المَهْدُ : المَوْضِعُ يُهَيَّأُ للصَّبِيِّ ويُوَطَّأُ لِينَام فيه وفي التنزيل " مَن كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيًّا " المَهْدُ : الأَرض كالمِهَادِ بالكسر قال الأَزهريّ : المِهَاد أَجْمَعُ من المَهْدِ كالأَرْضِ جعلَهَا اللهُ تعَالَى مِهَاداً للعِبَادِ أَي جمع المَهْدِ مُهُودٌ ونقَلَ شيخُنَا عن بعضِ أَهْلِ التحقيق أَنَّ المَهْدَ المِهَادَ مَصدرَانِ بمعنًى أَو المَهْدُ الفَعْلُ والمِهَادُ الاسْمُ أَو المَهْدُ مُفْرَد والمِهَاد جَمْعٌ كفَرْخٍ وأَفْرَاخٍ . قال السَّمين أَثناءَ طه . المُهْدُ بالضَّمِّ : النَّشْزُ من الأَرْضِ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنشد :
إِن أَبَاكَ مُطْلَقٌ مِنْ جَهْدِ ... إِنْ أَنْتَ كَثَّرْتَ قُتُورَ المُهْدِ المُهْدُ : ما انْخَفَضَ منها أَي من الأَرْض في سُهولَةٍ واسْتِوَاءٍ كالمُهْدَةِ بالضمّ أَيضاً وهذه عن ابن شُمَيْلٍ ج مِهَدَةٌ وأَمْهَاد الأَول كِعنَبِةٍ وهذه الجُموع وأَمْهَادٌ الأَول كِعنَبِةٍ وهذه الجُموع فيها مَحَلُّ تأَمُّلٍ وإِيهام وقد أَشار لذلك شيخنا . قلت : الجمع الثاني لا إِيهام فيه فإِنه جَمْعُ مَهْدٍ بالضمّ كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ . ومَهَدَه أَي الفِرَاشَ كمَنَعَه : بَسَطَه ووَطّأَه كَمَهَّدَه تَمْهِيداً وأَصل المَهْد التَّوْثِيرُ يقال : مَهَدْتُ لِنفْسِي ومَهَّدْت أَي جعلتُ لي مكاناً وَطيئاً سَهْلاً . مَهَدَ لِنَفْسِه يَمْهَد مَهْداً : كَسَب وعَمِلَ كامْتَهَدَ يقال : مَهَدَ لِنَفْسِه خَيْراً وامْتَهَدَه : هَيَّأَه وتَوَطَّأَه ومنه قوله تعالى " فِلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ " أَي يُوَطِّئونَ قال أَبو النّجم :
" وامْتَهَدَ الغَارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ
والمَهِيدُ كأَمِيرٍ : الزُّبْدُ الخَالِصُ وقيل : هي أَزْكَاه عنْد الإِذَابَة وأَقَلُّه لَبَناً . والمِهَادُ ككِتَابٍ الفِرَاشُ وَزْناً ومَعْنًى وقد يُخَصُّ به الطِّفْلُ وقد يُطْلَق على الأَرْضِ ويقال للفِراش : مِهَادٌ لِوَثَارَتِه وقال الله تعالى " لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ " أَمْهِدَةٌ ومُهُدٌ بضمّ فسكون وبضمَّتين قوله تعالى " أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً " أَي بِسَاطاً مُمَكَّناً سَهْلاً للسُّلُوكِ في طُرُقها وقوله تعالى " ولَبِئْسَ المِهَادُ " قيل في معناه : أَي بِئْسَ ما مَهَّدَ لِنَفْسِه في مَعَادِه . قال شيخنا : لم يَلْتَفِت للفظ الآية ومَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ " فلو قال : بِئْسَ ما مَهَدُوا لأَنْفُسهم لكان أَوْلَى قاله عبد الباسط ثم قال : قُلْت : وقد يُقال : لم يَقْصد المُصَنِّف إِلى هذه بل لعلَّه قصَد آيةَ البقرة " فَحَسْبُه جَهَنَّمٌ ولَبِئْسَ المِهَادُ " . قلت : والجواب كذلك وقد اشتَبهَ عَلى البَلْقينِيّ ويَدُلّ على ذلك أَن سائر النُّسخ الموجودة فيها لَبِئس باللام . وَمَهْدَدُ كجَعْفَرٍ من أَسمائِهِنَّ قال ابنُ سِيده : وإِنما قضيتُ على مِيم مَهْدَد أَنها أَصْلٌ لأَنها لو كانت زائدةً لم تَكن الكَلِمة مَفْكُوكَة كانت مَدْغَمَةً كمَسَدّ ومَرَدّ وهو فَعْلَلٌ قال سيبويهِ : الميم من نَفْس الكلمة ولو كانت زائدةً لأُدْغِم الحَرْفُ مِثل مَفَرّ ومَرَدّ فثبت أَن الدالَ مُلْحَقة والمُلْحَق لا يُدْغَم . والأُمْهُودُ بالضمِّ : القُرْمُوصُ للصَّيْدِ ولِلْخَبْزِ وهو الحُفْرَةُ الواسِعَةُ الجَوْفِ الضَّيِّقةُ الرأْسِ يَسْتَدْفِىءُ فيها الصُّرَدُ كما سيأْتي للمصنِّف ولكن لم يذكر القُرمُوس بالضمّ فتأَمَّل . من المَجاز : وقد مْهِدُ الأَمْرِ : تَسْوِيَتُه وإِصْلاحُه تَمْهِيدُ الأَمْرِ : وَطَّأَه وسَوَّاه قال الراغب : ويُتَجَوَّزُ به عن بَسْطَةِ المالِ والجَاهِ منه أَيضاً تَمْهِيدُ العُذْرِ : بَسْطُهُ وقَبُولُه وقد مَهَّدَ له العُذْرَ تَمْهِيداً : قَبِلَه . منه أَيضاً مَاءٌ مُمَهَّدٌ كمُعَظَّمٍ : لا حَارٌّ ولا بَارِدٌ بل فاتِرٌ كما في الأَساسِ والتكملة . وتَمَهَّد الرجلُ : تَمَكَّنَ . وامْتَهَدَ السَّنَامُ : انْبَسَطَ في ارتفاعٍ ومما يستدرك عليه : سَهْدٌ مَهْدٌ : حَسَنٌ . إِتباع . وعن أَبي زيد : يقال : ما امْتَهَدَ فُلانٌ عندي يَداً إِذا لم يُولِكَ نِعْمَةً ولا مَعروفاً وهو مَجاز وروَى ابنُ هانىء عنه : يقال : ما امْتَهَدَ فلانٌ عِنْدي مَهْدَ ذلك يقولها الرجلُ حين يُطْلَب إِليه المَعروفُ بِلاَ يَدٍ سَلَفَتْ منه إِليه ويقولها أَيضاً للمُسِيءِ إِليه حين يَطْلُب مَعْرُوفه أَو يَطْلُب له إِليه وتَمَهَّدْت فِراشاً واسْتَمْهَدْتُه . ومن المَجاز : مَهَّدَ له مَنْزِلَةً سَنِيَّةً . وتَمَهَّدَتْ له عندي حَالٌ لَطِيفَةٌ . كما في الأَساس