نَقَطَ الحَرْفَ يَنْقُطُه نَقْطاً ونَقَّطَهُ تَنْقِيطاً : أَعْجَمَهُ فهُوَ نَقّاطٌ . والاسْمُ النُّقْطَةُ بالضَّمِّ وهو رَأْسُ الخَطِّ . وفي الصّحاح نَقَطَ : الكِتابَ يَنْقُطُه نَقْطاً ونَقَّطَ المَصَاحِفَ تَنْقِيطاً فهو نَقَّاطٌ ج : النُّقَطُ كصُرَدٍ وكِتابٍ الأَخِيرُ مِثْلُ بُرْمَةٍ وبِرَامٍ نَقَلهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي زَيْدٍ . ومنه قَوْلُهُمْ : في الأَرْضِ نِقَاطٌ مِنَ الكَلإِ ونُقَطٌ مِنْهُ لِلْقِطَعِ المُتَفَرِّقَةِ مِنْهُ وهو مَجَازٌ
وقَدْ تَنَقَّط المَكَانُ إِذا صَارَ كَذلِك . ومِن المَجَازِ : تَنَقَّطَ الخَبَرَ أيْ أَخَذَه شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ أَوْ هُوَ تَصْحِيفُ تَبَقَّطَتْ بالمُوَحَّدَة كما تَقدَّم . ووَقَعَ في الأَسَاسِ : تَنَقَّطْتُ الخُبْزَ : أَكَلْتُه نُقْطَةً نُقْطَةً أَي شَيْئاً فشَيْئاً فإِنْ لَمْ يَكُنْ تَصْحِيفاً من الخَبَرِ وإِلاَّ فَهُوَ مَعْنىً جَيِّدٌ صَحِيحٌ
والنّاقِطُ والنَّقِيطُ : مَوْلَى المَوْلَى وكَأَنَّ نُونَ النّاقِطِ مُبْدَلَةٌ من المِيمِ . ونُقْطَة بالضَّمِّ : عَلَمٌ نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : النَّقْطَةُ بالفَتْحِ فَعْلَةٌ وَاحِدَة . ويُقَالُ : نَقَّطَ ثَوْبَهُ بالزَّعْفَرَانِ والمِدَاد تَنْقِيطاً نَقَلَهُ اللَّيْثُ . ونَقَّطَتِ المَرْأَةَ وَجْهَهَا وخَدَّهَا بالسَّوادِ تَتَحَسَّنُ بِذِلِكَ
وكِتَابٌ مَنْقُوطٌ : مَشْكُولٌ . ويُقَالُ : أَعْطاهُ نُقْطَةً من عَسَلٍ وهو مَجَازٌ . وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ : ما بَقِيَ من أَمْوَالِهِم إِلاَّ النُّقْطَةُ وهي قِطْعَةٌ مِنْ نَخْلٍ وقِطْعَةٌ مِنْ زَرْعٍ ها هنا وها هنا وهو مَجَازٌ
ويُقالُ : التَّنُّومُ يَنْبُتُ نِقَاطاً في أَماكِنَ تَعْثُرُ عَلَى نُقْطَةٍ ثُمَّ تَقْطَعُهَا فَتَجِدُ نُقْطَةً أَخْرَى كَما في الأَسَاسِ . والنُّقْطَةُ بالضَّمِّ : الأَمْرُ والقَضِيَّةُ ومنه حَدِيثُ عائِشَةَ تَصِفُ أَباها رَصِيَ الله عَنْهُمَا : فَمَا اخْتَلَفُوا فِي نُقْطَةِ إلاَّ طارَ أَبِي بحَظِّهَا هكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ وضَبَطَهُ الهَرَوِيُّ بالمُوَحَّدَةِ
وقَد سَبَقَ ورَجَّحَ بَعْضُ المُتَأَخِّرِينَ الرّوَايَةَ الأُولَى - وهو النُّونُ - بقَوْلِهِ : يُقَالُ عِنْدَ المُبَالَغَة في المُوافَقَةِ وأَصْلُهُ في الكِتَابَيْن يُقَابَلُ أَحَدُهُمَا بالآخَرِ ويُعَارِضُ
فيُقَالُ : ما اخْتَلَفا في نُقْطَةٍ يَعْنِي من نُقَطِ الحُرُوف والكَلِمَاتِ أَيْ أَنَّ بَيْنَهُمَا من الاتِّفَاقِ ما لَمْ يَخْتَلِفَا مَعَهُ فِي هذا الشَّيْءِ اليَسِيرِ . وابْنُ نُقْطَةَ بالضَّمِّ : هُوَ الحَافِظُ مُعِينُ الدِّينِ مُحمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيّ بنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ شُجَاعِ بن أَبِي نَصْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُقْطَةَ البَغْدَادِيّ الحَنْبَلِيّ أَحَدُ أَئمَّة الحَدِيثِ وُلِدَ بِبَغْدَادَ سنة 576 وأَلَّفَ التَّقْيِيد في مَعْرِفَةِ رُوَاةِ الكُتُبِ والأَسَانِيدِ في مُجَلِّدٍ والمُسْتَدْرَك على إِكمال ابن مَاكُولاَ
وسُئِلَ عن نُقْطَةَ فقَال : هِي جَارِيَةٌ عُرِفَ بِها جَدُّ أَبِي وتُوُفِّيَ سنة 629 كذا في ذَيْلِ الإِكْمَالِ لابْنِ الصَّابُونِيّ . والنِّقِيطَةُ كسَفِينَةٍ : قَرْيَةٌ بمِصْرَ من أَعْمَالِ المَرْتاحِيَّة . ومِنْهَا شَيْخُنَا الإِمَامُ الفَقِيهُ المُعمَّرُ سُلَيْمَانُ بنُ مُصْطَفَى بنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيطِيّ مُفْتِي الحَنَفِيَّةِ بمِصْرَ . وُلِدَ سنة 1095 تَقْرِيباً وأَخَذَ عن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن مُحَمّد العقدِيّ وشاهِينَ بنِ مَنْصُورِ بنِ عامِرٍ الأَرْمناوِيّ الحَنَفِيَّيْنِ وغَيْرِهِما وتُوُفِّي سنة 1170 ووَلَدُه الفَقِيهُ العَلاَّمةُ مُصْطَفَى بنُ سُلَيْمَانَ جَلَسَ بَعْدَ أَبِيهِ ودَرَّسَ وأَفْتَى مع سُكُونٍ وعَفافٍ وتُوُفِّي سنة 1180 في 6من رَبِيعٍ الثانِي . ومِنْ أَمْثَالِ العَامّةٍ : هو نُقْطَةٌ في المُصْحَف إِذا اسْتَحْسَنُوه . ونَقَّطَ بِهِ الزَّمَانُ ونَقَطَ أَيْ جادَ بِهِ وسَمَحَ
ويُرْوَى لعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه : العِلْمُ نُقْطَةٌ إِنَّمَا كَثَّرَها الجَاهِلُون . وتُصَغَّرُ النُّقْطَةُ على النُّقَيْطَةِ