مَغِيلٌ كأَميرٍ : د قُرْبَ فاسَ وفي العُبابِ بعُدْوَةِ الأَندَلُسِ على مرحَلةٍ من فاسَ في بلادِ البَربَرِ وقال شيخُنا : مَغيلَةُ : بلَدٌ قربَ زَرْهون . قلتُ : والصحيحُ أَنَّ مَغيلَةَ : قبيلَةٌ من البربر سُمِّيَ البلَدُ بهم كما حقَّقَهُ ياقوتُ وابنُ السَّمعانِيِّ ففي كلامِ المصَنِّفِ مَحَلُّ نظَرٍ من وَجهَينِ منه المَغِيلِيُّونَ مُحَدِّثونَ منهم أَبو بكرٍ يَحيى بنُ عبد الله بنُ محمَّدٍ القُرْطُبِيُّ المَغيلِيُّ سمِعَ من محمَّد بنِ عبد الملكِ بنِ أَيمنَ وطبقَتِه وكانَ بصيراً بالعربيَّةِ مات سنة 362 ، وآخرون . وبَنو مَغالَةَ : قومٌ من الأَنصارِ من بني عدِيّ بنِ النَّجّارِ نُسِبُوا إلى أُمِّهِم مَغالَةَ امرأَةٌ من الخزرَجِ . والمَغالَةُ : الخِيانَةُ والغِشُّ يقال : إنَّه لصاحِبُ مَغالَةٍ وقال حسّانُ رضي الله تعالى عنه :
إنَّ الخِيانَةَ والمَغالَةَ والخَنَى ... واللُّؤْمَ أَصبحَ ثاوِياً بالأَبْطَحِ ومنه قولُ لَبيدٍ أَيضاً :
يَتَأَكَّلونَ مَغالَةً ومَلاذَةً ... ويُعابُ قائلُهُم وإنْ لَمْ يَشْغَبِ ومَغَلَت الدَّابَّةُ كمَنَعَ ونَصَرَ والذي في الصحاحِ والعبابِ واللسانِ : مَغِلَت الدَّابَّةُ بالكَسر تَمْغَلُ مَغْلاً فهي مَغِلَةٌ كفرِحَةٍ زادَ ابنُ سِيدَه : ومَغَلَتْ أَي كمَنَعَ فالصّوابُ كمَنَعَ وفَرِحَ : أَكَلَتِ التُّرابَ مع البَقْلِ فأَخّذَها لذلكَ وجَعٌ في بَطْنِها والاسْمُ المَغْلَةُ بالفتح قال الجَوْهَرِيُّ : ويُكْوَى صاحِبُ المَغْلَةِ ثلاثَ لذَعاتٍ بالمِيسَمِ خَلْفَ السُّرَّةِ . وأَمْغَلوا : مَغِلَتْ إبِلُهُم وشاؤُهم وهو داءٌ يقال : مَغِلَتْ تَمْغَلُ . والمَغْلُ ويُحَرَّكُ : اللَّبَن الذي تُرضِعُه المرأَةُ ولدَها وهي حامِلٌ وقد مَغِلَتْ به كفَرِحَ وأَمْغَلَتْهُ فهِيَ مُمْغِلٌ كمُحْسِنٍ كذا في المُحكَمِ . والإمْغالُ : وجَعٌ في بَطْنِ الشّاةِ كُلَّما حملَتْ ولَداً أَلْقَتْهُ . أَو هو أَنْ تُنْتَجَ سنواتٍ مُتتابِعَةً كالكِشافِ في الإبِلِ . أَو هو أَن يُحْمَلَ عليها في السَّنَةِ الواحدَةِ مَرَّتَينِ . الإمْغالُ أَيضاً : أَن تَلِدَ المرأَةُ كُلَّ سنَةٍ وتَحمِلَ قبلَ الفِطامِ وقد أَمْغَلَتْ فهي مُمْغِلٌ نقله أَبو عَمروٍ وقال القُطامِيُّ :
بَيضاءُ مَحْطوطَةُ المَتْنَيْنِ بَهْكَنَةٌ ... رَيّا الرَّوادِفِ لمْ تُمْغِلْ بأَولادِ والمَغْلَةُ : الفَسادُ ومنه حديث : " الصَّوْمُ يَذْهَبُ بمَغْلَةِ الصَّدْرِ " أَي بنَغَلِهِ وفَسادِهِ ويُروى بتشديد اللامِ بمعنى الغِلِّ والحِقْدِ . المَغْلَةُ وضُبِطَ في بعضِ نُسَخِ الصِّحاحِ كفَرِحَةٍ : النَّعْجَةُ والعَنْزُ تُنتَجُ في عامٍ واحِدٍ مَرَّتينِ كما في الصحاحِ ج : مِغالٌ بالكَسرِ وقد أَمْغَلَتْ : إذا كانت تلكَ حالُها وهي غَنَمٌ مِمْغالٌ . ومَغَلَ به كمَنَعَ مَغْلاً ومَغالَةً : إذا وقعَ فيه أَو وَشى به عندَ السُّلطانِ أَو عامٌّ سواء وَشى به عند سلطانٍ أَوْ لا . مَغِلَ كفَرِحَ : فَسَدَتْ عَينُه ونَصُّ أَبي زَيدٍ : المَغَلُ : القَذَى في العَينِ يُقالُ : مَغِلَتْ عينُه بالكَسرِ : إذا فسَدَتْ وقال غيرُه : المَغْلُ : الرَّمَصُ والجَمعُ أَمْغالٌ . والمِمْغَلُ كمِنبَرٍ : المُولَعُ بأَكْلِ التُّرابِ يَدْقى منه أَي يَسْلَحُ عن ابْن الأَعْرابِيِّ . ومِمّا يُستدرَكُ عليه : قال ابنُ الأعرابِيِّ : الإمْغالُ : أَنْ لا تُراحَ الإبِلٌ ولا غيرُها سنَةً وهو مِمّا يُفسِدُها . وأَمْغَلَ به عندَ السُّلطانِ : إذا وشى به . وإنَّه لصاحِبُ مَغالَةٍ : أَي شَرٍّ . والمِمْغَلُ كمِنْبَرٍ : الأَرضُ الكثيرَةُ الغَمْلَى وهو نَبْتٌ . والمُغْلُ بالضَّمِّ : قومٌ بالعَجَمِ . ودابَّةٌ مَمْغُولَةٌ : كمَغِلَةٍ
الغُلُّ والغُلَّة بضمِّهما والغَلَلُ مُحَرَّكَةً والغَليلُ كأميرٍ كله : العَطَش أو شِدَّتُه وحرارتُه قَلَّ أو كَثُرَ أو حرارةُ الجَوفِ لُوحاً وامْتِعاضاً وقد غُلَّ - بالضَّمّ - فهو غَليلٌ ومَغْلُولٌ ومُغْتَلٌّ بَيِّنُ الغُلَّة . وبَعيرٌ غالٌّ وغَلاّنٌ : شديدُ العطَش . وقد غَلَّ البعيرُ يَغَلُّ بفتحِهما غُلَّةً واغْتَلَّ : لم يَقْضِ رِيَّه قال شيخُنا : قوله : بفتحِهما هذا في الظاهر وأمّا في الأصلِ فالماضي مكسورٌ كمَلَّ يَمَلُّ كما هو السَّماعُ والقياس ؛ لأنّ عينَه ولامَه ليسا أو أحدُهما حرفَ حَلْقٍ انتهى . والغَليل : الحِقْدُ والحسَدُ كالغِلِّ بالكَسْر . أيضاً : الضِّغْنُ والغِشُّ والعداوة قال الله تَعالى : " وَنَزَعْنا ما في صدورِهم مِن غِلٍّ " قال الزَّجَّاج : أي لا يَحْسُدُ بعضُ أهلِ الجنةِ بعضاً في عُلُوِّ المرتبةِ لأنّ الحسَدَ غِلٌّ وهو أيضاً كَدَرٌ والجنّةُ مُبَرَّأَةٌ من ذلك . وقد غَلَّ صَدْرُه يَغِلُّ من حدِّ ضَرَبَ غِلاًّ : إذا كان ذا غِشٍّ أو ضِغنٍ وحِقْدٍ . الغَليل : النَّوى يُخلَطُ بالقَتِّ وكذلك بالعجينِ للناقةِ وفي الصِّحاح : تُعْلَفُه الناقةُ تقول : غَلَلْتُ للناقةِ وأنشدَ لعَلْقَمةَ :
سُلاَّءَةٌ كَعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لها ... ذو فَيْئَةٍ من نوى قُرّانَ مَعْجُومُ قولُه : ذو فَيْئَةٍ أي ذو رَجْعَةٍ يريدُ أنّ النّوى عُلِفَتْه الإبلُ ثمّ بَعَرَتْه فهو أَصْلَب شبَّه نُسورَها وامِّلاسَها بالنَّوى الذي بَعَرَتْه الإبلُ والنَّهْدِيُّ : الشيخُ المُسِنُّ فعصاه مَلْسَاء ومَعْجُوم : مَعْضُوضٌ أي عضَّتْه الناقةُ فَرَمَتْه لصلابَتِه . ربّما سُمِّيت حرارةُ الحُبِّ والحُزنِ غَليلاً . وأَغَلَّ إغْلالاً : خانَ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب :
جزى اللهُ عنّا جَمْرَةَ ابنةَ نَوْفَلٍ ... جَزاءَ مُغِلٍّ بالأمانةِ كاذِبِ وأنشدَ ابنُ بَرِّي :
حدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوفاءِ ولم تكُنْ ... للغَدرِ خائنَةً مُغِلَّ الإصْبَعِ ومنه الحديث : " لا إغْلالَ ولا إسْلال " أي لا خيانةَ ولا سَرِقَةَ ويقال : لا رِشوَةَ كما في الصِّحاح وقد ذُكِرَ في سلل . قال نَصيرٌ الرازيُّ : أغَلَّ إبلَه إغْلالاً : أساءَ سَقْيَها فلم تَرْوَ وَصَدَرت غَوالَّ الواحدةُ غالَّةٌ وقال الأَزْهَرِيّ : أَغْلَلْتُ الإبلَ : إذا أَصْدَرْتَها ولم تَرْوِها بالغَين وهي حرارةُ العطَشِ وقد رواه أبو عبيد عن أبي زيد بالعَين المُهمَلةِ وهو تَصحيفٌ وقد تقدّم
وقد غَلَّتْ هِيَ وهي غالَّةٌ من إبلٍ غَوالَّ . أغَلَّ الجارِزُ في الجِلْدِ : إذا أَخَذَ بعضَ اللَّحمِ والشَّحمِ في السَّلْخِ وتركَ بعضَه مُلتَزِقاً بالجِلدِ . أغَلَّ فلانٌ : اغْتَلَّتْ غنَمُه أي عَطِشَتْ . أغَلَّ الوادي : أَنْبَتَ الغُلاَّن بالضَّمّ جمعُ غالٍّ لنَبْتٍ يأتي ذِكرُه . أغَلَّ القومُ : بَلَغَتْ غَلَّتُهم ويأتي في معنى الغَلَّةِ قريباً . أغَلَّ الرجلُ البَصرَ : إذا شدَّدَ النَّظرَ . أغَلَّت الضِّياعُ : أَعْطَتْ الغَلَّةَ فهي مُغِلَّةٌ إذا أَتَتْ بشيءٍ وأصلُها باقٍ قال زُهَيْرٌ :
فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلُّ لأهلِها ... قُرىً بالعِراقِ من قَفيزٍ ودِرْهَمِ وقال الراجز :
" أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من عندِ اللهْ
" يَحْرِدُ حَرْدَ الجنَّةِ المُغِلَّهْ
أغَلَّ فلاناً : نَسَبَه إلى الغُلولِ والخيانةِ ومنه قراءةُ من قرأ : " وما كان لنبيٍّ أن يَغُلَّ " أي يُخَوَّن أي يُنسَبَ إلى الغُلول وهي قراءةُ أصحابِ عَبْد الله يريدون يُسَرَّق قاله ابن السِّكِّيت ونقله الفَرّاءُ أيضاً وقيل : معناه على هذه : لا يَخُونُه أصحابُه أو لا يُخان أي لا يُؤخَذُ من غَنيمتِه وكان أبو عَمْرِو بنُ العلاءِ ويونُسُ يختاران : " وما كان لنبيٍّ أن يَغُلَّ " وقال ابنُ بَرِّي : قَلَّ أن تَجِدَ في كلامِ العربِ ما كان لفلانٍ أن يُضرَبَ على أن يكونَ الفِعلُ مَبْنِيّاً للمَفْعول وإنّما تجدُه مبنيّاً للفاعل كقولِك : ما كان لمؤمنٍ أن يَكْذِبَ وما كان لنبيٍّ أن يَخون وما كان لمُحْرِمٍ أن يَلْبِسَ قال : وبهذا يُعلَمُ صِحَّةُ قراءةِ من قَرَأَ : " وما كان لنبيٍّ أن يَغُلَّ " على إسنادِ الفِعلِ للفاعلِ دونَ المَفْعول . وغَلَّ غُلولاً : خانَ ومنه قولُه تعالى : " وما كان لنبيٍّ أن يَغُلَّ " وهي قراءةُ ابنِ كَثيرٍ وأبي عمروٍ وعاصمٍ وَرَوْحٍ وَزَيْدٍ كَأَغَلَّ أو خاصٌّ بالفَيْءِ والمَغْنَم قال ابن السِّكِّيت : لم نسمعْ في المَغنَمِ إلاّ غَلَّ غُلولاً وقال أبو عُبَيْدٍ : الغُلول من المَغنَمِ خاصّةً ولا نراه من الخيانةِ ولا من الحِقدِ وممّا يُبيِّنُ ذلك أنّه يقال من الخيانة : أَغَلَّ يُغِلُّ ومن الحِقد : غَلَّ يَغِلُّ بالكَسْر ومن الغُلول : غَلَّ يَغُلُّ بالضَّمّ وقال ابنُ الأثير : الغُلول : الخيانةُ في المَغنَم والسَّرِقةُ وكلُّ من خانَ في شيءٍ خِفيَةً فقد غَلَّ وسُمِّيتْ غُلولاً لأنّ الأيدي فيها تُغَلُّ أي يُجعلُ فيها الغُلُّ . غَلَّ في الشيءِ غَلاًّ : أُدخِل وقال بعضُ العربِ : ومنها ما يَغِلُّ ؛ يعني من الكِباشِ ما يُدخِلُ قَضيبَه من غيرِ أن يرفعَ الإلْيَةَ كَغَلْغلَ يقال : غَلَّه وغَلْغَلَه : إذا أَدْخَله . غَلَّ أيضاً : دَخَلَ يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدّى ويقال : غَلَّ فلانٌ المَفاوِزَ : أي دَخَلَها وَتَوَسَّطَها كانْغَلَّ وهو مُطاوِعُ غَلَّه غَلاًّ . وَتَغَلَّلَ في الشيءِ وتَغَلْغلَ : دَخَلَ فيه يكون ذلك في الجَواهِرِ والأعراضِ قال ذو الرُّمَّةِ يصفُ الثَّورَ والكِناسَ :
يُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقيقةٍ ... وعن كلِّ عِرْقٍ في الثَّرى مُتَغَلْغِلِ وأنشدَ ثعلبٌ لعُبَيْدِ الله بن عَبْد الله بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُودٍ في العَرَض :
تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمَةَ في فُؤادي ... فباديهِ مع الخافي يَسيرُوفي حديثِ المُخَنَّثِ هَيْت لمّا وَصَفَ المرأةَ قال له : قد تَغَلْغَلْتَ يا عَدُوَّ اللهِ الغَلْغَلَةُ إدخالُ الشيءِ في الشيءِ حتى يَلْتَبِسَ به ويصيرَ من جُملَتِه أي بَلَغَت بنَظَرِكَ من مَحاسِنِ هذه المرأةِ حيثُ لا يَبْلُغُ ناظِرٌ ولا يَصِلُ واصِلٌ ولا يَصِفُ واصِفٌ . غَلَّ الغِلالَةَ : لَبِسَها تحتَ الثِّياب وهي : أي الغِلالَة بالكَسْر : شِعارٌ يُلبَسُ تحتَ الثَّوبِ ؛ لأنّه يَتَغَلَّلُ فيها أي يدخلُ كالغُلَّةِ بالضَّمّ تُغَلُّ تحت الدِّرْع أي تُدخَلُ وجمعُها الغَلائِلُ والغُلَل . غَلَّ الدُّهنَ في رَأْسِه : أَدْخَله في أُصولِ شَعْرِه وغَلًَّ شَعْرَه بالطِّيبِ : أَدْخَله فيه . غَلَّ بَصَرُه : حادَ عن الصواب عن ابْن الأَعْرابِيّ . غَلَّ الماءُ بين الأشجارِ : إذا جرى فيها يَغُلُّ بالضَّمّ . غَلَّ المرأةَ : حَشاها ولا يكون إلاّ من ضَخْمٍ حكاه ابْن الأَعْرابِيّ . غَلَّ فلاناً يَغُلُّه غَلاًّ : وَضَعَ في عنُقِه أو يدِه الغُلَّ بالضَّمّ وهو الجامِعَةُ من حديدٍ م معروفٌ وقد غُلَّ فهو مَغْلُولٌ ويقال : جَعَلَ اللهُ في كَبِدِه غُلَّةً وفي صَدْرِه غِلاًّ وفي مالِه غُلولاً وفي عنُقِه غُلاًّ ج : أغْلالٌ وقد تكرَّرَ ذِكرُه في القُرآنِ والسُّنَّة ويُرادُ بها التكاليفُ الشاقَّةُ والأعمالُ المُتعِبَةُ . والغَلَّةُ : الدَّخْلُ من كِراءِ دارٍ وأجْرِ غلامٍ وفائِدَةِ أرضٍ من رَيْعِها أو كرائِها والجمعُ الغَلاّتُ وفي الحديث : " الغَلُّةُ بالضَّمانِ " وقال ابنُ الأثير : هو كحديثِه الآخَر : " الخَراجُ بالضَّمانِ " والغَلَّة : الدَّخْلُ الذي يَحْصُلُ من الزَّرعِ والثَّمَرِ واللبَنِ والإجازَةِ والنِّتاجِ ونحوِ ذلك . وأغَلَّت الضَّيْعةُ : أَعْطَتْها أي الغَلَّةَ وهذا قد تقدّم بعَينِه فهو تَكْرَارٌ . والغَلْغَلَة : السُّرعةُ في السَّيرِ . غَلْغَلَةٌ بلا لامٍ : شِعابٌ تَسيلُ من جبَلِ الرَّيَّانِ وهو جبَلٌ أَسْوَدُ طويلٌ بأَجَأٍ قاله نَصْرٌ . وَتَغَلْغَلَ : أَسْرَعَ في السَّيْر يقال : تَغَلْغَلوا فَمَضَوْا . ورِسالَةٌ مُغَلْغَلَةٌ : مَحْمُولةٌ من بلدٍ إلى بلَدٍ قال عِصامُ بن عُبَيْدٍ الزِّمّانيُّ :
أَبْلِغْ أبا مِسْمَعٍ عنِّي مُغَلْغَلَةً ... وفي العِتابِ حَياةٌ بينَ أقوامِ وفي حديثِ ابنِ ذي يَزَن :
مُغَلْغَلَةٌ مَغالِقُها تَغالى ... إلى صَنْعَاءَ من فَجٍّ عَميقِ والغُلاّنُ بالضَّمّ : منابِتُ الطَّلْحِ أو أَوْدِيةٌ غامِضَةٌ في الأرضِ ذاتُ شجرٍ قال مُضَرِّسٌ الأسَديُّ :
تَعَرُّضَ حَوْرَاءِ المَدامِعِ تَرْتَعي ... تِلاعاً وغُلاّناً سَوائِلَ من رَمَمْ الواحدُ غالٌّ وغَليلٌ . وقال أبو حنيفةَ : الغالُّ : أرضٌ مُطمَئِنَّةٌ ذاتُ شجَرٍ ومنابِتُ السَّلَمِ والطَّلْحِ يقال لها : غالٌّ من سَلَم كما يقال : عِيصٌ من سِدْرٍ وقَصيمَةٌ من غَضىً . الغُلاّن : نباتٌ م معروفٌ الواحدُ غالٌّ أيضاً وأنشدَ ابنُ بَرِّي لذي الرُّمَّةِ :
وَأَظْهرَ في غُلاّنِ رَقْدٍ وَسَيْلُه ... عَلاجيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ وَتَغَلَّلَ بالغالِيَةِ شُدِّدَ للكَثرةِ وَتَغْلغَلَ واغْتَلَّ : تغَلَّف أي تطَيَّبَ بها قال أبو صَخْرٍ :
سِراجُ الدُّجى تَغْتَلُّ بالمِسكِ طَفْلَةٌ ... فلا هي مِتْفالٌ ولا هي أَكْهَبُ وغَلَّلَه بها تَغْلِيلاً طَيَّبَه وفي حديثِ عائِشَةَ رَضِيَ الله تَعالى عنها : كنتُ أُغَلِّلُ لِحيَةَ رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلَّم بالغالِيَةِ أي أُلَطِّخُها أو أُلْبِسُها بها وقال سُوَيْدٌ اليَشْكُريُّ :
وقُروناً سابِغاً أَطْرَافُها ... غَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذي فَنَعْوحكى اللِّحْيانيُّ : تغَلَّى بالغالِيَةِ فإمّا أن يكونَ من لفظِ الغالِيَةِ وإمّا أن يكون أراد : تغَلَّلَ فأبدلَ من اللامِ الأخيرةِ ياءً كما قالوا : تظَنَّيْتُ في تظَنَّنْتُ والأوّلُ أَقْيَس وقال الفَرّاءُ : يقال : تغَلَّلْتُ بالغالِيَةِ ولا يقال تغَلَّيْتُ وفي الصِّحاح : قال أبو نصرٍ : سألتُ الأَصْمَعِيّ : هل يجوزُ تغَلَّلْتُ من الغالِيَة ؟ فقال : إن أردتَ أنّكَ أدخلْتَها في لِحْيَتِكَ أو شاربِكَ فجائزٌ وقال الليثُ : يقال من الغالِيَة : غَلَّلْتُ وغَلَّفْتُ وغَلَّيْتُ وسيأتي في المُعتَلِّ إن شاءِ الله تَعالى . والغَلائل : الدُّروع أو مَساميرُها الجامِعَةُ بين رؤوسِ الحَلَق لأنّها تُغَلُّ فيها أي تُدخَلُ أو بطائنُ تُلبَسُ تحتَها أي تحتَ الدُّروع الواحدُ غَليلَة قال النابغةُ :
عُلِيْنَ بكِدْيُونٍ وأُبْطِنَّ كَرَّةً ... فهُنَّ وِضاءٌ صافِياتُ الغَلائلِ خَصَّ الغَلائلَ بالصَّفاءِ لأنّها آخِرُ ما يَصْدَأُ من الدُّروع ومن جَعَلَها البَطائنَ جَعَلَ الدُّروعَ نقِيَّةً لم يُصْدِئْنَ الغَلائلَ . وقال لَبيدٌ في المَسامير :
" وأحكَمَ أَضْغَانَ القَتيرِ الغَلائلُ وَغَلْغَلَةُ : ع قال :
هنالِكَ لا أَخْشَى تنالُ مَقادَتي ... إذا حَلَّ بَيْتِي بينَ شُوطٍ وَغَلْغَلَهْ ومالَه أُلَّ وغُلَّ بضمِّهما وهو دُعاءٌ عليه فأُلَّ : دُفِعَ في قَضاءٍ وغُلَّ : جُنَّ فوُضِعَ في عنُقِه الغُلَّ . واغْتَلَلْتُ الشرابَ : شَرِبْتُه . اغْتَلَلْتُ الثَّوبَ : لَبِسْتُه تحتَ الثياب . اغْتَلَّت الغنَمُ : أخذَتْه الغَلَلُ بالتحريكِ والغُلالَةِ بالضَّمّ وهما داءٌ للغنَمِ في الإحليل وذلك أن لا يَنْفُضَ الحالِبُ الضَّرْعَ فيترُكَ فيه شيئاً من اللبَنِ فيعودَ دَماً أو خَرَطَاً . والغِلالَةِ ككِتابَةٍ : العُظَّامَة وهو الثوبُ الذي تشُدُّه المرأةُ على عَجيزَتِها تحتَ إزارِها تُضَخِّمُ بها عَجيزتَها قاله ابْن الأَعْرابِيّ وأنشدَ :
" تَغْتَالُ عَرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ
" ولم تُنَطِّقْها على غِلالَهْ
" إلاّ لحُسنِ الخَلْقِ والنَّبالَهْ أيضاً : المِسمارُ الذي يَجْمَعُ بينَ رَأْسَيْ الحَلْقَةِ والجمعُ الغَلائلُ وقد تقدّم شاهدُه قريباً . غُلْغُلٌ كهُدْهُدٍ : جبَلٌ بنواحي البَحْرَيْن . وغُلائل بالضَّمّ : من بلادِ خُزاعة كما في العُباب . وأنا مُغْتَلٌّ إليه ؛ أي مُشتاقٌ وهو مَجاز . واسْتَغلَّ عَبْدَه أي كلَّفَه أن يُغِلَّ عليه كما في الصِّحاح . اسْتَغلَّ المُسْتَغَلاَّتِ : أخذَ غَلَّتَها كما في الصِّحاح أيضاً . يقال : نِعمَ غَلُولُ الشيخِ هذا كصَبُورٍ : أي الطعامُ الذي يُدخِلُه جَوْفَه كما في الصِّحاح زادَ غيرُه : يعني التغذِيَةَ التي تَغَذَّاها ويقال أيضاً في شَرابٍ شَرِبَه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : رجلٌ مُغِلٌّ أي مُضِبٌّ على حِقدٍ . وغَلَّ وأَغَلَّ الرجلُ : صارَ صاحبَ خيانةٍ ومنه حديثُ شُرَيْحٍ : ليس على المُستَعيرِ غيرِ المُغِلِّ ضَمانٌ . أي إذا لم يَخُنْ في العارِيَّةِ والوَديعةِ فلا ضَمانَ عليه وقيل : المُغِلُّ هنا المُستَغِلُّ وأرادَ به القابِض لأنّه بالقبضِ يكون مُستَغِلاًّ قال ابنُ الأثير : والأوّلُ الوَجهُ . والإغلالُ : الغارةُ الظاهرَة . وأيضاً : إعانةُ الغَيرِ على الخيانة . وأيضاً : لٌبْسُ الدُّروع وبكلِّ ذلك فُسِّرَ الحديثُ : " لا إغْلالَ ولا إسْلال " وقد ذُكِرَ في سلل أيضاً . وأغَلَّ الخَطيبُ : لم يُصِبْ في كلامِه قال أبو وَجْزَةَ :
خُطَباءُ لا خُرْقٌ ولا غُلُلٌ إذا ... خُطَباءُ غيرِهم أَغَلَّ شِرارُها والغُلَّة بالضَّمّ : ما تَوارَيْتَ فيه عن ابْن الأَعْرابِيّ . والغَلْغَلَةُ كالغَرْغَرَةِ في معنى الكَسرِ . والغَلَلُ مُحَرَّكَةً : الماءُ الذي يَتَغَلَّلُ بين الشجرِ والجمعُ الأغْلالُ قال دُكَيْنٌ :
" يُنْجيهِ مِن مِثلِ حَمامِ الأغْلالْ
" وَقْعُ يَدٍ عَجْلَى ورِجلٍ شِمْلالْ
" ظَمْأَى النَّسا من تحت رَيّا من عالْ وقيل : الغَلَل : الماءُ الظاهرُ الجاري على وجهِ الأرضِ ظُهوراً قليلاً وليسَ له جِرْيَةٌ فَيَخْفى مرّةً ويظهَرُ مرّةً قال الحُوَيْدِرَةُ :لَعِبَ السُّيُولُ به فأصبحَ ماؤُهُ ... غَلَلاً يُقَطِّعُ في أُصولِ الخِرْوَعِ وقال أبو حنيفة : الغَلَل : السَّيلُ الضعيفُ يسيلُ من بطنِ الوادي أو التِّلَعِ في الشجرِ . وَتَغْلغَلَ الماءُ في الشجرِ : تخَلَّلَها . وقال أبو سعيد : لا يذهبُ كلامُنا غَلَلاً : أي لا ينبغي أن يَنْطَوي عن الناسِ بل يجبُ أن يظهرَ . ويقال لعِرْقِ الشجرِ إذا أَمْعَنَ في الأرضِ : غُلْغُلٌ والجمعُ غَلاغِلُ قال كَعْبٌ :
وَتَفْتَرُّ عن غُرِّ الثَّنايا كأنَّها ... أقاحِيُّ تُرْوى من عُروقِ غَلاغِلِ والغُلَّةُ بالضَّمّ : هي العُظّامَةُ والجمع الغُلَل قاله ابنُ بَرِّي وأنشدَ :
كَفاها الشَّبابُ وَتَقْويمُه ... وحُسْنُ الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ وقال السُّلَمِيُّ : غَشَّ له الخَنجرَ والسِّنانَ وغَلَّه له : أي دَسَّه له وهو لا يشعرُ به . والغالَّة : ما يَنْقَطعُ من ساحلِ البَحرِ فيجتمِعُ في مَوْضِعٍ . وغُلَّتْ يدُه إلى عنُقِه : أي أُمسِكَتْ عن الإنفاق . والعربُ تَكْنِي عن المرأةِ بالغُلِّ وفي الحديث : " إنّ من النساءِ غُلاًّ قَمِلاً يَقْذِفُه اللهُ في عنُقِ مَن يشاء " والأصلُ في ذلك أنّ العربَ كانوا إذا أسَروا أَسيراً غَلُّوه بغَلٍّ من قِدٍّ وعليه شَعَرٌ فرُبّما قَمِلَ في عنُقِه إذا قَبَّ ويَبِسَ فيجتَمِعُ عليه مِحْنَتان : القَمْلُ والغُلُّ . وفلانٌ يُغِلُّ على عِيالِه : أي يأتيهم بالغَلَّة . وغَلَّ على الشيءِ غَلاًّ وأغَلَّ : سَكَتَ . وأيضاً : أقامَ . وغَلَّ الإهابَ : أبقى فيه عندَ السَّلْخِ لغةٌ في أغَلَّ . وأغَلَّ القومُ : صاروا في وقتِ الغَلَّة . وأغَلَّ الرجلَ : وَجَدَه غالاًّ . وله أُرَيْضَةٌ يَغْتَلُّها : مثلُ يَسْتَغِلُّها . وجمعُ الغَلَّةِ غِلالٌ بالكَسْر . والغُلَّة بالضَّمّ : خِرقَةٌ تُشَدُّ على رأسِ الإبريقِ عن ابْن الأَعْرابِيّ والجمعُ غُلَلٌ . والغَلَل مُحَرَّكَةً : المِصْفاة نقله الجَوْهَرِيّ وأنشدَ للَبيدٍ :
لها غَلَلٌ من رازِقِيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا يعني الفِدامَ الذي على رأسِ الإبريق وبعضُهم يرويه غُلَلٌ بالضَّمّ جمعُ غُلَّةٍ . والمُغَلْغَلَة بكسرِ الغَينِ الثانية : المُسْرِعَة . والغَلَل مُحَرَّكَةً : اللَّحمُ الذي تُرِكَ على الإهابِ حينَ سُلِخَ . والغُلْغُلَة بالضَّمّ : لَغَطُ الأصواتِ