" القَلْتُ " بإِسْكَان اللام " : النُّقْرَةُ في الجَبَلِ " تُمْسِكُ المَاءَ وفي التَّهْذِيب : كالنُّقْرَةِ تكون في الجَبَلِ يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ والوَقْبُ نَحْوٌ منْه وكذلك كلّ نُقْرَةٍ في أَرْضٍ أَو بَدَنٍ أَنْثَى والجَمْع قِلاَتٌ وفي الحديث ذِكْرُ قِلاتِ السَّيْلِ وهي جمعُ قَلْتٍ وهو النُّقْرَةُ في الجَبَلِ يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ إِذا انصَبَّ السَّيْلُ ومنه قولهم : أَبْرَدُ من ماءِ القَلْت والقِلاتِ . القَلْتُ : الرَّجُلُ " القَليلُ اللَّحْمِ كالقَلِتِ ككَتِفٍ : وذا عن اللِّحْيَانِيّ . القَلَتُ : " بالتَّحْرِيك : الهَلاكُ " مصدر " قَلِتَ كفَرِحَ " يَقْلَتُ قَلَتاً وتقول : ما انْفَلَتُوا ولكن قَلِتُوا وقال أَعرابيّ : إِنّ المُسَافِرَ وَمَتَاعَه لعَلَى قَلَت إِلاّ ما وَقَى اللهُ . وأَصْبَحَ علي قَلَتٍ أَي عَلَى شَرَفِ هَلاكٍ أَو خوفِ شيْءٍ يَغِرُهُ بِشَرٍّ . وأَمْسَى علَى قَلَتٍ أَي على خَوْفٍ . " والمَقْلَتَةُ : المَهْلَكَةُ " وَزْناً وَمَعْنىً . والمَقْلَتَةُ : المكان المَخُوفُ وفي حديث أَبي مِجْلَزٍ : " لو قُلْتَ لرَجُل وهو عَلى مَقْلَتَةٍ : اتَّقِ اللهَ رُعْتَه فَصُرِعَ غَرِمْتَهُ " أَي على مَهْلَكَة فهَلَك غَرِمْت دِيَتَه . " والمِقْلاتُ : نَاقَةٌ " بها قَلَتٌ . وقد أَقْلَتَتْ وهو أَن " تَضَعَ واحِداً ثُمَّ تَقلَتَ " رَحِمُها " فلا تَحْمِل " قاله اللَّيْث وأَنشد :
لَنّا أُمُّ بها قَلَتٌ ونُزْرٌ ... كَأُمِّ الأُسْدِ كاتِمَةُ الشَّكاةِ قال : " وامْرَأَةٌ " مِقْلاتٌ " : لا يَعِيشُ لها وَلَدٌ " وعبارةُ اللّيث : التي ليس لها إِلاّ ولَدٌ واحِدٌ وأَنشد :
وَجْدِي بها وَجْدُ مِقْلاتٍ بواحِدِها ... وليْسَ يَقْوَى مُحِبٌّ فوقَ ما أَجِدُ وقيل : المِقْلات : هي التي لم يَبْقَ لها وَلَدٌ قال بِشرُ بنُ أَبي خَازِم :
تَظَلُّ مَقَالِيتُ النِّسَاءِ يَطَأْنَهُ ... يَقُلْنَ أَلاَ يُلْقَى علَى المَرْءِ مِئزَرُ وكانَت العَرَبُ تزعم أَن المِقْلاتَ إِذَا وَطئتْ رَجُلاً كريماً قُتِلَ غَدْراً عاشَ ولدُها وقيل : هي التي تَلِدُ واحِداً ثم لا تَلِدُ بعد ذلك وكذلك النَّاقَةُ ولا يُقَال ذلك للرَّجلِ قال اللِّحْيَانّي : وكذلك كلُّ أُنْثَى إِذا لم يَبْقَ لها وَلَدٌ ويُقَوِّى ذلك قولُ كُثَيِّرٍ أَو غَيْرِه :
بُغاثُ الطَّيْرِ أَكثَرُهَا فِراخاً ... وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاتٌ نَزُورُ
فاستعمله في الطَّيْر فكأَنَّه أَشعرَ أَنه يُسْتَعْمَلُ في كلّ شْيءٍ والاسم القَلَتُ واستشهد به شيخُنا عند قوله : وامرأَةٌ لا يَعيشُ لها وَلَدٌ وهو بعيد وفي حديث ابن عَبّاس " تكونُ المَرْأَةُ مِقْلاتاً فتَجْعَلُ على نَفْسِهَا إِنْ عاشَ لَهَا وَلَدٌ أَن تُهَوِّدَهُ " ولم يُفَسِّرْه ابنُ الأَثِيرِ بغير قوله : ما تَزْعُمُ العربُ مِنْ وَطْئها الرّجلَ " الكريمَ " المقتولَ غَدْراً . " وقد أَقْلَتَت " المرأَةُ والنَّاقَةُ إِقْلاتاً فهي مُقْلِتٌ ومِقْلاتٌ وفي الحديث . " إِنَّ الحَزَاةَ يَشْتَرِيها أَكايِسُ النّساءِ للخَافِيةِ والإِقْلاتِ " الخَافِيةُ : الجِنّ . يُقَال : " شَاةٌ قَلْتَةٌ " بالفتح : " ليْسَتْ بِحُلْوَةِ اللَّبَنِ " نقله الصاغانيّ . " والقَلْتَيْنِ " برفع النون وخفضها كالبَحْرَيْن : ة باليَمَامَةِ " نقله الصاغاتيّ " ودَارَةُ القَلْتَيْنِ : ع " قال بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ :
سَمِعْتُ بدَارَةِ القَلْتَيْنِ صَوْتاً ... لِحَنْتَمَةَ الفُؤادُ بِهِ مَضُوعُ " وقُلْتَةُ بالضَّمّ : ة بِمِصْر " من أَعمال المُنُوفِيّة وقد دَخَلْتُهَا والعامَّةُ يحرِّكُونَها . " وأَقْلَتَهُ " اللهُ فقَلِتَ أَي " أَهْلَكَهُ " وَأَقْلَتَهُ السَّفَرُ البعيدُ أو أَقْلَتَهُ إِذا " عَرَّضَهُ للهَلاَكِ " ؛ وجعله مُشْرِفاً عليه قاله الكسائيّ
" مَقَتَه مَقْتاً " مَقُتَ إِلى النّاسِ ككَرُمَ " مَقَانَةً " هكذا في المِصْباحِ والأَفْعالِ والأَسَاس وصريحُ كلامِ المُصَنِّفِ أَنّ مَقَاتَةً مصدَرُ مَقَتَ كنَصَر وليس كذلك . وفي المحكم : المَقْتُ : أَشَدُّ الإِبْغاضِ مَقَتَ مَقَاتَةً ومَقَتَهُ مَقْتاً " أَبْغَضَه كمَقَّتَه " تَمْقِيتاً " فهو مَقِيتٌ " فَعِيلٌ بمعنى فاعِل ككَرِيمٍ " ومَمْقُوتٌ " قال :
ومَنْ يُكثِرِ التَّسْآلَ ياحُرُّ لَمْ يَزَلْ ... يُمَقَّتُ في عَيْنِ الصَّدِيقِ ويُصْفَحُ
وفي الأَساس : مَقَتَهُ مَقْتاً وهو بُغْضٌ عن أَمْرٍ قَبِيحٍ . وفي المُفْرداتِ للراغب : هو أَشَدُّ البُغْضِ . قلت : والذي في الأَساسِ مأْخُوذٌ عن عبارة اللَّيْث فإِنه قال : المَقْتُ : بُغْضٌ عن أَمرٍ قبيح رَكِبَه فهو مَقِيتٌ وقد مَقُتَ إِلى النّاسِ مَقَاتَةً . عن الزّجّاج - في قوله تعالى : " ولا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النّساءِ إِلاّ ما قَدْ سَلَفَ إِنّهُ كانَ فَاحِشَةً ومَقْتاً وسَاءَ سَبِيلاً " - قال : المَقْتُ : أَشَدُّ البُغْضِ المَعْنى : أَنَّهمُ عَلِمُوا أَنّ ذلك في الجَاهِلِيَّة كان يُقَال له : المَقْتُ " وكان المولودُ عليه يقال له المَقْتِىُّ " فأُعْلِمُوا أَنَّ هذَا الذي حُرِّمَ عليهِم من نِكاح امْرَأَةِ الأَبِ لم يَزَلْ مُنْكَراً في قُلوبِهم مَمْقُوتاً عِندَهُم . وفي الحديث : " لم يُصِبْنَا عَيْبٌ مِنْ عُيُوبِ الجَاهِلِيَّةِ في نِكاحِها ومَقْتِها " . " ونِكاحُ المَقْتِ : أَن يَتَزَوَّجَ " الرَّجُلُ " امْرأَةَ أَبيهِ بَعْدَهُ " أَي إِذا طَلَّقَها أَو ماتَ عَنْها وكان يُفْعَلُ في الجَاهِلِيَّة وحَرَّمَه الإِسْلامُ . " والمَقْتِىُّ : ذلك المُتَزَوِّجُ " قاله ابن سيده " أَو وَلَدُه " حكاهُ الزَّجَاج . " وما أَمْقَتَهُ عِنْدِي " وأَمْقَتَنِي له قال سيبويهِ : هو على معنيين : إِذا قُلْتَ : ما أَمْقَتَهُ عِنْدِي فإِنّما " تُخْبِرُ أَنَّهُ مَمْقُوتٌ و " إِذا قُلْتَ : " ما أَمْقَتَنِي لَهُ " فإِنّما " تخبر أَنَّكَ مَاقِتٌ " . وقال قتادة - في قول الله تعالى : " لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ " - قال : يقول : لَمَقْتُ اللهِ إِيّاكُمْ حينَ دُعِيتُم إِلى الإِيمانِ فَلَمْ تُؤْمِنُوا أَكْبَرُ من مَقْتِكُمْ أَنفُسَكم حينَ رأَيتُم العَذابَ . وفي الأَساس : تَمَقَّتَ إِليه نَقِيضُ تَحَبَّبَ ومَاقَتَهُ وتَماقَتُوا
واستدرك شيخنا : مقتى وهي قَرْيَةٌ قريبَةٌ من أَيْلَة لها ذكر في غزوة تبُوك . ومَقَتَ إِذا خَدَمَ ومنه المَقْتَوِىّ ذكره المُصَنّف في قَتَا وأَهمَلَه هُنا