نَشَعَه كمَنَعَه : نَشْعاً ومَنْشَعاً : انْتَزَعَه بعُنْفٍ نَقله ابنُ دُرَيْدٍ واقْتَصَرَ في مَصَادِرِه على النَّشْع وهوَ الصَّوابُ لأنَّ المَنْشَعَ بالفَتْحِ إنَّما هو مَصْدَرُ نَشَعَ الصَّبِيُّ وكذا المرِيضُ يَنْشَعُه نُشُوعاً ومَنْشَعاً : إذا أوْجَرَهُ فالنُّشُوع : ذكَرَه الجَوْهَرِيُّ وأهْمَلَه المُصَنِّف قُصُوراً منْه والمَنْشَعُ : ذكَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ والصّاغَانِيُّ في كِتابَيْهِ وقالُوا : الغَيْنُ المُعْجَمَةُ لُغَةٌ فيهِ : نَشَعَه ونَشَغَه نُشُوغاً ومَنْشَعَاً ونُشُوغاً ومَنْشَغَاً كأنْشَعَهُ قالَ الجَوْهَرِيُّ وقَدْ نَشَعْتُ الصَّبِيَّ الوَجُورَ وأنْشَعْتُه مِثْلُ : وَجًرْتُه وأوْجَرْتُه وقالَ أبو عُبَيْدٍ : كانَ الأصْمَعِيُّ يُنْشِدُ بيتَ ذي الرُّمَّةِ :
إذا مُرَئِيَّةٌ وَلَدَتْ غُلاماً ... فألأَمُ مُرْضَعٍ نُشِعَ المَحارَا بالعَيْنِ والغَيْنِ وهو إيجارُكَ الصَّبِيَّ الدَّواءَ كما في اللِّسَانِ وقالَ الصّاغَانِيُّ : وأكْثَرُ الرُّواةِ على الغَيْنِ المُعْجَمَةِ وقالَ المَرّارُ بنُ سَعيدٍ :
إليْكُم يا لِئامَ النّاسِ إنِّي ... نُشِعْتُ العِزَّ أنْفِي نُشُوعَا هكذا أنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ في مَعْنَى السُّعُوطِ
قالَ ؛ : ورُبَّما قالُوا : نَشَعَ فُلاناً الكَلامَ : إذا لَقَّنَهُ إيَّاهُ وهو مجازٌ
وقالَ ابنُ عَبادٍ : نَشَعَ فُلانٌ نُشُوعاً بالضَّمِّ : كَرَبَ منَ المَوْتِ ثُمَّ نَجَا
قالَ : ونَشَعَ نَشْعاً : شَهَقَ ويُقَالُ بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ وهُوَ أعْلَى بلْ قالَ أبو عُبَيدٍ : إنّه بالغَيْنِ لا غَيْرُ كما سيأتِي
والنَّشُوعُ كصَبورٍ هذا هُوَ الصَّوابُ في الضَّبْطِ وأمّا قَوْلُه : ويُضَمُّ فهو خَطَأُ يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عليهِ وإنَّما نَصُّهم : النَّشُوعُ والنَّشُوغُ أي : بالعَيْنِ والغَيْنِ : الوَجُورُ زِنَةً ومَعْنىً وأمّا بالضَّمِّ فإنَّه المَصْدَرُ كما صَرَّحَ بهِ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وإنَّمَا غَرَّه تَكْرارُ كَلِمَةِ النَّشُوع فظَنَّ أنَّ الثّانِيَةَ مَضْمُومَةٌ وإنَّمَا فيهِ الوَجْهانِ : الإهْمالُ والإعْجامُ فتأمَّلْ ذلك وأنْصِفْ ففي الصِّحاحِ : والنَّشُوعُ بالعَيْنِ والغَيْنِ : السَّعُوطُ والوَجُورُ الّذِي يُوجَرُه المَرِيضُ أو الصَّبِيُّ والنُّشُوعُ بالضَّمِّ : المَصْدَرُ
قلت : فزَادَ أنَّ النَّشُوعَ بلُغَتَيْهِ يُطْلَقُ على السَّعُوطِ أيْضاً وهُوَ قولُ الأعْرابِيِّ ونَصُّه في نَوَادِرِه : النَّشُوعُ السَّعُوطُ وقد نُشِعَ الصَّبِيُّ ونُشِغَ بالعَيْنِ والغَيْنِ معاً وقدْ نَشَعَه نَشْعاً وأنْشَعَهُ فهذا قَدْ أهْمَلَهُ المُصَنِّف تَقْصِيراً وشاهِدُه قَوْلُ المَرّارِ الّذِي تَقَدَّم
وقالَ الشَّيْخُ ابنُ بَرِّيٍّ بعْدَ ذِكْرِ عِبَارَةِ الجَوْهَرِيُّ ما نَصُّه : يُرِيدُ أنَّ السَّعُوطَ في الأنْفِ والوَجُور في الفَمِ ويُقَالُ : إنَّ السَّعُوطَ يكونُ للاثْنَيْنِ ولهذا تَقُولُ للمُسْعُطِ : مِنْشَعٌ ومِنْشَغٌ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : النَّشُوعُ كصَبُورٍ : كُلُ ما يَرُدُّ النَّفَسَ هكذا ضَبَطَه في المُحيطِ بالفَتْحِ
ومنَ المَجَازِ : نُشِعَ فُلانٌ بكذا ووقَعَ في الأسَاسِ كذا وبكذا كعُنِيَ فهُوَ مِنْشُوعٌ : أولِعَ بهِ عنْ أبي عَمْروٍ يُقَالُ : إنَّه لمَنْشُوعٌ بأكْلِ اللَّحْمِ أي : مُولَعٌّ بهِ والغَيْنُ المُعْجَمَةُ لُغَةٌ فيهِ عن يَعْقُوبَ
والنّاشِعُ : النّاتِئ نَقَله الصّاغَانِيُّ هُنا وتَقَدَّم أيْضاً في نسع بإهْمَالِ السِّينِ
والنُّشَاعَةُ : بالضَّمِّ ما انْتَشَعْتَه : إذا انْتَزَعْتَه بِيَدِكَ ثُمَّ ألْقَيْتَه كذا في الجَمْهَرةِ
وأنْشَعَ الحازِيَ أي : الكاهِنَ : أعْطَاهُ جُعْلَهُ على كَهَانَتِه قالَ الجَوْهَرِيُّ : قالَ رُؤْبَةُ :
" قالَ الحَوَازِي وأبَى أنْ يُنْشَعا
" يا هِنْدُ ما أسْرَعَ ما تَسَعْسَعَا قلتُ : قالَ بعْضُهُم : إنَّ الرَّجَزَ للعَجّاجِ قلتُ : الصَّوابُ أنَّهُ لرُؤْبَةَ يَصِفُ تَميماً والرِّوايَةُ :
" إنَّ تَميماً لمْ يُرَاضِعْ مُسْبَعاً
" ولَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ مُقَنَّعَا
" فتَمَّ يُسْقَى وأبَى أنْ يَرْضَعا
" قالَ الحَوَازِي وأبَى أنْ يُنْشَعَا
" أشَرْيَةٌ في قَرْيَةٍ ما أشْنَعَا
" وغَضْبَةٌ في هَضْبَةِ م أمْنَعَا هكذا أنْشَدَهُ اللَّيْثُ وقالَ : أبَى أنْ يُعْطَى أجْرَ الحَازِيِ هكذا فسَّرَه وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ في إنشادِ الرَّجَزِ فأنْشَدَ على مَعْنىً ذكَرَه كما تَقَدَّمَ أي : أوْرَدَهُ تَحْتَ قَوْلِه : وقدْ نَشَعْتُ الصَّبِيَّ الوَجُورَ وأنْشَعْتُه مِثْلُ : وجَرْتُه وأوْجَرْتُه وفي التَّكْمِلَةِ : قالَ رُؤْبَةُ ويا هِنْدُ...... . مُقَدَّمُ وقالَ الحَوَازِي مُؤَخَّرٌ وبَيْنَهُمَا أكْثَرُ منْ مائَةٍ وخَمْسِينَ مَشْطُوراً
قلتُ : ولمْ يُورِدِ الأزْهَرِيُّ ولا ابْنُ سِيدَه هذا الرَّجَزَ إلا الشّطْرَ الأوَّلَ هكذا :
" قالَ الحَوازِي واسْتَحَتْ أنْ تُنْشَعَا ثُمَّ قالَ ابنُ سِيدَه : الحَوازِي : الكَوَاهِنُ واسْتَحَتْ أنْ تَأْخُذَ أجْرَ الكَهَانَةِ وفي التَّهْذِيبِ : واشْتَهَتْ أنْ تُنْشَعَا
قلتُ : وفي بَعْضِ نُسَخِ العَيْنِ : وأبَتْ أنْ تُنْشَعَِا وقالَ ابنُ بَرِّيّ : البَيْتَانِ اللَّذانِ أوْرَدَهُمَا الجَوْهَرِيُّ منَ الأُرْجُوزَةِ لا يَلِي أحَدُهُمُا الآخَرَ والضَّمِيرُ في يُنْشَعَا غيرُ الّذِي في تَسَعْسَعَا لأنَّه يَعودُ في يُنْشَعَا على تَمِيمٍ أبي القَبيلَةِ بدَليلَ قَوْلِه . قبلَ هذا البَيْتِ : إنَّ تَميماً... . . الخ ثمَّ قالَ بَعْدَه :
" أشَرْيَةٌ في قَرْيَةٍ ما أشْنَعا . أي : قالَتِ الحَوازِي هذا المَوْلُود شَرْيَةٌ في قَرْيَةٍ أي : حَنْظَلَةٌ في قَرْيَةِ نمْلٍ أي : تَمِيمٌ وأوْلادُه مُرُّونَ كالحَنْظَلِ كَيِيرُونَ كالنَّمْلِ قال ابنُ حَمْزَةَ : ومَعْنَى : أنْ يُنْشَعَا أي أنْ يُؤْخَذَ قَهْراً فتأمَّلْ ذلك
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : أنْشَعَ فُلاناً بِشَرْبَةٍ : إذا أغاثَهث بها وهوَ مجازٌ
وانْتَشَعَ الرَّجُلُ : مِثْلُ : اسْتَعَطَ نَقَله الجَوْهَرِيُّ
وانْتَشَعَ : انْتَزَعَ الشَّيءَ بعُنْفٍ وقد تَقدَّمَ ذلك في كَلامِ المُصَنِّف عندَ ذِكْرِ النُّشاعَةِ
والمِنْشَعُ كمِنْبَرٍ : المُسْعُطُ عن ابنِ دُرَيْدٍ وذكَرَه ابنُ بَرِّيٍّ أيْضاً ولَيْسَ في نَصِّهِمَا ما يدُلُّ على أنَّه كمِنْبَرٍ والمَعْرُوفُ أنَّهُ كالمُسْعُطِ زِنَةً ومَعْنىً فتأمّلْ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ : النَّشْعُ بالفَتْحِ : جُعْلُ الكاهِنِ كما في المُحْكَمِ ونَشَعَ الكاهِنَ نَشْعاً : جَعَلَ لَهُ جُعْلاً كما في الأسَاسِ
وذَاتُ النُّشُوعِ : فَرَسُ بَسْطَامِ بنِ قَيْسٍ هُنَا ذكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ وقد تَقَدَّم في نسع و نسر
وقالَ أبو حَنِيفَةَ : قالَ الأحْمَرُ : نَشَعَ الطِّيبَ : شَمَّهُ
والنَّشَعُ مُحَرَّكَةً منَ الماءِ : ما خَبُثَ طَعْمُه