النَّشُّ : السّوْقُ الرَّفِيقُ عن ابنِ الأَعْرابِيّ وهو بالسِّينِ : السَّوْقُ الشَّدِيدُ وفي حَدِيث عُمَرَ رضي اللهُ عنهُ أَنّه كانَ يَنُشُّ الناسَ بَعْدَ العِشَاءِ بالدِّرَّةِ أَيْ يَسُوقُهُم إِلَى بُيُوتِهِم قالَ شَمِرٌ : صَحَّ الشِّينُ عَنْ شُعْبَةَ في حَدِيثِ عُمَرَ وما أَراه إِلاَّ صَحِيحاً وكانَ أَبو عُبَيْدٍ يَقُولُ : إِنَّمَا هو يَنُسَّ أَو يَنُوشُ . والنَّشُّ : الخَلْطُ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ومِنْهُ زَعْفَرَانٌ مَنْشُوشٌ . والنَّشُّ : نِصْفُ أُوقِيَّهٍ وهو عِشْرُونَ دِرْهَماً لأَنَّهُم يُسَمّون الأَرْبَعِينَ دِرْهَماً أُوقِيَّة ويُسَمُّون العِشْرِين نَشّاً ويُسَمُّون الخَمْسَةَ نَوَاةً قالَهُ الجَوْهَرِيُّ ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنّ النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم لَمْ يُصَدِق امْرَأَةً من نِسائِه أَكْثَر من ثِنْتَيْ عَشَرَةَ أُوقيّةً ونَشٍ . الأُوقية : أَربعون والنّشُّ : عشرون فَ يكون المَجْمُوُعُ خَمْسَمِائَة دِرَْهمٍ عَلَى ما ذَهَبَ إِلَيْهِ الجَوْهَرِيُّ . وقِيلَ : النَّشُّ : وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ وقِيلَ : وَزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ وقَيلَ : هو رُبْعُ أُوقيّةٍ . في كَلامِ الإِمَامِ الشّافِعِيِّ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه : والأَدْهَانُ دُهْنَانِ : دُهْنٌ مَنْشُوشٌ ودُهْنٌ لَيْسَ بطَيِّبٍ مِثْل سَلِيخَةِ البانِ غَيْرَ مَنْشُوشٍ قالَ الأَزْهَرِيُّ : أَيْ مُرَيَّبٌ بالطِّيبِ المَخْلُوطِ وفي حَدِيثِ الزُّهْرِيّ أَنّه كَرِهَ للمُتَوفَّى عَنْهَا زوجه الدّهْنَ الَّذِي يُنَشُّ بالرَّيْحَانِ أَيْ يُطَيَّب بأَنْ يُغْلَى في القِدْرِ مَعَ الرَّيْحَانِ حَتَّى يَنِشَّ . ونَشَّ الغَدِيرُ يَنِشُّ نَشّاً ونَشِيشاً : أَخَذَ ماؤُه في النُّضُوبِ وقال يُونُسُ : سَأَلْتُ بعضَ العَرَبِ عَنِ السَّبَخَةِ النَّشّاشَةِ فوَصَفَهَا لِي ثُمَّ ظَنَّ أَنّي لَمْ أَفْهَم فَقَالَ : هِيَ الَّتِي يَبِسَ ماؤُهَا ونَضَبَ . وسَبَخَةٌ نَشّاشَةٌ بالتَّشْدِيد كما هُوَ رِوَايَةُ الجَوْهَرِيُّ وبالتّخْفِيفِ كما رَواه الأَزْهَرِيُّ أَيْضاً قالَهُ الجَوْهَرِيّ : لا يَجِفُّ ثَرَاهَا ولا يَنْبُتُ مَرْعاهَا ومِنْهُ حَدِيثُ الأَحْنَفِ : نَزَلْنَا سَبَخَةً نَشّاشّةً يَعْنِي البَصْرَةَ أَي نَزّازَةً تَنِزُّ بالمَاءِ ؛ لأَنّ السَّبَخَةَ يَنِزُّ ماؤُهَا فيَنِشُّ ويَعُودُ مِلْحاً . والنَّشِيشُ والنَّشُّ : صَوْتُ الماءِ وغَيْرِهِ كالخَمْرِ واللَّحْمِ إِذا غَلَي وفي حَدِيثِ النَّبِيذَ إِذَا نَشَّ فَلاَ تَشْرَبْ أَي إِذَا غَلَي والخَمْرُ تَنِشُّ عِنْدَ الغَلَيانِ وقِيلَ : النَّشِيشُ : أَخْذُ أَوَّلِ العَصِيرِ في الغَلَيان . وكَذلِكَ النَّشُّ والنَّشِيشُ : صَوْتُ الماءِ عِنْدَ الصَّبِّ . وكَذلِكَ كُلُّ ما سُمِعَ لَهُ كَتِيتٌ . والنَّشّاشُ ككَتّانٍ : وَادٍ لِبَنِي نُمَيْرٍ كَثِيرُ الحَمْضِ كَانَتْ بهِ وَقْعَةٌ بَيْنَ بَنِي عامِرٍ وبَيْنَ أَهْلِ اليَمَامَةِ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ :
" بأَوْدِيَةِ النَّشّاشِ حَيْثُ تَتَابَعَتْرِهَامُ الحَيَا واعْتَمّ بالزَّهَرِ البَقْلُ قُلْتُ : وأَنْشَدَ ياقوُت لِلقُحَيْفِ العُقَيْلِيّ :
" ترَكْنَا عَلَى النَّشّاشِ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍوقَدْ نَهِلَتْ مِنَّا السُّيُوفُ وعَلَّتِ وأَبُو النَّشْناشِ : كُنْيَة شَاعِر وهو القَائِلُ في نَفْسِه :
ونَائِيَةِ الأَرْجَاءِ طامِسَةِ الصُّوَى ... خَدَتْ بأَبِي النَّشْنَاشِ فيها رَكَائِبُهْ وكانَ الأَصْمَعِيُّ يَقُول : هو أَبو النَّشّاشِ . وقال أَبو زَيْدٍ : رَجُلٌ نَشْناشٌ وهو الكَمِيشَةُ يَداه في عَمَلِه . وقالَ غَيْرُه : رَجُلٌ نَشْنَشِيُّ الذِّرَاعِ : خَفِيفُهَا وقِيلَ خَفِيفٌ فِي عَمَلِه ومِرَاسِهِ قال :
فَقَامَ فَتىً نَشْنَشِيُّ الذِّرَاعِ ... فَلَمْ يَتَلَبَّثْ ولَمْ يَهْمُمِوأَرْضٌ نَشِيشَةٌ ونَشْنَاشَةٌ : مِلْحَةٌ لا تُنْبِتُ شَيْئاً إِنَّمَا هِيَ سَبَخَةٌ عن ابنِ دُرَيْدٍ . والنِّشْنِشَةُ بالكَسْرِ : لُغَةٌ في الشِّنْشِنَةِ مَا كَانَتْ عَنِ اللَّيْثِ . والنِّشْنِشَةُ أَيْضاً : الحَجَرُ ومِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ لابنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهم - حينَ سَأَلَهُ في شَئٍ شَاوَرَه فِيه فأَعْجَبَهُ كَلامُه - : نِشْنِشَةٌ أَعْرِفُهَا مِنْ أَخْشَنَ قالَ أَبو عُبَيْدٍ : هكذا حَدَّثَ به سُفْيان . وقالَ الأَصْمَعِيُّ وأَهْلُ العَرَبِيّة : إِنّمَا هُوَ : شَنْشِنَةٌ أَعْرِفُهَا مِنْ أَخْزَمِ . وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : أَيْ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ ومَعْنَاه : أَنَّهُ شَبّهه بأَبِيهِ العَبّاسِ في شَهَامَتِه ورَأْيِه وجُرْأَتِه على القَوْلِ وقِيلَ : أَرَادَ أَنَّ كَلِمَتَهُ مِنْهُ حَجَرٌ من جَبَلٍ أَيْ أَنّ مِثْلَهَا يَجِئُ مِنْ مِثْلِهِ . وقال الحَرْبِيّ : أَرادَ شِنْشِنَةً أَيْ غَرِيزَةً وطَبِيعَةً . والنَّشْنَشَةُ بالفَتْح : السَّلْخُ في سُرْعَةٍ وقَطْعُ الجِلْدِ عن اللَّحْمِ وقَدْ نَشْنَشَ وأَنْشَدَ الجَوْهَرُِّي لِمُرَّةَ بنِ مَحْكَانَ التَّمِيمِيّ :
يُنَشْنِشُ الجِلْدَ عَنْهَا وَهْيَ بَارِكَةٌ ... كَمَا يُنَشْنِشُ كَفّا قاتِلٍ سَلَبَا ويُرْوَى فَاتِل بالفَاءِ فيَكُون السَّلَبُ ضَرْباً من الشَّجَرِ . والنَّشْنَشَةُ : صَوْتُ غَلَيانِ القِدْرِ كالنَّشِيش عن ابنِ دُرَيْدٍ وقَدْ نَشَّت القِدْرُ ونَشْنَشَتْ إِذا أَخَذَتْ تَغْلِي فسُمِعَ لَهَا صَوْتٌ . والنَّشْنَشَةُ : الدَّفْعُ والتَّحْرِيكُ شَدِيداً عَنْ شَمِرٍ وابنِ دُرَيْدٍ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : هُوَ التَّعْتَعَةُ وقَوْلُه : شَدِيداً عن ابنِ عَبّادٍ . والنَّشْنَشَةُ والنَّشُّ : السَّوْقُ والطَّرْدُ وقَدْ نَشَّهُ ونَشْنَشَه وتَقَدّم عن ابنِ الأَعْرَابِيّ في أَوّلِ المَادَّةِ هُوَ السَّوْقُ الرَّفِيقَ فذِكْرُه ثانياً كالتّكْرَارِ فلَوْ قال هُنَاك : كالنَّشْنَشَةِ لأَصابَ . وعن أَبِي عُبَيْدَةَ : النَّشْنَشَةُ : النِّكَاحُ كالمَشْمَشَةِ يقالُ : نَشْنْشَهَا وأَنْشَد :
بَاكَ حُيَيٌّ أُمَّهُ بَوْكَ الفَرَسْ ... نَشْنَشَها أَرْبَعَةً ثُمّ جَلَسْ قلتُ : الشِّعْرُ لزَيْنَبَ بنتِ أَوْسِ بنِ مَغْرَاءَ تهجُو حُيَيِّ بنَ هُزّالٍ التَّمِيميّ ويروى : ناكَ حُيَيٌّ أُمَّهُ نَيْكَ الفَرَسْ . كذا في كتاب الفَرْقِ لابن السّيدِ وفي كتابِ الإِبِلِ
فعاسَها أَرْبَعَةً ثُمّ جَلَسْ ... كعَيْسِ فَحْلٍ مُسْرِعِ اللَّقْحِ قَبِسْ نَقَلَهُ الزّمَخْشَرِيّ عن ابنِ عبّادٍ . والنَّشْنَشَةُ : حَلُّ السّراوِيلِ . والنَّشْنَشَةُ : خَلْعُ الثَّوْبِ كالقَمِيصِ ونَحْوِه وفَسْخُه نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْضاً وكَذَا ابنُ عَبّادٍ . والنَّشْنَشَةُ : النَّتْرُ ونَفْضُ ما فِي الوِعَاءِ يُقَال : نَشْنَشَ ما فِي الوِعَاءِ إِذا نَتَرَه وتَنَاوَلَه قالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ ناقَةً عَقَرَها :
فغَادَرْتُها تَحْبُو عَقِيراً ونَشْنَشُوا ... حَقِيبَتَها بَيْنَ التَّوَزُّعِ والنَّتْرِ ونَشْنَشَ الطّائِرُ رِيشُه بمِنْقَارِهِ نَشْنَشَةً : إِذا أَهْوَى لَهُ إِهواءً خَفِيفاً فنَتَفَ مِنْهُ وطَيَّرَهُ وقِيلَ : نَتَفَه فأَلْقَاهُ قال الشّاعِرُ :
رَأَيْتُ غُرَاباً وَاقِعاً فَوْقَ بَانَةٍ ... يُنَشْنِشُ أَعْلَى رِيشِهِ ويُطَايِرُهْ وكَذلِكَ إِنْ وَضَعْتَ لَهُ اللَّحْمَ فنَشْنَشَ مِنْه ؛ إِذَا أَكَلَه بعَجَلَةٍ وسُرْعَةٍ قال عَبْدٌ لبَلْعَنْبَرِ يَصِفُ حَيّةً نَشَطَتْ فِرْسِنَ بَعِيرٍ :
فنَشْنَشَ إِحْدَى فِرْسِنَيْهَا بنَشْطَةٍ ... رَغَتْ رَغْوَةً مِنْهَا وكادَتْ تَقَرْطَبُونَشْنَشُ الدِّرْعُ : صَوَّتَ كخَشْخَشَ عن الفَرّاءِ قالَ غَيْلانُ : للدِّرْعِ فوقَ مَنْكِبَيْه نَشْنَشَهْ . وقَوْلُ ابنِ عَبّادٍ في المُحِيطِ في هذا التَّرْكِيبِ : انْتَشَّتِ الشّجَرَةُ : طالَتْ حَتَّى اسْتَمْكَنَتْ مِنْهَا الظِّبَاءُ والبَهْمُ تَصْحِيفٌ نَبَّهَ عَلَيْه الصّاغَانِيُّ وقالَ : صَوَابُه أَنْتَشَتْ كأَكْرَمَتْ وقد ذُكِرَ في ن ت ش . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : نَشَّتِ اللَّحْمَةُ نَشّاً إِذا قَطَرَتْ ماءً رَواه شَمِرٌ عن بَعْضِ الكِلابيِّينَ ونَشَّ الماءُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ : جَفَّ . ونَشَّ الرُّطُبُ : ذَهَبَ ماؤُه قالَ ذُو الرُّمَّة :
حَتَّى إِذا مَعْمَعَانُ الصّيْفِ هَبَّ لَه ... بأَجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطُبُ وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : النَّشُّ : النِّصْفُ من كُلِّ شئٍ . وتَنَشْنَشَ الشَّجَرَ : أَخَذَ من لِحَائِهِ . ونَشْنَشَ السَّلَبَ : أَخَذَه . وغُلاَمٌ نَشْنَشُ : خَفِيفٌ في السَّفرِ . والمِنْشَّةُ بالكَسْر : ما يُنَشُّ به الذُّبَابُ ويُطْرَدُ . ونَشْنَشَ إِذا عَمِلَ عَمَلاً وأَسْرَعَ فِيهِ . والنِّشْنِشَةُ بالكَسْر : قَدْ تَكُونُ كالمُضْغَةِ أَو كالقِطْعَةِ تُقْطَعُ من اللَّحْمِ . ونَشَّةُ ونَشْنَاشٌ : اسْمَانِ . والنَّشْنَاشُ بالفَتْحِ : اسْمُ وَادٍ مِنْ جِبَالِ الحاجِرِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا غَرْبِيَّ الطَّرِيقِ لِبَنِي عَبْدِ اللهِ بنِ غَطْفَانَ نقَلَه ياقُوتَ