مَعَدَ الفَصِيلُ أُمَّه كمَنَعَ يَمْغَدُهَا مَغْداً : لَهَزَها ورَضِعَها وكذلكَ السَّخْلَةُ وهو يَمْغَدُ الضَّرْعَ مَغْداً : يَتَنَاوَلُه كمَعَذَ بالعين المهملة والذال المعجمة كذا في الأَفعال مَغَدَ الشَّيْءَ : مَصَّه يقال : وجَدْت صَرَبَةً فَمَغَدْت جَوْفَها أَي مَصِصْتُه لأَنّه قد يكون في جَوْفِ الصَّرَبَةِ شيءٌ كأَنه الغِرَاءُ والدِّبْسُ . والصَّرَبَةُ صَمْغُ الطَّلْحِ وتُسَمَّى الصَّرَبَةُ مَغْداً مَغَدَ البَدَنُ : سَمِنَ وامتَلأَ مَغْداً بفتح فسكون مَغِدَ كفَرِح مَغَداً مُحَرَّكَة ومَغَدَهُ العَيْشُ الناعمُ : غَذَاهُ ونَعَّمَه وقال أَبو مالك : مَغَدَ النَّبَاتُ غيرُهُ كالرَّجُلِ وكلّ شيْءٍ إِذا طَالَ ومَغَدَ الرَّجُلُ في ناعِمِ عَيْشٍ يَمْغَدُ مَغْداً : عَاشَ وتَنَعَّمَ قاله أَبو زيد وابنُ الأَعرابيّ وقال النَّضْرُ : مَغَدَه الشَّبَابُ وذلك حين استقامَ فيه الشَّبَابُ ولم يَتَنَاهَ شَبَابُه كُلُّه . وإِنه لفِي مَغْدِ الشَّبَابِ وأَنشد :
" أَراهُ فِي مَغْدِ الشَّبَابِ العُسْلُجِ مَغَدَ الرَّجُل جارِيَتَه يَمْغَدُهَا : جَامَعَهَا
والمَغْدُ : النَّاعِمُ وشَبَابٌ مَغْدٌ : ناعِمٌ قال إِياسٌ الخَيْبَرِيُّ :
حَتَّى رَأَيْتُ العَزَبَ السِّمَغْدَا ... وكَانَ قَدْ شَبَّ شَبَاباً مَغْدَا والسِّمَغْدُ : الطويلُ . وعَيْشٌ مَغْدٌ : ناعِمٌ المَغْدُ الجِسْمِ هو البَعِيرُ التَّارُّ اللَّحِيمُ قيل : هو الضَّخْمُ الطَّوِيلُ من كُلِّ شَيْءٍ كالمَعْدِ وقد تقدّم . المَغْدُ في النَّاصِيَة كالخَرْقِ وهو انْتِتَافُ مَوْضِعِ الغُرَّةِ من الفَرَسِ حَتّى تَشْمَطَ . ومَغَدَ شَعرَه يَمْغَدُه مَغْداً : نَتَفَه كمَعَدَه ومَعَذَه قال :
يُبَارِي قُرْحَةً مِثْلَ الْ ... وَتِيرَةِ لَمْ تَكُنْ مَغْدَا
وأُرَاهُ وضَعَ المَصْدَر مَوْضِعَ المَفْعُول . والمَغْدَةُ في غُرَّةِ الفَرَسِ كأَنَّها وَارِمَةٌ لأَن الشَّعْر يُنْتَتَفُ لِيَنْبُتَ أَبيضَ . والوَتِيرَةُ : الوَرْدَةُ البيضاءُ أَخبرَ أَن غُرَّتَهَا جِبِلَّةٌ لَمْ تَحْدُثْ عن عِلاجِ نَتْفٍ . المَغْدُ : جَنَى التُّنْضُبِ كَقُنْفُذٍ شَجَرٌ وقد مَرَّ ذِكْرُه وجَنَاه : ثَمَرُه . المَغْدُ : الدَّلْوُ العَظِيمةُ عن الصاغانيّ وكأَنه لَغة في المهملة . المَغْدُ هو اللُّفَّاحُ البَرِّيّ قيل : المَغْدُ : هو البَاذِنْجَانُ وقيل : هو شَبِيهُ به يَنْبُتُ في أَصْلِ العِضَهِ ويُحَرَّكُ في الأَخير قال ابنُ دُرَيْد : والتَّحْرِيك أَعْلَى وأَنْكَره ابنُ سِيدَه حيث قال : ولمْ أَسْمَع مَغَدَةً . قال : وعسى أَن يكون المَغَدُ بالفَتْح اسماً لِجَمْعِ مَغْدَة بالإِسكان فتكون كحَلْقَةٍ وحَلَقٍ وفَلْكَة وفَلَك عن أَبي سعيدٍ : المَغْدُ ثَمَرٌ يُشْبِه الخيَارَ وعن أَبي حنيفة : المَغْدُ : شَجَرٌ يَتَلَوَّى على الشَّجَرِ أَرَقُّ من الكَرْمِ وَوَرَقَه طِوَالٌ دِقَاقٌ نَاعِمَةٌ ويُخْرِجُ جِرَاءً مِثْلَ جِرَاءِ المَوْزِ إِلاّ أَنّه أَرَقُّ قِشْراً وأَكْثَرُ مَاءً حُلْوٌ لا يُقْشَرُ وله حَبٌّ كحَبِّ التُّفَّاح والناسُ يَنْتَابُونَه ويَنْزِلُون عليه فَيأْكُلُونَه ويَبْدأُ أَخْضَرَ ثمّ يَصْفَرُّ ثم يَخْضَرُّ إِذا انْتَهَى قال راجزٌ من بني سُوَاءَةَ :
نَحْنُ بَنِي سُواءَةَ بنِ عَامِرِ ... أَهْلُ اللَّثَى والمَغْدِ والمَغَافِرِ وأَمْغَدَ الرَّجلُ إِمْغَاداً : أَكْثَرَ مِن الشُّرْبِ وقال أَبو حَنِيفة : أَمْغَدَ الرجلُ : أَطالَ الشُّرْبَ . أَمْغَدَ الصَّبِيَّ : أَرْضَعَه وكذلك الفَصِيلَ وتقولُ المرأَةُ : أَمْغَدْتُ هذا الصَّبِيَّ فَمَغَدَنِي أَي رَضَغَنِي . ومَغْدَانُ لُغَة في بَغْدَان وبَغْدَاد عن ابنِ جِنِّي قال ابنُ سِيدَه وإِن كانَ بدَلاً فالكَلِمَة رُبَاعِيَّة . ومما يستدرك عليه : المَغْدُ : الصَّرَبَةُ وصَمْغُ سِدْرِ البَادِيَةِ قاله أَبو سعيد قال جَزْءُ بن الحارث
بَغْدَادُ أَهمله الجوهَريّ . وبَغْدَاد وبَغْذَاذُ بمهملتين ومعجمتين وتقديم كلٍّ منهما فهذه أَربعُ لُغاتٍ . في المصباح : الدال الأَولَى مهملة وهو الأَكثر وأَمّا الثّانية ففيها ثَلاثُ لغاتٍ حكاها ابنُ الأَنباريّ وغيره : دال مُهملة وهو الأَكثر والثانية نونٌ والثالثة وهي الأَقلّ ذالٌ معجمة . وبعضهم يَختار بَغْدَان بالنّون لأَنّ بناءَ فَعلال بالفتح بابُه المضاعَف كالصَّلْصَال والخَلْخَال ولم يَجِىء من غير المضاعَف إِلاّ نَاقَة بها خَزْعَالٌ وهو الظَّلْع . وقَسْطَال ممدود من قَسْطَل . وقال أَبو حاتم : سأَلتُ الأَصمعيَّ : كيف يقال بَغدَاد أَو بغداذ أَو بَغْدِين . وقد تُقلب الباءُ ميماً فيقال مَغْدَان : فقال : قلْ مَدِينَة السَّلاَم . فهذه سَبْعُ لغَاتٍ الفصيحُ منها بغداد بدالين وبغدان بالنون كما اقتصر عليه ثعلب . وأَورد ابنُ سيده هذه اللُّغاتِ كما أَورد المصنّف وزادَ القَزّاز بَغدام بالميم في آخره . وقال ابن صافٍ في شرحه على الفصيح : مَغدام بالميم في أَوّله . وزاد صاحب الواعي عن أَبي محمّد الرُّشاطي بَغْذَان بذال معجمة . وحكى أَبو زكريّا يحيى بن زيادٍ الفرّاءُ : بَهْدَاد بالهاءِ والدال . قال أَبو العباس : كلُّهَا لهذه البلدة المشهورة بمدينة السلام . قال وهو اسمٌ أَعجميٌّ عرّبته العرب . وقال صاحب الواعي : هو اسم صنَم فتأْويلها بُستانُ صَنَمٍ . وقال الرّشاطيّ . قال عبد اللّه بن المبارك : لا يقال بغداذ بالذال الثانية معجمة فإِنّ بَغْ صنمٌ ودَادْ عَطِيَّة . وعن أَبي بكرِ بنِ الأَنباريّ عن بعض الأَعاجم يَزعم أَن تفسيره بُستانُ رَجلٍ فبَغْ بُستان . ودَاد رَجُل . وبعضهم يقُول : بَغْ اسم صنَم لبعض الفُرْس كان يَعْبُده وداد رجلٌ . قال الرّشاطيّ : وكان الأَصمعيّ يَنهَى عن ذلك ويقول : مدينة السّلامِ . قال شيخُنَا : ويقال لها دارُ السَّلام أَيضاً . وأَنشدَ الخَفاجيّ :
وفي بَغدادَ سادَاتٌ كِرامٌ ... ولكنْ بالسَّلام بلا طَعَامِ
فما زادُوا الصَّديقَ على سَلاَم ... لذلك سميت دار السلام وتَبَغْدَدَ الرجلُ : انتسَبَ إِليها أَو تشَبَّهَ بأَهْلِهَا على قياسِ تَمعْددَ وتَمضَّر وتَقَيَّس وتَنزَّرَ وتعَرَّبَ . ومما يستدرك عليه : تَبغْدَدَ عليه إِذا تكبَّرَ وافتخرَ مُوَلّدة