نَصِبَ كفَرِحَ : أَعْيا وتَعِبَ . وأَنْصَبَه هو وأَنْصَبَني هذا الأَمْرُ . وهَمٌّ ناصِبٌ : مُنْصِبٌ وهو الصَّحِيح فهو فاعِلٌ بمعنى مُفْعِل كمكانٍ باقِلٍ بمعنى مُقْبِل . قال ابْنُ بَرِّيّ . وقيل : ناصِبٌ بمعَنى المنصوبِ وقيلَ بمعنَى : ذو نَصَبٍ مثل : تامِرٍ ولابِنٍ وهو فاعِلٌ بمعى مفعول ؛ لأَنَّه يُنْصَب فيه ويُتْعَب . وفي الحديث : " فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُنْصِبنِي ما أَنْصَبَهَا " أَي : يُتْعبني ما أَتْعَبَها . والنَّصَبُ : التَّعَب وقيلَ المَشَقَّةُ ؛ قال النّابغة :
" كِلِينِي لِهَمٍّ يا أَمَيْبَةْ ناصِبِ أَي : ذِي نَصَبٍ مثلُ : لَيْلٌ نائمٌ : ذُو نَوْمٍ ينام فيه . ورجلٌ دارِعٌ : ذُو دِرْعٍ قاله الأَصْمَعِيُّ . ويقَال : نَصَبٌ ناصبٌ مثلَ : مَوْتٌ مائتٌ وشِعْرٌ شاعِرٌ . وقال سيبويه : هَمّ ناصِبٌ هو على النَّسَبِ أَوْ سُمِعَ : نَصَبَه الهَمُّ ثًلاثِياًّ متعدياً بمعنى اتْعَبَهُ حكه أَبو عليّ في التَّذْكِرة فنَاصِبٌ إِذاً على الفِعْل . نَصَبَ الرَّجُلُ : جَدَّ . قال أَبو عَمْروٍ . في قوله : " ناصِبِ " نَصَبَ نَحْوِي أَي جَدَّ . نَصَبَ لهم الهَمَّ وأَنْصَبَهُ الهَمُّ وعَيْش ناصِبٌ وكذلك ذو مَنْصَبَةٍ : فيه كَدٌّ ؟ وجَهْدٌ وبه فَسَّر الأَصمعيُّ قولَ ابي ذُؤَيْبٍ :
وغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بِعَيْشٍ ناصِبٍ ... وإِخالُ أَنِّي لاحِقٌ مُسْتَتْبِعُ والنَّصْبُ بفتح فسكون والنُّصْبُ بالضَّمّ وبضّمَّتَيْن ومنه قِرَاءَةُ أَبي عُميْرٍ وعبدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ : ومِنْ َسَفرِنَا هذا نُصُباً : هو الداءُ والبلاءُ والتَّعَبُ والشَّرُّ . قال اللَّيْثُ : النَّصْبُ نَصْبُ الدَّاءِ يقال : أَصابهُ نَصْبٌ من الدّاءِ . وفي التّنزيلِ العزيزِ : " مَسَّنِىَ الشَّيْطَانُ بنُصْبٍ وعَذابٍ " . والنَّصِبُ كَكَتِف : المرِيضُ الوَجِعُ . قد نَصَبَه المَرَضُ يَنْصِبُهُ بالكَسر : أَوْجَعَهُ كَأَنْصَبَهُ إِنْصاباً . نَصَبَ الشَّيءَ : وضَعَه وَرَفَعهُ ؛ فهو ضِدٌّ يَنْصَبَهُ نَصْاباً كَنَصَّبهُ بالتّشديد فَانْتَصَبَ ؛ قال :
" فبَاتَ مُنْتَصْباً وما تَكَرْدَسَا وتَنَصَّبَ كانْتَصَبِ وتَنَصَّبَ فُلانٌ وانْتَصَبَ : إِذا قامَ افِعاً رأْسَهُ وفي حديث الصلاة " لا يَنْصِب رَأْسَهُ ولا يُقْنِعُهُ " : أَي لا يَرْفَعُه . والنَّصْبُ : إِقامةُ الشَّيءِ ورَفْعُه ومنه قوله
" أَزَلُّ إِنْ قِيدَ وإِنْ قامَ نَصَبْ نصَبَ السَّيْرَ يَنْصِبْهُ نَصْباً : رَفَعَه . وقيلَ : النَّصْبُ : أَن يَسِيرُ القومُ لَيْلَهُم أَوْ هُوَ أَنْ يَسيِر طُولَ يَوْمِهِ قال الأَصْمَعيُّ . وهو سَيْرٌ لَيِّنٌّ . وقد نَصَبُوا نَصْباً . وقيل نَصَبُوا : جَدُّوا السَّيْرَ ؛ قال الشّاعرُ :
كَأَنَّ راكِبَها يَهْوِي بمُنْخَرَقٍ ... من الجَنُوب إِذا ما رَكْبُهَا نَصَبُوا وقال النَّضْرُ : النَّصْبُ : أَوّل السَّيْرِ ثُمَّ الدَّبِيبُ ثُمَّ العَنَقُ ثُمَّ التَّزَيُّدُ ثُمَّ العَسْجُ ثُمَّ الرَّتَك ثُمَّ الوَخْذُ ثُمَّ الهَمْلَجَةُ . من المَجَاز نَصَبَ لفُلانٍ نَصْباً : إِذا قَصَدَ له وعادَاهُ وتَجَرَّدَ له . والنَّصْبُ ضرْبٌ من أَغَانِي الأَعرابِ وقد نَصَبَ الرّاكِبُ نَصْباً إِذا غَنّى وعن ابْنِ سيدَهْ : نَصْبُ العَربِ : ضَرْبٌ من أَغانِيهَا . وفي الحديث : " لو نَصَبْتَ لَنَا نَصْبَ العَرَبِ " ؟ أَي : لو تَغَنَّيْتَ . وفي الصَّحِاح : أَي لو غَنَّيْتَ لنا غِناءَ العَرَبِ . يقالُ نَصَبَ الحادِيَ : حَدَا ضَرْباً من الحُدَاءِ . وقال أَبو عَمْروٍ النَّصْبُ : حُداءٌ يُشْبِهُ الغِنَاءَ . وقالَ شمِرٌ : غِناءُ النَّصْبِ : ضرْبٌ من الأَلْحان . وقيل : هو الَّذِي أَحْكِمَ من النَّشِيد و أَقِيم لَحْنُهُ ووَزْنُهُ كذا في النّهَاية وزاد في الفائق : وسُمِّىَ ذلك لأَنّ الصَّوْتَ يُنْصَبُ فيه أَي : يُرْفَع ويُعْلَى . نَصَبَ لَهُ الحَرْبَ نَصْباً : وضَعَهَا كناصَبَهُ الشَّرَّ على ما يأَتي . عن ابْنِ سيدَهْ : كُلُّ ما أَي : شَيءٍ رُفِعَ واسْتُقْبِلَ بِهِ شَيءٌ فقد نُصِبَ ونَصَبَ هُوَ . كذا في المحكم . والنَّصْبُ بالفتح : العَلَمُ المَنْصُوبُ يُنْصَبُ للقَوم قد يُحَرَّكُ . وفي التَّنْزِيل العَزِيزِ " كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوِفُضون " قُرِئ بهِما جَمِيعاً . وقال أَبو إِسحَاق . من قَرَأَ إِلى نَصْبٍ فمعناه إِلى عَلَم منصوب يَسْتَبِقُون إِليه ومَنْ قرأَ إِلى نُصُبٍ فمعناه إِلى الأَصنام . كما سيأْتي . قيلَ : النَّصْبُ : الغَايَةُ والأَوّلُ أَصحُّ عن أَبي الحَسَن الأَخْفَشِ : النَّصْبُ فِي القَوَافِي هو أَنْ تَسْلَمَ القافِيةُ من الفَسَادِ وتكونَ تامَّةَ البِنَاءِ فإِذا جاء ذلك في الشِّعْر المَجْزُوء لم يُسَمَّ نَصْباً وإِن كانت قافيتُه قد تَمَّتْ . قال : سَمِعْنَا ذلك من العربِ وقال : ليس هذا مِمَّا سَمَّى الخلَيِلُ وإِنَّما تُؤخَذ الأَسماءُ العرب انتهى كلامُ الأَخفش كما حَكاه ابْن سِيده ولمّا ظنَّ شيخُنَا أَن هذا مِمّا سمّاه الخَلِيلُ عاب المُصنِّف وسدَّد إِليه سهم أَعتراضِه وذا غيرُ مناسبٍ . وقال ابْنُ سِيدَهْ عن ابْنِ جِنِّي : لمّا كان معنى النَّصْبِ من الانتصاب وهو المثُولُ والإِشرافُ والتَّطَاوُلُ لم يُوقَعْ على ما كان من الشّعر مَجْزُوءًا ؛ لأَنَّ جَزْأَهُ عِلَّةٌ وعيب لَحِقَهُ وذلك ضِدُّ الفَخْرِ والتَّطاوُلِ . كذا في لسان العرب . وهُو أَي النَّصْبُ في الإِعْرَابِ كالفتْحِ في البِنَاءِ . وهو اصطِلاَحٌ نَحْوِيّ تقولُ منه نَصَبْتُ الحَرْفَ فانْتصَبَ . وغُبَارٌ مٌنْتَصِب : مُرتفِعٌ . وقال اللَّيْثُ : النَّصْبُ : رفْعُك شيئاً تَنْصِبُه قائماً مُنْتَصِباً . والكَلمة المنصوبةُ ترفَعُ صوْتَها إِلى الغَار الأَعلَى . وكلُّ شَيءٍ انتصب بشَيءٍ فقد نَصبهُ . وفي الصَّحِاح : النَّصْبُ : مصدرُ نَصَبْتُ الشَّيءَ : إِذا أَقَمْتَه . وصفِيح مُنَصَّبٌ : أَي نُصِب بعضُهُ على بعض . عن ابْن قُتيْبَةَ : نَصْبُ العربِ : ضَرْب من مَغانِيها أَرَقُّ من الحُدَاءِ ومثلُهُ في الفائق وقد تقدّمَ بيانهُوقولُ شيخِنا : إِنّه مُستدرَكٌ أَغنَى عنه قولُه السّابقُ : " والحادي إِلى آخرِه " ما فيهِ لأَنّهما قولانِ غيرَ أَنَّهُ يُقَال : كانَ المُنَاسِبُ أَن يَذكرَهُمَا في محلٍّ واحدٍ مراعاةً لطريقته في حُسْنِ الأَختصار . النُّصُبُ بِضَمَّتَيْنِ : كُلُّ ما نُصِبَ وجُعِلَ عَلَماً كالنَّصِيبَةِ . وقلي النُّصُبُ جمعُ نَصِيبَةِ كسَفينةٍ وسُفُنٍ وصَحِيفَةٍ وصُحُفٍ . وقال اللَّيْثُ : النُّصُبُ : جماعةُ النَّصِيبِة وهي عَلامةٌ تُنْصَبُ للقوم . قال الفَرّاءُ : واليَنْصُوبُ : عَلمٌ يُنْصَبُ في الفَلاةِ . النُّصُبُ : كُلُّ ما عُبِدَ من دون الله تَعالَى والجمعُ النّصائِبُ . وقال الزجّاجُ : النُّصُبُ : جمعٌ واحدَُا نِصابٌ . قال : وجائزٌ أَن يكونَ واحداً وجمعُه أَنصابٌ . وفي الصَّحِاح : النَّصْبُ أَي : بفتح فسكون : ما نُصبَ فعُبِدَ دُون الله تعالَى كالنُّصْبِ بالضَّمِّ فسكون وقد يحُرَّكُ . وزاد في نسخه ِمْنُه : مثل عُسْر وعُسُر فيُنظر هذا مع عبارة المصنّف السّابقة . قالَ الأَعْشَى يمدَحُ سيِّدَنا رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ :
وذا النُّصُبَ المَنْصُوَب لا تنْسُكَنَّهُ ... لِعاقِبةٍ والله ربَّكَ فاعْبُدَا أَراد : فاعبدَنْ فوقفَ بالأَلف . وقوله : وذا النُّصُب أَي : إِيّاكَ وذا النُّصُبَ . وقال الفَرّاءُ : كأَنّ النُّصُبَ الآلهةُ الّتي كانت تعْبَدُ من أَحجارٍ . قال الأَزهريّ : وقد جَعَل الأَعْشَى النُّصُبَ واحداً حيثُ قالَ :
" وذا النُّصُبُ المْنْصوبَ لا تَنْسُكنَّه والنَّصْبُ واحِدٌ وهو مصدرٌ وجمعُه الأَنصابَ . كانو يَعبُدُون الأَنْصَابَ وهي حِجارَةٌ كانَتْ حَوْلَ الكَعْبَةِ تُنْصَبُ فيُهَلُّ عَلَيْهَا ويُذْبَحُ لِغَيْرِ الله تَعالَى قاله ابْنُ سيده . واحِدُها نُصُبٌ كعُنُق وأَعْنَاق أَو نُصْبٌ بالضّمّ كقُفْل وأَقْفَالِ . قالَ تَعَالى : " والأَنْصابُ والأَزْلاَمُ . وقوله " وما ذُبِحَ على النُّصُبِ " الأَنْصَابُ : الأَوْثانُ وقال القُيَتْبِيُّ : النُّصُبِ : صَنَمٌ أَو حَجرٌ وكانت الجاهليّةُ تَنْصِبُهُ تَذْبَحُ عندَه فيَحْمَرُّ للدَّمِ . ومنه حديثُ أَبي ذَرٍّ في إِسلامه قال : " فَخَرَرْتُ مَغْشِيًّا علىَّ ثم ارتَفعتُ كأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ " يُرِيدُ أَنَّهُم ضَرَبوه حَتَّى أَدْمَوْهُ فصار كالنُّصُبِ المُحْمَرِّ بدَمِ الذّبائحِ . الأَنَصابُ من الحِرمِ : حُدُودُه وهي أَعلام تُنْصَبُ هناك لِمعرِفَتها . والنُّصْبَةُ بالضَّمّ : السّارِيَةُ المَنْصُوبَةُ لمعرفةِ علامةِ الطّرِيق . والنَّصائِبُ : حِجَارَةٌ تُنْصَبُ حَوْلَ الحَوْضِ ويُسدُّ ما بَيْنَها من الخَصَاصِ بالفتح : الفُرجِ بينَ الأَثافِيّ بالمَدَرَةِ المَعْجُونَةِ واحِدَتُها نَصيبَةٌ . وعن أَبي عُبيد : النَّصائبُ . ما نُصِب حَولْ الحَوْضِ من الأَحْجَارِ أَي : لِيَكُونَ علامةً لما يُرْوِي الإِبِل من الماءِ قال ذُو الرُّمَّةِ :
هَرَقْنَاهُ في بادِي النَّشِيئَةِ داثرٍ ... قَديِمٍ بِعَهْدِ الماءِ بُقْعٍ نَصائِبُهْوالهاءُ في هَرقْنَاه تعودُ إِلى سَجْل تَقدَّمَ ذِكْرُهُ . من المَجَاز : نَاصَبَهُ الشَّرَّ والحَربَ والعَداوَةَ مُنَاصَبَةً : أَظْهرَهُ لَهُ كَنَصَبَهُ ثُلاثيّاً وقد تقدّم وكُلُّهُ من الانتصاب كما في لسان العرب . وتَيْسٌ أَنْصَبُ : إِذا كان مُنْتَصِبَ القَرْنَيْنِ مرتَفعَهُمَا . وعَنْزٌ نَصْباءُ : بَيِّنَةُ النَّصَبِ إِذا انْتَصَبَ قَرْنَاهَا ونَاقَةٌ نَصْباءُ : مُرْتَفِعَةُ الصَّدْرِ نَصُّ الجَوْهَرِيُّ . وأُذُن نَصْبَاءُ : وهي الّتي تَنْتَصِبُ وتدنُو من الأُخْرَى . وتَنصَّبَ الغُبارُ : ارْتَفَع كانْتَصَب وهو مَجازٌ كما في الأَساس . ويوجد في بعض النسَخ : الغُرابُ بدل الغُبَار وهو خطأٌ . في الصَّحِاح : تَنَصَّبَتِ الأَتُن حَوْلَ الحِمارِ : أَي وَقَفَتْ . المِنْصَبُ كمِنْبَر : شَيْءٌ من حدِيد يُنْصَبُ علَيْه القِدْرُ نَصْباً إِذا كان من حديد . وتقولُ للطَّاهِي : انْتَصِبْ أَي : انْصِبُ قِدْرَكَ للطَّبْخ . والنَّصِيبُ : الحَظُّ من كلِّ شْيءٍ كالنَّصْبِ بالكسر لغة فيه . و ج : أَنْصِباءُ وأَنْصِبَةٌ . ومن المجاز : لي نصيبٌ منه : أَي قِسْمٌ منصوبٌ مُشَخَّصٌ كذا في الأَساس . النَّصِيبُ : الحَوْضُ نَصَّ عليه الجَوْهَرِيُّ . النَّصِيبُ : الشَّرَكُ المنْصُوبُ فهو إِذاً فَعِيٌل بمعنى منصوبٍ . نُصَيْبٌ كَزبَيْرٍ : شاعِرٌ وهو الأَسْوَدُ المَرْوانيُّ عبدُ بني كَعْبِ ابْنِ ضَمْرةَ وكان له بَناتٌ ضُرِبَ بهِنّ المَثَلُ ذكَرهُنَّ أَبو منصورٍ الثَّعالِبيّ . وزاد الجلالُ في المزهر عن تهذيب التِّبْرِيزيّ اثْنَيْنِ : نُصَيْباً الأَبيض الهاشمِيَّ وابْنُ الأَسْودِ . وأَنْصَبَهُ : جَعلَ لَهُ نَصِيباً . وهم يَتَنَاصَبونَه : يَقْتَسِمُونَهُ
من المجَازِ : هو يِرْجِعُ إِلى مَنْصِبِ صِدْقٍ ونِصَابِ صِدْقٍ . النِّصَابُ من كلّ شَيْءٍ : الأَصْلُ والَمَرْجِعُ الَّذِي نُصِبَ فيه ورُكِّبَ وهو المَنْبتُ والمَحتْدُ كالمَنْصبِ كَمْجلِسِ . النِّصابُ : مِغيبُ الشَّمْسِ ومَرْجِعُهَا الَّذِي تَرْجِعُ إِليه . منه : المَنْصِبُ والنِّصَابُ جُزْأَةُ السَّكِّينِ وهو عَجُزُهُ ومَقْبِضُهُ الَّذِي نُصُبٌ فيه ورُكِّب سِيلاَنُه . ج نُصُبٌ ككُتُبٍ . وقد أَنْصَبَها : جعلَ لها نِصَاباً أَي مَقْبِضاً . ونِصَابُ كُلِّ شْيءٍ : أَصلُه . من المَجاز أَيضاً : النِّصَابُ مِن المالِ وهو القَدْرُ الَّذِي تَجِبُ فيهِ الزَّكَاُة إِذا بلَغَهُ نحو مائَتَيْ دِرْهمٍ وخَمْسٍ من الإِبِلِ جعله في المِصْباح مأْخوذاً من نِصَابِ الشيءٍ وهو أَصلُه . نِصَابٌ : فَرَسٌ مالك بْنِ نُوَيْرةَ التَّميميِّ رضيَ الله عنه وكانت قد عُقِرَت تَحْتَه فحَمَلَهُ الأَحْوصُ بْنُ عَمْرو الكَلْبِيُّ على الوَرِيعَةِ فقال مالكٌ يَشكُرُهُ :
وَرُدَّ نَزِيلَنا بِعطاءِ صِدْقٍ ... وأَعْقبْهُ الوَرِيعَةَ من نصابِ وسيأْتي في ورع . من المجاز : تَنَصَّبْتُ لِفُلانٍ : عادَيْتُهُ نَصْباً . ومنه النَّوَاصِبُ والنّاصِبيَّةُ وأَهْلُ النَّصْبِ : وهم المُتَدَيِّنُون بِبغْضَةِ سيّدِنا أَميرِ المُؤْمنينَ ويَعْسُوب المُسْلِمينَ أَبي الحسنِ عَلِيّ بْنِ أَبي طالبٍ رضِيَ الله تعالى عَنْهُ وكَرَّم وجْهَهُ ؛ لأَنَّهم نَصَبُوا له أَي : عادَوْهُ وأَظْهَرُوا له الخِلافَ وهم طائفة من الخَوَارِج وأَخبارُهم مُستوفاةٌ في كتاب المَعالم لِلبَلاذُرِيّ . والأَناصِيبُ : الأَعْلامُ والصُّوَى وهي حجارةٌ تُنْصَبُ على رُؤُوس القُورِ يُسْتَدَلُّ بها قالَ ذُو الرُّمَّة :
" طَوَتْهَا بِنا الصُّهْبُ المَهَازَى فأَصْبَحَتْتَنَاصِيبَ أَمْثَالَ الرِّماحِ بِها غُبْرَا كالتَّناصيبِ وهما من الجموع الّتي لا مفرد لها . الأَناصيبُ أَيضاً : ع بَعْيِنِه وبه تلك الصُّوَي ؛ قال ابْنُ لَجَإٍ :
وَاسْتَجْدَبَتْ كُل مَرٍّب مَعْلَمِ ... بيْنَ أَناصِيب وبَيْنَ الأَدْرَموالنَّاصِبُ : اسْمُ فَرَسِ حُوَيْصِ ابْنِ بُجَيْرٍ بْنُ مُرَّةً . ونًصِيبُونَ ونَصِيبينَ : د عامرةٌ من بلادِ الجزيرة على جادَّةِ القوافلِ من المَوْصِل إِلى الشّام وبينَهَا وبينَ سنْجَارَ تسعةُ فراسِخَ وعليها سُورٌ . وهي كثيرةُ المياهِ وفيها خرابٌ كثيرٌ وهي قاعدَةُ دِيارِ رَبِيعَةَ وقد رُوِىَ في بعض الآثار : أَنّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : " رُفِعَتْ لَيْلَةَ أَسْرِيَ بي مدينةٌ فأَعْجَبَتْنِي فقلتُ لجِبْرِيلَ : ما هذهِ المَدِينَةُ ؟ فقال : نَصِيبِين . فقلتُ : اللّهم عَجِّلْ فَتْحَها واجْعَلْ فيها بَركةً للمسلمينَ " فتحها عياضُ بْنُ غنم الأَشعري . وقال ابْنُ عتْبَانَ :
لَقدْ لَقِيَتْ نَصيبِين الدَّوَاهِي ... بِدُهْمِ الخَيْلِ والجُرْد والوِرَاد وقال بعُضهُم يذكُر نَصِيبِينَ : وظَاهِرها مليحُ المنظرِ وباطِنُها قبيحُ المَخْبر . وقَال آخَرُ يذُمّ نَصِيبينَ
نَصِيبُ نَصيبِينَ مِنْ رَبِّها ... وِلاَيِةُ كُلِّ ظلُومٍ غَشُومِ
فباطِنُها مِنْهُمُ في لَظىً ... وظَاهِرُهَا من جِنَانِ النَّعِيمِ نُسِبَ إِليهَا أَبو القاسِم الحسَن بْنُ عليّ بْنِ الوثاق النَّصِيبِيّ الحافظ . روى وحَدَّث . وفيه للعرب مَذهبانِ : منهم من يَجْعلُهُ اسْماً واحداً ويُلزِمُهُ الإِعْرَابَ كما يُلْزِمُهُ الأَسماءَ المفردةَ الّتي لا تنصرفُ فتقول : هذه نَصِيبِينُ ومررتُ بنَصيبِينَ ورأَيتُ نَصيبِينَ . والنِّسْبَةُ إِليه : نَصيبِيِنيٌّ يعني : بإِثبات النّون في آخره لأَنّها كالأَصْل وفي نسخة الصَّحِاح الموثوق بها وهي بخطّ ياقوت الرُّوميّ : بحذف النّون وهكَذا وُجِد بخطّ المؤلِّف . قال في هامشه : وهو سهوٌ وبالعكس فيما بعدَهُ . ومن هُنا اعترضَ ابْنُ برِّيّ في حواشيه وسلّمه ابْنُ منظور الإِفريقيّ . ثمَّ قال الجوهريُّ : ومنهم مَنْ يُجْريهِ مجرى الجمعِ فيقولُ : هذه نَصيبُونَ ومررتُ بِنَصيبينَ ورأَيتُ نَصيبِين . وكذلك القولُ في يَبْرِين وفِلَسْطيَن وسَيْلَحينَ وياسِمِينَ وقِنَّسْرِينَ . النّسْبَة إِليه على هذا القَوْلَ نَصِيبِيٌّ أَي : بحذف النُّون ؛ لأَنّ علامةَ الجمع والتَّثنية تُحْذَفُ عندَ النِّشسْبَة كما عُرِف في العربيّة . ووجد في نُسَخِ الصِّحِاح هنا بإِثبات النُّون وهو سهوٌ كما تقدّم . وثَرىً مُنَصبٌ كمُعَظَّمٍ : مُجَعَّدٌ كذا في النُّسَخ وصوابُهُ : جَعْدٌ . النَّصْبُ على ما تقدَّم : هو إِقامة الشَّيْء ورَفْعهُ . وقال ثعلب : لا يكون النَصْبُ إِلاّ بالقيام وقال مَرَّةً : هو نُصْبُ عَيْني هكذا - كذا عبارة الفصيح - في الشَّيْءءِ القائم الّذي لا يخفَي عليَّ وإِنْ كان مُلْقىً . يعني بالقائم في هذه الأَخيرَةِ الشَّيءَ الظَّاهرَ . وعن القُتَيتْبِيّ : جعلْتُهُ نُصْبَ عيْنِي بالضَّمِّ . ومنهم من يروي فيه الفتحَ أَو الفتحُ لَحْنٌ . قال القُتَيْبيّ : ولا تَقُلْ : نَصْبَ عَيني أَي : بالفتح وقيل : بل هو مسموعٌ من العرب . وصرَّح المطرِّزيّ بأَنّهُ مصدرٌ في الأَصل أَي بمعنى مفعول أَي منصوبها أَي : مَرْئِيّها رؤيَةً ظاهرةً بحيثُ لا يُنْسَي ولا يُغفلَ عنه ولم يُجْعَلْ بظَهْرِ قاله شيخُنا . وثَغْرٌ مُنَصَّبٌ كمُعَظَّمٍ : مُسْتَوِى النِّبْتَة بالكسر كأَنَّه نُصِبَ فَسُوِّىَ . وذاتُ النُّصْب بالضَّمّ : ع قُرْبَ المَدِينَة على ساكنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ بينَهُ وبينَها أَربعةُ أَميالٍ وفي حديث مالك بْنِ أَنَس : أَنّ عبدَ الله بْنَ عُمَرَ رَكبَ إِلى ذاتِ النُّصْبِ فقَصَرَ الصَّلاةَ " . ويل : هي من معادن القَبَليَّة . كذا في المعجم . ومِمّا يُسْتَدرَكُ على المؤلِّف في هذه المادّة : قال اللهُ تَعَالَى : " فإِذا فَرَغْتَ فانْصَبْ " قالَ قَتادةُ : إِذا فرغَت من صلاتك فانْصَب في الدُّعاءِ . قال الأَزهريّ : هو من نَصِب يَنْصَب نَصباً : إِذا تَعِبَ . وقيلَ : إِذا فَرَغْت من الفَرِيضة فانْصَبْ في النّافِلَةِ . واليَنْصُوبُ : عَلَمٌ يُنْصِبُ في الفَلاة . والنّاصِبَةُ في قول الشاعر :
وَحَبَتْ له أُذُنٌ يُرَاقِبُ سَمْعَها ... بَصَرٌ كنَاصِبَةِ الشُّجاعِ المُرْصَدِيُرِيدُ : كعَيْنِهِ الّتي يَنْصِبُهَا للنَّظَر . والنَّصْبَةُ بالفَتح : نَصْبَةُ الشَّرَكِ بمعنى المنصوبة . وفي الصَّحِاح ولسان العرب : ونَصَّبِت الخَيْلُ آذانَهَا شُدِّدَ للكَثْرَة أَو للمُبالغَة . والمُنَصَّبُ في الخَيْلِ : الّذِي يَغْلِبُ على خَلْقِه كُلِّه نَصْبُ عظامه حتّى يَنْتَصِبَ منهُ ما يَحتاج إِلى عَطْفِه . ونَصَبَ الحَدِيثَ : أَسْنَدَهُ ورَفَعَهُ ومنه حديثُ ابْن عُمَرَ : " مِنْ أَقْذَرِ الذُّنُوبِ رَجُلٌ ظَلَمَ امْرَأَةً صَدَاقَهَا " . قِيلَ لِلَّيْثِ : أَنَصَبَ ابْنُ عُمَرَ الحديثَ إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم ؟ قال : وما عِلْمُهُ لو لا أَنّهُ سَمِعَهُ منه ؟ أَي أَسنَده إِليه ورَفَعَهُ . ونُقِلَ عن الزَّمَخْشَرِيُّ والمَنْصُوبَة : الحِيلةُ يقال : سَوَّى فُلانٌ مَنصوبةً . قال : وهي في الأَصل صِفةٌ للشَّبَكَةِ والحِبَالَة فجَرتْ مَجْرَى الاسْم كالدَّابَّة والعَجُوز . ومنه المنصوبةُ في لعْبِ الشِّطْرَنْج قاله الشِّهَابُ في أَثناءِ النَّحْلِ من العِنَاية . والمَنْصبُ لُغَةً : الحَسَبُ والمَقَام . ويُسْتَعَارُ للشَّرَفِ أَي : مأْخُوذٌ من معنى الأَصْل . ومنه : مَنْصِبُ الوِلاَياتِ السُّلْطانية والشَّرْعيَّة . وجمعُهُ : المَنَاصِب . وفي شفاءِ الغَليل : المَنْصِب في كلام المُوَلَّدين : ما يتَوَلاّهُ الرَّجُلُ من العَمَل كأَنَّه مَحَلٌّ لِنَصَبِه . قال شيخُنا : أَو لأَنّهُ نُصِبَ للنظَّرَ ؛ وأَنشد لابْنِ الوَرْدِيِّ :
نَصَبُ المَنْصِبِ أَوْ هَي جَلَدِي ... وعَنَانِي من مُدَاراةِ السَّفِلْ قال : ويُطْلِونه على أَثافِي القِدْرِ من الحديد . قال ابْنُ تَمِيم :
كم قُلْت لمّا فار غَيْظاً وقدْ ... أُرِيحَ من مَنْصِبِه المُعْجِبِ
لا تَعْجبُوا إِن فارَ مِنْ غَيْظِهِ ... فالقَلْبُ مطبوخٌ على المَنْصِبِ وقد تقدّم . قال الشِّهَابُ : وإِنّمَا هو في الكلامِ القديمِ الفَصيحِ بِمعنى الأَصْل والحسب والشَّرف ولم يستعملوه بهذا المعنى لكِنَّ القيَاسَ لا يأْباه . وفي المِصْبَاح : يُقَالُ : لفلان مَنْصبٌ كمَسْجِدِ أَي : عُلُوٌّ ورِفْعَةٌ . وامرأَةٌ ذاتُ مَنْصب : قيلَ : ذاتُ حَسَبٍ وجَمال وقيل : ذاتُ جَمال ؛ لأَنّه وحدَهُ رِفْعَة لها . وفي الأَساس : من المجَاز : نُصِبَ فُلانٌ لِعِمَارة البلَد . ونَصبُْ له رَأْياً : أَشَرْتُ عليه برأْيٍ لا يَعْدِلُ عنه . ويَنْصُوبُ : موضعٌ كذا في اللّسان . وفي المُعْجم : يَنَاصيبُ : أَجْبُلٌ مُتْحاذياتٌ في ديار بني كِلابٍ أَو بني أَسَدِ بنَجْد . ويُقَالُ بالأَلف واللام . وقيل : أَقْرُنٌ طِوالٌ دقاقٌ حُمْرٌ بينَ أُضَاخَ وجَبلَةَ وبينها زبين أضَاخَ أَربعةُ أَميال عن نصرٍ . قال : وبخطّ أَبي الفضل : اليَنَاصِيبُ : جِبال لِوَبْرٍ مِنْ كلاب منها الحَمَّال وماؤُها العَقِيلَةُ . ونَصِيبٌ مُكَبَّراً ونُصَيْبٌ مُصَغَّراً اسمانِ . ونُصيب : له حديثٌ في قتل الحيّات ذُكر في الصَّحابة . ونَصِيبِين أَيضاً : قريةٌ من قُرى حَلَبَ . وتَلُّ نصِيبِينَ : من نواي حلَبَ . ونَصِيبِين : مدينةُ : أَخْرَى على شاطِئ الُفرات كبيرة تعرف بنَصِيبِين الرُّوم بينَهَا وبينَ آمِدَ أَربعةُ أَيّام أَو ثلاثة . ومن قَصَد بلاد الرُّوم من حرّانَ مَرَّ بها ؛ لأَنّ بينهما ثلاثَ مَراحِل . كذا ذكره شيخُنَا . ثمّ رأَيتُهُ بعينه في كتاب المُعْجَمِ . والمَنَاصِبُ موضعٌ عن ابْن دُريْد وبه فسَّروا قول الأَعلم الهُذَلِيّ :
لَمّا رأَيْتُ القَوْمَ بِالْ ... عَلْيَاءِ دُونَ قِدَى المَنَاصِبْ وقرأَ زَيْدُ بْنُ علّيً : " فَإِذا فرَغْتَ فَانْصبْ " بكسر الصّاد والمعنى واحدٌ والنَّصَّابُ ككَتّان : الّذي يَنْصبُ نَفْسهُ لعملٍ لم يُنْصَبْ له مثل أَن يَتَرسَّل وليس برسولٍ نقله الصّاغانيّ . قلتُ : واستعمله العامَّةُ بمعنى الخَدّاع المُحْتال
صَبَّهُ أَي المَاءَ ونَحْوَه : أَرَاقَه يَصُبُّه صَبّاً فَصَبَّ أَي فَهُو مِمَّا اسْتُعْمِل مُتَعَدِّياً ولاَزِماً إِلا أَنَّ المُتَعَدِّيَ كنَصَر واللاَّزم كَضَرَب وكان حَقُّه التَّنْبِيهَ عَلَى ذَلِك أَشَار لَهُ شَيْخُنا وهَكَذَا ضَبَطَه الفَيُّومِيُّ في المِصْبَاح وانْصَبَّ على انْفَعَل وَهُوَ كَثِير واصْطَبَّ على افْتَعَل مِنْ أَنْوَاع المُطَاوع وتَصَبَّبَ على تَفَعَّل لكن الأَكْثَر فيه أَنْ يَكُونَ مُطَاوِعاً لِفِعْل المُضَاعَف كعَلَّمته فَتَعلَّم . واسْتِعْمَالُه في الثُّلاثِيّ المُجَرَّد كَهَذَا قَلِيل قَالَه شَيْخُنَا . وصَبَبْتُ المَاءَ : سَكَبْتُه . ويُقَالُ : صَبَبْتُ لِفُلاَنٍ مَاءً في القَدَح لِيَشْرَبَه . واصْطَبَبْتُ لِنَفْسي مَاءً من القِرْبَة لأَشْرَبَه واصْطَبَبْت لنَفْسي قَدَحاً . وفي الحَدِيثِ : فَقَامَ إِلَى شَجْبٍ فَاصْطَبَّ مِنْهُ المَاءَ هُو افْتَعَل من الصَّبِّ أَي أَخَذَه لِنَفْسِه وتَاءُ الافْتعَال مَعَ الصَّادِ تُقْلَبُ طَاءً لِيَسْهُل النُّطْقُ بِهَا وهما من حُرُوفِ الإِطْبَاق . وقَالَ أَعْرَابِيٌّ : اصْطَبَبْتُ مِنَ الْمَزَادَة مَاءً أَي أَخَذْتُه لِنَفْسِي وقد صَبَبْتُ المَاءَ فَاصْطَبَّ بِمَعْنَى انْصَبَّ وأَنْشَد ابْنُ الأَعْرَابِيّ :
" لَيْتَ بُنَيَّ قَدْ سَعَى وشَبَّا
" ومَنَع القِرْبَةَ أَنْ تَصْطَبَّا وفي لِسَان العرب : اصْطَبَّ الماءَ : اتَّخَذَه لِنَفْسه على مَا يجِيءُ عَلَيْه عَامَّة هَذَا النَّحو حَكَاه سِيبَوَيْهِ . والماءُ يَنْصَبُّ من الجَبَل ويَتَصَبَّبُ من الجَبَل أَي يَتَحَدَّر . ومِنْ كَلاَمِهِم : تَصَبَّبتُ عَرَقاً أَي تَصَبَّبَ عَرَقِي فنقَل الفِعْل فَصَارَ في الَّلفْظِ لِي فخَرج الفَاعِلُ في الأَصْل مُمَيِّزاً ولا يجوز عَرَقاً تَصَبَّبَ لأَنَّ هَذَا المُمَيِّزَ هُوَ الفَاعِلُ في المَعْنَى فكَمَا لا يَجُوزُ تَقْدِيمُ الفَاعِل على الفِعْل كذلك لا يجوز تَقْدِيمُ المُمَيِّز إِذَا كَانَ هُوَ الفَاعِلَ في المَعْنَى على الفِعْل هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي . وصَبَّ في الوَادِي : انْحَدَر . وفي حديث الطَّوَافِ : حَتَّى إِذَا انْصَبَّت قَدَمَاه في بَطْنِ الْوَادِي أَي انْحَدَرَت في السَّعْي . وفي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلَى بَدْر : أَنَّه صَبَّ في ذَفِرَانَ . أَي مَضَى فِيهِ مُنْحَدِراً وَدَافِعاً وهو مَوْضِعٌ عِنْدَ بَدْر . والصُّبَّةُ بالضَّمِّ : مَا صُبَّ مِنْ طَعَامٍ وغَيْرِهِ مُجْتَمِعاً كالصُّبِّ بغَيْر هَاء ورُبَّما سُمِّي بِهِ . الصُّبَّةُ : السُّفْرَةُ لأَنَّ الطَّعَامَ يُصَبُّ فِيهَا أَو شِبْهُهَا . وفي حَدِيث واثْلَةَ بْنِ الأَسْقَع في غَزْوة تَبُوك : فخرجْتُ مَعَ خَيْر صَاحِب زَادِي في صُبَّتي . ورُويَت صِنَّتي بالنُّونِ . وَهُمَا سَوَاء الصُّبَّةُ : السُّرْبَةُ أَي القِطْعَةُ من الخِيْل وفي بَعْض النُّسَخ السَّرِيَّة وَهُوَ خَطَأٌ . قال :
صُبَّةٌ كاليَمَامِ تَهْوِي سِرَاعاً ... وعِدِيٌّ كَمِثْلِ سيل المَضِيقِ والأَسْيَقُ صُبَبٌ كاليَمَام كَمَا في لِسَانِ العَرَب . الصُّبَّةُ : الصِّرْمَةُ مِنَ الإِبِل . الصُّبَّةُ : القِطْعَةُ مِنَ الغَنَم . أَو الصُّبَّةُ من الإِبِل والغَنَم : ما بَيْنِ العِشْرينَ إِلَى الثَّلاَثين والأَرْبَعِين . وقيل : مَا بَيْن العَشَرةِ إِلَى الأَرْبَعِين . وفي الصَّحَاح عَنْ أَبِي زَيْد : الصُّبَّةُ من المَعِز : ما بَيْن العَشَرَةِ إِلَى الأَرْبَعِين . وهِيَ مِن الإِبِل : مَا دُونَ المائَة كالفِرْقَ مِن الْغَنَم في قَوْل مَنْ جَعَل الفِرْقَ مَا دُونَ المائَة . والفِزْرُ مِنَ الضَّأْنِ مِثْلُ الصُّبَّةِ من المِعْزَى . والصَّدْعَةُ نَحْوُهَا . وقَدْ يُقَالُ في الإِبِل . الصُّبَّةُ : الجَمَاعَةُ من النَّاسِ وَهُو أَصْلُ مَعْنَاها . واسْتِعْمَالُها في الإِبِل والغَنَم ونَحْوِهِمَا مَجَازٌ . كذا قَوْلُهم : عِنْدِي مِنَ الْمَاءِ صُبَّةٌ أَي القَلِيلُ مِنَ المَال كَذَا في الأَسَاسِومَضَتْ صُبَّةٌ مِنَ اللَّيل أَي طَائِفَةٌ . في حَدِيثِ شَقِيق قَال لإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ أَلَمْ أُنْبَّأْ أَنَّكُم صُبَّتَانِ صُبَّتَان أَي جَمَاعَتَانِ جَمَاعَتَان . وفي الحَدِيثِ : عَسَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَن يَتَّخِذَ الصُّبَّةَ من الغَنَم أَي جَمَاعَةً مِنْهَا تَشْبِيهاً بجَمَاعَة مِنَ النَّاسِ قال ابن الأَثير : وقد اخْتُلِفَ في عَدَدِهَا فقِيلَ : مَا بَيْن العِشْرينَ إِلَى الأَرْبَعِين من الضَّأْنِ والمَعِز وقيل : من المَعِز خَاصَّة وقِيلَ نَحْوُ الخَمْسِين وقِيل : ما بَيْن السِّتِّين إِلَى السَّبْعِين . قال : والصُّبَّةُ من الإِبِل نحوُ خَمْسِ أَوْ سِتٍّ . وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَر : اشْتَريتُ صُبَّةً من غَنَم . الصُّبَّةُ : البَقِيَّةُ من المَاءِ واللَّبَن وغَيْرِهِما تَبْقَى في الإِنَاءِ والسِّقَاءِ وعن الفرَّاءِ : الصُّبَّةُ والشَّوْلُ والغَرَضُ : المَاءُ القَلِيلُ كالصُّبَابَة بالضَّمِّ أَي في المعنى الأَخير . قال الأَخطل في الصُّبَابَة :
جَادَ القِلاَلُ لَهُ بِذَاتِ صُبَابَة ... حَمْرَاءَ مِثْلِ شَخِيبَةِ الأَوْدَاجِ وفي حَدِيثِ عُتْبَة بْنِ غَزْوَان أَنَّه خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : أَلاَ إِنَّ الدُّنْيَا قَد آذَنَت بصَرْم وولَّتْ حَذَّاءَ فلم يَبْقَ مِنها إِلاَّ صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ . حَذَّاءُ أَي مُسْرِعَة . وقال أَبُو عُبَيْد : الصُّبَابَةُ : البَقِيَّةُ : اليَسِيرَةُ تَبْقَى في الإِنَاءِ مِن الشَّرَاب إِذَا شَرِبَها الرَّجُلُ قال : تَصَابَيْتُ المَاءَ أَي شَرِبْتُ صُبَابَتَه أَي بَقِيَّتَه . وأَنْشَدَنَا شَيْخُنا العَلاّمَةُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَر الحُسَيْنِيّ في كدف البِطَاح من قُرَى زَبِيد لأَبي القَاسِم الحَرِيرِيّ :
تَبّاً لطَالِب دُنِيا ... ثَنَى إِليها انْصِبَابه
ما يَسْتَفِيق غَرَاماً ... بِهَا وفَرْطَ صَبَابَه
ولو دَرَى لَكَفَاه ... مما يَروم صُبَابَهْ وفي لسان العرب : فأَمّا ما أَنْشده ابن الأَعْرَابيّ من قول الشاعر :
وَلَيْلٍ هَدَيْتُ بِهِ فِتْيَةً ... سُقُوا بِصُبَابِ الكَرَى الأَغْيَدِ . قال : قَدْ يَجُوزُ أَنَّه أَرَادَ بِصُبَابِةِ الكَرَى فحذَفَ الهَاءَ أَو جَمَع صُبَابَة فيكون من الجَمْع الذي لا يُفَارِق وَاحِدَه إِلاَّ بالْهَاءِ كشَعِيرَة وشَعِير . ولَمَّا اسْتَعَارَ السَّقْىَ لِلْكَرَى اسْتَعَار الصُّبَابَةَ لَهُ أَيْضاً وكل ذلك على المَثَل . ومن المَجَازِ : لم أُدْرِك من العَيْش إِلا صُبَابَةً وإِلا صُبَابَاتِ . ويُقَالُ : قد تَصَابَّ فُلاَنٌ المَعِيشَةَ بَعْدَ فُلانٍ أَي عَاشَ . وقد تَصَابَبْتُهم أَجْمَعِين إِلاَّ وَاحِداً . وفي لسان العرب : تَصَابَّ المَاءَ . واصْطَبَّهَا وتَصَبَّبها وتَصَابَّهَا بِمَعْنىً . قال الأَخْطَلُ ونَسَبَه الأَزْهَرِيّ للشَّمَّاخ :
لقَوْمٌ تَصَابَبْتُ المَعِيشَةَ بَعْدَهُمْ ... أَعزُّ عَلَيْنَا من عِفَاءٍ تَغَيَّرَا جعل لِلْمَعِيشَةِ صُبَاباً وهو عَلَى المَثَل أَي فَقْدُ مَنْ كُنتُ مَعَه أَشَدّ عليّ من ابْيِضَاضِ شَعِري . قال الأَزهريّ : شَبَّه ما بَقِي من العَيْشِ بِبَقِيَّةِ الشَّرَاب يَتَمَزَّزُه وَيَتَصَابُّه . ومن أَمْثَالِ المَيْدَانِيّ : صُبَابتي تُرْوِي وليْسَتْ غَيْلاً . الغَيْلُ : المَاءُ يَجْرِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ . يُضْربُ لمَنْ يَنْتَفع بِمَا يبذُل وَإِنْ لَم يَدْخُل في حَدِّ الكَثْرة . والصَّبَبُ مُحَرَّكَةً : تَصَبُّبُ هَكَذا في النُّسَخ وصَوَابُه تَصَوُّبُ كَمَا في المحْكَم ولِسَانِ العَرَب نَهْرٍ أَو طَرِيقٍ يَكُونُ في حَدُور . وفي صِفَةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم أَنَّه كَانَ إِذَا مَشَى كأَنَّه يَنْحَطُّ في صَبَبٍ أَي في موضع مُنْحَدِرٍ . وقال ابْنُ عَبَّاس : أَرَادَ بِهِ أَنَّه قَوِيُّ البَدَنِ فإِذا مَشَى فكأَنَّه يَمْشِي على صَدْرِ قَدَمَيْه من القُوَّة . وأَنْشَدَ :
الوَاطِئينَ عَلَى صُدُورِ نِعَالِهِمْ ... يَمْشُونَ في الدَّفَنِيّ والأَبْرَادِوفي رِوَايَة : كأَنَّمَا يَهْوِي من صَبَب كالصَّبُوبِ بالفَتْح والضَّمِّ . وقيل بالْفَتْح : اسْمٌ يُصَبُّ عَلى الإِنْسَانِ من مَاءٍ وغَيْرِه كالطَّهُورِ والغَسُول والضَّم جَمْعُ صَبَب . الصَّبَبُ : ما انْصَبَّ مِنَ الرَّمْل . وَمَا انْحَدَرَ من الأَرْضِ . و القومُ أَصَبُّوا أَي أَخَذُوا فِيهِ أَي الصَّبَب ج أَصْبَابٌ . قَالَ رُؤْبَةُ :
" بَلْ بَلَد ذِي صُعُدٍ وأَصْبَابْ والصَّبوب : ما أَنْصببْت فيه . والجمع صُبُبٌ وصَبَبٌ . قال أَبو زيد : سمعت العرب تقول للحَدور الصَّبوب . وجمعها صُبُبٌ . وهي الصَّبِيبُ وَجَمْعُه أَصْبَابٌ . وقَوْلُ عَلْقَمَة بْنِ عَبَدَة :
فأَوْرَدْتُهَا مَاءً كَأَنَّ جِمَامَه ... من الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً وصَبِيبُ قيل : هي عُصَارَة وَرَق الحِنَّاء والعُصْفِر . وقيل : هو العُصْفُر المخلَص . وأَنْشَدَ :
" يَبْكُونَ مِنْ بِعْدِ الدُّمُوعِ الغُزَّرِ
" دَماً سِجَالاً كَصَبِيبِ العُصْفُرِ عن أَبي عمرو : الصَّبِيبُ : الجَلِيد وأَنْشَد في صِفَة الشِّتاءِ :
ولا كَلْبَ إِلاَّ وَالِجٌ أَنْفَه اسْتَه ... ولَيْسَ بِهَا إِلا صَباً وصَبِيبُها قيل : هو الدَّمُ . و هو أَيْضاً العَرَقُ . وأَنْشَدَ :
" هَوَاجِرٌ تَحْتَلِب الصَّبِيبَا وشَجَر كالسَّذَابِ يُخْتَضَبُ بِهِ و الصَّبِيبُ : السَّنَاءُ الذي يُخْضَبُ بِهِ اللِّحَى كالحِنَّاءِ . ويوجد في النُّسَخ هُنَا السِّنَاءِ مَضْبُوطاً بالكَسْر وصَوَابُه بالضَّمِّ كَمَا شَرَحْنَا . الصَّبِيبُ : مَاءُ شَجَر السِّمْسِمِ . وفي حديثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر أَنَّه كَانَ يَخْتَضِبُ بالصَّبِيب . قال أَبُو عُبَيْدَةَ : يُقَالُ : إِنَّه مَاءُ وَرَقِ السِّمْسِمِ أَوْ غَيْره مِنْ نَبَاتِ الأَرْض . قال : وقَدْ وُصِفَ لِي بِمِصر ولَوْنُ مَائِه أَحْمَر يَعْلُوه سَوَادٌ . وأَنْشَدَ قَوْلَ عَلْقَمَة ابْنِ عَبَدَة السَّابق ذِكْره . الصَّبِيبُ : شَيْءٌ كالوَسْمَةِ يُخْضَبُ به اللِّحَى . قِيل : هو عُصَارَةُ العَنْدَم . و قيلَ هُوَ صِبْغٌ أَحْمَر . و الصَّبِيبُ أَيْضاً : المَاءُ المَصْبُوبُ . وهَذِه الأَقْوَالُ كُلُّهَا بهذا التَّفْصِيلِ في المحكَمِ ولِسَان العَرَب وغَيْرِهِمَا مِنْ كُتُبِ الفَنِّ . الصَّبِيبُ : العَسَل الجَيِّد نَقَلَه الصَّاغَانِيّ وطَرَفُ السَّيْفِ في قَتْل أَبِي رَافِعٍ اليَهُودِيّ . : فوضَعْت صَبيبَ السَّيْفِ في بَطْنِه أَي طَرَفَه وآخرَ ما يَبْلغ سِيلاَنُهُ حِينَ ضرب وقيل هو سِيلاَنُهُ مُطْلَقاً . صَبِيبٌ : ع بَلْ هُوَ جَبَل . وبه فُسِّر الحَدِيث : أَنَّه خَيْرٌ من صَبِيبٍ ذَهَباً كما جَاءَ في رواية أُخْرَى مِنْ صَبيرٍ ذَهَباً . أَوْ هُوَ صُبَيْبٌ كزُبَيْرٍ . وقِيلَ صَبِيبٌ في الحَدِيث فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول أَي ذَهَبٌ كَثِير مَصْبُوبٌ غَيْرُ مَعْدُود . والصَّبَابَة : الشَّوْقُ أَو رِقَّتُه وحَرَارَتُه أَو رَقَّةُ الْهَوَى . صَبِبْتَ يا رَجُلُ إِليه بالكَسْر صَبَابَةً كَقَنِعْتَ قَنَاعَةً فأَنْتَ صَبٌّ أَي عَاشِقٌ مُشْتَاق وَهِي صَبَّة ومُقْتَضَى قَاعِدَتِه أَن يَقُولَ وَهِيَ بِهَاءٍ كما تَقَدَّم غَيْر مَرَّة . وهذَا الَّذي ذَكَره المُؤَلِّف هو لَفْظ سِيبَوَيْه كما نَقَل عَنْه ابْنُ سِيدَه في المُحْكَم والجَوْهَرِيّ في الصَّحَاح ولاَ إِجْحَافَ في عِبَارَة المؤَلِّف أَصْلاً كما زَعَمَه شَيْخُنَا فانْظُر بالتَّأَمّل . وفي لسان العرب : وحَكَى اللِّحْيَانِيّ فِيمَا يَقُولُه نِسَاءُ الأَعْرَابِ عِنْدَ التَّأْخِيذِ بالأُخَذِ : صَبٌّ فاصْبَبْ إِلَيْه أَرِقٌ فَارْقَ إِلَيْه . قال الكُمَيْت :
ولَسْتَ تَصَبُّ إِلَى الظَّاعِنِينَ ... إذَا ما صَدِيقُك لم يَصْبَبِوعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : صَبَّ الرجلُ إِذا عَشِق يَصَبُّ صَبَابَةً ورَجُلٌ صَبٌّ ورَجُلاَن صَبَّان ورجال صَبُّون . وامرَأَتَان صَبَّتَان ونِسَاءٌ صَبَّاتٌ على مَذْهَب مَنْ قَالَ : رَجُلٌ صَبٌّ بِمَنْزِلَة قَوْلك : رجل فَهِمٌ وحذِرٌ وأَصله صَبِبٌ فاستَثْقَلوا الجَمْع بَيْنَ بَاءَيْن مُتَحَرِّكَتَيْن فأَسْقَطُوا حَرَكَةَ البَاء الأُولَى وأَدْغَمُوهَا في الثانية . الصُّبَيْبُ كَزُبَيْر : فَرَسٌ من خَيْل العَرَب مَعْرُوفٌ عَنِ ابْنِ دُرَيْد . صَبَّابٌ كخَبَّاب : جَفْرٌ لبَنِي كِلاَبٍ نَقَله الصَّاغَانِيُّ وزَادَ غَيْره : كَثيرُ النَّخْلِ . وصَبْصَبَهُ : فَرَّقَه ومَحَقَه وأَذْهَبَه فَتَصَبْصَبَ وصَبْصَبَ الشيءُ : امَّحَقَ وذَهَبَ . عن أَبي عَمْرو : صَبْصَب الرَّجُلُ إِذَا فَرَّق جَيْشاً أَو مَالاً . وصُبَّ الرَّجُلُ والشيُْ مَبْنِيّاً لِلْمَجْهُول إِذا مُحِقَ وهَذَا عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ . والتَّصَبْصُبُ : ذَهَابُ أَكْثَرِ اللَّيْل . يقال : تَصَبْصَبَ الليلُ وكذا النهارُ تَصَبْصُباً : ذَهَبَ إِلا قَلِيلاً . وأَنْشَدَ :
" حَتَّى إِذَا مَا يَوْمُهَا تَصَبْصَبَا وعن أَبي عمرو : المُتَصَبْصِبُ : الذاهِبُ المُمَّحِق . التَّصَبْصُبُ : شِدَّةُ الجُرْأَةِ والخِلاَفِ . يُقَالُ : تَصَبْصَبَ عَلَيْنَا فُلاَنٌ . التَّصَبْصُبُ : اشْتِدَادُ الحَرِّ . قال العَجَّاجُ :
" حَتَّى إِذا مَا يَوْمُهَا تَصَبْصَبَا
" مِنْ صَادِرٍ أَو وَارِدٍ أَيْدِي سَبَا قال أَبُو زَيْد أَي ذَهَب إِلاَّ قَلِيلاً وقيل أَي اشتد عَلَيَّ الجمر ذلك اليوم . قال الأَزْهَرِيُّ : وقَوْلُ أَبي زَيْدٍ أَحَبُّ إِلَيّ . ويقال : تَصَبْصَبَ أَي مَضَى وذَهَب . وتَصَبْصَبَ القَوْمُ إِذَا تَفَرَّقُوا . وقال الفَرَّاءُ : تَصَبْصَبَ مَا فِي سِقَائِكَ أَي قَلَّ . والصَّبْصَابُ بالفَتْح : الغَلِيظُ الشَّدِيدُ كالصَّبْصَبِ كجَعْفَرٍ . والصُّبَاصِبِ كعُلاَبِطٍ . يُقَالُ : بَعِيرٌ صَبْصَبٌ وصُبَاصِبٌ . قال :
" أَعْيَسُ مَضبُورُ القَرا صُبَاصِبُ الصَّبْصَابُ : ما بَقِي مِن الشَّيْءِ . وقال المرَّار :
تَظَلُّ نِسَاءُ بَنِي عَامِرٍ ... تَتَبَّعُ صَبْصَابَه كُلَّ عَام أَو ما صُبَّ مِنْه الضَّمِير رَاجِعٌ للشَّيْءِ والمُرَادُ بِهِ السِّقاءُ كَمَا هُوَ في المحكَمِ وغَيْرِه . قَرَبٌ صَبْصَابٌ : شَدِيدٌ وخِمسٌ بالكَسْرِ صَبْصَابٌ مِثْل بَصْبَاص . وعن الأَصْمَعِيّ : خِمْسٌ صَبْصَابٌ وبَصْبَاصٌ وحَصْحَاصِ كُلُّ هَذَا : السَّيْرُ الذي ليست فيه وَتيرةٌ ولا فُتُور . وقد أَحَالَ المُؤَلِّفُ عَلَى الصَّادِ المُهْمَلَة ولا قُصُورَ في كَلاَمه كَمَا تَرى كَمَا زَعَمه شَيْخُنا . ومِمَّا بَقِي عَلَى المُؤَلِّف مِنْ ضَرُورِيَّات المَادَّة . قَوْلُهم مِنَ الْمَجَاز : صُبَّ رِجْلاَ فُلاَن في القَيْدِ إِذَا قُيِّدَ . قال الفَرَزْدَقُ :
ومَا صَبَّ رِجْلِي في حدِيدِ مُجَاشع ... مع القَدْرِ إِلاَّ حَاجَةٌ لي أُرِيدُهاذكَرَه ابْنُ مَنْظُورِ والزَّمَخْشَرِيّ . ومن المَجَازِ أَيْضاً : صَبَّ ذُؤَالَةُ عَلَى غَنَم فُلانٍ إِذَا عَاثَ فيها . وصَبَّ اللهُ عَلَيْهم سَوْطَ عَذَاب إِذَا عَذّبهم . وكَذَا صَبّ اللهُ عَلَيْه صَاعِقَةً . ومن المَجَازِ أَيضاً : ضَرَبَه مَائَةً فصَبّاً مُنَوَّن أَيْ فَدُونَ ذَلِكَ ومَائَةً فَصَاعِداً أَي مَا فَوْقَ ذَلِك . وقِيلَ صَبّاً مثْل صَاعِداً . يُقَالُ : صُبَّ عَلَيْه البَلاَءُ مِنْ صَبٍّ أَي مِنْ فَوْق كَذَا في الأَسَاسِ . وفي لسان العرب عن ابن الأَعْرَابِيّ : ضَرَبه ضَرْباً صَبّاً وحَدْراً إِذا ضَرَبَه بحَدِّ السَّيْفِ . ومن المجاز أَيضاً : انْصَبَّت الحية على الملدوغ إِذا ارتفعت فانْصَبَّت عَلَيْه من فَوْق . وهو يصَبُّ إلى الخَيْر . وصَبَّ دِرْعَه : لَبِسَها . وانْصَبَّ البازِي عَلَى الصَّيْد . وتَحَسَّوْا صُبَابَاتِ الْكَرَى . كُلُّ ذَلِكَ في الأَسَاس وبَعْضُه في لِسَانِ العَرَب . وفي التَّهْذِيبِ في حَدِيثِ الصَّلاَة : لم يَصُبَّ رَأْسَه أَي يُمِلْهُ إِلَى أَسْفَل . وفي حَدِيث أُسَامَة : فجعل يَرْفَعْ يَدَه إِلَى السَّمَاءِ ثم يَصُبُّها عَلَيَّ أَعْرِف أَنَّه يَدْعُو لِي . وفِي لِسَانِ العَرَب عَنْ أَبِي عُبَيْدَة : وقَد يَكُونُ الصَّبُّ جمع صَبُوبٍ أَوْ صَابٍّ . قال الاَزْهَرِيّ وقَالَ غَيْرُه : لا يَكُون صَبٌّ جَمْعاً لصَابّ أَو صَبُوب إِنَّمَا جَمْعُ صَابٍّ أَوْ صَبُوبٍ صُبُبٌ كَمَا يُقَالُ : شَاةٌ عَزْوزٌ وعزُزٌ وَجَدُودُ وجُدُدٌ . وفِيهِ أَيْضاً في حَدِيثِ بَرِيرَةَ إِنْ أَحَبَّ أَهْلُك أَنْ أَصُبَّ لَهُم ثَمَنَك صَبَّةً وَاحِدَةٌ أَي دَفْعَةً وَاحِدَةً من صَب المَاءَ يَصُبُّه صَبّاً إِذا أَفْرَغَه . حِينَ مات : كُنْتَ عَلَى الكافِرينَ عَذَاباً صَبّاً . هو مَصْدَر بمَعْنَى الفَاعِل أَوِ المَفْعُول . وماءٌ صَبٌّ كَقَوْلك : مَاء سَكْبٌ ومَاءٌ غَوْرٌ . قال دُكَيْنُ بْنُ رَجَاء :
" تنْضَحُ ذِفْرَاهُ بمَاءٍ صَبِّ
" مِثْلِ الكُحَيْلِ أَو عَقِيدِ الرُّبِّ الكُحَيْل : هُوَ النِّفْطُ الَّذِي يُطْلَى به الإِبلُ الجَرْبَى . وَفِيهِ في الحَدِيث أَنَّهُ ذَكَر فِتَناً فقَالَ : لَتَعودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبّاً يَضْرِبُ بَعْضُكُم رَقَابَ بَعْضٍ . والأَسَاودُ : الحَيَّاتُ . وقَوْلُه : صُبّاً . قالَ الزُّهْرِيُّ وَهُوَ رَاوِي الحَدِيث هُوَ من الصَّبِّ قَالَ : والحَيَّةُ إِذَا أَرَادَ النَّهْس ارتَفَع ثُم صَبَّ عَلَى المَلْدُوغِ ويُرْوَى صُبَّى بِوَزْنِ حُبْلَى . قال الأَزْهرِيّ : قَوْلُه أَسَاوِدَ صُبّاً جَمْعُ صَبُوبٍ وصَبِبٍ فحذَفُوا حَرَكَةَ البَاءِ الأُولَى وأَدْغَمُوها في البَاءِ الثَّانِيَة فقِيلَ صَبٌّ كما قَالُوا رجل صَبٌّ والأَصْلُ صَبِبٌ فأَسْقَطُوا حَرَكَةَ البَاءِ وأَدْغَمُوهَا فقِيلَ صَبٌّ كما قَالَ . قَالَهُ ابنُ الأَنْبَارِيّ قَالَ : وَهَذَا هُوَ القَوْلُ في تَفْسِيرِ الحَدِيثِ وقَدْ قَالَه الزُّهْرِيّ وصَحَّ عَنْ أَبي عُبَيْد وابْنِ الأَعْرَابِيّ وعَلَيْهِ العَمَلُ . ورُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ في كِتَابِ الفَاخِر فقالَ : سُئِل أَبُو العَبَّاسِ عَنْ قَوْله : أَسَاوِد صُبّاً فحدّث عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ أَنَّه كَانَ يَقُولُ : أَسَاوِدَ يُرِيدُ به جَمَاعَات سَوَاد وأَسْوِدَه وأَسَاوِد . وصُبّاً : يَنْصَبُّ بَعْضُكُم عَلَى بَعْضٍ بالقَتْل . وقِيلَ : هُوَ مِنْ صَبَا يَصْبُو إِذَا مَالَ إِلى الدُّنْيَا كما يُقَال : غَازٍ وغُزّاً . أَرَادَ لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ أَيْ جَمَاعَات مُخْتَلِفِين وطَوَائفَ مُتَنَابِذِين صَابِئين إِلى الفِتْنَة مَائِلِين إِلى الدُّنْيَا وزُخْرُفِها . قالَ : ولا أَدْرِي مَنْ روى عنه . وكَانَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ يَقُولُ : أَصْلُه صَبَأَ على فَعَل بالهَمْز مِثْل صَابِئ . مِنْ صَبَأَ عَلَيْه إِذَا دَرَأَ عَلَيْه مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبه ثم خَفَّفَ هَمْزَه ونَوَّن فَقِيل صُبّىً بوَزْنِ غَزّىً هَذَا نَصُّ لِسَان العَرَبِ . وقد أُغْفِلَ شَيْخُنا رَحِمَه اللهُ تَعَالى عن ذَلِكَ كُلِّه مَعَ كَثْرَةِ تَبَجُّحَاتِهِ في أَكْثَرِ المَوَادِّ . وعَبْد الرَّحْمن بْنُ صُبَابٍ كغُرَاب : تَابِعِيٌّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ