الحَرْبُ نَقِيضُ السَّلْمِ م لِشُهْرَتِهِ يَعْنُونَ به القِتَالَ والذي حَقَّقَه السُّهَيْلِيُّ أَنَّ الحَرْبَ هو التَّرَامِي بالسِّهَامِ ثُمَّ المُطَاعَنَةُ بالرِّمَاحِ ثمَّ المُجَالَدَة بالسُّيُوف ثُمَّ المُعَانَقَةُ والمُصَارَعَةُ إذا تَزَاحَمُوا قاله شيخنا وفي اللسان : والحَرْبُ أُنْثَى وأَصْلُهَا الصِّفَةُ هذَا قَوْلُ السِّيرَافِيّ وتصغيرُهَا حُرَيْبٌ بغيرِ هَاءٍ روايةً عن العرب لأَنَّهُ في الأَصل مصدرٌ ومِثْلُهَا ذُرَيْعٌ وقُوَيْسٌ وفُرَيْسٌ أُنْثَى كل ذلك يُصَغَّرُ بغيرِ هاءٍ وحُرَيْبٌ : أَحَدُ ما شَذَّ من هذا الوَزْنِ وقَدْ تُذكَّرُ حكاهُ ابنُ الأَعرابيّ وأَنشد :
" وهْوَ إذَا الحَرْبُ هَفَا عُقَابُهُ
" كَرْهُ اللِّقَاءِ تَلْتَظِي حِرَابُهُ قال : والأَعْرَفُ تَأْنِيثُهَا وإنَّما حِكَايَةُ ابنِ الأَعْرَابِيّ نادِرَةٌ قال : وعندي أَنه إنَّمَا حَمَلَه على مَعْنَى القَتْلِ أَوِ الهَرْجِ وج حُرُوبٌ ويقال : وَقَعَتْ بَيْنَهُم حَرْبٌ وقامَتِ الحَرْبُ عَلَى سَاقٍ وقال الأَزهريّ : أَنَّثُوا الحَرْبَ لأَنهم ذهبوا بها إلى المُحَارَبَةِ وكذلك السِّلْمُ والسَّلْمُ يُذْهَبُ بهما إلى المُسَالَمَةِ فتُؤَنَّثُ
وَدَارُ الحَرْبِ : بِلاَدُ المُشْرِكِينَ الَّذِينَ لاَ صُلْحَ بَيْنَنَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ وَبَيْنَهُمْ وهو تَفْسِيرٌ إسْلاَمِيٌّ
وَرَجُلٌ حَرْبٌ كَعَدْلٍ وَمِحْرَبٌ بكسر الميم ومِحْرَابٌ أَي شَدِيدُ الحَرْبِ شُجَاعٌ وقيل : مِحْرَبٌ ومِحْرَابٌ : صاحِبُ حَرْبٍ وفي حديث عليّ كرّم الله وجهه : " فابْعَث عَلَيْهِمْ رَجُلاً مِحْرَاباً " أَي معروفاً بالحَرْبِ عارِفاً بِهَا والمِيمُ مكسورةٌ وهو من أَبْنِيَةِ المُبَالَغَةِ كالمِعْطَاءِ مِنَ العَطَاءِ وفي حديث ابنِ عباسٍ قال في عَلِيٍّ " مَا رَأَيْتُ مِحْرَباً مِثْلَهُ " ورَجُلٌ مِحْرَبٌ : مُحَارِبٌ لِعَدُوِّهِ ويقالُ : رَجُلٌ حَرْبٌ لي أَي عَدُوٌّ مُحَارِبٌ وإنْ لَمْ يَكُنْ مُحَارِباً يُسْتَعْمَلُ للذَّكَرِ والأُنْثَى والجَمْعِ والوَاحِدِ قال نُصَيْبٌ
" وَقُولاَ لَهَا يَا أُمَّ عُثْمَانَ خُلَّتِيأَسِلْمٌ لَنَا فِي حُبِّنَا أَنْتِ أَمْ حَرْبُ وقَوْمٌ حَرْبٌ ومِحْرَبَةٌ كَذَلِكَ وأَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَنِي أَي عَدُوٌّ وفُلاَنٌ حَرْبُ فُلاَنٍ أَي مُحَارِبُهُ وذَهَبَ بعضُهم إلى أَنّه جَمْعُ حَارِبٍ أَوْ مُحَارِبٍ على حَذْفِ الزَّوَائِدِ وقولُه تعالَى : " فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ ورَسُولِهِ " أَي بَقَتْلٍ وقولُه تعالَى : " الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ " أَي يَعْصُونَهُ
وَحَارَبَهُ مُحَارَبَةً وحِرَاباً وتَحَارَبُوا واحْتَرَبُوا وحَارَبُوا بِمَعْنًى
والحَرْبَةُ بفَتْحٍ فسُكُونٍ : الآلَةُ دُونَ الرُّمْحِ ج حِرَابٌ قال ابنُ الأَعرابيِّ : ولا تُعَدُّ الحَرْبَة في الرِّمَاحِ وقال الأَصمعيُّ : هو العَرِيضُ النَّصْلِ ومثلُه في المَطَالع
والحَرْبَةُ : فَسَادُ الدِّينِ بكسر المُهْمَلَةِ وحُرِبَ دِينَهُ أَيْ سُلِبَ يَعْنِي قَوْلَهُ " فإنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَه "
والحَرْبَةُ : الطَّعْنَةُ : والحَرْبَةُ : السَّلَبُ بالتَّحْرِيك
وحَرْبَةُ بِلاَ لاَمٍ : ع ببلادِ هُذَيْلٍ غَيْرُ مَصْرُوفٍ قال أبو ذؤيب :
في رَبْرَبٍ يَلَقٍ حُورٍ مَدَامِعُهَا ... كَأَنَّهُنَّ بِجَنْبَيْ حَرْبَةَ البَرَدُ أَوْ هُوَ مَوْضِعٌ بالشَّام وحَرْبَةُ مِنَ أَسَامِي يَوْمِ الجُمُعَةِ لأَنَّهُ زَمَانُ مُحَارَبَةِ النَّفْسِ كذا في الناموس قُلْتُ : وقال الزجّاج : سُمِّيَت يوم الجُمُعَةِ حَرْبَةً لأَنَّهَا في بَيَانِهَا ونُورِهَا كالحَرْبَةِ ج حَرَبَاتٌ مُحَرَّكَةً وحَرْبَاتٌ بسُكُونِ الرَّاءِ وهو قَلِيلٌ قاله الصاغانيّ
والحِرْبَةُ بالكَسْرِ : هَيْئَةُ الحَرْبِ عَلَى القِيَاسِ
وحَرَبَهُ يَحْرُبُهُ حَرَباً كَطَلَبَه يَطْلُبُه طَلَباً وهو نَصُّ الجوهريّ وغيرِه ومثلُه في لسان العرب ونقلَ شيخُنا عن المصباح أَنَّه مِثْلُ تَعِبَ يَتْعَبُ فَهُمَا إنْ صَحَّ لُغَتَانِ إذا سَلَبَ أَخَذَ مَالَهُ وتَرَكَه بلا شَيءٍ فهو مَحْرُوبٌ وحَرِيبٌ وج حَرْبَى وحُرَبَاءُ الأَخيرةُ على التَّشْبِيهِ بِالفَاعِل كما حكاه سيبويه من قولهم : قَتِيلٌ وقُتَلاَءُ كذا في لسان العرب وعُرِف منه : أَنَّ الجَمْعَ راجعٌ للأَخير فإنَّ مفعولاً لا يُكَسَّر كما قاله ابن هشامٍ نَقَلَه شيخُنا
والحَرَبُ بالتَّحْرِيكِ : أَن يُسْلَبَ الرَّجُلُ مَالَهُ
وَحَرِيبَتُهُ : مَالُهُ الذي سُلِبَهُ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ لاَ يُسَمَّى بذلكَ إلاَّ بَعْدَمَا يُسْلَبُهُ أَوْ حَريبَةُ الرَّجُلِ : مَالُهُ الَّذِي يَعِيشُ بِهِ وقيلَ : الحَرِيبَةُ : المَالُ مِنَ الحَرْبِ وهو السَّلَبُ وقال الأَزهريّ يقال : حَرِبَ فلانٌ حَرَباً أَي كَتَعبَ تَعَباً فالحَرَبُ : أَنْ يُؤْخَذَ مالُه كُلُّه فهو رَجُلٌ حَرِبٌ أَي نَزَلَ به الحَرَبُ فهو مَحْرُوبٌ حَرِيبٌ والحَرِيبُ : الذي سُلِبَ حَرِيبَتَهُ وفي الأَسَاس : أَخذت حَرِيبته وحرَابته : ماله الذي سُلِبَه والذي يَعِيشُ به انتهى وفي حديث بَدْرٍ : " قَالَ المُشْرِكُونَ : اخْرُجُوا إلَى حَرَائِبِكُمْ " قال ابن الأَثير : هكذا جاء في بعض الروايات بالباء المُوَحَّدَة جمع حَرِيبَةٍ وهو مالُ الرجلِ الذي يقومُ به أَمْرُه والمعرُوفُ بالثَّاء المثلثة حَرَائِثِكُمْ وسيأْتي وعن ابن شُميل في قوله : " اتَّقُوا الدَّيْنَ فإنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وآخِرَهُ حَرَبٌ " قال : تُبَاعُ دَارُهُ وعَقَارُه وهُوَ من الحَرِيبَةِ وقد رُوِيَ بالتَّسْكِينِ أي النِّزَاع وفي حديث الحُدَيْبِيَةِ " وإلاَّ تَرَكْنَاهُمْ مَحْرُوبِينَ " أَي مَسْلُوبِينَ مَنْهُوبِينَ والحَرَبُ بالتَّحْرِيكِ : نَهْبُ مَالِ الإِنْسَانِ وتَرْكُه لا شَيْءَ له والمَحْرُوبَةُ مِنَ النِّسَاءِ : التي سُلِبَتْ وَلَدَهَا وفي حديث المُغِيرَةِ " طَلاَقُهَا حَرِيبَة " أَي لَهُ منها أَوْلادٌ إذَا طَلّقهَا حُرِبُوا وفُجِعُوا بِهَا فكأَنَّهم قد سُلِبُوا نُهِبُوا وفي الحديث : " الحَارِبُ المُشّلِّحُ : أي الغاصبُ النَّاهِبُ الذي يُعَرِّي النَّاسَ ثِيَابَهُم
وقال ثعلب : لَمَّا مَاتَ حَرْبُ ابنُ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عبدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ بالمَدِينَة قَالُوا أَي أَهلُ مَكَّةَ يَنْدُبُونَه : وَاحَرْبَا ثُمَّ نَقَلُوا وفي نسخة ثَقَّلُوا فقالوا واحَرَبَا بالتَّحْرِيكِ قال ابن سيده : وَلاَ يُعْجِبُنِي . وهذه الكَلِمَةُ اسْتَعْمَلُوهَا في مَقَامِ الحُزْنِ والتَّأَسُّفِ مُطْلَقاً كمَا قَالُوا : وا أَسَفَا قال :
" وَالَهْفَ قَلْبِي وهَلْ يُجْدِي تَلَهُّفُهُغَوْثاً وَوَاحَرَبَا لَوْ يَنْفَعُ الحَرَبُوهو كثيرٌ حتى تُنُوسِيَ فيه هذا المَعْنَى قيل : كان حَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ إذَا مَاتَ لأَحَدٍ مَيتٌ سَأَلَهُمْ عن حَالِهِ ونَفَقَتِهِ وكُسْوَتِهِ وجَمِيعِ ما يَفْعَلُه فَيَصْنَعُهُ لأَهْلِهِ وَيَقُومُ بِهِ لَهُمْ فكانُوا لاَ يَفْقِدُونَ مِنْ مَيِّتِهِمْ إلاَّ صَوْتَهُ فَيَخِفُّ حُزْنُهُم لذلك فَلَمَّا مَاتَ حَرْبٌ بَكَى عليه أَهْلُ مَكَّةَ ونَوَاحِيهَا فَقَالُوا : واحَرْبَاهُ بالسُّكُونِ ثم فَتَحُوا الراءَ واسْتَمَرَّ ذَلِكَ في البُكَاءِ في المَصَائِبِ فقَالُوه في كُلِّ ميتٍ يَعِزُّ عليهم قاله شيخُنَا أَوْ هِيَ مِنْ حَرَبَهَ : سَلَبَهُ فهُوَ مَحْرُوبٌ وحَرِيبٌ وبه صَدَّر في لسان العرب وَوَجَّهَهُ أَئمّةُ اللغةِ فلا يُلتَفتُ إلى قولِ شيخنا : اسْتَبْعَدُوهُ وضَعَّفُوهُ
وحَرِبَ الرَّجُلُ بالكسْرِ كَفَرِحَ يَحْرَبُ حَرَباً : قَالَ وَاحَرَبَاهُ فِي النُّدْبَةِ وكَلِبَ واشْتَدَّ غَضَبُهُ فَهُوَ حَرِبٌ مِن قَوْمٍ حَرْبَى مِثْلُ كَلْبَى قال الأَزهريّ : شُيُوخٌ حَرْبَى والوَاحِد : حَرِبٌ شَبِيهٌ بالكَلْبَى والكَلِبَ وأَنشد قولَ الأَعشى :
وشُيُوخٍ حَرْبَى بِشَطَّيْ أَرِيكٍ ... وَنِسَاءٍ كَأَنَّهُنَّ السَّعَالِي قال : ولَمْ أَسْمَعِ الحَرْبَى بمَعْنَى الكَلْبَى إلاَّ هاهنا قال : ولعلّ شَبَهَهُ بالكَلْبَى أَنَّهُ على مِثَالِه وبِنَائِه
وحَرَّبْتُهُ تَحْرِيباً أَغْضَبْتُه مِثْلُ : حَرَّبْتُ علَيْهِ غَيْرِي قال أَبو ذُؤيب :
كَأَنَّ مُحَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ ... يُنَازِلُهُمْ لِنَابَيْهِ قَبِيبُ وفي حديث عَلِيٍّ أَنه كتب إلى ابن عباسٍ رضي الله عنهم : " لَمَّا رَأَيْتُ العَدُوَّ قَدْ حَرِبَ " أَي غَضِبَ ومنه حديث عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ " حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِهِ مِنَ الحَرَبِ والحُزْنِ مَا أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِي " وفي حديث الأَعْشَى الحِرْمَازِيّ :
" فَخَلَفَتْنِي بِنِزَاعٍ وحَرَبْ أَي بخُصُومَةٍ وغَضَبٍ . وفي حديث ابنِ الزُّبَيْرِ عند إحْرَاقِ أَهْلِ الشَّامِ الكَعْبَةَ " يُرِيدُ أَنْ يُحَرِّبَهُمْ " أَيْ يَزِيدَ فِي غَضَبِهِم عَلَى ما كَان من إحْرَاقِهَا وفي الأَساس : ومن المجاز : حَرِبَ الرَّجُلُ : غَضِبَ فَهُوَ حَرِبٌ وحَرَّبْتُهُ وأَسَدٌ حَرِبٌ ومُحَرَّب شُبِّهَ بِمَنْ أَصَابَه الحَرَب في شِدَّةِ غَضَبِهِ وبَيْنَهُمَا عَدَاوَةٌ وحَرْبٌ انتهى
قُلْتُ : والعَرَبُ تَقُولُ في دُعَائِهَا : مَالَهُ حَرِبَ وجَرَِ قد تَقَدَّم في جرب
والحَرَبُ مُحَرَّكَةً : الطَّلْعُ يَمَانِية واحِدَتُه : حَرَبَةٌ وقَدْ أَحْرَبَ النخْلُ إذا أَطْلَعَ وحَرَّبَهُ تَحْرِيباً إذا أَطْعَمَهُ إيَّاهُ أَي الحَرَبَ وعن الأَزهريّ : الحَرَبَةُ الطَّلْعَةُ إذا كانت بِقِشْرِهَا ويقال لقِشرها إذا نُزِع القَيْقَاءَةُ
وسِنَانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ إذا كان مُحَدَّداً . مُؤَلَّلاً وحَرَّبَ السِّنَانَ : حَدَّدَهُ مثلُ ذَرَّبَه قال الشاعر :
سَيُصْبِحُ فِي سَرْحِ الرِّبَابِ وَرَاءَهَا ... إذَا فَزِعَتْ أَلْفَاسِنَانٍ مُحَرَّبِ والحُرْبَةُ بالضَّمِّ : وِعَاءٌ كالجُوَالِقِ أَو الحُرْبَةُ هِيَ الغِرَارَةُ السَّوْدَاءُ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
" وصَاحِبٍ صَاحَبْتُ غَيْرِ أَبْعَدَا
" تَرَاهُ بَيْنَ الحُرْبَتَيْنِ مُسْنَدَا أَو هي وِعَاءٌ يُوضَعُ فيه زَادُ الرَّاعِي
والمِحْرَابُ : الغُرْفَةُ والموضِع العالِي نقلَه الهَرَوِيُّ في غَرِيبه عن الأَصمعيّ قال وَضَّاحُ اليَمَنِ :
رَبَّة مِحْرَابٍ إذَا جِئْتُهَا ... لَمْ أَلْقَهَا أَوْ أَرْتَقِي سُلَّمَاو : صَدْرُ البَيْتِ و : أَكْرَمُ مَوَاضِعِه وقال الزجّاج في قوله تعالى : " وهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الخَصْمِ إذْ تَسَوَّرُوا المِحْرَاب " قال : المِحْرَابُ : أَرْفَعُ بَيْتٍ في الدارِ وأَرْفَعُ مكانٍ في المَسْجِدِ قَال : والمِحْرَابُ ها هنا كالغُرْفَةِ وفي الحديث أن النبيّ صلى الله عليه وسلم " بَعَثَ عُرْوَةَ بنَ مَسْعُودٍ إلى قَوْمٍ له بالطَّائِفِ فَأَتَاهُمْ وَدَخَلَ مِحْرَاباً لَه فَأَشرفَ عَلَيْهِم عِنْدَ الفَجْرِ ثُمَّ أَذَّنَ للصَّلاَةِ " قال : وهذا يَدُلُّ على أَنَّه الغُرْفَةُ يُرْتقَى إليها وقال أبو عبيدة : المِحْرَابُ : أَشْرَفُ الأَمَاكِنِ وفي المصباح : هو أَشْرَفُ المَجَالِسِ وقال الأَزهريّ : المِحْرَابُ عندَ العَامَّةِ الذي يفهَمُه الناسُ : مَقَامُ الإَمَامِ مِنَ المَسْجِدِ قال ابن الأَنباريّ سُمِّيَ مِحْرَابُ المَسْجِدِ لاِنْفِرَادِ الإِمَامِ فيه وبُعْدِه مِنَ القَوْمِ ومنه : يُقَالُ : فُلاَنٌ حَرْبٌ لِفُلاَنٍ إذا كان بينَهُمَا بُعْدٌ وتَبَاغُضٌ وفي المصباح : ويقال : هُوَ مَأْخُوذٌ من المُحَارَبَةِ لأَنَّ المُصَلِّيَ يُحَارِبُ الشَّيْطَانَ ويُحَارِبُ نَفْسَهُ بِإحْضَارِ قَلْبِهِ وقِيلَ : المِحْرَابُ : المَوْضِعُ الذي يَنْفَرِدُ بهِ المَلِكُ فَيَتَبَاعَدُ عنِ النَّاسِ وفي لسان العرب : المَحَارِيبُ : صُدُورُ المَجَالِسِ ومنه مِحْرَابُ المَسْجِدِ ومنه : مَحَارِيبُ غُمْدَانَ باليَمَنِ والمِحْرَابُ : القِبْلَةُ ومِحْرَابُ المَسْجِدِ : أَيْضاً : صَدْرُهُ وأَشْرَفُ مَوْضِعٍ فيهِ وفي حديث أَنَسٍ " أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ المَحَارِيبَ " أي لم يَكُنْ يُحِبُّ أَنْ يَجْلِسَ في صَدْرِ المَجْلِسِ ويَتَرَفَّع عَلَى النَّاسِ وقولُه تَعَالَى : " فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ المِحْرَابِ " قالُوا : مِنَ المَسْجِدِ والمِحْرَابُ : أكْرَمُ مَجَالِسِ المُلُوكِ عن أَبِي حنيفةَ وقال أَبو عبيدة : المِحْرَابُ : سَيِّدُ المَجَالِسِ ومُقَدَّمُهَا وأَشْرَفُهَا قال : وكذلكَ هُوَ من المَسَاجِدِ وعن الأَصمعِيّ : العَرَبُ تُسَمِّي القَصْرَ مِحْرَاباً لِشَرَفِهِ وأَنشد :
" أَوْ دُمْيَة صُوِّرَ مِحْرَابُهَا
" أَوْ دُرَّة شِيفَتْ إلى تَاجِرِ أَرَادَ بالمِحْرَابِ القَصْرَ وبالدُّمْيَةِ الصُّورةَ وروى الأَصمعيُّ عن أبي عمرِو بنِ العَلاَءِ : دَخَلْتُ مِحْرَاباً من مَحَارِيبِ حِمْيَر فَنَفَحَ فِي وَجْهِي رِيحُ المِسْكِ أَرادَ قَصْراً أَو مَا يُشْبِهُهُ وقال الفراء في قوله عز وجل : " مِنْ مَحَارِيبَ وتَمَاثِيلَ " ذُكِرَ أَنهَا صُوَرُ المَلاَئِكَةِ والأَنبِيَاءِ كانت تُصَوَّرُ في المَسَاجِدِ لِيَرَاهَا النَّاسُ فيَزْدَادُوا اعتباراً وقال الزجّاج : هي واحدة المِحْرَاب الذي يُصلَّى فيه وقِيلَ : سُمِّيَ المِحْرَابُ مِحْرَاباً لأَنَّ الإِمَامَ إذا قَامَ فيه لَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَلْحَنَ أَو يُخْطِئَ فهو خائف مكاناً كَأَنَّهُ مَأْوَى الأَسَدِ والمِحْرَابُ : الأَجَمَة هي مَأْوَى الأَسَدِ يُقَالُ دَخَلَ فلانٌ على الأَسَدِ في مِحْرَابِه وغِيلِه وعَرِينِه وعن الليث : المِحْرَابُ : عُنُقُ الدَّابَّةِ قال الراجِز :
" كَأَنَّهَا لَمَّا سَمَا مِحْرَابُهَا أَيْ عُنُقُهَا
ومَحَارِيبُ بَنِي إسْرَائِيلَ هي مَسَاجِدُهُم التي كانُوا يَجْلِسُونَ فيها كأَنَّه لِلْمَشُورَةِ في أَمْرِ الحَرْبِ . وفي التهذيب : التي يَجْتَمِعُونَ فيها للصَّلاَةِ ومثلُه قولُ ابنِ الأَعْرَابيّ : المِحْرَابُ : مَجْلِسُ النَّاسِ ومُجْتَمَعُهُم
والحِرْباءُ بالكَسْرِ : مِسْمَارُ الدِّرْعِ أَو هو رَأْسُهُ في حَلْقَةِ الدِّرْعِ أَو هو رَأْسُهُ في حَلْقَةِ الدِّرْعِ والجَمْعُ الحَرَابِيُّ وهي مَسَامِيرُ الدُّرُوعِ والحِرْبَاءُ : الظَّهْرُ أَو حِرْبَاءُ المَتْنِ : لَحْمُه أَوْ سِنْسِنُه أَي رَأْسُ فَقَارِهِ والجَمْعُ : الحَرَابِيُّ وفي لسان العرب : حَرَابِيُّ المَتْنِ : لَحْمُهُ وَاحِدُهَا : حِرْبَاءُ شُبِّهَ بِحِرْبَاءِ الفَلاَةِ فَيَكُونُ مَجَازاً قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ :
" فَفَارَتْ لَهُمْ يَوْماً غلَى اللَّيْلِ قِدْرُهَاتَصُكُّ حَرَابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُقال كُرَاع : وَاحِدُ حَرَابِيِّ الظُّهُورِ : حِرْبَاءُ على القِيَاسِ فَدَلَّنا ذلك على أَنَّه لا يُعْرَفُ له واحدٌ من جِهَةِ السَّمَاع
والحِرْبَاءُ : ذَكَرُ أُمِّ حُبَيْنٍ حَيَوَانٌ مَعْرُوفٌ أَوْ دُوَيْبَّةٌ نحْوُ العَظايَةِ أَو أَكْبَرَ تَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ وفي نسخة تُقَابِلُ بِرَأْسِهَا كأَنَّهَا تُحَارِبُهَا وتكونُ معها كيف دَارَتْ يقال : إنه إنَّمَا يَفْعَلُ ذلك لِيَقِيَ جَسَدَهُ بِرَأْسِهِ وتتلوَّن أَلْوَاناً بحَرِّ الشَّمْسِ والجَمْعُ الحَرَابِيُّ والأُنْثى : الحِرْبَاءَة يقال حِرْبَاءُ تَنْضُبَ كما يقال : ذِئْبُ غَضًى ويُضْرَبُ بِهَا المَثَلُ في الرَّجُلِ الحَازِمِ لأَنَّ الحِرْبَاءَ لاَ تُفَارِقُ الغُصْنَ الأَوَّلَ حتى تَثْبُتَ على الغُصْنِ الآخَرِ والعَرَبُ تقولُ : انْتَصَبَ العُودُ في الحِرْبَاءِ على القَلْبِ وإنما هو انْتَصَبَ الحِرْبَاءُ في العُودِ وذلك أَن الحِرْبَاءَ تَنْتَصِبُ على الحِجَارَةِ وعلى أَجْذَالِ الشَّجَرِ يَسْتَقْبِلُ الشمسَ فإذا زالت زَالَ معهَا مقابلاً لها وعن الأَزهريّ : الحِرْبَاءُ : دُوَيْبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ ذَاتُ قَوَائِمَ أَرْبَع دَقِيقَةُ الرَّأْسِ مُخَطَّطَةُ الظَّهْرِ تَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ نَهَارَهَا قال : وإنَاثُ الحَرَابِيِّ يُقَالُ لهَا أُمَّهَاتُ حُبَيْنٍ الوَاحِدَةُ : أُمُّ حُبَيْنٍ وهِيَ قَذِرَةٌ لاَ يَأْكُلُهَا العَرَبُ البَتَّةَ وأَرْضٌ مُحَرْبِئةٌ : كَثِيرَتُهَا قال : وأَرَى ثَعْلَباً قال : الحِرْبَاءُ : النَّشْزُ مِنَ الأَرْضِ وهي الغَلِيظَةُ الصُّلْبَةُ وإنما المَعْرُوفُ الحِزْبَاءُ بالزَّاي
وحَرْبَى كَسَكْرَى : على مَرْحَلَتَيْنِ وقِيلَ : بَلْ : بِبَغْدَادَ وهي الأَخنونيّة
والحَرْبِيَّة : مَحَلَّةٌ بِهَا بِالجَانِبِ الغَرْبِيِّ بَنَاهَا حَرْبُ بنُ عبدِ اللهِ الرَّاوَنْدِيُّ قَائِدُ الإِمَامِ المَنْصُورِ باللهِ العَبَّاسِيِّ وبِهَا قَبْرُ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ وَمَنْصُورِ بنُ عَمَّارٍ وبِشْرٍ الحَافِي وأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ قال السمْعَانِيُّ : سَمِعْتُ محمدَ بنَ عبدِ الباقي الأَنْصَارِيَّ يقولُ : إذَا جَاوَزْتَ جامعَ المَنْصُورِ فَجَمِيعُ المَحَالِّ يقالُ لها : الحَرْبِيَّةُ وقد نُسِبَ إليها جَمَاعَةٌ من أَشْهَرِهم أَبُو إسْحَاقَ إبراهِيمُ بنُ إسحاقَ الحَرْبِيُّ صاحِبُ غَرِيب الحديثِ تُوُفِّي سنة 385
وَوَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ قاتلُ سَيِّدِنَا حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ رضي الله عنه صَحَابِيٌّ وابنُه حَرْبُ بنُ وَحْشِيٍّ تابعيٌّ روى عنه ابنُه وَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ وقد ذكره المصنف أيضاً في وحش
وحَرْبُ بنُ الحارث تابِعِيٌّ وهذا الأَخِيرُ لم أَجده في كتاب الثِّقَاتِ لابنِ حبّان
وحَرْبُ بن ناحدة وابنُ عُبَيْدِ اللهِ وابنُ هِلاَلٍ وابنُ مَخْشِيّ تَابِعِيُّونَ
وعَلِيٌّ وأَحْمَدُ ومُعَاوِيَةُ أَوْلاَدُ حَرْبِ ابنِ مُحَمَّدِ بنِ عليِّ بنِ حبَّانَ بنِ مازنٍ المَوْصِلِيِّ الطَّائِيِّ أَمَّا عليٌّ فمِنْ رِجَالِ النَّسَائِيِّ صَدُوقٌ ماتَ سنةَ خَمْسٍ وستِّينَ وقد جاوز التِّسْعِينَ وأَخُوه أَحْمَدُ من رِجَالِ النَّسَائِيِّ أَيضاً مات سنة ثلاثٍ وستينَ عن تِسْعِينَ وأَمَّا عليُّ بنُ حَرْبِ بن عبد الرحمنِ الجُنْدَ يسَابُورِيُّ فليس من رجال السِّتَّة
ولَمْ أَجِدْ لِمُعَاوِيَةَ بنِ حَرْبٍ ذِكْراًوحَرْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ كذا في النُّسَخِ والصواب : عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَيْر الثَّقَفِيّ لَيِّنُ الحديثِ وحَرْبُ بنُ قَيْسٍ مَوْلَى يَحْيَى بنِ طَلْحَةَ مِن أَهْلِ المَدِينَةِ يَرْوِي عن نافِعٍ وحَرْبُ بنُ خالدِ بنِ جابرِ بنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ يَرْوِي عن أَبِيه عن جَدِّه وعنه زَيْدُ بنُ الحُبَاب وأَبُو الخَطَّابِ حَرْبُ بنُ شَدَّادٍ العَطَّار اليَشْكُرِيّ من أَهلِ البَصْرَةِ يَرْوِي عنِ الحَسَنِ وشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ مَات سنة 151 وأَبُو سُفْيَانَ حَرْبُ بنُ شُرَيْحِ بنِ المُنْذِرِ المِنْقَرِيُّ البصرِيُّ صَدُوقٌ وهو بالشَّينِ المُعْجَمَةِ مُصَغَّراً وآخرُه حاءٌ مهملةٌ كذا في نسختنا وضبَطَه شيخُنَا بالمُهْمَلَةِ والجِيمِ وهو الصَّوَابُ وأَبُو زُهَيْرٍ حَرْبُ بنُ زُهَيْرٍ المِنْقَرِيُّ الضُّبَعِيُّ يَرْوِي عن عَبْدِ بنِ بُرَيْدَةَ وأَبُو مُعَاذٍ حَرْبُ بنُ أَبِي العَالِيَةِ البصريُّ واسمُ أَبِي العَالِيَةِ : مِهْرَانُ يَرْوِي عنِ ابنِ الزُّبَيْرِ وعنهُ أَبو دَاوُودَ الطَّيَالِسِيُّ وحرب بن صُبيح وأَبو عبدِ الرحمنِ حَرْبُ بنُ مَيْمُونٍ الأَصْغَرِ البَصْرِيِّ صاحِبِ الأَعْمِيَةِ مَتْرُوكُ الحَدِيثِ مع كَثْرَةِ عِبَادَتِهِ كذا في التقريب والأَعْمِيَة مضبوطٌ عندنا بالعين المهملة وضبطه شيخُنَا بالمعجمة وهكذا ضبطه الحافظ وقال كأَنَّه جَمْع غِماءٍ ككِسَاء وهي السُّقوفُ وحَرْبُ ابنُ مَيْمُونٍ الأَكبَرِ أَبِي الخَطَّابِ الأَنْصَارِيّ مَوْلاَهُم البَصْرِيُّ صدُوقٌ من السابعةِ وفي بعض النسخ : زيادةُ ابن بين ميمون وأبي الخطاب وهو غلط وهذا أي ما ذُكِرَ من ابن مَيْمُونٍ الأَصغرِ والأَكبرِ مِمَّا وَهِمَ فيه البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ رضي الله عنهما فَجَعَلاَهما واحِداً كأَنهما تَبِعَاً مَن تَقَدَّمهُما من الحُفَّاظِ فحصل لهما ما حَصَل لغيرهما من التَّوْهِيمِ والصحيحُ أَنهما اثنانِ فالأَكبَرُ أَخرج له مسلمٌ والترمذيُّ وأَما الأَصغرُ فإنما يُذْكَر للتمييزِ مُحَدِّثُونَ
وحَارِبٌ : ع بِحَوْرَانِ الشَّامِ
وأَحْرَبَه : وَجَدَهُ مَحْرُوباً وأَحْرَبَه : دَلَّهُ عَلَى مَا يُحْرِبُهُ وأَحْرَبْتُه : دَلَلْتُه على ما يَغْنَمُهُ مِنْ عَدُوٍّ يُغير عليه وأَحْرَبَ الحَرْبَ : هَيَّجَهَا وأَثَارَهَا والتَّحْرِيبُ : التَّحْرِيشُ والتَّحْدِيدُ يقال : حَرَّبْتُ فلاناً تَحْرِيباً إذا حَرَّشْتَهُ فأُولِعَ به وبعَدَاوَتِهِ وحَرَّبْتُه : أَغْضَبْتُه وحَمَلْتُه على الغَضَبِ وعَرَّفْتُه بِمَا يَغْضَبُ منه ويروى بالجِيمِ والهَمْزةِ
والمُحَرَّبُ كَمُعْظَّمٍ والمُتَحَرِّبُ مِنْ أَسِامِي الأَسَدِ ومنه يقال : حَرِبَ العَدُوُّ : اسْتَحْرَبَ واسْتَأْسَدَ والمِحْرَابُ : مَأْوَاهُ
وبَنُو مُحَارِبٍ : قَبَائِلُ منهم : مُحَارِبُ بن خَصَفَةَ بنِ قَيْسِ عَيْلاَنَ ومُحَارِبُ بنُ فِهْرٍ ومُحَاربُ بنُ عَمْرِو بنِ وَدِيعَةَ بنِ لُكَيْزِ بنِ عبدِ القَيْسِ
والحارث الحَرَّابُ بنُ معاويةَ بنِ ثَوْرِ بنِ مُرْتِعِ بنِ ثَوْرٍ مَلِكٌ لكِنْدَةَ ومِنْ وَلَدِهِ : مُعَاوِيَةُ الأَكْرَمِينَ بنِ الحارثِ ابنِ معاويةَ بنِ الحارث قال لبيد :
والحارثُ الحَرَّابُ حَلَّ بِعَاقِلٍ ... جَدَثاً أَقَامَ بِهِ فَلَمْ يَتَحَوَّلِ وعُتَيْبَةُ مُصَغَّرا ابن الحرَّابِ الخَثْعَمِيُّ شَاعِرُ فَارِس
وحُرَبُ كَزُفَرَ ابنُ مَظَّةَ في بَنِي مَذْحِجٍ فَرْدٌ لم يُسَمَّ به غيرُه وهو قولُ ابنِ حَبِيبٍ ونَصُّه : كُلُّ شيءٍ في العَرَبِ فإنه حَرْبٌ إلاَّ في مَذْحِجٍ فَفِيهَا حُرَبُ بنُ مَظَّةَ يَعْنِي بالضَّمِّ وفَتْح الرَّاءِ قال الحافظُ : وفي قُضَاعَةَ : حُرَبُ بنُ قَاسِطٍ ذكره الأَمِيرُ عن الآمِدِيِّ مُتَّصِلاً بالذي قَبْلهُ
قلتُ : فإذاً لاَ يَكونُ فَرْداً فتأَمَّلوقال الأَزهريّ في الرُّباعِيّ : احْرَنْبَى الرجُلُ وازبَأَرَّ مثلُ احْرَنْبَأَ بالهمز عن الكسائيّ إذا تَهَيَّأَ للغضَبِ والشَّرِّ والياءُ للإلحاقِ بافْعَنْلَلَ وكذلك الدِّيكُ والكَلْبُ والهِرُّ وقِيلَ : احْرَنْبَى : إذَا اسْتَلْقَى على ظَهْرِه ورَفَعَ رِجْلَيْهِ نحوَ السَّمَاءِ والمُحْرَنْبِيءُ : الذي يَنَامُ على ظَهْرِه وَيَرْفَعُ رِجْلَيْهِ إلى السَّمَاءِ واحْرَنْبَأَ المكانُ : اتَّسَعَ وشَيْخٌ مُحْرَنْبٍ : قدِ اتَّسَعَ جِلْدُهُ ورُوِيَ عَن الكسائيّ أَنه قالَ : مَرَّ أَعْرَابيٌّ بآخَرَ وقد خَالَطَ كَلْبَةً وقَدْ عَقَدَتْ عَلَى ذَكَرِهِ وتَعَذَّرَ عَلَيْهِ نَزْعُ ذَكَرِهِ مِنْ عُقْدَتِهَا فقَال : جَاْجَنْبَيْهَا تَحْرَنْبِ لَكَ أَيْ تَتَجَافَى عَنْ ذَكَرِكَ فَفَعَلَ وَخَلَّتْ عَنْهُ . والمُحْرَنْبىءُ : الذي إذا صُرِعَ وَقَعَ على أَحَدِ شِقَّيْهِ أَنْشَدَ جابِرٌ الأَسَدِيُّ :
" إنّي إذَا صُرِعْتُ لاَ أَحْرَنْبِي وقال أَبو الهَيْثَمِ في قول الجَعْدِيّ :
إذَا أَتَى مَعْرَكاً منها تَعرَّفُهُ ... مُحْرَنْبِئاً عَلَّمَتْهُ المَوْتَ فانْقفَلا قال : المُحْرَنْبِىءُ : المُضْمِرُ علَى دَاهِيَةٍ في ذاتِ نَفْسِه ومَثَلٌ للعَرَبِ : تَرَكْتُهُ مُحْرَنْبِئا لِيَنْبَاقَ كل ذلك في لسان العرب وقد تقدم شيء منه في باب الهمزة
ومما بَقِي على المؤلف : حَرْبُ بنُ أَبِي حَرْبٍ أَبُو ثَابِتٍ وحَرْبُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ مُجَاشعٍ وحَرْبُ بنُ مَيْسَرَةَ الخُرَاسَانِيُّ وحَرْبُ ابنُ قَطَنِ بنِ قَبِيصةَ مُحَدِّثُونَ وشُجَاعُ بنُ سختكين الحَرَابِيُّ بالفَتْحِ مُخَفَّفاً عن أَبِي الدُّرِّ ياقوتٍ الرُّومِيِّ وعنه أَبُو الحَسَنِ القَطِيعِيُّ وبالكَسْرِ أَبُو بكرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الحِرَابِيُّ بَغْدَادِيٌّ رَوَى عن مُحَمَّدِ بنِ صالحٍ ومُحْرِزُ بنُ حُرَيْبٍ الكَلْبِيُّ كزُبَيْرٍ الذي اسْتَنْقَذَ مَرْوَانَ بنَ الحَكَمِ يَوْمَ المَرْجِ
والحَرَّابَةُ : الكَتِيبَةُ ذاتُ انْتِهَابٍ واسْتِلاَبٍ قال البُرَيْق :
بِأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرَّابَةٍ ... لَدَى مَتْنِ وَازِعِهَا الأَوْرَمُ وحَرْبُ بنُ خُزَيْمَة : بَطْنٌ بالشَّأْمِ ذَكَرَه السُّهيليُّ وفي شرح أَمَالي القَالِي : بنو حَرْبٍ : عَشَرَةُ إخْوَةٍ مِنْ بَنِي كاهِلِ ابنِ أسَدٍ وحَرءبٌ : قَبِيلَةٌ بالحِجَازِ وقَبِيلَةٌ باليَمَنِ وقَبِيلَةٌ بالصَّعِيدِ ومَنَازِلُهُمْ تِجَاه طَهْطَا
وأَحَارِبُ كَأَنَّه جَمْعُ أَحْرَب اسماً نحوُ أَجَادِل وأَجْدَل أَو جَمْعُ الجَمْعِ نحو أَكَالِب وأَكْلُب : مَوْضِعٌ في شعر الجَعْدِيِّ :
وكَيْفَ أُرَجِّي قُرْبَ مَنْ لاَ أَزُورُهُ ... وقَدْ بَعِدَتْ عَنِّي مَزَاراً أَحَارِبُ نَقَله ياقوت
ورجُلٌ مِحْرَابٌ : صَاحِبُ حَرْبٍ كمِحْرَبٍ نَقَلَه الصاغانيّ
وأَبُو حَرْبِ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيّ عَنْ أَبِيهِ وأَبُو حَرْبِ بنِ زَيْدِ بنِ خالدٍ الجُهَنِيُّ عن أَبِيه أيضاً
النَّحْبُ : رفعُ الصَّوْت بالبُكاءِ كذا في الصَّحِاح . وفي المحكم : أَشَدُّ البكَاءِ . كالنَّحِيبِ وهو البكاءُ بصوتٍ طويلٍ ومَدّ . وقدْ نَحَبَ كمَنَعَ يَنْحَبُ نَحْباً . وفي المحكم والصَّحِاح : ينْحَبَ بالكَسر وانْتَحَبَ انْتِحاباً مثلُهُ . وقال ابْنُ مَحْكَانَ :
زَيَّافَةٌ لا تُضِيعُ الحَيَّ مَبْرَكَها ... إِذَا نَعَوْها لِراعِي أَهْلِها انْتَحَبَا وكُلُّ ذلك من المَجَاز . النَّحْبُ : الخَطَرُ العَظِيمُ يقالُ : ناحبَهُ على الأَمْر : خاطَرَه قال جَرير :
بِطَخْفَةَ جالَدْنَا المُلُوكَ وخَيْلُنا ... عِشيَّةَ بِسْطَامٍ جَرَيْنَ على نَحْبِ
أَي : على خَطَرٍ عظيم . النَّحْبُ : المُرَاهَنَةُ والفِعْلُ كالفِعْل يقال : نَحَبَ كجَعَلَ أَي : من بابِ مَنَعَ وإِنّمَا غَيَّرَهُ تَفَنُّناً . النَّحْبُ : الهِمَّةُ . النَّحْبُ : البُرْهَانُ . النَّحْبُ الحاجَةُ . وقيل في تفسير الآية قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ فَأَدْرَكُوا ما تَمَنَّوْا وذلك قَضاءُ النَّحْبِ . النَّحْبُ : السُّعالُ وفِعْلُه كَضَرَبَ يقال : نَحَبَ البعيرُ يَنْحِبُ نُحَاباً بالضَّمّ إِذا أَخَذه السُّعَالُ . وقال الأَزْهَرِيُّ عن أَبي زيدٍ : من أَمراضِ الإِبل النُّحَابُ والقُحَابُ والنُّحَازُ وكُلّ هذا من السُّعَال . من المَجَاز : النَّحْبُ : المَوْتُ قال اللهُ تَعَالَى : " فمِنْهُمْ مَن قَضَى نَحْبَهُ " أَي : أَجَلَهُ النَّحْبُ أَيضاً : الأَجَلُ قالَهُ الزَّجّاج والفَرَّاءُ يقالُ قَضَى فُلانٌ نَحْبَهُ : إِذا ماتَ وفي الأَساس : كأَنَّ المَوْتَ نَذْرٌ في عُنُقِه . وفي غيرِه : كأَنَّه يُلْزِمُ نَفْسَهُ أَن يَقَاتِلَ حَتَّى يَمُوتَ . قالَ الزجّاج : النَّحْب : النَّفْسُ عن أَبي عُبيْدة . النَّحْبُ : النَّذْرُ وبه فسَّر بعضُهم الحديثَ : طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ أَي : نَذْرَهُ كأَنَّه أَلْزَم نفْسهُ أَن يَصْدُقَ الأَعداءِ في الحرب فَوَفَّى به ولم يَفْسَخْ . وفي الأَساس : ونَحَبَ فلانٌ نَحْباً ونَحَّب تَنْحِيباً : أَوجَبَ على نَفْسِهِ أَمراً وهو مُنّحِّبٌ كمُحَدِّث وفِعْلُهُ كَنَصَرَ تقول : نَحَبْتُ أَنْحُبُ وبه صَدَّرَ الجَوْهَرِيّ قالَ الشّاعر : فإِنِّي والهِجَاءَ لآِلِ لأْمٍ كذَاتِ النَّحْبِ تُوفِي بالنُّذُور وقال لَبِيدٌ :
أَلاَ تَسْأَلانِ المَرْءَ ماذا يُحَاِوُل ... أَنَحْبٌ فُيقْضَي أَمْ ضَلالٌ وباطِلُ يقولُ : عليه نَذْرٌ في طَولِ سَعْيِه . النَّحْبُ : السَّيْرُ السَّرِيعُ مثلُ النَّعْب أَ,رده الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عَمرو . أَو الخَفِيفُ في كثْرِة الدَّأَبِ والمُلازَمَةِ . عن أَبي عَمروٍ النَّحْبُ : الطُّولُ . ورُوِىَ على الرِّياشِيّ : يَوْمٌ نَحْبٌ أَي طويلٌ . النَّحْبُ : المُدَّة والوقت . النَّحْبُ : اليَوْمُ هكذا في النُّسخ بالياءِ التّحْتِيّة . وفي لسان العب : النَّوْم بالنّون . النَّحْبُ : السِّمَنُ النَّحْبُ : الشِّدَّةُ . والقِمَار ُ وهو قَريبٌ من المُرَاهَنة النَّحْبُ : العَظِيمُ من الإِبِل نَقَلَه الصَّاغانيّ . من المجَاز نَحَّبوا تنَحِيباً وذلك إِذا جَدُّوا في عَمَلِهِم . نقله الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عَمْرو قال طُفَيْلٌ :
يَزُرْنَ أَلاَلاً ما يُنَحِّبْنَ غَيْرَهُ ... بِكلِّ مُلَبٍّ أَشْعثِ الرَّأَسِ مُحْرِمِ أَو نَحَّبُوا : إِذا سارُوا فَأَجْهدُوا حَتَّى قرًبًوا من باب كرًم من الماء والمصدرً : التَّنْحِيبُ وهو شِدَّةُ القَرَبِ للماءِ ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة :
ورُبَّ مَفازَةٍ قَذَفٍ جَمُوحٍ ... تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيَالاً نَحَّبَ السَّفَرُ فُلاناً : إِذا سارَ كِثيراً و أَجْهدَهُ . من المجاز : سيْرٌ نَحْبٌ ومنحت كمُحَدِّث أَي سَرِيعٌ وكذلك الرَّجُلُ . وفي الصَّحِاح : سار فلانٌ على نَحْبٍ : إِذا سار فأَجْهَدَ السَّيْرَ كأَنّه خاطَرَ على شَيءٍ فجَدَّ ؛ قال الشّاعر :
" وِرِدِ القَطَا مِنْهَا بخمْسٍ نَحْبِ أَي : دائبٍ . وسِرْنا إِليهَا ثلاثَ لَيَالٍ مُنَحِّباتٍ اي دائباتٍ . ونَحَّبْنَا سَيْرَنَا : دَأَبْنَاهُ : ويُقَالُ : سَار سَيْراً مُنَحِّباً : أَي قاصِداً لا يُرِيدُ غيره كأَنّهُ جعل ذلك نَذْراً على نفسه . قال الكُمَيْتُ :
يَخِدْن بِنَا عَرْضَ الفَلاةِ وطُولَهَا ... كَمَا صارَ عنْ يُمْنَي يَدَيْهِ المُنَحِّبُالمُنَحِّبُ الرَّجُلُ . قال ابْن سِيدَهْ : هذا البيت أَنْشَده ثعلبٌ وفَسَّرَه فقال هذا الرَّجُلُ حَلَفَ : إِنْ لَمْ أَغْلِبْ قطَعْتُ يدِي . كأَنَّهُ ذَهبَ به إِلى معنَى النَّذْرِ كذا في لِسان العرب وفيه تَأَمُّلٌ . والنُّحْبَةُ بالضَّمّ : القُرْعةُ وهو مأْخوذٌ من قولهم : ناحَبَهُ إِذا حَاكَمَهُ وفاخَرَهُ ؛ لأِنّها كالحَاكِمةَ في الاسْتِهَام . وهو من المجاز . ونَاحبْتُ الرَّجُلُ إِلى فلانٍ : مثلُ حاكَمْتهُ . وفي الصَّحِاح : قال طَلْحَةُ . بْنُ عبيدِ اللهِ لابْنِ عَبّاسٍ رضيَ الله عنهما : فهَلْ لَكَ في أَنْ أَنَاحِبَك وتَرْفَعَ النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلَّم ؟ قال أَبو عُبَيْدٍ قال الأَصْمَعِيُّ : ناحَبْتُ الرَّجُلُ : إِذا حاكَمْتَهُ أَو قاضَيْتَه إِلى رَجلٍ . وقال غيْرهُ : ناحَبْتُهُ ونافَرْتُهُ مثلُهُ قال أَبو منصور : أَراد طَلْحةُ في هذا المَعْنى كأَنَّهُ قالَ لأَبِنِ عَبَّاس : أَنافِرُكَ أَي : أَفاخِرُك وأَحاكِمك فتعُدُّ فضائلَك وحَسَبَكَ وأَعُدُّ فضائلي ولا تَذْكُرْ في فضائلِك النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وقُرْبَ قَرَابَتِك منه ؛ فإِنّ هذا الفضلَ مُسَلَّمٌ لك فارفَعْه من الرَّأْسِ وأَنافِركُ بما سِواهُ . يعني : أَنّهُ لايقْصُرُ عنه فما عدا ذلك من المَفَاخِر . ومثلُه في هامش الصَّحِاح مُخْتَصَراً . وفي الحديث لو عَلمَ النّاسُ ما في الصَّفِّ الأَوّلِ لاقْتَتَلُوا عليه وما تَقَدَّمُوا إِلاّ بنُحْبَة " أَي بقُرْعَةٍ . المُنَاحَبَةُ : المُخَاطَرَةُ والمُراهَنَةُ . ويقالُ : نَاحَبهُ : إِذا راهنَهُ . وفي حديثِ أَبي بَكْر رَضَي اللهُ عنه في مُناحَبَةِ " الم غُلِبَتِ الرُّومُ أَي : مُرَاهَنَتِه لقُرَيْش بينَ الرُّومِ والفُرسْ . وانْتَحَبَ الرَّجُلُ : إِذا بَكَى وتَنَفَّس أَي : صَعَّدَ نَفَسَه شَدِيداً . ويُقَالُ تَنَاحَبُوا : إِذا تَوَاعدُوا لِلْقِتالِ إِلى وقْتٍ ما وقَدْ يَكُونُ التَّنَاحُبُ لِغَيْر القِتَالِ أَيضاً . ومما يُسْتَدْرَكُ على المُصَنِّف : النَّواحبُ وهُنَّ البَواكِي : جمع ناحِبةٍ . من المجاز : التَّنْحِيبُ : الإِكْبابُ على الشَّيءِ لا يُفارِقُهُ . ويقالُ : نَحَّبَ فلانٌ على أَمره . وقال أَعْرَابيّ أَصابتْه شَوْكَةٌ فنَحَّبَ عليها يستخرِجُها أَي أكبَّ عليها . وكذلك هو في كلّ شْيءٍ : هُوَ مُنَحِّبٌ في كذا . والنحيب : موضع بالبصرة فيه قَصْرٌ لعبد الله بْنِ عامرِ بْن كُرَيْز