القَضَاءُ الحكم والجمع الأقْضِيَةُ و القَضِيَّةُ مثله والدمع القَضَايَا و قَضَى يقضي بالكسر قَضَاءً أي حكم ومنه قوله تعالى { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } وقد يكون بمعنى الفراغ تقول قَضَى حاجته وضربه فَقَضَى عليه أي قتله كأنه فرغ منه و قَضَى نحبه مات وقد يكون بمعنى الداء ...
القَضَاءُ الحكم والجمع الأقْضِيَةُ و القَضِيَّةُ مثله والدمع القَضَايَا و قَضَى يقضي بالكسر قَضَاءً أي حكم ومنه قوله تعالى { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } وقد يكون بمعنى الفراغ تقول قَضَى حاجته وضربه فَقَضَى عليه أي قتله كأنه فرغ منه و قَضَى نحبه مات وقد يكون بمعنى الداء والنهاء تقول قضى دينه ومنه قوله تعالى { وقضينا إلى بني اسراءيل في الكتاب } وقوله تعالى { وقضينا اليه ذلك الأمر } أي أنهيناه اليه وأبلغناه ذلك وقال الفراء في قوله تعالى { ثم اقضوا الي } يعني امضوا الي كما يقال قضى فلان أي مات ومضى وقد يكون بمعنى الصنع والتقدير يقال قضاه أي صنعه وقدره ومنه قوله تعالى { فقضاهن سبع سماوات في يومين } ومنه القَضاءُ والقدر وباب الجميع ما ذكرناه ويقال اسْتُقْضِيَ فلان أي صير قَاضِياً و قَضَّى الأمير قاضيا بالتشديد مثل أمر أميرا و انْقَضَة الشيء و تَقَضَّى بمعنى و اقْتَضَى دينه و تَقضاضَاهُ بمعنى و قَضَّى لبانته و قَضَاهَا بمعنى و تقَضَّى البازي انقض وأصله تقضض فلما كثرت الضادات أبدلوا من إحداهن ياء
النَّقْضُ في البناءِ والحَبْلِ والعَهْدِ وغيرِه : ضدُّ الإِبْرامِ كالانْتِقاضِ والتَّناقُضِ وفي المُحكم : النَّقْضُ : إِفْسادُ مَا أَبْرَمْتَ من عقْدٍ أَو بِناءٍ وذَكَرَ الجَوْهَرِيّ الحَبْلَ والعَهْدَ . ونَقْضُ البِناءِ هدْمُه . وجَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ نَقْضَ العَهْدِ من المَجازِ وهو ظاهرٌ . والمُرادُ من قولِه : وغيرِه كالنَّقْضِ في الأَمْرِ وفي الثُّغورِ وما أَشْبَههما . ونَقَضَهُ يَنْقُضُهُ نَقْضاً وانْتَقَضَ وتَناقَضَ . وانْتَقَضَ الأَمْرُ بعدَ الْتِئامِهِ وانْتَقَضَ أَمرُ الثَّغْرِ بعد سَدِّه . والنِّقْضُ بالكَسْرِ : المَنْقوضُ أَي المَهْدومُ مثْل النَّكْثِ بمَعْنَى المَنْكوثِ . والنِّقْضَ أَيْضاً : النِّفْضُ بالفاءِ وهو العَسَلُ المُسَوِّسُ الَّذي يُلطَخُ به موضِعُ النَّحْل عن الهَجَرِيّ وهو الصَّوَابُ وذِكْرُهُ في الفاءِ تصحيفٌ . والنِّقْضُ أَيْضاً : المَهْزولُ من السَّيْرِ وفي الصّحاح : هو الَّذي أَنْضاه السَّفَرُ زاد في العباب وسُوفِرَ عَلَيْهِ مرَّةً بعد أُخرى ناقَةً أَو جمَلاً . وقال السِّيرافيُّ : كأَنَّ السَّفَرَ نَقَضَ بنْيَتَه . قُلْتُ : فإِذَنْ هو مَجاز . أَو هي النَّاقَةُ نِقْضَةٌ بهاءٍ قالَ رُؤْبَةُ :
" إِذا مَطَوْنا نِقْضَةً أَو نِقْضَا
" أَصْهَبَ أَجْرَى نِسْعَه والغَرْضَا والنِّقْضُ أَيْضاً : مَا نُكِثَ من الأَخْبيَةِ والأَكسيَةِ فغُزِلَ ثانيةً وهذا بعيْنِه المَنْقوضُ وداخلٌ تحتَه ولذا اقْتَصَرَ عَلَيْهِ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيُّ ويشهَدُ لذلك قوله : ويُحرَّكُ . فإِنَّ نَصَّ الصَّاغَانِيُّ : والنِّقْضُ أَيْضاً المَنْقوضُ مِثْلُ النِّكْثِ وكَذلِكَ النَّقَضُ بالتَّحريكِ ولم يَذكُرِ الجَوْهَرِيّ المُحرَّك فتأَمَّل . وفي المُحْكَمِ : النِّقْضُ : قِشْرُ الأَرضِ المُنْتَفِضُ عن الكَمْأَةِ وفي الصّحاح : الموضِعُ الَّذي يَنْتَفِضُ عن الكَمْأَةِ ومثلُه في العُبَاب أَي إِذا أَرادَت أَنْ تخرُجَ نَقَضَت وَجْهَ الأَرْضِ نَقْضاً فانْتَقَضتِ الأَرْضُ . الجمع أَنْقاضٌ وهو جمعُ النِّقْضِ بمَعْنَى النَّاقَة والجَمل قالَ سِيبَوَيْه : ولا يُكَسَّر عَلَى غير ذلك أَمَّا في النِّقْضِ بمَعْنَى الجَمَلِ فظاهِرٌ وأَمَّا جمعُ النِّقْضَةِ وهي النَّاقة فهو أَيْضاً أَنْقاضٌ كجمعِ المُذكَّرِ عَلَى تَوَهُّم حذفِ الزَّائد وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
" فأَتَتْكَ أَنْقاضاً عَلَى أَنْقاضِ وأَمَّا شاهدُ الأَنْقاضِ جمع النِّقْضِ بمَعْنَى مُنْتَقِض الكَمْأَةِ فقولُ الشَّاعر :
كأَنَّ الفُلانِيَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ ... لأَوَّلِ جانٍ بالعَصَا يَسْتَثيرُها ويُجمعُ أَيْضاً عَلَى نُقُوضٍ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه في جمْعِ النِّقْضِ بمَعْنَى مُنْتَقِض الكَمْأَةِ . والنِّقْضُ من الفراريجِ والعَقْرَبِ والضِّفدعِ والعُقابِ والنَّعامِ والسُّمانَى والبازِيّ والوَبْر والوَزَغِ ومَفْصِل الآدَميِّ : أَصْواتُها هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ وهو غَلَطٌ فاحشٌ والصَّوَابُ : النَّقِيضُ كأَميرٍ كما في الصّحاح والمُحكم والعُبَاب والتَّهذيب . ونصُّ المُحْكَمِ : والنَّقيضُ من الأَصواتِ يَكُونُ لمَفاصِلِ الإِنْسانِ والفَراريجِ والعقرَبِ ثمَّ ساقَ العِبارَةَ المذكورَةَ إِلَى آخِرها ويشهدُ لذلك قولُه : وَقَدْ انْقَضُوا . وفي الصّحاح : انْقَضَتِ العُقابُ أَي صوَّتَتْ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقيضَ العِقْبانْ قال : وكذلك الدجاجة قال الراجز
" تنقض إنقاض الدجاج المخض ومثلُه في الأَساس واللّسَان وقال ذو الرُّمَّة - وشَبَّه أَطِيطَ الرِّحالِ بأَصْواتِ الفَراريجِ - :
كأَنَّ أَصْواتَ من إِيغالِهِنَّ بِنا ... أَواخِرِ الميْسِ إِنْقاضُ الفَراريجِ قالَ الأّزْهَرِيّ : هَكَذا أَقْرَأَنيه المُنْذِرِيُّ روايةً عن أَبي الهَيْثَمِ وفيه تقديمٌ أُريدُ التَّأْخيرُ أَرادَ كأَنَّ أَصْواتَ أَواخرِ الميْسِ إِنْقاضُ الفَراريجِ إِذا أَوْغَلَتِ الرِّكابُ بنا أَي أَسرَعَتْ . وقال أَبو عُبَيْدٍ : أَنْقَضَ الفرْخُ إِنْقاضاً إِذا صأَى صَئِيًّا وأَنْشَدَ غيرُه في نَقيضِ الوَزَغِ :
فَلَمَّا تَجَاذَبْنا تفَرْقَعَ ظَهْرُهُ ... كما تُنْقِضُ الوِزْغانُ زُرْقاً عيُونُهَا والنُّقْضُ بالضَّمِّ : مَا انْتَقَضَ من البُنْيانِ أَي انهَدَم فهو كالنِّقْضِ بالكَسْرِ . والنُّقَضُ كصُرَدٍ : نوعٌ من الأَخْذِ في الصِّراع نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عن ابنِ عبَّادٍ . ومن المَجَازِ : نَقِيضُ الأَدَمِ والرَّحْلِ والوَتَرِ والنِّسْعِ والرِّحالِ والمَحَامِلِ والأَصابِعِ والأَضْلاعِ والمَفَاصِلِ : أَصْواتُها وفي العِبارَةِ تَطْويلٌ مُخِلٌّ فإِنَّ ذِكْرَ الرَّحلِ يُغْني عن النِّسْعِ وتقدَّم له صوتُ المَفاصِلِ عند ذِكرِ نَقِيضِ الحَيَوانِ وفيما تَقَدَّم كُلُّها حَقائِقُ إلاَّ صوت المَفْصِل وهُنا كُلُّها مَجازات . وكلُّ صوتٍ لمَفْصِلٍ وإِصْبَعٍ فهو نَقِيضٌ وفي الصحاح النَّقِيضُ : صوْتُ المحامِلِ والرِّحالِ قالَ الرَّاجِزُ :
" شَيَّبَ أَصْدَاغِي فهُنَّ بِيضُ
" مَحَامِلٌ لِقِدِّها نَقِيضُ وفي العُبَاب : يُقَالُ : سمعتُ نَقِيضَ النِّسْعِ والرَّحْلِ إِذا كانَ جَديداً . وقال اللَّيْثُ : النَّقيضُ : صوتُ المَفَاصِلِ والأَصابعِ والأَضلاع . وشاهِدُ أَنْقَضتِ الأَضْلاعُ قَوْلُ الشَّاعرِ :وحُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ مِنْهُ ... مُقِيم في الجَوَانِحِ لَنْ يَزُولا ومن المَجَازِ : النَّقيضُ من المِحْجَمَةِ : صوتُ مَصِّكَ إِيَّاها أَي إِذا شدَّها الحَجَّامُ بمَصِّه يُقَالُ : أَنْقَضَتِ المِحْجَمَة قالَ الأَعْشَى :
" زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ نَقِيضُ المَحَاجِمِ وَقَدْ يأتي النَّقيضُ بمَعْنَى مُطْلَقِ الصَّوْتِ ومِنْهُ الحَديث : " أَنَّهُ سَمْعَ نَقِيضاً مِنْ فَوْقِه " أَي : صَوْتاً . أَو الإِنْقاضُ في الحَيَوانِ والنَّقْضُ في المَوَتانِ . والفعلُ أَي من النَّقْضِ كنَصَرَ وضربَ نَقَضَ يَنْقُضُ ويَنْقِضُ نَقْضاً : صَوَّتَ . وأَنْقَضَ أَصابِعَهُ : ضَرَبَ بها لتُصَوِّتَ يُقَالُ : رَأَيْتُه يُنْقِضُ أَصابِعَهُ . قُلْتُ : إِنْ كانَ المُرادُ به الفرْقَعَةَ فهو مَكْروهٌ أَو التَّصْفيقَ فلا . وأَنْقَضَ بالدَّابَّةِ : أَلْصَقَ لِسانَهُ بالحنَكِ أَي الغارِ الأَعْلى ثمَّ صوَّتَ في حافتَيْهِ من غيرِ أَن يرفَعَ طَرَفَه عن مَوْضعه قالَه اللَّيْثُ إلاَّ أَنَّهُ قالَ : أَنْقَضْتُ بالحِمارِ وقال الأَصْمَعِيّ : يُقَالُ : أَنْقَضْتُ بالعَيْرِ والفَرَسِ وقال : كلُّ مَا نَقَرْتَ به فَقَدْ أَنْقَضْتَ به . وأَنْقَضَتِ العُقابُ : صوَّتَتْ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقيضَ العِقْبانْنَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وَقَدْ تَقَدَّم . وأَنْقَضَ الكَمْأَةَ أَي أَخْرَجها من الأَرْضِ وكذا أَنْقَضَ عنها كما في المُحْكَمِ . وأَنْقَضَ بالمَعزِ : دَعا بها نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ والجَوْهَرِيّ عن أَبي زَيْدٍ وصاحب اللّسَان عن الكِسَائِيّ . وأَنْقَضَ العِلْكَ : صَوَّتَهُ وهو مَكْروهٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والجَماعَةُ . ونَقَّضَ الفَرَسُ تَنْقيضاً إِذا أَدلَى ولم يستَحْكِمْ إِنْعاظُهُ ومثلُه رَفَّضَ وسيأَ وأَساب وشَوَّلَ وسيَّحَ وسَمَّلَ وانْساحَ وماسَ كذا في النَّوادر . والنُّقاضَةُ بالضَّمِّ : مَا نُقِضَ من حَبْلِ الشَّعرِ كما في العُبَاب . وفي اللّسَان : مَا نُقِضَ من الأَكسِيَةِ والأَخبيَةِ الَّتِي نُكِثَتْ ثمَّ غُزِلَتْ ثانيةً . وقال اللَّيْثُ : النُّقَّاضُ كرُمَّانٍ : نباتٌ ولم يذكُرْه أَبو حَنِيفَةَ قالَهُ الصَّاغَانِيُّ . قُلْتُ : وَقَدْ تَقَدَّم في ن ف ض أَنَّهُ إِذا رَعَتْه الغَنَمُ ماتَتْ عن ابنِ عبَّادٍ إِنْ لم يكُن أحدهُما تَصْحيفاً عن الآخرِ فتأَمَّلْ . والنَّقَّاضُ كشَدَّادٍ : لَقَبُ الفَقيهِ أَبي شُرَيْحٍ إسماعيلَ ابنِ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ الشَّاشيّ ثِقَة صَدُوق روى عن أَبي الحَسَنِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمن الدَّبَّاسِ وعنه أَبو عَبْدِ اللهِ الفراوِيّ وأَبو القاسِم السُّحامِيُّ ماتَ سنة أربعمائة وسبعين أَو قبلَهَا . قُلْتُ : وإِنَّما لُقِّبَ به لأنَّه كانَ يَنْقُض الدِّمَقْسَ . وفي التَّنزيل العزيزِ " ووَضَعْنا عنكَ وِزْرَكَ الَّذي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ " قالَ ابنُ عَرفَةَ : أَي أَثْقَلَهُ حتَّى جعلَهُ نِقْضاً أَي مهْزولاً وهو الَّذي أَتعَبَهُ السَّفَرُ والعَمَل فنَقَضَ لَحْمَه أَو أَثْقَلَهُ حتَّى سُمِعَ نَقيضُهُ أَي صوتُهُ وهذا قَوْلُ الأّزْهَرِيّ . وقال الجَوْهَرِيّ : وهو من أَنْقَضَ الحِمْلَ ظَهْرَه أَي أَثْقَلَهُ وأَصلُه الصَّوْتُ . قُلْتُ : هو قَوْلُ مُجاهِدٍ وقَتادَةَ والأَصْلُ فيه أَنَّ الظهْرَ إِذا أَثْقَلَهُ الحمْلُ سُمِعَ له نَقيضٌ أَي صوتٌ خَفِيٌّ كما يُنْقِضُ الرَّجُلُ لِحِمارِه إِذا ساقَهُ . والنَّقيضَةُ : الطَّريقُ في الجَبَلِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . ومن المَجَازِ : نَقِيضَةُ الشِّعْر وهو أَن يقولَ شاعرٌ شِعْراً فيَنْقُضَ عَلَيْهِ شاعرٌ آخرُ حتَّى يجيءَ بغيرِ مَا قالَ قالَهُ اللَّيْثُ والاسم النَّقيضَةُ وفعلُهما المُناقَضَةُ وجمعُ النَّقيضَة : النَّقائضُ ولذلك قالوا : نَقَائِضُ جَريرٍ والفَرَزْدَقِ . والإِنْقِيضُ كإِزْميلٍ : الطِّيبُ الَّذي له رائحةٌ طَيِّبَةٌ خُزاعِيَّةٌ نَقَلَهُ أَبو زَيْدٍ كذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وفي اللّسَان : هو رائِحَةُ الطِّيبِ . وتَنَقَّضَ الدَّمُ : تَقَطَّرَ هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ وما أَحْراهُ بالتَّحْريف والتَّصحيف ففي المُحْكَمِ : تَنَقَّضَتِ الأَرضُ عن الكمْأَةِ أَي تَفَطَّرَتْ وقال ابنُ فارسٍ : انْتَقَضَت القَرْحَةَ كأَنَّها كانت تَلاءَمتْ ثمَّ انْتَقَضَت وتَنَقَّضَتْ عنها : تَفطَّرَت . ومن المَجَازِ : تَنَقَّضَت عِظامُهُ أَي صوَّتَتْ عن ابنِ فارسٍ . وتَنَقَّضَ البَيْتُ : تشَقَّقَ فسُمِعَ له صوتٌ وفي حديثِ هِرَقْل : " لَقَدْ تَنَقَّضَت الغُرفَةُ " أَي تشَقَّقَتْ وجاءَ صوتُها . ومن المَجَازِ : المُناقَضَةُ في القولِ : أَنْ يتكلَّمَ بما يِتِناقَضُ معناه أَي يَتَخالَفُ . والتَّناقُضُ : خلاف التَّوافُقِ كما في العُبَاب وهو مُفَاعَلَةٌ من نَقْضِ البِناءِ وهو هَدْمُه ويُرادُ به المُراجعَةُ والمُراوَدَة ومِنْهُ حديثُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ " فنَاقَضَنِي وناقَضْتُه " . وناقَضَهُ مُناقَضَةً : خالَفَهُ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : النِّقْضُ بالكَسْرِ : المَهْزولُ من الخَيْلِ عن السِّيرَافيِّ قالَ : كأَنَّ السَّفرَ نَقَضَ بنْيَتَه والجمعُ : أَنْقاضٌ . والنَّقَّاضُ ككَتَّانٍ : من يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ وحرْفَتُه النِّقاضَةُ بالكَسْرِ وقال الأّزْهَرِيّ : وهو النَّكَّاثُ . والنِّقَاضُ ككِتابٍ : المُناقَضَةُ . قالَ الشَّاعر :
وكانَ أَبو العَيُوفِ أَخاً وجَاراً ... وذَا رَحِمٍ فقلتُ له نِقَاضَاأَي ناقَضْتُه في قوله وهَجْوِه إِيَّايَ . ومن المَجَازِ : الدَّهرُ ذُو نَقْضٍ وإِمْرارٍ أَي مَا يُمِرُّه يَعودُ عَلَيْهِ فيَنْقُضُه ومِنْهُ قَوْلُ الشَّاعر :
" إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذا نَقْضٍ وإِمْرارِ ونَقِيضُك : الَّذي يُخالِفُك والأُنْثَى بالهاءِ . وأَنْقَضَ الكَمْءُ ونَقَّضَ : تَقَلْفَعَتْ عنه أَنْقاضُهُ قالَ :
" ونَقَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ والإِنْقاضُ : صوتُ صِغارِ الإِبِلِ قالَ شِظَاظٌ وهو لصٌّ من بني ضَبَّةَ :
" رُبَّ عجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ
" عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بعدَ القَرْقَرَهْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وَقَدْ تَقَدَّم تفسير البيت في ق ر ر . وأَنْقَضَ الرَّحْلُ إِذا أَطَّ . ونَقِيضُ السَّقْف : تَحْريكُ خَشَبِه . وأَنْقَضَ به : صفَّقَ بإِحْدى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرى حتَّى سُمِعَ لها نَقِيضٌ قالَه الخَطَّابيّ . وأَنْقَضَتِ الأَرْضُ : بَدَا نَباتُها . والأَنْقاضُ : صُوَيْتٌ مِثْلُ النَّقْرِ . ونَقْضَا الأُذُنَيْنِ : مُسْتَدارهُمَا . وأَنْقَضَ به : صوَّتَ به كما تُنْقَرُ الشَّاةُ اسْتِجْهالاً له . وتَنَقَّضَ البِناءُ مِثْلُ نَقَضَ . ومن المَجَازِ : وفي كلامه تَناقُضٌ إِذا ناقَضَ قولُه الثَّاني الأَوَّلَ . وذَا نَقِيضُ ذا إِذا كانَ مُنَاقِضَهُ . وتَنَاقَضَ الشَّاعِرانِ . وانْتَقَضَ عَلَيْهِ الثَّغْرُ . وانْتَقَضَت الأُمورُ والعُهُودُ . ونَقَضَ فلانٌ وِتْرَهُ إِذا أَخَذَ ثَأْرَهُ . وكلُّ ذلك مَجَازٌ
قَضَّ اللُّؤْلُؤَةَ يَقُضُّها قَضًّا : ثَقَبَها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وفي اللّسَان : ومِنْهُ قِضَّةُ العذراءِ إِذا فُرِغَ منها كما سَيَأْتِي . وقَضَّ الشَّيْءَ يَقُضُّهُ قَضًّا : دقَّهُ وكَذلِكَ قَضْقَضَهُ والشيءُ المَدْقوقُ : قَضَضٌ
وقَضَّ الوتدَ يَقُضُّهُ قَضًّا : قَلْعَهُ كما في العُبَاب وبينَ دقَّهُ وقَلْعَهُ حُسْنُ التَّقابل . وقَضَّ النِّسْعُ وكَذلِكَ الوَتَرُ يَقِضُّ قَضيضاً : سُمِعَ لهُ صوتٌ عند الإِنْباضِ كَأَنَّهُ القَطْعُ وصوتُه القَضيضُ كما في اللّسَان والعُبَاب والتَّكْمِلَة وهو من حدِّ ضَرَبَ . وقالَ الزَّجَّاجُ : قَضَّ الرَّجُلُ السَّوِيقَ يَقُضُّهُ قَضًّا إِذا أَلقى فيهِ شيئاً يابِساً كقَنْدٍ أَو سُكَّرٍ كأَقَضَّهُ إقْضاضاً نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وقَضَّ الطَّعامُ يَقَضُّ بالفَتْحِ قَضَضاً وهو طَعامٌ قَضَضٌ مُحَرَّكَةً وضبَطَهُ الجَوْهَرِيّ ككَتِفٍ وسَيَأْتِي للمُصنِّفِ في المكان ضَبْطُه ككَتِفٍ فيما بعد وهما واحدٌ إِذا كانَ فيه حَصًى أَو تُرابٌ فوَقَعَ بَيْنَ أَضْراسِ الآكِلِ وَقَدْ قَضِضْتُ أَيْضاً مِنْهُ أَي بالكَسْرِ وإِنَّما قُلنا أَيْضاً كما هو نصُّ الصّحاح إِشارةً إِلَى أَنَّ قَضَّ الطَّعامَ يَقَضُّ من حَدِّ عَلِمَ وَقَدْ استُعملَ لازِماً ومُتَعدِّياً إِذا أَكَلْتَهُ ووقع بَيْنَ أَضْراسِكَ حَصًى . هذا نصُّ الجَوْهَرِيّ وزادَ غيرُهُ : أَو تُرابٌ . وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : قَضَّ اللَّحْمَ إِذا كانَ فيهِ قَضَضٌ يقعُ في أَضْراسِ آكِلِهِ شِبْهُ الحصى الصِّغار . ويُقَالُ : اتَّقِ القَضَّةَ والقَضَضَ في طَعامِك يُريدُ الحصى والتُّرابَ وَقَدْ قَضِضْتُ الطَّعامَ قَضَضاً : إِذا أَكَلْتَ مِنْهُ فوقعَ بَيْنَ أَضْراسِكَ حَصًى . وقَضَّ المكانَ يَقَضُّ بالفَتْحِ قَضَضاً مُحَرَّكَةً فهو قَضٌّ وقَضِضٌ ككَتِفٍ : صارَ فيه القَضَضُ وهو التُّرابُ يَعْلو الفِراشَ كأَقَضَّ واسْتَقَضَّ أَي وجدَهُ قَضًّا أَو أَقَضَّ عَلَيْهِ وقَضَّتِ البَضْعَةُ بالتُّرابِ : أَصابَها مِنْهُ شيءٌ كأَقَضَّ والصَّوابُ كأَقَضَّتْ . وقال أَعْرابِيٌّ يصفُ خِصْباً ملأَ الأَرضَ عُشْباً : فالأَرْضُ اليوم لو تقذف بها بضعة لمْ تَقَضَّ بتُرْبٍ . أَي لم تَقَعْ إلاَّ عَلَى عُشْبٍ . وكلُّ مَا نالَهُ تُرابٌ من طعامٍ أَو ثَوْبٍ أَو غيرِهِمَا : قَضٌّ . وقال أَبو حَنيفَةَ : قيلَ لأَعْرابيٍّ : كَيْفَ رَأَيْتَ المطر ؟ قالَ : لوْ أَلْقَيْتَ بضعةً مَا قَضَّتْ . أَي لمْ تَتْرَبْ يعني من كَثْرَةِ العُشْبِ . والقِضَّةُ بالكَسْرِ : عُذْرَةُ الجارِيَةِ كما في الصّحاح . يُقَالُ أَخَذَ قِضَّتَها أَي عُذْرَتَها عن اللِّحْيانيّ . والقِضَّةُ : أَرضٌ ذاتُ حَصًى كما في الصّحاح وهكذا وُجِدَ بخطِّ أَبي سَهْلٍ . وفي بعضِ نُسَخِهِ : رَوْضٌ ذاتُ حَصًى والأَوَّلُ الصَّوابُ وأَنْشَدَ للرَّجز يَصِفُ دَلْواً :
" قَدْ وَقَعَتْ في قِضَّةٍ مِنْ شَرْجِ
" ثمَّ اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ قالَ الصَّاغَانِيُّ : هو قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ . وقال غيرُه : هي بفتحِ القاف وأَرادَ بالعِلْج الحِمارَ الوَحْشِيّ
أَو القِضَّةُ : أَرضٌ مُنخفضةٌ تُرابُها رملٌ وإِلى جانِبِها متْنٌ مُرتفعٌ . وهذا قَوْلُ اللَّيْثِ : قالَ : والجمع القِضَضُ . وقال أَبو عَمْرٍو : القِضَّة : الجِنْسُ وأَنْشَدَ :
" مَعْروفَةٌ قِضَّتُها زُعْرُ الهَامْ
" كالخَيْلِ لمَّا جُرِّدتْ للسُّوَّامْوالقِضَّةُ : الحَصَى الصِّغارُ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ويُفتح في الكُلِّ . وقِضَّةُ : ع معروفٌ كانت فيه وَقْعَةٌ بَيْنَ بَكْرٍ وتَغْلِبَ تُسمَّى يومَ قِضَّةَ قاله ابنُ دُرَيْدٍ وشدَّدَ الضَّادَ فيها وذكَرَها في المُضاعفِ وَقَدْ تُسكَّنُ ضادُهُ الأُولى وَقَدْ تُخفَّفُ كما هو في المُعجم واقتصَرَ عَلَيْهِ وقالَ : هو ثَنِيَّةٌ بعارِضٍ جَبَلٍ باليَمامَةِ من قِبَلِ مَهَبِّ الشِّمالِ بينهما ثلاثَةُ أَيَّام . والقِضَّةُ : اسمٌ من اقْتِضاضِ الجارِيَةِ وهو افْتِراعُها . والقَضَّةُ بالفَتْحِ مَا تفتَّتَ من الحَصَى وهو بعيْنِهِ قَوْلُ الجَوْهَرِيّ السَّابقُ : الحَصَى الصِّغار وأَغنى عنه قَوْلُهُ أَوَّلاً : ويُفتح في الكلِّ : كالقَضَضِ أَي مُحَرَّكَةً . وَقَدْ ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً وقال : هو الحصى الصِّغارُ قالَ : ومِنْهُ : قَضَّ الطَّعامُ . وقال غيره : القَضَضُ : مَا تكسَّرَ من الحصى ودَقَّ . ويُقَالُ : إنَّ القَضَضَ جمعُ قَضَّةٍ بالفَتْحِ . والقَضَّةُ : بقيَّةُ الشَّيْءِ . والقضة الكبة الصغيرة من الغزل والقَضَّةُ : الهَضْبَةُ الصَّغيرَةُ وقيل هي الحرارة المجتمعة المتشققة . والقُضَّةُ بالضَّمِّ : العَيْبُ يُقَالُ : لَيْسَ في نَسَبِه قُضَّةٌ أَي عَيْبٌ . ويُخفَّفُ . ويُقَالُ أَيْضاً : قُضْأَةٌ بالهمزِ وَقَدْ تَقَدَّم في موضِعِهِ . واقْتَضَّها أَي الجارِيَةَ : افْتَرَعَها كافْتَضَّها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ بالقاف والفاءُ لغةٌ فيه . وانْقَضَّ الجِدارُ انْقِضاضاً : تصدَّعَ ولمْ يقعْ بعدُ أَي لم يسقُطْ كانْقاضَّ انْقِضاضاً . فإذا سقَطَ قيلَ : تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً . هذا قَوْلُ أَبي زيدٍ . وقال الجَوْهَرِيّ ومن تبعهُ : انْقَضَّ الحائِطُ إِذا سقَطَ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى " جِداراً يُريدُ أَنْ يَنْقَضَّ " هَكَذا عَدَّهُ أَبو عبيدٍ ثُنائيًّا وجعله أَبو عليّ ثُلاثيًّا مِنْ نَقَضَ فهو عندَهُ افْعَلَّ . وفي التَّهذيبِ : يُريدُ أَنْ يَنْقَضَّ أَي ينكَسِرَ . وقَرَأَ أَبو شَيْخٍ البُنَانِيّ وخُلَيدٌ العَصَرِيّ في إِحدى الرِّوايتينِ عنهُما : " يُريدُ أَنْ يَنْقاضَّ " بتشديدِ الضَّادِ . وانْقَضَّت الخَيْلُ عَلَيْهِمْ إِذا انتَشَرَتْ وقيل : انْدَفَعَتْ وهو مَجازٌ عَلَى التَّشبيهِ بانْقِضاضِ الطَّيْرِ ويُقَالُ : انْقَضَّ الطَّائرُ إِذا هوَى في طَيَرانِهِ كما في الصّحاح وقوله ليَقَعَ أَي يُريدُ الوُقوعَ . ويُقَالُ : هو إِذا هَوَى من طَيَرانِهِ ليَسْقُطَ عَلَى شيءٍ . يُقَالُ : انقَضَّ البَازي عَلَى الصَّيْدِ إِذا أَسْرَعَ في طَيَرانِهِ مُنْكَدِراً عَلَى الصَّيْدِ كَتَقَضَّضَ عَلَى الأَصْلِ يُقَالُ : انْقَضَّ البازي وتَقَضَّضَ . وربَّما قالوا تَقَضَّى البازي يَتَقَضَّى عَلَى التَّحْويلِ وكان في الأَصلِ تَقَضَّضَ فلمَّا اجتمعتْ ثلاثُ ضَادَاتٍ قُلبتْ إِحْداهنَّ ياءً كما قالوا : تَمَطَّى وأَصله تَمَطَّطَ أَي تمدَّدَ وكَذلِكَ تَظَنَّى من الظَّنِّ وفي التَّنزيلِ العزيزِ : " وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " وقول الجَوْهَرِيّ : ولم يستعملوا مِنْهُ تَفَعَّلَ إلاَّ مُبْدَلاً إِشارةٌ إِلَى أنَّ المُبْدَلَ في استِعمالهم هو الأَفصَحُ فلا مُخالَفَةَ في كلام المُصَنِّفِ لقولِ الجَوْهَرِيّ كما توهَّمَهُ شَيْخُنَا فتأَمَّلْ . ومِن المُبْدَلِ المشهورِ قَوْلُ العجَّاجِ يمدحُ عُمَرَ بنُ عبيد الله بن مَعْمَرٍ :
" إِذا الكِرامُ ابْتَدرُوا البَاعَ بَدَرْ
" تَقَضَّى البَازِي إِذا البازِي كَسَرْ والقَضَضُ مُحَرَّكَةً : التُّرابُ يعلو الفِراشَ ومِنْهُ قَضَّ المكانُ وأَقَضَّ . وأَقَضَّ فلانٌ إِذا تَتَبَّع مداقَّ الأُمورِ الدَّنيئَةِ وأَسَفَّ إِلَى خِساسِها ولو قالَ : تتبَّعَ دِقاقَ المَطَامِع كما هو نصُّ الصَّاغَانِيُّ وابنِ القَطَّاعِ والجَوْهَرِيّ لكانَ أَخْصَر . قالَ رُؤْبَةُ :
" مَا كُنْتُ عَنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ
" والخُلُقِ العَفِّ عن الإِقْضاضِ ويُروى الأَقضاضِ بالفَتْحِ . وأَقَضَّ عَلَيْهِ المَضْجَعُ : خَشُنَ وتترَّب . قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ :
أَمْ مَا لِجَنْبِكَ لا يُلائِمُ مَضْجعاً ... إلاَّ أَقَضَّ عليْكَ ذاكَ المَضْجَعُوقرأْتُ في شرحِ الدِّيوان : أَقَضَّ أَي صارَ عَلَى مضجعِه قَضَضٌ وهو الحصى الصِّغار . يَقُولُ : كأَنَّ تَحْتَ جنبِهِ قَضَضاً لا يقدِرُ عَلَى النَّوْمِ لمَكانِهِ . وأَقَضَّهُ اللهُ أَي المضجَعَ : جعله كَذلِكَ لازِمٌ متعَدٍّ . وأَقَضَّ الشَّيْءَ : تركه قَضَضاً أَي حصًى صِغاراً . ومِنْهُ حديث ابنِ الزُّبير وهدْمِ الكعْبة : " كانَ في المسْجِدِ حُفَرٌ مُنْكَرَةٌ وجَراثيمُ وتَعَادٍ فأَهابَ بالنَّاسِ إِلَى بَطْحِهِ فلمَّا أَبْرَزَ عن رُبْضِهِ دَعا بكُبْرِهِ فَنَظَروا إِلَيْه وأَخذَ ابنُ مُطيعٍ العَتَلَةَ فعَتَلَ ناحيةً من الرُّبْضِ فأَقَضَّه " . ويُقَالُ : جاءوا قضّهم بفتحِ الضَّادِ وبضَمِّها وفتْح القاف وكسرِها بقَضِيضِهم . الكسر عَنْ أَبي عَمْرو كما في العُبَاب أَي بأَجمعِهم كما في الصّحاح وأَنْشَدَ سِيبَوَيْه للشَّمَّاخ :
أَتَتْني سُلَيْمٌ قضّها بقَضِيضِها ... تُمَسِّحُ حَوْلي بالبَقِيع سِبالَهَا وهو مَجازٌ كما في الأَساس . وكَذلِكَ : جاءُوا قَضَضُهم وقَضيضُهُم أَي جَميعُهُم . وقيل : جاءوا مجتمعين وقيل : جاءوا بجَمْعِهِم لم يَدَعُوا وَرَاءهم شيئاً ولا أَحداً وهو اسمٌ منصوبٌ موضوعٌ موضعَ المصدَرِ كَأَنَّهُ قالَ : جاءوا انْقِضاضاً . قالَ سِيبَوَيْه : كَأَنَّهُ يَقُولُ انْقَضَّ آخِرُهم عَلَى أَوَّلهم وهو من المصادر الموضوعَةِ موضِعَ الأَحْوالِ . ومن العربِ من يُعْرِبُه ويُجريه عَلَى مَا قبلَهُ . وفي الصّحاح : ويُجْريه مَجْرى كُلِّهِم . وجاءَ القومُ بقَضِّهمْ وقَضِيضِهِمْ عن ثعلبٍ وأبي عبيدٍ . وحكى أَبو عبيدٍ في الحَدِيث : " يُؤْتى بقَضِّها وقِضِّهَا وقَضِيضِها " . وحكَى كُراع : أَتَوْني قُضُّهُمْ بقَضِيضِهِم أَي بالرَّفع ورأَيْتُ قَضَّهُم بقَضِيضِهِم ومررْتُ بهم قَضِّهِم بقَضِيضِهِم وقال الأصمعيّ في قوله :
" جَاءَتْ فَزَارَةُ قَضُّها بقَضِيضِها لمْ أَسمعْهُم يُنشِدون قَضُّها إلاَّ بالرَّفع . وقال ابنُ بَرِّيّ : شاهِدُ قوله جاءُوا قَضُّهم بقَضِيضِهِم أَي بأَجمعِهِم قَوْلُ أَوس بنِ حَجَرٍ :
وجاءِتْ جِحَاشٌ قَضُّهَا بقَضِيضِهَا ... بأَكْثَرِ مَا كانُوا عَديداً وأَوْكَعُوا أَوْكَعُوا أَي سَمَّنوا إِبِلَهُمْ وقوُّوها ليُغِيروا عَلَيْنا . أَو القَضُّ هنا الحَصَى الصِّغارُ والقَضيضُ : الحَصى الكِبارُ وهو قَوْلُ ابنُ الأَعْرَابيّ وهكذا وُجِدَ في النُّسَخِ وهو غلطٌ . والصَّوابُ في قولِه كما نَقَلَهُ صاحبُ اللّسَان وابنُ الأَثير والصَّاغَانِيُّ : القَضُّ : الحَصَى الكِبارُ والقَضيضُ : الحَصَى الصِّغارُ . ويدُلُّ لذلك تفسيرُهُ فيما بعدُ أَي جاءُوا بالكبيرِ والصَّغيرِ . قالَ ابنُ الأَثيرِ : وهذا أَلْخَصُ مَا قيلَ فيه . أَو القَضُّ بمَعْنَى القاضِّ كزَوْرٍ وصَوْمٍ في زائرٍ وصائمٍ . والقَضيضُ بمَعْنَى المَقْضوضُ لأنَّ الأَوَّلَ لتَقَدُّمِهِ وحَمْلِهِ الآخرَ عَلَى اللَّحاقِ به كَأَنَّهُ يَقُضُّهُ عَلَى نفسِهِ فحقيقَتُه جاءوا بمُسْتَلْحَقِهِمْ ولاحِقِهِمْ أَي بأَوَّلهم وآخرِهم نَقَلَهُ ابنُ الأَثيرِ أَيْضاً وجَعَلَهُ مُلَخَّص القَوْلِ فيه . والقِضاضُ بالكَسْرِ : سَخْرٌ يركبُ بعضُهُ بَعْضاً كالرِّضام الواحِدَةُ قَضَّةٌ بالفَتْحِ . والقَضْقاضُ : أَشْنانُ الشَّامِ . وقال ابنُ عبَّادٍ : هو الأَخضرُ مِنْهُ السَّبْطُ ويُروى بالصَّادِ المُهملَةِ أَيْضاً أَو شَجَرٌ من الحَمْضِ . قالَ أَبو حَنِيفَةَ : هو دَقيقٌ ضَعيفٌ أَصفَرُ اللَّوْنِ . وَقَدْ تَقَدَّم في الصَّادِ أَيْضاً . والقَضْقَاضُ : الأَسَدُ يُقَالُ : أَشَدٌ قَضْقاضٌ : يُقَضْقِضُ فريسَتهُ كما في الصّحاح وأَنْشَدَ قَوْلُ الرَّاجِزِ هو رُؤْبَةُ :
" كَمْ جاوَزَتْ من حَيَّةٍ نَضْناضِ
" وأَسَدٍ في غِيلِهِ قَضْقاضِويُضمُّ . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وليس فُعْلالٌ سِواهُ ونَصُّ الجَمْهَرَةِ : لم يَجِئْ في المُضاعَفِ فُعْلالٌ بضمِّ الفاءِ إلاَّ قُضْقاض قالَ : وربَّما وُصِفَ به الأَسَدُ والحيَّةُ أَو الشَّيْءُ الَّذي يُسْتَخْبَثُ . وبهذا سقطَ قَوْلُ شيخِنا : هذا قُصورٌ ظاهِرٌ من المُصَنِّفِ بَلْ وَرَدَ مِنْهُ قُلْقاسٌ وقُسْطاسٌ وخُزْعالٌ المُجْمَع عليه وكلامُهم كالصَّريحِ بَلْ صَريحٌ أَنَّهُ لا فُعْلالَ غير خُزْعالٍ وَقَدْ ذُكر غيرُ هذه في المُزْهِر وزِدتُ عَلَيْهِ في المُسْفِر انْتَهَى . ووجهُ السُّقوطِ هو أنَّ المُرادَ من قولِهِ وليس فُعْلالٌ سِواهُ أَي في المُضاعَفِ كما هو نصُّ ابنُ دُرَيْدٍ وما أَوْرَدَهُ من الكَلمات مع مناقَشَةٍ في بعضِها فإِنَّها غيرُ وارِدَةٍ عليه فتأَمَّلْ كالقُضاقِضِ بالضَّمِّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً . يُقَالُ : أَسَدٌ قُضاقِضٌ : يُحطِّمُ فريسَتَهُ قالَ الرَّاجِزُ :
" قُضَاقِضٌ عِنْدَ السُّرَى مُصَدَّرُ وقولُ ابنِ دُرَيْدٍ السَّابقُ : وربَّما وُصِفَ به الأسدُ والحيَّةُ إِلخ قُلْتُ : قَدْ تَقَدَّم في الصَّادِ المهملةِ عنِ الجَوْهَرِيّ : حيَّةٌ قَصْقاصٌ نَعْتٌ لها في خُبْثِها ومثله في كتابِ العَيْنِ ولعلَّهُما لُغتان . وَقَدْ قَدَّمْنا هُناكَ عن كتابِ العينِ نقلاً في حُدودِ أَبْنِيَةِ المُضاعَفِ ينبَغي أنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهِ وتَتَأَمَّلَ فيه مع كلامِ ابنِ دُرَيْدٍ هنا . والقَضْقَاضُ : مَا استَوَى من الأَرضِ وبه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي النَّجمِ :
" بَلْ مَنْهَلٍ ناءٍ مِنَ الغِياضِ
" ومِنْ أَذَاةِ البَقِّ والإِنْقَاضِ
" هابِي العَشِيِّ مُشْرِفِ القَضْقَاضِ يَقُولُ : يَسْتَبينُ القَضْقَاضُ في رَأْيِ العينِ مُشْرِفاً لبُعْدِهِ . قولُه : ويُكسَرُ خَطَأٌ وكَأَنَّهُ أَخَذَهُ من قَوْل الصَّاغَانِيُّ : ويُروى القِضاضُ فظنَّهُ القِضْقاضُ وإِنَّما هو القِضاضُ بالكَسْرِ جمعُ قَضَّةٍ بالفَتْحِ . والتَّقَضْقُضُ : التَّفَرُّقُ وهو من معنى القَضِّ لا من لفظِهِ . ومِنْهُ حديثُ صَفِيَّةَ بنتِ عبد المُطَّلِب في غَزْوَةِ أُحُدٍ : " فأَطَلَّ عليْنَا يَهودِيٌّ فقُمْتُ إِلَيْه فَضَرَبْتُ رأْسَهُ بالسَّيْفِ ثمَّ رَمَيْتُ بِهِ علَيْهم فَتَقَضْقَضُوا " أَي تَفَرَّقوا . والقَضَّاءُ : الدِّرْعُ المسْمورَةُ من قَضَّ الجوهَرَةَ إِذا ثَقَبَها قاله ابنُ السِّكِّيتِ . وأَنْشَدَ :
كأَنَّ حَصاناً قَضَّها الْقَيْنَ حُرَّةً ... لَدى حَيْثُ يُلْقَى بالفِناءِ حَصِيرُهَا شبَّهها عَلَى حَصيرِها وهو بِساطُها بدُرَّةٍ في صَدَفٍ قَضَّها أَي قَضَّ القَيِنُ عنها صَدَفَها فاسْتَخْرَجَهَا كما في اللّسَان والعُبَاب . وقال في التَّكْمِلَة وَقَدْ تفرَّدَ به ابنُ السِّكِّيتِ . والذي قاله الجَوْهَرِيّ : دِرْعٌ قَضَّاء أَي خَشِنَةُ المَسِّ لم تنسحقْ بعدُ وقولُه : خَشِنَةُ المسِّ أَي من حِدَّتِها فهو مُشْتَقٌ من قَضَّ الطَّعامُ والمكانُ ووزنُه عَلَى هذين القولينِ فَعْلاءُ . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساسِ بنحوِ مَا قالهُ الجَوْهَرِيّ . ويقرُب مِنْهُ أَيْضاً قَوْلُ شَمِرٍ : القَضَّاءُ من الدُّرُوع : الحديثَةُ العهدِ بالجِدَّةِ الخشنَةُ المَسِّ من قولكَ : أَقَضَّ عَلَيْهِ الفِراشُ . وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ قَوْلَ النَّابِغَة :
" ونَسْجِ سُلَيْمٍ كُلُّ قَضَّاءَ ذائِل قالَ : أَي كلّ درعٍ حديثَةِ العَمَلِ . قالَ : ويُقَالُ : القَضَّاءُ : الصُّلبَةُ التي امْلاس في مَجَسَّتها قضة . وخالَفَهم أَبو عَمْرٍو فقال : القَضَّاءُ هي التي فُرِغَ من عملِها وأُحْكِمَ وَقَدْ قَضَيْتُها أَي أَحْكَمْتُها وأَنْشَدَ بيتَ الهذليّ :
وتَعَاوَرَا مَسْرُودَتَيْنِ قَضَاهُما ... داوُودُ أَوْ صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُقالَ ابنُ سِيدَه : وهذا خطأٌ في التَّصريف لأنَّه لو كانَ كَذلِكَ لقالَ قَضْياءَ . وقال الأّزْهَرِيّ : جعلَ أَبو عَمْرو القَضَّاءَ فَعَّالاً من قَضَى أَي حَكَمَ وفَرَغَ . قالَ : والقَضَّاءُ فَعْلاءُ غيرُ مُنْصَرِفٍ . قُلْتُ : وسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ في المعتلِّ إن شاء الله تعالى . وقال أَبو بكر : القَضَّاءُ من الإِبلِ : مَا بَيْنَ الثَّلاثينَ إِلَى الأَربعين كما في العُبَاب والتَّكْمِلَة واللسان وقال ابنُ بَرِّيّ : القَضَّاءُ بهذا المعنى لَيْسَ من هذا البابِ لأَنَّها من قَضَى يَقْضي أَي تُقْضَى بِها الحُقوق . والقَضَّاءُ من النَّاسِ : الجِلَّةُ وإِنْ كانَ لا حَسَبَ لهم بعدَ أَنْ يكونوا جِلَّةً في الأَبْدانِ والأَسنانِ . وقال ابنُ بَرِّيّ : الجِلَّة في أَسنانِهم . وقال أَبو زيدٍ : قِضْ بالكَسْرِ مخفَّفةً : حكايَةُ صوتِ الرُّكْبَةِ إِذا صاتَتْ . يُقَالُ : قالتْ رُكْبَتُه قِضْ وأَنْشَدَ :
" وقَوْلُ رُكْبَتِها قِضْ حينَ تَثْنِيها واستَقَضَّ مضجَعَهُ أَي وجَدَهُ خَشِناً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : قَضَّ عليهمُ الخيلُ يقُضُّها قَضًّا : أَرْسَلَها أَو دَفَعَها . قالَ :
" قَضُّوا غِضاباً عَلَيْكَ الخَيْلَ من كَثَبِ وانْقَضَّ النَّجمُ : هوَى وهو مَجاز . ومِنْهُ قولُهُم : أَتَيْنا عند قَضَّةِ النَّجمِ أَي عند نَوْئِه . ومُطِرْنا بقَضَّةِ الأَسَدِ . قالَ ذو الرُّمَّة :
جَدَا قَضَّةِ الآسادِ وارْتَجَزَتْ لهُ ... بنَوْءِ السِّماكَيْنِ الغُيُوثُ الرَّوائحُ وقَضَّ الجِدارُ : هَدَمَهُ بالعُنفِ . وقَضَّ الشَّيْءَ يَقُضُّهُ قضًّا : كسرَهُ . واقْتَضَّ الإِدواةَ : فتحَ رأْسَها . وَقَدْ جاء في حديث هَوَازِنَ . ويُروى بالفاءِ وَقَدْ تَقَدَّم . وطَعامٌ قَضٌّ : فيه حصًى وتُرابٌ وَقَدْ أَقَضَّ . وأَرضٌ قَضَّةٌ : كثيرَةُ الحِجارةِ والتُّرابِ . ولحمٌ قَضٌّ : وقعَ في حصًى أَو تُرابٍ فوُجدَ ذلك في طَعْمِهِ . وقَضَّ عَلَيْهِ المضجَعُ : نَبَا مِثْلُ أَقَضَّ المذكورُ في المَتْنِ . ويُقالُ : قَضَّ وأَقَضَّ : لمْ يَنَمْ أَو لم يطمئنّ به النَّوْمُ . وقال أَبو الهيثم : القضيضُ جمعٌ مِثْل كلبٌ وكَليبٍ والقَضُّ : الأَتْباعُ ومنْ يتَّصِلُ بك . ومِنْهُ قَوْلُ أَبي الدَّحْداحِ :
" وارْتَحِلِي بالقَضِّ والأَوْلادِ والقَضيضُ : صِغارُ العِظام تشبيهاً بصغارِ الحصَى نَقَلَهُ القُتَيْبِيُّ . وانْقَضَّ انْقِضاضاً : تقطَّعَ وأَوْصالُه : تفرَّقتْ . وقال شَمِرٌ : القَضَّانَةُ : الجَبَلُ يكونُ أَطْباقاً وأَنْشَدَ :
كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِيهَا إِذا وجفَتْ ... قَرْعُ المَعَاوِلِ في قَضَّانَةٍ قَلَعِ قالَ : القَلَعُ : المشرفُ مِنْهُ كالقَلْعَة . قالَ الأّزْهَرِيّ : كَأَنَّهُ من قَضَضْتُ الشَّيْءَ أَي دققتُه وهو فَعْلانَة مِنْهُ . وفي نَوادِرِ الأَعْراب : القِضَّةُ : الوَسْمُ وبه فُسِّر قَوْلُ الرَّاجِز :
" مَعْروفَةٌ قِضَّتُهَا زُعْر الهَامْ وَقَدْ تَقَدَّم للمصنِّف أَنَّهُ بمَعْنَى الجِنْس وهو قَوْلُ أَبي عَمْرو . والقَضْقَضَةُ : كسرُ العِظام والأَعضاءِ . وقَضْقَضَ الشيءَ فتَقَضْقَضَ : كسَّره فتكسَّرَ . ومِنْهُ الحَدِيث : " فيُقَضْقِضُهَا " أَي يُكسِّرُها . وقال شمرٌ : يُقَالُ : قَضْقَضْتُ جَنْبَهُ مِنْ صُلْبِه أَي قطعتُهُ . وقَضَّضَ : إِذا أَكثرَ سُكَّرَ سَوِيقهِ عن ابنُ الأَعْرَابيّ . والمِقَضُّ بالكَسْرِ : مَا تُقَضُّ به الحجارَةُ أَي تُكْسَرُ . وأَقَضَّهُ عَلَيْهِ الهَمُّ واسْتَقَضَّه صاحبُهُ . ويُقَالُ : ذهبَ بقِضَّتِهَا وكان ذلك عندَ قِضَّتِهَا ليلَةَ عُرْسِها وهو مَجازٌ