الشَّهَأدةُ خَبَرٌ قاطعٌ كذا في اللِّسَأن والأَساس . وقد شَهُدَ الرجلُ على كذا كعَلِم وكَرُم شَهَداً وشَهادةً وقد تُسَكَّنُ هاؤُهُ للتخفيف عن الأَخفش . قال شيخنا : لن الثلاثي الحَلقيَّ العينِ الذي على فَعُل بالضّمّ أو فَعِلَ بالكسر يجوز تسكينُ عينه تخفيفاً مُطلقاً كما في الكافية المالكية والتسهيل وشروحهما وغيرها بل جَوَّزوا في ذلك أَربعَ لُغاتٍ : شَهِدَ كفَرِح وشَهْد بسكون الهاءِ مع فتح الشين وشِهْدَ بكسرِها أَيضاً مع سكون الهاءِ وشِهِدَ بكسرتين وأَنشدوا :
إذا غَابَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبِيعُنا ... وإِن شِهْدَ أَجْدَى خَيْرُهُ ونوافِلُهْ
وشَهِدَه كسَمِعَه شُهُوداً أي حَضَره فهو شاهِدٌ ج شُهودٌ أَي حُضُورٌ وهو في الأَصل مصدر وشُهَّدٌ أَيضاً مثل رَاكِعٍ ورُكَّعٍ . ويقال : شَهِدَ لزيد بكذا شَهَادةً أَي أَدَّى ما عِندَهُ من الشَّهَادةِ فهو شاهِدٌ ج شَهْدٌ بالفتح مثل صاحِب وصَحْب وسافِرٍ وسَفْر وبعضهم يُنكِره . وهو عند سيبويهِ اسمٌ للجَمْع وقال الأَخفشُ هو جَمْعٌ وجج أَي جمع الجمْع : شُهُودٌ بالضمّ وأَشْهَادٌ ويقال إن فَعْلاً بالفَتْح لا يُجمَع على أَفعال إِلاّ في الأَلفاظ الثلاثة المعلومة لا رابعَ لها نقله شيخنا . واستَشْهَدَهُ : سأَله الشَّهَادةَ ومنه لا أَسْتَشْهِدُه كاذِباً . وفي القرآن : " واسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ " واستشهدتُ فُلاناً على فلانٍ : سأَلْته إِقامَة شَهادةٍ احتَمَلها . وأَشهَدْت الرجُلَ على إِقرارِ الغَرِيمِ واستَشهَدْته بمعنى واحدٍ . ومنه قوله تعالى : " واسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُم " أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْنِ . والشَّهِيدُ وتُكْسَرُ شِينُه قالَ اللّيْث : وهي لُغَة بني تميم وكذا كُلّ فَعِيلٍ حَلْقِيِّ العَيْنِ سواءٌ كان وصفاً كهذا واسماُ جامداً كرغِيف وبعير . قال الهَمْدانيُّ في إِعراب القرآن : أَهلُ الحجاز وبنو أَسَدٍ يقولون : رَحِيم ورَغيف وبَعير بفتح أَوائلهنّ . وقَيس ورَبيعة وتميم يقولون : رحيم ورغيف وبَعير بكسر أوائلهنّ وقال السُّهَيْليُّ في الروض : الكسر لغةُ تَمِيمٍ في كلِّ فَعِيلٍ عَيْنُ فِعْله همزةٌ أَو غيرُهَا من حُرُوف الحَلْق فيسكرون أَوّله كرِحِيم وشِهِيد . وفي شرح الدُّرَيْدِيَّة لابن خالويه : كل اسم على فَعِيل ثانيه حرْفُ حَلْقٍ يجوز فيه إِتباعُ الفاءِ العَيْنَ كبِعِير وشِعِير ورِغِيف ورِحِيم وحكى الشيخ النوويُّ في تحريره عن الليث : أَنَّ قوْماً من العب يقولون ذلك وإن لم يكن عينُه حَرْفَ حلْق ككِبِير وكِرِيم وجِلِيل ونحْوِه . قلت : وهم بَنُو تَمِيم . كما تقدَّم . الشَّاهِدُ وهو العالِم الذي يُبيِّنُ ما عَلِمَه . قاله ابن سيدهوالشَّهِيدُ في أَسماءِِ الله تعالى : الأَمينُ في شَهادَةٍ ونصّ التكملة : في شهادَتِه . قاله أَبو إِسحاق وقال أَيضاً : وقيل : الشَّهِيد في أسمائِهِ تعالى : الذي لا يَغِيبُ عن عِلْمه شَيئٌ والشَّهِيدُ : الحاضِرُ . وفَعِيلٌ من أَبْنِيَةِ المبالغةِ في فاعل فإِذا اعتُبِر العِلمُ مُطْلَقاً فهو العَلِيمُ وإذا أُضِيفَ إلى الأُمُورِ الباطِنَةِ فهو الخَبِيرُ وإذا أُضِيفَ إلى الأُمورِ الظاهِرَةِ فهو الشَّهِيدُ . وقد يُعْتَبَرُ مع هذا أن يَشْهَدَ على الخَلْقِ يومَ القيامَة . والشَّهِيد في الشَّرْعِ : القَتِيل في سَبيلِ اللهِ واختُلف في سبب تَسمية فقيل : لأَنَّ ملائِكَةَ الرَّحْمَةِ تَشْهَدُهُ أَي تَحْضُر غُسْلَه أو نَقْلَ رُوحِه إلى الجَنَّة أَو لأَنَّ اللهَ وملائِكَتَه شُهودٌ له بالجَنَّةِ كما قال ابن الأَنبارِيّ . أَو لأَنّهُ مِمَّن يُسْتَشْهَدُ يومَ القيامةِ مع النبي صلى الله عليه وسلم على الأُمَمِ الخاليَةِ التي كَذَّبت أَنبياءها في الدُّنيا . قال الله عز وجلَّ : " لتَكُونُوا شُهَدَاءَ على النَّاسِ ويكونَ الرَّسولُ عليْكُمْ شَهِيداً " وقال أبو إسحاق الزَّجَّاج : جاءَ في التفسير أَنَّ أُمَمَ الأَنبياءِ تُكَذِّبُ في الآخرةِ من أُرسِلَ إليهم فيَجْحَدُون أَنبياءَهُم هذا فيمن جَحَدَ في الدُّنْيا منهم أَمْرَ الرُّسلِ فتَشْهَدُ أُمَّةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم بصِدْق الأَنبياءِ وتَشْهَدُ عليهم بتَكْذِيبِهم ويَشْهَدُ النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأُمّةِ بصِدْقِهِم . قال أبو منصور : والشِّهادةُ تكون للأَفضلِ فالأَفضلِ من الأُمْة فأَفْضَلُهم مَن قُتِلَ في سبيلِ اللهُ مُيِّزُوا عن الخَلق بالفضْل وبيَّن اللهُ أَنَّهُم " أَحياءٌ عِنْدَ ربِّهم يُرْزَقُون فَرحِينَ بما آتاهُم الله من فَضْلِه " ثم يَتْلُوهُم في الفَضْلِ من عَدَّه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شَهِيداً فإنه قال : " المَبْطُونُ شَهِيدٌ والمَطْعُون شَهِيد " قال : ومنهم أَن تموتَ المَرْأَةُ بِجُمْعٍ . وقال ابن الأُثير : الشًّهِيد في الأَصل : من قُتِلَ مُجَاهِداً في سبيلِ الله ثم اتُّسِعَ فيه فأُطلقَ على من سَمَّاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من المَبْطُون والغَرِقِ والحَرِقِ وصاحِب الهَدْم وذاتِ الجَنْب وغيرهم . أَو لِسُقُوطِهِ على الشَّاهِدَةِ أَي الأرض نقله الصاغاني أو لأَنه حَيٌّ لم يَمُتْ كأَنّه عِنْدَ رَبّهِ شاهدٌ أَي حاضِرٌ كذا جاء عن النَّضْر بن شُمَيْل . ونقله عنه أَبو داوود . قال أَبو منصور : أُراه تَأَوَّلَ قولَ اللهِ عَزَّ وجلُّ : " ولا تَحْسَبَنَّ الذينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ " كأَنَّ أَرواحَهم أُحْضِرَت دارَ السلامِ أَحياءُ وأَرواحُ غيرِهم أُخِّرَت إلى البَعْثِ . قال : وهذا قولٌ حَسَنٌ . أَو لأَنَّه يَشْهَدُ مَلَكُوتَ اللهِ ومُلْكَهُ المَلَكُوت : عالَمُ الغَيْبِ المُخْتَصًّ بأرْوَاحِ النُّفُوسِ . والمُلْكُ : عالَمُ الشَّهادةِ من المَحْسوساتِ الطّبيعٍيّة . كذا في تعريفات المناويّ
فهذه سِتَّةُ أَوْجُهٍ في سَببِ تَسمِيةِ الشَّهِيد . وقيل : لِقيامه بشهادَةِ الحَقِّ في أَمْرِ الله حتَّى قُتِل . وقيل : لأَنّه يَشْهَدُ ما أَعدَّ اللهُ له من الكرامةِ بالقَتْلِ . أَو لأَنّه شَهِدَ المغَازِيَ أَو لأَنّه شُهِدَ له بالإيمانِ وخاتِمةِ الخَيْرِ بظاهرِ حالِه أَو لأَنّ عليه شاهِداً يَشْهَدُ بِشَهادَتِه وهو دَمُه
وهذه خَمسَةُ أَوجهٍ أُخْرَى فصار المجموع منها أَحدَ عَشَرَ وَجْهاً . وما عدا ذلك فمرجوعٌ إلى أَحدِ هؤلاء عند المتأَمِّل الصادق . قال شيخنا : وقد اختَلَفُوا في اشتقاقه هل هو من الشَّهَادة أَو من المُشَاهَدة أَو الشُّهُود أَو هو فَعِيل بمعنَى مفعول أَو بمعنى فاعل . وذكروا لكُلِّ أَوْجُهاً . ذكر أَكثر ذلك مُحَرَّراً مُهذَّباً الشيخُ أَبو القاسم السُّهيليّ في الروض الأُنُف بما لا مَزِيد عليهج : شُهَداءُ وفي الحديث : " أَرْواحُ الشّثهَداءِ في حَواصِلِ طَيْرٍ خضْرٍ تَعْلُق من وَرَقِ الجَنَّةِ " . والاسمُ : الشَّهَادةُ وقد سَبقَت الإشارةُ إلى الاختلاف فيه قريباً . واَشْهَدُ بكذا : أَحْلِفُ . قال المصنِّف في بصائِرِ ذَوِي التمييز : قولهم شَهِدْت : يقال على ضَرْبَيْنِ : أَحدهما جارٍ مَجْرَى العِلْم وبِلَفْظِه تُقام الشهادةُ يقال : أَشْهَد بكذا ولا يُرْضَى من الشاهِدِ أَن يَقول : أَعلَم بل يُحتاج أن يقول أَشْهد . والثاني يجْرِي مَجْرَى القَسَمِ فيقول : أَشْهَد بالله إِنّ زيداً مُنْطَلِقٌ . ومنهم من يقول : إِنْ قال أَشْهَدُ ولم يَقُل : بالله يكون قَسَماً ويَجْرِي عَلِمت مَجْرَاه في القَسَم فيُجَأب بجواب القسم كقوله :
" ولقد عَلِمْتُ لتَأْنِيَنَّ عَشِيَّةً وشاهَدَهُ مُشَاهدةً : عايَنَهُ كشَهِده والمُشَأهَدةُ : مَنزِلةٌ عاليَةٌ من منازِل السَّالِكينَ وأَهلِ الاستِقَامةِ وهي مُشاهَدةُ معاينةٍ تلبس نُعوتَ القُدُسِ وتخْرس أَلسنة الإِشاراتِ ومُشَاهدة جمْعٍ تجْذب إلى عَيْنِ اليَقين وليس هذا مَحلَّ إِشاراتها . وامرأَةٌ مُشْهِدٌ بغير هاءٍ : حَضَر زَوْجُها وامرأَةٌ مُغِيبةٌ : غابَ عنها زَوْجُها وهذه بالهاء : هكذا حُفِظ عن العرب لا على مذهب القياس
والتَّشَهُّدُ في الصَّلاةِ م معروف وهو قِراءَة : التَّحِيّاتُ للهِ واشتقاقُه من أَشْهَدُ أَن لا إِله إلاّ اللهُ وأَشهد أَنَّ محمَّداً عبدُه ورسُولُه وهو تَفَعُّل من الشَّهَادَةِ وهو من الأَوْضَاعِ الشّرعيّة . والشَّاهِدُ : من أَسماءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال الله عزَّ وجلّ " إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شاهِداً " أي على أُمَّتِك بالإِبْلاغِ والرِّسالة وقيل مُبَيِّناً . وقال تعالى : " وشاهِدٍ ومَشْهُودٍ " قال المفسِّرون : الشاهد : هو النبي صلى الله عليه وسلم . والشاهد : اللِّسَانُ من قولهم : لفُلانٍ شاهِدٌ حَسَنٌ أَي عِبارةٌ جَمِيلةٌ . وقال أَبو بكر في قولهم : ما لِفلان رُوَأءٌ ولا شَاهِدٌ معناه : مالَهُ مَنْظَرٌ ولا لسانٌ . والشاهِدُ : المَلَكُ قال مُجاهد : " ويَتْلوُهُ شَاهِدٌ مِنْهُ " أَي حافِظٌ مَلَكٌ قال الأَعشَى :
فلا تَحْسَبَنِّي كافراً لكَ نِعْمَةً ... عَلَى شاهِدِ يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ وقال الفراءُ : الشاهِدُ : يَوْمٌ الجُمْعَةِ ورَوَى شَمِرٌ في حديث أَبي أَيُّوبَ الأَنصاريّ : " أَنّه ذَكَرَ صَلاَةَ العَصْرِ ثم قال : ولا صَلاةَ بَعْدَها حتَّى يُرَى الشَّاهِدُ . قال : قلنا لأَبي أَيُّوبَ : ما الشَّاهِدُ ؟ قال : النَّجْمُ كأَنَّه يَشْهَدُ في الليلِ أَي يَحْضُر ويَظْهَرُ . والشَّاهِد : ما يَشْهَد على جَوْدَةِ الفَرَسِ وسَبْقِه من جَرْيِهِ فسّره ابنُ الأَعرابيِّ وأَنشد لسُوَيْدِ بنِ كُرَعَ في صِفَةِ ثَوْر :
ولو شَاءَ نَجَّاهُ فلم يَلْتَبِسْ بِهِ ... له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْهُ وشاهِدٌ وقال غيره : شاهِدُه : بّذْلُه جَرْيَه وغائِبُه : مَصُونُ جَرْيِهِ . والشَّاهِدُ شِبْهُ مُخَاطٍ يَخْرُج مع الوَلَدِ وجمْعُه شُهُودٌ قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ الهِلالِيّ :
فَجاءَتْ بِمِثْلِ السَّابِرِيِّ تَعَجَّبُوا ... له والثَّرَى ما جَفَّ عَنْهُ شُهُودُهَا قال ابن سِيده : الشُّهُود : الأَغراسُ التي تكون على رأْسِ الحُوَار . والشَّاهِد من الأُمورِ : السَّرِيعُ . وصَلاةُ الشاهِدِ : صَلاَةُ المَغْرِبِ قال شَمِرٌ : هو راجِعٌ إلى ما فَسَّرَه أَبو أَيُّوبَ أَنَّهُ النَّجْمُ . قال غَيره : وتُسَمَّى هذه الصّلاةُ صَلاَةَ البَصَرِ لأَنّه يُبْصَرُ في وَقْته نُجومُ السماءِ فالبَصَرُ يُدْرِكُ رُؤْيَة النَّجْمِ ولذلك قيلَ له : صلاةُ البَصَرِ وقيل في صلاة الشّاهد : إِنّها صلاةُ الفَجْرِ لأَن المُسَافِرَ يُصَلِّيها كالشَّاهِدِ لا يَقْصُرُ منها قال :
" فَصَبَّحَتْ قَبْلَ أَذانِ الأَوَّلِ
" تَيْمَاءَ والصُّبْحُ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ
" قَبْلَ صَلاَةِ الشَّاهِدِ المُسْتَعْجِلِورُوِيَ عن أَبي سَعيد الضَّرِيرِ أَنه قال : صَلاَةُ المَغْرِب تُسمَّى شاهداً لاسْتِوَاءِ المُقِيمِ والمُسَافِرِ فيها وأَنَّهَأ لا تُقْصَر . قال أَبو منصور : والقَوْلُ الأَوّلُ لأَنَّ صلاَةَ الفَجْر لا تُقْصَرُ أَيضاً ويَسْتَوِي فيها الحاضِرُ والمسافِرُ فلم تُسَمَّ شاهِداً . والمَشْهُود : يَوْمُ الجُمُعَة أَو يومُ القِيَامَةِ أَو يَوْمُ عَرَفَةَ الأَخير قاله الفرّاءُ لأَنّ الناسَ يَشْهَدُون كُلاًّ منها ويَحضُرون بها ويجمَعُون فيها . وقال بعضُ المفسِّرين : الشاهد : يَوْمُ الجُمُعةِ والمشهود : يَوْمُ القيامةِ . والشَّهْدُ : العَسَلُ ما دام لم يُعْصَر من شَمَعِه بالفتح لتميم ويُضَمُّ لأَهْل العالِيَة كما في المصباح واحدته شَهْدة وشُهْدة . وقيل : الشُّهْدة أَخَصُّ ج : شِهَأدٌ بالكسر قال أُمَيَّةُ :
إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاَءٍ ... لُبَابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ أَي من لُبابِ البُرّ . والشَّهْد : ماءٌ لبني المُصْطَلِقِ من خُزَاعَةَ نقله الصاغاني
وفي التنزيل العزيز " شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إلاّ هُوَا " سَأَلَ المُنْذريّ أحمد بن يحيى عن معناه فقال : أَي عَلِم اللهُ وكذا كلُّ ما كانَ شَهِد اللهُ في الكتاب أَو قال اللهً قاله ابن الأعرابي . وقال ابن الأنباريّ : معناه بَيَّن اللهُ أَن لا إِله إلا هُوَ . وقال أبو عبيدة : معنى شَهِدَ اللهُ : قَضَى اللهُ وحقيقَتُه : عَلِمَ اللهُ وبَيَّنَ اللهُ لأَنَّ الشاهِدَ هو العالِمُ الذِي يُبَيِّنُ ما عَلِمَه فاللهُ قد دَلَّ على تَوحيدِهِ بجميع ما خَلَقَ فَبَيَّن أَنه لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَن يُنْشِئَ شيئاً واحداً مِمَّا أَنشأَ وشَهَدت المَلاَئِكَةُ لما عاينَتْ من عَظيمِ قُدْرَتِه وشَهِد أُولو العِلْمِ بما ثَبَت عِنْدَهم وَتَبيَّن مِن خَلْقِه الذِي لا يَقْدِرُ عليه غيرهُ وقالأبو العَبَّاس : شَهِدَ اللهُ : بَيَّن اللهُ وأَظْهَرَ . وشَهِدَ الشاهِدُ عند الحاكِمِ أَي بَيَّن ما يَعْلَمُه وأَظْهَرَه . وفي قَولِ المؤذِّنِ : أَشْهَدُ أَن لا إِلهَ إلاّ اللهُ وأَشهَدُ أَنَّ محمداً رسولُ الله . قال أَبو بكر بن الأنباري : أي أَعْلَمُ أن لا إِلهَ إلا اللهُ وأُبَيِّنُ أَن لا إِلهَ إلاّ اللهُ . وأَشْهَدَهُ إِمْلاَكَه : أَحْضَرَهُ وأَشْهَدَ فُلانٌ : بَلَغَ عن ثَعْلَبَ . وأَشْهَدَ اشْقَرَّ واخضَرَّ مِئْزَرُه . وأَشْهَدَ : أَمْذَى كشَهَّدَ تَشْهِيداً وهذه عن الصاغانيّ إلا أَنه قال في تَفسيره : أَكْثَرَ مَذْيَه . والمَذْيُ عُسَيلةٌ . وعن أَيب عمرو : أَشْهَدَ الغُلامُ إذا أَمْدَى وأَدرَكَ وأَشْهَدَت الجاريةُ إذا حاضَتْ وأَدْركَتْ وأَنشد :
" قامَتْ تُنَأجِي عامِراُ فأَشهَدا
" فَدَاسَها لَيْلَتَهُ حَتَّى اغْتَدَى وعن الكسائي : أُشْهِدَ الرَّجلُ مجهولاً : قُتِلَ في سبيل اللهِ شَهِيداً كاستُشْهِدَ : رُزِقَ الشَّهَادَةَ فهو مُشْهَدٌ كمُكْرَمٍ وأَنشد :
" أَنا أَقُولُ سأَمُوتُ مُشْهَدَا والمَشْهَد والمَشْهَدةُ والمَشْهُدَةُ بالفتح في الكلّ وضَمّ الهاء في الأَخير الأَخِيرَتَأن عن الفَرّاءِ في نوادره مَحْضَرُ الناس ومَجمَعُهم . ومَشَاهِدُ مكَّةَ : المواطِنُ التي يَجتمعون بها من هذا . وشُهُودُ النّاقَةِ بالضّمّ : آثَارُ مَوْضِعِ مَنْتِجها أَي المَوْضِع الذي أُنْتِجَت فيه من دَمٍ أَو سَلى وفي بعض النُّسخ : من سلًى أو دَمٍ . وكزُبَيْرٍ : الشيخ الزَّاهِدُ عُمَرُ هكذا في النُّسخ . و الصواب : عُمَيْر ابن سَعْدِ بنِ شُهَيْدِ بن عَمْرٍ أَميرُ حمصَ صاحبيٌّ وكان يقال له : نَسِيجُ وَحْدِه . وأُخته سَلاَّمةُ بنت سَعْد لها ذِكْر . وأَبو عامر أحمد بن عبدِ الملك ابنِ أحمدَ بنِ عبد المَلِك بن عمر ابن محمد بن عيسى بن شُهَيْدٍ الأَشْجَعِيّ الأَديبُ مؤلّف كتاب حانُوت العَطَّار . وُلِدَ بِقُرْطُبَة سنة 382 ووَرِث الرُّتْبَةَ والجَلالَةَ عن أَسْلافِه وتوفِّي سنة 436 ، وعلى رُخَامةِ قَبْرِه من شِعْرِهِ :
يا صاحِبي قُمْ فقَد أَطَلْنا ... أَنَحْنُ طُولَ المَدَى هُجُودُ
فقال لِي لنْ نقومَ منها ... ما دامَ مِن فَوقِنا الجَليدُتَذْكُرُ كَمْ لَيلةِ نَعِمْنا ... في ظِلِّهَأ والزَّمانُ عِيدُ
وكَمْ سُرورٍ هَمَي علينا ... سَحابُهُ بِرُّهُ يَجُود
كُلٌّ كأَنْ لم يَكُنْ تَقَضَّى ... وشُؤْمُه حاضرٌ عَتِيدُ
حَصَّلَه كاتِبٌ حَفِيط ... وضَمَّه صادِقٌ شَهِيد
يا وَيْلَنَا إِن تَنَكَّبَتْنا ... رَحْمةُ مَنْ بَطْشُهُ شَدِيدُ
يا ربِّ عَفْواً فأَنتَ مَوْلى ... قَصَّرَ في أَمْرِكَ العَبِيدُ وأَبوه أَبو مروان عبد الملك بن أَحمد بن عبد الملك بن شُهَيْد القُرْطُبِي رَوَى عن قاسم بن أَصْبَغ وغيره ومات سنة 393 . وعبدُ الملك بن مَرْوَان بن شُهَيْد أَبو الحسن القُرْطبيّ مات سنة 408 ذَكَرهما ابن بَشْكُوال
ومما يستدرك عليه : الشَّهاده اليَمينُ وبه فُسِّر قولُه تعالى : " فشَهَادهُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهادات باللهِ " . والمَشْهُود : صَلاَةُ الفَجْرِ . ويَومٌ مشهودٌ : يَحْضُره أَهلُ السماءِ والأَرضِ . والأَشْهَأد : الملائِكَةُ جمْع شاهِدٍ كناصِر وأَنصار وقيل : هم الأَنبياءُ . و " فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ " أَي مَن شَهِد منكم المِصْرَ في الشَّهْر . والشَّهَادَه : المَجْمَعُ من الناس . والمَشْهودةُ : هي المَكتوبةُ أَي يَشْهَدها الملائِكةُ ويُكْتَب أَجْرُها للمُصَلِّي . قال ابن سيده : والشاهِدُ : من الشَّهَأدة عند السُّلطان لم يُفسِّره كُراع بأَكثرَ من هذا . وتَشهَّدَ : طَلَبَ الشَّهادَةَ . ومُنْيَة شَهَادةَ : قَرْيَة بمصر . وذو الشَّهَأدَتَيْن : خُزَيمةُ ب ثابتٍ . والشاهِد بن غَأفِقِ بن عَكٍّ من الأَزْد . وشُهْدَةُ الكاتبة بالضّمّ : معروفة وبالفتح : أَبو اللَّيْث عَتِيقُ بن أَحمد الصُّوفِيّ صاحب شهْدة حَدّث بمصر عن أَحمدَ بن عَطاءٍ الرُّوذَبارِيّ وأَحمد بن حسن بن عليٍّ المصريّ عُرِف بابْن شَهْدَة من شُيوخِ الرَّشيد العَطَّار
نَشَدَ الضَّالَّةَ نَشْداً بفتح فسكون ونِشْدَةً ونِشْدَاناً بكسرهما إِذا طَلَبَهَا وعَرَّفَها هكذا في المُحكم وقال كُرَاع في المُجَرَّد وابنُ القَطَّاع في الأَفعال : يقال : نَشَدْتُ الضَّالَّةَ : طَلَبْتُهَا وعَرَفْتُهَا ضِدٌّ وقاله أَبو عُبَيْدٍ في الغَرِيب المُصَنّف وأَنشد بَيت أَبي دُوَادٍ :
ويَصِيخُ أَحْيَاناً كَمَا اسْ ... تَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ نَاشِدْأَضَلَّ أَي ضَلَّ له شَيْءٌ فهو يَنْشُدُه قال ويقال في النَّاشِد إِنَّه المُعَرِّف قال الأَصمعيُّ : وكان أَبو عَمرِو ابنُ العَلاَءِ يَتَعَجَّب مِن قَوْلِ أَبي دُوَادٍ كما استمعُ المضِلُّ لِصَوْتِ نَاشِدْ قال أَحْسَبُه قال هذا وغيرُه أَرادَ بالنَّاشِدِ أَيضاً رَجُلاً قد ضَلَّتْ دَابَّتُه فهو يَنْشُدُها أَي يَطْلُبها لِيَتَعَزَّى بذلك وأَمَّا لَيْثُ بن المُظَفّر فإِنه جَعل الناشِدَ المُعَرِّفَ في هذا البَيتِ قال : وهذا مِن عَجِيب كلامِهم أَنْ يَكون الناشدُ الطالبُ والمُعَرِّف جَميعاً وقال ابنُ سِيده : الناشِد في بَيْتِ أَبي دُوَادٍ : المُعَرِّف وقيل الطَّالِب لأَن المُضِلَّ يَشْتَهِي أَن يَجِدَ مُضِلاًّ مِثْلَه لِيَتَعَزَّى به وهذا كقَولهم : الثَّكْلَى تُحِبُّ الثَّكْلَى . نَشَدَ فُلانَاً : عَرَفَه بتخفيف الراءِ مَعْرِفَةً ورُوِيَ عن المُفَضَّل الضَّبِّيِّ أَنه قال : زَعَمُوا أَنّ امرأَةً قالتْ لابنَتِها : احْفَظِي بَيْتَكِ ممَّن لا تَنْشُدِين أَي لا تَعرِفين . نَشَدَ باللهِ : اسْتَحْلَفَ قال شيخُنَا : وقد أَطلَقَه المصنِّفُ وقَيَّدَه الأَكْثَرُ من النحاةِ واللُّغَوِيِّين بأَن فيه مع اليَمينِ استعطافاً . نَشَدَ فُلاَناً نَشْداً : قال له : نَشَدْتُكَ اللهَ أَيْ سأَلْتُك باللهِ . في التهذيب : قال الليثُ : نَشَدَ يَنْشُد فُلانٌ فُلاناً إِذا قال نَشَدْتُك باللهِ والرَّحِم وتقول : ناشَدْتُك اللهَ . وفي المحكم : نَشَدْتُك اللهَ نَشَدْةً ونِشْدَةً ونِشْدَاناً : استَحْلَفْتُك بالله . وأَنْشُدُك باللهِ إِلاَّ فَعَلْتَ : أَسْتَحْلِفُك بالله . ونَشْدَك اللهَ بالفتح أَي بفتح الدال أَي أَنْشُدُكَ باللهِ وقد نَاشَدَه مُنَاشَدَةً ونِشَاداً بالكسر : حَلَّفَه يقال : نَشَاْتُك اللهَ وأَنْشُدُك اللهَ وباللهِ وناشَدْتك الله وباللهِ أَي سأَلْتُك وأَقْسَمْتُ عليك ونَشَدْتُه نِشْدَةً ونِشْدَاناً ومُنَاشَدَةً وتَعْديَتُه إِلى مَفْعولينِ إِمَّا لأَنّه بمنزلةِ دَعَوْتُ حيث قالوا : نَشَدْتُكَ اللهَ وباللهِ كما قالوا : دَعَوْتُه زيداً وبِزَيدٍ إِلا أَنهم ضَمَّنُوه مَعنَى ذَكَّرْت قال : فأَمّا أَنْشَدْتُك بالله فخَطَأٌ وقال ابنُ الأَثير : النِّشْدَة مَصْدَرٌ وأَمَّا نِشْدَك فقيل إِنه حَذَفَ منها التاءَ وأَقامَهَا مُقَامَ الفِعْلِ وقيل هو بِناءٌ مُرْتَجَلٌ كقِعْدَك اللهَ وعَمْرَكَ اللهَ قال سِيبويهِ : قولُهم عَمْرَكَ الله وقِعْدَكَ اللهَ بمنزلةِ نِشْدَكَ اللهَ وإِن لم يُتَكَلَّم بِنِشْدَكَ ولكن زعَم الخَليلُ أَن هذَا تَمْثِيلٌ تُمثِّلَ به قال : ولعلَّ الرَّاوِيَ قد حَرَّفَ الرِّوَايَة عن نَنْشُدُكَ الله أَو أَرادَ سيبويه والخليل قِلَّةَ مجيئة في الكلام لا عَدَمَه أَو لم يَبْلُغُهَا مجيئُه في الحديث فحُذِف الفِعْلُ الذي هو أَنْشُدُك اللهَ ووُضِعَ المَصْدَرُ مَوْضِعَه مُضَافاً إِلى الكاف الذي كان مفعولاٍ أَوَّل كذا في اللسانِ . وفي التوشيح : نَشَدْتُك اللهَ ثُلاثِيًّا وغَلطَ مَن ادَّعَى فيه أَنه رُبَاعِيٌّ أَي أَسأَلُك باللهِ فضُمِّن مَعْنى أُذَكِّرُك بحذف الباءِ أَي أُذَكِّرُك رافِعاً نِشْدَتي أَي صَوْتِي هذا أَصْلُه ثم اسْتُعْمِل في كُلِّ مَطلوبٍ مُؤَكَّدٍ ولو بلا رَفْعٍ . ونقل شيخُنَا عن شَرْحِ الكافِيَة : الباءُ هي أَصْلُ الحُرُوف الخافِضَة للقَسَمِ ولها على غَيْرِهَا مَزَايَا منها استعمالُهَا في القَسَمِ الطَّلَبيِّ كقولهم في الاستعطاف : نَشَدْتُك اللهَ أَو باللهِ بمعنى ذَكَّرْتُك اللهَ مُسْتَحْلِفاً ومثله عَمَرْتُكَ اللهَ معنًى واستعمالاً إِلا أَن عَمَرْتُك مُسْتَغْنٍ عن الباءِ وأَصْلُ نَشَدْتُك اللهَ : طلَبْتُ مِنْكَ باللهِ وأَصلُ عَمَرْتُك اللهَ سَأَلْت اللهَ تَعْمِيرَك ثُمّ ضُمِّنا مَعَنَى استَحْلَفْت مَخْصُوصَيْنِ بالطَّلبِ والمُسْتَحْلَف عليه بَعْدَهما مُصدَّرٌ بِإِلاَّ أَو بِمَا بمعناها أَو باستفهامٍ أَو أَمْرٍ أَو نَهَىٍ قال شيخُنَا : في قوله وأَصْلُ نَشدْتُك اللهَ طَلَبْتُ إِيماءٌ إِلى أَنّه مأْخُوذٌ من نَشَدَ الضالَّةَ إِذا طَلَبَها وصَرَّح به غيرُه وفي المشارقِ للقَاضِي عِيَاض : أَصْلُ الإِنشاد رَفْعُ الصَّوْتِ ومنه إِنشادالشِّعْر وناشَدْتك اللهَ وناشَدْتُك معناه سأَلْتُك بالله وقيل : ذَكَّرْتُك بالله وقيل : هما مِمَّا تَقَدَّم أَي سأَلْتُ اللهَ بِرَفْعِ صَوْتِي ومثل هذا الآخِرِ قولُ الهَرَوِيّ مُقْتَصِراً عليه . في المحكم أَنْشَدَ الضَّالَّةَ : عَرَّفَهَا واسْتَرْشَدَ عَنْهَا ضِدٌّ وفي الحديث في حَرَم مَكَّة لا يُخْتَلَى خَلاَهَا ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلاَّ لِمُنْشِدٍ . قال أَبو عُبَيْد : المُنْشِد : المُعَرِّف قال : والطالِبُ هو الناشِدُ وحكَى اللِّحيانيُّ في النوادر : نَشَدْتُ الضَّالّةَ إِذا طَلَبْتُها وأَنْشَدْتُها ونَشَدْتُهَا بغير أَلِفٍ إِذا عَرَّفْتها قال : ويقال : أَشَدْت الضَّالّةَ أُشِيدُها إِشادَةً إِذَا عَرَّفْتهَا وقال الأَصميّ : كُلّ شيْءٍ رَفَعْتَ به صَوْتَك فقد أَشَدْتَ به ضالَّةً كانتْ أَو غَيْرَها وقال كُراع في المُجَرَّد وابنُ القَطَّاع في الأَفْعَال : وأَنْشَدْتُها بالأَلف : عَرَّفْتُها لا غَيْرُ . أَنْشَدَ الشِّعْرَ : قَرَأَه ورفَعَه وأَشَادَ بذِكْرِه كنَشَدَه . أَنْشَدَ بِهِم : هَجَاهُمْ . وفي الخَبَر أَنّ السَّلِيطِيِّين قالوا لِغَسَّان : هذا جَرِيرٌ يُنْشِدُ بنا أَي يَهْجُونا . وتَنَاشَدُوا : أَنْشَدَ بعضُهم بعضاً وأَمّا قولُ الأَعشى : لشِّعْر وناشَدْتك اللهَ وناشَدْتُك معناه سأَلْتُك بالله وقيل : ذَكَّرْتُك بالله وقيل : هما مِمَّا تَقَدَّم أَي سأَلْتُ اللهَ بِرَفْعِ صَوْتِي ومثل هذا الآخِرِ قولُ الهَرَوِيّ مُقْتَصِراً عليه . في المحكم أَنْشَدَ الضَّالَّةَ : عَرَّفَهَا واسْتَرْشَدَ عَنْهَا ضِدٌّ وفي الحديث في حَرَم مَكَّة لا يُخْتَلَى خَلاَهَا ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلاَّ لِمُنْشِدٍ . قال أَبو عُبَيْد : المُنْشِد : المُعَرِّف قال : والطالِبُ هو الناشِدُ وحكَى اللِّحيانيُّ في النوادر : نَشَدْتُ الضَّالّةَ إِذا طَلَبْتُها وأَنْشَدْتُها ونَشَدْتُهَا بغير أَلِفٍ إِذا عَرَّفْتها قال : ويقال : أَشَدْت الضَّالّةَ أُشِيدُها إِشادَةً إِذَا عَرَّفْتهَا وقال الأَصميّ : كُلّ شيْءٍ رَفَعْتَ به صَوْتَك فقد أَشَدْتَ به ضالَّةً كانتْ أَو غَيْرَها وقال كُراع في المُجَرَّد وابنُ القَطَّاع في الأَفْعَال : وأَنْشَدْتُها بالأَلف : عَرَّفْتُها لا غَيْرُ . أَنْشَدَ الشِّعْرَ : قَرَأَه ورفَعَه وأَشَادَ بذِكْرِه كنَشَدَه . أَنْشَدَ بِهِم : هَجَاهُمْ . وفي الخَبَر أَنّ السَّلِيطِيِّين قالوا لِغَسَّان : هذا جَرِيرٌ يُنْشِدُ بنا أَي يَهْجُونا . وتَنَاشَدُوا : أَنْشَدَ بعضُهم بعضاً وأَمّا قولُ الأَعشى :
رَبِّي كَرِيمٌ لا يُكَدِّرُ نِعْمَةً ... وإِذَا تُنُوشِدَ في المَهَارِقِ أَنْشَدَا قال أَبو عُبَيْدَة يعني النُّعْمانَ بن المُنْذِر إِذا سُئل بِكَتْبِ الجَوَائِز أَعْطَى وتُنُوشِدَ في مَوْضِع نُشِدَ أَي سُئل والنِّشدَةُ بالكَسْرِ : الصَّوْت والنَّشِيد : رَفْعُ الصوْتِ قال أَبو منصور : وإِنما قيل للطَّالِب ناشِدٌ لِرَفْعِ صَوْتِه بالطَّلَبِ وكذلك المُعرِّف يَرْفَعُ صَوتَه بالتعرِيف يُسَمَّى مُنْشِداً ومن هذا إِنشادُ الشِّعْرِ إِنما هو رَفْعُ الصَّوْتِ وقولهم نَشَدْتُك باللهِ وبالرَّحِم معناه : طلَبْتُ إِليك بالله وبِحَقِّ الرَّحِمِ بِرَفْعِ نَشِيدِي أَي صَوْتِي قال وقولهم نشدت الضالة أَي رفَعْتُ نَشِيدي أَي صَوْتِي بِطَلَبِها . من المَجاز : النَّشِيد : الشِّعْرُ المُتَنَاشَدُ بينَ القَوْم يُنْشِدُه بعضُهم بعْضاً كالأُنْشُودَةِ بالضمِّ أَنَاشِيدُ وجَمْعُ النِّشِيدِ النَّشَائدُ . واسْتنْشَدَ فُلاناً الشِّعْرَ فأَنْشَدَه : طَلَبَ منه إِنْشَادَه وهو مَجَازٌ . منه أَيضاً تَنَشَّدَ الأَخْبَارَ : أَرَاغَها لِيَعْلَمَهَا مِن حَيْثُ لا يَعْلَمُها الناسُ . ومُنْشِدق كمُحْسِنٍ : بَيْنَ رَضْوَى جَبَلِ جُهَيْنَة والساحِلِ قال الراعي :
إِذا ما انْجَلَتْ عَنْهُ غَدَاةً ضَبَابَةٌ ... غَدَا وَهْوَ في بَلْدٍ خَرَانِقِ مُنْشِدِ وَجَبَلٌ مِن حَمْرَاءِ المَدِينةِ على ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ من طَرِيق الفُرْعِ وإِيّاه أَرادَ مَعْنُ بنْ أَوْسٍ المُزَنِيّ بقوله :فَمُنْدَفَعُ الغُلاَنِ مِنْ جَنْبِ مُنْشِدٍ ... فَنَعْفُ الغُرَابِ خُطْبُه وأَسَاوِدُهْ مُنْشِدٌ : آخَرُ في جِبَال طَيِّءٍ قال زَيْدُ الخَيْلِ يَتَشَوَّقَهُ وقد حضَرَتْه الوَفاةُ :
" سَقَى اللهُ مَا بَيْنَ القُفَيْلِ فَطَابَةٍفَمَا دُونَ أَرْمَامٍ فَمَا فَوْقَ مُنْشِدِ ومما يستدرك عليه : الناشِدُون : الذين يَنْشُدُونَ الإِبلَ ويَطْلُبُونَ الضَّوَالَّ فيأْخُذُونها ويُحْسِبُونَهَا على أَرْبَابِهَا . ونَشَدْتُ فُلاناً أَنْشُدُه نَشْداً فَنَشَدَ أَي سأَلْتُه باللهِ كأَنّك ذَكَّرْتَه إِيَّاه فتَذَكَّر . وفي حديثِ عُثْمَانَ فَأْنشَدَ له رِجالٌ أَي أَجَابُوه يقال : نَشَدْتُه فَأَنْشَدَنِي وأَنْشَدَ لِي . أَي سأَلْتُه فأَجَابَنِي وهذه الأَلف تُسَمَّى أَلِفَ الإِزالَةِ . يقال : قَسَطَ الرجلُ إِذا جَارَ وأَقْسَط إِذا عَدَلَ كأَنَّه أَزَالَ جَوْره وهذا أَزالَ نَشِيدَه . ونَاشَدَه الأَمْرَ وناشَدَ فيه وفي الخَبَر أَنّ أُمَّ قيْسِ بنِ ذَرِيحٍ أَبْغَضَت لُبْنَى فناشَدَتْه في طَلاقِها . وقد يَجُوز أَن يَكُون عُدِّيَ بِفِي لأَن في نَاشَدْت مَعْنَى طَلَبْت ورَغِبْت وتَكَلَّمْت . ونَشَدَ : طَلَبَ قال الأُقَيْشِرُ الأَسَدِيُّ :
ومُسَوِّفٍ نَشَدَ الصَّبُوحَ صَبَحْتُه ... قَبْلَ الصَّبَاحِ وقَبْلَ كُلِّ نِدَاءِ والمُسوِّف : الجائِعُ يَنْظُر يَمْنَةً ويَسْرةً وقال الجعدِيُّ :
أَنْشُدُ النَّاسَ ولاَ أُنْشِدُهُمْ ... إِنَّما يُنْشُدُ منْ كَانَ أَضَلّْ لا أُنْشِدهم أَي لا أَدُلُّ عليهم ويَنْشُدُ : يطْلُب . ومُنْشِد : بلَدٌ لبني سعْدِ بن زَيْدِ مَنَاةَ ابن تَمِيمٍ عن ياقوت وهو غير الذي ذكره المصنّف