...
اللَّهُمَّ بِكَ أَعُوذُ وَبِكَ أَلُوذُ(حديث).
الَّلوْذُ بالشيءِ : الاسْتِتَارُ والاحْتِصَانُ به كالِلَّوَاذِ مُثَلثَةً واللِّياذِ والمُلاَوَذَةِ لاَذَ به يَلُوذُ لَوْذًا ولَواذًا : ولِيَاذًا : لجأَ إِليه وعاذَ به . ولاَوَذَ مُلاَوَذَةً ولِوَاذًا ولِيَاذًا : استَتَرَ . وقالَ ثَعْلَبٌ : لُذْت به لِوَاذا : احْتَصَنْتُ . ولاَوَذَ القَوْمُ مُلاَوَذَةً ولِوَاذًا أَي لاذَ بعْضُهُم ببعْضٍ ومنه قولُه تعالى : " يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا "
وفي حديث الدُّعاء " اللّهُمَّ بِكَ أَعُوذُ وبك أَلُوذُ " لاَذَ به إِذا الْتَجَأَ إِليه وانْضَمَّ واستغَاثَ . في الحديث " يَلُوذُ به الهُلاَّكُ " . أَي يُسْتَترُ به ويُحْتَمَى وإِنما قال تعالى " لِوَاذًا " لأَنه مَصدَرُ لاَوَذْتُ ولو كان مَصْدَرًا لِلُذْتُ لقلْتَ لُذْت به لِيَاذَا كما تقول قُمْت إِليه قِيَاماً وقَاوَمْتُك قِوَاماً طَوِيلاً . وفي خُطْبَة الحَجّاج : وأَنَا أَرْمِيكُمْ بِطَرْفِي وأَنتم تَتَسَلَّلُونَ لِوَاذًا . أَي مُسْتَخْفِينَ مُسْتَتِرِينَ بعضُكم ببعضٍ . وقال الطِّرِمِّاح في بَقرِ الوَحْشِ :
يُلاَوِذْن مِنْ حَرٍّ كَأَنَّ أُوَارَهُ ... يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهْوَ جَدُوعُ أَي تَلْجَأُ إِلى كُنُسِها . اللَّوْذُ : الإِحاطَةُ كالإِلاَذَةِ يقال : لاذَ الطريقُ بالدارِ وأَلاذَ إِلاذَةً والطرِيق مُلِيذٌ بالدارِ إِذا أُحاط بِهَا . وأَلاَذَتِ الدارُ بالطرِيق إِذا أَحاطَتْ به اللَّوْذ : جانِبُ الجَبَلِ وحِضْنُه وما يُطِيفُ به . اللَّوْذُ : مُنْعَطَفُ الوَادِي ج أَلْوَاذٌ ويقال : هو بِلَوْذِ كَذا أَي بناحية كذا . والمَلاَذُ : المَلْجأُ والحِصْنُ كالمِلْوَذَةِ بِالكسر ولاذَ به ولاَوَذَ وأَلاَذَ : امْتَنَع . والمُلاَوَذَةُ واللِّوَاذُ : المُرَاوَغَةُ كاللَّوَاذَانِيَّةِ مُحَرّكةً وبه فسَّر بعضٌ قوله تعالى " يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا " ومثله في كتاب ابن السيد في الفرق فإِنه قال : لاَوَذَ فُلاَنٌ : رَاغَ عنك وحَادَ . المُلاَوَذَة واللِّواذُ : الخِلاَفُ وبه فَسَّر الزَّجَّاج الآيةَ أَي يُخَالِفون خَلاَفاً قال : ودليل ذلك قوله عزّ وجلّ " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ " المُلاَوَذَةُ واللِّوَاذُ : أَن يَلُوذَ أَي يَسْتَتربَعْضُهم بِبَعْضٍ كالتَّلْوَاذِ بالفتح قال عُمرو بن حُمَيْل :
" يُرِيغُ شُذَّاذًا إِلَى شُذَّاذِ
" مِنَ الرَّبَابِ دَائِمِ التَّلْوَاذِ وبه فسَّر بعضُهم الآية كما تقدّم ذلك قريباً . ولَوْذَانُ : اسم أَرْضٍ وقال الراعي :
" فَلَبَّثَها الرَّاعِي قَلِيلاً كَلاَ وَلاَبِلَوْذَانَ أَوْ مَا حَلَّلَتْ بِالكَرَاكِرِ وقال ثَعلبٌ : لَوْذَانَ : ع وأَنشد :
" أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بَيْنَ لَوْذَانَ فَالنَّقَاغَدَاةَ النَّوَى عَيْنَاكَ تَبْتَدِرَانِ اللَّوْذَانُ من الشَّيْءِ : ناحِيَتُهُ كاللَّوْذِ يقال : هو بِلَوْذِ كذا أَي بِنَاحِيَةِ كَذَا وبِلَوْذَانِ كَذَا قال ابنُ أَحمر :
كَأَنَّ وَقْعَتَه لَوْذَانَ مِرْفَقِهَا ... صَلْقُ الصَّفَا بِأَدِيمٍ وَقْعُه تِيَرُ
تِيَرٌ أَي تَارَاتٌ . والَّلاذَةُ : ثَوْبٌ حَرِيرٌ أَحْمَرُ صِينِيٌّ أَي يُنْسَج بالصّين ج لاَذٌ وهو بالعَجَميّة سَواءٌ تُسمّيه العَرب والعَجَمُ اللاَّذَةَ . والمَلاَوِذُ : المآزِرُ عن ثعلب . ولَوْذٌ : جَبَلٌ باليَمَنِ نقله الصاغانيُّ . لَوْذُ الحَصَى : ع عن الصاغانيّ . ولاَوَذُ بنُ سَامِ بنِ نُوحٍ عليه السلامٌ أَخو أَرفَخْشِد وأَشْوَذ وإِرَم وعَيْلَم ومَاش والمَوْصِل ولدّ . ولاَوَذُ أَبو عِمْلِيقٍ وطَسْمٍ وأُمَيْمٍ وقد انْقَرَض أَكثرُهم . وخُزَرُ بنُ لَوْذَانَ شاعِرٌ معروف . ومما يستدرك عليه : قال ابنُ السكِّيت : خيرُ بني فُلانٍ مُلاَوِذ أَي لا يجيءُ إِلا بعد كَدٍّ وأَنشد للقطاميّ :
" وَمَا ضَرَّهَا أَنْ لَمْ تَكُنْ رَعَتِ الحِميَولَمْ تَطْلُبِ الخَيْرَ المُلاَوِذَ مِنْ بِشْرِ وقال الجوهريُّ : يَعْنِي القَلِيلَ . وفي الأَساس : ومن المَجاز : خَيْرُ فلانٍ مُلاَوِذٌ : مُرَاوِغٌ لا يَأْتِي إِلاَّ بعْدَ كَدٍّ . والمُلاَوَذَة : المُدَاوَرَة مِن حَيْثُما كان . ولاَوَذَهُم : دَارَاهُمْ . ويقال : هو لَوْذُه أَي قَرِيبٌ منه . ولي من الإِبل والدَّارهِم وغيرِهَا مِائَةٌ أَو لِوَاذُهَا يريد أَو قَرَابَتُها وكذلك غيرُ المائةِ من العَدَد أَي أَنقصَ منها بواحِدٍ أَو اثْنَيْنِ أَو أَكْثَرُ منها بذلك العَدد . ولَوْذَانُ بن عمرِو بن عَوْف بنِ مالكِ بنِ الأَوْسِ في الأَنصارِ وَعِقبُهُ من وَلدِه مالكِ بن لَوْذَان وفَخذُهم يقال لهم بنو السَّمِيعة وفي الجاهلية بنو الصَّمَّاءِ وف هَمْدَان لَوْذَان بن عَبْدِ وُدِّ بن الحارث بي مالك بن زَيد بن جُشَم بن حَاشِدٍ قاله ابنُ الكلبيّ . ومن المَجاز : أَلاذَتِ النَّاقَةُ الظِّلَّ بِخُفِّها إِذا قامَت الظَّهِيرَةُ كذا في الأَساس
فصل الميم مع الذال المعجمة