نَقَحَ العَظْم كمَنَعَ يَنْقَحُ نَفْحاً : اسْتَخْرَجَ مُخَّهُ . والخاءُ لغة فيه كنقَّحَه تَنقيحاً وانْتَقَحَه انتقاحاً . ونَقَحَ الشَّيْءَ : قَشَرَه عن ابن الأَعْرَابيّ . وأَنشد لغُلَيِّمٍ من دُبَير :
إِليكَ أَشكُو الدَّهْرَ والزَّلازِلاَ ... وكلَّ عامٍ نَقَحَ الحَمائلا يقول : نَقَحُوا حَمائلَ سُيوفهم أَي قَشَروها فباعُوها لشِدّة زمَانِهم . ونَقَحَ الجِذْعَ : شَذَبَهُ عن أُبَنهِ بضمّ الهمزة وفتْح الموحّدة كنَقّحَه تَنقيحاً . وفي التهذيب النَّقْح : تَشذِيبُك عن العَصا أُبَنَها حتّى تَخْلُصَ . وتَنقيحُ الجِذْع تَشذيبُه . وكلُّ ما نَحَّيْت عنه شيئاً فقد نَقَّحْتَه . قال ذو الرُّمَّة :
مِنْ مُجْحِفاتِ زَمنٍ مِرِّيدِ ... نَقَّحْنَ جِسْمي عن نُضَارِ العُودِ ومن المجاز : تَنْقِيحُ الشِّعْرِ وإِنقَاحُه : تَهْذِيبُهُ . يقال خَيْرُ الشِّعرِ الحَوْليّ المُنقَّح . وأَنقَحَ شِعْرَه إِذا حَكَّكَه . ونَقَّحَ الكَلاَمَ : فتَّشَه وأَحسَنَ النَّظَرَ فيه وقيل أَصلَحَه وأَزالَ عُيوبَه . والمُنقَّح : الكلامُ الذِي فُعِلَ به ذلك . ومن سجَعات الأَساس : ما قُرِضَ الشِّعر المُنقَّح إِلاّ بالذِّهن المُلقَّح . ومن المجاز : ناقَحَه إِذا نَافَحه وكَافَحه إِن لم يكن تَصحيفاً . والنَّقْح بفتح فسكون : سَحَابٌ أَبيضُ صَيْفيٌّ . قال العُجَير السَّلوليّ :
نَقْحٌ بوَاسِقُ يَجْتَلِي أَوْسَاطَها ... بَرْقٌ خِلالَ تَهلُّلٍ ورَبَابِ وقال أَبو وَجْزَةَ السَّعديّ : طَوْراً وطَوْراً يَجُوبُ العُقْرَ من نَقَحٍ كالسَّنْدِ أَكْبادُهُ هِيمٌ هَرَاكِيلُ النَّقَح بالتحريك : الخَالِصُ من الرَّمْل . والسَّنْدُ : ثيابٌ بيضٌ . وأَكبادُ الرَّملِ : أَوْسَاطُه . والهَرَاكيلُ الضِّخام من كُثْبَانه . أَراد الشاعِرُ هنا البيض من حِبَال الرَّملِ . وعن ابن الأَعرابيّ : يقال أَنقَحَ الرَّجلُ إِذا قَلَعَ حِلْيَةَ سَيْفِه في أَيّام الجَدْبِ أَي القَحْطِ والفقْر . كنَقَّحَ . وقد تقدّم . ومن المجاز : تَنَقَّحَ شَحْمُه الصّواب شَحْمُ ناقتِه كما في سائر الأُمَّهات وكُتب الغريب أَي قَلَّ . وفي الأَساس : ذَهَبَ بعْضَ ذهاب . ومما يستدرك عليه : في حديث الأَسلميّ إِنّه لَنِقْحٌ أَي عالمٌ مُجرَّب . ومن المَجاز : رَجلٌ مُنَقَّح : أَصابتْه البَلايَا عن اللِّحْيَانِيّ . وقال بعضهم : هو مأْخوذ من تَنقيح الشِّعْرِ . ونَقَّحَته السِّنونَ : نالتْ منه وهو مَجاز أَيضاً . وروَى الليثُ عن أَبي عَمرو بن العلاءِ أَنّه قال في مَثَلٍ استغْنت السُّلاَّءة عن التَّنْقِيح وذَلك أَنّ العصَا إِنّمَا تُنَقَّح لتَملُسَ وتُملَق والسُّلاّءَةُ : شَوكَةُ النَّخْلَةِ وهي في غايةِ الاستواءِ والمَلاَسَة فإِن ذَهَبْتَ تَقْشِرُ مِنها خَشُنتْ يُضْرَب مثَلاً لمن يُريد تَجوِيد شيْءٍ هو في غايةِ الجَوْدة من شِعْرٍ أَو كلامٍ أَو غيره مما هو مستقيمٌ