نَخَعَ لي فُلانٌ بحَقِّي كمَنَعض نُخُوعاً أي : أقَرَّ وأذْعَنَ عن ابْنِ الأعْرابِيِّ وكذلكَ بَخَعَ بالباءِ كما تَقَدَّمَ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : نَخَعَ الشَّاةَ يَنْخَعُها نَخْعاً : سَلَخَها ثُمَّ وَجَأهَا في نَحْرِهَا لِيَخْرُجَ دَمُ القَلْبِ كما في العُبابِ وقالَ غَيْرُه : نَخَعَها نَخْعاً : قَطَعَ نُخاعَهَا وفي الحَديثِ : ألا لا تَنْخَعُوا الذَّبِيحَةَ حتى تَجِبَ يُقَالُ : ذَبَحَهَا فنَخَعَها نَخْعاً أي : جاوَزَ مُنْتَهَى الذَّبْحِ فأصابَ نُخاعَها وذلكَ إذا عَجِلَ الذّابِحُ فأصَابَ القَطْع إلى النُّخَاعِ وتأوِيلُ الحديثِ : أي : لا تَقْطَعُوا رَقَبَتَها وتَفْصِلُوهَا قَبْلَ أنْ تَسْكُنَ حَرَكَتُهَا
ونَخَعَ فُلاناً الوُدذَ والنَّصِيحَةَ : أخْلَصَهُما لَهُ كما في العُبَابِ والصِّحاحِ واللِّسانِ وهو مجازٌ
والنّاخِعُ : العالِمُ وقيلَ : هو المُبِينُ للأمُورِ وقيلَ : هُوَ الّذِي قَتَلَ الأمْرَ عِلْماً الأخِيرُ عن ابنِ الأعْرابِيِّ وهُوَ مجازٌ وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ شُقْرانَ السَّلامانِيِّ :
إنَّ الّذِي رَبَّضْتُمَا أمْرَهُ ... سِرّاً وقَدْ بَيَّنَ للنّاخِعِ
لكالَّتِي يحْسَبِهُا أهْلُهَا ... عَذْراءَ بكْراً وهْيَ في التّاسِعِ
والنُّخاعَةُ بالضَّمِّ : النُّخَامَةُ كما في الصِّحاحِ وهُوَ ما يَتْفُلُه الإنْسَانُ أو ما يَخْرُجُ منَ الصَّدْرِ أو ما يَخْرجُ من الخَيْشُوم وقالَ ابنُ الأثِيرِ : هِيَ البَزْقَةُ الّتِي تَخْرُجُ منْ أصْلِ الفَمِ ممّا يَلِي النُّخَاعَ قالَ ابنُ بَرِّيّ : ولَمْ يَجْعَلْ أحَدٌ النُّخَاعَةَ بمنْزِلَةِ النُّخَامَةِ إلا بَعْضُ البَصْريِّينَ وقد جاءَ في الحَديثِ : النُّخضاعَةُ في المَسْجِدِ خَطِيئَةٌ
والنُّخِاعُ مُثَلَّثَةً نَقَله الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ عن الكِسائِي ونَصّ ُالجَوْهَرِيُّ قالَ الكِسائيُّ : من العَرَبِ منْ يَقُولُ : قَطَعْتُ نِخَاعَهُ وناسٌ منْ أهْلِ الحِجَازِ يَقُولونَ : هُوَ مَقْطُوعُ النُّخَاعِ بالضَّمِّ فظاهِرُ هذا المُسَاوَاةُ ونَقَلَ شَيْخُنَا عنْ بَعْضٍ أنَّ الكَسْرَ فيهِ أفْصَحُ وأشْهَرُ قال الجَوْهَرِيُّ وهُوَ الخَيْطُ الأبْيَضُ الّذِي في جَوْفِ الفَقَارِ زادَ غَيْرُه يَنْحَدِرُ منَ الدِّماغِ وتَتَشَعّبُ منْهُ شُعَبٌ في الجِسْمِ وأنْشَدَ اللَّيْثُ :
ألا ذَهبَ الخِدَاعُ فلا خِداعا ... وأبْدَى السَّيْفُ عنْ طَبَقٍ نَخاعَا ويُقَالُ : هُوَ عِرْقٌ أبْيَضُ في داخِلِ العُنُقِ يَنْقَادُ في فَقَارِ الصُّلْبِ حتى يَبْلُغَ عَجْبَ الذَّنَبِ وهُوَ يَسْقي العِظَامَ قالَ رَبيعَةُ بنُ مَقْرومٍ الضَّبِّيُّ :
لَهُ بُرَةٌ إذا مالَجَّ عاجَتْ ... أخادِعُه فَلانَ لها النّخاعُ وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : النّخَاعُ : خَيْطٌ أبْيَضُ يَكُونُ داخِلَ عَظْمٍ الرَّقَبَةِ ويكونُ مُمْتْداً إلى الصُّلْبِ ويُقَالُ له : خَيْطُ الرَّقَبَةِ ويُقَالُ : النّخَاعُ : خَيْطُ الفَقَارِ المُتَّصِلُ بالدِّماغِ وقد تقدم شيءٌ من ذلك في بخع فراجِعْه
ومن المَجَازِ في الحَديثِ : إنَّ أنْخَع الأسْمَاءِ عنْدَ اللهِ أنْ يَتَسَمَّى الرَّجُلُ باسْمِ مَلِكِ الأمْلاكِ أي : أقْتَلَهَا لِصَاحِبِه وأهْلَكَهَا لَهُ قالَ ابنُ الأثِيرِ : والنَّخْعُ : أشَدُّ القَتْلِ وأما قَوْلُه : أذَلّها فهُوَ تَفْسِيرٌ لما جاءَ في بَعْضِ الرِّوايات : إنَّ أخْنَعَ وقد تَقَدَّم فتأمَّلْ أو قالَ بَعْضُهُمْ : أيْ أقْهَرها وهُوَ قَريبٌ من قَوْلِهِم : أقْتَلُهَا لَهُ وأهْلَكُهَا
والمَنْخَعَ كمَقْعَدٍ : مَفْصِلُ الفَهْقَةِ بَيْنَ العُنُقِ والرَّأْسِ منْ باطِنٍ كما في الصِّحاحِ
ويَنْخَعُ كيَمْنَعُ : ع نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ عن ابْنِ دُرَيْدٍ
ونَخِعَ العُودُ كفَرِحَ : جَرَى فيهِ الماءُ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ
والنَّخَعُ مُحَرَّكَةً : قَبيلَةٌ باليَمَنِ رَهْطُ إبْراهِيمَ النَّخَعِيِّ وهُوَ ابنُ عَمْروِ ابنِ عُلَةَ بنِ جَلْدِ بن مالِكِ بن أُدَدٍ وهُمْ من مَذْحِجَ
وتَنَخَّعَ : رَمَى نُخامَتَه نقله الجَوْهَرِيُّ
ومن المَجَازِ : انْتَخَعَ السَّحَابُ : قاءَ ما فيهِ منَ المَطَرِ كتَنَخَّعَ قالَ الشّاعِرُ :
وحالِكَةِ اللَّيَالِي منْ جُمادَى ... تَنَخَّعَ في جَواشِنِهَا السَّحابُ وانْتَخَعَ الرَّجُلُ عنْ أرْضِه : بَعُدَ عَنْهَا نَقَله الجَوْهَرِيُّ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليْهِ : النّاخِعُ : المُبِينُ للأُمُورِ
وأرْضٌ مَنْخُوعَةٌ : جَرَى الماءُ في عُودِ نَبْتِهَا
ودَابَّةٌ مَنْخُوعَةٌ : جُووِزَ بالذَّبْحِ إلى نُخَاعِها
والنَّخْعُ : القَتْلُ الشَّدِيدُ منْ ذلكَ
ونَخَعَ الأرْضَ : عَمَرَها عن ابْنِ القَطّاعِ