِيٌّ ولا هِيمُ قال ابنُ الأعرابيّ : صَرَّيَصِرُّ إذا عَطِش ويقال : قَصَعَ الحِمارُ صَارَّتَه إذا شَرِبَ الماءَ فَذَهَب عَطَشُه . جَمْعُ الصَّارَّة بمعنى الحَجَةِ صَوَارُّ قاله أبو عُبيْد ففي كلامِ المصَنّفِ لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرتَّبٍ . وقيل : إِنّ الصَّرائرَ جمعُ صَرِيرَة وأما الصّترَّةُ فجمعه صَوارُّ لا غير . يقال : شرِبَ حتى مَلأَمَصَارَّهُ المَصَارُّ : الأمعاءُ حكاه أبو حنيفة عن ابن الأعرابي ولم يُفسره بأكْثرَ من ذلك . والصرَارَةُ بالفتح : نهرٌ يأْخذُ من الفُراتِ . والصَّرَارِيُّ : المَلاحُ قال القُطاميُّ :
في ذِي جُلُولٍ يُقضِّي المَوتَ صاحِبهُ ... أذَا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالهِ ارتَسَمَا جمع صَرَارِيون ولا يُكسرُ قال العَجَّاج :
" جَذْبُ الصَّرَارِيينَ بالكُرُورِ . ويقالُ للمَلاّحِ : الصَّاري مثل القَاضِي وسيُذْكَرُ في المعتلّ . قال ابنُ بَريّ : كان حَقٌ صَرَارِيّ أن يُذكَرَ في الفصل صَرَا المُعْتَل اللام لأن الواحدَ عندَهُم صارٍ وجمعهُ صُرَّاءٌ وجمع صُرّاءٍ صَرارِيُّ قال : وقد ذكرَ الجَوْهَريُّ في فصْلِ صَرَا أَنّ الصّاري : المَلاح وجمعه صُراءٌ قال ابنُ دُرَيْدٍ : ويقال للمَلاح : صارٍ والجمعُ صُراءٌ وكان أَبو عليٍّ يقول : صُراءٌ واحدٌ مثل حُسان للحَسَنِ وجمعه صَرَارِيُّ واحتجَّ بقولِ الفَرَزْدَقِ :
أَشارِبُ خَمْرَة وخَدينُ زِيرٍ ... وصُرّاءٌ لِفَسْوَتِه بُخارُ . قال : ولا حُجَّة لأبي عليّ في هذا البيت لأن صَرارِيّ الذي هو عِندَه جمعٌ بدليلِ قولِ المُسَيَّب بن عَلَس يَصفُ غائِصاً أَصاب دُرَّة وهو :
وترى الصَّرَارِي يَسْجُدُون لها ... ويَضُمُّهَا بيَدْيِه للنَّحْرِ وقد استعمله الفَرزْدَقُ للواحِدِ فقال :
ترَى الصَّرارِيَّ والأمواجُ تَضْرِبُه ... لو يَسْتَطِيعُ إلى بِّرَّيةٍ عَبَرَا . وكذلك قول خَلَفِ بنِ جَميل الطُّهَويّ : ترىَ الصَّرَارِيَّ في غبْراءَ مُظْلِمَةٍ تَعْلُهُ طَوراً ويَعلو فَوقَها تِيَرَا
قال : ولهذا السَّببِ جعل الجَوْهَرِيُّ الصَّرَارِيَّ واحداً لِماَ رآه في أَشعارِ العربِ يُخْبَرُ عنه كما يُخْبَرُ عن الواحد الذي هو الصّارِي فظنّ أَنَّ الياءَ فيه للنسبة كأنه منسوب إلى صَرَارٍ مثل حَواريّ منسوب إلى حَوَارٍ وحَوَاريُّ الرجلِ : خاصته وهو واحدٌ لا جمع ويدُلُّك على أَن الجوهريَّ لحَظَ هذا المعَنى كونُه جعلَه في فصل صرر فلو لم تكن الياءُ للنسبِ عندهَ لم يُدخِلْهُ في هذا الفصل . وصَرَّرت الناقَةُ : تقَدَّمَتْ عن أبي ليلى قال ذُو الرُّمَّةِ :
" إذا ما تَأَرَّتْنا المَرَاسِيلُ صَرَّرَتْأَبُوضُ النَّسَا قَوادَةٌ أيْنُقَ الرَّكْبِ . وصِرَّينُ بالكَسْر : د بالشامِ قاله الصاغانيّ وقال غيره : مَوضع ولم يُعَيَّنْه قال الأَخْطَلُ :
إِلى هاجسِ مِن آلِ ظَمْيَاءَ والَّتِي ... أَتَى دُونها بابٌ بصِرَّينَ مُقفْلُوالصِّرُّ بالكسر : طائِرٌ كالعُصْفُورِ في قدَّه أَصْفَرُ اللَّوْنِ سُميّ بصَوْتِه يقال : صَرَّ العُصْفُورُ يَصِرَّ إذا صاح وفي حديث جَعْفَر الصّادِقِ : " اطَّلَعَ عليَّ ابنُ الحُسَيْنِ وأَنا أَنتِفُ صِراً " قيل هو عُصْفُورٌ بعينه كما وَرَدَ التصريحُ به في روايةٍ أُخْرَى . والصُّرْصُورُ كعُصْفُورٍ : دُوَيْبَّةٌ تحْتَ الأَرضِ تِصرُّ أَيامَ الربيعِ كالصُّرْصُرِ والصَّرْصَرِ كهُدْهُدٍ وفَدْفَدٍ . الصُّرْصُورُ : العِظامُ من الإبِلِ كالصُّرْصُرِ والصَّرْصَرِ . الصُّرْصُورُ : البُخْتيُّ مِنْهَا . أو وَلَدُه والسِّينُ لغةُ . وقال ابنُ الأَعْرابِيّ : الصُّرْصُورُ : الفَحْلُ النَّجِيبُ من الأبلِ . الصَّرْصَرَان : إبلٌ نَبَطِيَّةٌ يقال لها : الصَّرْصَرَانِيَّاتُ . وفي الصحاح : الصَّرْصَرانيُّ : واحدُ الصَّرْصَرانِياتِ وهي الإبلُ التي بينَ البخاتِيِّ والعِرابِ أو هي الفَوَالِجُ . والصَّرْصَرانِيُّ والصَّرْصَرَانُ : ضَرْبٌ من سَمَك البحرِ أَمْلَسُ الجِلْدِ ضَخْمٌ وأنشد لرُؤَبَةَ :
" مَرْتٍ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأدْخَنِ . ودِرْهَمٌ صَرِّيٌّ بالفتح ويكسَرُ : له صَرِيرٌ وصوتٌ إذا نُقِرَ هكذا بالراءِ وفي بعض النسخ بالدال وكذلك الدَّينار وخصَّ بعضُهم به الجَحْدَ ولم يَستعمله فيماسواه . وقال ابنُ الأعرابيّ : ما لفلانٍ صِرٌّ أما عندَهُ دِرهمٌ ولا دِينمارٌ يقال ذلك في النَّفْي خاصة . وقال خالِدُ بنُ جَنبَةَ : يقال للدِّرْهَمِ صَرِّيُّ وما تركَ صَرِّيًّا إلاّ قبَضه . ولم يُثَنِّهِ ولم يَجْمَعْه . وصَرَّارُ اللَّيْل مُشَدَّدَةً ولو قال ككَتَّانٍ كان أَلْيَقَ : طُوَيْئِرٌ وهو الجُدْجُدُ ولو فَسَّرَه به كان أحسن وهو أَكبرُ من الجُنْدَبِ وبعض العربِ يُسميه الصَّدَى . والصَّرَاصِرَةُ : نَبَطُ الشّامِ . والصَّرْصَرُ كفَدْفَدِ : الدِّيكُ سُميَ به لِصياحه . الصَّرْصَرُ : قَرْيتانِ ببغَْدَادَ عُليَا وسُفْلَى وهي أي السُّفْلى أَعْظَمُهما وهي على فرسَخَينْ من بغدادَ منها أَبو القاسِمِ إسماعيلُ ابنُ الحَسَنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الهَيثمِ بنِ هِشام الصَّرْصَرِيّ ثِقَةٌ عن المَحَامِليّ وابن عُقْدَةَ وعنه البرقانِيُّ . وصَرَرٌ محرَّكةً : حِصنٌ باليَمَنِ . قُرْبَ أَبْيَنَ . والأَصْرَارُ : قَبِيلَةٌ بها : أي باليمنِ ذكره الصاغانيّ . صَرَار كسَحَابٍ أو كِتَابٍ : وادٍ بالحِجَازِ وقال ابن الأثير : هي بِئْرٌ قديمة على ثلاثةِ أَميالٍ من المدينةِ من طريق العِراق . والصَّرِيرَةُ كسَفِينَةٍ : الدَّرَاهِمُ المَصْرُورَةُ يسمونها اليوم بالصّرِّ
والصُّوَيْرَّةُ كدُوَيْبَّة : الضَّيَّقُ الخُلُقِ والرَّأْيِ ذكره الصاغانيّ . وصَارَرْته على كذا من الأَمْر : أَكْرَهْتُه عليه . والصُّرّانُ بالضَّمّ : ما نَبَتَ بالجَلَدِ مُحَرَّكةً وهي الأَرضُ الصُّلْبَة مِن شَجَرِ العِلْكِ وغيرِه . والصَّارُّ : الشَّجَرُ المُلْتَفُّ الذي لا يَخْلُو أي لا تخلو أُصوله من الظِّلِّ لاشْتِباكِه . والصَّرُّ بالفَتح : الدَّلْوُ تَسْتَرْخِي فتُصَرُّ أي تُشَدُّ وتُسمعُ بالمِسْمَعِ وهو عُرْوَةُ في داخل الدَّلْو بإزائِهَا عُرْوَةٌ أُخرى أنشد ابنُ الأعرابي :
إنْ كانَتِ اماّ امّصَرَتْ فَصُرَّهَا ... إنّ امِّصَارَ الدَّلْوِ لا يَضُرُّهَايقال : امَّصَرَ الغَزْلُ إذا تَمَسَّخَ . قاله الصاغانيّ . ومما يستدرك عليه : المَصَرُّ بالفَتْح : الصُّرَّةُ . والصِّرُّ بالكسر : النارُ قاله ابنُ عباس . وجاءَ يَصْطَرُّ أي يَصْخَبُ . وصَرِيرُ القَلَمِ : صَوْتُه . واصْطَرَّت الساريةُ : صَوَّتَت وحَنت وهو في حديث حَنِين الجِذْعِ . وصَرَّيَصُرّ إذا جَمَع عن ابن الأعرابيّ ورجُلٌ صَارٌّ بين عَيْنَيْه : متَقَبِّضٌ جامِعٌ بينهما كما يَفْعَلُ الحَزِينُ . وفي الحديث : " أَخْرِجَا ما تُصَرَّرَانه من الكَلامِ " أي ما تُجَعَّانِه في صُدًورِكما . وكلُّ شَيْءٍ جَمَعْتَه فقد صَرَرْتَه ومنه قيل للأسِيرِ : مَصْرُورٌ لأنه يَديه جُمعتا إلى عُنُقه . وأَصرَّ على الذَّنْبِ : لم يُقْلِعْ عنه وفي الحديثِ : " وَيْلٌ للمُصِرِّينَ " الذِين يُصِرُّونَ على مَا فَعَلوه وهم يَعْلَمُون . والإِصْرارُ على الشيْءٍ : المُلازَمَةُ والمُدَاوَمَةُ والثَّبَاتُ عليه وأَكثَرُ ما يُسْتَعْمَل في الشَّرِّ والذُّنُوبِ . وصَرَّ فلانٌ علىَّ الطَّرِيقَ فلا أَجِدُ مَسْلَكاً . وصَرَّتْ علىَّ هذهِ البلدةُ وهذه الخُطَّة فلا أَجِدُ منها مَخلَصاً . وجَعَلْتُ دونَ فُلانٍ صِراَراً : سَداًّ وحاجِزاً فلا يَصِلُ إِلىَّ . وامرأَةٌ مُصْطَرَّةُ الحَقْوَيْنِ . والصِّرَارُ : الأمَاكِنُ المرتفعة لا يَعْلُوها الماءُ . وصِرَارٌ : اسمُ جَبَل وقال جَرِيرٌ :
إنَّ الفَرَزْدَقَ لا يُزايلُ لُؤْمَه ... حتى يَزوُلَ عن الطَّريقِ صِراَرُ ويقال للسَّفِينَةِ : قُرْقُورٌ وصُرْصُورٌ وصَرْصَرٌ : اسمُ نَهرٍ بالعِراقِ . وفي التهذيب من النّوادِرِ : وصَرْصَرْتُ المَالَ صَرْصَرَىةً إذا جَمَعْتَه ورَدَدْتَ أَطرافَ ما انتَشَرَ منه وكذلك كَمْهَلْتُه وحَبْكَرْتُه ودَبْكَلْتُه وزَمْرَمْتُه وكَبْكَبْتُه . ويقال لمن وَقعَ في أمرٍ لا يَقْوَى عليه : صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَهُ . ومن أمثالهم : عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْدُبُ . وقد أَشار له المصنّف في علق . وأحاله على الراءِ ولم يَذكره كما تَرَى وسيأتي شرْحُه هناك
الصُّورَةُ بالضَّمّ : الشَّكْلُ والهَيْئةُ والحقيقةُ والصِّفة ج صُوَرٌ بضمّ ففتح وصِوَرٌ كعِنَب قال شيخنا وهو قليلٌ كذا ذكرَه بعضهم . قلت : وفي الصّحاح : والصِّوَرُ بكسر الصاد : لغة في الصِّوَرِ جمع صُورَة ويُنْشَد هذا البيتُ على هذه اللغة يَصفُ الجَوَاريَ :
أشْبَهْنَ مِنْ بَقَرِ الخَلْصاءِ أعْيُنَها ... وهُنَّ أحْسنُ من صِيرَانِها صِوَرا وصُورٌ بضمّ فسكون . والصَّيِّرُ كالكَيِّسِ : الحَسَنُها قاله الفَراءُ قال : يقال : رَجُلٌ صَيِّرٌ شَيِّرٌ أي حَسَنُ الصُّورةِ والشّارَةِ . وقد صَوَّرَهُ صُورةً حَسَنَةً فتَصَوَّرَ : تَشَكَّل . وتُسْتَعْمَلُ الصُّورَةُ بمعنى النَّوْعِ والصِّفَةِ ومنه الحديثُ : أتاني اللَّيْلَةَ رَبِّي في أحْسَنِ صُورَة تَرِدُ في كلامِ العَرَبِ على ظاهِرِها وعلى معنَى حَقيقةِ الشْيءِ وهيئته وعلى معنى صِفَتِه يقال : صُورَةُ الفِعْلِ كذا وكذا أي هَيْئتُه وصُورةُ الأمْرِ كذا أي صِفَتُه فيكون المرادُ بما جاءَ في الحديث أنَّه أتاه في أحْسَنِ صِفَةٍ ويجوز أن يعودَ المعنى إلى النَبيّ صلى الله عليه وسلم أتاني رَبِّي وأنا في أحْسَنِ صورةٍ وتُجْرَى مَعانِي الصُّورَةِ كلُّها عليه إن شِئتَ ظاهرَها أو هيئتها وصِفتها فأمّا إطلاقُ ظاهِرِ الصُّورةِ على اللهِ عزّ وجلّ فلا تعالى الله عن ذلك عُلُوّاً كبيراً . انتهى
وقال المصنّف في البصائر : الصُّورَةُ ما ينتقش به الإنسان ويتميَّزُ بها عن غيره وذلك ضَرْبانِ : ضَرْبٌ محسوس يُدْركُها الإنسانُ وكثيرٌ من الحيوانات كصُورَةِ الإنْسَان والفَرَسِ والحِمارِ . والثاني : معقُولٌ يُدْرِكه الخاصَّةُ دونَ العَامَّة كالصُّورَةِ التي اخْتُصّ الإنْسَانُ بها من العَقْلِ والرَّويّضةِ والمَعَاني التي مُيِّزَ بها وإلى الصُّورتَيْن أشارَ تعالى بقوله " وَصَوَّرَكُمْ فأحْسَنَ صُوَرَكُمْ " " في أيِّ صُورَة ما شاءَ رَكَّبَكَ " " هُوَ الّذي يُصَوِّرُكُمْ في الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشاءُ " . وقوله صلى اللهُ عليه وسلَّم " إنّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ على صُورَتِه " . أراد بها ما خَصَّ الإنسانَ به من الهَيْئةِ المُدْرَكَة بالبَصَرِ والبَصيرَةِ وبها فضَّله على كثيِر من خَلْقِه وإضافَتُه إلى اللهِ تعالى على سبيلِ المِلْكِ لا على سبيل البَعْضِيَّة والتَّشَبُّه تعالى اللهُ عن ذلك وذلك على سبيلِ التَّشْرِيفِ كما قيل : حُرَمُ اللهِ وناقةُ اللهِ ونحو ذلك انتهى
ويقال : إنّي لأجِدُ في رَأسي صّوْرةً . الصَّوْرةُ بالفتحِ : شِبْه الحِكَّةِ يَجدُها الإنْسانُ في الرَّأسِ من انْتِعاشِ القَملِ الصِّغار حتّى يشْتَهِيَ أنْ يُفَلَّى . وقالت امرأةٌ من العرب لابنة لهم : هي تَشْفيِني من الصَّوْرَةِ وتَستُرُني من الغَوْرةِ . بالغين هي الشَّمْس . وقال الزَّمَخْشَرِيّ : أرادَ الأعرابيّ تزُّوجَ امرأةٍ فقال له آخر : إذَنْ لا تَشْفيكَ من الصَّوْرةِ ولا تَسْتُرك من الغَوْرةِ . أي لا تَفْليك ولا تُظُّلِكَ عند الغَائِرةِ . وصار الرجلُ : صَوَّتَ . ويقال : عُصْفورٌ صَوّارٌ ككَتّان : يُجيب الدّاعيَ إذا دَعا . وصارَ الشَّيءَ يَصُورُه صَوْراً : أمالهُ . أو صارَه يَصُورُه إذا هَدَّهُ كأصَارَه فانْصارَ أي أماله فمالَ . وقال الصاغانيّ : انْصَارت الجِبالُ : انْهَدَّتْ فسَقَطت قلْت : وبه فُسِّر قولُ الخَنْساءِ : لظَلّت الشُّهْبُ منها وهْيَ تَنْصارُ أي تَنْصَدَع وتَنْفَلِقُ وخصَّ بعضُهُم به إمالةَ العُنُقِ . وصَورَ كفَرِحَ : مالَ وهو أصْوَرُ والجمع صُورٌ بالضَّمّ قال :
اللهُ يَعْلَمُ أنّا في تَقَلُّبِنا ... يَوْمَ الفِراقِ إلى أحْبَابِنا صُورُ وفي حديث عِكْرِمَةَ : حَمَلَةُ العَرْشِ كلُّهم صُورٌ أي مائِلُون أعناقهم لثِقَل الحِمْلِ . وقال اللَّيْثُ : الصَّوَرُ : المَيْلُ والرجلُ يَصُورُ عُنُقَه إلى الشْيءِ إذا مالَ نَحوه بغُنُقِه والنَّعْت أصْوَرُ وقد صَوِرَ . وصَارَه يَصُورُه ويَصِيرُه أي أماله . وقال غيره : رجلٌ أصْوَرُ بيِّنُ الصَّوَرِ أي مائِلٌ مُشْتاقٌ . وقال الأحمر : صُرْتُ إلىَّ الشَّيْءَ وأصَرْتُه إذا أمَلْتَه إليكَ وأنشد : أصارَ سَديِسَها مَسَدٌ مَرِيجُ وفي صفة مِشْيِتَه صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم " كانَ فيه شَيْءٌ من صَوَرٍ " . يُشْبِه أن تكونَ هذه الحالُ إذا جَدّ بِه السَّيْرُ لا خِلْقَةً وفي حديثِ عمر وذكرَ العُلماءَ فقال : تَنْعَطِفُ عليهم بالعِلْمِ قُلُوبٌ لا تَصُورُها الأرْحامُ أي لا تُمِيلُها أخرجه الهَرَوِيّ عن عمر وجعَله الزَّمَخْشَرِيّ من كلام الحَسَنِ
وفي حَديث مُجَاهِد : " كَرِهَ أن يَصُورَ شَجَرَةً مُثْمِرةً " يحتمل أن يكون أرادَ يُمِيلهَا فإنّ إمالتَها رُبما تُؤَدّيها إلى الجُفُوفِ أو أراد به قطْعها . وصَارَ وَجْهَهُ يَصُورُه ويَصِيرُه : أقْبلَ به وقال الأخْفَشُ : صُرْ إلىَّ وصُرْ وَجْهَكَ إلىَّ أي أقْبِلْ علىَّ . وفي التنزيل العزيز " فَصُرْهُنَّ إلَيْكَ " أي وَجِّهْهُنّ وهي قراءَةُ عليّ وابن عبّاس وأكثرِ الناسِ وذَكَرَه ابن سيده في الياءِ أيضاً لأنّ صُرْتُ وصِرْتُ لغتان . وصارَ الشَّيْءَ يَصُورُه صَوْراً : قَطَعَه وفَصَّلَه صُورَةً صُورَةً ومنه : صارَ الحاكِمُ الحُكْمَ إذا قَطَعَه وحَكَم به وأنشد الجوهريُّ للعَجّاج : صُرْنا به الحُكْمَ وأعْيَا الحَكَمَا قلْت وبه فَسَّر بعضٌ هذه الآيةَ قال الجَوْهَرِيّ : فَمَن قال هذا جَعَلَ في الآية تَقْدِيماً وتأْخيراً كأَنه قال خُذْ إليكَ أربعةً فصُرْهُنّ . قال اللِّحْيَانيّ : قال بعضُهم : معنَى صُرْهُنّ : وَجِّهْههُنّ ومعنَى صِرْهُنّ : قَطِّعْهُنّ وشَقِّقْهُنّ . والمعروف أنّهما لُغَتَان بمعنىً واحدٍ وكلُّهم فسَّرُوا فصُرْهُنّ . أمِلْهُنّ والكسْرُ فُسِّر بمعنىَ قَطِّعْهُنّ . قال الزَّجّاجُ : ومن قرأ : فصِرْهُنّ إليكَ بالكسر ففيه قولان : أحدُهما أنه بمعنَى صُرْهُنّ يقال : صارَه يَصُورُه ويَصيرُه إذا أماله لُغتان . وقال المصنّف في البصائر : وقال بعضُهم : صُرّضهُنّض بضمّ الصّادِ وتشديد الراءِ وفتحها من الصَّرّ أي الشَّدّ قال : وقُرِئَ فصِرَّهُنّ بكسر الصاد وفتح الراءِ المشددة من الصَّريرِ أي الصوت أي صِحْ بِهِنّض . والصَّوْرُ بالفَتْح : النَّخْلُ الصّشغَارُ أو المَجْتَمِعُ وليس له واحدٌ من لفظه قاله أبو عُبيدٍ
وقال شَمِرٌ : ج الصَّوْرِ صِيرانٌ قال : ويقال لغير النَّخْل من الشَّجَر صَوْرٌ وصِيرَانٌ وذَكَره كُثَيِّر عَزّةَ فقال :
" أَأَلْحَيُّ أَم صِيرَانُ دَوْمٍ تَنَاوَحَتْبتِرْيَمَ قَصْراً واسْتَحَنَّتْ شَمَالُهاقلْت : وفي حديث بَدْرٍ " أَنّ أَبَا سُفْيَانَ بَعَثَ رَجلَيْن من أَصحابِه فأَحْرَقَا صَوْرًا من صِرَانِ العُرَيْضِ " . الصَّوْرُ : شَطُّ النَّهْرِ وهما صَوْرَانِ . الصَّوْرُ : أَصْلُ النَّخْلِ قال :
كأَنّ جِذْعاً خَرِجاً مِنْ صَوْرِهِ ... ما بَيْنَ أُذْنَيْهِ إلى سِنَّوْرِهِ . وقال ابن الأعرابي : الصَّوْرَةُ : النَّخْلَة . الصَّوْرُ : قَلْعَةٌ وقال الصَّاغانيّ : قَرْيَة على جَبَلٍ قُرْبَ مارِيِنَ . الصَّوْرُ : اللَّيْتُ بكسر اللام وهو صفحَةُ العُنُق . وأَما قول الشاعر :
" كأَنَّ عُرْفاً مائِلاً من صَوْرِهِ . فإِنّه يريد شَعَر النّاصِيَةِ . وبَنُو صَوْرٍ بالفتح : بَطْنٌ من بني هِزَّانَ بنِ يَقْدُمَ بنِ عَنَزَةَ . الصُّور بالضم : القَرْنُ يُنْفَخُ فيه وحكى الجَوْهَرِيّ عن الكَلْبِيّ في قوله تعالى " يَوْمَ يُنْفَخُ في الصُّورِ " . ويقال : هو جمْع صُورَة مثل بُسْر وبُسْرَة أي يُنْفَخُ في صُوَرِ المَوْتَى للأرواح قال : وقَرَأَ الحسنُ " يوم يُنْفَخُ في الصُّوَرِ " . قلْت : ورُوِيَ ذلك عن أبي عُبَيْدَة وقد خطّأَه أَبو الهَيْثَمِ ونَسبه إلى قِلّة المعرفة وتمامه في التهذيب . صُورُ بلا لام : د بسَحِلِ بَحْرِ الشّامِ منه محمَّدُ بنُ المُبَاركِ الصُّورِيّ وجَماعةٌ من مَشايخِ الطَّبَرانِيّ وآخرون . وعبْدُ اللهِ بنُ صُورِياَ كبُورِيا هكذا ضَبطه الصّاغانيّ ويقال : ابنُ صُورِي وهو الأعْوَرُ من أَخْبارِهِمْ أي اليهود قال السُّهَيْلِيّ : ذكر النَّقّاش أَنه أَسْلَمَ ثُمَّ كَفَرَ أَعاذَنا اللهُ من ذلك . الصُّوِاَرُ ككِتَابٍ وغُرَابٍ : القَطِيعُ من البَقَرِ قاله اللَّيْثُ والجمعُ صِيرَانٌ كالصِّيَارِ بالكسْر والتحتية لغة فيه . والصُّوَارُ كغُرَاب لغةٌ في الصِّوار بالكسر ولا يَخْفَى أَنه تكرار فإنه سبق له ذلك أَو أَنه كرُمَّانٍ ففي اللسَان : والصُّوَّار مشَدّدٌ كالصُّوَارِ قال جرير :
فلَمْ يَبْقَ في الدّارِ إلاّ الثُّمَامُ ... وخِيطُ النَّعَامِ وصُوّارُهاَ . ولعلّ هذا هو الصوابُ فتأَمّلْ . الصِّوَارُ والصُّوَارُ : الرَّائِحَةُ الطِّيّبَةُ و قيل : الصِّوارُ والصُّوَارُ : وعِاءُ المِسْكِ وقيل : القَليِلُ من المِسكِ وقيل : القِطْعَةُ منه ومنه الحَديث في صِفَةِ الجنَّة " وتُرَابُهَا الصُّوِاَر " يعني المِسك وصوار المَسك : نافِجَته . ج أَصْوِرَةٌ فارسي . وأَصْوِرَةُ المِسْكِ : نا فِجاتُه ورَوى بعضُهُم بيتَ الأَعشَى :
" إِذَا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أَصْوِرَةًوالزَّنْبَقُ الوَرْدُ مِن أَوْدَانِهَا شَمِلُ . وقد جَمع الشاعر المعنيين في بيت واحد فقال :
إذا لاَحَ الصُّوَارُ ذَكَرْتُ لَيلَى ... وأَذْكُرُها إذا نَفَخَ الصُّوَارُ . الأُولَى : قَطِيعُ البَقَرِ والثانية : وِعَاءُ المِسْكِ . وضَرَبَه فتَصَوَّرَ أي سَقَط ومنه الحديث " يتَصَوَّرُ المَلَكُ على الرَّحِمِ " أَي يسقُط . وصارَةُ الجَبَلِ : أَعْلاهُ قال الصّاغانيّ : رَأْسُه وسُمِعَ من العَرَب في تَحْقِيرها صُؤَيْرَة . الصّارَةُ من المِسْكِ : فَأْرَتُه . صَارَةُ : ع ويقال : أَرضٌ ذاتُ شَجَرِ ويقال : اسمُ جَبَلٍ وهذا الذي استدركه شيخُنا على المصنّف وقال : إنَّه لم يَذكره وهو في الصّحاح وغَفَل عن قولِه : موضع وسقطَ من نُسخته فتأَمل . المُصَوَّرُ كمُعَظَّمٍ : سَيْفُ بُجَيْرِ بنِ أَوْس الطاّئِيّ . والصَّورانِ بالكسر : صِمَاغَا الفَمِ والعامّةُ تُسَمِّيهما الصَّوّارَيْنِ وهما الصّامِغَانِ أَيضاً وفي الحديث " تَعَهَّدُوا الصِّوَارَيْنِ فإِنّهُمَا مَقْعَدَا المَلَكِ " . هما مُلْتَقَى الشِّدْقَيْن أي تعهَُّوهُما بالنّظَاَفَةِ . وصُورَةُ بالضّمّ : ع من صَدْرِ يَلَمْلَمَ قالت ذِئْبَةُ ابنةُ نُبَيْثَة بن لأْيٍ الفَهْمِيّة :
أَلا إنّ يَوْمَ الشَّرِّ يَومٌ بِصُورَةٍ ... ويومُ فَناءِ الدّمْعِ لو كان فانِيَا . قال الجُمَحِيّ : صارَي مَمْنُوعَةً من الصَّرْفِ : شِعْبٌ في جَبَلٍ قُرْبَ مكَّةَ وقيل : شِعْبٌ من نَعْمَانَ قال أَبو جِرَاشٍ :
أَقولُ وقد جاوَزْتُ صَارَي عَشيَّةً ... أَجاوَزْتُ أٌوْلَى القَومِ أَم أَنا أَحْلُمُوقد يُصْرَفُ ورُوِى بيتُ أَبي جِارش أَقُولُ وقد خَلَّفت صاراً مُنَونَّاً . وصُوَّارُ بنُ عبدِ شَمْس كجُمّارٍ . وصَوْرَي كسَكْرَى : ماءٌ بِبلادِ مُزَيْنَةَ وقال الصاغانيّ : وادٍ بها أَو ماءٌ قُرْبَ المَدينَةِ ويمكن الجمع بينهما بأَنّها لمُزَيْنَةَ وهذا الذي استدركه شيخُنَا على المصنّف ونقل عن التصريح والمُرَادِيّ والتّكْمِلَة أَنه اسمُ ماءٍ أَو وَادٍ وقد خلا منه الصّحَاحُ والقَامُوسُ وأنت تَراه في كلام المصنّف نعم ضَبَطَه الصاغانيّ بالتْحْرِيك ضبْطَ القَلَمِ كما رأًيتُه خلافاً لما ضبطَه المصنِّف وكأَنّ شيخَنَا لم يَستوفِ المادة أَو سَقط ذلك من نُسْخته . وصَوْرَانُ كسَحْبَانَ : ة باليَمَنِ . قلْت : هكذا قاله الصّاغانيّ إن لم يكن تَصْحِيفاً عن ضوران بالضاد المعجمة كما سيأْتي . صَوّرَانُ بفَتْحِ الواوِ المُشَدَّدةِ كُورَةٌ بحِمْصَ نقله الصاغانيّ . صُوَّر كسُكَّر : ة بِشاطِيءِ الخَبُورِ وقال الحافِظُ : هي من قُرَى حَلَب ونُسِب إليها أَبو الحَسَن عليُّ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ سَعْدِ اللهِ الصُّوَّرِيّ الضّرير المُقْرِي الحَنْبِلىّ عن أَبي القاسم بنِ رَوَاحَةَ سمعَمنه الدِّمْياطِيّ . قلتُ : وراجَعْتُ معجم شيوخ الدِّمياطِيّ فلم أَجِدْه . وذُو صُوَيْرٍ كزُبَيْرٍ : ع : بعَقِيقِ المَدِينَةِ . والصَّوْرَانُ بالفَتْح : ع بقُرْبِها نقَلَهما الصاغانيّ وفي حديث غَزْوَةِ الخَنْدَقِ " لما تَوَجَّه النبيُّ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلم إِلى بني قُرَيظَةَ مَرّ على نَفَرٍ من أَصحابِه بالصَّوْرَيْنِ "
ومما يستدرك عليه : المُصَوِّرُ وهو من أَسماءِ اللهِ الحُسْنَى وهو الذي صَوَّرَ جَميعَ المَوْجُداتِ ورَتَّبَها فأَعْطَى كلَّ شيءٍ منها صُورَةً خَاصّةً وهَيْئَةً منفَرِدَةً يَتَمَيَّز بها على اختلافِها وكثرِتهَا . والصُّورَةُ : الوَجْهُ ومنه حديثُ ابنِ مُقرن " أَما عَلِمْتَ أَنَّ الصُّورَةَ مُحَرَّمةٌ " والمرادُ المَنْع من اللَّطْم علَى الوَجهِ والحديث الآخر " كرِهَ أَن تُعْلَمَ الصُّورَةُ " أي يُجْعَلَ في الوجْه كَيٌّ أَوسِمَةٌ . وتَصَوَّرْتُ الشيءَ : توهَّمْت صُورَتَه فتَصَوَّرَ لي . والتّصاوِيرُ : التَّمَاثيلُ . وصَارَ بمعنى صَوَّرَ وبه فسَّرَ أَبوعلى قَولَ الشاعر :
" بَناهُ وصَلَّبَ فيهِ وصَاراَ . قال ابن سِيده : ولم أرَهَا لغيره . والأَصْوَرُ : المُشْتَاقُ . وأَرَى لكَ إليه صَوْرَةً أي مَيْلاً بالمَوَدَّةِ وهو مَجَاز . والصَّوَرُ مُحَرَّكةً : أُكَالٌ في الرَّأْسِ عن ابنِ الأَعرابيّ . والصَّوْرَةُ : المَيْلُ والشَّهْوة ومنه حديثُ ابن عُمَر " إني لأُدْنيِ الحَائضَ منّي وما بي إليها صَوْرة " . ويقال : هو يَصُورُ مَعروفَه إلى الناس وهو مجاز . والصُّوَرُ بضمّ ففتح ويقال بالكسرْ : موضعٌ بالشام قال الأخْطل :
أمْسَتْ إلى جانِبِ الحَشَّاكِ جِيفَتُه ... وَرَأْسُهُ دُونَه اليَحْمُومُ والصُّوَِرُ يروى بالوجهَين
صارَ الأمْرُ إلى كذا يَصير صَيْراً ومَصِيراً وصَيْرُورَةً . قال الأزهريّ : صَارَ على ضَرْبَيْن : بُلُوغٌ في الحالِ وبُلُوغٌ في المَكانِ كقَوْلِك : صارَ زَيْدُ إلى عَمْرٍو وصَارَ زيدٌ رَجُلاً فإذا كانتْ في الحالِ فهي مثْلُ كان في بابِه . وصَيَّرَه إليْه وأصَارَه وفي كلام عُمَيْلَةَ الفَزَارِيّ لعَمِّه وهو ابنُ عَنْقَاءَ الفَزارِيّ : ما الذي أصارَكَ إلى ما أرَى ياعَمّ ؟ قال : بُخْلُكَ بمالِكَ وبُخْلُ غيرِك من أمْثَالك وصَوْنِي أنا وَجْهِي عن مثْلِهِمْ وتسآلك : ثم كان من إفْضَالِ عُمَيْلَةَ على عَمّه ما قد ذَكَرَه أبو تَمام في الحماسة . وصِرْتُ إلى فُلانٍ مَصيراً كقوله تعالى " وإلى اللهِ المَصيرُ " قال الجوْهريّ : وهو شاذّ والقياسُ مَصَارٌ مثْل مَعَاشٍ . وصِيَّرْتُه أنا كذا أي جَعَلْتُه . والمَصيرُ : المَوضِعُ الذي تَصيرُ إليه المِياهُ . والصِّيرُ بالكسرِ : الماءُ يَحْضُرُهُ الناسُ . وصارَهُ الناسُ : حَضَرُوهُ ومنه قول الأعْشَى :
بما قد تَرَبَّعَ رَوْضَ القَطَا ... ورَوْضَ التَّنَاضِبِ حتى تَصِيرَا
أي حتّى تَحْضُرَ المِياهَ وفي حديثِ : عَرْضِ النّبيّ صلى اللهُ تعالى عليه وسلَّم نَفْسَه على القَبَائِل " فقال المُثَنَّى ابنُ حارِثَةَ : إنا نَزَلْنا بين صَيْرَيْنِ : اليَمَامَةِ والسَّمَامَةِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم : وما هذانِ الصَّيْرَانِ ؟ قال : مِياهُ العَرَبِ وأنهارُ كِسْرَى " ويروى بين صَيْرَتَيْنِ وهي فَعْلَةٌ منه . قال أبو العَمَيْثَل صارَ الرجلُ يَصيرُ إذا حضَرَ الماءَ فهو صائِرٌ . والصِّيُر : مُنْتَهىَ الأمْرِ وعاقبَتُه وما يَصيرُ إليه ويُفْتَحُ كالصَّيُّورِ كتَنُّور وهو لغة في الصَّيُّورةِ بزيادة الهاءِ وهو فَيْعُول من صار وهو آخرُ الشيْءِ ومُنْتَهاه وما يئُولُ إليه كالمَصِيرةِ . والصِّيرُ : الناحِيَةُ من الأمْرِ وطَرَفُه وأنا على صِيرٍ من أمْرِ كذا أي على ناحِيَةٍ منه . والصِّيرُ : شَقُّ البابِ وخَرْقُه ورُوِيَ أنَّ رجلاً اطَّلَعَ من صِيرِ بابِ النبي ّ صلى الله عليه وسلم وفيه الحديث من اطَّلَع من صِيرِ بابٍ ففُقِئَتْ عَيْنُه فهي هَدَرٌ قال أبو عُبيْد : لم يُسْمَع هذا الحرْفُ إلاّ في هذا الحديثِ . و يُروَى أنّ رَجُلاً مَرَّ بعبْدِ الله ابن سالم ومعه صيرٌ فلَعِقَ منه ثم سَأل : كيف تُبَاع ؟ وتفسيرُه في الحديثِ أنّه الصَّحْناةُ نَفْسُه أو شِبْهُهَا قال ابن دُرَيْد : أحْسَبه سرْيانيّاً قال جرير يَهْجُو قوماً :
كانُوا إذا جَعَلُوا في صِيرِهِمْ بَصَلاً ... ثم اشْتَوَوْا كَنَعْداً من مالِح جَدَفُوا هكذا أنشده الجوْهَريّ قال الصّاغانيّ والرّواية : ٌّ
" واسْتَوْسَقُوا مالِحاً من كَنْعدٍ جَدفُوا . الصِّيرُ : السُّمَيْكاتُ المَمْلُوحَةُ التي تُعْمَلٌ منها الصَّحْناةُ عن كُرَاع وفي حديثِ المَعَافِرِيّ " لعلَّ الصِّيرَ أَحَبُّ إِليكَ من هذا " . الصِّيرُ : أُسْقُفُّ اليَهُودِ نقله الصاغانيّ . الصِّيرُ : جَبَلٌ بأَجَأَ ببِلادِ طَيِّيء فيه كُهوف شِبْهُ البُيوتِ وبه فَسّر ابنُ الأَثير الحديثَ أنه قال لعليّ : " أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إذا قُلَهُنَّ وعَليْكَ مِثلُ صِيرٍ غُفرَ لَكَ " ويروَى " صُور بالواو . والصِّيرُ أَيضاً : جَبَلٌ بينَ سِيرافَ وعُمانَ على السّاحِلِ . الصِّيرُ : ع : بنَجْدٍ يقال له : صِيرُ البَقَرِ . الصِّيرةُ بهاءٍ : حظِيرَةٌ للغَنَمِ والبَقَرِ تُبْنَى من خَشَبٍ وأَغصانِ شَجَرٍ وحِجارة كالصِّيَارَة بالكسر أَيضاً ونَسَبَ ابنُ دُرَيد الأَخِيَرَةَ إلى البَغْدَادِييِّن وأنشدوا :
مَنْ مُبلِغٌ عَمْراً بأَنَّ ... المَرْءَ لم يُخْلَقْ صِيَارَهْ . ج صِيرٌ وصِيَرٌ الأخِيِر بكسر ففتح قال الأخطلُ :
واذْكُرْ غُدَانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمَةً ... من الحَبَلَّقِ تُبْنَي فَوْقَها الصِّيَرُ . ومنه الحديث : " ما مِنْ أَحَدٍ إِلا وأَنا أَعْرِفُهُ يَوْمَ القِيَامضةِ قالوُا : وكَيْفَ تَعْرِفُه كثرةِ الخَلائِقِ ؟ قال : أَرأَيْتَ لو دَخَلْتَ صِيرَةً فيها خَيْلٌ دُهْمٌ وفيها فَرَسٌ أَغَرُّ مُخَجَّلٌ أَما كُنت تَعْرِفهُ منها ؟ " وقال أبو عُبَيْد : صَيْرَة بالفتح وقال الأَزهريّ : هو خَطَأٌ . الصِّيرَةُ : جُبَيْلٌ بَعَدنِ أَبْيَنَ بمُكَلَّئه مُسْتَدِيرٌ عريض . الصِّيرَةُ : دارٌ مِنْ بَنيِ فَهْمِ بنِمالكٍ بالجَوْفِ بالشّرقيّة . ويَوْمُ صِيرَةَ بالكَسْر : يوم من أيّامِهِم المشهورة . ويقال : ماله بدو ولا صَيُّور . كسَفُّودٍ : العقْلُ وما يَصِيرُ إليه من الرَّأي . والصَّيُّورُ : الكَلأ اليابسُ يُؤكلُ بعْدَ خُضْرَتِه زماناً نقله أبو حنيفة عن أبي زياد وقال : ولَيْسَ لشَيْءٍ من العُشْبِ صَيُّور ما كانَ من الثَّغْرِ والأفَانِي كالصّائِرةِ . و يقال : وَقَعَ في أمِّ صَيُّور أي في الأمْر المُلْتَبِس ليس له مَنْفَذٌ وأصلُه الهَضْبَةُ التي لا مَنْفَذَ لها كذا حكاه يعقوب في الألفَاظ والأَسْبقُ أمّ صَبُّور وقد تقدّم في صبروالصَّيْرُ بالفتح : القَطْعُ يقال : صارَهُ يَصِيرُه : لغة في صارَه يَصُورُه أي قَطَعَه وكذلك أمالَه . وقال أبو الهَيْثَم : الصَّيْرُ رُجُوعُ المُنْتَجِعِينَ إلى مَحاضِرِهِمْ يقال : أين الصّائِرةُ ؟ أي أين الحاضِرَةُ ويقال : جَمْعَتْهُم صائِرَةُ القَيْظِ . والصَّيْرَةُ بهاءٍ : ع باليَمَنِ في جَبَلِ ذُبْحَانَ . والصَّيِّرُ ككَيِّسٍ : الجَمَاعَةُ نقله الصّاغانيّ وقال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ :
أمْسَى مُقيِماً بذِي العَوْصاءِ صَيِّرُه ... بالبِئْرِ غادَرَهُ الأَحْيَاءُ وابْتَكَرُوا قال أبو عَمْرُو : الصَّيِّرُ : القَبْرُ يقال : هذا صَيِّرُ فُلانٍ أي قَبْرُه وقال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ
أحادِيثُ تَبْقَى والفَتَى غيرُ خَالِدٍ ... إذا هو أمْسَى هامَةً فوقَ صَيِّرِ والصِّيَارُ كديَارٍ : صَوْتُ الصَّنْجِ قال الشاعر :
كأنَّ تَرَاطُنَ الهَاجاتِ فيهَا ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ رَنّاتُ الصِّيَارِ يُريد رَنِينَ الصَّنْجِ بأَوْتَارِه وقد تقَدّم تَخطِئةُ المصَنِّف الجوهريّ في صبر
وتَصَيَّرَ فلانٌ أبَاهُ إذا نَزَعَ إليهِ في الشَّبَهِ . ومما يستدرك عليه : المَصِيرَةُ : الصَّيُّورُ والصِّيرُ . ويقال للمَنْزِلِ الطَّيِّبِ : مَصِيرٌ ومِرَبٌّ ومَعْمَرٌ ومَحْضَرٌ . ويقال : أينَ مَصِيرُكُم أي منزِلُكُم . ومَصِيرُ الأمْرِ : عاقِبَتُه . وتقولُ للرّجُلِ : ما صَنَعْتَ في حاجَتِك فيقُول : أنا على صِيرِ قَضَائِها وصُمَاتِ قَضَائهَا أي على شَرَفٍ من قَضَائِهَا قال زُهَيْرٌ :
وقدَْ كُنْتُ مِنْ سَلْمَى سِنِنَ ثَمَانياَ ... على صِيرِ أمرٍ يَمَرُّ وما يَحْلُو والصّائِرِةُ : المَطَرُ . والصّائِرُ : المُلَوِّي أعْنَاقَ الرِّجالِ . والصَّيْرُ : الإمالةُ . وقال ابن شُميل : الصَّيِّرَة بالتَّشْدِيد : على رأْسِ القَارَة مِثل الأمَرَةِ غير أنها طُوِيَتْ طَيّاً والأمَرَةُ أطْوَلُ منها وأعظَمُ وهما مَطْوِيَّتَانِ جميعاً فالأَمَرَةُ مُصَعْلَكَةٌ طَوِيلة والصَّيِّرَة مُسْتَدِيرَة عَرِيضَة ذاتُ أرْكَان وربُما حُفِرَت فَوُجِد فيها الذَّهَبُ والفِضَّةُ وهي من صَنْعَةِ عادٍ وإرَمَ . وصَارَ وَجْهَه يَصِيرُه : أقْبلَ به . وعَيْنُ الصِّيرِ بالكسر : مَوضِعٌ بمِصْرَ . وصائِرٌ : وادٍ نَجْدِيٌّ . ومحمّدُ بنُ المُسْلِم بن عليّ الصّائِريّ كتَبَ عنه هِبَةُ الله الشِّيرازِيّ
فصل الضاد المعجمة مع الراءِ
مَصَرَ النّاقةَ أَو الشّاةَ يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصرَها وامْتَصَرَها : حلبَها بأَطرافِ الأَصابع الثَّلاث . وقيل هو أن تأخذ الضَّرعَ بكفِّك وتُصَيِّرَ إبهامَكَ فوقَ أَصابعِكَ أو هو الحَلْبُ بالإبهام والسَّبّابة فقط . وقال الليث : المَصْر : حَلْبٌ بأَطراف الأَصابع والسَّبّابة والوُسطى والإبهام ونحو ذلك . وفي حديث عبد الملك قال لحالب ناقته : كيف تحلُبها مَصراً أم فَطْراً وهي ماصِرٌ ومَصورٌ : بطيئةُ خروجِ اللَّبَنِ وكذا الشاةُ والبقرةُ وخصَّ بعضهم به المِعزَى ج مِصارٌ ومَصائِرُ كقِلاصٍ وقَلائِص . قال الأَصمعيّ : ناقة مَصورٌ وهي التي يتَمَصَّر لبنُها أي يُحلَب قليلاً قليلاً لأَنَّ لبنَها بطيءُ الخروج . وقال أبو زيد : المَصورُ : من المَعْزِ خاصَّة دون الضّأن وهي التي قد غرَزَت إلاّ قليلاً . قال : ومثلُها من الضَّأنِ الجَدودُ . ويقال : مَصَّرَت العَنْزُ تمْصيراً أي صارت مَصوراً . ويقال : نعجَة ماصرٌ ولَجْبَةٌ وجَدودُ وغَروزُ أي قليلةُ اللَّبَنِ . وقال ابن القطّاع : ومَصَرَت العَنْزُ مُصُوراً وأمْصَرَت : قَلَّ لبَنُها . والتَمَصُّرُ : القليل من كلِّ شيءٍ . قال ابن سِيدَه : هذا تعبير أهل اللغة والصحيح التَّمَصُّر : القِلَّة والتَمَصُّر : التَتَبُّع والتَمَصُّر : التَفَرُّق يقال : جاءت الإبلُ إلى الحَوضِ مُتَمَصِّرَةً ومُمْصِرَة أي متفرِّقة . والتَمَصُّر : حَلْبُ بقايا اللَّبَن في الضَّرْع بعد الدَّرِّ . وصار مستعملاً في التَتَبُّع . والتَّمصير : التَّقليل . والتَّمصير : قَطْعُ العَطِيَّة قليلاً قليلاً يقال : مَصَّرَ عليه العَطاءَ تَمْصيراً إذا قَلَّله وفرَّقَه قليلاً قليلاً . ومَصَّرَ الرَّجلُ عَطِيَّتَه : قطَّعَها قليلاً قليلاً وهو مَجاز . ومُصِرَ الفرَسُ كعُنِيَ : استُخرِجَ جَريُه . والمُصارَةُ بالضَّمّ : الموضع الذي تُمْصَرُ فيه الخَيلُ حكاه صاحب العين . والمِصر بالكسر : الحاجز والحَدُّ بين الشيئين . قال أُمَيَّة يذكر حِكمة الخالق تبارك وتعالى :
والأَرضَ سوَّى بِساطاً ثُمَّ قَدَّرَها ... تحتَ السَّماءِ سَواءً مثلَ ما ثَقَلا
وجعلَ الشَّمسَ مِصراً لا خَفاءَ به ... بين النَّهارِ وبينَ الليلِ قدْ فَصَلا قال ابن بَرِّيّ : البيت لعَدِيّ بن زيدٍ العِباديّ وقد أوردَه الجَوْهَرِيّ وجاعل الشَّمس والذي في شعرِه : وجَعَل الشِّمس وهكذا أوردَه ابن سِيدَه أَيضاً . كالمَاصِر . وقال الصَّاغانِيّ : والماصِرانِ : الحَدَّان . والمِصْر : الحَدُّ في كلِّ شيءٍ وقيل : بينَ الأَرْضَيْنِ خاصَّةً والجمع المُصور . والمِصرُ : الوِعاءُ عن كُراع وقال الليث : المِصر في كلام العَرَب : الكورة تقام فيها الحدود ويُقسم فيها الفيءُ والصَّدقاتُ من غير مؤامرة الخليفة . والمِصر : الطِّينُ الأَحمر . والمُمَصَّر كمُعَظَّم : الثوب المصبوغ به أو بحُمرةٍ خفيفة . وفي التهذيب : ثوبٌ ممَصَّر : مصبوغ بالعِشْرِق وهو نباتٌ أَحمرُ طيِّب الرائحة تستعملُه العرائسُ . وقال أبو عبيد : الثِّياب المُمَصَّرة : التي فيها شيءٌ من صُفرَةٍ ليستْ بالكثيرة . وقال شَمِرٌ : المُمَصَّر من الثياب : ما كان مصبوغاً فغُسِلَ ومنه الحديث : " ينزِلُ عيسى عليه السّلامُ بينَ مُمَصَّرتينِ " ومَصَّروا المكانَ تمْصيراً : جعلوه مِصراً فتَمَصَّرَ : صار مِصراً . وكان عمر رضي الله عنه قد مَصَّرَ الأَمصارَ منها البصرة والكوفة وقال الجوهريّ فلانٌ مصَّرَ الأَمصارَ كما يقال : مَدَّنَ المُدُنَومِصْرُ : الكَسرُ فيها أَشهر فلا يُتَوَهَّم فيها غيره كما قاله شيخنا قلتُ : والعامَّة تفتحها هي المدينة المعروفة الآن سُمِّيَتْ بذلك لتَمَصُّرها أي تَمَدُّنها أو لأنَّه بناها المِصرُ بنُ نوح عليه السلام فسُمِّيت به . قال ابن سِيدَه ولا أدري كيفَ ذاكَ وفي الرَّوضِ : إنَّها سُمِّيَت باسم بانيها ونقل شيخنا عن الجاحِظ في تعليل تسميتها : لِمَصيرِ الناس إليها . وهو لا يخلو عن نظرٍ . وفي المقدمة الفاضليّة لابن الجوّانيّ النّسَّابة عند ذكر نسب القبط ما نَصُّه : وذكرَ أَبو هاشمٍ أَحمدُ بن جعفر العبّاسيُّ الصّالحيُّ النَّسّابةُ قِبْطَ مِصرَ في كتابه فقال : هم ولَدُ قِبْطَ بن مِصرَ بن قُوط بن حام وأَنَّ مِصرَ هذا هو الذي سُمِّيَتْ مِصرُ به مِصْرَ . وذكرَ شيوخُ التَّواريخ وغيرُهم أَنَّ الذي سُمِّيَتْ مِصْرً به هو مِصرُ بن بَيْصَرَ بن حام . انتهى . وقرأت في بعض تواريخ مِصْرَ ما نَصُّه : واختلف أَهلُ العلم في المعنى الذي لأَجله سُمِّيَت هذه الأرض بمِصْرَ فقيل : سَمِّيَت بمِصْرَيْم بن مُركَايِل وهو الأَوّل وقيل بل سُمِّيَت بمِصر الثاني . وهو مِصرام بن نقراوش بن مصْريم الأَوّل وعلى اسمه تسمَّى مِصْرُ بن بَيْصَر وقيل : بل سُمِّيَت باسم مِصر الثالث وهو مصرُ بن بَيْصَر بن حام بن نوح وهو أبو قِبطِيم بن مِصر الذي وَلِيَ المُلْك بعدَه وإليه يُنْسَب القبط . وقال الحافظ أَبو الخَطَّاب بن دِحيةَ : مِصرُ أَخْصَب بلاد الله وسمّاها الله تعالى بمِصْرَ وهي هذه دون غيرها ومن أَسمائها أُمّ البلاد والأَرضُ المُباركة وغَوْثُ العِبادِ وأُمّ خَنُّور وتفسيره : النِّعمة الكثيرة وذلك لما فيها من الخيرات التي لا توجد في غيرها وساكِنُها لا يخلو من خير يَدِرُّ عليه فيها فكأَنَّها البقرة الحَلوبُ النافعة وكانت فيما مضى أَكثر من ثمانين كورَةً عامِرَةً قبلَ الإسلام ثمَّ تقهقرت حتّى استقرَّت في أَوّل الإسلام على أَربعين كورَةً . وفي المائةِ التاسعة استقرَّت على ستَّةٍ وعشرين عملاً . وأما عِدَّة القرى التي تأخَرَت إلى سنة سبعٍ وثلاثين وثمانمائة فحُرِّرَت لمّا أَمَرَ الملك الأَشرف بِرِسباي كُتَّابَ الدَّواوين والجُيوش المِصريَّة بضبطِ وإحصاءِ قُرى مِصْرَ كلّها قبليّها وبحْريّها فكانت أَلفين ومائتين وسبعينَ قريةً . وأَلَّفَ الأَسْعَدُ بن ممّاتي كتاباً سمّاه قَوانين الدَّواوين وهو في أَربعة أَجزاءٍ ضخمةٍ والذي هو موجود في أَيدي الناس مختَصرُهُ في جزءٍ لطيف ذكر في الأصل ما أَحصاه من القرى من أَيّام السلطان صلاح الدِّين يوسُف بن أَيُّوب أربعة آلاف ضيعة وعيَّنَ مساحتَها ومتحصِّلاتِها من عين وغلَّة واحدةً واحدةً . وأَمّا حدودُها ومساحةُ أَرضِها وذِكْرُ كُوَرِها فقد تكَفَّل به كتاب الخِطَط للمَقريزيّ وتقويم البلدان للملك المُؤَيّد فراجِعْهُما فإنَّ هذا المحل لا يتحمَّل أكثر مما ذكرناه . وهي تُصرَف وقد لا تُصرَف وتؤَنَّث . وقد تُذَكَّر عن ابن السَّرَّاج . قال سيبويه : في قوله تعالى " اهْبِطُوا مِصْراً " قال أبو إسحاق : الأَكثر في القراءة إثبات الألف قال : وفيه وجهان جائزان يُرادُ بها مِصرٌ من الأَمصار لأَنَّهم كانوا في تيهٍ قال وجائزٌ أَنْ يكونَ أَرادَ مِصْرَ بعينِها فجعلَ مصراً اسماً للبلد فصَرَفَ لأَنَّه مذّكَّر ومَنْ قرأَ مِصْرَ بغير أَلِفٍ أَرادَ مِصْرَ بعينِها كما قال : " ادْخُلوا مِصْرَ إنْ شاءَ اللهُ " ولم يُصرَف لأَنَّه اسمُ المدينة فهو مُذَكَّر سُمِّيَ به مؤنَّث . وحُمُرٌ مَصارٍ ومَصارِيُّ جمع مِصرِيّ عن كُراع . والمِصرانِ : الكوفةُ والبَصْرَة . وقال ابن الأَعرابيّ : قيل لهما المِصرانِ لأَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قال : لا تجعلوا البحرَ فيما بيني وبينكم مَصِّروها أَي صَيِّروها مِصراً بين البحر وبيني أي حَدّاً وبه فُسِّرَ حديثُ المَواقيت : " لما فُتِحَ هذانِ المِصران يريد بهما الكوفة والبَصرة . ويَزيدُ ذُو مِصْرٍ بالكسر : مُحَدِّث فَرْدٌ روى حديثاً في الأَضاحي عن عُيَيْنَة بن عَبْد قاله الحافظ . والمَصيرُ كأَمير : المِعى وخصَّ بعضُهم به الطَّيْرَ وذوات الخُفِّ والظِّلْف ج أَمْصِرَةٌ ومُصرانٌ بضمّ الميم مثل رغيف وأَرغِفَة ورُغْفان وجج أي جَمْع الجَمْع مَصارينُ عندسيبويه وقال الليث : المَصارينُ خطأٌ . قال الأَزهريّ المَصارين جمع المُصرانِ جَمَعَتْه العرَبُ كذلك على توَهُّم النون أنها أَصليّة . وقال بعضُهم : مصيرٌ إنَّما هو مَفْعِلٌ من صار إليه الطَّعامُ وإنَّما قالوا مُصرانٌ كما قالوا في جميع مَسيلِ الماءِ مُسلانٌ شَبَّهوا مَفْعِلاً بفَعيل ولذلك قالوا قَعودٌ وقِعدانٌ ثم قَعادينُ جمْع الجمْع . وكذلك توَهَّموا الميمَ في المَصير أَنَّها أَصليّة فجمعوها على مُصرانٍ كما قالوا لجماعة مَصادِ الجبلِ مُصْدانٌ . وقال الصَّاغانِيّ : المِصرانُ بالكسر لُغةٌ في المُصرانِ بالضّمّ جمع مَصير عن الفَرّاءِ . ومُصْرانُ الفأْرِ بالضّمّ : تَمْرٌ رديءٌ على التَّشبيه . والمَصِيرَة : ع بساحل بحر فارس نقله الصاغانيّ . ويقولون : اشترى الدَّارَ بمُصُورِها أي بحدودها جمع مِصرٍ وهو الحَدّ هكذا يكتبون أَهلُ مصرَ في شروطِهم وكذا أَهلُ هَجَر . وقالوا : غُرَّةُ الفَرَس إذا كانت تَدِقُّ من مَوضِعٍ وتَغلُظ وتتَّسعُ من موضع آخر فهي مُتَمَصِّرَة لِتَفَرُّقِها . ويقال : جاءَت إِبلُ مُتَمَصِّرَة إلى الحوض ومُمْصِرَة أي متفرِّقة . وامَّصَرَ الغَزْلُ بتشديد الميم كافتعَلَ إذا تَمَسَّخَ أي تَقَطَّع . ومما يستدرك عليه : قال ابن السِّكّيت : المَصْرُ : حَلْبُ كلِّ ما في الضَّرْعِ ومنه حديث علي : لا يُمْصَرُ لبَنُها فيَضُرَّ ذلك بولدِها يريد لا يُكثَرُ من أَخذ لبنها . والمَصْرُ : قِلَّةُ اللَّبَن . وقال أبو سعيد : المَصْرُ : تَقَطُّع الغزل وتَمَسُّخُه . والمُمَصَّرَة : كُبَّة الغَزْلِ . والتَّمْصيرُ في الثِّياب : أَنْ تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غير بِلىً . ومِصْرٌ : أحد أولادِ نوح عليه السلام . قال ابن سِيدَه : ولست منه على ثقة قلت قد تقدّم ما فيه . وفي التهذيب : والمَاصِرُ في كلامهم : الحَبْلُ يُلْقى في الماء لِيَمْنَعَ السُّفُنَ عن السَّيْرِ حتّى يُؤَدِّيَ صاحبُها ما عليه من حقِّ السّلطان هذا في دجلة والفرات . ويقال : لهُم غَلَّةٌ يَمْتَصرونَها أي هي قليلةٌ فهم يَتَبَلَّغونَ بها كذا في التكملة وكذلك يتَمَصَّرونَها قاله الزمخشريّ وهو مَجاز . وعَطاءٌ مَصورٌ كصَبور : قليلٌ وهو مَجاز . بويه وقال الليث : المَصارينُ خطأٌ . قال الأَزهريّ المَصارين جمع المُصرانِ جَمَعَتْه العرَبُ كذلك على توَهُّم النون أنها أَصليّة . وقال بعضُهم : مصيرٌ إنَّما هو مَفْعِلٌ من صار إليه الطَّعامُ وإنَّما قالوا مُصرانٌ كما قالوا في جميع مَسيلِ الماءِ مُسلانٌ شَبَّهوا مَفْعِلاً بفَعيل ولذلك قالوا قَعودٌ وقِعدانٌ ثم قَعادينُ جمْع الجمْع . وكذلك توَهَّموا الميمَ في المَصير أَنَّها أَصليّة فجمعوها على مُصرانٍ كما قالوا لجماعة مَصادِ الجبلِ مُصْدانٌ . وقال الصَّاغانِيّ : المِصرانُ بالكسر لُغةٌ في المُصرانِ بالضّمّ جمع مَصير عن الفَرّاءِ . ومُصْرانُ الفأْرِ بالضّمّ : تَمْرٌ رديءٌ على التَّشبيه . والمَصِيرَة : ع بساحل بحر فارس نقله الصاغانيّ . ويقولون : اشترى الدَّارَ بمُصُورِها أي بحدودها جمع مِصرٍ وهو الحَدّ هكذا يكتبون أَهلُ مصرَ في شروطِهم وكذا أَهلُ هَجَر . وقالوا : غُرَّةُ الفَرَس إذا كانت تَدِقُّ من مَوضِعٍ وتَغلُظ وتتَّسعُ من موضع آخر فهي مُتَمَصِّرَة لِتَفَرُّقِها . ويقال : جاءَت إِبلُ مُتَمَصِّرَة إلى الحوض ومُمْصِرَة أي متفرِّقة . وامَّصَرَ الغَزْلُ بتشديد الميم كافتعَلَ إذا تَمَسَّخَ أي تَقَطَّع . ومما يستدرك عليه : قال ابن السِّكّيت : المَصْرُ : حَلْبُ كلِّ ما في الضَّرْعِ ومنه حديث علي : لا يُمْصَرُ لبَنُها فيَضُرَّ ذلك بولدِها يريد لا يُكثَرُ من أَخذ لبنها . والمَصْرُ : قِلَّةُ اللَّبَن . وقال أبو سعيد : المَصْرُ : تَقَطُّع الغزل وتَمَسُّخُه . والمُمَصَّرَة : كُبَّة الغَزْلِ . والتَّمْصيرُ في الثِّياب : أَنْ تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غير بِلىً . ومِصْرٌ : أحد أولادِ نوح عليه السلام . قال ابن سِيدَه : ولست منه على ثقة قلت قد تقدّم ما فيه . وفي التهذيب : والمَاصِرُ في كلامهم : الحَبْلُ يُلْقى في الماء لِيَمْنَعَ السُّفُنَ عن السَّيْرِ حتّى يُؤَدِّيَ صاحبُها ما عليه من حقِّ السّلطان هذا في دجلة والفرات . ويقال : لهُم غَلَّةٌ يَمْتَصرونَها أي هي قليلةٌ فهم يَتَبَلَّغونَ بها كذا في التكملة وكذلك يتَمَصَّرونَها قاله الزمخشريّ وهو مَجاز . وعَطاءٌ مَصورٌ كصَبور : قليلٌ وهو مَجاز