النَّحْسُ بالفَتْحِ : الأَمْرُ المُظْلِمُ عن ابنِ عَبّادٍ . وقالَ الأَزْهَرِيُّ : والعَرَبُ تُسَمِّي الرِّيح البارِدَة إِذَا أَدْبَرَتْ نَحْساً . وقِيلَ : هو الرِّيحُ ذاتُ الغُبَارِ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : النَّحْسُ : الغُبَارُ في أَقْطَارِ السَّمَاءِ إِذا عَطَف المَحْلُ قال الشّاعِرُ :
إِذا هَاجَ نَحْسٌ ذُو عَثَانِينَ وإلْتَقَتْ ... سَبَارِيتُ أَغْفَالٌ بهَا الآلُ يَمْصَحُ والنَّحْسُ : ضِدُّ السَّعْدِ من النُّجُومِ وغيرِهَا والجَمْع : أَنْحَسٌ ونُحُوسٌ . وقد نَحِسَ كفَرِحَ وكَرُمَ نَحَساً ونُحُوسَةً الثاني لُغَةٌ في نَحِسَ بالكَسْر ومنه قِراءَةُ عبد الرحمن بن أَبي بَكْرَةَ " مِنْ نَارٍ ونَحُسَ " على أَنه فِعْلٌ ماضٍ : أَي نَحُسَ يَوْمُهُمْ أَو حالُهم فهو نَحْسٌ بالفَتْح وككَتِفٍ ونَحِيسٌ كأَمِيرٍ ويومٌ نَحِسٌ وأَيّامٌ نَحْسٌ وهي أَيَّامٌ نَحِيسَةٌ ونَحِسَةٌ ونَحِساتٌ بسكون الحاءِ وكسرها وقرأَ أَبو عمرو " فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً في أَيّامٍ نَحْسَاتٍ " قال الأَزْهَرِيُّ : هي جَمْع أَيّامٍ نَحْسَةٍ ثُمَّ نَحْسَات : جَمْعُ الجَمْع . وقُرِئَ " نَحِسَاتٍ " وهي المَشْؤوماتُ عليهِم في الوَجْهَيْنِ بكسرِ الحاءِ وقَرَأَ به قُرّاءُ الكُوفَةِ والشّامِ ويَزِيدُ والبَاقُونَ بسُكُونها . وفي الصّحاحِ : وقُرِئَ قولُه تَعَالَى " في يَوْمٍ نَحْسٍ " على الصِّفَةِ . والإِضَافَةُ أَكْثَرُ وأَجْوَدُ وقد نَحِسَ الشيءُ . بالكَسْرِ فهو نَحِسٌ أَيضاً قالَ الشاعِرُ :
" أَبْلِغْ جُذَاماً ولَخْماً أَن إِخْوَتَهُمْطَيّاً وبَهْرَاءَ قَوْمٌ نَصْرُهُمْ نَحِسُ والنَّحْسَانِ مِن الكَوَاكِبِ : زُحَلُ والمِرِّيخُ كَمَا أَنَّ السَّعْدان الزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي قالَهُ ابنُ عَبّادٍ . ومِن المَجَازِ : عَامٌ ناحِسٌ ونَحِيسٌ أَي مُجْدِبٌ غيرُ خَصِيبٍ نقلَه ابنُ دُرَيْدٍ وقال : زَعَمُوا . والمَنَاحِسُ : المَشَائِمُ عن ابنِ دُرَيْدٍ وهو جَمْعُ نَحْسٍ على غيرِ قِيَاس كالمَشَائِمِ جَمْع شُؤْمٍ كذلك . والنّحَاسُ مُثلَّثَةً الكَسْرُ عنِ الفَرّاءِ وبِه قَرَأَ مُجَاهِدٌ مع رَفْعِ السِّين . والفَتْحُ عن أبي العَبّاس الكَواشِيّ المُفَسِّر : القِطْرُ عَرِبيٌّ فَصِيحٌ وقال ابنُ فارِسٍ : النُّحَاسُ : النّارُ قال البَعِيثُ :
" دَعُوا النَّاسَ إِنَّي سَوْفَ تَنْهَي مَخَافِتِيشَيَاطِينَ يُرْمَى بالنُّحَاسِ رَجِيمُهَا وقال أَبو عُبَيْدَةَ : النُّحَاسُ : مَا سَقَطَ مِن شَرَارِ الصُّفْرِ أَو من شَرَارِ الحَدِيدِ إِذا طُرِقَ أَي ضُرِبَ بالمِطْرَقَةِ . وأَمّا قولُه تعالَى : " يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شَوَاظٌ مِنْ نَارٍ ونُحَاسٌ " فقِيلَ : هو الدُّخَانُ قاله الفَرّاءُ وأَنْشَدَ قولَ الجَعْدِيّ
يُضِيءُ كضَوْءِ سِرَاجِ السَّلِي ... طِ لَمْ يَجَعَلِ اللهُ فِيهِ نُحَاسَاً قال الأَزْهَرِيُّ : وهو قولُ جَمِيعِ المفَسِّرينَ وقِيلَ : هو الدُّخَانُ الّذِي لا لَهَبَ فيه وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ رحمه الله : النُّحاس الدُّخَانُ الَّذِي يَعْلُو وتَضْعُفُ حَرَارَتُه ويَخْلُص مِن اللَّهَب . وقالَ ابنُ بُزُرْج : يَقُولُونَ : النُّحَاسُ : الصُّفْرُ نَفْسَه وبالكَسْرِ : دُخَانُه . وغيرُه يقول للدُّخَانِ : نُحَاسٌ . والعَجَبُ مِن المُصَنِّف كيفَ أَسْقَطَ مَعْنَى الدُّخَانِ الَّذِي فُسِّرتْ به الآيَةُ . وحَكَى الجَوْهَرِيُّ ذلك وأَنشَدَ قَولَ الجَعْدِيّ وحَكَى الأَزْهَرِيُّ إتِّفاقَ المُفَسِّرينَ عليه فإِنْ لم يَكُنْ سَقَطَ من النُّسَّاخ فهو قُصُورٌ عَظِيمٌ . والنُّحَاسُ والنِّحَاسُ : الطَّبِيعَةُ والأَصْلُ والخَلِيقَةُ والسَّجِيَّةُ يُقَال : فلانٌ كَرِيمُ النُّحِاسِ أَي كَرِيمُ النِّجَارِ قال لَبِيدٌ :
وكَمْ فِينَا إِذَا مَا الْمَحْلُ أَبْدَى ... نُحَاسَ القَوْمِ مِنْ سَمْحٍ هَضُومِ وعن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : النُّحَاس : مَبْلَغُ أَصْلِ الشَّيْءِ ونَحَسَه كمَنَعَه نَحْساً : جَفَاهُ كما في العُبَابِ عن أَبي عَمْروٍ . ونَحَسَت الإِبلُ فُلاناً : عَنَّتْهُ أَي أَتْعَبَتْه وأَشْقَتْه أَي أَوْقَعَتْه في المَشَقَّةِ عن أَبِي عَمْروٍ أَيضاً ونقل الجَوْهَرِيُّ عن أَبي زَيْدٍ قال : يُقَال : تَنَحَّسَ عَنْهَا أَي تَخَبَّرَ عنها وتَتَبَّعَها بالإسْتِخْبَارِ يكونُ ذلك سِرّاً وعَلانِيَةً ومنه حَدِيثُ بَدْرٍ : فجَعَل يَتَنَحَّسُ الأَخْبَارَ أَي يَتَتَبَّعُ . وهو قولُ ابنِ السِّكِّيتِ أَيْضاً كإسْتَنْحَسَهَا وإسْتَنْحَسَ عنها أَي تَفَرَّسَهَا وتَجَسَّسَ عنها . وتَنَحَّسَ الرجُلُ إِذا جاعَ وهو من قَوْلِهم : تَنَحَّسَ لِشُرْبِ الدَّوَاءِ إِذا تَجُوَّع له . وقال ابنُ دُرَيْدٍ تَنَحَّسَ النَّصَارَى : تَرَكُوا أَكْلَ اللَّحْمِ . ونَصُّ ابنِ دُرَيْدٍ : لَحْمَ الحَيَوَانِ . قالَ : وهو عَرَبيٌّ صحيحٌ ولا أَدْرِي ما أَصْلُه ولكنَّ عِبَارَةَ الصّاغَانِيّ صَرِيحَةٌ في بيان عِلَة التَّسْمِيَة فإِنّه نَقَلَ عنه ما نَصُّه : تَنَحَّسَ النصَارَى كلامٌ عربيٌّ فصيحٌ لتَرْكِهم أَكْلَ الحَيَوَانِ وتَنَهَّسَ في هذَا مِن لَحْنِ العامِة فتأَملْ . والنُّحَسُ كصُرَدٍ : ثَلاثُ لَيَالٍ بعْدَ الدُّرَعِ وهي الظُّلَمُ أَيضاً قالَه ابنُ عَبّادٍ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : النَّحْسُ : الجَهْدُ والضُّرُّ . والجَمْع أَنْحُسٌ . ويومٌ نَحْسٌ ونَحُوسٌ ونَحِيسٌ من أَيَّامٍ نَوَاحِسَ ونَحِسَاتٍ ونَحْسَاتٍ مَن جَعَلَه نَعْتاً ثَقَّلَه ومَن أَضافَ اليومَ إِلى النَّحْسِ فالتَّخْفِيفُ لا غيرُ . والنَّحْسُ : شِدَّةُ البَرْدِ حَكَاه الفارِسِيُّ وأَنشَدَ لابن أَحْمَرَ :
كأَنَّ مُدَامَةً عُرِضَتْ لنَحْسٍ ... يُحِيلُ شَفِيفُهَا المَاءَ الزُّلاَلاَوفَسَّرَه الأَصْمعيُّ فقال : لنَحْسٍ أَي وُضِعَتْ في رِيحٍ فبَرَدَتْ . وشَفِيفُهَا : بَرْدُهَا ومَعْنَى يُحِيلُ : يَصُبُّ . يقول : فبَرْدُهَا يَصُبُّ الماءَ في الحَلْقِ ولولاَ بَرْدُهَا لم يَشْرَبِ الماءُ . والنُّحَاسُ : ضَربٌ من الصُّفْر شَدِيدُ الحَمْرَة وقال ابنُ بُزْرُج : الصُّفْرُ نَفْسُه كما تقدَّم . ويومٌ مَنْحُوسٌ ورجُلٌ مَنْحُوسٌ من مَنَاحِيسَ . والمُنَحَّسُ كمُعَظَّمٍ : الحَزِينُ . وتَنَاحَسَ فُلانٌ وإنَتْحَسَ : إنْتَكَسَ وأَنْحَسَ جَدُّه . وأَنْحَسَتِ النَّارُ : كَثُر نُحَاسُهَا أَي دُخَانُهَا . نقَلَه ابنُ القَطّاعِ . وأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ المِصْرِيُّ النَّحْوِيُّ النَّحّاسُ كشَدَّادٍ مات سنةَ 833 وهو صَاحِبُ التَّصَانِيفِ الكَثِيرَةِ . وأبُو الحُسَينِ الحِسَنُ بنُ عَلِيٍّ النَّحَّاسِيُّ بِياءِ النِّسْبَةِ عن الحُسَيْنِ ابنِ الفَضْلِ البَجَلِيِّ وعنه أَبُو الحَسَن العَلَوِيُّ . والشَّمْسُ أَبُو الوفاءِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمّدِ ابنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ موسى الغَزِّيُّ قاضِيها عُرِف بابنِ النَّحّاسِ قَرَأَ على زَكَرِيّا والسَّخاوِيّ والجَوْهَرِيّ