مَنَحَهُ الشّاةَ والنّاقَةَ كَمنَعَه وضَرَبَه يَمنَحه ويَمْنِحُه : أَعارَه إِيّاهَا وذكره الفَرَّاءُ في باب يَفعَل ويَفعِل . ومَنَحَه مالاً : وَهَبَه . ومَنَحَه : أَقرَضه . ومَنَحَه : أَعْطَاهُ والاسمُ المِنْحَة بالكسر وهي العَطِيّة كذا في الأَساس . وقال اللِّحْيَانيّ : مَنَحَه النّاقَةَ : جعَلَ له وَبَرَهَا ولَبَنَهَا ووَلدَها . وهي المِنْحَة بالكسر والمَنِيحة . قال : ولا تكون المَنِيحَةُ إِلاّ المُعَارةَ للَّبن . خَاصَّةً والمِنْحَة مَنْفَعَتُه إِيّاه بما يَمنحه . وفي الصّحاح : والمَنيحة : مِنْحَة اللّبَنِ كالنّاقةِ أَو الشاةِ تُعطِيها غيرَك يَحتَلبِها ثم يَرُدّها عليك . وفي الحديث : هلْ مِن أَحدٍ يَمْنَحُ مِنْ إِبلِه ناقَةً أَهْلَ بَيتٍ لا دَرَّ لهُمْ . وفي الحديث : ويَرْعَى عليها مِنْحَةً مِنْ لُبْنٍ أَي غنم فيها لبَنٌ وقد تقع المِنحَةُ على الهِبَة مطلقاً لا قَرْضاً ولا عارِيَّةً وفي الحديث : مَنْ مَنَحَه المشركون أَرْضاً فلا أَرْضَ له فإِنّ خَرَاجَها على صاحِبها المُشْرِكِ لايُسقِط الخَراجَ عنه مِنْحَتُه إِيّاهَا المُسْلِمَ ولا يكون على المُسْلِم خَرَاجُها . وقيل : كلُّ شيْءٍ تَقصِد به قَصْدَ شَيْءٍ فقد مَنَحْتَه إِيّاه كما تَمْنَح المرأَةُ وَجْهَها المِرآةَ كَقول سُوَيْد بن كُراع
تمنَحُ المِرآةَ وَجْهاً واضِحاً ... مِثلَ قَرْنِ الشَّمْسِ في الصَّحْوِ ارتَفَعْ قال : ثعلب : معناه تُعطِي من حُسْنها المرآةَ . وفي الحديث : مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقٍ أَو مَنَحَ لَبَناً كان كَعِتْقِ رَقَبَة وفي النهاية : كان كعِدْلِ رَقَبة قال أَحمد بن حَنبل : مِنْحَةُ الوَرِقِ القَرْضُ : وقال أَبو عُبيد : المِنْحة عند العرب على مَعنَيين : أَحدهما أَن يُعطِيَ الرَّجلُ صاحبَه المالَ هِبَةً أَو صِلَةً فيَكونَ له وأَمّا المِنحة الأُخرَى فأَن يَمْنَحَ الرَّجلُ أَخاه نَاقَةً أَو شاةً يَحلُبها زَماناً وأَيّاماً ثم يَردُّها وهو تأْويل قوله في الحديث الآخَر : المِنْحَة مَردُودَةٌ والعارِيَّةُ مُؤَدَّاةٌ . والمِنحة أَيضاً تكون في الأَرض وقد تقدّم . واسْتَمْنَحَه : طلَبَ مِنْحَته أَي عَطِيَّتَه . وقال أَبو عبيد : استَرْفَدَه . والمَنِيحُ كأَمِيرٍ : قِدْحٌ بلا نَصِيبٍ قال اللِّحْيَانيّ : هو الثالِث من القداحِ الغُفْلِ التي لَيْسَت لها فُرُضٌ ولا أَنصِباءُ . ولا عليها غُرْم وإِنما يُثقَّل بها القِداحُ كَراهيَةَ التُّهمَةِ . اللحيانيّ : المَنِيح : أَحَدُ القِدَاحِ الأَربعةِ التي ليس لها غُنْمٍ ولا غُرْم أَوّلها المُصدَّر ثم المُضعَّف ثم المَنِيح ثم السَّفِيح . وقيل : المَنِيح : قِدْحٌ يُستعارُ تَيَمُّناً بفَوْزِهِ . قال ابن مُقْبل :
إِذا امْتَنَحَتْه من مَعَدٍّ عِصابَةٌ ... غَدَا رَبُّة قَبْلَ المُفِيضِينَ يَقْدَحُ يقول : إِذا استعارُوا هذا القِدْحَ غَدَا صاحِبُه يَقْدَحُ النَّارَ لتَيقُّنِه بفَوزِه . وهذا هو المَنِيحُ المستعارُ . وأَمّا قَوله :
فَمَهْلاً يا قُضَاعُ فلا تَكونِي ... مَنِيحاً في قِدَاحِ يَدَيْ مُجِيلِفإِنّه أَراد بالمَنِيح الذي لا غُنْمَ له ولا غُرْمَ عليه . وأَما حديث جابِر : كُنتُ مَنِيحَ أَصحابي يَوْمَ بَدْرٍ فمعناه أَي لم أَكُنْ ممن يُضْرَب له بسَهْمٍ مع المجاهدين لصِغَرِي فكنت بمنزلةِ السَّهْم اللَّغْوِ الذي لا فَوزَ له ولا خُسْرَ عليه . أَو المَنيح قِدْحٌ له سَهْمٌ . ونصّ الصّحاح : المَنِيح . سَهْمٌ من سِهَامِ المَيسِر مّما لا نَصِيبَ له إِلاّ أَنْ يُمْنح صاحبُه شيئاً . والمَنِيحُ : فَرَسُ القُرَيْم أَخي بني تَيْم . والمَنِيح أَيضاً : فَرسُ قَيس بن مَسعُود الشَّيْبَانيّ . والمَنِيحَة بهاءٍ فَرسُ دِثارِ بن فَقْعَس الأَسَديّ . وأَمنَحَتِ النّاقَةُ : دَنَا نَتَاجُهَا وهي مثمْنِحٌ كمُحْسِن وذكَره الأَزْهَريّ عن الكِسَائيّ وقال : قال شَمِرٌ : لا أَعْرِف أَمْنحَتْ بهذا المعنَى . قال أَبو منصور : وهذا صحيحٌ بهذا المعنَى ولا يَضُرُّة إِنْكارُ شَمِرٌ إِيّاه . ومن المجاز المَنُوح والمُمَانِحُ مثْل المُجالِح وهي نَاقَةٌ يَبْقَى لبَنُهَا أَي تدِرّ في الشِّتَاءِ بَعْدَ ذَهَاب الأَلبَان من غيرها . ونُوقٌ مَمَانِحُ وقد ما نحَتْ مِنَاحاً ومُمَانَحةً . ومنه أَيضاً المُمَانِحُ مِنَ الأَمْطَارِ : مالا يَنقَطع وكذلك من الرِّياح غيثُهَا . وامْتَنَح : أَخَذَ العَطَاءَ . وامْتُنِحَ مالاً بالبِنَاءِ للمفعول إِذا رُزِقَه وتَمَنَّحْتُ المالَ : أَطْعَمْتُه غَيرِي ومنه حديث أُمِّ زَرعٍ في الصحيحين : وآكُلُ فأَتَمَنَّحُ أَي أُطعِم غيري تَفعُّلٌ من المَنْح : العَطيّة وهو مَجازٌ . ومنه أَيضاً : مَا نَحَت العَيْنُ إِذا اتَّصَلَتْ دُمُوعُهَا فلم تَنقطِع . وسَمَّوْا مانِحاً ومَنيِحاً . قال عبدُ اللّه بن الزَّبِيرِ يَهجو طَيّئاً :
ونَحْنُ قَتَلْنَا بالمَنيحِ أَخاكُمُ ... وَكِيعاً ولا يُوفِي من الفَرَسِ البَغْلُ المَنِيح هنا : رَجلٌ من بني أَسَدِ من بني مالكٍ أَدخل الأَلفَ واللام فيه وإِنْ كَانَ علَماً لأَنّ أَصلَه الصِفَة ومما يستدرك عليه : فلانٌ مَنّاحٌ مَيّاحٌ نفّاحٌ أَي كَثيرُ العَطَايَا . وفلانٌ يُعْطِي المَنَائِحَ والمِنَح أَي العَطَايا . والمُمانَحَة : المُرَافَدَةُ بعِطَاءٍ . ومن المَجَاز : مُنِحت الأَرضُ وامْتُنِحَت القِطَارَ ؛ كلُّ ذلك من الأَساس . ومَنِيحٌ كأَمِير : جَبَلٌ لبني سَعدٍ بالدَّهناءِ . والمَنِيحَة واحدةُ المنَائح من قُرَى دِمشقَ بالغُوطَة إِليها يُنسَب أَبو العبّاس الوليدُ بن عبد الملِك بن خالد بن يزيدَ المَنِيحِيّ رَوَى وحَدَّث . وبها مَشْهَدٌ يقال له قَبْرُ سَعْد بن عُبَادةَ الأَنصاريّ والصَّحِيح أَنّ سعداً مات بالمدينة كذا في المعجم
" نَحَتَهُ يَنْحُتهُ كيَضْرِبُهُ وَيَنْصُرُه ويَعْلَمهُ " يعني مُثَلَّثَ الآتي واقتَصَرَ في الفَصِيحِ على كَسْرِ الآتِي وتَبِعَهُ الجَوْهَرِيُّ ؛ لأَنَّهُ الوارِدُ في القِرَاءَة المَشْهُورَةِ المُتَوَاتِرَةِ وهو على خلافِ القِيَاسِ كيَرْجِعُ ونحوِه والضَّمُّ حكاه صاحِبُ الوَاعِي وابنُ مَالِكٍ في المُثَلَّثَاتِ وهو أَضعفُهَا والفتحُ قَرَأَ بهِ الحَسَنُ في الآيَات وقال ابنُ جِنّي في المُحْتَسب : والفَتْحُ أَجْوَدُ اللُّغَتَيْنِ ؛ لأَجْلِ حَرْف الحَلْقِ الذِي فيه كسَحَرَ يَسْحَرُ نقلَه شيخُنا ونازَعه . " : بَراهُ " ونَشَرَهُ وقَشَرَهُ . وفي اللِّسَان : النَّحْتُ : نَحْتُ النَّجّارِ الخَشَبَ نَحَتَ الخَشَبَةَ ونَحْوَهَا يَنْحِتُها ويَنْحَتُها نَحْتاً فانْتَحَتَتْ . وفي الأَساس : انْتَحِتْ من الخَشَبِ ما يَكْفيكَ للوَقُودِ . نَحَتَ " السَّفَرُ البَعِيرَ : أَنْضَاهُ " والإِنْسَانَ : نَقَصَه وأَرَقَّه على التَّشْبِيهِ . ومنه أَيضا نَحَتَه بلسانِه يَنْحَتُه نَحْتاً : لاَمَه وشَتَمه وبالعَصَا يَنْحِتُه نَحْتاً : ضَرَبَه " وفُلاناً : صَرَعَهُ " . نَحَتَ " الجَارِيَةَ : نَكَحَهَا " والأَعْرفُ لَحَتَهَا " . " وبَرْدٌ نَحْتٌ : خالِصٌ " وقيل : صادِقٌ . " والنَّحْتُ والنَّحَاتُ " بالفَتْح " والنَّحِيتَةُ : الطَّبِيعَةُ " التي نُحِتَ عَلَيْهَا الإِنسانُ أَي قُطِعَ وهو مَجَازٌ . في الأَساس : يقال : هو كَرِيمُ النَّحِيتَةِ وهو مِنْ مَنْحَتِ صِدْقٍ وهمِ كرِامُ المَنابِتِ والمَنَاحِتِ ونُحِتَ على الكَرَمِ والكَرَمُ من نَحْتِه وتقول : هو عَجِيبُ " النَّعْتِ كَرِيمُ " النَّحْتِ . وقال اللّحْيَانيّ : هي الطَّبِيعَةُ والأَصْلُ والكَرَمُ من نَحْتِه أَي أَصْلِه الذي قُطِعَ منه وقالَ أبو زَيْد : إِنَّه لكَرِيمُ الطَّبِيعَةِ والنَّحِيتَةِ والغَرِيزَةِ بمعنىً واحِدٍ . وقال اللِّحْيَانيّ : الكَرَمُ من نَحْتِه ونِحَاسِهِ وقد نُحتَ على الكَرَمِ وطُبِعَ عَلَيْهِ . نَحَتَ يَنْحِتُ نَحِيتاً : زَحَرَ . " النَّحِيتُ : النَّئِيتُ " وقد تقدَّم " والزَّحِيرُ كالنَّحِيَتِة " بزيادة الها . النَّحِيتُ " : المُشْطُ " نقله ابن بَرّىّ في : م ش ط . " والذَّاهِبُ الحُرُوفِ من الحَوَافِرِ " يقال : حافِرٌ نَحِيتٌ . النَّحِيتُ " الدَّخِيُل في القَوْمِ " قالت الخِرْنِقُ أُخْتُ طَرَفَةَ :
الضَّارِبِينَ لَدَى أَعِنَّتِهِمْ ... والطَّاعِنِينَ وخَيْلُهُمْ تَجْرِى
الخَالِطِينَ نَحيتَهُمْ بنُضَارِهِمْ ... وذَوِي الغِنَى مِنْهُمْ بِذِي الفَقْرِ
هذَا ثَنَائِي ما بَقِيتُ لَهْمُ ... فَإِذَا هَلَكْتُ أَجَنَّنِي قَبْرِي قال ابنُ بَرِّىّ : النُّضَارُ : الخَالِصُ النَّسَبِ . ويُرْوَى بيتُ الاستشهادِ وهو البيْتُ الثّاني لحاتم طَيِّىء . النَّحِيتُ " : البَعِيرُ المُنْضَى " وهو الذي انْتُحِتَتْ مَنَاسِمُه من السَّفَر قال رُؤبَةُ :
يُمْسِى بها ذُو الشِّرّةِ السَّبُوتُ ... وهْوَ منَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ " والنُّحَاتَةُ بالضَّمِّ " : ما نُحِتَ من الخَشَبِ و " : البُرَايَةُ " كذا في نسختنا على الصواب وفي بعضِها : البُرادَة . " والمِنْحَتُ " بالكَسْرِ والمِنْحاتُ " : ما يُنْحَتُ بِه " أَي هو آلَةُ النَّحْتِ " والنَّحائِتُ : ع " وفي اللسان : آبارٌ مَعْرُوفَةٌ صِفةٌ غالِبَة ؛ لأَنّها نُحِتَتْ أَي قُطِعَتْ قال زُهَيْر :
قَفْراً بِمُنْدَفَعِ النَّحائِتِ مِنْ ... صَفَوَا أُولاَتِ الضَّالِ والسِّدْرِ نَحَتَ الجَبَلَ يَنْحِتُهُ : قَطَعَه وفي التَّنْزِيل " وتَنْحِتُونَ " و " قرأَ الحَسَن " بن سعيدٍ البصريّ سيِّدُ التّابعين : " تَنْحَاتُونً مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً " آمنِين " وهو بِمَعْنَى تَنْحِتُونَ " قال شَيْخُنا : وقَيَّد بعضُهُمْ النَّحْتَ في الشَّيْءِ الذي فيه صلاَبَةٌ وقُوَّة كالحجَرَ ِوالخَشَبِ ونحوِ ذلك . " والوَلِيدُ بنُ نُحَيْتٍ كزُبَيْرٍ : قاتِلُ جَبَلَةَ بنِ زَحْرٍ " يَوْمَ الجَمَاجِمِومما يستدرك عليه : النَّحِيتَةُ : جِذْمُ شَجَرَةٍ يُنْحَتُ فَيُجَوَّفُ كَهَيْئةِ الحُبِّ للنَّحْلِ والجمعُ نُحُتٌ عن ابنُ دُريد . والنَّحِيتُ : الرَّدِىءُ من كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّهُ أَي الشَّيْءَ عن الثَّوْب وغيرِه يَحُتُّهُ حَتًّا : فَرَكَهُ وقَشَرَهُ فانْحَتَّ وتَحَاتَّ . واسْمُ ما تَحاتَّ منه : الحُتاتُ كالدُّقاق . وهذا البِناءُ من الغالب على مثل هذا وعامَّتُه بالهَاءِ . وكُلُّ ما قٌشِرَ فقد حُتَّ . وفي الحديث أَنَّه قال لاِمْرَأَةٍ سأَلْته عن الدَّمِ يُصِيبُ ثَوْبَها فقال لها : " حُتِّيهِ ولو بِضِلَعٍ " معناه : حُكِّيه وأَزِيلِيه . والضِّلَعُ : العُودُ . الحَتُّ والحَكُّ والقَشْرُ سواءٌ وقال الشَاعر :
وما أَخَذا الدِّيوانَ حَتَّى تَصَعْلَكا ... زماناً وحَتَّ الأَشْهَبَان غِناهُما حَتَّ : قَشَرَ وحَكَّ . وفي حديث كَعْب : يُبْعَثُ من بَقِيع الغَرْقَد سبعونَ أَلفاً هم خِيارُ مَنْ يَنْحَتُّ عن خَطْمِه المَدَرُ " أَي : يَنْقَشرُ ويسقُطُ عن أُنُوفهم التُّرابُ . الحَتُّ والانْحِتاتُ والتَّحاتُّ والتَّحَتْحُتُ : سُقُوطُ الوَرَقِ عن الغُصْن وغيرِه . وفي الحديث : " تَحَاتَّتْ عنه ذُنُوبُه " أَي : سَقَطَتْ . وشَجَرَةٌ مِحْتَاتٌ : أَي مِنْثارٌ . والحَتَتُ : داءٌ يُصِيبُ الشَّجرَ تَحاتُّ أَوراقُهَا منه . كانْحَتَّتْ وتَحَاتَّتْ وتَحَتْحَتَتْ قال شيخنا : أَنَّث باعتبارِ المعنى وهو الأَفصحُ في اسم الجِنس الجمعيّ والتّذكيرُ فصيحٌ . وتَحَاتَّ الشَّيْءُ : أَي تَنَاثَرَ وفي الحديث : " ذاكِرُ اللهِ في الغافلينَ مثلُ الشَّجَرَةِ الخَضْراءِ وَسَطَ الشَّجَرِ الّذِي تَحَاتَّ وَرَقُهُ من الضَّريبِ " أَي : تساقَطَ . والضَّرِيبُ : الجَلِيدُ . حَتَّ الشَّيْءَ : حَطَّهُ . من المَجَاز : الحَتُّ : الجَوَادُ من الفَرَسِ الكثيرُ العَرَقِ قيل : السَّرِيعُ العرقِ منه . وفَرَسٌ حَتٌّ : سَريعٌ كأَنّه يَحُتُّ الأَرْضَ . والحَتُّ : سريعُ السَّيْرِ مِنَ الإِبِلِ والخَفِيفَةُ كالحَتْحَتِ كذلك الظَّلِيمُ وقال الأَعْلَمُ بنُ عبدِ اللهِ الهُذَلِيّ :
على حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَرِيِّ السَّ ... وَاعِدِ ظَلَّ في شَرْيٍ طِوَالِ وإِنَّمَا أَرادَ حَتًّا عندَ البُرَايَة أَي : مَريعٌ عندَ ما يَبْريه من السَّفَرَ وقيل : أَراد حَتَّ البَرْيِ فوضعَ الاسْم موضعَ المصدرِ . وخالَف قومٌ من البصريّين تفسيرَ هذا البيت فقالوا : يَعنِي بعيراً فقال الأَصمعيّ : كيف يكونُ ذلك وهو يقولُ قبلَهُ :
كَأَنَّ مُلاءَتِيَّ على هِجَفٍّ ... يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ لِلرِّئالِ
قال ابْنُ سِيدَهْ : وعندي أَنه إِنّما هو ظَلِيم شَبَّهَ به فَرسَه أَو بَعيرَه أَلا تَراه قال : هِجَفّ . وهذا من صفة الظَّلِيم . وقال : ظَلَّ في شَرْي طِوَالِ والفَرسُ والبعيرُ لا يأْكُلانِ الشَّرْيَ إِنَّمَا يَهْتَبِدُه النَّعامُ . والشَّرْيُ : شَجرُ الحَنْظَل . وقال ابنُ جِنّي : الشَّرْيُ : شجرٌ تُتَّخذُ منه القِسِيُّ . قال : وقوله : ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ يريد أَنهنَّ إِذا كُنَّ طِوالاً سَتَرْنَهُ قزادَ استيحاشُه ولو كُنَّ قِصَاراً لسَرّحَ بَصَرَهُ وطابتْ نَفسُه فخَفَّضَ عَدْوَه . كذا في لسان العرب . الحَتُّ أَيضاً : الكريمُ العتيقُ هكذا فسّرَه غيرُ واحد . الحَتُّ : المَيِّتُ من الجَرادِ وج أَحْتاتٌ لا تُجاوزُ به هذا البناءَ حُمِلَ على المُعْتَلِّ لأَنّه تَقرّرَ أَن فَعْلاً بالفتح لا يُجْمَعُ على أَفْعالٍ إِلاّ في أَلفاظ ثلاثة : أَحْمَال وأَزْنَاد وأَفْرَاخ وجاءَت أَلفاظٌ معتلَّةٌ أَو مضاعَفَةٌ تُوجَد مع الاستقراءِ قاله شيخُنا . الحَتُّ : مالا يَلْتَزِقُ من التَّمْرِ يقال : جاءَ بتَمْرٍ حَتٍّ : لا يَلْتَزِقُ بعضُهُ ببعض . الحَتُّ : سَيْفُ أَبِي دُجَانَةَ سِماكِ بنِ خَرَشَةَ الأَنْصارِيّ رضي الله عنه وسَيْفُ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الكِنْدِيّ . الحُتُّ بالضَّمِّ : المَلْتُوتُ من السَّوِيقِ كذا في النُّسَخ . والّذي في التَّكْملة سوِيقٌ حُتٌّ : أَي غير مَلْتُوت . الحُتُّ : قَبِيلَةٌ من كنْدَةَ تُنْسَبُ إِلى بَلَد لا إِلى أَبٍ أَوْ أُمٍّ . وعبارة ابن منظور : ليس بأُمٍّ ولا أَبٍ . الحُتُّ : جَبَلٌ من القَبَلِيَّةِ محرَّكَةً كذا هو مضبوط . وحَتِّ مَبْنيًّأ على الكسر : زَجْرٌ للطَّيْرِ . قال ابْنُ سِيدَهْ : وحَتَّى : حَرْفٌ من حروف الجرِّ كإِلَى ومعناه لِلغَايَةِ كقولك : سِرْتُ اليومَ حتَّى اللَّيْلِ أَي : إِلى اللَّيْل ومثَّلُوا لها أَيضاً بقوله تَعَالى : " لَنْ نبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مَوسَى " و " حَتَّى مَطْلَعِ الفجْرِ " وغيرِهما . تأْتي لِلتَّعْلِيلِ نحو : أَسْلِمْ حتَّى تَدْخُلَ الجَنَّةَ " ولا يَزَالُونَ يُقاتِلَونَكُم حَتَّى يَرُدُّوكُم " أَي : كي يَرُدُّوكُمْ أَقرّه ابْنُ هِشَام وابنُ مالِك وأَبو حَيّان وأَنكره الأَنْدَلُسِيُّ في شرح المفصَّل ونقله الرَّضِيّ وسلّمه وزعموا أَنّها إِنّما تكون دائماً بمعنى إِلى الغائِيَّة . تأْتي بِمَعْنَى إِلاَّ في الاسْتِثْناءِ أَي : لا في الوَصْف ولا في الزِّيادة . هكذا قَيَّدُوا صرَّحَ به ابْنُ هِشَامٍ الخَضْرَاوِيُّ وابْنُ مالك ونقله أَبو البَقَاءِ عن بعضهم وأَدَلُّ الأَمثلة على المُرَادِ ما أَنشده ابنُ مالك من قول الشّاعر :
لَيْسَ العَطَاءُ من الفُضُولِ سَماحَةً ... حَتَّى تَجُودَ ومَا لَديْكَ قَلِيلُ هو حَرْفٌ يَخْفِضُ عدَّهَا الجماهيرُ من حُروف الجرّ وإِنما تَجُرُّ الظّاهرَ الوَاقِعَ غايَةً لِذِي أَجزاءٍ أَو ما يقوم مَقَامهُ على ما أَوضحُه ابنُ هِشَامٍ في المُغْنِي والتَّوْضِيح وغيرِهما ويَرْفَعُ إِذا وقَعَ في ابتداءِ الكلام . وفي الصِّحاح : وقد تكون حرف ابتداءِ يُستأْنَفُ بها الكلامُ بعدُهَا كما قال :
فما زَالتِ القَتْلَى تَمُجُّ دِماءَهَا ... بِدجْلَةَ حَتَّى ماءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ وهو قولُ جريرٍ يهجو الأَخطلَ ويذكر إِيقاعَ الجَحّافِ بقومه وبعدَهُ : لنَا الفَضْلُ في الدُّنْيا وأَنْفُك راغِمٌ ونحنُ لكم يومَ القِيامَةِ أَفْضَلُ وفي المُغْنِي : الثّالثُ من وجوه حَتَّى : أَنْ تكونَ حرفَ ابتداءٍ أَي حرفاً تُبْدَاُ بعدَهُ الجُمَلُ أَي : تُستأْنَفُ فتدخل على الجملة الاسميّة ؛ وأَنشد : قولَ جرير السّابقَ وقولَ الفَرَزْدَقِ :
فوَاعَجباً حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبُّنِي ... كَأَنَّ أَبَاهَا نَهْشَلٌ ومُجاشِعُ ولا بُدَّ من تقدير محذوفٍ قبلَ حتَّى في هذا البيت أَي : فواعَجَباً : يَسُبُّنِي النّاسُ حتَّى كُلَيْبٌ : وتدخُل على الفعليّة الّتي فعلُها مضارعٌ كقراءَة نافع : " حَتَّى يَقُول الرَّسُولُ " وكقول حَسّانَ :
يَغْشَوْنَ حَتَّى ما تَهِرُّ كِلابُهُمْ ... لا يَسْأَلُونَ عن السَّوَادِ المُقْبِلِوعلى الفعليّة الماضَوِيَّة نحو : " حَتَّى عَفَوْا وقالوا " ويَنْصِبُ أَي : يَقَعُ الفعلُ المضارِعُ بعدَهَا منصوباً بشروطه الّتي منها : أَن يكونَ مستقبَلاً باعْتبار التكلُّم أَو باعتبار مستقبَلاً باعْتبار التكلُّم أَو باعتبار ما قبلَها . وفي الصَّحاح ولسان العرب : وإِن أَدخلتَها على الفعل المستقْبَل نصبتَه بإِضمار أَنْ تقول : سِرْت إِلى الكوفة حتّى أَدخُلَهَا بمعنَى إِلى أَنْ أَدخُلَهَا ؛ فإِن كنتَ في حالِ دخولٍ رَفَعْتَ وقُرِئَ : " وزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ " ويقولُ . فمن نصَبَ جعله غاية ؛ ومن رَفَعَ جعله حالاً بمعنى حَتَّى الرَّسُولُ هذه حالُهُ . قال شيخُنا : وظاهرُ كلامه أَنّ لها دُخْلاً في رفع ما بعدَهَا وليسي كذلك كما عَرَفْت : وأَنّها هي النّاصبة وهو مرجوح عند البصريِّين وإِنّما النّاصِبُ عندَ الجُمْهَور " أَنْ " مقدَّرَة بعدَ " حتَّى " كما هو مشهور في المبادئ . ولِهذا أَي لأَجل أَنَّها عاملة أَنواعَ العَمَل في أَنواع المُعْرَبَات وهي الأَسماءُ والفعل المضارع قالَ الفَرَّاءُ : أَمُوتَ وفي نَفْسِي مِنْ حتّى شَيْءٌ ؛ لأَنَّ القواعدَ المقرَّرَةَ بين أَئمّة العربيّة أَنّ العواملَ الّتي تعملُ في الأَسماءِ لا يُمكن أَن تكون عاملةً في الأَفعال ذلك العملَ ولا غيرَهُ ولذلك حَكَموا على الحروف العاملة في نوعٍ بأَنّها خاصّةٌ به فالنّواصبُ خاصَّة بالأَفعال كالجوازم لا يُتَصَوَّرُ وِجْدانُها في الأَسماءِ كما أَنّ الحروف العاملة في الأَسماءِ كحروف الجَرّ وإِنّ وأَخواتِها خاصة بالأَسماءِ لا يُمْكِن أَن يوجد لها عملٌ في غيرِهَا وحَتَّى كأَنَّهَا جاءَت على خلاف ذلك فعَمِلتِ الرّفعَ النَّصْبَ والجَرَّ في الأَسماءِ والأَفعال وهو على قواعد أَهل العربيّة مُشْكِلٌ . والصّواب أَنّه لا إِشكالَ ولا عَمَل وحَتَّى عندَ المُحَقِّقِينَ إِنّما تعمل الجرَّ خاصةً بشروطها . وأَمّا الرفعُ فقد أَوضحنا أَنَّها يقالُ لها الابتدائيّة وما بعدَها مرفوع بما كان مرفوعاً به قبلَ دخولها ولا أَثَرَ لها فيه أَصلاً وإِنّما نَصْبُ الفعلِ بعدَهَا له شروط إِن وُجِدَت نُصِبَ وإِلاّ بقي الفعلُ على رفعه لتجرُّدِه من النّاصب والجازم . وأَمّا النّاصبة فهي الجارَّةُ في الحقيقة لأَنّ نَصْبَ الفعلِ بعدَها إِنّمَا هو بأَنْ مقدّرة على ما عُرِف ولذلك يُؤَوَّلُ الفعلُ الواقِع بعدَهَا بمصدر يكون هو المجرورَ بها فقوله تعالى " حَتَّى يَرْجِعَ " تقديرُه : حتى أَنْ يَرْجِعَ وأَنْ والفِعْلُ : مُؤَوَّلانِ بِالمصدر وهي في المعنى كإِلَى الدّالَّة على الغاية . والتّقدير : إِلى رجوع موسى إِلينا وبه تعلم ما في كلام المصنِّف من التقصير والقُصُور والتّخليط الّذي لا يُمَيِّز به المشهورُ من غير المشهور ولا يُعْرَفُ منه الشّاذُّ من كلام الجمهور قاله شيخُنا وهو تحقيقٌ حسَنٌ . وفي لسان العرب : وتدخُل على الأَفعال الآتية فتَنْصبُها بإِضمارِ " أَنْ " وتكونُ عاطفةً بمعنى الواو . وقال الأَزهريُّ : وقال النَّحْوِيُّونَ : " حتَّى " تجيءُ لوقتٍ مُنْتَظَر وتجيءُ بمعنى إِلى وأَجمعوا أَنَّ الإِمالَةَ فيها غيرُ مستقيم وكذلك في عَلَى . ولِحَتَّى في الأَسماءِ والأَفعال أَعمالٌ مختلفة . وقال بعضهم : حَتَّى فَعْلَى من الحَتِّ وهو الفَرَاغُ من الشَّيْءِ مثل : شَتَّى من الشَّتِّ . قال الأَزهَرِيُّ : وليس هذا القولُ ممّا يُعَرَّجُ عليه ؛ لأَنّها لو كانت فَعْلَى من الحَتِّ كانت الإِمالةُ جائزةً ولكِنَّها حرفُ أَداة وليست باسْمٍ ولا فِعل . وفي الصِّحاحِ وغيره : وقولُهُم : حَتّامَ أَصلُه : حَتّى ما فحذفت أَلف ما للاستفهام وكذلك كلُّ حرف من حروف الجَرِّ يُضَاف في الاستفهام إِلى ما فإِنّ أَلف ما يُحْذَفُ فيه كقوله تعَالَى : " فَبِمَ تُبَشِّرُونَ " و " فِيمَ كُنْتُم " و " عَمَّ يتساءَلُونَ " . وهُذَيْلٌ تقول : عَتَّى في : حَتَّى كذا في اللّسان . حَتَّى : جَبَلٌ بِعُمَانَ وحَتَّاوَةُ : ة بعَسْقَلانَ منها أبو صالح عَمْرُو بنُ خَلَفٍ عن رَوّاد بن الجَرّاحِ وعنه محمّد بن الحُسَيْن بن قُتَيْبَةَ روى له المالِيِنيُّ وذكره ابنُ عَدِيٍّ في الضُّعَفاءِ . تقول : ما في يدِي مِنْهُ حَتٌّ كما تقُولُ : ما في يَدِي منهشَيْءٌ . وفي الأٍساس : ما في يَدِي منه حُتاتَةٌ . الحَتُّ . سُقُوطُ الوَرَقِ عن الغُصْنِ وغيرِه . والحَتُوتُ كصَبُورٍ من النَّخْلِ : المُتَنَاثِرُ البُسْرِ كالمِحْتَاتِ . يقالُ شَجَرَةٌ مِحْتَاتٌ : أَي مِنْثَارٌ . وتَحاتَّ الشَّيْءُ : تَنَاثَرَ . وتحاتَّتْ أَسنانُهُ : تَنَاثَرَتْ . والحتَات كسَحَاب : الجَلَبَة محرَّكَةً نقله الصّاغانيُّ عن الفَرّاءِ . وكغُرَابٍ : قَطِيعَةٌ بالبَصْرَةِ نقله الصّاغانيُّ . والحِتَاتُ بالكسر : من أَعراضِ المدينة . الحُتَاتُ بْنُ عَمْرٍو الأَنصاريُّ أَخُو أَبي اليُسْرِ كَعْبِ بن عَمْروٍ مات في حياة رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقد أَسلم . أَو هو الحُبَاب بباءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ وهو الَّذي صحَّحه جماعةٌ وصرَّح ابنُ المَدِينِيّ بأَنه المشهور . أَما قولُ الفَرَزْدَقِ : . وفي الأٍساس : ما في يَدِي منه حُتاتَةٌ . الحَتُّ . سُقُوطُ الوَرَقِ عن الغُصْنِ وغيرِه . والحَتُوتُ كصَبُورٍ من النَّخْلِ : المُتَنَاثِرُ البُسْرِ كالمِحْتَاتِ . يقالُ شَجَرَةٌ مِحْتَاتٌ : أَي مِنْثَارٌ . وتَحاتَّ الشَّيْءُ : تَنَاثَرَ . وتحاتَّتْ أَسنانُهُ : تَنَاثَرَتْ . والحتَات كسَحَاب : الجَلَبَة محرَّكَةً نقله الصّاغانيُّ عن الفَرّاءِ . وكغُرَابٍ : قَطِيعَةٌ بالبَصْرَةِ نقله الصّاغانيُّ . والحِتَاتُ بالكسر : من أَعراضِ المدينة . الحُتَاتُ بْنُ عَمْرٍو الأَنصاريُّ أَخُو أَبي اليُسْرِ كَعْبِ بن عَمْروٍ مات في حياة رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقد أَسلم . أَو هو الحُبَاب بباءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ وهو الَّذي صحَّحه جماعةٌ وصرَّح ابنُ المَدِينِيّ بأَنه المشهور . أَما قولُ الفَرَزْدَقِ :
فإِنَّكَ واجِدٌ دُونِي صَعُودًا ... جَرَاثِيمَ الأَقارِع والحُتَاتِ فيعني به الحُتَاتَ بْنَ يزيدَ لا ابْنَ زَيْدٍ المُجَاشِعِيّ وحُتَاتٌ : لَقَبٌ واسمُه بِشْرٌ ذكر ابْنُ إِسحاقَ وابْنُ الكَلْبِيّ وابْنُ هِشام : أَنّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وَاخَى بينَ الحُتَاتِ ومَعاوِيَةَ فمات الحُتات عندَ مُعَاوِيَةَ في خلافته فوَرِثَهُ بالأُخُوَّة فخرج إِليه الفَرَزْدَقُ وهو غلامٌ فأَنشده :
أَبَوكَ وعمِّي يا مُعَاوِيَ أُورِثَا ... تُراثاً فيَحْتَازُ التُّراثَ أَقارِبُهْ
فما بالُ مِيراث الحُتَاتِ أَكَلْتَهُ ... ومِيراثُ حَرْبٍ جامِدٌ لك ذائِبُه ؟الأَبيات . فدفَعَ إِليه مِيرَاثَهُ ووَهِمَ الحَوْهَرِيُّ وهما صَحابِيّان . وفي الإِصابة . الحُتَاتُ بالضَّمّ هو ابنُ زَيْدِ بن علقمةَ بن جري بن سُفْيَانَ بْن مُجَاشِع بن دارِم التَّمِيميّ الدّارِمِيّ المُجَاشِعِيّ ذكره ابنُ إِسحاقَ وابْنُ الكلبيّ وابنُ هِشام فيمن وَفَد من بني تَمِيمٍ عَلى النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم . ووجدت في هامش لسان العرب ما نَصُّه : وأَورد هذا البيتَ يعني : الجوهريُّ بيتَ الفَرَزْدَق في ترجمة قَرَعَ وقال : الحُتاتُ بِشْرُ بنُ عَامِرٍ بْنِ عَلْقَمَةَ فليُراجَعْ . الحُتَاتُ بنُ يَحْيَى بْنِ جُبيْرٍ اللَّخْميُّ : مُحَدِّثٌ . وَرَمْدةٌ حَتّانَ : سيأْتي في ر م د . والحَتْحَتَةُ : السُّرْعَةُ والعَجَلَةُ في كلّ شيْءٍ . وهو مَجاز ومنه : حَتَّهُ مِائَةَ سَوْطٍ : ضربَه وعَجّلَ ضَرْبَه . وحَتَّهُ دَراهِمَه : عَجَّلَ له النَّقْدَ . ومنه المثَل : " شَرُّ السَّيْرِ الحَتْحَتَةُ " . والحَتْحَاتُ : بمعنى الحَثْحاثِ بالمُثَلَّثة وسيأْتي ذِكرُه . وأَحَتَّ الأَرْطَى وهو شَجَرٌ : أَي يَبِسَ . ومما يُستدرَكُ عليه : انْحَتَّ شَعَرُه عن رأْسه وانْحَصَّ : إِذا تساقطَ . والحَتَّةُ : القَشْرَةُ . وحَتَّ الله مالهُ حَتَّاً : أَذهبَه فأَفقرَه على المَثَل . وتَرَكُوهُمْ حَتًّا بَتًّا وحَتًّا فَتًّا : أَي أَهْلَكَوهم . ومن المَجَاز أَيضاً : حَتَّهُ عن الشَّيْءِ يَحُتُّه حَتًّا : رَدَّه . وفي الحديث : أَنّه قال لسعد يومَ أُحُدٍ : " احْتُتْهُم يا سَعْدُ فِداك أَبِي وأُمِّي " يعني : ارْدُدْهم . قال الأَزهَرِيّ : إِنْ صحَّت هذه اللَّفْظَةُ فهي مأْخوذَة من حَتّ الشَّيْءِ وهو قَشْرُه شيئاً بعدَ شَيْءٍ وحَكُّهُ . والحَتُّ : القَشْرُ . والحُتَاتُ من أَمراض الإِبلِ : أَنْ يَاْخُذَ البعيرَ هَلْسٌ فيتغيَّر لَحْمُه وطَرْقُهُ ولَوْنُهُ ويتَمَعَّط شَعَرُه عن الهَجَرِيّ . وقال الفَرَّاءُ ؛ حَتَّاةُ أَي : حَتَّى هُوَ