تِلِمْسانُ بكسْر التَّاءِ واللامِ وسكونِ الميمِ أَهملَه الجمهورُ وهي : قاعدةُ مملكةٍ بالغَرْبِ ذاتُ أَشجارٍ وأَنهارٍ وحُصونٍ وفُرَضٍ وأَعمالٍ وقُرىً وفيها يقولُ شاعرُهُم :
تِلِمْسانُ لو أَنَّ الزَّمان بها يَسْخُو ... فما بعدَها دارُ السَلامِ ولا الكَرْخُ وقد نُسِبَ إليها خَلْقٌ كثيرٌ من أَهل العلمِ
سَلَمَاسُ بفتح السِّينِ والّلامِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحبُ اللِّسَانِ وهو : د بأَذْرَبيجَانَ . قلتُ : وهو أَحَدُ ثُغورِ فارِسَ المَشْهُورَة على ثلاثَةِ أَيّام من تِبْرِيزَ وقد نُسِب إِليه المُحَدِّثُون
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : سَلَمْسِين : بَلَدٌ نُسِب إِليه أَحْمَدُ بنُ عَيَّاشٍ الرّافِقِيُّ السَّلَمْسِينيّ حَدَّث عن أَبِي المُظَفَّرِ وغيرِه
لَمَسَهُ يَلْمِسُه ويَلْمُسُه من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ : مَسَّه بيَدِه هكذا وَقَع التَّقْيِيدُ به لغَيْرَ وَاحِدٍ وفَسَّره اللَّيْثُ فقالَ : اللَّمْسُ باليَدِ : أَن يَطْلُبَ شيئاً هاهُنَا وهاهُنَا ومنه قولُ لَبِيد :
يَلْمِسُ الأَحْلاسَ في مَنْزِلِهِ ... بيَدَيْهِ كالْيَهُوديِّ المُصَلْ وقيل : اللَّمْسُ : الجَسُّ وقِيلَ : المَسُّ مُطْلَقاً ويَدُلُّ له قولُ الراغِبِ : المَسُّ : إِدراكٌ بظاهِرِ البَشَرَةِ كاللَّمْسِ . وقيل : اللَّمْسُ والمَسُّ مُتَقَارِبانِ ولامَسَهُ : مِثْلُ لَمَسَه . ومِن المَجَازِ : لَمَسَ الجَارِيَةَ لَمْسَاً : جَامَعَها كلاَمَسَهَا . ومن المَجَاز قولُه تَعَالَى حِكَايَةً عن الجِنَّ : " وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وشُهُباً " أَي عَالَجْنَا غَيْبَهَا فَرُمْنَا إسْتَراقَهُ لنُلْقِيَه إِلى الكَهَنَةِ وليسَ من اللَّمْسِ بالجَارِحَةِ في شَيْءٍ قاله أَبُو عَلِيّ . ومن المَجَازِ : إِكَافٌ مَلْمُوسُ الأَحْنَاءِ إِذا لُمِسَتْ بالأَيْدِي حَتَّى تَسْتَوِيَ وفي التَّهْذِيبِ : هو الَّذِي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ ونُحِتَ ما كَانَ فِيه من أَوَدٍ وإرْتِفَاعٍ ونُتُؤءٍ قالَه اللَّيْثُ . ومن المَجَازِ : امْرَأَةٌ لا تَمْنَعُ يَدَ لاَمِسٍ . والمَشْهُورُ : لا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ ومثلُه جاءَ في الحَدِيثِ : جاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسَلَّم فقَالَ له : إِنَّ امْرَأَتِي لا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَي تَزْنِي وتَفْجُرُ ولا تَرُدُّ عَن نَفْسِها كُلَّ مَن أَرادَ مُرَاوَدَتَها عن نَفْسِها . فأَمَرَه بتَطْلِيقِها . وجاءَ في بَعْضِ الرِّوَايَات في سِياقِ الحديث : فإسْتَمْتِعْ بِهَا أَي لا تُمْسِكْهَا إِلاّ بقَدْرِ ما تَقْضَيِ مُتْعَةَ النَّفْس منْهَا ومن وَطَرِهَا وخافَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلم إِنْ أَوْجَبَ عليه طَلاَقَها أَن تَتُوقَ نَفْسُه إِلَيهَا فيَقَعَ في الحَرَامِ . وقِيلَ : مَعْنَى لا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَنهَا تُعْطِي من ماله ما يُطْلَبُ مِنْهَا وهذا أَشْبَهُ قَالَ أَحمدُ : لم يكُنْ ليَأْمُرَه بإمْسَاكِهَا وهي تَفْجُرَ . ومِثْلُه جاءَ في قَوْلِ العَرَبِ في المَرْأَةِ تُزَنُّ بِلِينِ الجانِبِ لِمَن رَاوَدَهَا عن نَفْسِها : هي لا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ فقَوْلُ المُصَنِّف لا تَمْنَعُ مُخَالَفَةٌ للنُّصُوصِ . ومن المَجَازِ أَيضاً : يُقَالُ : في الرَّجُلِ : لا يَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَي لَيْسَتْ فيه مَنَعَةٌ ولا حَمِيَّةٌ . واللَّمُوسُ كصَبُورٍ : نَاقَةٌ يُشَكُّ فِي سِمَنِهَا هكذا في النُّسَخِ ومِثْلُه في التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ عن ابنِ عَبّادٍ وفي اللّسَانِ : ناقَةٌ لَمُوسٌ : شُكَّ في سَنامِها أَبِهَا طِرْقٌ أَم لا فلُمِسَ وقال الزمَخْشَرِيُّ : هي الشَّكُوكُ والضَّبُوثُ ج لُمْسٌ بضَمٍّ فسُكُونٍ . واللَّمُوسُ : الدَّعِيُّ وأَنْشَد ابنُ السِّكِّيتِ :
لَسْنَا كأَقْوَامٍ إِذا أَزَمَتْ ... فَرِحَ اللَّمُوسُ بثَابِتِ الفَقْرِ يقول : نَحْنُ وإِنْ أَزَمَتِ السَّنَةُ أَي عَضَّتْ فلا يَطْمَعُ الدعِيُّ فِينَا أَنْ نُزَوِّجَه وإِن كانَ ذا مالٍ كَثِيرٍ . أَو اللَّمُوسُ : مَنْ فِي حَسَبِه قَضْأَةٌ كهَمْزَةٍ أَي عَيْبٌ وهو مَجازٌ . واللَّمُوسَةُ بِهَاءٍ : الطَّرِيقُ سُمِّيَ به لأَنَّ الضَّالَّ يَلْمِسُهُ أَي يَطْلُبُه ليَجِدَ أَثَرَ السَّفْرِ أَي المُسَافِرِينَ فيَعْرِفُ الطَّرِيقَ فَعُولَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وهو مَجَازٌ . واللَّمِيسُ كأَمِيرٍ : المَرْأَةُ اللَّيِّنَةُ المَلْمَسِ . ولَمِيسُ : عَلَمٌ للنِّسَاءِ ومنه قولُ الشَّاعِر :
" وهُنَّ يَمْشِينَ بِنَاهَمِيسَا
" إِنْ يَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسَاًولُمَيْسٌ كزُبَيْرٍ : عَلَمٌ للرِّجَالِ وكذا : لَمَّاسٌ كشَدَّادٍ . ويُقَالُ : كَوَاهُ لَمَاسِ كقَطَامِ وكَوَاهُ المُتَلَمِّسَةَ هكذا بكسر المِيمِ المُشَدَّدَةِ في النُّسَخِ وفي التَّكْمِلَةَ بفَتْحِهَا أَيْ أَصابَ مَوْضعَ دَائه والَّذي في التَّهْذِيبِ والتَّكْمِلَةِ : المُتَلَمِّسَةُ : منْ سِمَاتِ الإِبِلِ يُقَال : كَوَاهُ المُتَلَمِّسَةَ والمُتَلَوِّمَةَ وكَوَاهُ لَمَاسِ إِذا أَصابَ مَكَانَ دائه بالتلَمُّسِ فوَقَع على داءِ الرِّجُلِ أَو ما كانَ يكْتُمُ . ومِن المَجَازِ : إلْتَمَسَ أَي طَلَبَ ومنه الحديث : مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ به عِلْماً أَي يَطْلُبه فإسْتَعَارَ له اللَّمْسَ وحَديثُ عائشَةَ رضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهَا : فإلْتَمَسَتُ عِقْدِي . ومِن المَجَازِ تَلَمَّسَ الشَّيْءَ إِذا تَطَلَّبَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ومنهم مَن جَعَلَه كالإلْتِمَاسِ . والمُتَلَمِّسُ : لَقَبُ جَرِيرِ بنِ عبدِ المَسِيحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زَيْدِ ابنِ دَوْفَن بنِ حَرْب بنِ وَهْبِ بن جُلَيِّ بنِ ضُبَيْعَةَ بن رَبِيعَةَ بن نِزَارِ بنٍ مَعَدِّ بن عَدْنَانَ الشاعِرِ سُمَّي به لقَوْلهِ :
وذَاكَ أَوَانُ العِرْضِ طَنَّ ذُبَابُهُ ... زنَابِيرُهُ والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ ويُرْوى : فهذا بَدلَ : وذاك وجُنَّ بدل : طَنَّ ومعناه كَثُرَ ونَشِطَ . والعِرْضُ بالكَسْر : وَادٍ باليَمَامَةِ يأْتي ذِكْرُه في مَحَلِّه إِن شاءَ اللهُ تعالَى والمُرَاد بالذُّبَابِ : الأَخْضَرُ وهذا البَيْتُ من جُمْلَةِ أَبياتٍ قَدْرُها ثلاثةٌ وعِشْرُون أَوْرَدَهَا أَبو تَمّامٍ في الحَمَاسَةٍ وأَوَّلُها :
" أَلَمْ تَرَ أَن المَرْءَ رَهْنُ مَنِيَّةٍصَرِيعاً يُعَانِي الطَّيْرَ أَو سَوْفَ يُرْمَسُ وآخرها :
وإِن يَكُ عَنَّا في حُبَيْبٍ تَثَاقُلٌ ... فقَدْ كانَ مِنَّا مِقْنَبٌ ما يُعَرِّسُوالمُلامَسَةُ : المُمَاسَّةُ باليَدِ كاللَّمْسِ وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : ويُفَرَّقُ بينَهُما فيُقَال : اللَّمْسُ قد يكونُ مَسَّ الشَّيْءِ بالشَّيْءِ ويكون مَعْرِفَةَ الشَّيْءِ وإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ عَلَى جَوْهَرٍ والمُلامَسَةُ أَكْثَرُ ما جاءَت من إثْنَيْن . ومن المَجَازِ : اللَّمْسُ والمُلاَمَسَةُ : المُجامَعَةُ لَمَسَهَا يَلْمِسُهَا ولاَمَسَهَا وفي التَّنْزيلِ العَزيزِ : " أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ " وقُرِئَ " أَو لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ " وهي قراءَةُ عن حَمْزَةَ والكِسَائيِّ وخَلَفٍ ورُوِيَ عن عبدِ الله بن عُمَرَ وابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنهم : أَنهما قالا : إِن القُبْلَةَ من اللَّمْسِ وفِيها الوُضُوءُ وكان ابنُ عَبّاسٍ رضيَ الله تَعَالَى عنهما يقول : اللَّمْسُ واللِّمَاسُ والمُلاَمَسَةُ : كِنَايَةٌ عن الجِمَاع وممّا يُسْتَدَلُّ به على صِحَّةِ قولِه قولُ العَربِ في المَرْأَةِ تُزَنُّ بالفُجُورِ : هي لا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ . والمُلاَمَسَةُ المَنْهِيُّ عنها في البَيْعِ قال أَبُو عُبَيْدٍ : أَنْ يَقُولَ : إِذا لَمَسْتُ ثَوْبَك أَو لَمَسْتَ ثَوْبِي أَو إِذا لَمَسْت المَبِيعَ فَقَدْ وَجَبَ البَيْعُ بَيْنَنَا بكَذَا وكَذَا . أَوْ هُوَ أَنْ يَلْمِسَ المَتَاعَ من وَرَاءِ الثَّوْبِ ولا يَنْظُرَ إِليه ثمَّ يُوقِعَ البَيْعَ عليه وهذا كلُّه غَرَرٌ وقد نُهِيَ عنه ولأَنّه تَعْلِيقٌ أَوْ عُدُولٌ عن الصِّيغَة الشَّرْعِيِّةِ . وقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنْ يَجْعَلَ اللَّمْسَ باليَدِ قَاطِعاً للخِيَارِ . ويَرْجِعُ ذلك إِلى تَعْلِيقِ اللُّزُومِ وهو غيرُ نافذٍ . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : قولُهم : لَهُ شُعَاعٌ يَكَادُ يَلْمِسُ البَصَرَ أَي يَذْهَبُ به وهُوَ مَجَازٌ نقله الزَّمَخْشَرِيُّ . قلت : ومنه الحديث : إقْتُلوا ذَا الطُئفْيَتَيْن والأَبْتَرَ فإِنَّهُمَا يَلْمِسَان البَصَرَ وفي روايةٍ يَلْتَمِسَانِ أَي يَخْطِفانِ ويَطْمِسَانِ . وقيل : لَمَسَ عَيْنَه وسَمَلَ بمَعْنىً وَاحدٍ وقيل : أَراد أَنَّهُمَا يَقْصِدَانِ البَصَرَ باللَّسْعِ وفي الحَيّاتِ نَوْعٌ يُسَمَّى الناظِرَ مَتَى وَقَعَ عَيْنُه عَلَى عَيْنِ إِنْسَانٍ ماتَ مِن ساعَتهِ ونوعٌ آخَرُ إِذا سَمِعَ إِنسانٌ صَوْتَه ماتَ . ولَمَسَ الشَّيْءَ لَمْساً : كإلْتَمَسَه ومنه قولُهُم : إلْمِسْ لِي فُلاناً وهو مَجَازٌ . واللَّمَاسَةُ . بالفَتْح : الحَاجَةُ كاللُّمَاسَةِ بالضّمِّ نقلَه الصّاغَانِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ وزادَ في اللِّسَانِ : الحَاجَةُ المُقَارِبَةُ ومثلُه في العُبَاب . ويقال : أَلْمِسْنِي الجارِيَةَ أَي ائْذَنْ لي في لَمْسِها . ويقال : أَلْمِسْنِي امرأَةً : أَي زَوِّجْيِنها وهذا مَجازٌ . وأَبُو سُلَيْمَانَ المَغْربيُّ اللاَّمِسيُّ الزاهِدُ بضمِّ المِيمِ هو من أَقْرَانِ أَبِي الخير الأَقْطَعِ . والحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ أِبي القاسِمِ اللاَّمسِيُّ حَدَّث
المَلْسُ : السَّوْقُ الشَّديدُ قالَ الرَّاجِزُ :
" عَهْدِي بِأَظْعانِ الكَتُومِ تُمْلَسُ
ويقَال : مَلَسْتُ بالإِبِلِ أَمْلُسُ بِهَا مَلْساً إِذا سُقْتَهَا سَوْقاً فِي خُفْيَةٍ قال الرّاجِزُ :
" مَلْساً بذَوْدِ الحَلَسِيِّ ملْسَاً والمَلْسُ : إخْتِلاطُ الظَّلامِ وقيل : هو بَعْدَ المَلْث كالإِمْلاس يُقَالُ : أَتَيْتُه مَلْسَ الظَّلامِ ومَلْثَ الظَّلامِ وذلك حينَ يخْتَلِطُ الليلُ بالأَرْضِ ويختلطُ الظلامُ يُسْتَعْمَلُ ظَرْفاً وغيرَ ظَرْفٍ ورُوِيَ عن ابن الأَعْرَابيّ : إختلَطَ المَلْسُ بالملْثِ والمَلْثُ أَوَّلُ سَوَادِ المغْرِبِ فإِذا إشْتَدَّ حتَّى يأْتِيَ وقْتَ العِشَاء الآخِرَة فهو المَلْس بالمَلْثِ ولا يتميَّزُ هذا مِن هذا لأَنَّه قد دَخَل المَلْثُ في المَلْسِ . والمَلْسُ سَلُّ خُصْيَيِ الكَبْشِ بِعُرُوِقهِما قال اللَّيْثُ : خُصْىٌ مَمْلُوسٌ ويُقَالُ أَيْضاً : صَبِيٌّ مَمْلُوسٌ . والمَلُوسُ كصَبُورٍ من الإِبِلِ : المِعْنَاقُ السّابِقُ التي تَرَاهَا أَوَّلَ الإِبِلِ في المَرْعَى والمَوْرِدِ وكُلِّ مَسِيرٍ . قاله أَبوُ زَيْدٍ . ومِن المجَاز : ناقَةٌ مَلَسَى كجَمَزَي أَي نِهَايَةٌ فِي السُّرْعَة كذا قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ وقال غيرُه : أَي سَريعةٌ تَمُرُّ مَرّاً سَرِيعاً وكذلِكَ ناقَةٌ مَلُوسٌ كصَبُورٍ قالَ ابنُ أَحْمَرَ :
ملَسَى يَمَانِيَةٌ وشَيْخٌ هِمَّةٌ ... مُتَقَطِّعٌ دونَ اليَمَانِي المُصْعِدِ أَي تَمْلُسُ وتَمْضِي لا يَعْلَقُ بها شَيْءٌ من سُرْعَتهَا . ومِن المَجَاز : يُقَال : أَبِيعُكَ المَلَسَى لا عُهْدَةَ أَي تَتَمَلَّسُ وتَتَفَلَّتُ ولا تَرْجِعُ إِليِّ وقَالَ الأَزْهَرِيُّ : ويُقال في البَيْع : مَلَسَى لا عُهْدَةَ أَي قد إنْملَسَ من الأَمْرِ لا لَه ولا علَيْه . وقيلَ : المَلَسَى : أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ ولا يَضْمَنَ عُهْدتَه قال الرّاجِزُ :
" لَمَّا رَأَيْتُ العَامَ عاماً أَعبْساً
" وصَارَ بَيْعُ مَالِنَا بِالْمَلَسَى وقال الزَّمخْشَريُّ : المَلَسَى : هي البَيْعَةٌ التي لا يَتَعَلَّقُ بها تَبِعَةٌ ولا عُهْدةٌ . والمَلاَسَةُ والمُلُوسَةُ الأَوّلُ بالفَتْح والثاني بالضّمِّ : ضدُّ الخُشُونَةِ وكذلك الملَسُ محرَّكَةً وقَدْ مَلسَ ككَرُمَ ونَصَرَ مَلاَسَةً ومُلُوساً وَمَلْساً فهو أَمْلَس ومَلِيسٌ قالَ عَبِيد بنُ الأَبْرَصِ :
صَدْقٍ مِنَ الهِنْديِّ أُلْبِسَ جُنَّةً ... لَحِقَتْ بِكَعْبٍ كالنَّوَاةِ ملِيسِ والأَمْلَسُ : الصَّحِيحُ الظَّهْرِ بغيْر جَرَبٍ . ومنه المَثَلُ : هانَ عَلَى الأَمْلَسِ ما لاَقَى الدَّبِرْ والدَّبِرُ : الذي قد دَبِرَ ظَهْرُه . يَضُرَبُ في سُوءِ إهْتِمَامِ الرجُلِ بشَأْنِ صاحِبِه وهو مَجَازٌ . ويُقَال : خِمْسٌ أَمْلَسُ أَي مُتَعِبٌ شَديدٌ قال المَرّارُ :
" يَسِير فِيها القَوْمُ خِمْساً أَمْلَسَاً ومن المَجاز : الملْسَاءُ الخَمْرُ السَّلِسَةُ الجَرْعِ في الحَلْقِ كما قِيل للماءِ : زُلاَلٌ وسلْسَالٌ قال أَبو النَّجْم :
" بِالْقَهْوَةِ المَلْسَاءِ مِنْ جِرْيَالِهَا والمَلْسَاءُ : لَبَنٌ حامِضٌ يُشَجُّ بِه المَحْضُ كالمُلَيْسَاءِ عن ابنِ دُرَيْدٍ . ومُلَيْسٌ كزُبَيْرٍ : اسْمٌ . وقال ابنُ الأَنْبَارِيّ : المُلَيْسَاءُ : نِصْفُ النَّهَارِ قالَ : وقالَ رجلٌ مِنَ العَرَبِ لِرَجُلٍ : أَكْرَهُ أَنْ تَزُورَني في المُلَيْسَاءِ قال : لِمَ ؟ قَال : لأَنَّه يَفُوتُ الغَدَاءُ ولم يُهَيَّأِ العَشَاءُ . والمُلَيْسَاءُ : بَيْنَ المَغْرِبِ والعَتَمَةِ نقلَه الصّاغَانِيُّ . وقال أَبُو عَمْروٍ : المُلَيْسَاءُ : شَهْرُ صَفَر وقال الأَصْمَعِيُّ : المُلَيْسَاءُ : شَهْرٌ بَيْنَ الصَّفَرِيَّة والشِّتاءِ وهو وَقْتٌ تَنْقَطِعُ فيهِ المِيرَةُ . وقال ابنُ سِيدَه : والمُلَيْسَاءُ : الشَّهْرُ الّذِي نَنْقَطِعُ فيه المِيرَةُ قال :
أَفينَا تَسُومُ السَّاهِريَّةَ بَعْدَمَا ... بَدا لَكَ مِنْ شَهْرِ المُلَيْسَاءِ كَوْكبُيقُولُ : أَتَعْرِضُ علينا الطِّيبَ في هذا الوَقْتِ ولا مِيرَةَ . والمُلَيْسَاءُ : شَيْءٌ مِن قُمَاشِ الطَّعَامِ يُرْمَى به . والمُلَيْساءُ : حِصْنٌ بالطَّائِفِ وإِليْه نُسِب العِزُّ عبدُ العِزيز بنُ أَحْمَدَ ابنِ عيسى بنِ مُحَمَّد بنِ عبدِ اللهِ بنِ سَعِيد بنِ عامِر بن جابرٍ المَذْحِجِيُّ المُلَيْسَائِيُّ وُلِد به سنة 815 ، وأَمَّ بعْدَ أَبيه بجامِعِه وتَزَوَّد إِلى الحَرَمَيْن لَقِيَه البِقَاعِيُّ هُنَاك سنة 849 ، فكتَب عنه شِعْراً ولكنَّه ضَبطَه بالتَّشْديدِ . والإِمْلِيسُ بالكَسْر الإِمْلِيَسةُ بهاءٍ وهذه عن ابن عَبّاد : الفَلاَةُ ليس بهَا نَبَاتٌ ج أَمَاليِسُ وأَمَالِسُ شاذٌّ حُذِفَت ياؤُه لضرورة الشِّعْر في قول ذي الرُّمَّة :
أَقولُ لِعَجْلَي بَيْنَ يَمٍّ ودَاحِسٍ ... أَجِدِّي فَقَدْ أَقْوَتْ عَلَيْكِ الأَمَالِسُ وقال شَمِرٌ : الأَمَالِيسُ : الأَرْضُ الَّتِي لَيْسَ بها شَجَرٌ ولا يَبِيسٌ ولا كَلأٌ ولا نَبَاتٌ ولا يَكُونُ فيها وَحْشٌ والواحِدُ : إِمْلِيسٌ وكأَنَّهُ إِفْعِيلٌ مِن المَلاسَةِ أَي أَنَّ الأَرْضَ مَلْسَاءُ لا شَيْءَ بها وقال أَبوُ زُبَيْدٍ فسَمَّاها مَلِيساً :
فإِيّاكُمْ وهذا العِرْقَ واسْمُوا ... لِمَوْمَاةٍ مَآخِذُهَا مَلِيسُ وقيل : الأَمَالِيسُ : جَمْعُ أَمْلاَس وأَمْلاسٌ : جَمْع مَلَسٍ محرَّكَةً وهو المكانُ المسْتَوِي لا نَبَاتَ به قال الحُطَيْئَةُ
وإِنْ لمْ يَكُنْ إِلاّ الأَمالِيسُ أَصْبَحَتْ ... لَهَا حُلَّقٌ ضَرَّاتُهَا شَكِرَاتِوالكَثِيرُ : مُلُوسٌ وأَرْضٌ مَلَسٌ ومَلَسَى ومَلْسَاءُ وإِمْلِيسٌ : لا تُنْبِتُ وسَنَةٌ مَلْسَاءُ والجَمْعُ أَمَالِسُ وأَمالِيسُ على غَيْر قياسٍ جَدْبَةٌ . والرُّمّانُ الإِمْلِيسُ : الحُلْوُ الطَّيِّبُ الّذِي لا عَجَمَ له وكذا الإِمْلِيسِيُّ كأَنه مَنْسُوبٌ إِليهِ أي إِلى الإِمْلِيسِ بمَعْنَى الفَلاةِ بِحَسَبِ المَعْنَى التَّشْبِيهِيِّ من حَيْثُ إِنّ الرُّمَّانَ بِلا نَوَاةٍ كالفَلاَةِ بلا نَباتٍ حَقَّقَه شَيْخُنَا . قلتُ : وأَصْلُ العِبَارَةِ فِي التَّهْذِيبِ : ورُمَّانٌ إِمْلِيسٌ وإِمْلِيِسِيٌّ : حُلْوٌ طَيِّبٌ لا عَجَمَ فيه كأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِليه . فالضَّمِيرُ راجِعٌ إِلى إِمْلِيس بهذا المَعْنَى وُصِفَ به الرُّمَّانُ وهو إِفْعِيلٌ مِن المَلاَسَةِ بمَعْنَى النُّعُومَةِ لا بمَعْنَى الفَلاَةِ كما نَقَلَه شيخُنَا ولكنَّ المُصَنِّف لَمّا قَصِّر في النَّقْل أَوقَع الشُّرَّاحَ في حَيْرةٍ مع أَنه فاتَه أَيضاً ما نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن اللَّيْث : رُمَّانٌ مَلِيسٌ وإِمْلِيسٌ : أَطْيَبُه وأَحْلاَه وهو الذي لا عَجَمَ له فتأَمَّلْ . والمَلاَّسَةُ كجَبَّانَةٍ : الخَشَبَةُ الّتِي تُسَوَّى بِهَا الأَرْضُ يُقَال : مَلَّسْتُ الأَرْضَ تَمْلِيساً إِذا أَجْرَيْتَ عليها المِمْلقَةَ بَعْدَ إِثارتِهَا . ويقال : أَمْلَسَتْ شَاتُكَ يا فُلانُ أَي سَقَطَ صُوفُهَا عن ابنِ عَبّادٍ . وأَمَّلَسَ من الأَمْر عَلَى إفْتَعَلَ وتَمَلَّسَ وإمْلاَسَّ كاحْمارَّ وإنْمَلَسَ كلُّ ذلِك بمَعْنَى : أَفْلَتَ ومَلَّسَه غيرُه تَمْلِيساً . وقالَ ابنُ دُريْدٍ والزَّمَخْشَرِيُّ : إمْتُلِس بَصَرُه مَبْنِيّاً للمفْعُولِ أَي إخْتُطِفَ وكذا إخْتُلِس . وفي العُباب : التَّرْكِيبُ يَدُلُّ على تَجَرُّدٍ في شَيْءٍ وأَلاّ يعْلَقَ به شَيْءٌ . وأَمَّا مَلَسُ الظَّلاَمِ فمِنْ بابِ الإِبْدالِ وأَصلُه الثاءُ . ومِمّا يُسْتَدْركُ علَيْه : قَوْسٌ مَلْساءُ : لا شَقَّ فِيها لأَنَّها إِذا لَمْ يكُنْ فِيها شَقٌّ فهي مَلْسَاءُ . ورَجُلٌ مَلَسَي : لا يَثْبُتُ على العَهْدِ كما لا يَثْبُت الأَمْلَسُ وفي المَثَل المَلَسي لا عُهْدَةَ له يُضْرب للّذِي لا يُوثَقُ بوَفائه وأَمانَتِه قيلَ : الذِي أَرادَ به : ذو المَلَسَي وهو مِثْلُ السَّلاّلِ والخَارِبِ يَسْرِقُ المَتَاعَ فيَبِيعُه بدُونِ ثَمنِه ويَتَمَلَّسُ من فَوْره فيَسْتَخْفِي فإِنْ جَاءَ المُسْتَحقُّ ووَجدَ مالَه في يدِ الَّذي إشْتَرَاه أَخَذَه وبَطَل الثَّمَنُ الَّذِي فازَ به اللِّصُّ ولاَ يَتَهَيَّأُ له أَنْ يَرْجِعَ بِه عليهِ وقال الأَحْمَرُ : مِن أَمْثَالِهِم في كَرَاهَة المَعَايِبِ المَلَسَي لا عُهْدَةَ له أَي أَنَّه خَرَجَ من الأَمْرِ سالِماً وإنْقَضَى عنه لا لَهُ ولا عَلَيْه . والأَصْلُ فِيه ما تَقَدَّم . ويُقَال : ضَرَبَه عَلَى مَلْسَاءِ مَتْنِه ومُلَيْسَائِه أَي حَيْثُ اسْتَوَى وتَزَلَّقَ . وثَوْبٌ أَمْلَسُ وثِيابٌ مُلْسٌ وصَخْرةٌ مَلْسَاءُ . والمِمْلَسَةُ بالكسر : هي المَلاَّسَةُ . والمَلْسُ : السَّيْرُ السَّهْلُ والشَّدِيدُ فهو من الأَضداد . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : المَلْسُ : ضَرْبٌ من السَّيْرِ الرَّفِيقِ . والمَلْسُ : اللَّيِّنُ من كلِّ شَيْءٍ . والمَلاَسَةُ : ليِنُ المَلْمُوسِ . ومَلَسَ الرجُلُ يَمْلُسُ مَلْساً : ذَهَب ذَهَاباً سَريعاً قال :
" تَمْلُسُ فِيه الرِّيحُ كُلَّ مَمْلَسِوالمَلْسُ : الخِفَّةُ والإِسْرَاعُ وفي الحَدِيثِ : سِرْ ثَلاثاً مَلْساً أَي ثَلاَثَ لَيَالٍ ذاتَ مَلْسٍ أَو سِرْ ثَلاثاً سَيْراً مَلْساً أَو أَنَّه ضَرْبٌ من السَّيْرِ فنُصِبَ على المَصْدَرِ . وتَمَلَّسَ من الأَمْر : تَخَلَّصَ وهو مَجازٌ . وأمَّلَسَ : إنْخَنَسَ سَريعاً . والمِلْسُ : حَجَرٌ يُجْعَلُ على باب الرَّدَاحَةِ وهو بَيْتٌ يُبْنَى لِلأَسَدِ تُجْعَلُ لَحْمَهُ في مُؤَخَّرِه فإِذا دخَلها فأَخَذَهَا وَقَعَ هذا الحَجَرُ فَسَدَّ البَابَ . وسَنَةٌ مَلْسَاءُ : بلا نَبْتٍ وهو مَجَازٌ . وجِلْدُه أَمْلَسُ إِذا لم يَتَعَلَّقْ به ذَمٌّ . وهو مَجَازٌ . وتَمَلَّسَ من الشَّرَابِ : صَحَا عن أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ الله . وَمَلْسَايَةُ : من قُرَى البَهْنَسَا . ومُولُسُ كمُدْهُن : حِصْنٌ من أَعْمَالِ طُلَيْطُلَةَ . وقال ابنُ عبَّادٍ : مَلَسَني الرجُلُ بلِسَانِه يَمْلُسُنِي . وبات فُلانٌ في لَيْلَةِ ابن أَمْلَسَ عن ابن عَبّادٍ أَيضاً