اليَعْرُ : الشاةُ أو الجَدْيُ يُشَدُّ عند زُبْيَةِ الذِّئبِ أَو الأَسَدِ . قال البُرَيْقُ الهُذَليّ وكان قد توجَّه قومُه إلى مصرَ في بَعْثٍ فبكَى على فَقْدِهم :
فإنْ أُمْسِ شَيْخاً بالرَّجِيعِ ووِلْدَةٌ ... ويُصْبِحَ قومي دونَ أَرضِهِمُ مِصْرُ
أُسائلُ عنهمْ كلَّما جاءَ راكِبٌ ... مُقيماً بأَمْلاحٍ كما رُبِطَ اليَعْرُ جعلَ نفسَه في ضَعفه وقَلَّة حيلته كالجَدْي المربوط في الزُّبْيَة والرَّجيعُ والأَملاحُ : مَوضِعانِ . كاليَعْرَة ومنه المَثَلُ : هوَ أَذَلُّ من اليَعْرِ . وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : وتُرْوِيه فِيقَةُ اليَعْرَةِ . هي العَنَاق . واليَعْرُ : الجَدْيُ وبه فَسَّر أَبو عُبيد قولَ البُرَيق قال الأَزْهَرِيّ : وهكذا قال ابن الأَعرابيّ وهو الصّواب رُبِطَ عند زُبْيَةِ الذِّئب أَو لم يُرْبَطْ . اليَعْرُ : شَجَرٌ . قال الصَّاغانِيّ : يَعْرٌ : جَبَلٌ . قيل : د وبه فَسَّر السّكريُّ قولَ ساعدةَ بن العَجْلان :
تَرَكْتَهُمُ وظِلْتَ بجَرِّ يَعْرٍ ... وأَنْتَ ظَنَنْتَ ذو خَبَبٍ مُعِيدُ واليُعارُ كغُراب : صَوْت الغَنَمِ أَو صوت المِعْزَى أَو الشَّديد من أَصوات الشَّاءِ قال :
وأَمّا أَشْجَعُ الخُنْثَى فوَلَّوا ... تُيُوساً بالشَّظِيّ لها يُعارُ يَعَرَتْ تَيْعِرُ وتَيْعَرُ كيَضْرِب ويَمْنَع الفتح عن كُراع يُعاراً بالضَّمّ : صاحتْ وقال :
عَرِيضٌ أَرِيْضٌ باتَ يَيْعِرُ حَوْلَهُ ... وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَّعالب
هذا رجُلٌ ضافَ رَجُلاً وله عَنودٌ يَيْعِرُ حولَه يقول : فلم يَذبَحه لنا وبات يُسَقِّينا لَبَناً مَذيقاً كأَنَّه بُطونُ الثَّعالب لأَنَّ اللَّبَنَ إذا أُجْهِدَ مَذْقُه اخْضَرَّ . وفي الحديث : " لا يَجِيءُ أَحَدُكُمْ بشاةٍ لها يُعارٌ " وفي آخَرَ : بشاةٍ تَيْعِرُ أَي تَصيح . وأَكْثَرُ ما يُقال اليُعارُ لِصَوت المَعْزِ . واليَعُورُ كصَبُور : شاةٌ تَبُولُ على حالِبِها وتَبْعَرُ فتُفْسِدُ اللَّبَنَ كاليَعُورَة . اليَعُور : الكثيرة اليُعَارِ قال الجَوْهَرِيّ : هذا الحرف هكذا جاءَ . قال أَبو الغَوْث : هو البَعورُ بالباء يجعله مأْخُوذاً من البَعرِ والبَول قال الأَزْهَرِيّ : هذا وهَمٌ شاةٌ يَعورٌ إذا كانت كثيرةَ اليُعَارِ وكأَنَّ الليث رأى في بعض الكتب : شاة يعور فصحَّفه وجعله : شاة بعور بالباء . في المحكم : اعْتَرَضَ الفَحْلُ النَّاقةَ يَعَارَة بالفتح إذا عارَضَها فتَنَوَّخَها أَو اليَعارَةُ أَن لا تُضْرَبَ مع الإبل بل يُقادُ إليها الفَحْلُ وذلك لكَرَمِها . قال الرَّاعي يَصف إبلاً نَجائبَ وأَنّ أَهلَها لا يَغْفُلون عن إكرامها ومُراعاتها وليست للنِّتاج فهنَّ لا يَضْرِب فيهن فَحْلٌ إلاّ مُعارَضَةً من غير اعتماد فإن شاءت أَطاعتْه وإن شاءت امتنعتْ منه فلا تُكْرَه على ذلك :
قَلائِص لا يُلْقَحْنَ إلاَ يَعَارَةً ... عِراضاً ولا يُشْرَبْنَ إلاّ غَوالِيا قال الأَزْهَرِيّ : قوله : يُقادُ إليها الفَحْلُ مُحالٌ ومعنى بيت الرَّاعي هذا أَنَّه وصفَ نَجائبَ لا يُرسَل فيها الفَحلُ ضِنَّاً بطِرْقِها وإبقاءً لقوَّتها على السَّيْر لأَنَّ لِقاحَها يُذْهِبُ مُنَّتَها . ومعنى قوله : إلاّ يَعارَةً يقول : لا تُلْقَح إلاّ أَن يُفلِتَ فَحلٌ من إبلٍ أُخْرِى فيَعيرُ فيَضربها في عَيَرانه وكذلك قال الطِّرماح في نَجيبةٍ حملَت يَعارَةً فقال :
سوفَ تُدنيكَ من لَميسٍ سَبَنْتَا ... ةٌ أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ
أَنْضَجَتْهُ عِشرينَ يَوماً ونِيلَتْ ... حينَ نِيلَتْ يَعارَةً في العِراضِ أَراد أَنَّ الفَحلَ ضربَها يَعارَةً فلما مضى عليها عشرون ليلةً من وقت طَرَقَها الفحلُ أَلْقَت ذلك الماءَ الذي كانت عقدَت عليه فبقيت مُنَّتُها كما كانت . قال أَبو الهيثم : معنى اليَعارَة أَنَّ النّاقة إذا امتنعت على الفَحل عَارت منه أَي نَفَرَت تَعارُ فيُعارِضها الفحلُ في عَدْوِها حتى ينالَها فيستَنِيخَها ويَضْرِبَها . وقوله يَعارةً إنَّما يريد عائرةً فجعلَ يعارةً اسماً لها وزاد فيه الهاءَ وكان حقّه أَن يُقال عَارت تَعِيرُ فقال تَعَارُ لدخول أَحد حُروف الحَلق فيه . ومما يستدرك عليه : في كتاب عُمَيْر بن أَفْصَى : إنَّ لهم الياعِرَةَ أَي مالَهُ يَعارٌ . وفي حديث ابن عُمَر : " مَثَلُ المُنافق كالشَّاةِ الياعِرَةِ بين الغَنَمَين " قال ابن الأَثير : هكذا جاءَ في مُسند أَحمد فيحتمل أن يكون من اليُعار : الصَّوت ويحتمل أَن يكون من المقلوب لأَنَّ الرِّواية : العَائرة وهي التي تذهب كذا وكذا . واليُعار كغُراب : شجرةٌ في الصحراء تأْكُلُها الإبلُ وبه فُسِّرَ حديث خُزَيْمَةَ : " وعادَ لها اليَعارُ مُجْرَنْثِماً " قاله ابن الأَثير . ويَعارُ بالفتح جبلٌ لبني سُلَيْم . نقله ياقوت . واستدرك شيخنا : يِعار بكسْر الياءِ في جَمع اليَعْرِ بمعنى الجَدْيِ وقال : إنَّهم قالوا : ليس لهم كلمة أوّلها ياءٌ مكسورة غيرها وغير يِسارٍ ويِوامٍ وقد تقدّم البحث فيه . وثُبَيْتَةُ ابنةُ يُعارٍ كغُراب الأَنصاريَّة لها صُحبة وهي التي أَعتَقَتْ سالماً مَولى أَبي حُذيْفَة
الوَعْرُ : المكانُ الحَزْنُ ذو الوُعورة ضدُّ السَّهْلِ كالوَعِر ككَتِف والواعِرِ والوَعيرِ والأوْعَر . يقال : طريقٌ وَعْرٌ ووَعْرٌ وواعِرٌ ووَعيرٌ وأَوْعَرُ . وقولُ الجَوْهَرِيّ : ولا تقُل وَعِرٌ ليس بشيءٍ . قلتُ : وهذا الذي أنكره على الجَوْهَرِيّ هو المنقولُ عن الأصمعيّ . وقال شيخُنا مقابلةُ نَفْيٍ بنَفْي بغير حُجَّةٍ غيرُ مَسْمُوع ويُؤَيِّد ما للجوهريّ قولُ ابن أبي الحديد في شَرْحِ نهج البلاغة : المَضايِق الوَعْرَة بالتسكين ولا يجوزُ فيها التحريك . انتهى . قلت : ظَنَّ شَيْخُنا أنّ الذي أَنْكَره الجَوْهَرِيّ هو تَسْكِين العين كما هو مُقتضى سِياقه وليس كما زَعَمَ بل الذي أَنْكَره هو تحريك العَين كما هو مضبوط هكذا في سائر الأصول المُصحَّحة فإذن قولُ ابن أبي الحديد الذي اسْتَشْهَدَ به حُجَّة عليه لا له فتأَمَّل . ج أي جمع الوَعْر أَوْعَرٌ بضمِّ العَين . قال يصِفُ بحراً :
" وتارةً يُسنِدُنى في أَوْعُرِ
الكثير وُعورٌ وجمع الوَعِر والوَعير أَوْعَارٌ ككَتِف وأكتاف وشَريف وأَشْرَاف . وقد وَعُرَ المكانُ ككَرُمَ يَوْعَرُ وَعَرَ يَعِرُ مثل وَعَدَ ووَعِرَ يَوْعَر مثل وَلِعَ يَوْلَع . وحكى اللّحيانيّ : وَعِرَ يَعِرُ كوَثِقَ يَثِقُ وهذه قد أغفلَها المُصنِّف وَعْرَاً بالفتح مصدر الأَوّلَيْن وَوَعَراً محرَّكةً مصدر الثالث ووُعورةً بالضمّ ووَعارةً بالفتح مصدراً الأول والثاني ووُعوراً بالضمّ مصدر الثاني فقط قال الأَزْهَرِيّ : والوُعورة تكون غِلَظاً في الجبل وتكون وُعوثةً في الرَّمْل وفي حديث أمِّ زَرْع : " زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ على جبلٍ وَعْرٍ لا سَهْلَ فيُرتقى ولا سَمين فيُنتقى " أي غليظ حَزْن يَعْبُ الصّعود إليه شبَّهَتْه بلَحمٍ هَزيلٍ لا يُنتفَع به وهو مع هذا صَعْبُ الوُصولِ والمَنالِ . ووَعَّرْتُه تَوْعِيراً : جعلتُه وَعْرَاً . وَتَوَعَّرَ : صار وَعْرَاً . إن كان المرادُ بالتوعير والتَّوَعّر هنا للمكان فهو على حقيقته وإلاّ فهو مَجاز وسيأتي أنّ التَّوَعُّر في الأمرِ هو التَّعَسُّر . وأَوْعَرَ به الطريقُ : وَعُرَ عليه أو أَفْضَى به إلى وَعْرٍ من الأرض أو أَوْعَرَ الرجلُ : وَقَعَ في وَعْرٍ من الأرض وفي الأساس : في وُعورة . منَ المَجاز : أَوْعَرَ الرجلُ : إذا قَلَّ مالُه شَبّهه بالمكانِ الوَعْرِ الذي لا نباتَ به . منَ المَجاز : أَوْعَرَ الشيءَ : إذا قَلَّله . واسْتَوْعَروا طريقَهم : رَأَوْه وَعْرَاً كَأَوْعَرُوه وهو مأخوذٌ من عبارة الصَّاغانِيّ قال : أَوْعَرْتُ الشيءَ مثل اسْتَوْعَرْتُه . قال الأصمعيّ : شَعرٌ مَعِرٌ وَعِرٌ زَمِرٌ بمعنىً واحدٍ أي قليلٌ وهو إتْباعٌ ومَجاز . وَتَوَعَّرَ عليَّ الأمرُ : إذا تَعسَّر أي صارَ وَعْرَاً وهو مَجاز ولا يخفى أنّ قوله هذا وما قاله آنِفاً : وَتَوَعَّرَ : صار وَعْرَاً واحدٌ وتفريقُه في مَحلَّيْن مّما يُوهم أنهما اثنان كذا قوله : وَتَوَعَّرَ الرجلُ : تشَدَّد وهو أيضاً مَجاز لأنّ التَّعَسُّر في الأمرِ والتَّشَدُّد شيءٌ واحد وقد أخذه من قول الصَّاغانِيّ حيث قال : وسأَلْنا فلاناً حاجةً فَتَوَعَّرَ علينا أي تشدّد . انتهى . ولو فسّرناه بتعَسَّرَ صحَّ المعنى . ومآلُهما إلى التشبيه بالوَعْر . تَوعَّرَ في الكلامِ : تَحيَّرَ وذلك إذا عَسُرَ عليه وهو أيضاً مَجاز . وَتَوَعَّرْتُه في الكلام : حَيَّرْتُه نقله الصَّاغانِيّ هكذا ولا يخفى لو قال المُصنِّف : وَتَوَعَّرْته فيه لكان أَخْصَرَ حيث سَبَقَ ذِكرُ الكلام قريباً فذِكرُه ثانياً تَكرارٌ مخالِفٌ لما قَيّدَ نفسه فيه من تَغيير لنُصوص الأئمّةِ وإجْحافِ في عباراتهم . منَ المَجاز : وَعُرَ الشيءُ ككَرُمَ وَعَاَرَةً ووُعورةً : قَلَّ وقد أَوْعَره وشيءٌ وَعْرٌ : قليلٌ . قال الفرزدق :
" وَفَتْ ثمَّ أدَّتْ لا قليلاً ولا وَعْرَا يصفُ أمَّ تميم لأنها وَلَدَت فَأَنْجبَتْ وأَكْثَرتْ . منَ المَجاز : وَعَرَهُ يَعِرُه كَوَعَد ووعَّرَه تَوْعِيراً : حَبَسَه عن حاجتِه ووِجْهَته . والوَعْرُ بالفتح : جبلٌ في قول زيد بن مُهَلْهل :
كأنَّ زُهَيْراً خَرَّ من مُشْمَخِرَّةٍ ... وجارَيْ شُرَيْحٍ من مُواسِلَ فالوَعْرِ ووُعَيْرة كجُهَيْنَة وفي التكملة : والوُعَيْرَة حِصنٌ في جبال الشَّراة قُربَ وادي موسى عليه السلام والكَرْك . قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
فَأَمْسى يَسُحُّ الماءَ فَوْقَ وُعَيْرةٍ ... له باللِّوى والوادِيَيْن حَوائِرُ والأَوْعارُ : ع بالسَّماوة سَماوةِ كلبٍ قال الأخطل :
في عانَة رَعَتْ الأوْعارَ صَيْفَتَها ... حتى إذا زَهِمَ الأَكْفالُ والسُّرَرُ و وَعِرَ صَدْرُه عليَّ : لغةٌ في وَغِرَ بالغين معجمة قال الأَزْهَرِيّ : وزعمَ يعقوبُ أنها بدلٌ لأن الغين قد تُبدَل من العَين . منَ المَجاز : رجلٌ وَعْرُ المَعروفِ بتسكين العين أي قليلُه كما في الأساس . ويقال : قليلٌ وَعْرٌ ووَتْحٌ وَعْرٌ إتْباعٌ له . قال الأَزْهَرِيّ : يقال : قليلٌ شَقْنٌ ووَتْحٌ ووَعْرٌ وهي الشُّقونَةُ والوُتوحة والوُعورة بمعنىً واحدٍ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الوَعْر : المكانُ المُخيفُ الوَحْش