" نَصَّ الحَدِيثَ " يَنُصُّه نَصّاً وكَذَا نَصَّ " إِليْه " إِذا " رَفَعَهُ " . قال عَمْرُو بنُ دِينَارٍ : مَا رأَيْتُ رَجُلاً أَنَصَّ لِلْحَدِيث من الزُّهْرِيّ أَي أَرْفَعَ له وأَسْنَدَ وهو مَجَازٌ . وأَصْلُ النَّصِّ : رَفْعُك لِلشَّيْءِ . نَصَّ " نَاقَتَهُ " يَنُصُّها نَصَّاً : إِذا اسْتَخْرَجَ أَقْصَى ما عِنْدَهَا من السَّيْرِ " وهو كَذلكَ مِنَ الرَّفْعِ فإِنَّه إِذا رَفَعَها في السَّيْرِ فقَد اسْتَقْصَى ما عِنْدَها من السَّيْرِ . وقال أَبُو عُبَيْد : النَّصُّ : التَّحْرِيكُ حَتَّى تَسْتَخْرِجَ من النَّاقَةِ أَقْصَى سَيْرِهَا . وفي الحَدِيث : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليْه وسَلَّم حِينَ دَفَعَ مِن عَرَفَاتٍ سَارَ العَنَقَ فإِذا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ " أَيْ رَفَعَ نَاقَتَهُ في السِّيْرِ . وفي حَدِيثٍ آخَرَ " أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما : ما كُنْتِ قائِلَةً لَوْ أَنَّ رِسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم عارَضَكِ ببَعْض الفَلَواتِ نَاصَّةً قَلُوصَكِ مِنْ مَنْهَلٍ إِلى آخَرَ " أَي يُقَالُ منه فَعَلَ البَعِيرُ أَي لا يُبْنَى من النَّصِّ فِعْلٌ يُسْنَدُ إِلى البَعِير . نَصَّ " الشَّيْءَ " يَنُصُّهُ نَصّاً : " حَرَّكَهُ " وكذلك نَصْنَصَهُ كما سيأَتِي . " ومنه فُلانٌ يَنُصُّ أَنْفَهُ غَضَباً " أَي يُحَرِّكُهَا " وهو نَصَّاصُ الأَنْفِ " ككَتَّانٍ عن ابْنِ عَبَّادٍ . نَصَّ " المَتَاعَ " نَصّاً : " جَعَلَ بَعْضَه فَوْقَ بَعْضِ " . من المَجَازِ : نَصَّ " فُلاناً " نَصّاً إِذا " اسْتَقْصَى مَسْأَلَتَهُ عن الشَّيْءِ " أَي أَحْفَاه فِيهَا ورَفَعَه إِلى حَدِّ ما عِنْدَه من العِلْمِ كما في الأَسَاس وفي التَّهْذِيبِ والصّحاح : حَتَّى اسْتَخْرَجَ كُلَّ ما عِنْدَه . نَصَّ " العَرُوسَ " يَنُصُّهَا نَصّاً : " أَقْعَدَها على المِنَصَّةِ بالكَسْر " لِتُرَى " وهي ما تُرْفَعُ عَليْهِ " كسَرِيرِهَا وكُرْسيِّهَا وقد نَصَّهَا " فانْتَصَّتْ " هي . والمَاشِطَةُ تَنُصُّ العَرُوسَ فتُقْعدُهَا على المِنَصَّةِ وهي تَنْتَصُّ عَليْهَا لِتُرَى مِنْ بَيْنِ النِّسَاءِ . نَصَّ " الشَّيْءَ : أَظْهَرَه " وكُلُّ ما أُظْهِرَ فقَدْ نُصَّ . قِيلَ : ومنهُ مِنَصَّةُ العَرُوسِ لأَنَّهَا تَظْهَر عليها . نَصَّ " الشِّوَاءُ يَنِصُّ نَصِيصاً " من حَدِّ ضَرَبَ : " صَوَّتَ على النَّارِ " نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ عن ابنِ عَبَّادٍ . نَصَّت " القِدْرُ " نَصِيصاً : " غَلَتْ " نقله الصَّاغَانِيّ عن ابْنِ عَبّادٍ . " والمَنَصَّةُ بالفَتْح : الحَجَلَةُ " على المِنَصَّةِ وهي الثِّيَابُ المُرَقَّعَةُ والفُرُشُ المُوَطَّأَةُ . وتَوَهَّمَ شيخُنَا أَنّ المِنَصَّة والمَنَصَّةَ وَاحِدٌ فقال : مالَ بهَا أَوَّلاً إِلى أَنَّهَا آلَةٌ فكَسَرَ المِيمَ ومَالَ بِهَا ثانياً إِلَى أَنَّهَا مَكَانٌ والمَكَانُ بفَتْح كما هو ظَاهِرٌ . قال : وضَبَطَه الشَّيْخُ يس الحِمْصِيّ - في أَوائلِ حَوَاشِيه على شَرْحِ الصُّغْرَى - بالكَسْرِ عَلَى أَنَّهَا آلَةُ النَّصِّ أَي الرَّفَعِ والظُّهُورِ ولَعَلَّه أَخَذَ ذلِكَ من كَلاَمِ المُصَنِّفِ السّابِقِ لأَنَّهُ كَثِيراً ما يَعْتَمِدُه . انْتَهَى . وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّهُما لَوْ كَانَا وَاحِداً لَقَالَ - بعد قَوْله على المْنَصَّة - بالكَسْرِ ويُفْتَح عَلَى عَادَتِه فالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ المِنَصَّةً والمَنَصَّةَ وَاحِدٌ على قَوْلِ بَعْضِ الأَئِمَّةِ . ومنهم مَنْ فَرَقَ بَيْنَهُمَا بأَنَّ السَّرِيرَ والكُرْسِيَّ بالكَسْرِ والحَجَلَة عليها بالفَتْحِ وإِليْه مالَ المُصَنِّف والدَّلِيلُ على ذلِكَ قولُه : هُوَ مَأْخُوذٌ " من " قَوْلهم : " نَصَّ المَتَاعَ " يَنُصُّهُ نَصّاً إِذا جَعَلَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضِ ولا يَخْفَى أَنَّ الحَجَلَةَ غيْرُ الكُرْسِيّ والسَّرِير فتأَمَّلْ . قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : " النَّصُّ : الإِسْنَادُ إِلى الرَّئِيسِ الأَكبَر . والنَّصُّ : " التَّوقِيفُ . و " النَّصُّ : " التَّعْيِينُ على شَيْءٍ ما " وكُلُّ ذلِكَ مَجَازٌ من النَّصِّ بمَعْنَى الرَّفْعِ والظُّهُورِ . قلْتُ : ومنه أُخِذَ نَصُّ القُرْآنِ والحَدِيثِ وهو اللَّفْظُ الدَّالُّ على مَعْنَىً لا يَحْتَملُغيْرَهُ : وقِيلَ : نَصُّ القُرْآنِ والسُّنَّةِ : ما دَلَّ ظَاهِرُ لَفْظِهِمَا عَليْه مِن الأَحْكَام وكذا نَصُّ الفُقَهَاءِ الَّذِي هو بَمَعْنَى الدَّلِيلِ بضَرْبٍ من المَجَازِ كما يَظْهَرُ عِنْدَ التَّأَمُّلِ . " وسَيْرٌ نَصٌّ ونَصِيصٌ " أَي " جِدٌّ رَفِيعٌ " وهو الحَثُ فيه وهو مَجَازٌ . وأَصْلُ النَّصِّ : أَقْصَى الشَّيْءِ وغَايَتُهُ ثُمَّ سُمِّيَ به ضَرْبٌ من السَّيْرِ سَرِيعٌ كما قَالَه الأَزْهَرِيّ وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ : هُ : وقِيلَ : نَصُّ القُرْآنِ والسُّنَّةِ : ما دَلَّ ظَاهِرُ لَفْظِهِمَا عَليْه مِن الأَحْكَام وكذا نَصُّ الفُقَهَاءِ الَّذِي هو بَمَعْنَى الدَّلِيلِ بضَرْبٍ من المَجَازِ كما يَظْهَرُ عِنْدَ التَّأَمُّلِ . " وسَيْرٌ نَصٌّ ونَصِيصٌ " أَي " جِدٌّ رَفِيعٌ " وهو الحَثُ فيه وهو مَجَازٌ . وأَصْلُ النَّصِّ : أَقْصَى الشَّيْءِ وغَايَتُهُ ثُمَّ سُمِّيَ به ضَرْبٌ من السَّيْرِ سَرِيعٌ كما قَالَه الأَزْهَرِيّ وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ :
" وتَقْطَعُ الخَرْقَ بسَيْرٍ نَصِّ وقال الأَزْهَرِيّ مَرَّةً : النَّصُّ في السَّيْرِ : أَقْصَى ما تَقَدِرُ عليه الدَّابَّةُ . في الصّحاح : نَصُّ كُلِّ شَيْءٍ : مُنْتَهَاهُ . وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : " إِذا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الحِقَاقِ " - هذِه الرِّوَايَة المَشْهُورَةُ " أَو " نَصَّ " الحَقَائِقِ - فالعَصَبَةُ أَوْلَى " أَي بَلَغْنَ الغَايَةَ الَّتِي عَقَلْنَ فِيهَا " وعَرَفْنَ حَقَائِقَ الأُمُورِ " أَو قَدَرْنَ فِيهَا على الحِقَاقِ وهو الخِصَامُ أَو حُوقَّ فِيهِنَّ فقالَ كُلٌّ من الأَوْلِيَاءِ أَنَا أَحَقُّ " . وقال الأَزْهَرِيّ : نَصُّ الحِقَاق إِنّمَا هُوَ الإِدْرَاكُ وأَصْلُه مُنْتَهَى الأَشيَاءِ ومَبْلَغُ أَقْصَاهَا . وقال المُبَرِّدُ : نَصُّ الحِقَاقِ : مُنْتَهَى بُلُوغِ العَقْلِ وبه فَسَّرَ الجَوْهَرِيُّ أَيْ إِذا بَلَغَتْ من سِنِّهَا المَبْلَغَ الَّذِي يَصْلُحُ أَنْ تُحَاقِقَ وتُخَاصِمَ عن نَفْسها وهو الحِقَاقُ فعَصَبَتُهَا أَوْلَى بِهَا من أُمِّهَا . " أَو " الحِقَاقُ في الحَدِيثِ " اسْتِعَارَةٌ مِنْ حِقَاقِ الإِبِلِ أَي انْتَهَى صِغَرُهُنَّ " وهذا مِمّا يَحْتَجُّ به مَن اشْتَرَطَ الوَلِيَّ في نِكَاحِ الكبِيرَة . رَوَى أَبو تُرَابٍ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ : كَانَ " نَصِيصُ القَوْمِ " وحَصِيصُهُم وبَصِيصُهُم أَي " عَدَدُهُمْ " بالنَّونِ والحَاءِ والبَاءِ . " والنَّصَّةُ " بالضَّمِّ : الخُصْلَةُ من الشَّعْرِ " مِثْلُ القُصَّةِ منه " أَو الشَّعْرُ الَّذِي يَقَعُ عَلَى وَجْهِهَا مِنْ مُقَدَّمِ رَأْسِهَا " عن ابنِ دُرَيْدٍ . ولَو قال : أَو مَا أَقبَلَ على الجَبْهَةِ منه كان أَخْصَرَ والجَمْعُ نُصَصٌ ونِصَاصٌ وقد أُغْفِل عَنْه المُصَنِّف قُصُوراً . " وحَيَّةٌ نَصْنَاصٌ : كَثِيرَةُ الحَرَكَةِ " وهُوَ من نَصْنَصَ الشِّيْءَ : إِذا حَرَّكَةُ . " ونَصَّصَ " الرَّجُلُ " غَرِيمَهُ " تَنْصِيصاً كَذَا " نَاصَّهُ " مُنَاصَّةً أَي " اسْتَقْصَى عَليْهِ ونَاقَشَه " . ومِنْهُ ما رُوِيَ عن كَعْبٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه أَنَّهُ قَالَ : " يَقُول الجَبَّارُ : احْذَرُونِي فإِنّي لا أُنَاصُّ عَبْداً إِلاّ عَذَّبْتُهُ " أَي لا أَسْتَقْصِي عَليْه في السُّؤَالِ والحِسَابِ إِلاَّ عَذَّبْتُهُ وهِيَ مُفَاعَلَةٌ من النَّصِّ . " وانْتَصَّ " الرَّجُلُ : " انْقبَضَ " عن ابنِ عَبَّادٍ . قالَ اللَّيْثُ : انْتَصَّ السَّنَامُ : " انْتَصَبَ و " قال غيْرُه : " ارْتَفَعَ " ومَعْنَى انْتَصَبَ . اسْتَوَى واسْتَقامَ . وأَنشد اللَّيْثُ للعَجَّاجِ :
" فبَاتَ مُنْتَصّاً وما تَكَرْدَسَاو " نَصْنَصَهُ : حَرَّكَهُ وقَلْقَلَهُ " وكُلُّ شَيْءٍ قَلْقَلْتَهُ فَقَدْ نَصْنَصْتَهُ . وقال شَمِرٌ : النَّصْنَصَةُ والنَّضْنَضَةُ : الحَرَكَةُ : وقال الجَوْهَرِيّ : وفي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ دَخَلَ عَليْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهما وهُوَ يُنَصْنِصُ لِسَانَهُ ويَقُولُ : " هذَا أَوْرَدَنِي المَوَارِدَ " قال أَبُو عبَيْدٍ : هو بالصَّادِ لا غيْرُ . قالَ : وفيهِ لُغَةٌ أُخْرَى ليْسَت في الحَدِيث : " نَضْنَضْتُ " بالضَّادِ انْتَهَة . قلت : والصّادُ فيه أَصل ليْسَتْ بَدَلاً من الضَّادِ كما زَعَمَ قَوْمٌ لأَنَّهما ليستَا أُخْتَيْنِ فتبَدَل إِحداهُمَا من صاحِبَتِهَا . نَصْنَصَ " البَعِيرُ " مِثْل حَصْحَصَ كما في الصّحاح . وقال اللَّيْثُ : أَي " أَثْبَتَ رُكْبَتَيْهِ في الأَرْضِ وتَحَرَّكَ " إِذا هَمَّ " للنُّهُوض " . وقال غيْرُه : النَّصْنَصَةُ : تَحَرُّكُ البَعِيرِ إِذا نَهَضَ من الأَرْضِ ونَصْنَصَ البَعِيرُ : فَحَصَ بصَدْرِه في الأَرْضِ لِيُبْرُكَ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليْه : نَصَّت الظَّبْيَةُ جِيدَهَا : رَفَعَتْهُ . ومن أَمْثَالِهِم : " وُضِعَ فُلانٌ على المِنَصَّةِ " إِذا افْتَضَحَ وشُهِرَ . ونَصُّ الأَمْرِ : شِدَّتُهُ قال أَيُّوبُ بنُ عباثَةَ :
ولا يَسْتَوِي عِنْدَ نَصِّ الأُمُو ... رِ باذِلُ مَعْرُوفِهِ والبَخِيلُ وفي حَدِيث هِرَقْلَ : يَنُصُّهم أَيْ . يُسْتَخْرِجُ رَأْيَهُم ويُظْهِرُهُ . قيل : ومِنْهُ نَصُّ القُرْآنِ والسَّنَّةِ . ونَصْنَصَ الرَّجلُ في مَشْيِهِ : اهتَزَّ مُنْصِباً . وتَنَاصَّ القَوْمُ : ازْدَحَموا . ونَصْنَصَ نَاقَتَه كنَصَّهَا عن ابْنِ القَطَّاع . ومن المجاز : نُصَّ فُلانٌ سَيِّداً أَي نُصِبَ
" النَّوْصُ : التَّأَخُّر " نقله الجَوْهَرِيّ عن الفَرّاءِ وأَنشد لامْرِئ القَيْسِ :
أَمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى إِذْ نَأَتْك تَنُوصُ ... فتَقْصُرُ عنها خَطْوَةً وتَبُوصُ
والبَوْصُ بالبَاءِ : التَّقَدُّم كما سَبَقَ . النَّوْصُ : " الحِمَارُ الوَحْشِيُّ " نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وفي اللّسَان : " لأَنَّه لا يَزالُ نَائصاً أَي رَافِعاً رَأْسَهُ " يَتَرَدَّدُ " كالنَّافِرِ " الجَامحِ قاله اللًّيْثُ . " والمَنَاصُ : المَلْجَأُ والمَفَرُّ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال في قَوْلِه تَعَالَى : " ولاَتَ حينَ مَنَاصٍ " أَي ليْسَ وَقْتَ تَأَخُّرٍ وفِرَارٍ . وقال الأَزْهَرِيُّ : أَي لاتَ حِينَ مَهْرَبٍ . وقال غيْرُهُ أَي وَقْتَ مَطْلَبٍ ومَغَاثٍ . " ونَاصَ " يَنُوصُ " مَنَاصاً ونَوِيصاً " كأَمِيرٍ " ونِيِاصَةً " بالكَسْرِ " ونَوْصاً " بالفَتْح " ونَوَصَاناً " بالتَّحْرِيك : " تَحَرَّكَ " وذَهَبَ . وما يَنُوصُ فُلانٌ لحَاجَتي لا يَتَحَرَّكُ . ناصَ " عَنْه نَوْصاً : تَنَحَّى وفَارَقَهُ " عن ابن عَبَّادٍ . وقال أَبو تُرَابٍ : لاَصَ عَنِ الأَمْرِ ونَاصَ بمَعْنَى حادَ . وقال غيْرُهُ : نَاصَ يَنُوصُ نَوْصاً : عَدَلَ . ناصَ " إِليْه " نَوْصاً : " نَهَضَ " . قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : " النَّوْصَةُ : الغَسْلَةُ بالماءِ وغيْرِهِ " . قال الأَزْهَرِيُّ : " والأَصْلُ مَوْصَةٌ قُلِبَتْ " ميمُه " نُوناً " . " وأَناصَهُ " أَنْ يَأْخُذَ منه شَيْئاً إِنَاصَةً : " أَرادَهُ " وقيل أَدَارَهُ . وزَعم اللِّحْيَانيّ أَنَّ نُونَه بَدَلٌ من لامِ أَلاَصَهُ . " ونَاوَصَهُ " مُنَاوَصَةً : " هَاوَشَهُ " كذا في النُّسَخ . وفي العُبَابِ : نَاوَشَهُ " ومَارَسَهُ " . وعلى الأَخِيرِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ وذَكَرَ المَثَلَ : " نَاوَصَ الجَرَّةَ ثُمَّ سَالَمَهَا " أَي جَابَذَهَا ومَارَسَهَا . قال : وقد فَسَّرناهُ عِنْدَ ذِكْرِ الجَرَّةِ قُلْتُ : وقد سَبَقَ للمُصَنِّف أَيْضاً هُنَاكَ وكان الواجِبُ عليه أَن يُشيرَ هُنَا لِذلِكَ كالجَوْهَرِيّ . " والاسْتِنَاصَةُ " في الفَرَس عند الكَبْح " والتَّحْرِيكُ " وهو شُمُوخُه برَأْسه قاله اللَّيْثُ وأَنْشَدَ قَوْلَ حَارِثَةَ بْنِ بَدْر :
غَمْرُ الجِرَاءِ إِذا قَصَرْتُ عِنَانَهُ ... بِيَدِي اسْتناصَ ورَامَ جَرْيَ المِسْحَلِ الاسْتِناصَةُ أَيضاً : " أَنْ تَسْتَخِفَّ الرَّجُلَ فتَذْهَبَ به في حاجَتِك " نقله الصَّاغَانِيّ عن ابنِ عَبّادٍ . الاسْتِناصَةُ : " تَحَرُّكُ الفَرَسِ لِلْجَرْيِ " وهو بِعَيْنِه قَوْلُ اللّيْثِ الَّذِي تَقَدَّمَ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : ناصَ لِلْحَرَكَةِ نَوْصاً ومَنَاصاً : تَهَيَّأَ . والمَنِيصُ كمَقِيلٍ : التَّحَرُّكُ والذَهَابُ . وما بِهِ نَوِيصٌ كأَمِيرٍ أَي قُوَّةٌ وحَرَاكٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وأَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى . ونُصْتُ الشَّيْءَ : جَذَبْتُهُ . قال المَرّارُ :
" وإِذا يُنَاصُ رَأَيْتَهُ كالأَشْوَسِ والمُنَاوَصَةُ : المُجَابَذَةُ . ونَاصَ يَنُوص مَنِيصاً ومَنَاصاً : نَجَا هَارِباً . وقال أَبو سَعِيدٍ : انْتَاصَتِ الشَّمْسُ انْتِيَاصاً إِذا غَابَتْ . والنَّوْصُ : الفِرَارُ ونَوْصُ الفَرَسِ اسْتِنَاصَتُه عن الليْث . ونَاصَ عَنْ قِرْنِهِ يَنُوصُ نَوْصاً ومَنَاصاً : فَرَّ ورَاغَ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ بَرِّيّ : النُّوصُ : بالضّمّ الهَرَبُ . قال عَدِيُّ بنُ زيْد
يا نَفْسُ أَبْقِي واتَّقِي شَتْمَ ذِي الْ ... أَعْرَاضِ إِنَّ الحْلْمَ ما إِنْ يَنُوصْ ونَاصَهُ لِيُدْرِكَهُ نَوْصاً : حَرَّكَهُ . والنَّوْصُ والمَنَاصُ : السَّخَاءُ حَكَاهُ أَبُو عَليٍّ في التَّذْكِرة . والمَنِيصُ : الفَرَسُ الشَّامِخُ برَأْسِهِ . ونَصْتُ الشَّيْءَ أَنُوصُهُ نَوْصاً : طَلَبْتُه عن ابنِ دُرَيْدٍ . وقال غَيْرُه : أَنْصَتُهُ مِثْلُ نُصْتُه بمعنَى طَلبْتُه نَقَلَه الصَّاغَانيّ . واسْتَنَاصَ أَي تَأَخَّرَ . والمُنَوَّصُ كمُعَظَّمٍ : المُلَطَّخُ عن كُرَاع . والنَّاصِي : المُعَرْبِدُ عن ابن الأَعْرَابِيّ هُنَا ذَكَرَه وكَأَنَّه مَقْلُوبُ النّائِصِ