مَنَعَهُ كذا يَمْنَعُه بفَتْحِ نُونِهِما وإنَّمَا ذَكَرَ آتِيَهُ لأنَّهُ لو أطْلَقَه لظُنَّ أنَّه مِنْ حَدِّ نَصَرَ كما هيَ قاعِدَتُه وإنَّمَا قَيّدَ بفَتْحِ النُّونِ لئلا يُظَنَّ أنّه منْ حَدِّ ضَرَبَ كما هيَ قاعِدَتُه إذا ذَكَرَ الآتِيَ فتأمَّلْ . مَنْعاً : ضِدُّ أعْطَاهُ
قِيلَ : المَنْعُ : أنْ تَحُولَ بينَ الرَّجُلِ وبَيْنَ الشَّيءِ الّذِي يُرِيدُه ويُقَالُ : هُوَ تَحْجِيرُ الشَّيءِ ويُقَالُ أيضاً : مَنَعَه منْ كذا وعنْ كذا ويُقَالُ مَنَعَه منْ حَقِّهِ ومَنَعَ حَقَّهُ منْهُ لأنَّهُ يَكُونُ بمَعْنَى الحَيْلُولَةِ بينَهُمَا والحِمَايَةِ ولا قَلْبَ فيهِ كما تُوُهِّم قالَهُ الخَفَاجِيُّ في العِنَايَةِ ونَقَلَه شيْخُنَا كمَنَّعَهُ تَمْنِيعاً فامْتَنَعَ مِنْه وتَمَنَّعَ فهُوَ مانِعٌ ومَنّاعٌ كشَدَّادٍ ومَنُوعٌ كصَبُورٍ
وقد يُرادُ بذلكَ البُخْلُ ومِنْهُ قوله تعالى : ويمْنَعُونَ الماعُونَ منّاعٍ للخَيرِ وإذا مسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً
وأمّا المانِعُ في أسْمائِهِ جلَّ ذِكْرُه فهُوَ : الّذِي يَمْنَعُ منِ اسْتَحقَّ المَنْعَ وقِيلَ : يَمْنَعُ أهْلَ دِينهِ أي : يحُوطُهُم ويَنْصُرُهُمْ جَمْعُ الأوَّلِ مَنَعَةٌ مُحَرَّكَةً ككافِرٍ وكَفَرَةٍ
ويُقَالُ : هُوَ في عِزٍّ ومَنَعَةٍ مُحَرَّكَةً ويُسَكَّنُ عن ابنِ السِّكِّيتِ وعلى التَحْرِيكِ فيَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ جَمْعَ مانِعٍ كما حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ وعَزَاهُ ابنُ بَرِّيّ للنَّجِيرَمِيِّ أي : هُوَ في عِزوٍّ مَعَهُ منْ يَمْنَعُهُ منْ عَشيرَتهِ كما في الصِّحاحِ فمِنْ بَيَانِيَّةٌ أي : مَعَهُ ناسٌ مُتَّصِفُونَ بأنَّهُمْ يَمْنَعُونَه منَ الضَّيْمِ والتَّعَدِّي عليهِ لا مُتَعَلِّقٌ بمَنَعَ كماتُوُهِّمَ وهكذا رُوِيَ الحَدِيثُ بالوَجْهَيْنِ : سَيَعُوذُ بهذا الدِّينِ قَوْمٌ لَيْسَ لَهُمْ مَنَعَةٌ
وأمّا على تَقْدِيرِ السُّكُونِ فالمُرَادُ بهِ أي : قُوَّةٌ تَمْنَعُ منْ يُرِيدُه بسُوءٍ
قلتُ : ويُحْتَمَلُ على تَقْدِيرِ التَّحْرِيكِ أنْ يَكُونَ مصْدَراً كالأنَفَةِ والعَظَمَةِ والعَبَدَةِ كما صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِيُّ : فيَكُونُ مَعْناهُ ومَعْنَى المَنْعَةِ بالسُّكُونِ سَواءً
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : المَنْعُ بالفَتْحِ : السَّرَطانُ ج : مُنُوعٌ كبَدْرٍ وبُدُورٍ
والمَنْعِيُّ : أكّالُ السَّرَطَانَاتِ ولو قالَ : أكّالُهَا كانَ أخْصَرَ
والمَنْعَى كسَكْرَى : الامْتِنَاعُ
ومَناعِ كقَطامِ أي : امْنَعْ مَعْدُولٌ عَنْهُ وأنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لِرَجُلٍ منْ بَكْرِ بنِ وائِلٍ وقالَ أبو عُبَيْدَةَ في كِتابِ أيّامِ العَرَبِ : إنَّه لرَجُلٍ منْ بَنِي تَمِيمٍ :
" مَناعِهَا منْ إبِلٍ مَناعِها
" أما تَرَى المَوْتَ لَدَى أرْبَاعِهَا كما في العُبابِ وزَعَمَ الكِسائِيُّ أنَّ بَنِي أسَدٍ يَفْتَحُونَ مَناعَها ودَراكَها وما كانَ منْ هذا الجِنْسِ والكَسْرُ أعْرَفُ كما في اللِّسانِ
ومناعِ أيْضاً : هَضْبَةٌ في جَبَلَيْ طَيِّيءِ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : قالَ النَّبيُ : صلى الله عليه وسلم لزَيد الخَيْلِ إذْ جاءَهُ يُسْلِم : أنا خَيْرٌ لَكُمْ منْ مَناعِ ومنَ الحَجَرِ الأسْوَدِ الّذِي تَعْبُدُونَهُ منْ دُونِ اللهِ يَعْنِي صَنَماً منْ حَجَرٍ أسْودَ ويُقَالُ : المَنَاعانِ وهُمَا جَبَلانِ
والمَنَاعَةُ : د لهُذَيْلٍ أو جَبَلٌ لَهُم قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةً الهُذَلِيُّ :
أرَى الدَّهْرَ لا يَبْقَى على حَدَثانِهِ ... أبُودٌ بأطْرَافِ المَنَاعَةِ جَلْعَدُ الجَلْعَدُ : الغَلِيظُ
ومن المَجَازِ : المُمْتَنِعُ : الأسَدُ القَوِيُّ في جِسْمِهِ العَزِيزُ في نَفْسهِ الّذِي لا يَصِلُ إليهِ شَيءٌ ممّا يَكْرَهُه لعِزَّتِه وقُوَّتِه وشجاعَتِه
ومانَعَهُ الشَّيءَ مُمَانَعَةً : رادَعَهُ على الكَفِّ
وتَمَنَّعَ عَنْهُ انْكَفَّ وهو أيْضاً مُطاوِعُ مَنَعَهُ مَنْعاً وقَدْ تكُونُ المُمَانَعَةُ بمَعْنَى المُحَاماةِ فيَكُونُ مجازاً
وقالَ الكِلابِيُّ : المُتَمَنِّعَانِ وفي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ : المُتَمَنِّعان : البَكْرَةُ والعَنَاقُ يَتَمَنَّعانِ وفي الصِّحاحِ : تَمْتَنِعانِ على السَّنَةِ لفَتَائِهِمَا و في الصِّحاحِ : بفَتَائِهِمَا ولأنَّهُما تَشْبَعانَ قَبْلَ الجِلَّةِ أو هُمَا المُقَاتِلَتَانِ الزَّمَانَ عنْ أنْفُسِهِمَا وفي بَعْضِ النُّسَخِ : على أنُفُسِهِمَا كُلٌّ ذلكَ قَوْلُ الكِلابِيِّ وهوَ مجازٌ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : المانِعُ : الضَّنِينُ المُمْسِكُ
وقَوْمٌ مَنَعاتٌ : لا يُخْلَصُ إليهِمْ
والاسْمُ المَنَعَةُ مُحَرَّكَةً والمَنْعَةُ بالفَتْحِ والمِنْعَةُ بالكَسْرِ والمَصْدَرُ المَنَاعَةُ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : رَجُلٌ مَنُوعٌ : يَمْنَعُ غَيْرَه ومَنِعٌ : يَمْنَعُ نَفْسَه قالَ عَمْرو بنُ مَعْدِ يَكرِبَ :
بَرانِي حُبُّ منْ لا أسْتَطِيعُ ... ومنْ هُوَ للذِي أهْوَى مَنُوعُ ومَنُعَ الشَّيءُ مَنَاعَةً : اعْتَزَّ وتَعَسَّرَ
وامْرَأةٌ مَنِعَةٌ : مُتَمَنِّعَةٌ لا تُؤاتِي على الفاحِشَةِ وقَدْ تَمَنَّعَتْ وهُوَ مَجازٌ
وحِصْنٌ مَنيعٌ ومُمَنَّعٌ : لَمْ يُرَمْ
وتَمَنَّعَ بهِ أي : احْتَمَى وهُوَ مجازٌ
وناقَةٌ مانِعٌ : مَنَعَتْ لَبَنَها على النَّسَبِ قالَ أُسامَةُ الهُذَلِيُّ :
كأنِّي أُصادِيهَا على غَيْرِ مانِعٍ ... مُقَلِّصَةِ قَدْ أهْجَرَتْهَا فحُولُهَا وقَوْسٌ مَنْعَةٌ : مُمْتَنِعَةٌ مُتَأبِّيَةٌ شَاقَّةٌ وهو مجازٌ قالَ عَمْروُ بنُ بَراء : ارْمِ سَلاماً وأبَا الغَرّافِ
" وعاصِماً عَنْ مَنْعَةٍ وقِذَافِ ورَجُلٌ مَنِيعٌ : قَوِيُّ البَدَنِ شَدِيدُه
وحَكَى اللِّحْيَانِيِّ لا مَنْعَ عَنْ ذاكَ قالَ : والتَّأْوِيلُ : حَقّاً أنَّكَ أنْتَ فَعَلْتَ ذلكَ
وهُوَ يَمْنَعُ الجارَ أي : يَحُوطُه منْ أنْ يُضامَ ويَنصُرُه
ولَهُ في قَوْمِه حِصْنٌ مَنِيعٌ ومُمَنَّعٌ وهُو مجازٌ
والمَوَانِعُ : جَمْعُ مانِعٍ
وتَمانَعَا : امْتَنَعا
وعنْ أنْفُسِهِمَا : تَحَامَيَا
والمَنَعَاتُ مُحَرَّكَةً : المَحَارِزُ والمَعَاقِلُ
والمَناعَةُ كثُمَامَةٍ قالَ ابنُ جِنِّي : يَحْتَمِلُ أمْرَيْنِ أحَدُهُمَا : أنْ يَكُونَ فَعالَةً منَ المَنَعِ والآخَرُ : أنْ يَكُونَ مَفْعَلَةَ منْ قَوْلِهِمْ : جائِعٌ نائعٌ وأصْلُهَا مَنْوَعَةٌ فجَرَى مَجْرَى مَقَامَة وأصْلُهَا مَقْوَمَةٌ
" النَّعْتُ كالمَنْع " أَي في كونه مفتوحَ العَيْنِ في الماضِي والمُضارع " : الوَصْفُ " تَنْعَتُ الشَّيْءَ بما فِيهِ وتُبَالِغُ في وَصْفِهِ . والنَّعْتُ : ما نُعِتَ بِهِ . نَعَتَه يَنْعَتُه نَعْتاً : وَصَفَه ورَجُلٌ نَاعِتٌ من قَوْمٍ نُعَّاتٍ . قال الشَّاعر :
" أَنْعَتُها إِنِّيَ مِن نُعّاتِها
وفي صفته صلى الله عليه وسلم " يقولُ ناعِتُه : لم أَرَ قَبْلَه ولا بَعْدَه مِثْلَه " . قال ابنُ الأَثِير : النَّعْتُ : وَصْفُ الشيءِ بما فيه من حُسْنٍ ولا يُقَال في القَبِيحِ إِلاّ أَنْ يَتَكَلَّف مُتَكَلِّفٌ فيقول : نَعْتَ سَوْءٍ والوَصْفُ يقالُ في الحَسَنِ والقَبِيحِ . قلت : وهذا أَحَدُ الفُروقِ بين النَّعْتِ والوَصْفِ وإِن صَرَّح الجَوْهَرِيُّ والفَيُّومِيُّ وغيرُهما بتَرادُفِهِما . ويقال : النَّعْتُ بالحِلْيَةِ كالطَّوِيلِ والقَصِيرِ والصِّفَةُ بالفِعْلِ كضَارِب وقال ثعلب : النَّعْتُ ما كان خاصّاً بمَحَلٍّ من الجَسَدِ كالأَعْرَج مثلاً والصِّفَةُ للعُمُومِ كالعَظيم والكَرِيم ؛ فاللهُ تعالى يُوصَفُ ولا يُنْعَتُ . " كالانْتِعاتِ " يقال : نَعَتُّ الشيءَ وانْتَعَتُّهُ إِذا وَصَفْتَه وجَمْعُ النَّعْتِ نُعُوتٌ . قال ابنُ سِيده : لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلك . النَّعْتُ من كُلِّ شيءٍ : جَيِّدُه وكلّ شيءٍ كان بالِغاً تَقُول : هذا نَعْتٌ أَي جَيِّدٌ . قال الأَزْهَرِيّ : و " الفَرَسُ " النَّعْتُ " : العَتِيقُ السَّبَّاقُ " الذي يكونُ غايةً في العِتْقِ والسَّبْقِ " كالمُنْتَعِتِ والنَّعْتَةِ " بالفتح " والنَّعِيتِ والنَّعِيتَةِ " كلّ ذلك بمعنَى العَتِيقَةِ . وفَرسٌ " نَعْتٌ و " مُنْتَعِتٌ إِذا كان موصوفاً بالعِتْقِ والجَوْدَةِ والسَّبْقِ . قال الأَخْطَل :
إِذَا غَرَّقَ الآلُ الإِكامَ عَلَوْنَه ... بِمُنْتَعِتَات لا بِغَالٌ ولا حُمْرُ والمُنْتَعِتُ من الدَّوابِّ والنّاسِ : الموصوفُ بما يُفَضِّله على غيرِه من جِنْسِه وهو مُفْتَعِلٌ من النَّعْتِ يقالُ : نَعَتُّه فانْتَعَتَ كما يُقالُ : وصَفْتُه فاتَّصَفَ وقد غَفَلَ عن ذلك شيخُنا فجعلَ قولَ المُصَنّف " العَتِيق السَّبّاق " من غرائبه مع كونِه موجوداً في دَواوين اللُّغَةِ وأُمَّهاتِها واخْتَلَفَ رأْيُه فيما بعده من قوله : والنَّعْتَة إِلى آخره وجعل عِبارةَ المُصَنِّف قَلِقَةً والحالُ أَنَّه لا قَلَقَ فيها على ما فَسَّرنا واتَّضَحَت من غير عُسْرٍ فيها . " وقد نَعُتَ " الفرسُ " ككَرُمَ نَعَاتَةً " إِذا عَتُقَ . ونَعُتَ الإِنْسانُ ككَرُم نَعَاتَةً إِذا كان النَّعْتُ له خِلْقةً وسَجِيَّةً فصارَ ماهِراً في الإِتْيانِ بالنُّعوتِ قادِراً عليها كذا في المصْباح . " وأَمّا نَعِتَ كَفَرِحَ " يَنْعَتُ نَعَتاً " فللمُتَكَلِّفِه " فَعُرِف من ذلك أَن نَعتَ من المُثلَّثَاتِ باخْتِلافِ المَعْنَى . وقال شيخُنا في هذا الأَخير : إِنّه غريبٌ ؛ لأَنّ فَعِلَ المكسورَ ليس مما يدُلُّ على التَّكَلُّفِ . لكنّه جاءَ كأَنه موضُوعٌ لذلك من غير الصِّيغَة . " واسْتَنْعَتَهُ : اسْتَوْصَفَه " هو في التَّهْذِيب . قال ابنُ الأَعرابيّ : " أَنْعَتَ " الرّجلُ إِذا " حَسُنَ وَجْهُهُ حَتّى يُنْعَتَ " أَي يُوصَفَ بالجَمَالِ . " والنَّعِيتُ : " الرّجلُ الكَرِيمُ الجَيِّدُ السّابِقُ . والمُسَمَّى به " شاعِرَانِ " : النَّعِيتُ بنُ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ اليَشْكُرِىّ . والنَّعِيتُ الخُزَاعِيّ واسْمُه أَسِيدٌ . النَّعِيتُ " رَجُلٌ " آخَرُ " مِنْ بَنِي سَامَةَ بنِ لُؤَيّ " ذكره أَبُو فِرَاس وهو النَّعِيتُ بنُ سَعِيدٍ السّامِيّ . تقول : " عَبْدُكَ أَو أَمَتُكَ نُعْتَةٌ بالضَّمِّ أَي غَايَةٌ في الرِّفْعَةِ " وعُلُوّ المَقَام وهو مَأْخوذٌ من قولهم فَرْسٌ نَعْتَة إِذا كان عَتيقاً وقد تَقَدَّم وعبارةُ الأَساس : وعبْدُكَ نَعْتٌ وأَمَتُكَ نعْتَة وفيه : وهو مَنْعُوتٌ بالكَرَمِ وبِخِصال الخَيْرِ وله نُعُوتٌ ومَنَاعِتُ جَمِيلَةٌ وتقول : " هو " حُرُّ المَنَابِت حَسَنُ المَنَاعِت . ووَشْىٌ نَعْتٌ : جَيِّدٌ بالِغٌ انتهى . " ونَاعِتُونَ أَو نَاعِتِينَ : ع " واقْتُصِر على الأَوّل في الصّحاح . وفي اللسان : وقول الرّاعي :
حَيِّ الدِّيارَ دِيَارَ أُمِّ بَشِيرِ ... بِنُوَيْعِتينَ فشَاطِىءِ التَّسْرِيرِ إِنّما أَرادَ نَاعِتِينَ فصَغَّرَه