مَكَدَ بالمكانِ مَكْداً ومُكُوداً : أَقامَ به وثَكَم يَثْكُم مِثْلُه ورَكَدَ رُكُوداً ومَكَتَ مُكُوتاً . عن الليث : مَكَدَت الناقَةُ إِذا نَقَصَ لَبَنُهَا من طُولِ العَهْدِ وأَنشد :
قَدْ حَارَدَ الخُورُ وَمَا تُحَارِدُ ... حَتَّى الجِلاَدُ دَرُّهُنَّ مَا كِدُ من ذلك المَكُودُ : الناقَةُ الدائِمَةُ الغُزْرِ الناقَةُ القَلِيلَةُ اللَّبَنِ ضِدٌّ أَو هذه من أَغاليطِ اللَّيْثِ قال أَبو منصور : وإِنما اعْتَبَرَ الليثُ قولَ الشاعِر :
" حَتَّى الجِلاَدُ دَرُّهُنَّ ماكِدُ فظَنَّ أَنه بمعنى الناقِصِ وهو غَلَطٌ والمعنى : حَتَّى الجِلادُ اللَّوَاتِي دَرُّهُنّ ماكِدٌ أَي دائِمٌ قد حَارَدْنَ أَيضاً والجِلاَدُ : أَدْسَمُ الإِبلِ لَبَناً فليْسَتْ في الغَزَارَةِ كالخُورِ ولكنّها دائمةُ الدَّرِّ واحدتُها جَلْدَةٌ . والخُورُ في أَلْبَانِهِنَّ رِقَّةٌ مع الكَثْرَة . وقول الساجع : مَا دَرُّها بِمَاكِد . أَي ما لبنُها بدائم ومثلُ هذا التفسير المُحَال الذي فسّره الليثُ في مَكَدَتِ الناقَة مِمّا يَجِبُ على ذَوِي المَعرِفة تَنْبِيهُ طَلَبَةِ هذا الباب مِن عِلْم اللُّغَة عليه لئلا يتعثَّر فيه مَن لا يَحْفَظ اللُّغَةَ تَقْلِيداً لِلَّيْثِ قال : الصحيح أَن يقال المَكْدَاءُ والمَاكِدَةُ والمَكُود هي الدَّائمةُ الغُزْرِ الكَثِيرَتُهُ والجَمْعُ مُكُدٌ وإِبل مَكَائِدُ وأَنشد :
إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدَّائِمُ ... فَاعْمِدْ بَرَاعِيسَ أَبُوهَا الرَّاهِمُ وناقَة بِرْعِيسٌ إِذا كانتْ غَزِيرَةً . والماكِدُ : الماءُ الدائمُ الذي لا يَنْقَطِعُ قال :
ومَاكِدٍ تَمْأَدُه مِنْ بَحْرِهِ ... يَضْفُو وَيُبْدِي تَارَةً عَنْ قَعْرِهِ
تَمْأَدُه : تَأْخُذُه في ذلك الوَقْتِ وقد تَقَدَّم . ومَكَّادَةُ كجَبَّانَةٍ : د بالأَنْدَلُسِ مِن نَوَاحِي طُلَيْطِلَة وهي الآنَ لِلفِرِنْج منه سَعِيدُ بن يُمْنِ بن مُحَمَّد المُرَادِيّ يكنى أَبا عُثْمَان وأَخوه مُحَمَّد بن يُمْن دخَل المَشْرِق رَوَيَا كذا في مُعجم ياقوت . والْمِكْدُ بالكسرِ : المُشْطُ . المُكُدُ بالضَّمّ جَمْعُ مَكُودٍ كصَبُورٍ نُوقٌ مُكُدٌ ومَكَائدُ وهي الغُزْرُ اللَّبَنِ كذا في الرَّوْضِ وقال ابنُ السَّرَّاج لأَنَّه من مَكَد بالمكَانِ إِذا أَقامَ قال شيخُنَا : وفي التَّعْلِيل نوعٌ مِن المَجَازِ فإِن في دلالةِ الإِقامَة على الكَثْرَة ما لا يَخْفَى ولو جعله مِن الماءِ المَاكِدِ الذي هو الدائم لا يَنقطع كانَ أَظْهَر في الدلالة . والأَمَاكِيدُ : بَقَايَا الدِّيَاتِ نقله الصاغانيُّ كأَنَّه جَمع أُمْكُودٍ بالضمّ . ومما يستدرك عليه : بئر ماكِدَة ومَكُودٌ : دائمةٌ لا تَنْقَطِع مادَّتُها . وَرَكِيَّةٌ مَاكِدَةٌ إِذا ثَبَتَ ماؤُهَا لا يَنْقُص على قَرْنٍ واحِدٍ لا يَتَغَيَّر والقَرْن قَرْنُ القَامَة . ودَرٌّ مَاكِدٌ : لا يَنْقَطع على التَّشْبِيه بذلك ومنه قولُ أَبي صُرَدَ لِعُيَيْنَة بن حِصْنٍ وقد وَقعَ في سُهْمَتِه عَجُوزٌ مِن سَبِيْ هَوازِنَ : خُذْهَا إليك فوالله ما فوها ببارد ولا ثَدْيُها بِنَاهِد ولا دَرُّهَا بِمَاكِد ولا بَطْنُها بِوَالِد ولا شَعْرُهَا بِوَارِدِ ولا الطالِبُ لها بِوَاحِد . واستدرك شيخنا : بني مَكُودٍ كصَبُورٍ : قبيلةٌ من البَرْبَر منهم الشيخ عبد الرحمن المَكُودِيّ شارِح الأَلْفِيَّة وصاحبُ البَسْط والتَّعْرِيف والمَقْصُورة وغيرِها من المصنّفات وشُهْرَته كافِيَةٌ وقَبْرُهُ يُزَار بِفاس في جِهِة الحَارَة المَشْهُورة بالحَفَّارِين رحمه الله تعالى ونَفَعَ به آمين
الكَيْدُ : المَكْرُ والخُبْثُ كالمَكِيدَةِ قال الليث : الكَيْدُ مِن المَكِيدة وقد كَادَه يَكِيدُه كَيْداً ومَكِيدَةً . قال شيخُنا : ظاهِرُ كلامِهِم أَنْ الكَيْدَ المَكْرَ مُترادفانِ وهو الظاهر وقد فَرَّق بينهما بعضُ فُقَهَاءِ اللُّغَة فقال : الكَيْدُ : المَضَرَّة والمَكْرُ : إِخفاءُ الكَيْدِ وإِيصالُ المَضَرَّة وقيل : الكَيْدُ : الأَخْذُ على خَفَاءٍ ولا يُعْتَبر فيه إِظهارُ خِلاَفِ ما أَبْطَنَه ويُعْتَبر ذلك في المَكْرِ . والله أَعلم . الكَيْدُ : الحِيلَةُ وبه فُسِّر قَولَه تعالى " فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى " وقوله تعالى " فَيَكْدُوا لَكَ كَيْداً " أَي فَيحْتَالوا احتِيَالاً . وفلانٌ يَكِيدُ أَمْراً ما أَدْرِي ما هو إِذا كان يُرِيغُه ويَحتال له ويَسْعَى له ويَخْتِله وكلّ شيْءٍ تُعالِجه فأَنت تَكِيدُه . الكَيْدك الاحتيالُ والاجتهاد وبه سُمِّيت الحَرْبُ كَيْداً لاحتيالِ الناسِ فيها وهو مَجاز وفي الأَساس : ومن المجاز غَزَا فَلَمْ يَلْقَ كَيْداً أَي لم يُقَاتلْ انتهى . قلت : وهو في حديث ابن عمر . وفي حديث صُلْحِ نَجَرانَ إِنْ كانَ باليَمَنِ كَيْدٌ ذَاتُ غَدْرٍ أَي حَرْبٌ ولذلك أَنَّثَها . الكَيْدُ : إِخرَاجُ الزَّنْدِ النَّارَ ؛ الكَيْدُ : القَيْءُ ومنه حَديث قَتَادَة إِذا بَلَغ الصائمُ الكَيْدَ أَفْطَر حكاه الهَرَويّ في الغَريبينِ وابنُ سِيده عن ابن الأَعرابيّ : الكَيْدُ : اجْتِهَادُ الغُرَابِ في صِياحِه وقد كَادَ الرجُلُ إِذا قَاءَ . من المجازِ : كادَ بِنَفْسِه كَيْداً : جَادَ بها جَوْداً وسَاقَ سِياقاً . وفي الأَساس : رأَيتُه يَكِيد بِنَفْسِه : أَن النبيّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ دَخَلَ على سَعْدِ بن مُعَاذٍ وهو يَكيدُ بِنَفْسِه فقال : جَزَاكَ اللهُ مِنْ سَيِّدِ قَوْمٍ . يريد النَّزْعَ . كادَت المَرْأَةُ تَكِيد كَيْداً : حَاضَتْ ومنه حَديث ابنِ عبَّاس أَنه نَظَر إِلى جَوَارٍ قَدْ كِدْنَ في الطَّريقِ فَأمَر أَن يَتَنَحَّيْنَ معناه : حِضْنَ . والكَيْدُ : الحَيْضُ . كَادَ يَفْعَلُ كذا : قَارَبَ وهَمَّ قال الفَرَّاءُ : العَرب تَقولُ مَا كِدْت أَبْلُغ إِليكَ وأَنت قد بَلَغْتَ . قال : وهذا هو وجه العَرَبِيَّة ومن العرب مَنْ يُدخِل كاد وَيكادُ في اليَقِينِ وهو بمنزلة الظَّنِّ أَصْلُه الشَّكُّ ثُمَّ يُجْعَل يَقيناً . كَكِيدَ في لُغة بعضِ العَرب كما تَقدَّم وهو على وَجْهِ الشُّذُوذِ وإِنما اسْتَطْرَده هنا مع ذِكْرِه أَوَّلاص في كود إِشارةً إِلى أَنه واويّ ويائيّ وهو صَنيع غالِبِ أَئمّة اللُّغَة ومنهم من اقتصر على أَحدهما . وفيه تَكَايُدٌ أَي تَشَدُّدٌ به فَسَّر السَّرِيُّ قولَ أَبي ضَبَّةَ الهُذَلِيّ :
لَقَّيْتُ لَبَّتَه السِّنَانَ فَكَبَّه ... مِنِّي تَكَايُدُ طَعْنَةٍ وتَأْيُّدُ
قولهم : لا أَفعل ذلك ولا كَيْداً ولا هَمًّا أَي لا أَكادُ ولا أَهُمُّ كقولهم : لا مَكَادَةَ ولا مَهَمَّةَ وقد تَقَدَّم وهذه قِطْعَة مِن عِبارة ابنِ بُزُرج كما سيأْتي بَيانُها فلو أَخَّرَها فيما بَعْدُ كان أَلْيَقَ بالسَّبْكِ وأَنْسَبَ . واكْتَادَ افْتَعَلَ من الكَيْدِ وقال ابنُ بُزُرْج : يقال مِنْ كَادَ : هُمَا يَتَكَايَدَانِ أِي بالياءِ ولا تَقُلْ أَي أَيُّهَا النحويّ : يَتَكَاوَدَانِ أَي بالوَاو فإِنه خَطَأٌ لأَنهم يقولون إِذا حُمِلَ أَحدُهُمْ على ما يَكْرهُ : لا واللهَ ولا كَيْداً ولا هَمًّا يريد : لا أُكَادُ ولا أُهَمُّ وحكَى ابنُ مُجاهدٍ عن أَهل اللغةِ كَادَ يَكَادُ كان في الأَصلِ كَيِدَ يَكْيَدُ . ومما يستدرك عليه : كادَه : عَلَّمَه الكَيْدَ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى " كَذلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ " أَي عَلَّمْنَاه الكَيْدَ على إِخْوَتِه . وكادَه : أِرادَه بِسُوءٍ . وبه فُسِّرَ قولُه تعالى " لأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ " . وكَيْد اللهِ للكُفَّار هو استِدْراجُهم من حيث لا يُعْمَلُون . والمُكَايَدَةُ : المُخَاتَلَة . وكَيْدَانُ بالفتح : قَرْيَةٌ بِفَارِسَ . وأَكْيَادُ مِنْ قُرَى مِصْرَ وتُضَاف إِليها دِجْوَة وقَرْيَة أُخرى تُسَمَّى بأَكْيَادِ العَتَاوِرَةِ
فصل اللام مع الدال المهملة