مَلأَه أَي الشيء كمنع يَمْلَؤُه مَلأً ومَلأَةً ومِلأةً أَي بالفتح والكسر وملأَّهُ تَمْلِئَةً فامْتَلأ وتَمَلأَّ في العبارة لفٌّ ونشر وذلك أن امتلأ مُطاوع مَلأه وملئَه بالفتح والكسر . وتَمَلأَّ مُطاوع مَلأَّه كعَلَّمه فتعلَّم ومَلِئَ بالكسر كسَمِعَ وإنَّه لحَسَنُ المِلأةِ أَي المَلْءِ بالكسر لا التَّمَلُّؤِ لأن المقصود الهيئة وهو أَي الإناء مَلآن وهي أَي الأنثى مَلأى على فعلى كما في الصحاح ومَلآنةٌ بهاء ج مِلاءٌ ككرامٍ كذا في النسخ وأملاءُ كما في اللسان والعامة تقول إناءُ مَلاً ماءً والصواب ملآنُ ماءً قال أَبو حاتم : حُبٌّ مَلآنُ وقِربَةٌ مَلأى وحِبابٌ مِلاءُ قال : وإن شئتَ خفَّفت الهمزة فقلت في المذكّر مَلانُ وفي المؤنث مَلا ودَلْوٌ مَلاً ومنه قوله :
" وحَبَّذا دَلْوُكِ إذْ جاءََتْ مَلا أراد مَلأى ويقال مَلأتُه مَلأً بوزن مَلْعاً فإن خفَّفتَ قلت مَلاً وقد امتلأ الإناءُ امتلاءً . وامْتَلا وتَملأَّ بمعنًى . والمُلاءَةُ ممدوداً والمُلاءُ كغُراب والمُلأة كمُتعة بضمِّهن : الزُّكام يُصيب من الامتلاء أَي امتلاء المعدة وقد مُلِئَ كعُنِيَ مبنيًّا للمفعول ومَلُؤَ مثال كَرُمَ وأمْلأه الله تعالى إمْلاءً أَي أزكمه فهو مَمْلوءٌ . كذا في النسخ وفي بعضها فهو مَلآنُ ومَمْلوءٌ وهذا خلاف القياس يُحمل على مُلِئَ فهو حينئذ نادرٌ لأن القياس في مفعولٍ الرباعيِّ مُفْعَل كمُكرم وفي الأساس : ومن المجاز : به مُلأةٌ وهو ثقل يأخذ بالرأس وزكمة امتلاء المعدة وملئ الرجل وهو مملوء انتهى وقال الليث : الملاء وهو ثِقَلٌ يأخذ في الرأس كالزُّكام من امتلاء المَعدة وقد تَمَلأَّ من الطعام والشَّراب تَمَلُّؤاً وتَمَلأَّ غَيظاً وشِبَعاً وامتلأ . قلت : وهو من المجاز . وقال ابن السكيت : تَمَلأَّتُ من الطعام تَمَلُّؤاً وتَمَلَّيْتُ العيش تَمَلِّياً إِذا عِشْتَ مَليًّا أَي طويلاً . والمَلأُ كجَبَلٍ : التَّشاوُرُ يقال : ما كانَ هذا الأمرُ عن مَلإٍ منَّا أي تَشاوُرٍ واجتماعٍ وفي حديث عمر رضي الله عنه حين طُعِنَ : أكان هذا عن مَلإٍ منكم ؟ أَي عن مُشاورةٍ من أشرافكم وجماعتكم . فهو مجازٌ صرَّح به الزَّمخشري وغيره والمَلأُ : الأَشرافُ أَي من القوم ووجوههم ورُؤساؤُهم ومُقَدَّموهم الذين يُرجعُ إلى قولهم والعِلْيَةُ بالكسر ذكره أَبو عُبيدةَ في غَريبه وهو كعطفِ تفسيرٍ لما قبلَه والجمع أَمْلاءٌ وفي الحديث " هل تَدْري فيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلى ؟ " يريد الملائكة المقَّربينَ ويروى أَنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم سمعَ رجلاً من الأَنصار وقد رَجعوا من غزوة بَدْرٍ يقول : ما قَتَلْنا إِلاَّ عَجائِزَ صُلْعاً . فقال عليه السلامُ : " أُولئك المَلأُ من قُرَيْشٍ لو حَضَرْتَ فِعالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ " أَي أَشرافُ قريشٍ . والمَلأُ " الجَماعَةُ أَي مطلقاً ولو ذكره عند التشاوُرِ كانَ أَوْلى للمناسبة والملأُ : الطَّمَعُ والظَّنُّ . والجمع أَمْلاءٌ أَي جَماعاتٌ عن ابن الأَعْرابِيّ وبه فسّر قول الشاعر :
وتَحَدَّثوا مَلأً لتُصْبِحَ أُمُّنَا ... عَذْراءَ لا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ وبه فسَّر أيضاً قولُ الجُهْنيِّ الآتي ذِكْرُه :
" فَقُلْنا أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنَا أَي أَحسِني ظنًّا وقال أَبو الحسن : ليس المَلأُ من بابِ رَهْطٍ وإن كانا اسمَيْنِ للجمعِ لأنَّ رَهْطاً لا واحد له من لفظه ثمَّ قال : والملأُ إِنَّما هم القومُ ذوو الشَّارَةِ والتَّجَمُّعُ للإدارة ففارق بابَ رَهْطٍ لذلك والمَلأُ على هذا صفةٌ غالبةٌ . والمَلأُ الخُلُقُ وفي التهذيب : الخُلُقُ المَلِيءُ بما يُحتاج إليه وما أَحسن مَلأَ بَني فُلانٍ أَي أَخلاقَهم وعِشرتَهم قال الجُهْنِيُّ :
تَنَادَوْا يَالَ بُهْثَةَ إذْ رَأَوْنا ... فقُلْنا أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْناأَي أَحسِني أَخلاقاً يا جُهَيْنة والجمع أَمْلاءٌ وفيه وجوهٌ أُخَرُ ذُكِر منها وجهٌ وسيأتي وجهٌ آخَرُ وفي حديث أَبِي قَتادة : لمَّا ازدحم الناسُ على المِيضَأَةِ في بعض الغَزَوات قال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " أَحْسِنوا المَلأَ فكُلُّكُمْ سَيَرْوَى " قال ابنُ الأَثير : وأَكثر قُرَّاء الحديث يقرؤونها " أَحْسِنوا المِلْءَ " بكسر الميم وسكون اللام قال : وليس بشيء ومنه ما جاءَ في الحديث أيضاً حين ضَرَبوا الأَعرابيَّ الذي بال في المسجد : " أَحْسِنوا أَمْلاَءَكُمْ " أَي أَخلاقَكم وتقدَّم في م ر أ حديث الحسن البصريّ : لمَّا ازدحموا عليه فقال : أَحسِنوا أَمْلاءَكُم أَيُّها المَرْؤُونَ . والمُلاءُ كغُرابٍ : سَيْفُ سَعْدِ بنِ أَبي وقَّصٍ الزُّهْرِيُّ رضي الله عنه قال ابنُ النُّوَيْعِمِ يرثي عمر بنَ سعدٍ حين قَتَلَه المُختارُ أَبِي عبيدٍ :
تَجَرَّدَ فيها والمُلاءُ بكَفِّهِ ... ليُخْمِدَ منها ما تَشَذَّرَ واسْتَعَرْ والمُلاءةُ بهاءٍ كُنْيَتُها أُمُّ المُرْتَجِزِ هي فَرَسُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذَكره الصاغاني في التكملة . والمِلاءُ بالكسر والمدّ ككِرام والأَمْلِئَاءُ بهمزتين كأَنْصِباء والمُلآءُ ككُبَراء كلاهما عن اللّحيانيّ وحدَه هم : الأَغنياءُ المُتَمَوِّلُونَ ذوو الأَموال أَو هم الحَسَنو القضاءِ منهم أَي من الأَغنياء في إعطاء الدَّيْنَ وتَسْليمهِ لطالبه ومُتقاضيه بلا مَشَقَّةٍ ولو لم يكونوا في الحقيقة أَغنياءَ والمُلآءُ أيضاً الرُّؤَساءُ سُمُّوا بذلك لأَنَّهم مُلآءُ بما يُحتاج إليه الواحد مَلِيءٌ ككَريمٍ مهموزٌ : كثيرُ المال أَو الثَّقة الغَنِيَّ قاله الجوهريّ . أَو الغَنِيُّ المُقتدرِ قاله الفيُّوميّ . وحكى أَحمد بن يحيى : رجلٌ مالِئٌ : جليلٌ يملأُ العَيْنَ بجُهْرَتِهِ وشابٌّ مالِئُ العَيْنِ إِذا كانَ فَخْماً حَسَناً . ويقال : فلانٌ أَمْلأُ لعَيْني من فلانٍ أَي أَتمُّ في كلِّ شيءٍ منظَراً وحُسناً وهو رجلٌ مالِئٌ للعَيْن إِذا أَعجبَك حُسْنُه وبَهْجَتُه وقد مَلأَ الرجل كمَنَعَ وكَرُم والمشهور الضمُّ يَمْلُؤُ مَلاءةً ككَرامَةٍ ومَلاءً كسحابٍ وهذه عن كُراع فهو مَلِيءٌ : صارَ مَليئاً أَي ثقةً فهو غَنِيٌّ مليء بيِّنُ المَلاءِ والمَلاَءةِ ممدودان وفي حديث الدَّيْنِ " إِذا أُتْبِعَ أَحدُكم على مَلِيءٍ فَلْيَتَّبِعْ " المَلِيءُ بالهمز أَي الثِّقةُ الغَنِيُّ . وقد أُولع فيه الناسُ بتَرْكِ الهمزِ وتشديد الياء كذا في النِّهاية ونقل شيخنا عن الجلال في الدرّ النثير وقد : يُسَهَّل . وفي المصباح : ويَجوز البَدَلُ والإدغام وهو المسموع في أَكثر الروايات . واسْتَمْلأَ في الدَّيْنِ : جعلَ دَيْنَه في مُلآءً بالضمِّ والمدّ كذا هو مضبوط في نسختنا . وهذا الأَمرُ أَمْلأُ بك أَي أَملَكُ . والمُلأَةُ بالضَّمِّ كالمُتْعَة : رَهَلٌ محرَّكة يُصيب البَعيرَ من طولِ الحَبْسِ بَعْدَ السَّيْرِ . والمُلاَءةُ بالضَّمِّ والمدّ وهي الإزار والرَّيْطَةُ بالفتح هي المِلْحَفَة ج مُلاَءٌ وقال بعضهم : إنَّ الجمع مُلأٌ بغير مدٍّ والواحد ممدودٌ والأَوَّلُ أَثْبَتُ وفي حديث الاستسقاء " فرأَيْتُ السَّحابَ يَتَمَزَّقُ كأَنَّه المُلاءُ حينَ يُطْوَى " شبَّه تفرُّقَ الغيمِ واجتماعَ بعضِه إلى بعضٍ في أَطراف السَّماءِ بالإزارِ إِذا جُمِعَتْ أَطرافُه وطُوِيَ . ثمَّ إنَّ المُلاَءة والرَّيْطَة قيل : مُترادِفانِ وقيل المُلاءة : هي المِلْحَفَة ذات اللِّفْقَيْنِ فإن كانت ليستْ ذاتَ لِفْقَيْنِ فهي رَيْطَةٌ وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى . وتَمَلأتُ : لبستُ المُلاءةَ . وتصغيرُ المُلاَءةِ مُلَيْئَةٌ ورد في حديث قَيْلَةَ " وعليه أَسْمالُ مُلَيَّتَيْنِ " تَصغير مُلاةٍ مُثنَّاة مُخَفَّفة الهمز . والمُلاءُ المَحْض في قولِ أَبِي خِرَاشٍ الهُذليّ بمعنى الغُبارِ الخالِص :
كأَنَّ المُلاءَ المَحْضَ خلفَ ذِراعِهِ ... صُرَاحِيّةُ والآخِنِيُّ المُتَحَّمُ شبَّهه بالمُلاءِ من الثِّياب وفي المعجم : المُلاءةُ : القِشْرَةُ التي تعلو اللَّبَن وأَنشد قولُ مَطَرٍ :
ومعرفة بالكَفِّ عَجْلَى وجَفْنَةٌ ... ذَوَائِبُها مثلُ المُلاءةِ تضربُوفي أَحكام الأَساس : ومن المجاز قولهم : عليه مُلاَءةُ الحُسْنِ . وجَمَّش فَتًى من العرب حَضَرِيَّةً فَتَشَاحَّتْ عليه فقال لها : والله مالَكِ مُلاءةُ الحُسْنِ ولا عَمُودُه ولا بُرْنُسُه فما هذا الامتناعُ ؟ مُلاءة الحُسْنِ : البَياضُ . وعَموده : الطُّولُ وبُرْنُسُه : الشَّعر . ومَلأَه على الأَمرِ كمَنَعَه ليس بمشهور عند اللغويين : ساعَدَه وشايَعَه أَي أَعانَهُ وقوَّاه كَمَالأَهُ عليه مُمَالأَةً . وتَمَالَئُوا عليه أَي اجْتَمَعوا قال الشاعر :
وتَحَدَّثوا مَلأً لتُصْبِحَ أُمُّنَا ... عَذْراءَ لا كَهْلٌ ولا مَوْلودُ أَي تشاوروا وتحدَّثوا مُتَمالِئينَ على ذلك ليقتُلونا أَجمعين فتصبِح أُمُّنا كالعذراءِ التي لا ولدَ لها . قال أَبو عُبَيد : يقال للقوم إِذا تتابَعوا برأْيِهم على أَمْرٍ : قد تَمَالَئوا عليه . وعن أَبِي الأَعرابيِّ : مالأَه إِذا عاوَنَه ولامَأَهُ إِذا صَحِبَه أَشْباهُه . وفي حديث عليٍّ : واللهِ ما قَتَلْتُ عُثمانَ ولا مالأْتُ على قتلِهِ . أَي ما ساعدت ولا عاوَنْتُ . وفي حديث عُمَر : لو تَمَالأَ عليه أَهْلُ صَنْعاءَ لأَقَدْتُهم به . أَي لو تَضافَروا عليه وتعاوَنوا وتَساعدوا . ويقال :
" أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنَا أَي أَحسِنِي مُمَالأَةً أَي مُعاونَةً من مَالأْتُ فُلاناً : ظاهَرْته . والمِلْءُ بالكسر : اسمُ ما يأخُذُه الإناءُ إِذا امتَلأَ يقال : أَعْطِه أَي القَدَحَ مِلأَهُ ومِلأَيْهِ وثلاثَةَ أَمْلائِهِ وحجرٌ مِلْءُ الكَفِّ . وفي دُعاء الصلاة " لكَ الحَمْدُ مِلْءَ السّمواتِ والأَرْضِ " هذا تمثيلٌ لأنَّ الكلام لا يسع الأَماكنَ والمُرادُ به كثرَةُ العَدد . وفي حديث إسلام أَبِي ذَرٍّ قال : لنا كلمةٌ تَمْلأُ الفَم أَي أَنَّها عظيمةٌ شَنيعةٌ لا يجوز أَن تُحكى وتُقال فكأَنَّ الفَمَ مَلآنٌ بها لا يقدِرُ على النُّطْقِ . ومنه في الحديث " امْلَئُوا أَفْواهَكُمْ من القُرْآن " وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : مِلْءُ كِسائِها وغَيْظُ جارَتِها . أَرادت أَنَّها سمينةٌ فإذا تغَطَّتْ بكسائها مَلأَتْه . والمِلأَةُ بهاءٍ : هَيْئَةُ الامْتِلاءِ وإنَّه لحَسَنُ المِلأَةِ وقد تقدَّم ومصدرُ مَلأَهُ بالفتح وقد تقدَّم أيضاً فذكره كالاستدراك . وفي حديث عِمْرانَ : إنَّه ليُخَيَّلُ إلينا أَنَّها أَشدُّ مِلأَةً منها حينَ ابْتُدِئَ فيها . أَي أَشدُّ امتلاءً والمِلأَةُ أيضاً الكِظَّةُ مضبوطٌ عندنا بالكسر وضبطه شيخنا بالفتح من الطَّعامِ هو ما يَعْتَري الإنسانَ من الكَرْبِ عند الامتلاءِ منه . ومن المجاز كذا في الأَساس وتبعه المناوي أَملأَ النَّزْعَ في قَوْسِه ومَلأَ مُضعَّفاً إِذا أَغْرَق في النَّزْعِ وقيل مَلأَ في قوسِه : غَرَّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ وأَمْلأْتُ النَّزْعَ في القَوس إِذا شددْتَ النَّزْعَ فيها . وفي التهذيب : يقال : أَمْلأَ فلانٌ في قَوسِهِ إِذا أَغْرَق في النَّزْع . ومَلأَ فلانٌ فُرُوجَ فَرَسِه إِذا حَمَله على أَشَدِّ الحُضْرِ . وقد أَغفله المُؤَلِّف . والمُمْلِئُ : شاةٌ في بطنِها ماءٌ وأَغْراسٌ جمع غِرْسٍ بالكسر جِلْدَة على جَبْهَةِ الفَصيلِ وسيأْتي فتحْسَبُها حامِلاً لامْتِلاءِ بطنِها . ومن المجاز : نظرتُ إليه فملأْتُ منه عَيْني وهو مَلآنُ من الكَرَمِ ومُلِئَ ومُلِّئَ رُعْباً . وفلانٌ مَلأَ ثِيابي إِذا رَشَّ عليه طِيناً أَو غيره كذا في الأَحكام
المَلأَكُ والمَلأَكَةُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِي وفي اللِّسانِ هي : الرسالَةُ
وأَلِكْنِي إِلى فُلانٍ أي : أَبْلِغْهُ عَنِّي أَصْلُه أَلْئكْنِي حُذِفَتِ الهَمْزَةُ وألْقِيَتْ حَرَكَتُها على ما قَبلَها وقد وَرَدَت هذه الكلمَةُ في كَلام النابِغَةِ واعْتَرَضَه الآمِدِيّ في المَوازَنَة بأنّ معناهُ : كُنْ لِي رَسُولاً فكَيفَ يَقُولُ أَلِكْني إِلَيكَ عَنِّي ؟ نقله شَيخُنا . وقد تَقَدّمَ البَحْثُ فيه مُطَوَّلاً في أَ ل ك فراجعْه
وحَكَى اللِّحْيانِي : أَلِكْتُه إِلَيه في الرِّسالَةِ أَلِيكُه إِلاكَةً وهذا إِنّما هو على إِبْدالِ الهَمْزَةِ إِبْدالاً صَحِيحاً
والمَلأَكُ : المَلَكُ ؛ لأَنّه يُبَلِّغُ الرسالَةَ عن اللّه عَزَّ وجَلَّ وزنُه مَفْعَلٌ والعَيْنُ مَحْذُوفَةٌ وهي الهَمْزَةُ ألْزِمَت التَّخْفِيفَ بإِلقاءِ حَرَكَتِها على السّاكِنِ قَبلَها إِلاَّ شاذًّا كقَوْلِه :
ولَستُ لإِنْسِي ولكِنْ لَمَلأَكٍ ... تَنَزَّل من جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ
والجَمْعُ مَلائِكَة جَمَعُوه مُتمِّمًا وزادُوا الهاءَ للتَّأْنِيث ووزنه مَفاعِلَةٌ ويجْمَع أَيْضًا على مَلائِكَ كمَساجِدَ وقِيلَ : ميمُه أَصلِيّةٌ لا هَمزَتُه ووَزْنُه فعائِلَة وقِيلَ : هو من أَ ل ك كما مَرّ وسَيَأْتِي في م ل ك أَشياءُ تَتَعَلَّقُ بهذا الحَرفِ فليُتَأَمَّلْ هُناك
وفي المُحْكَم ترجمة أَ ل ك مُقَدَّمَةٌ على تَرجَمَة ل أَ ك وقال ما نَصّه : إِنَّما قَدَّمت بابَ مَأْلكَة على باب مَلأَكَة لأَنَّ مَأْلكَةً أَصلٌ ومَلأَكَة فَرعٌ مقلوبٌ عنها أَلا تَرَى أَنَّ سِيبَوَيْهِ قَدَّمَ مَأْلكَةً على مَلأَكَةٍ فقالَ : وقالُوا : مَأْلكَة ومَلأَكَة فلَم يكُنْ سِيبَوَيْهِ على ما هُوَ به منِ التَّقَدُّمِ والفَضْلِ ليَبدَأَ بالفَرع على الأصْلِ هذا مع قَوْلِهِم الأَلُوك قال فلذلك قَدَّمْناهُ وِإلاّ فلقد كانَ الحُكْمُ أَنْ يقدِّم مَلأَكَة على مَأْلكَة ؛ لتَقَدُّمِ الّلامِ في هذه الرُّتْبَةِ على الهَمزةِ وهذا هو تَرتِيبُه في كتابه
ومما يستدرك عليه : اسْتَلأَكَ له : ذَهَب برِسالَتِه عن أبي عَلِي