" مَعَجَ " السَّيْلُ " كَمَنَع " يَمْعَجُ : " أَسْرَعَ " . والمَعْجُ : سُرْعَةُ المَرِّ . ورِيحٌ مَعُوجٌ : سَريعةُ المَرِّ . قال أَبو ذُؤيب
تُكَرْكِرُه نَجْديّة وتَمُدُّه ... مُسَفْسِفةٌ فَوْقَ التُّرابِ مَعُوجُ مَعَجَ " المُلْمولَ " بالضّمّ " في المُكْحُلَةِ " إِذا " حَرَّكَه " فيها . مَعَجَ : " جَامَعَ " . يقال : مَعَجَ جاريَتَه يَمْعَجُها : إِذا نَكَحَها . مَعَجَ " الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّه " يَمْعَجُه مَعْجباً : لَهَزَة و " قَلَّبَ أَي " فَتَحَ فاهُ في نَواحِيه ليَسْتَمْكِنَ " وفي أُخرى : ليتمكَّن في الرَّضاع . وقد رُوِيَ : مَغَجَ الفَصيل بالإِعجام أَيضاً . " والمَعْجُ : القِتالُ والاضْطرابُ " . وفي حديثِ معاويةَ " فمَعَجَ البحرُ مَعْجَةً تَفرَّقَ لها السُّفُنُ " أَي ماجَ واضطربَ . المَعْجَةُ " بهاءٍ : العُنْفُوانُ " من الشَّباب . قال عُقْبةُ بنُ غَزْوانَ : فَعَلَ ذلك في مَعْجَةِ شَبَابِه وغَلْوَةِ شَبَابِه وعُنْفُوانِه . وقال غيرُه : في مَوْجَةِ شَبَابِهِ بمعْنَىً . " والتَّمَعُّجُ : التَّلَوِّي والتَّثنِّي " . ومما يستدرك عليه : مَعَجَ في الجَرْيِ يَمْعَج : تَفنَّنَ . وقيل : المَعْجُ : أَن يَعْتَمِدَ الفَرسُ على إِحْدَى عُضادَتَيِ العِنَانِ مرَّةً في الشِّقّ الأَيمَنِ ومرَّةً في الشِّقِّ الأَيسرِ . وفَرَسٌ مِمْعَجٌ : كَثيرُ المَعْجِ ؛ ومَعُوجٌ . وحِمَارٌ مَعّاجٌ : يَسْتَنُّ في عَدْوِه يَميناً وشِمالاً . ومَعَجَت النَّاقةُ مَعْجاً : سارت سَيْراً سَهْلاً ؛ قاله ثعلب . ومَعَجَ في سَيْرِه إِذا سار في كُلّ وَجْهٍ وذلك من النَّشاط . ومَرَّ يَمْعَجُ : أَي " مَرَّ " مَرّاً سَهْلاً . وقال ابن الأَثير : المَعْجُ : هُبوبُ الرِّيحِ في لِينٍ . والرِّيحُ تَمْعَجُ في النَّباتِ : تَقْلِبهُ يَميناً وشِمالاً . قال ذو الرُّمَّة :
أَو نَفْحَةٌ من أَعالِي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ ... فيها الصَّبَا مَوْهِناً والرَّوْضُ مَرْهومُ مغج
" عَجَّ يَعِجّ " كضَرَب يَضْرِب " و " عَجّ " يَعَجّ كيَمَلّ " - أي بكسر العين في الماضي وفتحِها في المضارع خلافاً من توهم أنه بفتح العين فيهما نظراً إلى ظاهرِ عبارةِ المصنِّف وهو غيرُ واردٍ لعدَمِ حَرْفِ الحَلْقِ فيه وشذَّ : أَبَى يَأْبَى وقد تقدّم لنا هذا البحثُ مِراراً وسيأتي أيضاً في بعض المواضع من هذا الشرحِ - " عَجّاً وعَجِيجاً " وكذا ضَجّ يَضِجّ : إذا " صاحً " وقيَّده الأزهري بالدعاءِ والاستغائة " ورفَعَ صَوْتَه "
وفي الحديث : " أفضَلُ الحجِّ العَجُّ والثَّجُّ " العَجُّ : رَفْعُ الصَّوْتِ بالتَّلْبِيَة
وفي الحديث : " مَنْ قتل عصفوراً عَجَّ إلى اللهِ تعالى يومَ القيامة "
وعَجَّةُ القومِ وعَجِيجُهم : صِياحُهم وجَلَبَتُهم . وفي الحديث : منْ وَحَّدَ اللهَ تعالى في عَجَّته وَجَبَتْ له الجَنَّةُ " أي مَنْ وَحَّدَه علانِيَةً " كعَجْعَجَ " مضاعفاً دليلٌ على التكريرِ فيه
وعَجَّ " النَّاقةَ : زَجَرَها " . في اللسان : ويقال للنَّاقَةِ إذا زَجَرْتَهَا : عَاجْ . وفي الصّحاح : عَاجِ بكسر الجيم مُخَفَّفَة . وقد عَجْعَجَ بالنَّاقَةِ إذا عَطَفَها إلى شيءٍ " فقال : عاجِ عاجِ "
" وفي النوادر : عَجَّ " القَومُ " وأَعَجّوا وهَجّوا وأَهَجّوا وخَجُّوا وأَخَجّوا : إذا " أَكثَرُوا في فُنُونهم " ويوجد في بعض النسخ : في فنونهِ " الرُّكوبَ "
" وعَجَّت " الرِّيحُ " وأَعَجَّت " : اشتدَّتْ " أو اشتدَّ هُبُوبُها " فأثارَت " وسَاقَت العَجَاجَ أي " الغُبَارَ كأَعَجّ فيهما " وقد عُرِفتْ . وعَجَّجَتْه الرِّيحُ : ثَوَّرَتْه . وقال ابن الأعرابيَ : النُّكْبُ في الرِّياح أَربعٌ : فَنَكْباءُ الصَّبًا والجَنوبِ مِهْيافٌ مِلْواحٌ ونَكْبَاءُ الصَّبَا والشَّمالِ مِعْجَاجٌ مِصْرَادٌ لا مطَرَ فيها ولا خير ونَكْباءُ الشَّمَالِ والدَّبُورِ قرة ونكباء الجنوب والدبور حارَّةٌ . قال : والمعْجَاج : هي التي تُثير الغُبَارَ
" ويومٌ مُعجّ وعَجّاجٌ ورِيَاحٌ مَعَاجِيجُ " ضدُّ مَهَاوِينَ
والعَجّاجُ : مُثيرُ العَجَاجِ
والتَّعْجيجُ : إثارةُ الغُبَارِ
" والعُجَّة بالضَّمّ " : دَقيقٌ يُعجَن بسَمْن ثم يُشْوَى . قال ابن دُريد : العُجَّة : ضَرْبٌ من الطَّعَام لا أدري ما حَدُّهَا . وفي الصّحاح : " طَعَامٌ " يُتَّخَذُ " من البَيْض . مُولَّدٌ " . قلت : لغةٌ شاميّة . قال ابن بَرِّيّ . قال ابن دريد : لا أعرف حقيقةَ العُجّة غير أن أبا عمرو ذَكَرَ لي أنه دقيقٌ يُعجَن بسَمْنٍ . وحكى ابن خالَوَيْه عن بعضهم أن العُجّةَ كلُّ طعامٍ يُجمَع مثل التَّمْر والأَقطِ
وجِئْتُهم فلم أجد إلا العَجَاجَ والهَجاجَ . " العَجَاجُ كَسَحابٍ : الأَحْمَق " . والهَجَاجُ : مَنْ لا خَيْرَ فيه
" والعَجَاجُ : " الغُبَار " . وقيل : هو من الغُبَارِ مَا ثَوَّرَتْه الرِّيحُ واحِدتُه عَجَاجَةٌ وفِعْلُه التَّعْجِيجُ
" والعَجَاجُ : " الدُّخَانُ " والعَجَاجَةُ أَخَصُّ منه . " و " في الحديث : " لا تَقُوم السّاعةُ حتى يأْخُذَ اللهُ شَريطَته من أَهْلِ الأَرْضِ فَيَبْقَى عَجَاجٌ لا يَعْرِفُونَ معروفاً ولا يُنْكِرونَ مُنكَراً " . قال الأزهري : العَجاجُ : " رَعَاعُ النَّاسٍ " والغَوْغاءُ والأَراذِلُ ومَنْ لا خَيْرَ فيه واحدُه عَجَاجَةٌ قال :
يَرْضَى إذا رَضِيَ النِّسَاءُ عَجَاجَةٌ ... وإِذا تُعُمِّد عَمْدُه لم يَغْضَبِ " والعَجَاجَة : الإِبلُ الكثيرةُ العَظِيمةُ " ؛ حكاه أبو عُبَيْد عن الفَرّاءِ . وقال شَمِرٌ : لا أَعرِف العَجَاجَة بهذا المعنى
" وفُلان " لَفَّ عَجَاجَتَه عليهم " : إذا " أَغَارَ عليهم " . وقال الشَّنْفَرَى :
وإني لأَهْوى أَنْ أَلُفَّ عَجَاجَتِي ... على ذي كِساءٍ مِنْ سَلامَانَ أو بُرْدِ أي أكتسح غَنيَّهم ذا البُرْد وفَقِيرَهم الكسَاءٍ
" وفي المَقَامات الحَرِيريّة : ثم إنه " لَبَّدَ عَجَاجَتَه " وغَيَّضَ مُجَاجَته : أي " كفَّ عمَّا كان فيه "
" والعَجَّاجُ : الصَّيّاحُ مِن كلِّ ذي صَوْتٍ " من قَوْسٍ ورِيحٍ ؛ نَهْرٌ عَجَّاجٌ وفَحْلٌ عَجّاجٌ في هَديرِه . وعَجَّت القَوْسُ تَعِجُّ عَجِيجاً : صَوَّتت وكذلك الزَّنْدُ عند الوَرْيِ " كالعَجْعاجِ " والعاجِّ . والأُنثى بالهاءِ . وقال اللِّحْيانيّ : رجل عَجْعَاجٌ بَجْبَاجٌ : إذا كان صَيّاحاً . والبَعير يَعجّ في هَديرِه عَجّاً وعَجيجاً : يُصوِّتُ ويُعَجْعِج : يُردِّدُ عَجِيجَه ويُكَرِّره
وقال غيره : عَجَّ : صاحَ . وجَعَّ : أكلَ الطِّينَ . وعَجّ الماءُ يَعِجّ عَجيجاً وعَجْعَجَ كلاهما : صَوَّتَ . قال أبو ذُؤّيْب :
لكلِّ مَسيلٍ من تهَامةَ بَعْدما ... تَقَطّعَ أَقْرانُ السَّحابِ عَجِيجُ ونَهْر عَجّاجٌ : تَسْمع لمائِهِ عَجِيجاً أي صوتاً ومنه قَوْل بعض الفَخَرةِ : نحن أكثرُ منكم ساجاً ودِيباجاً وخَرَاجاً ونَهراً عَجّاجاً " . وقال ابن دريد : نهر عَجّاج : كثيرُ الماءِ " وفي حديث الخيل " إن مَرَّت بنهر عَجَّاج فشَرِبتْ منه كُتِبتْ له حَسناتٌ " أي كثير الماءِ " كأَنه يَعِجّ من كَثرتِه وصَوْتِ تَدفُّقه
" والعَجّاج " بن رُؤبةَ " بنِ العَجّاجِ السّعْدي من سَعْدِ تَميم " الشاعر وهُمَا " أي " العَجّاجانِ أشعرُ الناس . قال ابن دريد : سُمِّي بذلك لقوله :
" حتى يَعِجَّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجا واسم العَجّاج عبدُ الله
" والعَجْعَاج : النَّحيب المُسِنّ من الخّيْلِ " قاله ابن حبيب
" ويقال " طَريقٌ عاجٌّ " زَاجٌّ أي " مُمْتَلئٌ "
" وعَجْعَجَ البعيرُ : ضُرِبَ فَرَغا " وصَوَّتَ " أو حُملَ عليه حِمْلٌ ثقيلٌ " فصوَّتَ لأجله
" وعَجَّجَ البيتَ من الدُّخان " وفي نسخة : دُخاناً " تَعْجيجاً " إذا " مَلأَه فَتَعَجَّجَ "
ومما يستدرك عليه من المادة : " العَجْعَجَة : وهي في قُضاعة كالعَنْعَنة في تميم يُحَوِّلون الياء جيماً مع العين يقولون : هذا راعجَّ خَرَجَ مَعِجْ : أي راعيَّ خرجَ معي كما قال الراجز :
" خالي لَقيطٌ وأبو عَلِجِّ
" المُطعِمانِ اللَّحمَ بالعَشِجِّ
" وبالغَداةِ كسرَ البَرْنِجِّ
" يُقلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِّ أرادَ عليّ والعَشِيّ والبَرْنيّ والصِّيصي . وفي الأساس : ومن المُستعار : جاريةٌ عَجَّ ثَدْياها : تكَعَّبَتْ . ودَخَلَ وله رائحةٌ تَعِجّ بالمَسْجِد
والعَجَاجَة : الهَبْوة كالهَجاجة وسيأتي في هَجّ