نَغَضَ الشيءُ كالرَّأْسِ والثَّنِيَّةِ وغيرِهما كنَصَرَ وضربَ الأَخيرُ عن الكِسَائِيّ : نَغْضاً ونُغُوضاً ونَغَضَاناً ونَغَضاً مُحرَّكَتَيْنِ أَي تَحرَّكَ واضْطَرَبَ في ارْتِجافٍ كأنْغَضَ وتَنَغَّضَ . ونَغَضَ رأْسَهُ أَيْضاً إِذا حرَّكَ يتعدَّى ولا يتعدَّى حكاه الأخفشُ . وكلَّ حَرَكةٍ في ارْتِجافٍ : نَغْضٌ قالَ :
" سَأَلْتُ هل وَصْلٌ فقالَتْ مِضِّ
" وحَرَّكَتْ لي رَأْسَهَا بالنَّغْضِ كأنْغَضَ يُقَالُ : أنْغَضَهُ إِذا حرَّكَهُ كالمُتَعَجِّبِ من الشَّيْءِ ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى " فَسَيُنْغِضونَ إِليكَ رُؤُوسَهُم " أَي يُحرِّكونَها عَلَى سَبيلِ الهُزْءِ . وقال أَبو الهَيْثَم : يُقَالُ للرَّجُلِ إِذا حدَّثَ بشيءٍ فحرَّكَ رَأْسَهُ إِنْكاراً له : قَدْ أنْغَضَ رأْسَهُ . وفي الحَدِيث : " فأَخَذَ يُنْغِضُ رأْسَهُ وكأَنَّهُ يَسْتَفْهِمُ مَا يُقَالُ " أَي يُحرِّكُه ويَميلُ إِلَيْه . ونَغَضَ الشيءُ : كثُر وكَثُفَ ومِنْهُ : غَيْمٌ ناغِضٌ ونَغَّاضٌ ككتَّانٍ أَي كثيفٌ مُتحرِّكٌ بعضُه في أَثَرِ بعضِ مُتَحَيِّرٌ لا يَسيرُ . قالَ ذلك اللَّيْثُ وحَكاه عنه الأّزْهَرِيّ والجَوْهَرِيّ وهُو مَجَازٌ وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ :
" أَرَّقَ عَيْنَيْكَ عن الغَمَاضِ
" بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَغَّاضِ قالَ الصَّاغَانِيُّ : والرِّواية : نَهَّاضٍ لا غيرُ وأَمَّا الشاهِدُ ففي مَشْطورٍ آخرَ له من هذه الأُرْجوزَةِ يَصِفُ الفِتْنَةَ :
" تَبْرُقُ بَرْقَ العَارِضِ النَّغَّاضِ وقال ابنُ فارسٍ : نَغَضَ الغَيمُ إِذا سار . وفي الحَدِيث وَصَفَ عليٌّ رَضِيَ الله عَنْه رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم فقالَ : " كانَ النَّبِيّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم نَغَّاضَ البَطْنِ " فقال له عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه : مَا نَغَّاضُ البَطْنِ ؟ فقال : أَي مُعَكَّنه . وكان عُكَنُه أحسنَ من سَبائِك الذَّهَبِ والفِضَّةِ . ولمَّا كانَ في العُكَنِ نُهُوضٌ ونُتُوءٌ عن مُسْتَوى البطنِ قيلَ للمُعَكَّنِ : نَغَّاضُ البَطْنِ ويُحتملُ أَنْ يَبْني فَعَّالاً من الغُضُونِ وهي المكَاسِرُ في البَطْنِ المُعَكَّن عَلَى القَلْب . ونَغْضٌ بالفَتْحِ ويُكسَرُ : اسمٌ للظَّليمِ مَعْرِفةً لأَنَّهُ اسمٌ للنَّوْعِ كأُسامَةَ قالَ العَجَّاجُ يَصِفُه :
" واسْتَبْدَلت رُسُومُه سَفَنَّجَا
" أَصَكَّ نَغْضاً لايَنِي مُسْتَهْدَجَا
أَو للجَوَّالِ منه قالَهُ أَبو الهَيْثَم . وقال اللَّيْثُ : إنَّما سُمِّيَ الظَّليمُ نَغْضاً لأنَّه إِذا عَجِلَ في مِشْيَتِه ارْتَفَعَ وانْخَفَضَ . والنَّغْضُ أَيْضاً : مَنْ يُحرِّكُ رأْسَهُ ويَرْجُفُ في مِشْيَتِهِ وَصْفٌ بالمصدَرِ . والنَّغْضُ : أَنْ يُرِدَ إِبِلَه الحَوْضَ فإذا شرِبَتْ أَخْرَجَ من كلِّ بَعيرَيْنِ بعيراً قَويًّا وأَدخلَ مَكانَهُ بَعيراً ضَعيفاً هذا تصحيفٌ والصَّوَابُ فيه نَغْصٌ بالصَّادِ المُهْمَلَة وَقَدْ ذَكَرَهُ هُناكَ عَلَى الصَّوابِ فليُتَنَبَّه لذلك . والنُّغْضُ بالضَّمِّ ويُفتحُ وهو قليل : غُرْضوفُ الكتِفِ وقيل : أَعلى مُنْقَطَعِ غُضْروفِ الكَتِفِ أَو حيثُ يَجيءُ ويذْهًبُ مِنْهُ . وقيل : النُّغْضَانِ يَنْغُضانِ من أَصلِ الكتِفِ فيتَحرَّكان إِذا مَشَى كالنَّاغِضِ فيهِما . وقال شَمِرٌ : النَّاغِضُ من الإِنْسانِ : أَصْلُ العُنُقِ حيثُ يَنْغُضُ رأْسُه ونُغْضُ الكَتِفِ : هو العَظْمُ الرَّقيقُ عَلَى طَرَفِها . وناغَضَ : ازدَحَمَ مأْخوذٌ من قولِ ابنِ فارسٍ : ناغَضَتِ الإِبِلُ عَلَى الماءِ أَي ازدَحَمَتْ وهذا أَيْضاً تصْحيفٌ من ابنِ فارسٍ ؛ فإِنَّ الصَّوَابَ فيه : تَنَاغَصَتِ الإِبلُ بالصَّاد كما مرَّ عن الكِسَائِيّ . ويُقَالُ : النَّغُوضُ كصَبُورٍ : النَّاقَةُ العظيمَةُ السَّنام ؛ لأنَّه إِذا عظُمَ اضْطَرَبَ نَقَلَهُ ابنُ فارس
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : النَّغَضَانُ : القَلَقُ والرَّجَفانُ . ونَغَضَ أَمْرَه : وَهَى . ومَحَالٌ نُغَّضٌ . قالَ الرَّاجِزُ :
" لا ماءَ في المَقراةِ إِنْ لم تَنْهَضِ
" بمَسَدٍ فَوْقَ المَحَالِ النُّغَّضِ والنَّغْضَةُ : الشَّجَرة قالَهُ ابنُ قتيبَةَ وأَنْشَدَ الطِّرِمّاح يَصِفُ ثَوْراً :
باتَ إِلَى نَغْضَةٍ يَطُوفُ بها ... في رَأْسِ مَتْنٍ أَبْزَى به جَرَدُهْ وفَسَّرَ غيرُه النَّغْضَةَ في البيتِ بالنَّعامَةِ . وإِبِلٌ نَغَّاضَةٌ برِحالِها . ونَغَضُوا إِلَى العَدُوِّ : نَهَضُوا وهُو مَجَازٌ