" إذا كانَ هِنْزَمْرٌ ورُحْتُ مُخَشَّما هور
هارَه بالأَمْرِ هَوْراً : أَزَنَّه واتَّهمَه وهُرْتُ الرّجُلَ بما ليس عنده من خَيْرٍ إذا أَزْنَنْته أَهْوره هَوْراً . قال أَبو سعيد : لا يقال ذلك في غير الخير . هارَه بكذا : ظنَّه به قال أَبو مالك بن نُوَيرَة يصف فرَسَه :
رَأَى أَنَّني لا بالكثير أَهُورُهُ ... ولا هوَ عَنِّي في المُواساة ظاهِرُ أَهوره أَي أَظُنُّ القليلَ يكفيه يقال : هو يُهارُ بكذا أَي يُظَنُّ بكذا . وقال آخرُ يصفُ إبلاً :
قد عَلِمَتْ جِلَّتُها وخُورُها ... أَنِّي بشِرْبِ السُّوءِ لا أَهُورُها أَي لا أَظُنُّ أَنَّ القليلَ يكفيها ولكن لها الكثير . والاسم منهما الهُورَةُ بالضَّمّ . هارَهُ عن الشَّيءِ : صَرَفَه نقله الصَّاغانِيّ . هارَه على الشَّيْءِ : حملَه عليه وأَراده به . منَ المَجاز : هَارَ القَومَ يَهُورهم هَوْراً إذا قتلَهم وكَبَّ بعضَهم على بعض كما يَنهار الجُرُفُ . قال ساعِدة بن جُؤَيَّة الهذليّ :
فاسْتَدْبَروهُم فَهارُوهُم كأَنَّهُمُ ... أَفْنادُ كَبْكَبَ ذاتِ الشَّثِّ والخَزَمِ هكذا يُروَى وفي أُخرى :
" كِيدُوا جَميعاً بآناسٍ كأَنَّهم
وكَبْكَب يُذَكَّر ويُؤَنَّث . هارَ الرَّجُلَ يَهُوره هَوْراً : غَشَّه هارَ الشَّيْءَ يَهُورُه هَوْراً : حَزَرَه . وقيل : للفَزاريّ : ما القِطْعة من الليل ؟ فقال : حُزْمَةٌ يَهُورُها أَي قِطعةٌ يَحْزُرهَا . يقال : ضَرَبَ فلاناً فَهَارَه أَي صَرَعَه كهَوَّرَه وهارَ البِناءَ هَوْراً : هدمَه وكذا الجُرُفَ هَوْراً وهُوُؤراً فهَارَ وهو هائرٌ وهَارٍ على القلب وتَهَوَّرَ وتَهَيَّرَ الأَخيرة على المُعاقَبة وقد يكون تَفَيْعَل أَي تَهَدَّم قيل : : انْصَدَع من خلْفه وهو ثابتٌ بعدُ في مكانه فإذا سقطَ فقد انْهارَ وتَهَوَّرَ وفي حديث ابن الضَّبْعاءِ : فتَهَوَّرَ القَليبُ بمَنْ عليه . يقال : هارَ البِناءُ وتَهَوَّرَ إذا سقَط وكُلُّ ما سقطَ من أَعلى جُرُفٍ أَو شَفيرِ رَكِّيَّةٍ في أَسفلها فقد تهَوَّرَ وتَدَهْوَرَ . وهَوَّرْتُه فتَهَوَّرَ وانْهارَ أَي انْهدم . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : الهَائِر السَّاقط والرَّاهي : المُستقيمُ . وتَهَوَّر الرَّجلُ إذا وقعَ في الأَمر بقِلَّةِ مُبالاةٍ . وفي الأَساس : بغير فِكْرٍ وهو مَجاز . تَهَوَّرَ الوَعَكُ الناسَ إذا أَخذَهم وعَمَّهم . منَ المَجاز : تَهَوَّرَ اللَّيْلُ إذا ذهبَ وأَدْبَرَ . تَهَوَّرَ اللَّيْل إذا وَلَّى أَكْثَرُه ويقال في هذا المعنى بعينِه : تَوَهَّرَ الليلُ وقد تقدّم وفي بعض النُّسخ : واللَّيْل : ولَّى أَوْ ذَهَبَ أَكْثَرُه . ورَجلٌ هارٌ وهارٍ الأَخيرة على القَلْب وهَيَّارٌ ككَتَّان هكذا في سائر النُّسخ والذي في أُمَّهات اللغة كلّها : هَائرٌ وفي بعضها : هَيَارٌ كسَحاب وسيأْتي له في هير ضَعيفٌ وقال الأَزْهَرِيّ : رَجلٌ هارٌ إذا كان ضعيفاً في أَمره وأَنشد :
" مَاضي العَزِيمَةِ لا هَارٌ ولا خَزِلُ وقال ابن الأَثير : يقال هو هَارٌ وهَارٍ وهَائرٌ فأما هائرٌ فهو الأَصل من هَارَ يَهُور وأَمّا هَارٌ بالرَّفع فعلى حذف الهمزة وأَمّا هارٍ بالجَرِّ فعلى نقل الهمزة إلى بعد الرَّاءِ كما قالوا في شائك السِّلاح شاكِي السِّلاح ثم عُمِلَ به ما عُمِلَ بالمَنْقوص نحو قاضٍ وداعٍ . قال ابن دريد : الهَوْرُ بالفتح : البُحَيْرَةُ تَغِيضُ بها وفي بعض الأُصول فيها مِياهُ غِياضٍ وآجامٍ فَتَتَّسِع ويكثر ماؤُها . ج أَهْوارٌ . الهَوْرُ : القطيع من الغَنَم نقله الصَّاغانِيّ سُمِّيَ به لأَنَّه من كثرته يتَساقَطُ بعضُه على بعض . الهَوْرَةُ بهاءٍ المَهْلَكَةُ وجَمْعُها الهَوْراتُ وبه فُسِّرَ الحديث الآتي ذكرُه . عن أَبي عَمْرو : الهَوَرْوَرَةُ : المَرأَة الهالِكَةُ . يقال : اهْتَوَرَ إذا هلَكَ . قال الأَصْمَعِيّ : التَّيْهُور : ما انْهارَ من الرَّمْل وقيل : ما اطْمَأَنَّ من الأَرْضِ هكذا في سائر النُّسخ وقد ضَرَب عليه الصَّاغانِيّ بقلَمِه وذَكرَ الرَّمْلَ عِوضاً عنه وفي اللسان ذكر الأَرض . التَّيْهُورُ الشَّديدةُ من السَّباسبِ يقال : تِيهٌ تَبْهُورٌ أَي شَديدٌ ياؤُه على هذا مُعاقِبَةٌ بعد القلْب وفي حواشي ابن برّيّ . ما نصّه : أَسْقَطَ الجَوْهَرِيّ ذِكْرَ تَيْهُورِ الرَّمْلِ الذي ينهار لأَنَّه يحتاج فيه إلى فضلِ صنعةٍ من جهة العربيَّة . وشاهد تَيْهور الرَّملِ المُنْهارِ قول العجّاج :
" إلى أَراطِ ونَقاً تَيْهُورِوزْنه تَفْعُول والأَصل فيه تَهْيُور فقدِّمت الياءُ التي هي عين إلى مَوضع الفاءِ فصار تَيْهُوراً فهذا إن جعلتَه من تَهَيَّرَ الجُرف وإن جعلتَه من تَهَوَّرَ كان وزنه فَيْعُولاً لا تَفْعُولاً ويكون مقلوبَ العينِ أَيضاً إلى موضِع الفاءِ والتَّقدير فيه بعدَ القلب : وَيْهُور ثم قُلِبت الواو تاءً كما قُلبَت في تَيْقُور وأَصله وَيْقُور من الوَقار . والهَارُ : الضَّعيفُ السَّاقطُ من شِدَّة الزَّمان وبه فُسِّرَ حديث خُزَيْمَة : تَرَكَتِ المُخَّ رَاراً والمَطِيَّ هاراً ويروى بالتَّشديد . الهَوَارَةُ : كسحابة : الهَلَكَةُ ومنه الحديث الذي لا طريق له كما قاله الصَّاغانِيّ : " مَنْ أَطاعَ اللهَ " ونصّ الحديث " رَبَّه فلا هَوَارَةَ علَيْه " أَي لا هُلْكَ . قلْت : وقد رُويَ عن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّه خطبَ فقال : " مَنْ يَتَّقِي اللهَ لا هَوارَةَ عليه " فلم يَدْروا ما قال فقال يحْيى بن يَعْمُر : أَي لا ضيعةَ عليه . وفي الحديث أَيضاً : " مَن اتَّقى اللهَ وُقِيَ الهَوْراتِ " أَي الهَلَكات وقال الصَّاغانِيّ : أَي المَهالِك واحدتُها هَوْرَة وقد تقدّم قريباً وهذا من المصنّف غريب جدّاً فإنَّه ذكر المفرد أَوّلاً ثم ذكرَ بعدَه الحديثَ الذي جاءَ فيه ذِكْرُ جَمْعِه ففرَّقَهما في محَلَّيْن . منَ المَجاز : رجلٌ هَيِّرٌ ككَيِّسٌ إذا كان يتَهَوَّر في الأَشياءِ ونص التكملة : يتَهَيَّر في الأَشياءِ . ومَهْوَرٌ كمَقْعَدٍ : ع بالحجاز نقله الصَّاغانِيّ وقال ياقوت : ويُرْوَى مَهْوىً . ومما يُستدرك عليه : يقال : خَرْقٌ هَوْرٌ أَي واسعٌ بعيدٌ . قال ذو الرُّمَّة :
هَيْماءُ يَهْماءُ وخَرْقٌ أَهْيَمُ ... هَوْرٌ عليه هَبَواتٌ جُثَّمُ
" للرِّيحِ وَشْيٌ فوقَه مُنَمْنَمُويقال : هَوَّرْنا عنَّا القَيْظَ وجَرَمْناهُ وجَرَّمْناه وكَبَبْناه بمعنىً . وهَوَّارة مشدّداً ابن قيْسِ بن زُرْعَة بن زهير بن أَيْمن بن هَميسع بن حمْيَر الأَكبر : قبيلةٌ كبيرةٌ بالمغرب وفيه اختلافٌ كبير وقد أَلَّفت في ذلك رسالةً سمَّيْتها رَفْع السِّتارَة عن نسب الهَوَّارة ويقال : إنَّ المُثَنَّى بن المِسْوَرِ بن المُثَنَّى بن خلاع بن أَيمَن بن رُعَيْن بن سعد بن حِمْيَر الأَصغر خرج من مصر في طلب إبلٍ له فقَدَها فذهب في أَثرِها إلى المَغْرِب فلما دخل إفريقية قال لغلامه : أَيْنَ نحْنُ ؟ قال : تَهَوَّرْنا . فنزَلَ على قَوْمٍ من زَنَاتَة فتَزَوَّجَ أُمَّ صِنهاج فكثُرَ منها نسلُه فهم الهَوَّارِيُّون . وهذا نقله المَقريزيّ في : البيان والإعراب عمَّن في مصر من قبائل الأَعراب . ثم ذكر منهم قبائل كثيرة بالمغرب . قلْت : ومنهم أبو موسى عبد الرحمن بن موسى الهَوَّاري لقِيَ مالكاً وصنَّف في القراآت والتَّفسير ذكره الرُّشاطِيّ وآخرون . قال المَقريزيّ وأَمّا هوّارةُ الصَّعيدِ فإنه أَنزلهم الظاهرُ برقوق بعد واقعة بدر بن سلام هنا في سنة 782 فأَقطَع لإسماعيل بن مازِن منهم ناحيةَ دجِرْجا وكانت خراباً فعَمَرَها وهو جَدُّ المَوازِنِ وأَقام بها حتّى قتله عليّ بن عريب منهم وهو جَدُّ العرابيّ فوُلِيَ بعده الأَمير عمر بن عبد العزيز الهَوَّاري . قلْتُ : وبنو عُمَرَ بطنٌ كبير بالصَّعيد وهو جَدُّ الأُمراءِ كلهم إلاّ من شَذَّ ومن ولده محمّد أبو السّنون ويوسف بن عمر بن عبد العزيز فأَمّا محمّد فوَلِيَ بعد أَبيه وفَخُمَ أَمرُه وعَمَرَ الصَّعيدَ ووَلِيَ يوسف بعد أَخيه وولَدُه إسماعيلُ بن يوسف كان محمودَ السِّيرة توفِّي بمصر سنة 853 وحفيده الأَمير شرف الدِّين عيسى بن يوسف بن إسماعيل كان من أَجِلاّءِ بني عُمَر يُذاكِرُ الفُقَهاءَ مع كثرة البِرِّ والإحسان لهم وكانَ مليح الشَّكل كثير التَّهجُّدِ توفِّي سنة 863 ، كذا في معجم الشيخ عبد الباسط . ومن ولده الأَمير ريَّان بن أَحمد بن عيسى جَدّ الرَّيايِنَة توفِّيَ سنة 889 ، وداوُد بن سليمان بن عيسى وُلِدَ بعدَ التسعين والثَّمانمائة وعبد العزيز وعليّ ابنا عيسى بن يونس وغير هؤلاء ومن أَراد الزِّيادةَ فعليه برسالتنا المذكورة فإنَّنا قد استوفينا فيها أَنسابَهم وأَخبارَهم . وليس هذا محلّ التَّطويل ولكن نَفْثَة مَصْدور . وهُور بالضَّمّ : قريةٌ بمصر من أَعمال الأَشمُونين . وهُورينُ : قريتان بمصر إحداهما من أعمال قُوَيْسنا وتُعرَف بنَطابةَ والثانية بالغربية وتعرَف بهُورِين بهرْمَن وقد نسب إلى هذه الأَخيرةِ جماعةٌ من المحدِّثين . والهوَّارين : قريةٌ نقله الحسَن بن رشيق القَيروانِيّ
" يُنْضِى المَطَايَا خِمْسُهُ العَشَنْزَرُ . سمهر
السَّمْهَرِيُّ : الرُّمْحُ الصُّلْبُ . يقال : هو المَنْسُوبُ إلى سَمْهَرٍ . اسمِ رجل وهو زَوْج رُدَيْنَةَ وكانا مُثَقِّفيْنِ أي مُقَوِّمَيْنِ للرِّماح وفي التهذيب : الرِّمَاحُ السَّمْهَريَّةُ إلى رَجُل اسمه سَمْهَرٌ كان يَبِيعُ الرِّمَاحَ بالخَطِّ وامرأتهُ رُدَيْنَةُ . أو إلى : ة بالحَبَشَةِ اسمها سَمْهَرُ قاله الزُّبَيْرُ بن بَكّار . وقال الصّاغانيّ : وأنا لا أثِقُ بهذا القول . والأوّل أكثر . واسْمَهَرَّ الرمحُ : صَلُبَ . الحَبْلُ والأمْرُ : اشْتَدّ وكذلك الظلامُ . واسْمَهَرَّ الرجلُ في القِتَال قال رُؤْبَةُ :
ذو صَوْلةٍ تُرْمَى به المَدالِثُ ... إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ . اسْمَهَرَّ العَرْدُ إذا اعْتَدَلَ وقَامَ وقال أبو زيد المُسْمَهِر : المُعتدِل . اسْمَهَرَّ الظَّلامُ : اشْتَدَّ وتَنَكَّرَ وتَرَاكَمَ . والمُسْمَهِرُّ : الذَّكَرُ العَرْدُ . وسَمَهَر الزَّرْعُ إذا لم يَتَوَالَدْ كأنَّه كُلُّ حَبَّةٍ برَأْسِهَا كذا في التهذيبِ ونقله الصاغانيُّ أيضاً . ومما يستدرك عليه : وتَرٌ سَمْهَريٌّ : شَدِيدٌ . واسْمَهَرَّّ الشَّوْكُ : يَبِسََ وشَوْكٌ مُسْمَهِرُّ : يابِسٌ . وقَدٌّ سَمْهَرِيٌّ : مُعْتَدِلٌ وهو مَجَاز . ومما يستدرك عليه : سَمَنْهُور : قريةٌ بصعيدِ مصر من أعمالِ قُوص . وسَمْهَر كجَعْفَر : من أسماءِ الرَّكايَا نقله الصاغاني
المَهْرُ : الصَّداق ج مُهور . وقد مَهَرَها كَمَنَع ونَصَرَ يَمْهَرُها ويَمْهُرُها مَهْرَاً وأَمْهَرها : جَعَلَ لها مَهْرَاً وفي حديث أمِّ حبيبة : " و أَمْهَرها النَّجاشيُّ من عنده " أي ساقَ لها مَهْرَها أو مَهَرَها : أَعْطَاها مَهْرَاً فهي مَمْهُورة . وأَمْهَرَها : زوَّجَها من غَيْرِه على مَهْرٍ قال ساعِدَةُ بن جُوَيَّة :
إذا مُهِرَتْ صُلْباً قليلاً عِراقُةُ ... تقولُ ألاَ أَدَّيْتَني فتَقَرَّبِ وقال آخر :
أُخِذْنَ اغْتِصاباً خِطْبةً عَجْرَفِيَّةً ... وأُمهِرْنَ أَرْمَاحاً من الخَطِّ ذُبَّلا
وفي المثَل : كالمَمْهورة إحْدى خَدَمَتيْها . يُضرَب للأحمق البالغ في الحُمْق للغاية وذلك أنْ طالَبَتْ حَمْقَاءُ بَعْلَها لمّا دخل بها بالمَهْر وقالتْ : لا أُطيعُك أو تُعطيني مَهْرِي . فَنَزَع إحدى خَدَمَتيْها من رِجْلها وَدَفَعها إليْها فرضِيَتْ بها لحُمْقِها . ونظيرُها أنّ رجلاً أعطى آخرَ مالاً فتزوَّجَ به ابنةَ المُعطي ثم امْتَنَّ عليها بما مَهَرَها وساقَ إليها فقالوا : كالمَمْهورة من مالِ أبيها . يُضرَب في الذي يَمْتَنُّ فيما ليس له . والمَهِيرَةُ كسَفينة : الحُرَّة والجَمْع المَهائر وهي الحَرائر وهي ضِدُّ السَّراريِّ والمَهِيرة أيضاً : الغالِيَة المَهْر . والماهِر : الحاذقُ بكلِّ عملٍ وأكثر ما يُوصف به السابِح المُجيد ج مَهَرَةٌ محرّكة . قال الأعشى يذكر فيه تَفْضِيل عامرٍ على عَلْقَمةَ بن عُلاثة :
إنَّ الذي فيه تَمَاَرَيْتُما ... بَيِّن للسامِع والناظرِ
ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُون الذي ... جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِر
مِثلَ الفُراتيّ إذا ما طَمَا ... يَقْذِفُ بالبُوصيِّ والماهِرِ الجُدّ : البئر . والظَّنون : التي لا يُوثَق بمائها . والفُراتيّ : الماءُ المنسوب إلى الفرات وطَما : ارتفع . والبُوصِيّ : المَلاَّح . والماهِر : السابِح وكذلك المُتَمَهِّر قاله الزمخشريُّ . وقد مَهَرَ الشيءَ وفيه وبه كَمَنَع يَمْهَر مَهْرَاً بالفتح ومُهوراً بالضم ومَهاراً ومَهارَةً بفتحِهِما أي صارَ حاذِقاً . وفي اللسان : مَهارةً ومِهارةً كسَحابة وكِتابة . والمُهْر بالضمِّ : عَظْمُ الزَّوْر وهو الكِرْكِرَة كالمُهْرَة وبه فَسَّر الجَوْهَرِيّ قولَ الشاعر :
" جافِي اليدَيْنِ عن مُشاشِ المُهْرِ المُهْر : ثَمَرُ الحَنْظَل ج مِهَرَة كعِنَبة نقله الصَّاغانِيّ . المُهْر : ولَدُ الفرَسِ والرَّمَكَة أو أولُ ما يُنتَج منه ومن غيرِه أي من الخَيْل والحُمُر الأهليَّة وغيرِها كما قاله ابنُ سِيدَه ج في القليل أَمْهَارٌ وفي الكثير مِهارٌ ومِهارةٌ . قال عديُّ بنُ زَيْدٍ :
وذي تَناويرَ مَمَعْونٍ له صَبَحٌ ... يَغْذُو أوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهَارا يعني بالأمْهار هنا أولادَ الوَحْش . وقال آخر :
كأنَّ عَتيقاً من مِهارةِ تَغْلِبٍ ... بأَيْدي الرِّجال الدّافنينَ ابنَ عَتَّابْ قال ابنُ سِيدَه : هكذا الرواية بتَسْكين الباء والأُنثى مُهْرَة والجمعُ مُهَرَات ومُهَرٌ . قال الرَّبيعُ بن زياد العَبْسِيُّ :
ومُجَنَّباتٍ ما يَذُقْنَ عَذُوفاً ... يَقْذِفْنَ بالمُهَراتِ والأَمْهارِ والأُمّ مُمْهِرٌ . يقال : فرَسٌ مُمْهِرٌ أي ذاتُ مُهْرٍ وقد أَمْهَرَت : تَبِعَها مُهْرٌ . والمُهْرَةُ بالضمّ : خَرَزَةٌ كان النِّساءُ يَتَحَبَّبْنَ بها أو هي فارسيَّةٌ وقال الأَزْهَرِيّ : وما أُراه عربيَّاً . والمُهَر كصُرَد : مَفاصِلُ مُتلاحِكَةٌ في الصَّدْر أو هي غَراضِيف الضُّلوع واحدَتُها مُهْرَةٌ كأنَّها فارسيّة قال أبو حاتم : وأُراها بالفارسيّة أراد فُصوصَ الصَّدرِ أو خَرَزَ الصّدر في الزَّوْر أنشد ابْن الأَعْرابِيّ لغُداف :
" عن مُهْرَةِ الزَّوْرِ وعن رَحَاها ومَهْرَةُ بنُ حَيْدَان بن عَمْرُو بن الحافِ بنِ قُضاعة بالفتح أبو قَبيلة وهم حَيٌّ عظيم وإليها يَرْجِع كلّ مَهْرِيّ منهم أبو الحَجَّاج زبيد بن سعد المَهْريّ من أهل مصر والإبلُ المَهْرِيّة منه أي من هذا الحيِّ منسوبة إليهم ج مَهارَى كسَكارى هكذا هو مضبوط في النسخ وفي اللسان بكسر الراء وتخفيف الياء ومَهار بحذفِ الياءِ ومَهارِيُّ بكسرِ الراءِ وتشديد الياء قال رؤبة :
به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ ... بِنا حَراجِيجُ المَهارى النُّفَّهِو أَمْهَر الناقةَ : جَعَلَها مَهْرِيَّةً . والمَهْرِيَّة : حِنطَةٌ حَمْرَاء قال أبو حنيفة : وكذلك سفاها وهي عظيمةُ السُّنْبُل غليظةُ القَصَب مُرَبَّعة . وماهِرٌ ومُهَيْرَة كجُهَيْنَة : اسْمان وكذا مُهَيْرٌ ومَهْرِيٌّ ومِهْران بالكسر . ومَهْوَرٌ كقَسْوَر : ع قال ابنُ سِيدَه : وإنما حَمَلْناه على فَعْوَل دون مَفْعَلٍ من هارَ يَهُور لأنّه لو كان مَفْعَلاً منه كان مُعتَلاًّ ولا يُحمَل على مُكَرَّرِه لأنَّ ذلك شاذٌّ للعَلَمِيَّة . قلتُ : وقال السُّكَّرِيُّ : مَهْوَرٌ : بلدٌ قال المُعَطَّل الهُذَلِيُّ :
فإنْ أُمسِ في أَهْلِ الرَّجيعِ ودونَنا ... جِبالُ السَّراة مَهْوَرٌ فَعُوائِنُ كذا قَرَأْتُه في أشعار الهُذَلِيِّين . ونهرِ مِهْران بالكسر : نهرٌ عظيم بالسِّنْد وبخُراسان يُعرَف بجَيْحُون ويقال : إنه منهما تمتَدُّ الدّنيا . قال أبو النَّجْم :
فسافَروا حتى يَمَلُّوا السَّفَرا ... وسارَ هادِيهِم بهمْ وسَيَّرا
بَرَّاً وخاضوا بالسَّفينِ الأَبْحُرا ... ما بَيْنَ مشهْرانَ وبَيْنَ بَرْبَرا قال ابنُ دُرَيْد : وليس بعربيٍّ . ومِهْران : ة بأَصْفَهان . ومِهْران جَدُّ أبي بكر أحمد بن الحُسَيْن الزاهد المُقرئ المِهْرانِيّ النَّيْسابوريّ مُجاب الدَّعوة عن ابن خُزَيْمة وعنه الحاكِم وهو صاحبُ الغايةِ والشامِل مات سنة 381 . والمِهار ككِتاب : العُود الغليظُ في رأسِه فَلْكَةٌ يُجعَل في أَنْفِ البُخْتِيّ . عن أبي زيدٍ : يقال : لم تُعطِ هذا الأمرَ المِهَرَة كعِنَبَة وضبطه الصَّاغانِيّ بفتح فكسر مُجَوِّداً أي لم تَأْتِه من قِبلِ وَجْهِه . ويُقال أيضاً : لم تَأْتِ إلى هذا البِّناء المِهَرَة أي لم تَأْتِه من قِبَلِ وَجْهِه ولم تَبْنِه على ما كان ينبغي . وقالوا : لم نَفْعَل به المِهَرَة ولم تُعطِه المِهَرَة وذلك إذا عالَجْت شيئاً فلم تَرْفُق به ولم تُحسِن عَمَلَه وكذلك إذا أَدَّب إنساناً فلم يُحسِن . كذا في اللسان . والتَّمْهِيرُ : طَلَبُ المَهْرِ واتِّخاذُه . قال أبو زُبَيْد يصفُ الأسَد :
أَقْبَلَ يَرْدِي كما يَرْدِي الحِصانُ إلى ... مُسْتَعْسِبٍ أرِبٍ منه بتَمْهيرِ يقول : أقبلَ كأنّه حِصان جاء إلى مُسْتَعْسِب وهو المُسْتَطْرِق لأُنثاه أَرِبٍ : ذي إرْبَة أي حاجة . والمُتَمَهِّر : الأسَد الحاذقُ بالافْتِراس وَتَمَهَّرَ الرجلُ في شيءٍ إذا حَذَقَ فيه كَمَهَر فيه . ومما يُستدرَك عليه : المُهَيْرَة : مصغَّراً كِنايةٌ عن الزَّوْجة وبه فُسِّر قولُ الحَريريِّ في الحَضْرَمِيَّة : تَذْهَبُ في الدُّوَيْرَة لتَجْلِدَ عُمَيْرة وتَسْتَغني عن المُهَيْرَة . ومَهْر البَغِيّ المَنهيّ عنه هو أُجرةُ الفاجِرة . وأمُّ أَمْهَارٍ : اسمُ قَارَةٍ . وفي التَّهذيب هَضْبَة . وقال ابنُ جَبَلَة : أُكُمٌ حُمرٌ بأَعْلى الصَّمَّان ولعلَّها شُبِّهَت بأَمْهارِ الخَيْل فسُمِّيت بذلك . قال الرَّاعي :
مَرَّتْ على أمِّ أَمْهَارٍ مُشَمِّرَةً ... تَهْوِي بها طُرُقٌ أوساطُها زُورُوقال الفَرَّاء : تحتَ القَلبِ عُظَيْمٌ يقال له : المُهْرُ والزِّرُّ وهو قِوامُ القَلْب . والمُهْر بالضمّ : فِراخُ حَمامٍ يُشبِه الوَرَشان وجمعُها : مِهَرَة كعِنَبَة قاله الصَّاغانِيّ . وتُسمَّى النّعجَة : الماهِرُ وتُدعى فيقال : ماهِرْ ماهِرْ . ومُهْرَات بالضمّ : بلدٌ قُربَ حَضْرَمَوْت . ومِهْروان بالكسر : بلدٌ في سَهْلِ طَبَرِسْتان . ومِهْرَةُ بالكسر من أجدادِِ أبي عليٍّ الحَدَّاد ومن أَجْدَادِ أبي مَسْعُود كُوتاه . وعبدُ الوهّاب بن عليّ بن مِهْرَة حدَّث . ومَهْرُويَه بفتح الميم وضمِّ الراء جدّ أبي الحسن عليّ بن محمد بن مَهْرُويه القَزْوينيّ حدّث عن علي بن عبد العزيز البَغَوِيّ . ومِهْيار الدَّيْلَمِيّ كمِحْراب : شاعرُ زَمانه . وجَناب بن مُهَيْر العَبْديّ كزُبَيْر عن عَطاءٍ ومحمد وعلوان ابنا مُفلِح بن المُهَيْر وابنُ أخيهما مُقلِّدُ ابنُ عليِّ بن مُفلِح بن المُهَيْر كلّهم عن أبي الحسن بن العَلاَّف وروى عنهم ابنُ سُوَيْد في مشيخته . وعزُّ الدين الحسنُ بن الحُسين بن المُهَيْر البغداديّ سمع يَحْيَى بن بَوْشٍ ومات سنة 666 ومُهَيْرٌ عمّ سعيد بن عَرُوبة قاله قَتادة كذا في كتاب الصحابة لأبي القاسم البَغَويّ . ومُهَيْرة : لقب مُحرِز بن نَضْلَة الصّحابيّ . وماهر بن عبد الله بن نَجْمٍ المَقْدِسِيّ حدَّث عن الزَّيْن العِراقيّ والشَّرَف يَحْيَى المَنَاويّ وغيرِهما أجازَ شيخَ الإسلامِ زكريّا وكريمَ الدِّين أبا الفضل محمد بن محمد بن العِماد البِلْبيسيّ وغيرُهما . ومما يُستدرَك عليه : مهجر