" مَقَتَه مَقْتاً " مَقُتَ إِلى النّاسِ ككَرُمَ " مَقَانَةً " هكذا في المِصْباحِ والأَفْعالِ والأَسَاس وصريحُ كلامِ المُصَنِّفِ أَنّ مَقَاتَةً مصدَرُ مَقَتَ كنَصَر وليس كذلك . وفي المحكم : المَقْتُ : أَشَدُّ الإِبْغاضِ مَقَتَ مَقَاتَةً ومَقَتَهُ مَقْتاً " أَبْغَضَه كمَقَّتَه " تَمْقِيتاً " فهو مَقِيتٌ " فَعِيلٌ بمعنى فاعِل ككَرِيمٍ " ومَمْقُوتٌ " قال :
ومَنْ يُكثِرِ التَّسْآلَ ياحُرُّ لَمْ يَزَلْ ... يُمَقَّتُ في عَيْنِ الصَّدِيقِ ويُصْفَحُ
وفي الأَساس : مَقَتَهُ مَقْتاً وهو بُغْضٌ عن أَمْرٍ قَبِيحٍ . وفي المُفْرداتِ للراغب : هو أَشَدُّ البُغْضِ . قلت : والذي في الأَساسِ مأْخُوذٌ عن عبارة اللَّيْث فإِنه قال : المَقْتُ : بُغْضٌ عن أَمرٍ قبيح رَكِبَه فهو مَقِيتٌ وقد مَقُتَ إِلى النّاسِ مَقَاتَةً . عن الزّجّاج - في قوله تعالى : " ولا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النّساءِ إِلاّ ما قَدْ سَلَفَ إِنّهُ كانَ فَاحِشَةً ومَقْتاً وسَاءَ سَبِيلاً " - قال : المَقْتُ : أَشَدُّ البُغْضِ المَعْنى : أَنَّهمُ عَلِمُوا أَنّ ذلك في الجَاهِلِيَّة كان يُقَال له : المَقْتُ " وكان المولودُ عليه يقال له المَقْتِىُّ " فأُعْلِمُوا أَنَّ هذَا الذي حُرِّمَ عليهِم من نِكاح امْرَأَةِ الأَبِ لم يَزَلْ مُنْكَراً في قُلوبِهم مَمْقُوتاً عِندَهُم . وفي الحديث : " لم يُصِبْنَا عَيْبٌ مِنْ عُيُوبِ الجَاهِلِيَّةِ في نِكاحِها ومَقْتِها " . " ونِكاحُ المَقْتِ : أَن يَتَزَوَّجَ " الرَّجُلُ " امْرأَةَ أَبيهِ بَعْدَهُ " أَي إِذا طَلَّقَها أَو ماتَ عَنْها وكان يُفْعَلُ في الجَاهِلِيَّة وحَرَّمَه الإِسْلامُ . " والمَقْتِىُّ : ذلك المُتَزَوِّجُ " قاله ابن سيده " أَو وَلَدُه " حكاهُ الزَّجَاج . " وما أَمْقَتَهُ عِنْدِي " وأَمْقَتَنِي له قال سيبويهِ : هو على معنيين : إِذا قُلْتَ : ما أَمْقَتَهُ عِنْدِي فإِنّما " تُخْبِرُ أَنَّهُ مَمْقُوتٌ و " إِذا قُلْتَ : " ما أَمْقَتَنِي لَهُ " فإِنّما " تخبر أَنَّكَ مَاقِتٌ " . وقال قتادة - في قول الله تعالى : " لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ " - قال : يقول : لَمَقْتُ اللهِ إِيّاكُمْ حينَ دُعِيتُم إِلى الإِيمانِ فَلَمْ تُؤْمِنُوا أَكْبَرُ من مَقْتِكُمْ أَنفُسَكم حينَ رأَيتُم العَذابَ . وفي الأَساس : تَمَقَّتَ إِليه نَقِيضُ تَحَبَّبَ ومَاقَتَهُ وتَماقَتُوا
واستدرك شيخنا : مقتى وهي قَرْيَةٌ قريبَةٌ من أَيْلَة لها ذكر في غزوة تبُوك . ومَقَتَ إِذا خَدَمَ ومنه المَقْتَوِىّ ذكره المُصَنّف في قَتَا وأَهمَلَه هُنا