الأَزهري ذكر
الله عز وجل الكَرْهَ والكُرْهَ في غير موضع من كتابه العزيز واختلف القراء في فتح
الكاف وضمها فروي عن أَحمد بن يحيى أَنه قال قرأَ نافع وأَهل المدينة في سورة
البقرة وهو كُرْهٌ لكم بالضم في هذا الحرف خاصة وسائر القرآن بالفتح وكان عاصم يضم
هذ
الأَزهري ذكر
الله عز وجل الكَرْهَ والكُرْهَ في غير موضع من كتابه العزيز واختلف القراء في فتح
الكاف وضمها فروي عن أَحمد بن يحيى أَنه قال قرأَ نافع وأَهل المدينة في سورة
البقرة وهو كُرْهٌ لكم بالضم في هذا الحرف خاصة وسائر القرآن بالفتح وكان عاصم يضم
هذا الحرف أَيضاً واللذيْنِ في الأَحقاف حَمَلَتْه أُمُّه كُرْهاً ووَضَعْته
كُرْهاً ويقرأُ سائرَهُن بالفتح وكان الأَعمشُ وحمزةُ والكسائيُّ يَضُمُّون هذه
الحروفَ الثلاثةَ والذي في النساء لا يَحِلُّ لكم أَن تَرِثُوا النساء كُرْهاً ثم
قرؤوا كلَّ شيء سواها بالفتح قال وقال بعض أَصْحابنا نختار ما عليه أَهل الحجاز
أَن جميع ما في القرآن بالفتح إلا الذي في البقرة خاصة فإن القراء أَجمعوا عليه
قال أَحمد بن يحيى ولا أَعلم بين الأَحْرُف التي ضمَّها هؤلاء وبين التي فتحوها
فَرْقاً في العربية ولا في سُنَّةٍ تُتَّبع ولا أَرى الناس اتفقوا على الحرف الذي
في سورة البقرة خاصة إلا أَنه اسم وبقية القرآن مصادرُ وقد أَجمع كثير من أَهل
اللغة أَن الكَرْهَ والكُرْهَ لُغتانِ فبأَيِّ لغة وقع فجائِزٌ إلا الفراء فإنه
زعم أَن الكُرْهَ ما أَكْرهْتَ نَفْسَك عليه والكَرْه ما أَكْرَهَكَ غيرُكَ عليه
تقول جئْتُكَ كُرْهاً وأَدْخَلْتَني كَرْهاً وقال الزجاج في قوله تعالى وهو كُرْهٌ
لكم يقال كَرِهْتُ الشيءَ كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهةً وكَرَاهِيَةً قال وكل ما في
كتاب الله عز وجل من الكرْه فالفتح فيه جائز إلا في هذا الحرف الذي في هذه الآية
فإن أَبا عبيد ذكر أَن القراء مُجْمِعون على ضمِّه قال ومعنى كَراهِيَتِهم
القِتالَ أَنهم إنما كَرِهُوه على جِنْسِ غِلَظِه عليهم ومشقَّتِه لا أَن المؤمنين
يَكْرَهُونَ فَرْضَ الله لأَن الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والصلاح وقال
الليث في الكَرْه والكُرْه إذا ضمُّوا أَو خفضوا قالوا كُرْهٌ وإذا فتحوا قالوا
كَرْهاً تقول فعلتُه على كُرْهٍ وهو كُرْهٌ وتقول فعلتُه كَرْهاً قال والكَرْهُ المكروهُ
قال الأَزهري والذي قاله أَبو العباس والزجاج فحسَنٌ جَمِيل وما قاله الليث فقد
قاله بعضهم وليس عند النحويِّين بالبَيِّنِ الواضح الفراء الكُرْه بالضم
المَشقَّةُ يقال قُمْتُ على كُرْهٍ أَي على مشقَّةٍ قال ويقال أَقامني فلان على
كَرْهٍ بالفتح إذا أَكرهك عليه قال ابن بري يدل على صحة قول الفراء قولُه سبحانه
وله أَسْلَم مَنْ في السموات والأَرض طوعاً وكَرْهاً ولم يقرأ أَحد بضم الكاف وقال
سبحانه وتعالى كُتِبَ عليكم القتالُ وهو كُرْهٌ لكم ولم يقرأ أَحد بفتح الكاف
فيصير الكَره بالفتح فعل المضْطَرّ الكُرْه بالضم فعل المختار ابن سيده الكَرْهُ
الإباءُ والمشَقَّةُ تُكَلِّفُها فتَحْتَمِلُها والكُرْهُ بالضم المشقةُ
تحْتَمِلُها من غير أَن تُكَلِّفها يقال فعلَ ذلك كَرْهاً وعلى كُرْهٍ وحكى يعقوب
أَقامَني على كَرْهٍ وكُرْهٍ وقد كَرِهَه كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهَةً وكراهِيةً ومَكْرَهاً
ومَكْرَهةً قال لَيْلَةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها أَوْغَلْتُها ومُكْرَهٌ إيغالُها
وأَنشد ثعلب تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ ولا تُرَى على مَكْرَهٍ يَبْدُو بها
فيَعيبُ يقول لا تَتَكَلَّمُ بما يُكْرَه فيَعيبُها وفي الحديث إِسْباغ الوُضوء
على المَكارِه ابن الأَثير جمع مَكْرَهٍ وهو ما يَكْرَههُ الإنسان ويشقُّ عليه
والكُرْهُ بالضم والفتح المَشَقَّةُ المعنى أَن يَتَوَضَّأَ مع البرد الشديد
والعِلَلِ التي يَتَأَذَّى معها بمسِّ الماء ومع إعْوازِه والحاجةِ إلى طلبه
والسَّعْي في تحصيله أَو ابْتِياعِه بالثَّمن الغالي وما أَشبه ذلك من الأَسْباب
الشاقَّة وفي حديث عبادة بايَعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المَنْشَطِ
والمَكْرَه يعني المَحْبوبَ والمَكْروهَ وهما مصدران وفي حديث الأُضْحية هذا يومٌ
اللحمُ فيه مكروهٌ يعني أَن طلَبَه في هذا اليوم شاقٌّ قال ابن الأَثير كذا قال
أَبو موسى وقيل معناه أَن هذا اليومَ يُكْرَه فيه ذبحُ شاةٍ للَّحم خاصَّة إنما
تُذْبَحُ للنُّسُكِ وليس عندي إلا شاةُ لَحْمٍ لا تُجْزِي عن النُّسُك هكذا جاء في
مسلم اللَّحْمُ فيه مكروهٌ والذي جاء في البخاري هذا يومٌ يُشْتَهى فيه اللحْمُ
وهو ظاهر وفي الحديث خُلِقَ المكروهُ يوم الثَّلاثاءِ وخُلِقَ النُّورُ يومَ
الأَرْبعاء أَرادَ بالمَكْرُوهِ ههنا الشرَّ لقوله وخُلقَ النُّورُ يومَ
الأَرْبِعاء والنُّورُ خيرٌ وإنما سُمّيَ الشرُّ مَكْروهاً لأَنه ضدُّ المحبوب ابن
سيده واسْتَكْرَهَه ككَرِهَهُ وفي المثل أَساءَ كارهٌ ما عَمِلَ وذلك أَن رجلاً
أَكْرَهَه آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه يضربُ هذا للرجل يَطْلُب الحاجة فلا
يُبالِغ فيها وقول الخَثْعَمِيَّة رأَيتُ لهمْ سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهم وأَهْلُ
الغَضَى قَوْمٌ عليَّ كِرامُ إنما أَراد كَرِهْتُهم لها أَو مِنْ أَجْلِها وشيءٌ
كَرْهٌ مكروهٌ قال وحَمْلَقَتْ حَوْلِيَ حَتَّى احْوَلاَّ مَأْقانِ كَرْهانِ لها
واقْبَلاَّ وكذلك شيءٌ كَريةٌ ومكروهٌ وأَكْرَهَه عليه فتكارَهَه وتكَرَّهَ
الأَمْرَ كَرِهَه وأَكْرهْتُه حَمَلْتُه على أَمْرٍ هو له كارهٌ وجمع المكروه
مَكارِهُ وامرأَة مُسْتَكْرِهة غُصِبَتْ نَفْسَها فأُكْرِهَتْ على ذلك وكَرَّهَ
إليه الأَمْرَ تكرِيهاً صيَّره كريهاً إليه نقيض حَبَّبَه إليه وما كانَ كَرِيهاً
ولقد كَرُهَ كَراهةً وعليه توجَّه ما أَنشده ثعلب من قول الشاعر حتى اكْتَسَى
الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَحَ لا لَذّاً ولا مُحَبَّبا أَكْرَهَ جِلْبابٍ
لِمَنْ تَجَلْبَبا إنما هو من كَرُه لا مِنْ كَرِهْت لأَن الجِلْبابَ ليس بكارهٍ
فإذا امتنع أَن يُحْمَلْ على كَرِهَ إذ الكُرْه إنما هو للحيوان لم يُحْمَلْ إلا
على كَرُهَ الذي هو للحيوان وغيره وأَمْرٌ كَريهٌ مَكروهٌ ووَجْهٌ كَرْهٌ وكَريهٌ
قبيحٌ وهو من ذلك لأَنه يُكْرَه وأَتَيْتك كَراهينَ أَنْ تَغْضَبَ أَي كَراهيةَ
أَن تَغْضبَ وجئتك على كَراهينَ أَي كُرْه قال الحُطَيْئة مُصاحبةٍ على الكَراهينِ
فارِكِ
( * قوله « مصاحبة إلخ » صدره كما في التكملة وبكر فلاها عن نعيم غزيرة )
أَي على الكراهة وهي لغة اللحياني أَتَيْتُك كَراهينَ ذلك وكَراهيةَ ذلك بمعنىً
واحد والكَرِيهةُ النازلةُ والشدَّةُ في الحرْبِ وكذلك كَرائهُ نَوازلُ الدهر وذو
الكَريهةِ السَّيْفُ الذي يَمْضِي على الضَّرائِب الشِّدادِ لا يَنْبُو عن شيء
منها قال الأَصمعي مِنْ أَسماء السيوف ذُو الكَريهة وهو الذي يَمْضِي في الضرائب
الأَزهري ويقال للأَرض الصُّلْبةِ الغليظة مثل القفِّ وما قارَبَهُ كَرْهةٌ ورجل
ذو مَكْروهةٍ أَي شدة قال وفارس في غِمار المَوْتِ مُنْغَمِس إذا تأَلَّى على
مَكْروهة صَدَقا ورجل كَرْهٌ مُتَكرِّهٌ وجمل كَرْهٌ شديد الرأْس وأَنشد كَرْه
الحَجاجَينِ شَدِيدُ الأَرْآد والكَرْهاءِ أَعْلى النُّقْرة هُذَليَّة أَراد
نُقْرَة القَفا والكَرْهاءُ الوَجْهُ والرّأْسُ أَجْمَع
معنى
في قاموس معاجم
الليث المَكْرُ
احتيال في خُفية قال وسمعنا أَن الكيد في الحروف حلال والمكر في كل حلال حرام قال
الله تعالى ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون قال أَهل العلم بالتأْويل
المكر من الله تعالى جزاء سُمي باسم مكر المُجازَى كما قال تعالى وجزاء سيئة سيئة
م
الليث المَكْرُ
احتيال في خُفية قال وسمعنا أَن الكيد في الحروف حلال والمكر في كل حلال حرام قال
الله تعالى ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون قال أَهل العلم بالتأْويل
المكر من الله تعالى جزاء سُمي باسم مكر المُجازَى كما قال تعالى وجزاء سيئة سيئة
منها فالثانية ليست بسيئة في الحقيقة ولكنها سميت سيئة لازدواج الكلام وكذلك قوله
تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه فالأَول ظلم والثاني ليس بظلم ولكنه سمي باسم
الذنب ليُعلم أَنه عِقاب عليه وجزاءٌ به ويجري مَجْرَى هذا القول قوله تعالى
يخادعون الله وهو خادعهم والله يستهزئ بهم مما جاء في كتاب الله عز وجل ابن سيده
المَكْرُ الخَدِيعَة والاحتيال مَكَرَ يَمْكُرُ مَكْراً ومَكَرَ به وفي حديث
الدعاء اللهم امْكُرْ لي ولا تَمْكُرْ بي قال ابن الأَثير مَكْرُ الله إِيقاعُ
بلائه بأَعدائه دون أَوليائه وقيل هو استدراج العبد بالطاعات فَيُتَوَهَّمُ أَنها
مقبولة وهي مردودة المعنى أَلْحِقْ مَكْرَكَ بِأَعْدائي لا بي وأَصل المَكْر
الخِداع وفي حديث عليّ في مسجد الكوفة جانِبُهُ الأَيْسَرُ مَكْرٌ قيل كانت السوق
إِلى جانبه الأَيسر وفيها يقع المكر والخداع ورجل مَكَّارٌ ومَكُورٌ ماكِرٌ
التهذيب رجل مَكْوَرَّى نعت للرجل يقال هو القصير اللئيم الخلقة ويقال في الشتيمة
ابنُ مَكْوَرَّى وهو في هذا القول قذف كأَنها توصف بِزَنْيَةٍ قال أَبو منصور هذا
حرف لا أَحفظه لغير الليث فلا أَدري أَعربي هو أَم أَعجمي والمَكْوَرَّى اللئيم عن
أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي قال ابن سيده ولا أُنكِر أَن يكون من المكر الذي هو
الخديعة والمَكْرُ المَغْرَةُ وثوب مَمْكُورٌ ومُمْتَكَرٌ مصبوغ بالمَكْرِ وقد
مَكَرَه فامْتَكَرَ أَي خَضَبَه فاخْتَضَبَ قال القُطامي بِضَرْبٍ تَهْلِكُ
الأَبْطالُ مِنهُ وتَمْتَكِرُ اللِّحَى منه امْتِكَارَا أَي تَخْتَضِبُ شبَّه حمرة
الدم بالمَغْرَةِ قال ابن بري الذي في شعر القُطامي تَنْعسُ الأَبطالُ منه أَي
تَتَرَنَّحُ كما يَتَرَنَّحُ الناعِسُ ويقال للأَسد كأَنه مُكِرَ بالمَكْرِ أَي
طُليَ بالمَغْرَةِ والمَكْرُ سَقْيُ الأَرض يقال امْكُرُوا الأَرض فإِنها صُلْبَةٌ
ثم احرثوها يريد اسقوها والمَكْرَةُ السقْية للزرع يقال مررت بزرع مَمْكُورٍ أَي
مَسْقِيٍّ ومَكَرَ أَرضه يَمْكُرُها مَكْراً سقاها والمَكْرُ نَبْتٌ والمَكْرَةُ
نبتة غُبَيْراءُ مُلَيْحاءُ إِلى الغُبرة تُنْبِت قَصَداً كأَن فيها حَمْضاً حين
تمضغ تَنْبُتُ في السهل والرمل لها ورق وليس لها زهر وجمعها مَكْرٌ ومُكُورٌ وقد
يقع المُكُورُ على ضروب من الشجر كالرُّغْل ونحوه قال العجاج يَسْتَنُّ في عَلْقَى
وفي مُكُورِ قال وإِنما سميت بذلك لارتوائها ونُجُوع السَّقْي فيها وأَورد الجوهري
هذا البيت فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُورِ الواحد مَكْرٌ وقال الكميت يصف بكرة
تَعاطَى فِرَاخَ المَكْرِ طَوْراً وتارَةً تُثِيرُ رُخَامَاها وتَعْلَقُ ضَالَها
فراخ المَكْرِ ثمره والمَكْرُ ضرْب من النبات الواحدة مَكْرَة وأَما مُكور
الأَغْصان فهي شجرة على حدة وضُرُوبُ الشجر تسمى المُكورَ مثل الرُّغْل ونحوه
والمَكْرَة شجرة وجمعها مُكور والمَكْرَةُ الساقُ الغليظة الحسناء ابن سيده
والمَكْرُ حُسن خَدالَةِ الساقين وامرأَة مَمْكُورَةٌ مستديرة الساقين وقيل هي
المُدْمَجَةُ الخَلْقِ الشديدة البَضْعَةِ وقيل المَمْكُورَةُ المطوية الخَلْقِ
يقال امرأَة مَمْكُورَةُ الساقين أَي خَدْلاء وقال غيره مَمْكُورَةٌ مُرْتَوِيَةُ
الساق خَدْلَةٌ شبهت بالمَكْر من النبات ابن الأَعرابي المَكْرَة الرُّطبَة
الفاسدة والمَكْرَةُ التدبير والحيلة في الحرْب ابن سيده والمَكْرَةُ الرُّطَبَة
التي قد أَرطبت كلها وهي مع ذلك صُلْبَة لم تنهضم عن أَبي حنيفة والمَكْرَةُ
أَيضاً البُسْرَةُ المُرْطِبة ولا حلاوة لها ونخلة مِمْكارٌ يكثر ذلك من بُسرها
معنى
في قاموس معاجم
الكُورُ بالضم
الرحل وقيل الرحل بأَداته والجمع أَكْوار وأَكْوُرٌ قال أَناخَ بِرَمْلِ
الكَوْمَحَيْن إِناخَةَ الْ يَماني قِلاصاً حَطَّ عنهنّ أَكْوُرا والكثير كُورانٌ
وكُؤُور قال كُثَيِّر عَزَّة على جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتالُ في البُرى
فأَحْمالُها مَقْصو
الكُورُ بالضم
الرحل وقيل الرحل بأَداته والجمع أَكْوار وأَكْوُرٌ قال أَناخَ بِرَمْلِ
الكَوْمَحَيْن إِناخَةَ الْ يَماني قِلاصاً حَطَّ عنهنّ أَكْوُرا والكثير كُورانٌ
وكُؤُور قال كُثَيِّر عَزَّة على جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتالُ في البُرى
فأَحْمالُها مَقْصورَةٌ وكُؤُورُها قال ابن سيده وهذا نادر في المعتل من هذا
البناء وإِنما بابه الصحيح منه كبُنُودٍ وجُنُودٍ وفي حديث طَهْفَة بأَكْوارِ
المَيسِ تَرْتَمِي بنا العِيسُ الأَكْوارُ جمع كُورٍ بالضم وهو رَحْل الناقة
بأَداته وهو كالسَّرْج وآلتِه للفرس وقد تكرّر في الحديث مفرداً ومجموعاً قال ابن
الأَثير وكثير من الناس يفتح الكاف وهو خطأ وقول خالد بن زهير الهذلي نَشَأْتُ
عَسِيراً لم تُدَيَّثْ عَرِيكَتي ولم يَسْتَقِرَّ فوقَ ظَهْرِيَ كُورُها استعار
الكُورَ لتذليل نفسه إِذ كان الكُورُ مما يذلل به البعير ويُوَطَّأُ ولا كُورَ
هنالك ويقال للكُورِ وهو الرحل المَكْوَرُ وهو المُكْوَرُّ إِذا فتحت الميم خففت الراء
وإِذا ثقلت الراء ضممت الميم وأَنشد قول الشاعر قِلاص يَمانٍ حَطَّ عنهن مَكْوَرا
فخفف وأَنشد الأَصمعي كأَنّ في الحََبْلَيْنِ من مُكْوَرِّه مِسْحَلَ عُونٍ
قَصَدَتْ لضَرِّهِ وكُورُ الحَدَّاد الذي فيه الجَمْر وتُوقَدُ فيه النار وهو
مبنيّ من طين ويقال هو الزِّقُّ أَيضاً والكَوْرُ الإِبل الكثيرة العظيمة ويقال
على فلان كَوْرٌ من الإِبل والكَوْرُ من الإِبل العَطيِعُ الضَّخْم وقيل هي مائة
وخمسون وقيل مائتان وأَكثر والكَوْرُ القطيع من البقر قال ذؤيب ولا شَبُوبَ من
الثِّيرانِ أَفْرَدَه من كَوْرِه كَثْرَةُ الإِغْراءِ والطَّرَدُ والجمع منهما
أَكْوار قال ابن بري هذا البيت أَورده الجوهري ولا مُشِبَّ من الثِّيرانِ أَفْرَده
عن كَوْرِه كَثْرَةُ الإِغراءِ والطَّرَدِ بكسر الدال قال وصوابه والطردُ برفع
الدال وأَول القصيدة تالله يَبْقى على الأَيَّامِ مُبْتَقِلٌ جَوْنُ السَّراةِ
رَباعٌ سِنُّه غَرِدُ يقول تالله لا يبقى على الأَيَّام مُبْتَقِلٌ أَي الذي
يَرْعى البقل والجَوْنُ الأَسْوَدُ والسَّراةُ الظَّهْر وغَرِدٌ مُصَوِّتٌ ولا
مُشِبَّ من الثيران وهو المُسِنّ أَفرده عن جماعته إِغراءُ الكلب به وطَرَدُه
والكَوْرُ الزيادة الليث الكَوْرُ لَوْثُ العمامة يعني إِدارتها على الرأْس وقد
كَوَّرْتُها تَكْوِيراً وقال النضر كل دارة من العمامة كَوْرٌ وكل دَوْرٍ كَوْرٌ
وتكْوِيرُ العمامة كَوْرُها وكارَ العِمامَةَ على الرأْس يَكُورُها كَوْراً لاثَها
عليه وأَدارها قال أَبو ذؤيب وصُرَّادِ غَيْمٍ لا يزالُ كأَنه مُلاءٌ بأَشْرافِ
الجِبالِ مَكُورُ وكذلك كَوَّرَها والمِكْوَرُ والمِكْوَرَةُ والكِوارَةُ العمامةُ
وقولهم نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ قيل الحَوْرُ النقصان والرجوع
والكَوْرُ الزيادة أُخذ من كَوْرِ العمامة يقول قد تغيرت حاله وانتقضت كما ينتقض
كَوْرُ العمامة بعد الشدّ وكل هذا قريب بعضه من بعض وقيل الكَوْرُ تَكْوِيرُ
العمامة والحَوْرُ نَقْضُها وقيل معناه نعوذ بالله من الرجوع بعد الاستقامة
والنقصان بعد الزيادة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يتعوّذ من
الحَوْر بعد الكَوْرِ أَي من النقصان بعد الزيادة وهو من تَكْوِير العمامة وهو
لفها وجمعها قال ويروى بالنون وفي صفة زرع الجنة فيبادِرُ الطَّرْفَ نَباتُه
واستحصادُه وتَكْوِيرُه أَي جَمْعُه وإِلقاؤه والكِوارَة خرقة تجعلها المرأَة على
رأْسها ابن سيده والكِوارَةُ لوث تَلْتاثه المرأَة على رأْسها بخمارها وهو ضَرْبٌ
من الخِمْرَةِ وأَنشد عَسْراءُ حينَ تَرَدَّى من تَفَحُّشِها وفي كِوارَتِها من
بَغْيِها مَيَلُ وقوله أَنشده الأَصْمَعِيُّ لبعض الأَغْفال جافِيَة مَعْوى ملاث
الكَوْر قال ابن سيده يجوز أَن يعني موضع كَوْرِ العمامة والكِوارُ والكِوارَة شيء
يتخذ للنحل من القُضْبان وهو ضيق الرأْس وتَكْوِيرُ الليل والنهار أَن يُلْحَقَ
أَحدُهما بالآخر وقيل تَكْوِيرُ الليل والنهار تَغْشِيَةُ كل واحد منهما صاحبه
وقيل إِدخال كل واحد منهما في صاحبه والمعاني متقاربة وفي الصحاح وتَكْوِيرُ الليل
على النهار تَغْشيته إِياه ويقال زيادته في هذا من ذلك وفي التنزيل العزيز
يُكَوِّرُ الليلَ على النهار ويُكَوِّرُ النهارَ على الليل أَي يُدْخِلُ هذا على
هذا وأَصله من تَكْوِيرِ العمامة وهو لفها وجمعها وكُوِّرَتِ الشمسُ جُمِعَ ضوءُها
ولُفَّ كما تُلَفُّ العمامة وقيل معنى كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ وهو بالفارسية «
كُورْبِكِرْ » وقال مجاهد كُوِّرَت اضمحلت وذهبت ويقال كُرْتُ العمامةَ على رأْسي
أَكُورُها وكَوَّرْتُها أُكَوِّرُها إِذا لففتها وقال الأَخفش تُلَفُّ فَتُمْحَى
وقال أَبو عبيدة كُوِّرَتْ مثل تَكْوِير العمامة تُلَفُّ فَتُمْحَى وقال قتادة كُوِّرَتْ
ذهب ضوءُها وهو قول الفراء وقال عكرمة نُزِعَ ضوءُها وقال مجاهد كُوِّرَتْ
دُهْوِرَتْ وقال الرَّبيعُ بن خَيثَمٍ كُوِّرَتْ رُميَ بها ويقال دَهْوَرْتُ
الحائطَ إِذا طرحته حتى يَسْقُطَ وحكى الجوهري عن ابن عباس كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ
وفي الحديث يُجاءُ بالشمس والقمر ثَوْرَيْنِ يُكَوَّرانِ في النار يوم القيامة أَي
يُلَفَّانِ ويُجْمَعانِ ويُلْقَيانِ فيها والرواية ثورين بالثاء كأَنهما
يُمْسَخانِ قال ابن الأَثير وقد روي بالنون وهو تصحيف الجوهري الكُورَةُ المدينة
والصُّقْعُ والجمع كُوَرٌ ابن سيده والكُورَةُ من البلاد المِخْلافُ وهي القرية من
قُرَى اليمن قال ابن دريد لا أَحْسِبُه عربيّاً والكارَةُ الحالُ الذي يحمله الرجل
على ظهره وقد كارها كَوْراً واسْتَكارَها والكارَةُ عِكْمُ الثِّياب وهو منه
وكارةُ القَصَّار من ذلك سميت به لأَنه يُكَوِّر ثيابه في ثوب واحد ويحمِلها فيكون
بعضُها على بعض وكوّر المتاعَ أَلقى بعضه على بعض الجوهري الكارةُ ما يُحمل على
الظهر من الثِّياب وتَكْوِيرُ المتاع جمعُه وشدّه والكارُ سُفُن مُنحدِرة فيها
طعام في موضع واحد وضربه فكَوَّره أَي صرَعه وكذلك طعنه فكَوّرَه أَي أَلقاه
مجتمعاً وأَنشد أَبو عبيدة ضَرَبْناه أُمَّ الرَّأْسِ والنَّقْعُ ساطِعٌ فَخَرَّ
صَرِيعاً لليَدَيْنِ مُكَوَّرَا وكَوَّرْته فتكَوَّر أَي سقَط وقد تكَوَّر هو قال
أَبو كبير الهذلي مُتَكَوِّرِينَ على المَعارِي بينهم ضرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ
الأَثْجَلِ وقيل التَّكْوِير الصَّرْع ضرَبه أَو لم يضربْه والاكتيارُ صرعُ الشيءِ
بعضُه على بعضٍ والاكْتِيار في الصِّراع أَن يُصرَع بعضه على بعض والتَّكَوُّر
التَّقَطُّر والتَّشَمُّر وكارَ الرجلُ في مشْيته كَوْراً واسْتَكار أَسْرع
والكِيار رَفْع الفَرس ذنبه في حُضْره والكَيِّر الفرس إِذا فعل ذلك ابن بزرج
أَكارَ عليه يضربه وهما يَتَكايرانِ بالياء وفي حديث المُنافق يَكِير في هذه مرّة
وفي هذه مرّة أَي يجري يقال كارَ الفرسُ يَكِيرُ إِذا جرى رافعاً ذنبه ويروى
يَكْبِنُ واكْتار الفرسُ رفع ذنَبه في عَدْوِه واكْتارَتِ الناقة شالت بذنَبها عند
اللِّقاح قال ابن سيده وإِنما حملنا ما جُهل من تصرّفه من باب الواو لأَن الأَلف
فيه عين وانقلاب الأَلف عن العين واواً أَكثر من انقلابها عن الياء ويقال جاء
الفرس مُكْتاراً إِذا جاء مادّاً ذنبه تحت عَجُزِه قال الكميت يصف ثوراً كأَنه من
يَدَيْ قِبْطِيَّة لَهِقاً بالأَتْحَمِيّة مُكْتارٌ ومُنْتَقِبُ قالوا هو من
اكْتار الرجلُ اكْتِياراً إِذا تعمَّم وقال الأَصمعي اكْتارَتِ الناقة اكْتِياراً
إِذا شالت بذنَبها بعد اللِّقاح واكْتار الرجل للرجل اكْتِياراً إِذا تهيأَ
لِسبابه وقال أَبو زيد أَكَرْت على الرجل أُكِيرُ كيارةً إِذا استذللته واستضعفته
وأَحَلْت عليه إِحالة نحو مائةٍ والكُورُ بناء الزَّنابير وفي الصحاح موضِع
الزَّنابير والكُوَّارات الخَلايا الأَهْلِيَّة عن أَبي حنيفة قال وهي الكَوائر
أَيضاً على مثال الكَواعِر قال ابن سيده وعندي أَن الكَوائر ليس جمع كُوَّارة
إِنما هو جمع كُوَارة فافهم والكِوَار والكِوارة بيت يُتَّخذ من قُضبانٍ ضيِّقُ
الرأْس للنحل تُعَسِّلُ فيه الجوهري وكُوَّارة النحل عسلها في الشمَع وفي حديث
عليّ عليه السلام ليس فيما تُخْرِج أَكْوارُ النَّحْل صدَقة واحدها كُور بالضم وهو
بيت النحل والزَّنابير أَراد أَنه ليس في العسل صدقة وكُرْت الأَرض كَوْراً
حفرتُها وكُور وكُوَيْرٌ والكَوْر جبال معروفة قال الراعي وفي يَدُومَ إِذا
اغْبَرَّتْ مَناكِبُه وذِرْوَةِ الكَوْرِ عن مَرْوانَ مُعْتَزَلُ ودارَةُ الكَوْر
بفتح الكاف موضع عن كُراع والمِكْوَرَّى القصير العريض ورجل مِكْوَرَّى أَي لئيم والمَكْوَرَّى
الرَّوْثة العظيمة وجعلها سيبويه صفة فسرها السيرافي بأَنه العظيم رَوثَةِ الأَنف
وكسر الميم فيه لغة مأْخوذ من كَوَّره إِذا جَمعه قال وهو مَفْعَلَّى بتشديد اللام
لأَن فَعْلَلَّى لم يَجِئ وقد يحذف الأَلف فيقال مَِكْوَرٌّ والأُنثى في كل ذلك
بالهاء قال كراع ولا نظير له ورجل مَكْوَرٌّ فاحش مكثار عنه قال ولا نظير له
أَيضاً ابن حبيب كَوْرٌ أَرض باليمامة