وظَبَ عليه يَظِبُ وُظُوباً بالضَّمّ : دَامَ عن اللّيْث . أَو وَظَبَ عليه وَوَظَبَهُ يَظِبُهُ وُظُوباً دَاوَمَهُ ولَزِمَهُ وتَعَهَّدَهُ كوَاظَبَ مُوَاظَبَةً . وقد يَتَعَدَّى وَاظَبَ بنفْسه . حَمْلاً على لازَمَ لأَنّهُ نظيرُه أَشارَ له ابْنُ الكمال في شرح مفتاح السَّكَّاكيّ عندَ قوله : وافتخار بمُوَاظَبتِها . وقال السَّعْدُ : الصَّوابُ : بالمُوَاظبة عليها . انظره في شرح شيخنا . قال أَبو زيد : الموَاظَبة : المثابَرة على الشَّيْءِ والمداومة عليه . قال اللِّحْيَانيُّ : يُقَالُ : فُلانٌ مُوَكِظٌ على كَذا وكذا . وواكِظٌ وواظِبٌ ومُوَاظِبٌ بمعنًى واحدٍ أي : مُثابِرٌ . وفي حديثِ أَنَسٍ : " كُنَّ أُمَّهاتِي يُوَاظِبْنَنِي على خَدْمته " أَي : يَحمِلنني ويَبعثنَني على ملازمةِ خدْمَته والمُداومة عليها . وَأَرْضٌ مَوْظُوبَةٌ ورَوضَةٌ مَوظُوبةٌ : تُدُووِلَتْ بالرَّعْيِ وتُعُهِّدَت فَلَمْ وفي غيرِهِ من الأُمّهَات : حتّى لم يَبْقَ فيها كَلأٌ . ويُقَال واد مَوظوبٌ : مَعرُوكٌ . وفي المُحْكَم : يقال للرَّوضة إِذا أُلِحَّ عليها في الرَّعْيِ قد وُظِبَتْ فهي مَوظوبةٌ . فلانٌ يَظِبُ على الشَّيْءِ ويُوَاظِبُ عليه . ورَجُلٌ مَوْظَوبٌ : تَدَاوَلَتِ النّوَائِبُ مالَهُ وأَنْشَدَ الجوهَرينُّ لسَلامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ :
كُنّا نَحُلُّ إِذا هَبَّتْ شَآمِيَةٌ ... بِكُلِّ وادٍ جَدِيبِ البَطْنِ مَوْظُوبِ هكذا في نُسَخ الصِّحاحِ وفي هامشها : قال ابْنُ بَرِّيّ : صوابُ إِنشادِه : " حَطِيبِ الَطْنِ مَجْدُوبِ " والّذي فيه " موظوب " بعدَهُ :
شِيبِ المَبَارِكِ مَدْرُوسٍ مَدَافِعُهُ ... هابِي المَراغِ قَلِيلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ
وقد استشهد به غيرُ الجوهَرِيّ هُنا . والمجدوبُ : المُجْدِبُ ويقالُ : المَعِيبُ من قولهم : جَدَبْتُهُ أَي : عِبْتُهُ . وشِيبُ المَبَارِك : بِيَضُ المَبَارِكِ لِجُدُوبته . والمَدَافِعُ : موضع السَّيْلِ . ودُرِسَتْ : أَي دُقَّتْ يعني مَدافِعَ الماءِ إِلى الأَوْديَة الّتي هي مَنابِتُ العُشْب . قد جَفَّتْ وأُكلَ نبتُها وصار ترابُها هابياً وهابِي المَراغِ : مثلُ هابِي التُّرابِ لا يتَرَّغُ به بعيرٌ قد تُرِكُ . وقال ابنُ السِّكّت في قوله مَوظوب : قد وُظِبَ عليه حتَّى أُكِلَ ما فيه . ومَوْظَبُ كمَقْعَدٍ : أَرْضٌ معروفَة وقال أَبو العَلاءِ : هو ع مَبْرَكْ إِبِل بني سَعْدٍ قُرْبَ مَكَّةَ المُشَرَّفة وهو شاذٌّ كمَوْرَقٍ وسيأْتي في موضعِه مع نَظائره وكقولهم : ادُخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحدَ ؛ قال ابْنُ سِيدَهْ : وإِنّمَا حقُّ هذا كلِّه الكسرُ ؛ لأَنّ آتِي الفِعْل منه إٍنّما هُو على يَعِلُ كَيعِدُ ؛ قال خِداشُ بنُ زُهيْرٍ العامريُّ ن وهو جاهليُّ ونقله الجوهريُّ عن ابْن الأَعْرَابيّ :
كذبْتُ عليْكُم أَوعِدُونِي وَعلِّلُوا ... بِيَ الأَرضَ والأَقوامَ قِرْدَانَ مَوْظَبَا يعني عليكمُ بي وبِهجائي ياقِرْدانَ مَوْظَب إِذا كنتُ في سَفَر فاقْطعُوا بذكرى الأَرْضَ . قال : وهذا نادرٌ وقياسه : مَوْظبِاً . وفي المعجم ك هو شاذٌّ في القِياس لأَنّ كلّ ما كان من الكلام فأَؤُه حَرفُ عِلَّة فإِن المَفْعل منه مكسور العين مثل موْعِدٍ ومَوْجِل ومَوْرِدٍ إِلاّ ما شذَّ من مَوْرَق اسم موضع وموْكَل ومَوهَب ومَوْظَب ومَوْحَد مَوْحَد في العدد انتهى . وقد نقدَّم إِنشادُ هذا البيت في ك ذ ب . والوَظْبةُ : جَهازُ ذاتِ الحافِرِ عن الفَرَّاءِ . وفي لسان العرب : الوظْبةُ : الحياءُ من ذوات الحافر . وهما واحدٌ فإِنّ الجَهاز بالفَتْح : الحَياءُ كما يأْتي له
والمِيظَبُ بالكَسْر : الظُّرَرُ بالضَّمّ : نوع من الحِجَارة كما يأْتي وأَنشد ابنث الفَرَج للأَغْلَب العِجْلِيّ :
كَأَنَّ تَحْتَ خُفِّها الوَهّاصِ ... مِيظَبَ أُكْمٍ نيطَ بالمِلاصِ والوَظْبُ : الوَطْءُ ومنه أَرضٌ مَوظوبةٌ : إِذا وُطِئتْ وتُدُووِلَتْ وقد تقدمَ