النُّطْفَةُ بالضّمِّ : الماءُ الصّافِي قَلَّ أَو كَثُرَ فمِنَ القَليلِ نُطْفَةُ الإنْسانِ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عَسَلاً
فَشَرَّجَها من نُطْفَةٍ رَجَبِيَّةٍ ... سُلاسلَةٍ مِنْ ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ أي : خَلَطَها ومَزَجَها بماءِ سَماءٍ أصابَهُم في رَجَب . وشَرِبَ أَعرابِيٌّ شَرْبَةً من رَكِيَّةٍ يُقالُ لها : شَفِيَّة فقالَ : واللهِ إنَّها نُطْفَةٌ بارِدَةٌ عَذْبَةٌ . وقالَ الأَزْهَرِيُِّ : والعَرَبُ تقولُ للمُوَيْهَةِ القَلِيَلِة : نُطْفَةٌ وللماءِ الكَثِيِر : نُطْفَةٌ وهو بالقَلِيلِ أَخَصُّ . أَو قَلِيلُ ماءٍ يَبْقَى في دَلْوٍ أَو قِرْبَةٍ عن الِّلحْيانِيِّ وقِيلَ : هي كالجُرْعَةِ ولا فِعْلَ للنُّطْفَةِ ومنه الحَدِيثُ : قال لأَصْحابِه : هَلْ مِنْ وَضُوءٍ ؟ فجاءَ رجلٌ بنُطْفَةٍ في إداوَةٍ أرادَ بها هُنَا الماءَ القَلِيلَ كالنُّطافَةِ كثُمامَةٍ وهي القُطارَةُ ج : نِطافٌ بالكسرِ ونُطَفٌ بضَمٍّ ففَتْح . والنُّطْفَةُ : البَحْرُ وهذا من الكَثِيِر ومنه الحَدِيثُ : قَطَعْناً إليْهِمْ هذِه النُّطْفَةَ أي : البَحْرَ وماءَه وفي حَدِيثِ عليًّ رَضِيَ اللهُ عنه : ولْيُمْهِلْها عِنْدَ النِّطافِ والأَعْشابِ أَي : الإبِلَ إذا وَرَدَتْ على المياهِ والعُشْبِ يَدَعُها لتَرِدَ وتَرْعَى وقد فَرَّقَ الجَوْهَرِيُّ بينَ هذين الَّلفْظَيْنِ في الجَمْعِ فقال : النُّطْفَةُ : الماءُ الصّافِي والجمعُ النِّطافُ . والنُّطْفَةُ : ماءُ الرَّجُلِ الذي يَتَكَوَّنُ منهُ الولَدُ ج : نُطَفٌ قال الصّاغانِيُّ : وشِعْرُ مَعْقِلٍ حُجَّةٌ عليِه وهو قَوْلُه :
وإنَّهُما لجَوّابا خُرُوقٍ ... وشَرّبانِ بالنَّطَفِ الطَّومِى
وفي التَّنْزِيل العزيز : " أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِىًّ تُمْنَى " وفي الحَدِيثِ : تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ . والنُّطْفَتانِ في الحَدِيثِ : لا يَزالُ الإسْلامُ يَزِيدُ وأَهْلُه ويَنْقُصُ الِّشْركُ وأَهْلُه حَتَّى يَسِيرَ الرّاكِبُ بينَ النُّطْفَتَيْنِ لا يَخْشَى إلاّ جَوْراً وهو من الكَثِيرِ : أَي بَحْرا المَشْرِقِ والمَغْربِ فأَمّا بحرُ المَشْرِقِ فيَنْقَطِعُ عند نَواحِي البَصْرَةِ وأما بَحْرُ المَغْرِبِ فمنُطْقَةَ ُعندَ القُلْزُمِ . أَو المُرادُ به : ماءُ الفُراتِ وماءُ بَحْرِ جُدَّةَ وما وَالاها فكأَنّه صَلّى اللهُ عليِه وسَلَّمَ أَرادَ أَنَّ الرّجُلَ يَسِيرُ في أَرضِ العَرَبِ لا يَخافُ في طريِقه غيرَ الضَّلالِ والجَوْرِ عن الطَّرِيقِ . أَو المُرادُ بهما بَحْرُ الرُّومِ وبَحْرُ الصيّنِ لأنَّ كُلَّ نُطْفَةٍ غيرُ الأَخرى واللهُ أَعلمُ بما أَرادَ وفي روايةٍ لا يَخْشَى جَوْراً أَي لا يخافُ في طَرِيقِه أَحداً يَجُورُ عليه ويظلِمهُ . والنَّطَفَة بالتَّحْرِيكِ وكُهَمَزٍة : القُرْطُ أَو اللُّؤْلؤَةُ الصّافِيَةُ اللّوْنِ أَو اللَّؤْلُؤَةُ الصَّغِيَرةُ شُبِّهَتْ بقَطْرَةِ الماءِ ج : نَطَفٌ مُحَرَّكَةً قال الأَعْشَى :
يَسْعَى بِها ذُو زُجاجاتٍ لَهُ نَطَفٌ ... مُقَلِّصٌ أَسْفَلَ السِّرْبالِ مُعْتَمِلُ وتَنَطَّفَت المَرْأَةُ أَي : تَقَرَّطَتْ ومنه قَوْلُ حَساّن رَضِيَ اللهُ عنه :
يَسْعَى إلَىَّ بكَأْسِها مُتَنَطِّفٌ ... فَيُعِلُّنِي مِنْها ولَوْ لَمْ أَنْهَلِ ووَصِيفَةٌ مُنَطَّفَةٌ كُمَعَّظمّةٍ : مُقَرَّطَةٌ بتُومَتَىْ قُرْطٍ وكذلِكَ غُلامٌ مُنَطَّفٌ قالَ الرّاجِزُ :
" كأَنَّ ذا فَداّمَةٍ مُنَطَّفَا
" قَطَّفَ من أَعْناِبِه ما قَطَّفَا ونَطِفَ كفَرِحَ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ ونُطِفَ أَيْضاً مثلُ عُنِىَ نَطَفاً بالتّحْرِيكِ فيهما ونَطافَةً ككَرامَةٍ ونُطُوفَةً بالضمِّ اتُّهِمَ برِيبَةٍ وقِيلَ : عابَ وأَرابَ . وأَيْضاً تَلَطَّخَ بعَيْبٍ . ونَطِفَ الشَّيْءُ : فَسَدَ . ونَطِفَ الرَّجُلُ : بَشِمَ من أَكْلٍ ونَحْوِه يَنْطَفُ نَطَفاً في الكُلِّ . ونَطِفَ البَعِيرُ نَطَفاً : دَبِرَ في كاهِلِه أَو سَناِمه أَو أَغَدَّ أَي : أَصابَتْهُ الغُدَّةُ في بَطْنِه أَو أَشْرَفَتْ دَبَرَتُه على جَوْفِه فَنَقِبَتْ عن فُؤادِهِ وبَعِيرٌ نَطِفٌ ككَتِفٍ قالَ الرّاجِزُ :
" كَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوزِ قال ابنُ بَرِّيّ : ومِثْلُه قولُ الآخَرِ :
" شُداّ عَلَىَّ سُرتَّيِ لا تَنْقَعِفْ
" إذا مَشَيْتُ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ وأَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ أيضاً وهِيَ بهاءٍ قالَ ابنُ هَرْمَةَ يُخاطِبُ ناقَة :
أَهْوَنُ شَيْءٍ علىَّ أَنْ تَقَعِي ... مَقْلُوبَةً عندَ بابِهِ نَطِفَهْ ونَطَفَ الماءُ والحُبُّ والكُوزُ كنَصَرَ وضَرَبَ نَطْفاً وتَنْطافاً بفَتْحِهِما ونَطَفَاناً محرّكَةً ونِطَافَةً بالكسرِ ونِطافاً كِكتاب : سالَ وقَطَرَ قَلِيلاً قَلِيلاً قال :
أَلَمْ يَأْتِها أَنَّ الدُّمُوعَ نِطافَةٌ ... لِعَيْنٍ يُوافِى في المَنامِ حَبِيبُها ؟وفي صِفَةِ السيِّدِ المَسِيحِ عليهِ وعَلَى نَبِيِّنا الصلاةُ والسّلامُ : يَنْطِفُ رَأْسُه ماءً أَي : يَقْطُرُ وفي الحَدِيثِ : أَنَّ رَجُلاً أَتاهُ فقالَ : يا رَسُولَ اللهِ رأَيْتُ ظُلَّةً يَنْطِفُ سَمْناً وعَسَلاً أَي : تَقْطُر ومنه قولُ بَعْضِ الأَعْرابِ ووصفَ ليلةً ذاتَ مَطَرٍ : تَنْطِفُ آذانُ ضَأْنِها حَتّى الصَّباحِ . ونَطَفَ فلُاناً يَنْطِفُهُ نَطْفاً : قَذَفَه بفجُورِ أَو لَطَّخَهُ بعَيْبٍ أَو سُوءٍ تَلْطِيخاً كنَطَّفَة تَنْطِيفاً نَقَلَه ابنُ سِيدَه . ونَطَفَ الماءَ نَطْفاً : صَبَّهُ . وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ : النَّطِفُ ككَتِفٍ : النَّجِسُ وهُمّ قَوْمٌ نَطِفُونَ : نَجِسُونَ نَضِفُونَ وَحِروُنَ بمعنىً . والنَّطِفُ : الرّجُلُ المُرِيبُ المُتُّهَمُ وإنَّه لنَطِفٌ بهذا الأَمْرِ أَي : مُتَّهَمٌ قالَه أَبو زَيْدٍ . ويُقالُ : النَّطِفُ : مَنْ أَشْرَفَتْ شَجَّتُه عَلَى الدِّماغ نقَلَه الجَوْهرِيُّ وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ . والنَّطَفُ بالتَّحْرِيكِ : العَيْبُ كالوَحَرِ عن الفَرّاءِ . ويُقال : وَقَعَ في النَّطَفِ أَي : الشَّرّ والفَساد . وإشْرافُ الدَّبَرَةِ على الجَوْفِ وإشراف الدَّبَرَةِ على الجَوْفِ وهذا قد تقَدّمَ . والنَّطَفُ : عِلَّةٌ يُكْوَى مِنْها الإنْسانُ ورَجُلٌ نَطِفٌ : به ذلِكَ الدَّاءُ وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" واسْتَمَعُوا قَوْلاً به يُكْوَى النَّطِفْ
" يكادُ مَنْ يُتْلىَ عليِه يَجْتَئِفْ ويُقال : ما تَنَطَّفَ به أَي : ما تَلَطَّخَ به . وتَنَطَّفَ خَبَراً : إذا تَطَلَّعَهُ وتَنَطَّفَ منه : تَقَزَّزَ وتَنَطَّسَ يُقال : هُو يَتَنَطَّفُ ويتَنَظَّفُ . والنَّطُوفُ كصَبُورٍ : ع وفي التّكْلِمَة : هي رَكِيَّةٌ لبَنِى كِلابٍ . قلت : هو قولُ أَبُي زِيادٍ وأَنْشَدَ :
" وهَلْ أَشْرَبَنْ ماءَ الَّنطُوفِ عَشِيَّةًوقَدْ عُلِّقَتْ فوقَ النَّطُوفِ المَواتِحُ ؟ وقالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبِي عائِذٍ :
فضَهَاءِ أَظْلَمَ فالنَّطُوفِ فَصَائِفٍ ... فالنُّمْرِ فالبُرَقاتِ فالأَنْحاصِ ومما يستَدْرَكُ عليه : أَنْطَفَه إنْطافاً : إذا اتَّهَمَه بُريبَةٍ نقله الجَوْهَرِيُّ . والنَّطْفُ : عَقْرُ الجُرْحِ . ونَطَفَ الجُرْحَ والخُرَاجَ نَطْفاً : عَقَرَه . وجارِيَةٌ مُتَنَطِّفَةٌ كمُنَطَّفَةٍ . قال الأَزْهَرِيُّ : قالَ ذُو الرُّمَّةِ فجَعَل الخمرَ نُطْفَةً :
" تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ في نُطَفِ الخَمْرِ قالَ الصّاغانِيُّ : والرِّوايةُ : في نُزَفِ الخَمْرِ وقد تقَدَّم . قالَ : وأَما النّاِبَغُة الجَعْدِيُّ رضِيَ اللهُ عنهُ فجَعَلَ النّاطِفَ : الخَمْرَ في قَوْلِه :
وباتَ فَرِيقٌ يَنْضَحُونَ كأَنَّما ... سُقُوا ناطِفاً من أَذْرِعاتٍ مُفَلْفَلاَوقِيلَ : أَرادَ شَيْئاً نَطَفَ من الخَمْرِ : أَي : سالَ أَي يَنْضَحُوَن الدَّمَ . ولَيلَةٌ نَطُوفٌ : قاطِرَةٌ تُمْطِرُ حتّى الصباحِ وهو مَجازٌ . ونَطَفَتْ آذانُ الماشِيَةِ وتَنَطَّفَتْ : ابْتَلَّتْ بالماءِ فقَطَرَتْ . والنّاطِفُ : نَوْعٌ من الحَلْواءِ قالَ الجَوْهَرِيُّ : هو القُبَّيْطُ قالَ غيره : لأَنَّهُ يَتَنَطَّفُ قَبْلَ اسْتِضَرابِه أَي : يَقْطُر قبْلَ خثُوُرَتِه . ونَصْلٌ نَطافٌ كسَحابٍ وقِيلَ : كشَداّدٍ : لَطِيفُ العَيْرِ نقَلَه الصّاغانِيُّ . وقال ابنُ عَبّادٍ : المَناطِفُ : المَطالِعُ . ونَطَفَ لي كذا أَي : طَلَعَ عليَّ . وهو نَطَفٌ لهذا الأَمْرِ مُحَرَّكَةً أَي : هو صاحِبُه . وقولُهم : لَوْ كانَ عِنْدَه كَنْزُ النَّطِفِ ما عَدَا هو ككَتِفٍ قالَ الجَوْهَرِيُّ : هو اسمُ رَجُلٍ من بَنِي يَرْبُوعٍ كان فَقِيراً فأَغارَ على مالٍ بَعَثَ به باذانُ إلى كِسْرَى من اليَمَنِ فأَعْطَى منه يَوْماً إلَى أَنْ غابَت الشمسُ فضَرَبَت به العَرَبُ المَثَلَ قالَ ابنُ بَرِّيّ : هَذَا الرَّجُلُ هو النَّطِفُ بنُ الخَيْبَرِيِّ أَحدُ بَنِي سَلِيطِ بنِ الحارِثِ بنِ يَرْبُوعٍ وكان أَصابَ عَيْبَتَيْ جَوْهَرٍ من اللَّطِيمَةِ التَّيِ كانَ باذانُ أَرْسَلَ بها إلى كِسْرَى فانْتَهَبهَا بنَوُ حنَظْلَةَ فقُتِلَتْ بها تَمِيمُ يَوْمَ صَفْقَةِ المُشَقَّرِ وقالَ ابنُ بَرِّي أَيضاً يُقالُ : إنّ النَّطِفَ كان فقيراً يَحْمِلُ الماءَ على ظَهْرِه فيَنْطِفُ أَي : يَقْطُرُ قال صاحِبُ اللِّسانِ : ورأَيتُ حاشِيَةً بخَطِّ الشيخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشّاطِبِيِّ رحِمَه الله تَعاَلى قالَ : قالَ ابنُ دُرَيْدٍ في كِتابِ الاشْتِقاقِ : النَّطِفُ اسْمُه حِطّانُ . والنِّطافُ بالكسرِ : العَرَق كذا في التَّكْمِلَةُ والذي في الأَساسِ : وعَلَى جَبِيِنه نِطافٌ من العَرَقِ فتَأَمَّلْ . ونُوَيْطِفٌ مُصَغَّراً : موضِعٌ دُونَ عَيْنِ صَيْدٍَ من القَصِيَمةِ