المَظُّ : شَجَرُ الرُّمّانِ أَو بَرِّيُّه قالَهُ اللَّيْثُ عَلَى الأَخِيِر اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : المَظُّ : رُمّانٌ يَنْبُتُ في جِبَالِ السّراةِ ولا يَحْمِل ثَمَراً وإِنَّمَا ُينَوِّرُ نَوْراً كَثِيراً ومِنْهُ حَدِيثُ الأَزْهَرِيّ وَبنِي إِسْرائِيلَ وجَعَلَ رُمّانَهُم المَظَّ وقال أَبُو حَنِيفَةَ : مَنابِتُ المَظِّ : الجِبَالُ وهو يُنَوِّرُ ولا يُرَبِّي وفي نَوْرِهِ عَسَلٌ كَثِيرٌ ويُمَصُّ وتَأْكُلُهُ النَّحْلُ فَيَجُودُ عَسَلُهَا عَلَيْهِ الوَاحِدَةُ مَظَّةٌ ولَهُ حَطَبٌ أَجْوَدُ حَطَبٍ وأَثْقَبُهُ نَاراً يُسْتَوْقَدُ كَما يُسْتَوْقَدُ الشَّمَعُ . وقال السَّكَّرِيّ في شَرْح الدّيوان : المَظُّ : الرُّمَّانُ البَرِّيّ الَّذِي تَأكُلُه النَّحْلُ وإِنّمَا يَعْقِدُ الرُّمَّانُ البَرِّي وَرَقاً ولا يَكُونُ لَهُ رُمَّانٌ . قال أَبُو ذُؤّيْبٍ يَصِفُ عَسَلاً :
يَمَانِيَة أَحْيَا لَها مَظَّ مَأْبِدٍ ... وآلِ قَرَاسٍ صَوْبُ أَسْقِيَةٍ كُحْلِ وقد تَقَدَّم شَرْحُ هذا البَيْتِ في م ب د وفي ق ر س وأِنْشَدَ أَبُو الهَيْثَمِ لِبَعْضِ طَيِّئٍ :
ولا تَقْنَطْ إِذا جَلّتْ عِظَامٌ ... عَلَيْكَ من الحَوَادِثِ أَنْ تُشَظّا وسَلِّ الهَمَّ عَنْكَ بِذَاتِ لَوْثٍ تَبُوصُ الحَادِيَيْنِ إِذا أَلَظَّا كَأَنَّ بنَحْرِها وبمِشْفَرَيْهَا ومَخْلِجِ أَنْفِهَا رَاءً ومَظّا وقال أَبُو الهَيْثَمِ : المَظُّ : دَمُ الأَخَوَيْنِ وهو دَمُ الغَزَالِ ويُعْرف الآنَ بالقَاطِرِ المَكِّيّ
والمَظُّ : عُصَارَةُ عُرُوقِ الأَرْطى وهي حُمْرٌ والأَرْطاةُ خَضْراءُ فإِذا أَكَلَتْها الإِبِلُ احْمَرَّتْ مشَافِرُها
والمَظَاظَةُ : شِدَّةُ الخُلُقِ وفَظَاظَتُه كما في اللِّسَان ونَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ أَيْضاً . ومَظَظْتُهُ : لُمْتُه عن ابن عَبّادٍ . وأَمْظَظْتُ العُودَ الرَّطْبَ أَي تَوَقَّعْتُ ذَهابَ نُدُوَّتِهِ وعَرَّضْتُهُ لِذلكَ نَقَلَهُ اللَّيْثُ
ومَا ظَظْتُه مُمَاظَّةً ومِظَاظاً : شَارَرْتُه ونَازَعْتُه وخَاصَمْتُه ولا يَكُونُ ذلِكَ إِلاّ مُقَابَلَةً مِنْهُمَا
وفي حَدِيث أَبي بَكْرٍ أَنَّهُ مرَّ بابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمنِ وهو يُمَاظُّ جَاراً له فقالَ : لا تُمَاظِّ جارَكَ فإِنَّهُ يَبْقَى ويَذْهَبُ النّاسُ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ : المُمَاظَّةُ : المُخَاصَمَةُ والمُشَاقَّةُ والمُشَارَّةُ وشِدَّةُ المُنَازَعَةِ مع طُولِ اللُّزُومِ . ومِنْهُ : مَاظَظْتُ الخَصْمَ أَيْ لاَزَمْتُه قِيلَ : ومنه اشْتِقَاقُ المَظّ الَّذِي ذُكِرَ لِتَضامِّ حَبِّه بعضه مع بَعضٍ أَلا تَرَى إِلَى قَوْلِ الأَعْرَابِيِّ : كأَزَزِ الرُّمَّان المُحْتَشِيَةِ هذا قَوْلُ الزَّمَخْشَرِيّ . وقال رُؤْبة :
إِذْ سَئِمَتْ رَبِيعَةُ الكِظَاظَا ... لاَواءَها والأَزْلَ والمِظَاظَا وقال غَيْرُه :
جافٍ دَلَنْظَى عَرِكٌ مُغانِظُ ... أَهْوَجُ إِلاَّ أَنَّهُ مُماظِظُ وتَمَاظُّوا : تَعَاضُّوا بأَلْسِنَتِهِمْ والضَّادُ لُغَةٌ فيه
وقال ابنُ عَبّادٍ : المَظْمَظَةُ : الذَّبْذَبَةُ . وقالَ الصّاغَانِيُّ : والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى مُشَارَّةٍ ومُنَازَعَةٍ وقَدْ شَذَّ عَنْ هذا التَّرْكِيبِ المَظّ . قُلْتُ : ولَمّا كَانَ التّضّامُّ مِنْ لَوَازِمِ المُنَازَعَةِ والمُشارَّةِ غالِباً حَسُنَ اشْتِقَاقُ المَظِّ مِنْهُ فلا مَعْنَى لِشُذُوذِه عن التَّرْكِيبِ . فَتَأَمَّلْ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : المُمَاظَّةُ : المُشَاتَمَةُ . وقَالَ أَبُو عَمْرٍو : أَمَظَّ إِذا شَتَمَ وأَبَظَّ إِذا سَمِنَ
وتَمَاظَّ القَوْمُ : تَلاحَوْا كَتَماضُّوا . ومَظَّةُ : لَقَبُ سُفْيَانَ بنِ سلْهم ابن الحَكَمِ بنِ سَعْدِ العَشِيرَة نقَله الجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيُّ والأَزْهَرِيُّ ومما يستدرك عليه