المَوْز ثمرٌ مَعْرُوف والواحدةُ بهاءٍ مُلَيِّنٌ مُدِرٌّ مُحرِّكٌ للباءَة يزيدُ في النُّطفةِ والبَلغَمِ والصَّفراءِ وإكثارُه مُثَقِّلٌ جداً ؛ لأنّه بطيءُ الهَضم وقِنْوُه يحملُ من الثلاثين إلى خمسمائةِ مَوْزَةٍ نقله المُؤرِّخون . قلتُ : هو مشاهَدٌ في نواحي مَقْدَشُوه . قال أبو حنيفة : المَوزةُ تَنْبُتُ نباتَ البَرْديَّ ولها ورقةٌ طويلةٌ عريضةٌ تكون ثلاثةَ أَذْرُعٍ في ذراعَيْن وترتفعُ قامَةً ولا تزالُ فِراخُها تَنْبُتُ حَوْلَها كلُّ واحدٍ منها أصغرُ من صاحبِه فإذا أَجْرَتْ قُطِعَت الأمُّ من أَصْلِها وطَلَعَ فَرْخُها الذي كان لَحِقَ بها فيصيرُ أُمَّاً وتبقى البَواقي فِراخاً فلا تزالُ هكذا ولذلك قال أَشْعَبُ لابنِه - فيما رواه الأَصْمَعِيّ - : لمَ لا تكونُ مِثلي ؟ فقال : مِثلي كَمَثَل المَوْزَةِ لا تصلحُ حتى تموتَ أُمُّها . وبائِعُه مَوَّازٌ كشَدَّاد . والمَوّازُ بن حَمُّويَةَ : مُحدِّثٌ وهو شيخُ البُخاريِّ وقد حَصَلَ فيه تَصحيفٌ مُنكَرٌ للمصنِّف وصوابُه المَرّار - براءَيْن - وما ظَهَرَ لي ذلك إلاّ بعد تأمُّلٍ شديد وتَصَفُّحٍ أكيدٍ في التبصير للحافظ والإكمال وذَيْله للصابونيّ فلم أَجِدْ في المُحدِّثين من اسمُه المَوَّاز إلى أن أَرْشَدني اللهُ تعالى بإلهامِه : فَظَهَر أنه تَصْحِيفٌ . وقال الحافظُ في مُقدِّمةِ الفَتح : قال الجَيّانيُّ : أبو أحمدَ المَرّارُ بنُ حَمُّويَه الهَمَذانيُّ - بفتح الميم والذال المُعجمَة - يقال إنّ البُخاريَّ حدَّث عنه في الشُّروط . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : مُنْيَةُ المَوْز : قريةٌ بمِصر من أعمال جزيرةِ قَوِيسْنا وقد رأيتُها . وابنُ المَوّاز : من العُلماءِ المالِكِيَّةِ وهو مَشْهُورٌ . ومحمد بن عَبْد الله بن حسن بن المَوَّاز : حدَّثَ ذَكَرَه المَقْريزيُّ في العُقود