وإِنِّي وإِنْ أَوْعَدْتُه أَوْ وَعَدْتُه ... لَمُخْلِف إِيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي وقد أَوْسَع فيه صاحبُ المُجْمل في رِسَالةٍ مُخْتَصَّةٍ بالفَرْق بين الوَعْد والوَعِيد فراجِعْهَا . واختُلِف في حُكْم الوفَاءِ بالوَعْد هل هو واجِبٌ أَو سُنَّة ؟ أَقوالٌ . قال شيخُنَا : وأَكثرُ العلماءِ على وُجوبِ الوفَاءِ بالوَعْدِ وتَحْرِيمِ الخُلْفِ فيه وكانَت العرَبُ تَستَعِيبه وتَسْتقْبِحه وقالوا : إِخْلافُ الوَعْد من أَخلاق الوَغْد وقيل : الوَفَاءُ سُنَّة والإِخلاف مكروهٌ واستَشْكَلَه بعضُ العلماءِ وقال القاضي أَبو بكر بن العَرَبيّ بعد سَرْدِ كلامٍ : وخُلْفُ الوَعدِ كَذِبٌ ونِفاقٌ وإِن قَلَّ فهو مَعْصِيَةٌ وقد أَلَّف الحافِظُ السَّخَاويُّ في ذلك رِسَالَةً مستقِلَّة سمَّاهَا الْتِمَاس السَّعْد في الوَفَاءِ بالوَعْد جمعَ فيها فأَوْعَى وكذَا الفقيه أَحمد بن حَجَر المَكِّيّ أَلَمَّ على هذا البَحْثِ في الزَّواجِر ونَقلَ حاصِلَ كلامِ السَّخاوِيّ بِرُمَّتِه فراجِعْه ثمّ قال شيخُنَا : وأَمَّا الإِخْلافُ في الإِيعاد الذي هو كَرَمٌ وعَفْوٌ فمُتَّفَقٌ على تَخَلُّفِه والتمدُّحِ بِترْكِه وإِنما اختَلَفوا في تَخَلُّفِ الوَعِيدِ النِّسْبَة إِليه تَعالَى فأَجَازَه جَمَاعَة وقالُوا : هو من العَفْوِ والكَرَمِ اللائقِ به سُبْحَانَه . ومَنَعَه آخَرُونَ وقالوا : هو كَذِبٌ ومخَالِفٌ لقَوْلِه تَعالى " مَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ " وفيه نَسْخُ الخَبَرِ وغير ذلك وصُحِّح الأَوَّلُ وقد أَورَدَهَا مبْسُوطَةً أَبو المُعِين النَّسفيّ في التَّبْصِيرَة فراجِعْهَا والله أَعلَمُ و غ د
الوَغْدُ : الصَّبِيُّ . الوَغْدُ : خادِمُ القَوْمِ وقد وَغَدَهم يَغِدُهُم وَغْداً : خَدَمَهم وقيل : هو الذي يَغِدُهُم وَغْداً : خَدَمَهم وقيل : هو الذي يَخْدُم بِطَعَامِ بَطْنِه . كذا في الأَساس واللسان وفي شَرْحِ لامِيَّة الطغْرائِيّ عند قَوْله :
" مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بِي زَمَنِيحَتَّى أَرَى دَوْلَةَ الأَوْغَادِ والسَّفَلِ
قال : الأَوْغَاد : جَمْعُ وَغْدٍ وهو الدَّنِيءُ الذي يَخْدُم بِطَعَامِ بَطْنِه . وقيل : هو الذي يأْكُلُ ويَحْمِل وأَمّا الوَغْلُ باللام فهو الضعيفُ الخَامِلُ الذي لا ذِكْرَ لَه أَوْغَادٌ وُغْدَانٌ بالضمّ وهذه عن الصاغانيّ ووِغْدَانٌ بالكَسْر يقال : هو من أَوْغَادِ القَوْمِ ووُغْدَانِهم ووِغْدانِهم أَي من أَذِلاَّئِهم وضُعَفائهم . الوَغْدُ : ثَمرُ البَاذِنجَانِ كالمُغْدِ وقد تقدَّم مِراراً أَن المُصنِّف لم يَذْكر الباذِنْجَان في مَوْضِعه كأَنَّه لشُهْرَته وفيه تأَمُّلٌ . الوَغْدُ قِدْحٌ مِن سِهَام المَيْسِر لا نَصِيبَ له ومُقْتَضَى عِبَارَةِ الأَساس أَنه الأَصل وما عَدَاه مِن المعاني راجِعَةٌ إِليه كالدَّانِىءِ ولخَسِيسِ والذَّلِيلِ الصَّبِيِّ . من ذلك الوَغْدُ : العَبْدُ قال أَبو حاتمٍ : قلت لأُمِّ الهَيْثَمِ : أَوَ يُقَالُ للعَبْدِ : وَغْدٌ ؟ قالت : ومَن أَوْغَدُ منه . والمُوَاغَدَةُ : لُعْبَةٌ لهم نقله الصاغانيُّ يَفعَل فيها اللاعِبُ كفِعْلِ صاحِبه . المُوَاغَدَة أَيضاً : أَنْ تَفْعَلَ كفِعْلِ صَاحِبِكَ وخَصَّ بعضُهم به السَّيْرَ وذلك أَن تَسيرَ مثْلَ سَيْرِ صاحِبك وهي المُجَارَةُ والمُوَاضَخَةُ وقد تَكُون المُوَاغَدَة لِنَاقَةٍ واحِدَةٍ لأَنَّ إِحْدَى يَدَيْهَا ورِجْلَيْهَا تُوَاغِدُ الأُخْرَى ووَاغَدَت النَّاقَةُ الأُخْرَى سارَتْ مِثْلَ سَيْرِهَا أِنشدَ ثعلَبٌ :
" مُوَغِدٌ جَاءَ له ظَبَاظِبُ و ف د