الأُصْطُبَّةُ بالضَّمِّ وشَدِّ البَاءِ : مُشَاقَةُ الكَتَّان . وفي الحَديثِ : رأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنْه عَلَيْه إِزَارٌ فيه عَلَقٌ قد خَيَّطَه بالأُصْطُبَّة حَكَاه الهَرَوِيّ في الغَرِيبَيْن . في التهذيب عن ابن الأَعْرَابيّ : المِصْطَبُ : سَنْدَانُ الحَدَّادِ . والمِصْطَبَّةُ بكَسْرِ المِيمِ وتَشْدِيدِ الْبَاء المُوَحَّدَة قَالَ أَبُو الهَيْثَم : هِيَ مُجْتَمَع النَّاس كالدُّكَّانِ للجُلُوس عَلَيْه . ورُوِي عن ابْنِ سِيرِين أَنَّه قَالَ : إِني كنتُ لا أُجَالِسُكم مَخَافَة الشُّهْرَة حتى لم يَزَلْ بي البَلاَءُ حَتَّى أُخذ بِلِحْيَتِي وأُقمْتُ على مِصْطَبّة بالبّصْرَةِ . وقال الأَزْهريّ : سَمِعْتُ أَعْرَابِيّاً من بني فَزَارَةَ يقول لخَادِم له : أَلاَ وَارْفَع لي عَنْ صَعِيدِ الأَرْضِ مِصْطَبَّةً أَبِيتُ عَلَيْهَا باللَّيْل : فرفع له من السَّهْلَة شِبْهَ دُكَّان مُرَبَّع قَدْرَ ذِرَاعٍ من الأَرْضِ يَتَّقِي بها من الهَوَامِّ باللَّيْل
" الصُّبْح " بالضَّم " : الفَجْر أَو أَوّلُ النَّهَارِ ج أَصْباحٌ وهو الصَّبِيحة ؛ والصَّبَاح " نقيض المسَاءِ " والإِصْباحُ " بالكسر " ,المُصْبَحُ كمُكْرَم " لأَنّ المفعول مما زاد على الثلاثة كاسم المفعول . قال الله عزّ وجل : " فالِقُ الإِصْباحِ " قال الفرّاءُ : إِذا قيل : الأَمْسَاءُ والأَصْباحُ فهو جمْع المَسَاءِ والصّبْح . قال : ومِثْله الأَبْكار والإِبْكار وقال الشّاعر :
" أَفْنَى رِيَاحاً وذَوِي رِيَاحِ
" تَناسُحُ الإِمْساءِ والإِصْباحِ وحكَىَ اللِّحْيَانيّ : تقول العرب إِذا تَطيَّروا من الإِنسان وغيرِه : صَبَاحُ اللهِ لا صَباحُك قال : وإِنْ شِئتَ نَصَبْتَ . " وأَصْبَحَ : دَخَل فيه " أَي الصُّبْحِ كما يقال : أَمْسَى إِذا دخل في المَسَاءِ . وفي الحديث : " أَصْبِحوا بالصُّبح فإِنه أَعظمث للأَجْر " أَي صَلُّوها عند طُلوع الصُّبحِ . وفي التَّنْزِيل " وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ " أَصْبَحَ : " بمَعْنَي صارَ " . قال شيخُنا فيه تَطْوِيلٌ لأَنّ " بمعنى " مُسْتَدْرَك كما لا يَخفَى . قال سيبويه : أَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا أَي صِرْنَا في حينِ ذاك . وأَصْبَحَ فلانٌ عالِماً : صار . " وصَبَّحهم " تَصْبيحاً : " قال لهم : عِمْ صَباحاً " وهو تَحِيَّةُ الجاهليَّة أَو قال : صَبَّحكَ اللهُ بالخَيْر . صَبَّحَهم : " أَتاهم صَبَاحاً كصَبَحهم كمَنَعَ " . قال أَبو عَدْنَان : الفَرْق بين صَبَحْنَا وصَبَّحْنَا أَنه يُقَال : صَبَّحْنا بلدَ كذا وكذا وصَبَّحْنَا فُلاناً فهذه مشدّدة ؛ وصَبَحْنَا أَهْلَهَا خَيراً أَو شَرّاً . وقال النّابغة :
وصَبَّحَه فَلْجاً فلا زَالَ كَعْبُه ... على كُلِّ مَنْ عادَى منَ النّاسِ عَالِيَا ويقال : صَبَّحه بكذا ومَسّاه بكذا كلّ ذلك جائز قال بُجَير بن زُهَير المُزَنيّ وكان أَسْلَمَ :
صَبَحْنَاهُمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ ... وسَبْعٍ من بني عُثْمَانَ وَافِي معناه أَتَيْنَاهم صَبَاحاً بأَلف رَجلٍ من بني سُلَيم . وقال الراجز :
" نَحْنُ صَبَحْنَا عامراً في دَارِها
" جُرْداً تَعَادَى طَرَفَيْ نَهَارِهَا يريد أَتَيْنَاهَا صَباحاً بخَيْل جُرْد . وقال الشَّمّاخ :
وتَشْكُو بعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكَابَها ... وقِيلَ المُنَادِي : أَصبَحَ القَوْمُ أَدْلِجى
قال الأَزهريّ : يَسأَل السّائلُ عن هذا البَيت فيقول : الإِدْلاجُ : سَيرُ اللَّيل فكيف يقول : أَصبحَ القومُ وهو يأْمر بالإِدلاجِ ؟ وقد تقدّم الجواب في " دلج " فراجِعْه . صَبَحَهُم : " سَقَاهم صَبُوحاً " من لَبنٍ يَصْبَحُهم صَبْحاً وصَبَّحَهم تَصْبيحاً كذلك . " وهو " أَي الصَّبوحُ : " ما حُلِبَ من اللَّبنِ بالغَدَاةِ " أَو ما شُرِبَ بالغَدَاةِ فما دُونَ القائِلةِ . وفِعْلُك الاصْطِباحُ . الصَّبُوحُ أَيضاً : كلُّ ما أُكِلَ أَو شُرِبَ غُدْوَةً وهو خِلافُ الغَبُوقِ . والصَّبُوح : " ما أَصْبَحَ عندَهُم من شَرَابٍ " فشَرِبوه . الصَّبُوح : " النَّاقَةُ تُحْلَب صَبَاحاً " حكاه اللِّحْيَانيّ وأَبو الهَيثم . وقولُ شَيْخِنا إِنه غريبٌ محلُّ نَظرٍ . من المجاز : هذا " يومُ الصَّبَاحِ " ولَقِيتُهم غَدَاةَ الصَّبَاحِ : وهو " يَومُ الغَارَةِ " قال الأَعشى :
به تَرْعُفُ الأَلْفَ إِذْ أُرْسِلَتْ ... غَدَاةَ الصَّبَاحِ إِذَا النَّقْعُ ثارا يقول : بهذا الفَرَسِ يَتقدَّم صاحبُه الأَلْفَ من الخَيْل يَومَ الغَارَةِ . والعرب تقول إِذا نَذِرَتْ بغارَةٍ من الخَيْل تَفْجَؤُهم صَبَاحاً : يا صَبَاحَاه : يُنْذِرُونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بالنداءِ العالي . ويُسَمُّون يومَ الغَارةِ يَومَ الصَّبَاحِ لأَنّهم أَكْثَر ما يُغِيرونَ عندَ الصَّباح . " والصُّبْحَة بالضَّمِّ : نَوْمُ الغَدَاةِ ويُفْتَح " وقد كَرِهه بعضُهم . وفي الحديث أَنه نَهَى عن الضُّبْحَة وهي النَّومُ أَوّلَ النَّهَار لأَنه وَقتُ الذِّكْرِ ثم وَقْتُ طَلَبِ الكَسْبِ . وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ أَنها قالت : " وعندَه أَقول فلا أُقَبَّح وأَرْقُد فأَتَصبَّح " . أَرادتْ أَنها مُكْفِيَّةٌ فهي تَنَام الصُّبْحَة . الصُّبْحَة : " ما تَعَلَّلْتَ به غُدْوَةً " . " وقد تَصَبَّحَ " : إِذا نام بالغَدَاةِ . وفي الحديث : " مَنْ تَصبَّحَ بسَبْعِ تَمْرَاتٍ عَجْوَة " هو تَفَعَّلَ من صَبَحْتُ القَوْمَ : إِذَا سَقَيْتهم الصَّبُوحَ وصَبَّحت التّشديد لُغة فيه . الصُّبْحَة والصَّبَحَ : " سَوَادٌ إِلى الحُمْرَةِ أَو لَوْنٌ يَضْرِب إِلى الشُّهْبَةِ " قَرِيبٌ منها " أَو إِلى الصُّهْبَةِ " وجَزَمَ السُّهَيليّ بأَن الصُّبْحةَ بياضٌ غيرُ خالصٍ . وقال اللّيث : الصَّبَح : شِدَّةُ الحُمْرَةِ في الشَّعر . " وهو أَصْبَحُ . وهي صَبْحاءُ " . وعن اللّيث : الأَصْبَح قَريبٌ من الأَصْهَب . وروَى شَمِرٌ عن أَبي نَصْرٍ قال : في الشَّعر الصُّبْحَةُ والمُلْحَة . ورجل أَصْبَحُ اللِّحْيَةِ : الّذي تَعلوا شَعرَه حُمْرَةٌ . وقال شَمِرٌ : الأَصْبَحُ : الّذي يكون في سَوادِ شَعرِهِ حُمْرةٌ . وفي حديث المُلاَعنة : " إِنْ جاءَتْ به أَصْبَحَ أَصْهَب " الأَصْبَح : الشَّديدُ حُمْرةِ الشَّعرِ . ومنه صُبْحُ النَّهارِ مُشتَقٌّ من الأَصْبَح . قال الأَزهريّ : ولَوْنُ الصُّبْح الصّادقِ يَضْرِب إِلى الحُمْرَةِ قليلاً كأَنّها لَوْنُ الشَّفَق الأَوَّلِ في أَوَّلِ اللَّيْل . " وأَتَيْنُه لِصُبْحِ خامسةٍ " بالضّم كما تَقُول : لِمُسْيِ خامسةٍ " ويُكْسَر أَي لِصَبَاحِ خَمسةِ أَيامٍ " . وحكَى سيبويه : أَتَيتُه صَبَاحَ مَسَاءَ . من العرب مَن يَبْنِيه كخَمْسَةَ عَشَرَ ومنهم من يُضيفُه إِلاّ في حَدِّ الحالِ أَو الظَّرف . " وأَتيْتُه ذَا صَبَاحٍ وذا صَبُوحٍ أَي بُكْرَةً " . قال سيبويه : " لا يُستعمل إِلاَّ ظَرْفاً " وهو ظَرْفٌ غيرٌ مُتمكِّنٍ . وقد جاءَ في لُغَةٍ لخَثْعَم " اسماً " قال أَنَسُ بنُ نُهَيْك منهم :
عزَمْتُ على إِقامةِ ذِي صَبَاحٍ ... لأَمْرٍ مَا يُسَوَّدُ مَنْ يَسُودُلم يستعمله ظَرْفاً . قال سيبويه : هي لُغَةٌ لخَثْعَم . ووَجدْت في هامش الصّحاح : البيتُ لرجُلٍ من خَثْعَم قالَهُ على لُغَته لأَنّه جَرّ ذا صباحٍ وهو ظَرْفٌ لا يَتمَكَّن والظُّرُوف الّتي لا تَتمكّن لا تُجَرُّ ولا تُرْفَع ولا يجوز ذلك إِلاّ في لغة قومٍ من خَثْعَم أَو يُضْطَرُّ إِليه شاعرٌ . يُريد : عَزَمْت على الإِقامةِ إِلو وَقْتِ الصَّباح لأَنّي وَجَدْت الرَّأْيَ والحَزْمَ يُوجبانِ ذلك . ثم قال : لشيْءٍ ما يُسَوَّد مَنْ يَسود : يقول : إِنّ الذي يُسوِّده قَومُه لا يُسوَّدُ إِلاّ لشيْءٍ من الخِصَالِ الجَمِيلةِ والأُمورِ المحمودةِ رآهَا قَومُه فيه فسَوَّدُوه من أَجْلها ؛ كذا قاله ابن السّيرافيّ . ولقيتُه ذاتَ صُبْحَةٍ وذا صَبُوح أَي حِين أَصْبَحَ وحين شَرِبَ الصَّبُوحَ . وعن ابنِ الأَعرابيّ : أَتَيتُه ذاتَ الصَّبُوحِ وذَات الغَبُوق إِذا أَتَاه غُدْوَةً وعَشِيَّةً ؛ وذَا صَبَاحٍ وذَا مَساءٍ ؛ وذَاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيْمِ أَي منذُ ثلاثة أَزْمَانٍ وأَعْوامٍ . " والأَصبَحُ : الأَسَدُ " بَيِّنُ الصَّبَحِ . ورَجُلٌ أَصْبَحُ كذلك . الأَصْبَح : " شَعرٌ يَخْلطه بياضٌ بحُمْرَةٍ خِلْقَةً " أَيّاً كانَ " وقد اصْبَاحَّ " اصْبِيحَاحاً " وصَبِحَ كفَرِحَ صَبَحاً " محرَّكةً " وصُبْحَةً بالضّمّ " . " والمُصْبَح كمُكْرَم : موضِعُ الإِصْبَاحِ ووَقْتُه " وعبارة الصّحاح : والمَصْبَح بالفتح : مَوْضِع الإِصباحِ ووَقْتُ الإِصباحِ أَيضاً قال الشاعر :
" بمَصْبَحِ الحَمْدِ وحيثُ يُمْسِي وهذا مَبنيٌّ على أَصْلِ الفِعْل قبلَ أَن يُزاد فيه ولو بُنِيَ على أَصْبَحَ لقِيلَ : مُصْبَح بضَمّ المِيم . انتهى . وفي بعض النُّسخ بعد قوله : كمُكْرَم : " وكمُذْهَب " وهو الصّواب إِن شاءَ الله تعالى . وقال الأَزهريّ : المُصْبَح : المَوضِع الّذِي يُصْبَح فيه والمُمْسي : المَكَان الّذي يُمْسَى فيه . ومنه قوله :
" قَرِيبةُ المُصْبَحِ من مُمْسَاها " والمِصْبَاح : السِّرَاح " وهو قُرْطُه الّذِي تَراه في القِنْدِيل وغيرِه . وقد يُطْلَق السِّرَاجُ على مَحلِّ الفَتِيلةِ مَجَازاً مشهوراً ؛ قاله شيخُنَا . وقال أَبو ذُؤَيب الهُذليّ :
أَمِنْك بَرْقٌ أَبيتُ اللَّيلَ أَرْقُبُه ... كأَنّهُ في عِراضِ الشّامِ مِصْبَاحُ المِصْبَاح من الإِبل : الّذِي يَبْرُك في مُعَرَّسه فلاَ يَنْهض حتّى يُصْبِحَ وإِنْ أُثِيرَ . وقيل : المِصْبَاح : " النّاقَةُ " الّتي " تُصْبِح في مَبْرَكِهَا " لا تَرْعَى " حتّى يَرْتفِعَ النّهَارُ " وهو ممّا يُسْتَحبّ من الإِبل وذلك " لقُوَّتِهَا " وسِمَنِها جَمْعُه مَصابِيحُ . أَنشد ابن السِّيد في الفَرْق :
مَصَابِيحُ لَيستْ باللَّوَاتِي يَقودُهَا ... نُجومٌ ولا بالآفلاَتِ الدَّوالِكِ المِصْباح : " السِّنَانُ العَرِيض " وأَسِنَّةٌ صَبَاحِيَّة . المِصْباح : " قَدَحٌ كَبِيرٌ " عن أَبي حنيفةَ " كالمِصْبَح كمِنْبَر " في الأَربعة . وعلى الثّاني قولُ المُزَرِّد أَخي الشّمَّاخ :
ضَرَبْتُ له بالسَّيْفِ كَوْمَاءَ مِصْبَحاً ... فشُبَّتْ عليها النّارُ فهْي عَقِيرُ" والصَّبُوحةُ : النَّاقَةُ المحْلُوبةُ بالغَداةِ كالصَّبوحِ " عن اللِّحْيَانيّ . وقد تَقَدّم ذِكْرُ الصَّبُوح آنِفاً . ولو قال هناك : كالصَّبُوحة سَلِمَ من التَّكرار . وحكى اللِّحْيَانيّ عن العرب : هذه صَبُوحِي وصَبُوحَتِي . " والصَّبَاحَةُ : الجَمالُ " هكذا فَسّره غيرُ واحدٍ من الأَئمّة وقَيّده بعضُ فقهاءِ اللُّغَة بأَنه الجَمالُ في الوَجْهِ خاصَّةً . ونقل شيخنا في عن أَبي منصور : الصَّبَاحةُ في الوَجْهِ والوَضَاءَةُ في البَشَرَة والجَمال في الأَنْف والحَلاوةُ في العيْن والمَلاحَةُ في الفَمِ والظَّرْفُ في اللّسَان والرَّشَاقَةُ في القَدّ واللَّباقة في الشَّمَائل وكَمالُ الحُسْنِ في الشَّعرِ . وقد " صَبُح ككَرُمَ " صَبَاحَةً : أَشْرَقَ وأَنارَ ؛ كذا في المصباح . " فهو صَبِيحٌ وصُبَاحٌ نقله الجوهَرِيّ عن كِسَائيّ واقتصر عليهما " وصُبّاحٌ وصَبْحانُ كشَريفٍ وغُرَابٍ ورُمّانٍ وسَكْرَانَ " وافقَ الّذِين يقولون فُعَالٌ الَّذِين يقولون فَعِيلٌ لاعْتِقَابِهما كثيراً والأُنثَى فيهما بالهاءِ والجمع صِبَاحٌ . وافقَ مُذَكَّرَه في التكسير لاتفاقهما في الوَصْفِيّة . وقال اللّيث : الصَّبِيح : الوَضِيءُ الوَجْهِ . " ورَجَلٌ صَبَحَانٌ محرَّكَةً : يُعَجِّل الصَّبُوحَ " وهو ما اصْطُبِحَ بالغَدَاةِ حارّاً . قَرِّبْ تَصْبِيحَنَا . وقَرَّبَ إِلى الضُّيُوفِ تَصَابِيحَهم " التَّصْبِيحُ الغَدَاءُ " وفي حديثِ المَبْعَثِ " أَنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يَتِيماً في حِجْرِ أَبي طالبٍ وكان يُقرَّبُ إِلى الصِّبْيَان تَصْبِيحُهم فيَخْتَلِسون ويَكُفّ " وهو " اسمٌ بُنِيَ على تَفْعِيلٍ " مثل التّرْعِيب للسَّنامِ المُنْقَطع والتَّنْبِيت اسمٌ لما يَنْبُت من الغِرَاس والتَّنْوِير اسمٌ لنَوْر الشَّجر . يقال : صُبَّتْ عليهم الأَصْبَحِيَّة . " الأَصْبَحيّ : السَّوْطُ " وهي السِّيَاطُ الأَصْبَحِيَّة " نِسْبَةٌ إِلى ذي أَصْبَحَ لمَلِكٍ من مُلوكِ اليَمنِ " من حِمْيَر ؛ قاله أَبو عُبيدَةَ . وذو أصْبَحَ هذا قِيلَ : هو الحارثُ بنُ عَوفِ بنِ زَيد ابن سَدَدِ بن زُرْعةَ وقال الن حزْم هو ذو أَصْبَحَ مالِكُ بن زَيد بن الغَوْث من وَلِد سَبَإٍ الأَصغرِ " من أَجْدَادِ " سيِّدنا " الإِمامِ " الأَقْدَمِ والهُمَامِ الأَكْرَمِ عالِمِ المدينة " مالِكِ بنِ أَنَسٍ " الفقيهِ وجَدُّه الأَقْرَبُ أَبو عامرِ بنُ عَمْرِو بن الحارِثِ ابن غَيْمَانَ الأَصبَحِيّ الحِمْيَريّ تابِعيّ . وذكر الحازميّ في كتاب النَّسب : أَن ذا أَصْبَحَ من كَهْلاَنَ وأَنّ منهم الإِمامَ مالكاً . والمشهور هو الأَوّلُ لأَنّ كَهْلانَ أَخو حِمْيَر على الصّحِيح خلافاً للجوهَريّ كما سيأْتي . " واصِطَبَحَ : أَسْرَجَ " كأَصْبَحَ ؛ وهذا من الأَساس . والشَّمعُ ممَّا يُصْطَبَح به أَي يُسْرَجُ به . اصْطَبَحَ : " شَرِبَ الصَّبُوحَ " - وصَبَحه يَصْبَحُه صَبْحاً : سقاه صَبُوحاً - " فهو مَصْطَبِحٌ " وقال قُرْط بن التَّوْأَم اليَشْكُريّ :
كانَ ابنُ أَسْمَاءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه ... مِن هَجْمةٍ كفَسِيلِ النَّحْلِ دُرّارِيَعْشُوه : يُطْعِمه عِشَاءً . والهَجْمةُ : القِطْعَة من الإِبل . ودُرّار : من صِفَتها . وفي الحديث : " ومالَنا صَبِيٌّ يَصْطَبِح " أَي ليس لنا لَبَنٌ بقَدْرِ ما يَشْرَبُه الصَّبيُّ بُكْرَةً من الجَدْب والقَحْطِ فَضْلاً عن الكثير اصْطَبَحَ واغْتَبَقَ وهو " صَبْحانُ " وغَبْقَانُ . ومن أَمْثَالِهم السّائِرَةِ في وَصْف الكَذّابِ قولهم : " أَكْذَبُ من الآخِذِ الصَّبْحانِ " . قال شَمِرٌ : هكذا قال ابن الأَعْرَابيّ . قال وهو الحُوَار الّذي قد شَرِبَ فَروِيَ فإِذا أَردتَ أَن تَسْتَدِرَّ به أُمَّه لم يَشرَبْ لرِيِّه دِرَّتَها . قال : ويقال أَيضاً : " أَكْذَبُ من الأَخِيذِ الصَّبْحانِ " . قال أَبو عَدنَانَ : الأَخيذُ : الأَسيرُ . والصَّبْحَانُ : الّذِي قد اصْطَبَح فَرَوِيَ . قال ابن الأَعْرَابيّ : وهو رَجلٌ كان عند قَومٍ فصَبَحوه حتى نَهَضَ عنهم شاخِصاً فأَخَذَه قَوْمٌ وقالوا : دُلَّنا على حيث كُنْت . فقال : إِنما بِتُّ بالقَقْر فبينما هم كذلك إِذ قَعَدَ يَبول . فعَلِموا أَنّه بات قَرِيباً عند قَوْمٍ . فاستدلّوا به عليهم واسْتَبَاحُوهم . والمَصْدَر الصَّبَح بالتحريك . " واسْتَصْبَحَ " بالمِصْبَح : " اسْتَسْرَجَ " به . وفي حديث جابرٍ في شُحُومِ المَيْتَة : " ويَسْتَصْبِحُ بها النّاسُ " أَي يُشْعِلون بها سُرُوجَهم . " والصُّبَاحِيَّة بالضّمّ : الأَسِنَةُ العَرِيضَةُ " . وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ قال ابن سِيدَه : لا أَدري إِلامَ نُسِبَ . " والصَّبْحَاءُ " : الوَاضِحَةُ الجَبينِ . الصَّبْحَاءُ والمُصبِّح " كمُحَدِّث : فَرَسانِ " لهم . " ودَمٌ صُبَاحِيّ بالضّمّ : شَدِيدُ الحُمْرَةِ " مأْخُوذٌ من الأَصْبحِ : الّذي تَعلو شَعرَه حُمْرَةٌ . قال أَبو زُبَيد
" عَبيطِ صُبَاحِيٍّ من الجَوْفِ أَشْقَرَا " والصُّبَاحُ " بالضّمّ " شُعْلَةُ القنْديل " " وبنو صُبَاحٍ " بالضّمّ : بُطونٌ . منها " بَطْنٌ " في عبد القَيْس وهو صُبَاحُ بن لُكَيْزِ بن أفْصَى بن عبد القَيْس أَخو شَنّ بن لُكَيْز . وبَطْنٌ في ضَبَّةَ . وبَطْنٌ في غَنِيٍّ . وبطن في عُذْرَةَ . " وذو صُبَاحٍ : ع وقَيْل مِن " أَقْيَالِ " حِمْيَر " وهو غَيْرُ " ذُو أَصْبَحَ " " وصُبَاحٌ وصُبْحٌ ماءَانِ حِيَالَ " أَي حِذَاءَ " نَمَلَى " مُحرَّكَةً . صَبَاحٌ " كسحَابٍ ابنُ الهُذَيْلِ أَخو " الإِمَامِ " زُفَر الفَقِيهِ " . صَبَاحُ " بنُ خاقَانَ كَرِيمٌ " جَوادٌ امْتَدَحه إِسحاقُ النَّديم . صُبَاحٌ " كغُراب ابنُ طَرِيفِ جاهِليّ " من بني رَبيعةَ ؛ كذا قاله أَئمّة الأَنسابِ . قال الحافظُ ابن حجَرٍ : وليس كذلك بل هو ضَبِّيّ هو صُبَاحُ بنُ طَرِيفِ ابنِ زيدِ بنِ عَمْرِو بن عامرِ بن رَبيعةَ بنِ كَعْبِ بن ثَعْلَبةَ بن سَعد بن ضَبَّةَ يُنْسَب إِليه جماعةٌ منهم عبدُ الحَارث بنُ زَيد بن صَفْوَانَ بن صُبَاحٍ وفَدَ على النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم فسماه عبدَ الله . " والصَّبَحُ محركةً : بَرِيقُ الحَدِيدِ " وغيرِه . " وأُمُّ صُبْح بالضّمّ " من أَعلامِ " مَكَّة " المشرَّفَة زِيدَتْ شَرَفاً . في التّهذيبِ : والتَّصْبِيحُ على وُجُوهٍ يقال : " صَبَّحْتُ القَوْمَ المَاءَ تَصْبِيحاً " : إِذا " سَرَيْتَ بهم حتّى أَوْردَتْهُم إِيّاه " أَي الماءَ " صَباحاً " ومنه قوله :
وَصَبَّحتُهم ماءً بِفَيْفَاءَ قَفْرةٍ ... وقد حَلَّقَ النَّجْمث اليَمَانيُّ فاسْتَوَى أَرادَ سَرَيْتُ بهم حتّى انتهيتُ بهم إِلى ذلك الماءِ . وتقول : صَبَّحتُ القَومَ تَصْبِيحاً إِذا أَتَيتَهم مع الصَّبَاح . ومنه قولُ عَنْتَرةَ يَصف خَيْلاً :
وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفَارَ عَوابِساً ... تَهْدِي أَوائلَهنَّ شُعْثٌ شُزَّبُأَي أَتَيْنَ الجِفَارَ صَبَاحاً يعني خَيْلاً عليها فُرْسانُها . ويقال : صَبَّحْتُ القَوْمَ إِذاسَقَيْتهم الصَّبُوحَ . انتهت عبارةُ التّهذيب . وقد تقدّم المَعنيانِ الأَخيرَانِ في أَوّل المَادّة ولم يزل دأَب المصنِّف في تَقطيعِ الكلامِ المُوجِب لِسهَام المَلامِ عَفا عَنّا وعنه المَلِك العَلاّم فإِنه لو ذَكر هذه عند أَخَواتِها كان أَمْثَلَ لطرِيقَتِه الّتي اختارها . من المَجَاز : يقال للرّجل يُنبَّهُ من سِنَةِ الغَفْلَةِ : " أَصْبِحْ " يا رَجلُ " أَي انْتَبِهْ " من غَفْلِتك " وأَبْصِرْ رُشْدَك " وما يُصْلِحُك . وقال رُؤبة
" أَصْبِحْ فَمَا مِن بَشَرٍ مَآْرُوشِ أَي بَشَرٍ مَعيب . ويُقَال للنّائم : أَصْبِحْ أَي اسْتيقِظْ . وأَصْبَحُوا : استَيْقَظُوا في جَوْف اللَّيْل ؛ كذا في الأَساس . من المجاز أَيضاً : " الحَقُّ الصَّابِحُ " وهو " البَيِّنُ " الظَّاهِرُ الّذِي لا غُبَارَ عليه . وكذَا قَوْلُهم صَبَحَني فُلانٌ الحَقَّ ومَحَضَنِيه . " وصَبْحَةُ " بالفتح : " قَلْعَةٌ بدِيار بَكْرٍ " بين آمِدَ وَمَّيَّافَارِقِينَ . ومما يستدرك عليه : قولهم : صَبَّحَك اله بخيرٍ إِذا دَعَا له . وأَتَيْتُه أُصْبُوحَةَ كلِّ يومٍ وأُمْسِيَّةَ كلِّ يومٍ . وأَصْبَحَ القَوْمُ : دَنَا وَقْتُ دُخولِهم في الصَّبَاح . وبه فُسِّر قولُ الشّمّاخ . والصَّبُوح : كلُّ ما أُكِلَ أَو شُرِبَ غُدْوةً وهو خِلافُ الغَبوقِ . وحكَى الأَزهريّ عن اللّيث : الصَّبُوحُ : الخَمْرُ وأَنشد :
ولَقَدْ غَدَوْتُ عَلَى الصَّبُوحِ معي ... شَرْبٌ كِرامٌ مِن بَني رُهْمِ والصّبَائح في قَوْلِ أَبي لَيْلَى الأَعْرَابيّ : جَمْعُ صَبُوحٍ بمعنى لَبَنِ الغَدَاةِ . وصَبَحتُ فُلاناً : أَي ناوَلْتُه صَبُوحاً من لَبَنٍ أَو خَمْرٍ . ومنه قول طَرَفة :
" مَتى تَأْتِنِي أَصْبَحْكَ كأْساً رَوِيّةً أَي أَسقِكَ . وفي المَثَل : " أَعَنْ صَبُوحٍ تُرَقِّقُ " لمَنْ يُجَمْجِم ولا يُصَرِّحُ . وقد يُضْرَبُ أَيضاً لمن يُورِي عن الخَطْبِ العَظيمِ بكِنايةٍ عنه ولمن يُوجِب عليك ما لا يَجِبُ بكلامٍ يُلطِّفه . ورُوِيَ عن الشَّعْبِيّ أَن رَجلاً سأَله عن رَجل قَبَّلَ أُمَّ امرأَتِه فقال له الشَّعْبيّ : " أَعَنْ صَبُوحٍ تُرقِّق حَرُمَت عليه امرأَتُه " ظنّ الشَّعْبيّ أَنه كَنَى بتقبيله إِيّاهَا عن جِماعِها . ورُجلٌ صَبْحَانُ وامرأَةٌ صَبْحَى : شَرِبَا الصَّبُوحَ مثل سَكْرانَ وسَكْرَى . وفي مجمع الأَمثال : ونَاقَة صَبْحَى : حُلِبَ لَبنُها ذكرَه في الصّاد . انتهَى . وصَبُوحُ النّاقَةِ وصُبْحَتُها : قَدْرُ ما يُحْتَلَب منها صُبْحاً . وصَبَحَ القَوْمَ شَرّاً : جاءَهُم به صَبَاحاً . وصَبَحَتْهم الخَيْلُ وصَبَّحَتْهم : جاءَتْهُم صُبْحاً . ويا صَبَاحَاه : يقولها المُنْذِر . وصَبَحَ الإِبلَ يَصْبَحُها صَبْحاً : سَقَاهَا غُدْوَةً . والصّابِحُ : الّذِي يَصْبَحُ إِبلَه الماءَ أَي يَسْقِيها صَبَاحاً . ومنه قول أَبي زُبَيْد :
" حِينَ لاحَتْ للصَّابِحِ الجَوْزاءُ وتلك السَّقْيَةُ تُسَمّيها العربُ الصُّبْحَةَ وليست بناجِعةٍ عند العَرَب . ووَقْتُ الوِرْدِ المحمود عندهم مع الضَّحاءِ الأَكبرِ . وفي حديث جَرِير : و " ولا يَحْسِر صابِحُها " أَي لا يَكِلّ ولا يَعْيَا وهو الّذي يَسْقِيها صَبَاحاً لأَنه يُورِدها ماءً ظاهراً على وجْه الأَرض . وفي الحديث : " فأَصْبِحي سِرَاجَك " أَي أَصْلِحيها . وفي حديث يحيَى بن زكريّا عليهما السّلام : " كان يَخْدُم بيت المَقْدِس نَهاراً ويُصْبِح فيه لَيْلاً " أَي يُسْرِج السِّرَاجَ . والمَصابِيح : الأقْدَاحُ الّتي يُصْطَبَح بها وأَنشد :
نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابيحِ وَسْطَهَا ... لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفرَّقُ مُجْمَعُومَصَابِيحُ النُّجُومِ : أَعْلاَمُ الكَوَاكب . وفُلانٌ يَتَصَابَحُ وَيَتَحَاسَنُ . ومن المَجَاز : رأَيْت المَصَارِيحَ تَزْهَرُ في وَجْهه . وفي مَثَلٍ : " أَصْبِحْ لَيْلُ " . ومُخَاطبةث اللَّيْلِ وخِطَابُ الوَحْشِ مَجَازَانِ ؛ كذا في الأَساس . وقد سَمَّت صُبْحاً وصَبَاحاً وصُبَيحاً وصَبَّاحاً وصَبِيحاً ومَصْبَحا كقُفْلٍ وسَحَابٍ وزُبَيْرِ وكَتّانٍ وأَمِير ومَسْكَن . وأَسْوَدُ صُبْحٌ تأْكيدٌ ؛ قاله الزّمخشريّ . وصَبَاحٌ : مولَى العبّاسِ بنِ عبد المُطَّلب ؛ ذَكرَه ابنُ بَشْكَوال في الصّحَابة . وصُبَيحٌ : مولى أَبي أُحَيْحةَ تَجَهَّز لبَدْرٍ فمَرِض . وعبد الله بن صُبَيْحٍ : تابعيّ روَى عنه محمّد ابن إِسحاقَ . وصُبَيحَةُ بنُ الحارِث القُرشيّ التَّيْميّ : من مُسْلِمَةِ الفَتْح . وبنو صُبْحِ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيبانَ قبيلةٌ . وبنو صُبْحِ بنِ ذُهْلِ بنِ مالِكِ بنِ بَكرِ بنِ سَعْدِ بنِ ضَبّةَ فَخِذٌ . وصَبَاحُ بنُ ثابتٍ القُشَيْريّ . وصُبَيْحٌ : مَولَى زَيدِ بنِ أَرْقَمَ . وصُبَيْحُ بنُ عميرَةَ . وصُبَيْحٌ مَولَى عبدِ الله بن رَبَاحٍ . وصُبَيْحُ بنُ عبدِ الله العَبْسيّ تابعيّون . وصُبَاحٌ بالضّمّ : ابنُ نَهْدِ بن زَيدٍ في قُضاعةَ وصُبَاحُ بنُ عَبِيلِ بنِ أَسْلمَ في عَنَزةَ . وصُبَاحُ بنُ لُكَيز في عبد القَيْس منهم أَبو خَيْرَةَ الصَّبَاحِيّ يأْتي للمصنّف في خ ي ر مع وَهمٍ . وصُبَاحُ بن ظَبْيَانَ في نَسبِ جَميلٍ صاحبِ بُثَيْنَةَ . وفي سَعْدِ هُذَيمٍ صُبَاحُ بنُ قَيْسِ بنِ عامرِ ابنِ هُذَيم . وصُبْحُ بنُ مَعْبَدِ بنِ عَدِيٍّ في طَيِّئِ . وصَبّاحٌ - كشدّادٍ - ابنُ محمّدِ بن صَبّاحٍ عن المُعَافَى بن سُلَيْمانَ