يَسْتَلُّها جَدْوَلٌ كالسَّيْفِ مُنْصَلِتٌ ... بَيْنَ الأَشياءِ تَسامَى حَوْلَهُ العُشُبُ ص م ت
الصَّمْتُ بالفتح كما يُفْهَمُ من إِطلاقِه والصُّمْتُ بالضَّمِّ كما نقلَه ابنُ منظور في اللّسان وعِياضٌ في المشارق . وأَنشدني من سَمِعَ شيخَنا الإِمَام أَبا عبدِ الله محمّدَ بنَ سالمٍ الحفنيّ قُدِّس سِرُّه ونفعنا به إِلقاءَ في بعض دروسه :
إِذا لم يَكنْ في السَّمْعِ مِنّي تَصامُمٌ ... وفي بَصَرِي غَضٌّ وفي مَنْطِقي صَمْتُ
" فحَظِّي إِذاً مِنْ صَوْمِيَ الجُوعُ والظَّمَافإِنْ قُلت يوماً إِنَّنِي صُمْتُ ما صُمْتُ ورِواية شيخِنا عن شيخة ابنِ المسنّاوِيّ : " تَصَوُّنٌ " بدل " تصامُم " . والصُّمُوتُ والصُّمَاتُ بالضَّمّ فيهما أَيضاً : السُّكُوتُ وقيل : طُولُه . ومنهم مَنْ فرَّقَ بينهما وقد تقدّم في : سَكَت . وقال اللَّيْثُ : الصَّمْتُ : السُّكُوت . وقد أَخذَهُ الصُّمَاتُ . وأَنشد أَبو عَمْرٍو :
" ماإِنْ رَأَيْتُ من مُغَنِّياتِ
" ذَواتِ آذانٍ وجُمْجُماتِ أَصْبَرَ مِنْهُنَّ على الصُّمَاتِ
ونقل شيخُنا عن أَهل الاشتقاق : فَعالٌ بالضَّمِّ هو المشهور والمَقِيسُ في الأَصوات كالصُّراخِ ونحْوِه . قالوا : والصُّمَاتُ محمولٌ على ضِدِّه كالإِصْماتِ . قال السُّهَيْليّ في الرَّوْض : صَمَتَ وأَصْمَتَ وسَكَتَ وأَسْكَتَ : بمعْنًى وتقدّمَ الفرْقُ بينهما وفي الحديث : " أَنّ امرأَةً من أَحْمَسَ حَجَّتْ وهي مُصْمِتَةٌ " أَي : ساكتةٌ لا تَتكلَّمُ . والتَّصْمِيتُ : السُّكُوت والتَّسْكِيتُ والاسمُ من صَمَت : الصُّمْتَةُ . ورَماهُ بصُمَاتِهِ بالضَّمّ أَيْ : بِما صَمَتَ منه . وروى الجَوْهَرِيُّ عن أَبي زيد : رَمَيتُه بصُماتِهِ وسُكاتِهِ أَي بما صَمَتَ به وسَكتَ . وأَصْمَتَه هو وصَمَّتَهُ : أَسْكَتَهُ لا زِمانِ مُتعَدِّيانِ . والصُّمَاتُ بالضَّمّ : العَطش وبه فسَّرَ الأَصمعيُّ قولَ أَبي عَمْرٍو السّابقَ ذِكرُهُ . وقيل : سُرْعَةُ العَطَشِ في النّاس والدَّوابّ . والصّامِتُ مِن اللَّبَنِ : الخائِرُ ومثلُه في الصِّحاحِ . الصَّامِتُ من الإِبِلِ : عِشْرُون . من المجاز : مالهُ صامِتٌ ولا ناطِقٌ : الصّامِتُ من المال : الذَّهَبُ والفِضَّةُ والنَّاطِقُ منه الحيوانُ من الإِبِل والغَنَم أَي : ليس له شيْءٌ . وعن ابن الأَعرابيّ : جاءَ بما صَاءَ وصَمَتَ قال : ما صاءَ : يعني الشَّاءَ والإِبِلَ وما صَمَتَ : يعني الذَّهَبَ والفِضَّةَ . من المَجَاز : دِرْعٌ صَمْوتٌ الصَّمُوتُ بالفتح كصَبُور : الدِّرْعُ الثَّقِيلُ . وفي اللّسان : الصَّمُوتُ من الدُّروع : اللَّيِّنَةُ المَسِّ ليستْ بخَشِنَةٍ ولا صَدِئَةٍ ولا يكونُ لها إِذا صُبَّتْ صَوْتٌ . وقال النّابغةُ :
وكُلُّ صَمُوتٍ نُثْلَةٍ تُبَّعِيَّةٍ ... ونَسْجُ سُلَيْمٍ كُلَّ قَضّاءَ ذائلِ قال : يُطْلَقُ أَيضاً على السَّيْفِ الرَّسُوبِ وإِذا كان كذلك قلّ صَوتُ خُرُوجِ الدَّمِ قال الزُّبَيْرُ بنُ عبد المُطَّلِب :
وَيَنْفِي الجاهِلَ المُخْتَالَ عَنِّي ... رُقَاقُ الحَدِّ وَقْعَتُه صَمُوتُ من المَجَاز : الصَّمُوتُ : الشَّهْدَةُ المُمْتلِئَةُ الَّتِي ليست فيها ثُقْبَةُ فارِغةٌ نقله الصّاغانيُّ والزَّمَخْشرِيّ . الصَّمُوتُ : اسمُ فَرَسِ العَبَّاسِ بْنِ مِرْداسٍ السُّلَمِيّ رَضي الله عنه . أَو فَرَس خُفَافِ بنِ نُدْبَة السُّلَمِيّ . وفي لسان العرب : وهو فَرَسُ المُثلَّمِ بْنِ عَمْرٍو التَّنْوخِيّ وفيه يقولُ :
حَتَّى أَرَى فارِسَ الصَّمُوتِ على ... أَكساءِ خيْلٍ كأَنَّهَا الإِبِلُ ومعناهُ : حَتَّى يُهْزِمَ أَعدءَه فيَسُوقَهم مِن ورَائهم ويَطرُدَهم كما تُسَاقُ الإِبلُ . وضَرْبَةٌ صَمُوتٌ : إِذا كانت تمُرُّ في العِظامِ لا تَنْبُو عن عَظْمٍ فتُصَوِّتُ ؛ قال الزُّبَيْرُ بنُ عبد المُطَّلِب :
وَيَنْفِي الجاهلَ المُخْتالَ عَنِّي ... رُقاقُ الحَدِّ رَقْعَتُهُ صَمُوتُ وأَنشد ثعلب بيت الزُّبَيْر أَيضاً على هذه الصورة : ويُذْهِبُ نَخْوَةَ المُخْتالِ عَنِّي رَقِيقُ الحَدِّ ضَرْبتُهُ صَمُوتُ وترَكْتُه بِبَلْدَةِ إِصْمِت كإِرْبِل وهي القَفْرَةُ الّتي لا أَحَدَ بها . تَركْتُه بصحْرَاءِ إِصْمِتَ . عنِ ابْن سِيدَهْ : ترَكتُهُ بِوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتَهَ بكسْرِهِنَّ عن اللِّحيانيّ . ولي يُفسِّره وهو بقَطْعِ الهَمْزِ ووَصْلهِ . قال أَبو زيد . وقطَعَ بعضُهم الأَلِفَ من إِصْمِتَ ونَصَبَ التّاءَ فقال :
" بِوَحْشِ الإِصْمِتَيْنِ له ذُبابُ وقال ابنُ كُراع : إِنّمَا هو ببلدةِ إِصْمِتَ قال ابنُ سِيدَهْ : والأَوّل هو المعروفُ أَي بالفلاةِ فسَّره ابنُ سِيدَهْ . قالوا سُمِّيَت بذلك لكثْرةِ ما يَعْرِضُ فيها من الخَوف كأَنّ كلّ واحد يقولُ لصاحبه : اصْمِتْ كما قالوا في مَهْمَهٍ : إِنَّهَا سُمِّيَت لقول الرَّجُل لصاحبِه : مَهْ مَهْ ؛ قال الرّاعِي :
أَشْلى سَلُوقيَّةً باتَتْ وباتَ لها ... بِوَحْشِ إِصْمِتَ في أَصْلابِها أَوَدُأَوْ تركتُهُ بصَحْرَاءِ إِصْمِتَ : الأَلفُ مقطوعةٌ مكسورة أَي : بِحَيْثُ لا يُدْرَى أَيْن هُوَ . ولقيتُه ببلدةِ إِصْمِتَ : إِذا لقِيتهُ بمَكانٍ قفْرٍ لا أَنيسَ به . ثمَّ إِنّ إِصْمِتَ من الأَسماءِ الّتي لا تُجْرَى أَي : لا تَنصرف كما صرّح به الجوهريّ وغيرُه نقله عن أَبي زيد والعِلَّتانِ هما : العَلَمِيّةُ والتَّأْنيثُ أَوْ وزنُ الفِعل حقَّقه شيخُنا . والمُصْمَتُ كمُكْرَم : الشَّيْءُ الَّذِي لا جَوْفَ له . وأَصْمَتُّه أَنا . يُقال : باَبٌ مُصْمَتٌ وقُفْلٌ مُصْمَتٌ : أَي مُبْهَمٌ قد أُبْهِمَ إِغْلاقُه ؛ وأَنشد :
" ومِنْ دُونِ ليْلى مُصْمَتَاتُ المَقاصِرِعن ابن السِّكّيتِ : أَلْفٌ مُصْمَتٌ كما تقول : أَلْفٌ كامِلٌ وأَلفٌ أَقْرَعَ بمعنىً واحد . ويُشدَّدُ فتقول : أَلْفٌ مُصَمَّتٌ أَي : مُتَمَّمٌ كمُصّتَّمٍ . وَثوْبٌ مُصْمَتٌ إِذا كان لا يُخالِطُ لَونَه لوْنٌ . وفي حديث العَبّاس : " إِنَما نهَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم عن الثَّوْبِ المُصْمَتِ من خَزٍّ " هو الّذي جميعُه إِبْرَيْسَمٌ لا يُخالِطه قُطْنٌ ولا غيرُه . والحُرُوفُ المُصْمَتَةُ : ما عَدا حُرُوفَ الذِّلاَقةِ وهي ما في قولك مُرْ بِنفْلٍ وأَيضاً قولُك فَرَّ مِنْ لُب . هكذا في نسختنا بل سائر النُّسَخ الّتي بأَيدينا ومثلُه في التَّكْملة . وزاد : والإِصْمات أَنّه لا يَكادُ يُبْنَى منها كلمة رُبَاعِيّة أَو خُماسِية مُعَرّاة من حُرُوف الذَّلافَة فكأَنّه قد صُمِتَ عنها . وقد سقطتْ لظةُ " ما عدا " من نسخة شيخِنا ونقل عن شيخه ابن المسنّاوِيّ أَنّ الظّاهر أَنّ لفظة " ما عدا " إِنْ وُجدتْ في نسخة فهو إِصلاح ؛ لأَنّ أَكثرَ الأُصولِ الّتي وُجِدت حالَ الإِملاءِ خالِيةٌ عنها وثبَتتْ في نُسَخ قليلة . والصُّمْتةُ بالضَّمِّ والكسْرِ رواهُما اللِّحْيَانيّ : ما أُصْمِت أَي : أُسْكِت به الصَّبِيُّ مِنْ طعَامٍ ونحْوِه كتمْرٍ أَو شيْءٍ ظرِيفٍ . ومنه قولُ بعض مُفضِّلِي التّمْرِ على الزَّبِيب : ومَالَهُ صُمْتةٌ لِعِيالِه أَي : ما يُطْعِمُهم فيُصْمِتُهُم به . وفي الحديث في صفة التَّمْرَة " صُمْتةُ الصَّغِير " يُرِيدُ : أَنَّه إِذا بَكَى أُصْمِتَ وأُسْكِتَ بها وهي السُّكْتَةُ لِمَا يُسْكَتُ به الصَّبِيُّ . وصَمِّتِي صَبِيَّكِ : أَي أَطْعِمِيه الصُّمْتة . والمُصْمِتُ كمُحْسِنٍ : سَيْفُ شَيْبانَ النَّهْدِيّ نقله الصّاغانيّ . والصِّمِّيتُ : السِّكِّيتُ زِنةً ومعْنًى أَي طويلُ الصَّمْتِ . ويقال : ما ذُقْتُ صَمَاتاً كسَحابِ : أَي ما ذُقْتُ شَيئاً . عنِ الكِسائِيّ : تقول العربُ : لا صَمْتَ يَوماً إِلى اللَّيْلِ بفتح فسكون ؛ أَو لا صَمْتَ يَومٌ : بالرّفع إِلى اللَّيْل أَو لا صَمْتَ يَوْمٍ بالخفظِ إِلى الليلِ . فمَن نَصبَ أَراد لا يَصْمُت يوماً إِلى الليل ؛ ومن رفع أَراد أَي لا يُصْمَت يومٌ تامٌّ إِلى الليل ومن خفض فلا سؤالَ فيه . وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : أَن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم قال : " لا رضاعَ بعدَ فِصالٍ ولا يُتْمَ بعدَ الحُلُم ولا صَمْتَ يوماً إِلى اللّيل " . من المَجَاز : جارِيَةٌ صَمُوتُ الخَلْخَالَيْنِ : إِذا كانت غلِيظة السّاقيْنِ لايُسْمَع لهُمَا أَي لَخلْخَالَيْها حِسٌّ أَي صَوتٌ لِغُمُوضِه في رِجْلَيْها . وأَصْمَتَتِ الأَرضُ : إِذا أَحالتْ آخِرَ حَوْليْنِ . وممّا يُستدرَكُ عليه : يُقالُ : لم يُصْمِتْهُ ذلك : أَي لم يَكْفِهِ وأَصله في النَّفْيِ وإِنّمَا يقالُ ذلك فيما يُؤْكَلُ أَو يُشْرَبُ . ويُقَالُ للرَّجُل إِذا اعتَقَلَ لِسانُه فلم يَتكلّم : أَصْمَتَ فهو مُصْمِتٌ . وفي حديث أُسامَة بن زيْد قال : " لمَّا ثَقُلَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم هَبَطْنا وهَبَط النّاسُ يَعْنِي إِلى المَدِينةِ فدَخلْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يَوْمَ أَصْمَتَ فلا يتكلّم فجَعَل يَرْفعُ يدُه إِلى السَّمَاءِ ثُمَّ يَصُبُّها عليَّ أَعْرَفُ أَنَّهُ يَدْعو لي " . قال الأَزهريُّ : قوله " يَومَ أَصْمَتَ " معناه : ليس بيني وبينه أَحَدٌ . ويحتمل أَن تكون الرِّوايةُ يوم أَصْمَتَ يُقال : أَصْمَت العَلِيلُ فهو مُصْمِتٌ إِذا اعتَقَل لِسانَهُ . وفي الحديث " أَصمَتَتْ أُمامَةُ بنتُ أَبي العاصِ " أَن اعتقَلَ لِسانُهَا . قال : وهذا هو الصَّحيح عندي لأَنّ في الحديث يَوْمَ أَصْمَتَ فلا يتكلَّمُ . وردّهُ ابنُ منظورٍ وقال : وهذا يعني أَنَّهُ صلَّى الله عليه وسلّم في مرضه اعتقَلَ يَوْماً فلم يتكلَّمْ لم يَصِحَّ . وَصَمَّتَ الرَّجُلَ : شكا إِليه فنزَعَ إِليه من شِكَايته ؛ قال :
إِنّك لا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتِ ... فاصْبِرْ على الحِمْلِ الثَّقِيل أَوْ مُتِوفي التَّهذيب : ومن أَمْثالِهِم : " إِنَّك لا تشْكُو إِلى مُصَمِّت " أَي : لا تَشكو إِلى مَنْ يَعْبَأُ بشكْوَاك . ويُقال بات فُلان على صِمَاتِ أَمْرِه : إِذا كان مُعْتزِماً عليه . وهو بِصمَاتِه : إِذا أَشْرَفَ على قَصْده . قال أَبو مالكٍ : الصِّمَاتُ : القَصْدُ . وأَنا على صِمَاتِ حاجَتِي : أَي على شَرَفٍ من قَضائها ؛ يُقال : فُلانٌ على صِمَاتِ الأَمْرِ : إِذا أَشرف على قَضائه قال :
" وحاجَةٍ كُنْتُ على صِمَاتِهَا أَي : على شَرَفِ قضائِها . ويُرْوَى : بَتَاتِها . وباتَ من القوم على صِمَاتٍ : بمَرْأًى ومَسْمَعٍ في القُرْبِ . ويُقالُ لِلَّوْن البهِيمِ : مُصْمَتٌ . ومن المَجَاز : فرَسٌ مُصْمَتٌ وخيْلٌ مُصْمَتَاتٌ : إِذا لم يكن فيها شِيَةٌ . وكانت بُهْماً . وأَدْهَهُ مُصْمَتٌ : لا يُخالِطُه لَونٌ غيرُ الدُّهْمَة . وفي الصِّحاح : المُصْمَتُ من الخيل : البَهِيمُ أَيَّ لوْنِ كان لا يُخالِطُ لوْنهُ لونٌ آخرُ . وحَلْيٌ مُصْمَتٌ . إِذا كان لا يُخالِطُه غيرُهُ . وقال أَحمدُ بن عُبَيْدٍ : حَلْيٌ مُصْمَتٌ : معناه قد نَشِبَ على لابِسِه فما يَتحرَّكُ ولا يَتَزعزعُ مثلُ الدُّمْلُجِ والحِجْلِ وما أَشبَهَهُما . ومن المَجاز . الفَهْدُ مُصْمَتُ النَّوْمِ . كذا في الأساس . واستدرك شيخُنا . البيتُ المُصْمَت وهو الَّذي ليس بمُقَفًّى ولا مُصرَّعٍ بأَن لا يَتَّحِدَ عَرُوضُهُ وضَرْبُه في الزِّنَةِ أَي : في حَرف الرَّوِيّ ولَواحِقه كما حَقَّقَه العَرُوضِيُّون