النَّأْشُ كالمَنْعِ لُغَةٌ في النَّوشِ عن ابنِ دُرَيْدٍ وهُوَ : التَّنَاوُلُ يُقَال : نَأَشْتُ الشيءَ نَأْشاً إِذا تَنَاوَلْتَه كالتَّناؤُشِ . وقالَ ثَعْلَب : التَّناؤُشُ الأَخْذُ من بُعْدٍ مَهْمُوز فإِنْ كانَ عن قُرْبٍ فهو التّناؤُشُ بغَيْرِ هَمْزٍ وقَولُهُ تَعَالَى : وأَنَّي لَهُمُ التَّناؤُشُ قُرِئَ بالهَمْزِ وغَيْرِ الهَمْزِ . وقال الزَّجّاجُ : مَنْ هَمَزَ فَعَلَى وَجْهَيْن أَحَدهمَا : أَنْ يَكُونَ من النَّئيِشِ الَّذي هُوَ الحَرَكَةُ في إِبْطَاءٍ والآخَرُ : أَنْ يَكُونَ من النَّوْشِ الَّذِي هُوَ التّناوُلُ فَأَبْدَلَ من الواو هَمْزَةً لمَكَانِ الضَّمَّةِ قالَ ابنُ بَرِّيّ : ومَعْنَى الآيَةِ أَنَّهُم تَنَاوَلُوا الشَّيْءَ مِنْ بُعْدٍ وقَدْ كانَ تَناوُلُه مِنْهُمْ مِنْ قُرْبٍ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا فآمَنُوا حَيْثُ لا يَنْفَعَهُم إِيمانُهم ؛ لأَنّه لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُهَا في الآخِرَةِ . والنَّأْشُ : الأَخْذُ والبَطْشُ وقِيلَ : الأَخْذُ في البَطْشِ يقالُ نَأَشَه نَأْشاً : إِذا أَخَذَه في بَطْشٍ . والنَأْشُ : التَأْخِيرُ وقَدْ نَأَشَ الأَمْرَ إِذَا أَخَّرَهُ كَذَا في المُحْكَمِ والصّحاحِ . والنَأْشُ : النُّهُوضُ في إِبْطَاءٍ نَقَلَه الزَّجّاجُ يُقَالُ : مِنْ أَيْنَ نَأَشْتَ لَنَا أَيْ نَهَضَت قال :
إِلَيْكَ نَأَشْتُ يا ابْنَ أَبِي عَقِيلٍ ... ودُونِي الغافُ غافُ قُرَى عُمَانِ والنَّؤُوشُ كصَبُورٍ : القَوِيُّ الغَالِبُ ذُو البَطْشِ ويُقَال : قَدَرٌ نَؤُوشٌ أَيْ غالِب ومِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
كَمْ سَاقَ مِنْ دارِ امْرِئٍ جَحِيشِ ... إِلَيْك نَأْشُ القَدَرِ النَّؤُوشِ وقَدْ ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ في ن و ش قالَ الصّاغَانِيُّ وهُوَ يَدخل في البابَيْنِ . ويُقَالُ : فَعَلَه نَئيِشاً كَأَمِيرٍ : أَيْ أَخِيراً كما في الصّحاحِ ويُقَالُ أَيْضاً : جَاءَنا نَئِيشاً أَيْ بَطِيئاً . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : يُقَال : لَحِقَنَا نَئِيشاً من النَّهَارِ أَيْ بَعْدَ ما تَوَلَّى وهُوَ مِنْ ذلِكَ أَيّ تَأَخّرَ عَنّا ثمّ اتَّبَعَنا عَلَى عَجَلَةٍ خَشْيَةَ الفَوْتِ وأَنْشَدَ يَعْقُوبُ لِنَهْشَل بنِ حَرِّيّ :
ومَوْلىً عَصانِي واسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ ... كَمَا لَمْ يُطَعْ فِيمَا أَشَارَ قَصِيرُ
فلمّا رَأَى ما غَبَّ أَمْرِي وأَمْرَه ... ونَاءَتْ بأَعْجَازِ الأُمُورِ صُدُورُ
تَمَنَّى نَئِيشاً أَنْ يَكُونَ أَطَاعَني ... وَقَدْ حَدَثَتْ بعْدَ الأُمُورِ أُمُورُ أَيْ تَمَنَّى في الأَخِيرِ وبَعْدَ الفَوْت حَيْثُ لا يَنْفَعُه فِيه الطّاعَة . وقالَ أَبو عَمْروٍ : نَاقَةٌ مَنْئُوشَةُ اللَّحْمِ إِذا كانَتْ قَلِيلَتَهُ . هُنَا ذَكَرَهُ الصّاغَانِيُّ وقِيلَ : رَقِيقَتَهُ وذَكَرَه غَيْرُه في ن و ش كما سَيَأْتِي . ويُقَالُ : انْتَأَشَنِي أَيْ أَعْجَلَنِي واسْتَبْطَأَنِي . وانْتَأَشَ بِغَنَمِه كرِعَانِ السَّحابِ إِذا ظَعَنَ بِهَا قالَ الصّاغَانشيُّ : والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى الأَخْذِ والبَطْشِ وقَدْ شَذَّ عَنْهُ قولُهم جاءَ نَئِيشاً . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : التّناؤُش : التَّباعُد . وانْتَأَش هُوَ : تَأَخَّرَ وتَبَاعَدَ . والنَّئيشُ كأَمِيرٍ : البَعِيدُ عن ثَعْلَبٍ . والنَّأْشُ : الطَّلَبُ عن ابنِ بَرّيّ . ونَأَشَ الشَّيْءَ يَنْأَشُه نَأْشاً : بَاعَدَهُ . ونَأَشَه نَأْشاً كَنَعَشَه : أَحْيَاهُ ورَفَعَه قالَ ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنّه بَدَلٌ . وانْتَأَشَه الله أَيِ انْتَزَعَه وفي حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنْهَا فِي صِفَةِ أَبِيهَا رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنْهُ فانْتَأَشَ الدِّينَ بنَعْشِهِ إِيّاه أَي تَدَارَكَه بإِقامَتِه إِيّاه من مَصْرَعِه