النَّرْشُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وهُوَ التَّناوُلُ باليَدِ عَن ابنِ دُرَيْدٍ والخَارْزَنِجِيّ وزادَ الأَخِيرُ : والنَّرْشُ : مَنْبِتُ العُرْفُطِ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ بَعْدَ مَا حَكَاه : ولا أَحُقّه . وعِنْدِي أَنّه تَصْحِيف النَّوْش بالواوِ وقَدْ سَبَقَه إِلى ذلكَ الصّاغَانِيّ قالَ : والكَلِمَةُ الأُخْرَى أَيضاً مُصَحَّفَة والصَّوَابُ مِنْهَا الفَرْشُ بالفَاءِ ولَيْسَ في كَلامِهِم رَاءٌ قَبْلَهَا نُونٌ وقَدْ تَقَدّم البَحْثُ فِيهِ في ن ر س و ن ر ز قالَ شَيْخُنَا : قُلْتُ : ابنُ دُرَيْدٍ أَثْبَتُ مِنَ المُصَنِّفِ وأَعْرِفُ وردُّ اللغَةِ المَنْقُولَةِ بمجَرّدِ العِنْدِيّة لا يَصِحُّ بَلْ هُوَ من بابِ الدّعْوَى المجَرّدَةِ عَن الدّلِيلِ ومَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على غَيْرِهِ وكَوْنُ الرَّاءِ والنُّونِ لا يَجْتَمِعَانِ في كَلِمَةٍ قَدْ سَبَق أَنَّه أَكْثَرِىٌّ ومَرَّ النَّرْسُ والنّرْجِسُ والنَّرْز والنّرسيان وغَيْر ذلِك فبَعْدَ أَنْ ثَبَتَ فَرْدٌ وسَلَّمَهُ يَصِحُّ إِثباتُ غَيْرِه ولا مانِعَ سِيَّمَا مَعَ نَقْلِ الثِّقَةِ . انْتَهَى . قُلْتُ : وهذا الَّذِي نَقَلَه ابنُ دُرَيْد قد قَالَ فِيه - بعدَ حِكَايةِ القَوْلِ - ولا أَحُقّه فهُوَ مُتَوَقِّفٌ في صِحّةِ ورُودِ هذِه الكَلِمَةِ وسَبَقَ أَنَّه لَيْس من عِنْدِيّاتِ المُصَنّف بل سَبَقَه إِلى ذلِكَ الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللّسَانِ وما ذَكَرَهُ مِن إِثْبَاتِ كَلِمَاتٍ فِيهَا راءٌ قَبْلَهَا نُونٌ فإِنَّ أَكثرَهَا أَعْجَمِيَّةٌ أَو مُعَرّبةٌ أَوْ لَمْ يَثْبُتُ كما قَدّمنا الكَلامَ عَلَيْه عِنْدَ ذِكْرِها فكَلامُ شَيْخِنَا هُنَا لا يَخْلُو مِنْ تَعَصُّبٍ فارِغٍ وغَفْلَهٍ عن النُّصوصِ فتأَمّلْ