قبل : نقيض بعد كما في الصحاح قال الله تعالى : " لله الأمر من قبل ومن بعد " وفي المحكم : قبل : عقيب بعد يقال : افعله قبل وبعد قال شيخنا : فهما ظرفان للزمان وقد قال جمع : إنهما يكونان للمكان أيضا وفيه بحث انتهى . قلت : وهو بحسب الإضافة كقول الخارج من اليمن إلى بيت المقدس : مكة قبل المدينة ويقول الخارج من القدس إلى اليمن : المدينة قبل مكة وقد يستعمل أيضا في المنزلة كقولهم : فلان عند السلطان قبل فلان وفي الترتيب الصناعي نحو : تعلم الهجاء قبل تعلم الخط فتأمل . وآتيك من قبل وقبل مبنيتين على الضم قال ابن سيده : إلا أن يضاف أو ينكر وسمع الكسائي : " لله الأمر من قبل ومن بعد " فحذف ولم يبن حكى سيبويه : افعله قبلا وبعدا وجئتك من قبل ومن بعد قوله : قبل منونتين قال شيخنا : بالنصب على الظرفية أو الجر في المجرور بمن أما الضم والتنوين فلا يعرف وإن حكاه بعضهم عن هشام وهذا التنوين شرطه عدم الإضافة ونيتها لا لفظا ولا تقديرا ولا اعتبار معنى كما فصل في مصنفات العربية الذي في العباب : يقال : أتيتك قبل : أي بالضم وقبل : أي بالكسر قبل : أي على الفتح وقبلا : منونا وقال الخليل : قبل وبعد رفعا بلا تنوين لأنهما غايتان وهما مثل قولك : ما رأيت مثله قط فإذا أضفته إلى شيء نصبت . والقبل بالضم وبضمتين : نقيض الدبر وقد قرئ بهما قوله تعالى : " إن كان قميصه قد من قبل " . القبل بالضم من الجبل : سفحه يقال : انزل بقبل هذا الجبل أي بسفحه كذا في الصحاح . القبل من الزمن : أوله يقال : كان ذلك في قبل الشتاء وفي قبل الصيف أي في أوله كذا في الصحاح وفي الحديث : " طلقوا النساء لقبل عدتهن " وفي رواية : " في قبل طهرهن " أي في إقباله وأوله وحين يمكنها الدخول في العدة والشروع فيها فتكون لها محسوبة وذلك في حالة الطهر . قولهم : إذا أقبل قبلك بالضم : أي أقصد قصدك وأتوجه نحوك كذا في الصحاح وفي المحكم : القبل : الوجه يقال : كيف أنت إذا أقبل قبلك ؟ وهو يكون اسما وظرفا فإذا جعلته اسما رفعته وإن جعلته ظرفا نصبته وفي التهذيب : والقبل : إقبالك على الإنسان كأنك لا تريد غيره تقول : كيف أنت لو أقبلت قبلك ؟ وجاء رجل إلى الخليل فسأله عن قول العرب : : كيف أنت لو أقبل قبلك ؟ فقال : أراه مرفوعا لأنه اسم وليس بمصدر كالقصد والنحو إنما هو : كيف أنت لو أنت استقبل وجهك بما تكره . والقبلة بالضم : اللثمة معروفة والجمع القبل . وفعله التقبيل وقد قبلها تقبيلا : لثمها . القبلة : ما تتخذه الساحرة لتقبل به وجه وفي المحكم بوجه الإنسان على صاحبه . القبلة : وسم بأذن الشاة مقبلا أي قبل العين . القبلة : الكفالة كالقبالة . القبلة بالكسر : التي يصلى نحوها القبلة في الأصل : الجهة يقال : ما لكلامه قبلة : أي جهة وأين قبلتك : أي جهتك . القبلة : الكعبة وكل ما يستقبل قبلة وفي البصائر للمصنف : القبلة في الأصل : الحالة التي عليها المقابل نحو الجلسة والقعدة وفي التعارف صار اسما للمكان المقابل المتوجه إليه للصلاة انتهى . وفي حديث ابن عمر : ما بين المشرق والمغرب قبلة أراد به المسافر إذا التبست عليه قبلته فأما الحاضر فيجب عليه التحري والاجتهاد وهذا إنما يصح لمن كانت القبلة في جنوبه أو شماله ويجوز أن يكون أراد به قبلة أهل المدينة ونواحيها ؛ فإن الكعبة جنوبها . يقال : ماله في هذا قبلة ولا دبرة بكسرهما : أيوجهة وفي الصحاح : إذا لم يهتد لجهة أمره . يقال : جلس فلان قبالته بالضم أي تجاهه وهو اسم يكون ظرفا كما في الصحاح وكذلك القبال . وقبال النعل ككتاب : زمام يكون بين الإصبع الوسطى والتي تليها وقيل : هو مثل الزمام يكون في الإصبع الوسطى والتي تليها وقيل : هو ما كان قدام عقد الشراك . قد قبلها كمنعها قبلا وقابلها مقابلة وأقبلها : جعل لها قبالين أو مقابلتها : أن تثنى ذؤابة الشراك إلى العقدة أو قبلها : شد قبالها وأقبلها : جعل لها قبالا وفي الحديث : " قابلوا النعال " أي اعملوا لها قبالا ونعل مقبلة : إذا جعلت لها قبالا ومقبولة : إذا شددت قبالها . وقوابل الأمر : أوائله يقال : أخذت الأمر بقوابله : أي بأوائله وحدثانه كما في الصحاح والأساس وهو مجاز . والقابلة : الليلة المقبلة يقال : آتيك القابلة وقد قبلت قبلا من حد منع وأقبلت إقبالا وقيل : لا فعل له . القابلة : المرأة التي تأخذ الولد عند الولادة أي تتلقاه كالقبول والقبيل قال الأعشى : جهة وفي الصحاح : إذا لم يهتد لجهة أمره . يقال : جلس فلان قبالته بالضم أي تجاهه وهو اسم يكون ظرفا كما في الصحاح وكذلك القبال . وقبال النعل ككتاب : زمام يكون بين الإصبع الوسطى والتي تليها وقيل : هو مثل الزمام يكون في الإصبع الوسطى والتي تليها وقيل : هو ما كان قدام عقد الشراك . قد قبلها كمنعها قبلا وقابلها مقابلة وأقبلها : جعل لها قبالين أو مقابلتها : أن تثنى ذؤابة الشراك إلى العقدة أو قبلها : شد قبالها وأقبلها : جعل لها قبالا وفي الحديث : " قابلوا النعال " أي اعملوا لها قبالا ونعل مقبلة : إذا جعلت لها قبالا ومقبولة : إذا شددت قبالها . وقوابل الأمر : أوائله يقال : أخذت الأمر بقوابله : أي بأوائله وحدثانه كما في الصحاح والأساس وهو مجاز . والقابلة : الليلة المقبلة يقال : آتيك القابلة وقد قبلت قبلا من حد منع وأقبلت إقبالا وقيل : لا فعل له . القابلة : المرأة التي تأخذ الولد عند الولادة أي تتلقاه كالقبول والقبيل قال الأعشى :
أصالحكم حتى تبوءوا بمثلها ... كصرخة حبلى أسلمتها قبيلها ويروى قبولها أي يئست منها . وقد قبلت القابلة المرأة كعلم قبالة وقبالا بالكسر فيهما : تلقت الولد من بطن أمه عند الولادة . وتقبله وقبله كعلمه قبولا بالفتح وهو مصدر شاذ وحكى اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء : القبول بالفتح : مصدر ولم نسمع غيره كذا في الصحاح قال ابن بري وقد جاء الوضوء والطهور والولوع والوقود وعدتها مع القبول خمسة يقال : على فلان قبول : إذا قبلته النفس وقد يضم لم يحكها إلا ابن الأعرابي والمعروف الفتح وقول أيوب بن عباية :
ولا من عليه قبول يرى ... وآخر ليس عليه قبولمعناه لا يستوي من له رواء وحياء ومروءة ومن ليس له شيء من ذلك : أخذه ومنه قوله تعالى : " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده " وقال : " غافر الذنب وقابل التوب " وقيل : التقبل : قبول الشيء على وجه يقتضي ثوابا كالهدية وقوله تعالى : " إنما يتقبل الله من المتقين " تنبيه أنه ليس كل عبداة متقبلة بل إذا كانت على وجه مخصوص وقوله تعالى : " فتقبلها ربها بقبول حسن " قيل : معناه قبلها وقيل : تكفل بها وإنما قال بقبول ولم يقل بتقبل للجمع بين الأمرين : التقبل الذي هو الترقي في القبول والقبول الذي يقتضي الرضا والإثابة . والقبول كصبور : ريح الصبا ؛ لأنها تقابل الدبور أو لأنها تقابل الكعبة وتستدير الدبور وفي التهذيب : القبول من الرياح : الصبا ؛ لأنها تستقبل الدبور وقال الأصمعي : الرياح معظمها الأربع : الجنوب والشمال والدبور والصبا فالدبور : التي تهب من دبر الكعبة والقبول : من تلقائها وهي الصبا قال الأخطل :
فإن تبخل سدوس بدرهميها ... فإن الريح طيبة قبول وقال ثعلب : القبول : ما استقبلك بين يديك إذا وقفت في القبلة أو لأن النفس تقبلها عن ثعلب وهذا الوجه الأخير من التعليلات ذكره الآمدي في الموازنة مع غيره قال : وأظن أن الأخطل - إن كانت الرواية صحيحة - لذلك قال : فإن تبخل... . إلخ أي طيبة لا يمنعها الانصراف والمسير انتهى . وقال ابن الأعرابي : القبول : كل ريح طيبة المس لينة لا أذى فيها قال الآمدي : يمكن أن يكون إطلاقهم القبول على كل ريح لينة المس على التشبيه كزيد أسد لا على أن كل ريح طيبة تسمى قبولا ثم قال : وعن النضر : أن القبول : ريح تلي الصبا ما بينها وبين الجنوب قال : وهو لا يعرف ولا يعول عليه قال : وعن قوم تسمية الشمال قبولا وليس بثبت ولا معول عليه إلا أن يحمل على ما ذكرته من التشبيه وذكر من وجوه التسمية أنها سميت قبولا لأنها تأتي من الموضع الذي يقبل منه النهار وهو مطلع الشمس قال شيخنا : وقد سبق في جنب عن المبرد في الكامل : القبول : الصبا وبعضهم يجعله للجنوب فتأمل انتهى . وهي تكون اسما وصفة عند سيبويه والجمع قبائل عن اللحياني . وقد قبلت الريح كنصر تقبل قبلا وهذا عن اللحياني وقبولا بالضم مصدر والفتح اسم قال شيخنا : الضم هو المصدر المشهور والفتح اسم للريح وسبق استعمال أسماء الرياح أحيانا أسماء وأحيانا مصادر وكلام المصنف صريح في أنه يقال بالضم والفتح مصدرا وليس كذلك . قلت : وهذا ظاهر وقد صرح به الجوهري وغيره . والقبل محركة : نشز من الأرض يستقبلك أو من الجبل يقال : رأيت فلانا بذلك القبل وأنشد الجوهري للجعدي :
خشية الله وأني رجل ... إنما ذكري كنار في قبل أو رأس كل أكمة أو جبل أو المرتفع من أصل الجبل كالسند يقال : لنزل بقبل هذا الجبل أي سفحه . أو مجتمع رمل أو جبل . قال أبو عمرو : القبل : المحجة الواضحة . أيضا : لطف القابلة لإخراج الولد . أيضا : الفحج وهو أن يتدانى صدر القدمين ويتباعد عقباهما كما في الصحاح وقال ابن الأعرابي : في قدميه قبل ثم حنف ثم فحج وفي المحكم : القبل : كالفحج بين الرجلينوالقبل في العين : إقبال السواد على المحجر ويقال : بل إذا أقبل سواده على الأنف قاله الليث أو هو مثل الحول أو أحسن منه قال أبو نصر إذا كان فيها ميل كالحول أو هو إقبال إحدى الحدقتين على الأخرى أو إقبالها على الموق أو إقبالها على عرض الأنف أو إقبالها على المحجر أو هي التي أقبلت على الحاجب عن اللحياني أو هو إقبال نظر كل من العينين على صاحبتها وقال أبو زيد : إقبال الحدقتين على الأنف . وقد قبلت العين كنصر وفرح قبلا واقبلت اقبلالا كاحمرت احمرارا واقبالت اقبيلالا كاحمارت احميرارا فهي قبلاء وأقبلتها أنا : صيرتها قبلاء فهو أقبل بين القبل كأنه ينظر إلى طرف أنفه وامرأة قبلاء كذلك وفي حديث أبي ريحانة : إني لأجد في بعض الكتب المنزلة : الأقبل القصير القصرة صاحب العراقين مبدل السنة يلعنه أهل السماء وأهل الأرض ويل له ثم ويل له قيل : هو الذي كأنه ينظر إلى طرف أنفه وقيل : هو الأفحج . والقبل : أن تشرب الإبل الماء وهو يصب على رؤوسها ولم يكن لها قبل ذلك شيء كما في الصحاح والعباب ومنه قول الراجز :
" بالريث ما أرويتها لا بالعجل
" وبالحيا أرويتها لا بالقبل وفي التهذيب : يقال : سقى إبله قبلا : إذا صب الماء في الحوض وهي تشرب منه فأصابها وقال الأصمعي : القبل : أن يورد الرجل إبله فيستقي على أفواهها ولم يكن هيأ لها قبل ذلك شيئا وفي المحكم : سقى على إبله قبلا : صب الماء على أفواهها وأقبل على الإبل وذلك إذا شربت ما في الحوض فاستقى على رؤوسها وهي تشرب وقال اللحياني مثل ذلك وزاد فيه : ولم يكن أهده قبل ذلك وهو أشد السقي . القبل : أن يقبل قرنا الشاة على وجهها فهي قبلاء بينة القبل . القبل : أن يتكلم الإنسان بالكلام ولم يستعد له عن اللحياني يقال : تكلم فلان قبلا فأجاد وقال : رجزته قبلا : إذا أنشدته رجزا لم تكن أعددته كما في الصحاح . القبل : أن يرى الهلال قبل الناس أول ما يرى ولم ير قبل ذلك عن اللحياني والأصمعي يقال : رأيت الهلال قبلا أو كل شيء أول ما يرى قبل وفي الحديث في أشراط الساعة : أن يرى الهلال قبلا أي يرى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب . والقبل : جمع قبلة محركة للفلكة . أيضا : ضرب من الخرز يؤخذ بها يكون عند نساء الأعراب يقلن في كلامهن : يا قبلة اقبليه ويا كرار كريه وأنشد اللحياني في القبل :
جمعن من قبل لهن وفطسة ... والدردبيس مقابلا في المنظمكالقبلة بالفتح وبه روي أيضا : يا قبلة اقبليه . القبلة محركة : شيء من عاج مستدير يتلألأ يعلق في صدر المرأة أو الصبي أو الفرس وقيل : حجر عريض يعلق على الخيل تدفع بها العين . ورأيته قبلا محركة وبضمتين وكصرد وكعنب وقبليا محركة مشددة الياء وقبيلا كأمير اقتصر الجوهري على الأولى والثانية والرابعة : أي عيانا ومقابلة وفي حديث أبي ذر : خلق الله آدم بيده ثم سواه قبلا وفي رواية : إن الله كلمه قبلا أي عيانا ومقابلة لا من وراء حجاب ومن غير أن يولي أمره أو كلامه أحدا من ملائكته وقيل : قبلا وقبلا أي استئنافا واستقبالا وقبلا وقبلا : أي مقابلة ومشاهدة وقال الزجاج : كل ما عاينته قلت فيه : أتاني قبلا أي معاينة وكل ما استقبلك فهو قبل وفي التنزيل العزيز : " وحشرنا عليهم كل شيء قبلا " أي عيانا ويقرأ : قبلا أي مستقبلا وكذا قوله تعالى : أو يأتيهم العذاب قبلا أي عيانا وقرئ أيضا : قبلا أي مقابلة قاله الزجاج . ولي قبله مال بكسر القاف أي مع فتح الموحدة قال شيخنا : فيه مخالفة لاصطلاح ضبطه المشهور فإنه يكفي لو أنه قال بالكسر فتأمل انتهى . قلت : لو قال بالكسر لظن أنه بسكون ثانيه كما هو اصطلاحه ولكنه أظهر الضبط ليعلم أن ما بعده متحرك وكذا لي قبل فلان حق : أي عنده وقبل يكون لما ولي الشيء تقول : ذهب قبل السوق ولي قبلك مال ثم اتسع فيه فأجري مجرى : على إذا قلت : لي عليك مال ويقال : أصابني هذا الأمر من قبله : أي من تلقائه من لدنه ليس من تلقاء الملاقاة لكن على معنى من عنده قاله الليث . وما لي به قبل كعنب أي طاقة ومنه قوله تعالى : " فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها " أي لا طاقة لهم بها ولا قدرة لهم على مقاومتها . والقبيل كأمير : الكفيل وبه فسر قوله تعالى : " وحشرنا علهم كل شيء قبيلا " في قراءة من قرأ ويكون المعنى لو حشر عليهم كل شيء ففل لهم بصحة ما يقول ما كانوا ليؤمنوا . والقبيل : العريف . أيضا : الضامن وهو قريب من معنى الكفيل وجمع الكل قبل وقبلاء . وقد قبل به كنصر وسمع وضرب الثانية نقلها الصاغاني يقبل ويقبل قبالة بالفتح : كفله وضمنه قال :
إن كفي لك رهن بالرضا ... فاقبلي يا هند قالت : قد وجبقال أبو نصر : اقبلي معناه كوني أنت قبيلا قال اللحياني : ومن ذلك قيل : كتبت عليهم القبالة ويقال : نحن في قبالته بالكسر : أي عرافته . وقبلت العامل العمل تقبلا وهذا نادر لخروجه عن القياس والاسم القبالة . وتقبله العامل تقبيلا وهو نادر أيضا لخروجه عن القياس وحكى بعض ورودهما على القياس : قبلته إياه تقبيلا وتقبله تقبلا . وفي الأساس : وكل من تقبل بشيء مقاطعة وكتب عليه بذلك الكتاب فعمله القبالة والكتاب المكتوب عليه هو : القبالة انتهى . وفي حديث ابن عباس : إياكم والقبالات فإنها صغار وفضلها ربا هو أن يتقبل بخراج أو جباية أكثر مما أعطى فذلك الفضل ربا فإن تقبل وزرع فلا بأس . والقبيل : الزوج . أيضا : الجماعة تكون من الثلاثة فصاعدا من أقوام شتى كالزنج والروم والعرب وقد يكونون من نجر واحد وفي بعض الأصول : من نحو واحد وربما كانوا بني أب واحد كالقبيلة ج : قبل كعنق . واستعمل سيبويه القبيل في الجمع والتصغير وغيرهما من الأبواب المتشابهة ومنه قوله تعالى : " وحشرنا عليهم كل شيء قبلا " قال الأخفش : أي قبيلا قبيلا وقال الحسن البصري : أي عيانا . وقيل في قولهم : ما يعرف قبيلا من دبير : أي ما أقبلت به المرأة من غزلها حين تفتله مما أدبرت نقله الجوهري . قال أبو عمرو : القبيل : طاعة الرب تعالى والدبير : معصيته . قال المفضل : القبيل : فوز القدح في القمار والدبير : خيبته . قال جماعة من الأعراب : القبيل : أن يكون رأس ضمن النعل إلى الإبهام والدبير : أن يكون رأس ضمنها إلى الخنصر وهذه الأوجه الثلاثة نقلهن الصاغاني . القبيل : ما أقبل به من الفتل على الصدر والدبير : ما أدبر به عنه . القبيل : باطن الفتل والدبير ظاهره أو هما في فتل الحبل فالقبيل : الفتل الأول الذي عليه العامة والدبير : الفتل الآخر وبعضهم يقول : القبيل في قوى الحبل : كل قوة على قوة وجهها الداخل : قبيل والخارج : دبير وقيل : القبيل : ما أقبل به الفاتل إلى حقوه والدبير : ما أدبر به الفاتل إلى ركبته وهذه الأوجه ذكرهن الأزهري وفي الأساس : ما يعرف قبيلا من دبير : أصله من فتل الحبل إذا مسح اليمين على اليسار علوا فهو قبيل وإذا مسحها عليه سفلا فهو دبير وهو مجاز . القبيل : أسفل الأذن والدبير : أعلاها . القبيل : القطن والدبير : الكتان ذكرهما ابن سيده . قولهم : ما يعرف قبيلا من دبير وقولهم ما يعرف قبالا من دبار معناهما : أي ما يعرف الشاة المقابلة من الشاة المدابرة ويأتي شرحهما وكذلك الناقة أو ما يعرف من يقبل عليه ممن يدبر عنه نقله ابن سيده أو ما يعرف نسب أمه من نسب أبيه نقله ابن دريد ولكن نصه : ما يعرف نسب أبيه من نسب أمه أورده في تفسير قولهم : ما يعرف قبيلا من دبير وفاته من معانيه قيل : ما يعرف قبلا من دبر وقيل : لا يعرف الأمر مقبلا ولا مدبرا والجمع قبل ودبر بضمتين فيهما . قبيل : اسم رجل . القبيلة بهاء : واحد قبائل الرأس لأطباقه أو للقطع المشعوب بعضها إلى بعض وهي أربعة تصل بها الشؤون كما في الصحاح وكذلك قبائل القدح والجفنة إذا كانت على قطعتين أو ثلاث قطع ويقال : كادت تصدع قبائل رأسي من الصداع وهي شعبه وقال الليث : قبيلة الرأس : كل فلقة قد قوبلت بالأخرى وكذلك قبائل بعض الغروب والكثرة لها قبائل . منه أي من معنى قبائل الرأس وفي الصحاح : وبها سميت قبائل العربقال شيخنا : ظاهره أنه مجاز فيها وصرح غيره بخلافه فادعى الاشتراك وميل الراغب وجماعة كالزمخشري كما قاله المصنف واحدهم قبيلة قال شيخنا : الأولى واحدها أي القبائل ويجوز كونه واحد القبيل وعليه فهو اسم جنس جمعي وعلى كل فالتعبير بواحدهم غير صواب انتهى . وقال أبو العباس : أخذت قبائل العرب من قبائل الرأس لاجتماعها وجماعتها الشعب والقبائل دونها واشتق الزجاج القبائل من قبائل الشجرة وهي أغصانها وهم بنو أب واحد أو بنو آباء مختلفة أو أعم أو قبيل كل شيء : نسله أو نوعه سواء كانوا من نسله أو لا قاله شيخنا وفي التهذيب : أما القبيلة فمن قبائل العرب وسائرهم من الناس قال ابن الكلبي : الشعب : أكبر من القبيلة ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ قال الزجاج : القبيلة : من ولد إسماعيل عليه السلام كالسبط من ولد إسحاق عليه السلام سموا بذلك ليفرق بينهما ومعنى القبيلة من ولد إسماعيل معنى الجماعة يقال لكل جماعة من واحد قبيلة ويقال لكل جمع من شيء واحد : قبيل قال الله تعالى : " إنه يراكم هو وقبيله " أي هو ومن كان من نسله . من المجاز : القبيلة : سير اللجام يقال : لجام حسن القبائل : أي السيور قال ابن مقبل : ل شيخنا : ظاهره أنه مجاز فيها وصرح غيره بخلافه فادعى الاشتراك وميل الراغب وجماعة كالزمخشري كما قاله المصنف واحدهم قبيلة قال شيخنا : الأولى واحدها أي القبائل ويجوز كونه واحد القبيل وعليه فهو اسم جنس جمعي وعلى كل فالتعبير بواحدهم غير صواب انتهى . وقال أبو العباس : أخذت قبائل العرب من قبائل الرأس لاجتماعها وجماعتها الشعب والقبائل دونها واشتق الزجاج القبائل من قبائل الشجرة وهي أغصانها وهم بنو أب واحد أو بنو آباء مختلفة أو أعم أو قبيل كل شيء : نسله أو نوعه سواء كانوا من نسله أو لا قاله شيخنا وفي التهذيب : أما القبيلة فمن قبائل العرب وسائرهم من الناس قال ابن الكلبي : الشعب : أكبر من القبيلة ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ قال الزجاج : القبيلة : من ولد إسماعيل عليه السلام كالسبط من ولد إسحاق عليه السلام سموا بذلك ليفرق بينهما ومعنى القبيلة من ولد إسماعيل معنى الجماعة يقال لكل جماعة من واحد قبيلة ويقال لكل جمع من شيء واحد : قبيل قال الله تعالى : " إنه يراكم هو وقبيله " أي هو ومن كان من نسله . من المجاز : القبيلة : سير اللجام يقال : لجام حسن القبائل : أي السيور قال ابن مقبل :
ترخي العذار وإن طالت قبائله ... عن حشرة مثل سنف المرخة الصفر القبيلة : صخرة على رأس البئر والعقابان : دعامتا القبيلة من جنبتيها يعضدانها وقال ابن الأعرابي : هي القبيلة والمنزعة وعقاب البئر حيث يقوم الساقي . القبيلة : اسم فرس سميت بذلك على التفاؤل كأنها إنما تحمل قبيلة أو كان الفرس عليها يقوم مقام القبيلة وهو اسم فرس الحصين بن مرداس الصموتي كما في العباب وفي المحكم : مرداس بن حصين جاهلي وأنشد له :
قصرت له القبيلة إذ تجهنا ... وما ضاقت بشدته ذراعي قصرت : أي حبست وأراد : اتجهنا . وأقبل إقبالا وقبلا عن كراع واللحياني والصحيح أن القبل الاسم والإقبال المصدر وهو ضد أدبر قالت الخنساء :
ترتع ما غفلت حتى إذا ادكرت ... فإنما هي إقبال وإدبارقال سيبويه : جعلها الإقبال والإدبار على سعة الكلام قال ابن جني : والأحسن في هذا أن يقول : كأنها خلقت من الإقبال والإدبار لا على أن يكون من باب حذف المضاف أي هي ذات إقبال وإدبار وقد ذكر تعليله في قوله عز وجل : " خلق الإنسان من عجل " . وأقبل مقبلا بالضم وفتح الباء ولو قال كمكرم أصاب المحز أي قدم كأدخلني مدخل صدق ومنه حديث الحسن : أنه سئل عن مقبله من العراق أي قدمته . وأقبل الرجل : عقل بعد حماقة عن الفراء هكذا في العباب والذي في التهذيب عن الفراء : اقتبل الرجل : كاس بعد حماقة فانظر ذلك . وقبل على الشيء يقبل قبلا وأقبل عليه بوجهه : إذا لزمه وأخذ فيه . وأقبلته الشيء : جعلته يلي قبالته ؛ أي تجاهه . وقابله مقابلة : واجهه . قابل الكتاب بالكتاب : عارضه به مقابلة وقبالا . وقال الليث : إذا ضممت شيئا إلى شيء قلت قابلته به . وشاة مقابلة بفتح الباء : قطعت من أذنها قطعة لم تبن وتركت معلقة من قدم فغن كانت من أخر فهي مدابرة نقله الجوهري وقال اللحياني : ناقة مقابلة : إذا شق مقدم أذنها وفتلت كأنها زنمة وكذلك الشاة وقيل : المقابلة : الناقة التي تقرض قرضة من مقدم أذنها مما يلي وجهها حكاه ابن الأعرابي وفي الحديث : " أنه نهى أن يضحى بشرقاء أو خرقاء أو مقابلة أو مدابرة " قال الأصمعي : المقابلة أن يقطع من طرف أذنها شيء ثم يترك معلقا لا يبين كأنه زنمة . وتقابلا : تواجها واستقبل بعضهم بعضا وقوله تعالى : " إخوانا على سرر متقابلين " جاء في التفسير : أنه لا ينظر بعضهم في أقفاء بعض . ورجل مقابل بفتح الباء : كريم النسب من قبل أبويه وقد قوبل قال :
إن كنت في بكر تمت خؤولة ... فأنا المقابل في ذوي الأعمام وقال اللحياني : المقابل : الكريم من كلا طرفيه وقال غيره : رجل مقابل ومدابر : إذا كان كريم الطرفين من قبل أبيه وأمه وهو مجاز . واقتبل أمره : استأنفه ومنه رجل مقتبل الشباب بالفتح أي بفتح الباء : لم يظهر فيه أثر كبر كأنه يستأنف الشباب كل ساعة وهو مجاز قال أبو كبير الهذلي :
ولرب من طأطأته بحفيرة ... كالرمح مقتبل الشباب محبرواقتبل الخطبة : ارتجلها من غير أن يعدها وكذلك الكلام . والقبلة محركة : الجشار هكذا في النسخ والصواب : الخباز بالخاء المضمومة وفتح الموحدة الثقيلة وآخره زاي كما هو نص أبي حنيفة الدينوري في كتاب النبات . وأبو بكر محمد بن عمر بن حفص بن الحكم الثغري روى عن هلال بن العلاء ومحمد بن عبد العزيز بن المبارك وعنه أبو بكر محمد بن سليمان البزار الدمشقي وأبو الفتح الأزدي الموصلي قال الدارقطني : ضعيف جدا وأبو يعقوب ذكره الصاغاني في العباب القبليان محركة محدثان وفاته القاضي أحمد بن الحسن القبلي عن الإسماعيلي وعنه أبو محمد الشعبي بقي عليه أنه لم يذكر أن هذه النسبة إلى أي شيء وربما يتوهم من سياقه أنها إلى القبلة الذي هو النبات المذكور وليس كذلك والصحيح أنها نسبة إلى القبائل قال سيبويه : إذا أضفت إلى جميع فإنك توقع الإضافة على واحده الذي كسر عليه ليفرق بينه إذا كان اسما لشيء وبينه إذا لم يرد به إلا الجمع فمنه قول العرب في رجل من القبائل : قبلي محركة وفي المرأة : قبلية كذا في اللباب للبلبيسي . يقال : لا أكلمك إلى عشر من ذي قبل كعنب وجبل ومن ذي عوض وعوض ومن ذي أنف : أي فيما أستأنف وأستقبل وذكر الوجهين الفراء واقتصر ثعلب على التحريك واستدرك عليه شراحه كعنب . أو معنى المحركة لا أكلمك إلى عشر تستقبلها ومعنى المكسورة القاف لا أكلمك إلى عشر مما تشاهده من الأيام أي فيما تستقبل . والقبول بالفتح وقد يضم وهذا عن ابن الأعرابي : الحسن والشارة ومنه قول نديم المأمون العباسي في الحسنين رضي الله تعالى عنهما : أمهما البتول وأبوهما القبول رضي الله تعالى عنهم وهو من قولهم : فلان عليه القبول : إذا قبلته النفس وتقدم قول أيوب بن عباية قريبا . والقبول : أن تقبل العفو والعافية وغير ذلك وهو اسم للمصدر قد أميت فعله نقله ابن سيده . والقبول أيضا مصدر قبل القابل الدلو كعلم وهو أي القابل الذي يأخذها من الساقي وضده الدابر قال زهير :
وقابل يتغنى كلما قدرت ... على العراقي يداه قائما دفقاوالجمع قبلة وقد قبلها قبولا عن اللحياني وفي الحديث : " رأيت عقيلا يقبل غرب زمزم " أي يتلقاها فيأخذها عند الاستقاء . قال شمر : قصيرى قبال ككتاب : حية خبيثة تقتل على المكان هكذا سماها أبو الدقيش قال : وأزمت بفرسن بعير فمات مكانه وسماها أبو خيرة : قصيرى وقد ذكر في قصر . وقبل محركة : جبل وبزنته أي هو على وزنه قرب دومة الجندل كما في العباب . قبلة بهاء : د قرب الدربند كما في العباب والدربند هو باب الأبواب . قبلى كحبلى : ع بين عرب والريان هكذا في النسخ عرب بالراء والصواب غرب بالغين المعجمة كسكر وهو جبل نجدي من ديار كلاب والريان : واد بحمى ضرية من أرض كلاب . والقابل : مسجد كان عن يسار مسجد الخيف . والمقبول والمقبل كمعظم : الثوب المرقع عن ابن الأعرابي وهو أيضا المردم والملبد والملبود . والقبلية بالكسر وبالتحريك وعلى الأول كأنه منسوب إلى القبلة وعلى الثاني إلى قبل محركة وهي ناحية من ساحل البحر بينها وبين المدينة خمسة أيام وقيل : ناحية من نواحي الفرع بين نخلة والمدينة على ساكنها أفضل السلام ومنه الحديث : " أنه أقطع بلال بن الحارث معادن القبلية جلسيها وغوريها " . وعلى الضبط الأخير اقتصر ابن الأثير والصاغاني والزمخشري وغيرهم وقال ابن الأثير : هذا هو المحفوظ في الحديث قال : وفي كتاب الأمكنة : معادن القلبة بكسر القاف وبعدها لام مفتوحة ثم باء والله أعلم . قلت : وكأن المصنف عنى بقوله بالكسر إلى هذا فصحف وحرف وهو ليس من هذا الباب إنما محله الباء وذلك لأني ما رأيت أحدا من المحدثين ضبط في الحديث القبلية بالكسر فتأمل ذلك . وقوله تعالى : " واجعلوا بيوتكم قبلة " أي متقابلة أي يقابل بعضها بعضا هكذا أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : اجعلوها مسجدا حتى تصلوا فيها وعنه أيضا من طريق آخر : أمروا أن يتخذوا في بيوتهم مساجد وأخرج أبو الشيخ عن أبي سنان قال : قبل الكعبة وذكر أن آدم فمن بعده كانوا يصلون قبل الكعبة وهذا القول الذي اعتمده البيضاوي وفسر الآية به والأول أشهر . قبل كصرد : ع عن كراع . وسموا مقبلا كمحسن منهم : تميم بن أبي بن مقبل أحد شعراء الجاهلية ؛ مخضرم عاش مائة وعشرين سنة ذكره المصنف في عور . ومحمد بن مقبل الحلبي : أحد المعمرين ملحق الأحفاد بالأجداد آخر أصحاب الصلاح بن أبي عمر حدث عنه السخاوي بحلب والسيوطي وعبد الحق السنباطي وزكريا إجازة . قابلا مثل صاحب وقبيلا مثل أمير وهذا قد تقدم له فهو تكرار قبولا مثل صبور . ومما يستدرك عليه : قبل المرأة : فرجها كما في المحكم وفي حديث ابن جريج : قلت لعطاء : محرم قبض على قبل امرأته فقال : إذا وغل إلى ما هنالك فعليه دم ؛ القبل وهو بضمتين : خلاف الدبر وهو الفرج من الذكر والأنثى وقيل : هو للأنثى خاصة ووغل إذا دخل قاله ابن الأثير . ووقع السهم بقبل الهدف وبدبره : أي من مقدمه ومن مؤخره . ويقولون : ما أنت لهم في قبال ولا دبار : أي لا يكترثون لك قال الشاعر :
وما أنت إن غضبت عامر ... لها في قبال ولا في دباروما لهذا الأمر قبلة بالكسر : أي جهة صحة وهو مجاز . وقبلنا : أصابنا ريح القبول . وأقبلنا : صرنا فيها . وقبلت المكان : استقبلته . وقبلت الخبر كعلم : صدقته . والقبل بالضم : إقبالك على الإنسان كأنك لا تريد غيره . واستقبله : حاذاه بوجهه وفي الحديث : " لا تستقبلوا الشهر استقبالا " يقول : لا تقدموا رمضان بصيام قبله . وفي حديث الحج : " لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي " أي لو عن لي هذا الرأي الذي رأيته أخيرا وأمرتكم به في أول أمري لما سقت الهدي . وقال الأصمعي : الأقبال : ما استقبلك من مشرف الواحد قبل . وقال ابن الأعرابي : قال رجل من ربيعة بن مالك : إن الحق بقبل فمن تعداه ظلم ومن قصر عنه عجز ومن انتهى إليه اكتفى قال : بقبل أي يتضح لك حيث تراه . وقبح الله ما قبل وما دبر وبعضهم لا يقول منه فعل . وأقبلت الأرض بالنبات : جاءت به . ويقال : هذا جاري مقابلي ومدابري قال :
" حمتك نفسي مع جاراتي
" مقابلاتي ومدابراتي وناقة ذات إقبالة وإدبارة وإقبال وإدبار عن اللحياني : إذا شق مقدم أذنها ومؤخرها وفتلت كأنها زنمة والجلدة المعلقة هي الإقبالة والإدبارة ويقال لها القبال والدبار والقبلة والدبرة . والقبيل : أسفل الأذن والدبير : أعلاها . وفي الحديث : " ثم يوضع له القبول في الأرض " أي المحبة والرضا وميل النفس إليه . وتقبله النعيم : بدا عليه واستبان فيه قال الأخطل :
لدن تقبله النعيم كأنما ... مسحت ترائبه بماء مذهب و أقبله وأقبل به : إذا راوده على الأمر فلم يقبله . وقبلت الماشية الوادي : استقبلته وأقبلتها إياه فيتعدى إلى مفعول ومنه قول عامر بن الطفيل :
فلأبغينكم قنا وعوارضا ... ولأقبلن الخيل لابة ضرغد و أقبلنا الرماح نحو القوم وإبله أفواه الوادي : أسلكها إياها . وهذه الكلمة قبال كلامك عن ابن الأعرابي ينصبه على الظرف ولو رفعه على المبتدأ والخبر لجاز ولكن رواه عن العرب هكذا وقال اللحياني : هذه كلمة قبال كلمتك كقولك : حيال كلمتك . وحكى أيضا : اذهب به فأقبله الطريق : أي دله عليه واجعله قباله . وأقبلت المكواة الداء : جعلتها قبالته قال ابن أحمر :
شربت الشكاعى والتددت ألدة ... وأقبلت أفواه العروق المكاويا وكنا في سفر فأقبلت زيدا وأدبرته : أي جعلته مرة أمامي ومرة خلفي في المشي . وقبلت الجبل مرة ودبرته أخرى . وقبائل الرحل : أحناؤه المشعوب بعضها إلى بعض . وقبائل الشجرة : أغصانها . وكل قطعة من الجلد قبيلة . ورأيت قبائل من الطير : أي أصنافا من الغربان وغيرها وهو مجاز قال الراعي :
رأيت ردافى فوقها من قبيلة ... من الطير يدعوها أحم شحوج يعني الغربان فوق الناقة . وثوب قبائل : أي أخلاق عن اللحياني وأتانا في ثوب له قبائل : أي رقاع وهو مجاز . والقبلة محركة : الرشاء والدلو وأداتها ما دامت على البئر يعمل بها فإذا لم تكن على البئر فليست بقبلة . والمقبلتان : الفاس والموسى . وقال الليث : القبال بالكسر : شبه فحج وتباعد بين الرجلين وأنشد :
" حنكلة فيها قبال وفجاويقال : ما رزأته قبالا ولا زبالا وقد ذكر في زبل . ورجل منقطع القبال : سيئ الرأي عن ابن الأعرابي . وقبل الرجل ككرم : صار قبيلا أي كفيلا . واقتبل الرجل من قبله كلاما فأجاد عن اللحياني ولم يفسره قال ابن سيده : إلا أن يريد من قبله نفسه . وقال ابن بزرج : قالوا : قبلوها الريح : أي أقبلوها الريح قال الأزهري : وقابلوها الريح بمعناه فإذا قالوا : استقبلوها الريح فإن أكثر كلامهم استقبلوا بها الريح . والقبيل : خرزة شبيهة بالفلكة تعلق في أعناق الخيل . وقال أبو عمرو : يقال للخرقة يرقع بها قب القميص : القبيلة والتي يرقع بها صدره اللبدة . وتقبل الرجل أباه : إذا أشبهه قال الشاعر :
تقبلتها من أمة ولطالما ... تنوزع في الأسواق منها خمارها والأمة هنا الأم . وأرض مقبلة وأرض مدبرة : أي وقع المطر فيها خططا ولم يكن عاما . ودابة أهدب القبال : كثيرة الشعر في قبالها أي ناصيتها وعرفها ؛ لأنهما اللذان يستقبلان الناظر وقد جاء في حديث الدجال . وقبال كل شيء : ما استقبلك منه . وأقبال الجداول : أوائلها ورؤوسها جمع قبل بالضم وقد يكون جمع قبل محركة وهو الكلأ في مواضع من الأرض . وأبو قبيل حي بن هانئ المعافري المصري عن عبد الله بن عمرو وعقبة بن عامر وعنه الليث بن سعد وابن لهيعة وأهل مصر ويحيى بن أيوب مات سنة 138 وكان يخطئ . قلت : وروى عنه أيضا بكر بن مضر وقال أبو حاتم : ووقع في العباب : حي بن عامر المعافري وهو غلط . والقبلية - محركة - من الناس ما كانوا قريبا من الريف . والقهبلة : الوجه والهاء زائدة وسيأتي للمصنف في قهبل . ونقل شيخنا عن جماعة أن قبل يستعمل بمعنى دون وخرجوا عليه قوله تعالى : " قبل أن تنفد كلمات ربي " وحمل عليه بعضهم قول بشار :
" والأذن تعشق قبل العين أحيانا انتهى . والقابلية : الاستعداد للقبول . وأبو النجم المبارك بن الحسن الفرضي عرف بابن القابلة عن قاضي المارستان وابنه عبد الرحيم أجاز له قاضي المارستان مسموعاته وحدث بسبعة ابن مجاهد عن علي بن عبد السيد بن الصباغ وأخوه أبو القاسم عبيد الله سمع من يحيى بن ثابت بن بندار . والشيخ نور الدين علي بن قبيلة البكري أحد الفضلاء معاصر الحافظ ابن حجر . وعبيد بن عبد الرحمن القبائلي شيخ لأبي عاصم النبيل . والقبليون : شرذمة في ريف مصر . والقبيلة كجهينة : نوع من الاعتمام . وقبولة بالفتح : حصن منيع بالهند وإليه ينسب شيخنا العلامة المحدث الشيخ نور الدين محمد القبولي مات بدهلى سنة 1160 . والمستقبل عند الصرفيين : الفعل المضارع . وقبلته الحمى وبشفتيه قبلة الحمى وهو مجاز . وراشد بن قبال ككتاب : خادم سعيد بن جبير روى عنه بشر بن إسماعيل . ومقبل كمحسن : جبل أعلى عازلة وقد ذكر في عزل . وأمة العزيز مقبلة بنت علي البزاز كمحسنة : حدثت عن أحمد بن مبارك بن درك . والقابول : الساباط والجمع القوابيل قال صاحب المصباح : هكذا استعمله الغزالي في كتبه وتبعه الرافعي ولم أجد له وجها
المَقْلُ : النَّظَرُ مَقَلَهُ بعَينِه يَمْقُلُه مَقْلاً : نظَرَ إليه قال القُطامِيُّ :
ولَقَدْ يَروعُ قُلوبَهُنَّ تَكَلُّمي ... ويَروعُني مُقَلُ الصُّوارِ المُرْشِقِ
ويُقال : ما مَقَلَتْهُ عَيني منذُ اليَومِ وحكى اللِّحيانِيُّ : ما مقَلَتْ عيني مثلَه مَقلاً أَي ما أَبْصَرَتْ ولا نظَرَتْ وهو فَعَلَتْ من المُقْلَةِ . المَقْلُ : الغَمْسُ مقَلَهُ في الماءِ مَقْلاً : غمَسَهُ وغَطَّهُ ومنه حديث الذُّبابِ : " فامْقُلوهُ " قال أَبو عبيدة : أَي فاغْمِسوهُ في الطَّعامِ أَو الشَّرابِ . المَقْلُ : الغَوْصُ في الماءِ وقد مَقَلَ فيه يَمْقُلُ مَقْلاً : غاصَ . المَقْلُ : ضَرْبٌ من الرَّضاعِ قال الأَزْهَرِيّ : وكأَنَّه مَقلوبُ المَلْقِ . المَقْلُ : أَسْفَلُ البِئرِ يُقال : نَزَحْتُ الرَّكِيَّةَ حتّى بلَغْتُ مَقْلَها . المَقْلُ : أَن يخافَ الرَّجُلُ على الفَصيلِ من شُرْبِهِ اللَّبَنَ فيَسْقِيَه في كَفِّهِ قليلاً قليلاً . قال شَمِرٌ : قال بعضُهُم : لا يُعرَفُ المَقْلُ : الغَمْسُ ولكنَّ المَقْلَ : أَنْ يُمْقَلَ الفَصيلُ الماءَ إذا آذاهُ حَرُّ اللَّبَنِ فيُوجَرَ الماءَ فيكونُ دواءً والرَّجُلُ يَمرَضُ فلا يَسمَع فيُقال : امْقُلوهُ الماءَ واللَّبَنَ أَو شيئاً من الدَّواءِ فهذا المَقْلُ الصَّحيحُ وقال أَبو عُبيدٍ : إذا لمْ يَرْضَعِ الفَصيلُ أُخِذَ لِسانُهُ ثمَّ صُبَّ الماءُ في حَلْقِهِ وهو المَقْلُ ورُبَّما خرَجَ على لسانِه قُروحٌ فلا يَقدِرُ على الرَّضاعِ حتّى يُمْقَلَ . المُقْلُ بالضَّمِّ : الكُنْدُرُ الذي يتَدَخَّنُ به اليَهودُ وحَبُّهُ يُجْعَلُ في الدَّواءِ قاله اللَّيثُ . وهو صَمْغُ شجرَةٍ شائكَةٍ كشَجَرِ اللُّبانِ ومنه هِندِيٌّ وعربِيٌّ وصِقِلِّيٌّ وقال أَبو حنيفَةَ : هو الذي يُسَمَّى الكُور أَحْمَرُ طَيِّبُ الرّائِحَةِ أَخبرني بعضُ أَصحابِ عُمانَ أَنَّه لا يعلَمُه نبتَ شجرةٍ إلاّ بجَبَلٍ من جِبالِ عُمانَ يُدعى قَهوان مُطِلٌّ على البحرِ والكُلُّ نافِعٌ للسُّعالِ ونَهْشِ الهوامِّ والبواسيرِ وتنقِيَةِ الرَّحِمِ وتسهيلِ الوِلادَةِ وإنزالِ المَشيمَةِ وحَصاةِ الكُلْيَةِ والرِّياحِ الغليظَةِ مُدِرٌّ باهِيٌّ مُسَمِّنٌ مُحَلِّلٌ للأورامِ . والمُقْلُ المَكّيُّ : ثَمَرُ شَجَرِ الدَّوْمِ الشَّبيه بالنَّخْلَةِ في حالاتها يُنضَجُ ويُؤْكَلُ خَشِنٌ قابِضٌ بارِدٌ مُقَوٍّ للمعِدَةِ . والمُقْلَةُ بالضَّمِّ : شَحمَةُ العَينِ الَّتي تَجْمَعُ البياضَ والسَّوادَ وفي بعض نُسَخِ الصحاحِ : تَجْمَعُ السَّوادَ والبَياضَ . أَو هي السَّوادُ والبَياضُ الذي يدورُ كُلُّه في العَيْنِ . أَو هي الحَدَقَةُ عن كُراعٍ وقيل : هي العينُ كُلُّها وإنَّما سُمِّيَتْ مُقْلَةً لأَنَّها تَرمي بالنَّظَرِ والمَقْلُ : الرَّمْيُ والحَدَقَةُ : السَّوادُ دونَ البَياضِ قال ابنُ سِيدَه : وأَعرِفُ ذلكَ في الإنسانِ وقد يُستعمَلُ في النّاقَةِ وأَنشدَ ثعلَبٌ :
مْنَ المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بعدَما ... يُرى في فُروعِ المُقْلَتَيْنِ نُضوبُ ج : مُقَلٌ كصُرَدٍ ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : فُلانٌ كُلَّما دَوَّرَ القلمَ نَوَّرَ المُقَلَ وحَلَّى العُقولَ وحَلَّ العُقَل . المَقْلَةُ بالفتح : حَصاةُ القَسْمِ بفتح القاف وسكونِ السّينِ : تُوضَعُ في الإناءِ وفي الصِّحاحِ : الّتي تُلْقَى في الماءِ لِيُعرَفَ قدْرُ ما يُسْقَى كُلُّ واحِدٍ منهُم وذلكَ عند قِلَّةِ الماء في المَفاوِزِ وفي المُحكَمِ : إذا عُدِمَ الماءُ في السَّفَرِ ثمَّ يُصَبُّ عليه من الماءِ قَدْرُ ما يَغْمُرُ الحَصاةَ فيُعْطَى كُلٌّ منهُم سهمَه وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ لِيَزيدَ بنِ طُعْمَةَ الخَطْمِيِّ وفي العُبابِ الجُعْفِيّ قالَ : وجَدْتُه في شِعْرِ الكُمَيْتِ وهو بَيتٌ يتيمٌ :
قَذَفوا سَيِّدَهُمْ في وَرْطَةٍ ... قَذْفَكَ المُقْلَةَ وَسْطَ المُعْتَرَكْومَقَلَها مَقْلاً : أَلْقاها في الإناءِ وصَبَّ عليها ما يَغمُرُها من الماءِ . قَوْلُهُ : هذا خَيْرٌ إلى آخِرِه مأْخُوذٌ من حديث عبد الله بنِ مَسعودٍ رضي الله تعالى عنه أَنَّه قال في مَسْحِ الحَصا في الصَّلاةِ : " مَرَّةً وترْكُها خَيْرٌ من مائةِ ناقَةٍ لِمُقْلَةٍ " بالضَّمِّ قال أَبو عبيدٍ : أَي تركُها خيرٌ من مائةِ ناقَةٍ تَختارُها بعينِكَ ونَظَرِكَ كما تريدُ قال : وقال الأَوزاعِيُّ : ولا يُريدُ أَنَّه يَقتَنيها ويُروى من حديثِ ابنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما : كُلُّها أَسْوَدُ المُقْلَةِ أَي كُلُّ واحِدٍ منها أَسْوَدُ العَيْنِ . وتَماقَلا : إذا تَغاطّا في الماءِ ومنه حديث عبد الرّحمن وعاصِمٍ : يَتماقَلانِ في البَحرِ ويُروَى يَتَماقَسانِ . وامْتَقَلَ : غاصَ في الماءِ مِراراً . ومِمّا يُستدرَكُ عليه : قال أَبو داوُد : سمعتُ أَبا العزاف يقول : سَخِّنْ جَبينَكَ بالمُقْلَةِ شبَّه عين الشَّمسِ بالمُقْلَة . ورَجُلٌ مُقَلَةٌ كهُمَزَةٍ : يُكْثِرُ المَقْلَ . وماقَلَهُ مُماقَلَةً : غامَسَهُ . وانْغَمَسَ بالماءِ حتّى جاءَ بالمَقْلِ معهُ أَي بالحَصا والتُّرابِ . ومَقْلَةُ الرَّكِيَّةِ : أَسْفَلُها . وحكى ابنُ بَرِّي عن عليِّ بن حَمْزَة : يقال : في حَصاةِ القَسْمِ : مَقْلَةٌ ومُقْلَةٌ بالفَتْح والضمِّ شُبِّهتْ بمُقْلَةِ العَين ؛ لأنّها في وسَطِ بَياضِ العَيْن وأنشدَ بيتَ الخَطْميِّ هكذا ومنه حديثُ عليٍّ : لم يَبْقَ منها إلاّ جُرْعَةٌ كجُرعةِ المَقْلَة هي بالفَتْح : حَصاةُ القَسْمِ وهي بالضَّمّ : واحدةُ المُقْل : الثَّمَرِ المعروف وهي لصِغَرِها لا تَسَعُ إلاّ الشيءَ اليَسيرَ من الماء . وَمَقَلَ الشيءَ في الشيءِ مَقْلاً : غَمَسَه . وفي حديثِ لُقمانَ الحكيم : أَرَأَيْتَ الحَبّةَ التي تكونُ في مَقْلِ البحر ؛ أي في مَغاصِ البحر أرادَ في موضعِ المَغاصِ من البحر . وأبو الحسنِ عليُّ بن هِلالٍ الوزيرُ الكاتب يُعرفُ بابنِ مُقْلَةَ : مَشْهُورٌ ومن سَجَعَاتِ الأساس : في خَطِّه حَظٌّ لكلِّ مُقْلَة كأنّه خَطُّ ابنِ مُقْلَة وترجمتُه مُسْتَوْفاةٌ في تاريخِ ابنِ خِلِّكانَ وغيره