نَصَرَ المَظلومَ يَنْصُرهُ نَصْرَاً ونُصوراً كقُعود ونُصْرَةً وهذه عن الزَّمَخْشَرِيّ وفي المُحكَم : والاسم النُّصْرَة : أعانه على عَدُوِّه وشَدَّ منه وشاهِدُ النُّصور قَوْلُ خِدَاشِ بنِ زُهَيْر :
فإنْ كنتَ تَشْكُو من خليل مَخانَةً ... فتلكَ الجوازي عَقْبُها ونُصورُها قال ابنُ سِيدَه : ويجوز أن يكون نُصوراً هنا جَمْعُ ناصِر كشاهد وشُهود وفي الحديث : " انْصُرْ أخاكَ ظالِماً أو مَظْلُوماً " وتفسيرُه أن يَمْنَعه من الظُّلم إن وَجَدَه ظالماً وإن كان مظلوماً أعانه على ظالمه . منَ المَجاز : نَصَرَ الغيثُ الأرضَ نَصْرَاً : غاثَها وسقاها وعَمَّها بالجَوْد وأَنْبَتها قال :
من كان أَخْطَأَهُ الرَّبيع فإنّما ... نُصِرَ الحجازُ بغَيْث عبدِ الواحِدِ
وَنَصَر الغيثُ البلدَ : إذا أعانه على الخصْب والنبات وقال ابْن الأَعْرابِيّ : النُّصْرَة : المَطْرَة التَّامَّة . وأرضٌ مَنْصُورةٌ : مَمْطُورة . وقال أبو عُبَيْد : نُصِرَت البلادُ إذا مُطِرَت فهي مَنْصُورة . وفي الحديث : " إنّ هذه السَّحابةَ تَنْصُر أرضَ بني كَعْبٍ " أي تُمطِرُهم . وَنَصَره منه نَصْرَاً ونُصرَةً : نَجَّاه وخلَّصه . وفي البصائر : ونُصرَة الله لنا ظاهِرةٌ . ونُصرَتُنا لله هو النُّصْرَة لعباده أو القيام بحفظِ حدوده وإعانةِ عهوده وامتثالِ أوامره واجتناب نواهيه قال اللهُ تعالى : " إنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكم " وهو ناصِرٌ ونُصَرٌ كصُرَد الأخير نقله الصَّاغانِيّ من قوم نُصَّارٍ وأَنْصَارٍ ونَصْرٍ الأخيرُ كصَحْب جَمْع صاحِب قال :
واللهُ سَمَّى نَصْرَكَ الأَنْصارا ... آثركَ الله به إيثارا ويُجمَع الناصرُ أيضاً على نُصور كشاهد وشُهود كما تقدّم . والنَّصِيرُ بمعنى النّاصر قال اللهُ تعالى : " نِعْمَ المَولى ونِعمَ النَّصير " والجمع أَنْصَار كشَريف وأَشْرَاف ويُجمَع الأَنْصار أناصير وهو جَمْعُ الجمع ذَكَرَه الصَّاغانِيّ وأهمله المُصنِّف وهو على شَرْطِه . الأنْصار وهم أَنْصَارُ النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلَّم من الأوسِ والخزرج ونصروا النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم في ساعةِ العُسرة غَلَبَتْ عليهم الصِّفة فَجَرَى مَجْرَى الأسماء وصار كأنّه اسمُ الحيّ ولذلك أُضيف إليه بلفظِ الجمع فقيل : أَنْصَاري . قالوا : رجلٌ نَصْرٌ وقومٌ نَصْرٌ فَوَصَفوا بالمصدر كرجلٍ عَدْلٍ وقومٍ عَدْلٍ عن ابْن الأَعْرابِيّ . والنُّصْرَة بالضمّ : حُسنُ المَعونة قال الله عزَّ وجلَّ : " من كان يظنُّ أنْ لنْ يَنْصُرَه الله في الدنيا والآخرة " أي لا يُظهِر محمداً صلّى الله عليه وسلَّم على من خالَفَه . وفي حديث الضيف المَحروم : " فإنّ نَصْرَهُ حقٌّ على كلِّ مُسلِم حتى يأخذ بقِرى لَيْلَتِه " . والاسْتِنْصار : استِمْدادُ النَّصْر وقد اسْتَنْصَرَه عليه : استَمَدَّه . الاسْتِنْصار : السؤال والمُستنْصِر : السائل كأنّه طالبُ النَّصْر وهو العَطاء . والتَّنَصُّر : مُعالجةُ النَّصْر وليس من باب تحَلَّم وَتَنَوَّر . وَتَنَاصروا أيضاً : تَعاونوا على النَّصْر . وَتَنَاصَروا أيضاً : نَصَرَ بَعْضُهم بعضاً . منَ المَجاز : تَنَاَصَرت الأخبارُ : صَدَّقَ بعضُها بعضاً . منَ المَجاز : مَدَّت الواديَ النَّواصِرُ هي مَجاري الماء إلى الأوْدِية جمع ناصرٍ . والناصرُ : أَعْظَمُ من التَّلْعَة يكون ميلاً ونحوَه . وقال أبو خَيْرَة : النَّواصِر من الشِّعاب : ما جاء من مكان بعيد إلى الوادي فَنَصَر السُّيول سُمِّيت ناصِرَة لأنها تجيءُ من مكان بعيد حتى تقع في مُجتَمَع الماءِ حيث انتهت لأنّ كل مَسيلٍ يضيع ماؤه فلا يقع في مُجتَمع الماءِ فهو ظالم لمائه . وقال ابنُ شُمَيْل : النَّواصِرُ مُسايلُ المياه الواحدة ناصِرَة . وقال أبو حنيفة : النَّاصرُ والنَّاصِرة : ما جاء من مكانٍ بعيد إلى الوادي فَنَصَر السُّيول . والأَنْصَر : الأَقْلَف وهو مأخوذ من مادَّة النَّصارى لأنّهم قُلْفٌ ؛ قال الصَّاغانِيّ : وفي الأحاديث التي لا طُرُقَ لها : " لا يَؤُمَّنَّكُم أَنْصَرُ ولا أَزَنُّ ولا أَفْرَعُ " . الأَزَنُّ : الحاقِنُ والأفرع : المُوَسْوِس والأَنْصَر : الأَقْلَف . وبُخْتَ نَصَّر بالتشديد معروفٌ . قال الأصمعيّ : إنّما أصله بُوخْت ومعناه ابنٌ ونَصَّر كبَقَّم : صَنَم فأُعرِب . وقد نفى سيبويه هذا البِناء . وكان وُجِد عند الصنم ولم يُعرَف له أبٌ فنُسِب إليه . وقيل : بُخْتُ نَصّر أي ابن الصَّنم وهو الذي كان خَرَبَ القُدسَ عَمَرَه اللهُ تعالى . وَنَصْرُ بنُ قُعَيْن : أبو قبيلة من بني أسد قال أوسُ بن حَجَرٍ يُخاطبُ رجلاً من بني لُبَيْنى بن سعد الأسَديّ وكان قد هَجاه :
عَدَدْتَ رِجالاً من قُعَيْنٍ تَفَجُّساً ... فما ابنُ لُبَيْنى والتَّفَجُّسُ والفخرُ
شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمينُها ... وأنتَ السَّهُ السُّفلى إذا دُعِيَتْ نَصْرُ وإنشادُ الجَوْهَرِيّ لرؤبة :
إنِّي وأسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرَا ... لَقائلٌ يا نَصْرُ نَصْرَاً نَصْرَاغَلَط هو مسبوقٌ إليه وفي بعض النسخ : وهو مسبوق فيه فإنّ سيبويه أَنْشَده كذلك وَنَسَبه إلى رؤبة وتَبِعَه أيضاً ابنُ القَطَّاع فأنشده هكذا ولكن لم يُعيِّن القائل قال الصَّاغانِيّ : وليس لرؤبة ومع هذا هو تَصحيفٌ والرِّواية :
" يا نَضْرُ نَضْرَاً نَضْرَا بالضادِ المُعجَمة . ونَضرٌ هذا هو حاجبُ نَصْر بن سَيَّار بالصادِ المُهملة . وبعدُه :
بَلَّغك اللهُ فبلِّغْ نَصْرَا ... نَصْرَ بن سَيَّارٍ يُثِبْني وَفْرَاهذا نصّ الصَّاغانِيّ في التكملة . قال شَيْخُنا : قلت كلامُه هو الغلط بل صَحَّحوه وحَقَّقوه كما في شروح الشواهدِ البغداديّة للرَّضِي والمُغني فلا التفاتَ لما للمُصنِّف . انتهى . قلت : وهذا تحامُلٌ من شيخنا في غيرِ محلِّه مع أنّ الحقَّ هنا مع المُصنِّف وهو قَلَّد غيره في الانتقاد . وأصاب . والبيت الذي ذكرناه بعد البيتِ السابق يُبيِّن مِصْداقَ ما ذهبَ إليه كما هو الظاهر فكيف يكون قولُ شيخنا لا التفاتَ لما للمُصنِّف ؟ وَلَيْتَهُ لَمَّا أحالَ على شروح الشواهد أتى ببعضِ ما يَرْفَع الشُّبْهة ويُبِت الحقَّ لمن روى بالصاد المهملة فتأمّل . والله أعلم . وإبراهيم بن نَصَرِ بنِ عَنْبَرٍ الضَّبِّيّ السَّمَرْقَنْدِيّ عن عليّ بن خَشْرَم الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن نَصَر البِسْطاميّ مُحرَّكتَيْن محدِّثان وولَدُ الأخير أبو محمد عَبْد الله بن محمد بن عَبْد الله بن نَصَر تفقَّه على المَحامِلِيّ ببغداد وسمع من أبي نَصْرٍ الإسماعيليّ توفّي سنة 452 قاله ابن ناصر وحفيدُه أبو الفتح محمد بن محمد بن عَبْد الله حَدَّث وقريبُه الإمام أبو شجاع عمر بن أبي عَبْد الله البَلْخيّ المُتوَفَّى سنة 562 ومن ولدِ أبي عَبْد الله البِسطاميّ أيضاً الإمامُ أبو شجاع البِسطاميّ حدّث وتُوفّي سنة 405 وهو الذي حكى عنه ابنُ ناصرٍ عن جدِّه قال ابن ناصر : وسألْتُ أهلَ بِسْطام فقالوا : إنّ هذا الاسمَ يعني بفتح الصاد معروفٌ عندنا نُسمِّي به كثيراً . قلت : وقد فات المُصنِّف : القاضي عطاءُ الله بن منصور بن نَصَرٍ الإسْكندرانيّ روى عن السِّلَفيّ إجازةً وقريبه القاضي جمال الدين محمد بن إبراهيم قال الذَّهبيّ : أجاز لنا . قلت : إبراهيم هذا هو ابن علي بن منصور بن نَصَر روى عن أبي الحسن بن البَنَّاء وعنه الدِّمْياطيّ وسعيد بن نَصَرٍ الذي روى ابن عبد البَرِّ وغيرُه المَوَطَّأَ من طَريقه . قال الحافظ : هكذا رأيته مضبوطاً بفتح الصاد . وأبو المنذر نُصَيْر كزُبَيْر بن أبي نُصَيْر النَّحْوِيّ تلميذُ الكِسائيّ جالَسَه وأخذ عنه النَّحْوَ والغريب سَمِعَ منه أبو الهيثم مُؤلَّفاته في اللُّغات ورواها عنه بِهَراة قاله الأَزْهَرِيّ في مقدّمة كتاب التهذيب . قلت : وأخذ عنه أيضاً أبو بكرٍ صالحُ بن شُعَيْب القاري كما رأيته بخطّ ابنِ فارس اللغويّ في سِياق سندِه على ظَهْرِ ديوان الهُذَلِيِّين . وَنَصَرةُ محرَّكةً : ة كان فيها فيما يقال الصالحون هكذا نقله الصَّاغانِيّ . وسَمَّوا نَصيراً كأمير وناصِراً ومَنْصُوراً ونَصَّاراً كشَدَّاد ونُصَيْراً كزُبَير ونَصْرَاً بالفتح ومُنْتَصِراً . والنَّاصِرِيَّة : ة من قرى سَفاقُسَ بأفريقية ومنها أبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن عليّ النَّاصِرِيّ لقيه السِّلَفيّ بالإسكندريّة وبها مات . وناصِرَة : ة بطَبَرِيَّة على ثلاثةَ عشرَ مِيلاً منها قاله الصَّاغانِيّ قيل : وإليها نُسِبت النَّصارى هكذا زعموا قاله الليث . ونقل الياقوت في معجمه : وكان فيها مَوْلِد المَسيح عليه السلام ومنها اشتُقَّ اسمُ النَّصارى وكان أَهْلُها عَيَّروا مَرْيَمَ فيزعمون أنّه لا يولَد بها بِكْر إلى هذه الغاية وأنّ لهم شجرة أُتْرُجٍّ على هَيْئَة النِّساء وللأُتْرُجَّة ثَدْيَانِ وما يُشبه اليدَيْن والرِّجْلَيْن . وموضِعُ الفَرْجِ مفتوح وأنّ أمرَ هذه القرية في النساءِ والأُتْرُجّ مُستَفيضٌ عندهم لا يدفعه دافعٌ وأهلُ بيتِ المَقدِس يَأْبَون ذلك ويزعمون أنّ المسيح إنّما وُلِد في بيت لَحْم وإنما انتقلت به أمُّه إلى هذه القرية . قال ياقوت : فأمّا نَصّ الإنْجيل فإنّ فيه أنّ عيسى وُلد في بيتِ لحم وخاف عليه يوسف زَوْجُ مريمَ من دهاءِ هارودس مَلِكُ المَجوس فأُريَ في مَنامه أن احْمِلْه إلى مصر... فأقام بمصر إلى أن مات هارودس . . فقدم به القدسَ . . فأُريَ في المنام أن انْطَلِقْ به إلى الخَليل فأتاها فَسَكَنَ مدينةً تُدعى ناصِرَة . وذُكرَ في الإنْجيل يَسوع النّاصريّ كثيراً والله أعلم . قال ابنُ دُرَيْد : النَّصارى منسوبون إلى نَصْرَانة وهي مَوْضِع هذا قول الأصمعيّ وقيل : هي ة بالشام ويقال لها ناصِرَة وهي التي طَبَرِيَّة وقد تقدّم عن الليث قال غيرُه : هي نَصُوريَة بفتح النون وتخفيفالتحتيَّة كما ضبطه الصَّاغانِيّ . ويقال فيها أيضاً : نَصْرَى بالفتح ونَصْرُونة يُنسَب إليها النَّصارى . قال ابنُ سِيدَه : هذا قولُ أهلِ اللُّغَة قال : وهو ضعيفٌ إلاّ أنّ نادرَ النَّسَبِ يسَعُه أو النَّصارى جمعُ نَصْرَانٍ كالنَّدامى جمع نَدْمَان ولكنهم حذفوا إحدى الياءَيْن كما حذفوا من أُثْفِيَّة وأبدلوا مكانها ألفاً كما قالوا صَحارى وهذا مذهبُ الخليلِ ونقله سيبويه . أو النَّصارى جَمْعُ نَصْرِيٍّ كمَهْرِيٍّ وإبلٍ مَهارى فهي أقوال ثلاثة . والنَّصْرانِيَّة والنَّصْرانة واحدةُ النَّصارى . وأنشد أبو إسحاق لأبي الأَخْزَر الحِمّانيّ يصف ناقتَيْن طأَطَأَتا رؤوسهُما من الإعْياء فشبَّه رَأْسَ الناقةِ برأس النَّصْرانيَّة إذا طَأْطَأته في صلاتِها : كما ضبطه الصَّاغانِيّ . ويقال فيها أيضاً : نَصْرَى بالفتح ونَصْرُونة يُنسَب إليها النَّصارى . قال ابنُ سِيدَه : هذا قولُ أهلِ اللُّغَة قال : وهو ضعيفٌ إلاّ أنّ نادرَ النَّسَبِ يسَعُه أو النَّصارى جمعُ نَصْرَانٍ كالنَّدامى جمع نَدْمَان ولكنهم حذفوا إحدى الياءَيْن كما حذفوا من أُثْفِيَّة وأبدلوا مكانها ألفاً كما قالوا صَحارى وهذا مذهبُ الخليلِ ونقله سيبويه . أو النَّصارى جَمْعُ نَصْرِيٍّ كمَهْرِيٍّ وإبلٍ مَهارى فهي أقوال ثلاثة . والنَّصْرانِيَّة والنَّصْرانة واحدةُ النَّصارى . وأنشد أبو إسحاق لأبي الأَخْزَر الحِمّانيّ يصف ناقتَيْن طأَطَأَتا رؤوسهُما من الإعْياء فشبَّه رَأْسَ الناقةِ برأس النَّصْرانيَّة إذا طَأْطَأته في صلاتِها :
فكِلْتاهُما خَرَّتْ وأَسْجَدَ رَأْسُها ... كما أَسْجَدَت نَصْرَانةٌ لم تَحَنَّفِ فَنَصْرانةٌ تأنيث نَصْرَانٌ ولكن لم يستعمل نصران إلاّ بياءِ النَّسَب لأنّهم قالوا : رجلٌ نَصْرَانيٌّ وامرأةٌ نَصْرَانيّة قال ابنُ برِّي : قولُه : إنّ النَّصارى جمع نَصْرَانٍ ونَصْرَانةٍ إنما يريد بذلك الأصلَ دون الاستعمال وإنما المُستَعمَل في الكلام نَصْرَانيّ ونَصْرَانيّة بياءَيْ النَّسب وإنما جاءَ نَصْرَانة في البيت على جهة الضرورة . وأَسْجَد لغةٌ في سَجَدَ . والنَّصْرانِيَّةُ أيضاً دينُهم ومُعتَقَدُهم الذي يذهبون إليه ويقال : نَصْرَانيٌّ وأَنْصَارٌ يشير به أنّ أَنْصَاراً جمع نَصْرَانيٍّ بياءِ النَّسَب كما هو في سائر النسخ هكذا والصوابُ أنَّ أَنْصَاراً جمع نَصْرَانٍ بغير ياءِ النَّسَب كما هو في اللسان والتكملة . وذكر قولَ الشاعر :
" لمَّا رأيتُ نَبَطَاً أَنْصَارابمعنى النصارى . وَتَنَصَّر الرجلُ : دخلَ في النَّصْرَانِيَّة . وفي المُحكَم : في دينِهم . ونَصَّره تَنْصِيراً : جعله نَصْرَانيَّاً ومنه الحديث : " كلُّ مَوْلُودٍ يُولَد على الفِطرَةِ حتى يكون أبواه اللذان يُهَوِّدانِه ويُنَصِّرانِه " وانْتَصَر الرجلُ إذا امتنعَ من ظالمِه . قال الأَزْهَرِيّ : يكون الانتِصارُ من الظالم الانتِصافَ والانتِقام . وانْتَصَر منه : انتقَم . قال اللهُ تعالى مُخبِراً عن نوحٍ عليه السلام ودعائِه إيَّاه بأن يَنْصُره على قَوْمِه : " فانْتَصِرْ فَفَتَحنا " كأنّه قال لربه : انتَقِمْ منهم . وفي البصائر : وإنّما قال انتَصِر ولم يقل : انْصُر تَنبيهاً على أنّ ما يَلْحَقُني يَلْحَقُك من حيث إنّي جئتهم بأمرِك فإذا نَصَرْتني فقد انْتَصَرْتَ لنفَسِك . انتهى . وفي الكتاب العزيز أيضاً : " وَلَمَنِ انْتَصَرَ بعدَ ظُلْمِه " وقولِه عزَّ وجلَّ : " والذين إذا أصابَهُم البَغْيُ هم يَنْتَصِرون " قال ابنُ سِيدَه : إنْ قال قائل : أهمْ مَحْمُودون على انْتِصارِهم أم لا ؟ قيل : منْ لم يُسرِف ولم يُجاوِز ما أمرَ الله به فهو محمود . واسْتَنْصَرَه عَلَيْه أي على عدَوِّه إذا سَأَلَه أن يَنْصُره عليه . والمَنْصورة مفعولة من النَّصْر في عدَّة مواضِع منها : د بالسِّنْدِ إسْلاميّة وهي قَصَبَتُها مدينةٌ كبيرةٌ كثيرةُ الخَيْرات ذات جامعٍ كبيرٍ سَوارِيه ساجٌ ولهم خليجٌ من نهرِ مِهْران . قال حمزة : وهمناباذ : مدينةٌ من مدن السِّند سَمَّوها الآن المَنْصورة . وقال المَسْعودِيّ : سُمِّيت المنصورة بمنصور بن جُمْهُور الكلْبِيّ بناها وكان خرج مخالفاً لهارون وأقام بالسِّند . وقال المُهَلَّبيّ : سُمِّيت لأنّ عمرَ بن حفص الملقّب بهزار مرْد بناها في أيام المَنصور من بني العباس . . وفي أهلها مُروءة وصَلاح ودِين وتِجارات وهي شديدةُ الحرِّ كثيرة البَقِّ بينها وبين الدَّيْبُل ستُّ مراحل وبينها وبين المُلْتان اثنتا عشرة مرحلةً ومَلِكُهم قُرَشِيٌّ يقال إنّه من وَلدِ هَبَّار بن الأَسْوَد تغَلَّب عليها هو وأجداده يتَوارَثون بها المُلْك . منها المَنصورة : د بنواحي واسِط بالبَطِيحة عمَّرها مُهَذّب الدَّولة في أيام بَهاءِ الدولة بن عَضُد الدولة وأيام القادر بالله وقد خَرِبَت ورُسومها باقية . منها المنصورة وهي اسمُ خُوارِزْم القديمة التي كانت على شَرقيّ جُيْحُون ومقابل الجُرْجانيّة مدينة خُوارزم اليوم أخذها الماءُ حتى انتقل أهلها بحيث هم اليوم . منها المنصورة : د قُربَ القَيْروان من نواحي إفريقية اسْتَحْدَثها المنصور بن القائم بن المَهْدِيّ الخارِج بالمَغْرِب سنة 337 وعمَّر أسواقها واستوطَنَها ثم صارت منزلاً لملوك بين باديس فخَرَّبها العربُ بُعَيْد سنة 442 فكانت هي فيما خربتْ هذه يقال لها المنصورِيَّة أيضاً خاصّةً بالنِّسْبَة قيل سُمِّيت بالمَنصور بنِ يوسف ابنِ زيري بن مناد جدّ بني باديس . منها المنصورة : د ببلاد الدَّيْلَم هكذا في سائر النسخ وهو غلطٌ وصوابُه : ببلاد اليمن كما حقَّقه ياقوت وغيرُه وهي بين الجَنَد ونَقيل الحمراء وكان أوّل من أسَّسَها سيف الإسلام طُغْتَكِين بن أيُّوب وأقام بها إلى أن مات بها فقال شاعره الآميّ :
أَحْسَنَتْ في فِعالِها المَنْصورَهْ ... وأقامَتْ لنا من العَدْلِ صُورَهْ
رامَ تَشْيِيدها العزيزُ فاعْطَتْ ... هُ إلى وَسْطِ قَبْرِهِ دُسْتورَهْمنها المنصورة : د بينَ القاهرة ودِمْياط أَنْشَأها الملكُ الكاملُ بن الملك العادل بن أيُّوب في حدود سنة 616 ورابط بها في وَجْهِ الفِرنج لمّا ملَكوا دِمْياط ولم يَزَلْ بها في عساكر وأعانه أخواه الأشرف والمعظّم حتى استنقذ دِمْياط في رجب سنة 618 وقد دَخَلْتُها مِراراً وهي مدينةٌ حسنةٌ ذات أسواقٍ وفَنادقَ وحَمّامات ومنها الشِّهاب المَنصوريّ الشاعر المُجوّد أحدُ الشُّهُب السبعة ومن العجب أنَّ كُلاًّ منها بناها مَلِكٌ عظيمٌ في جلالِ سلطانه وعُلُوّ شانِه وسَمَّاها المَنْصورة تَفاؤلاً بالنَّصْرِ والدَّوام فخَرِبَتْ جَميعُها وانْدَرَسَتْ وتَعَفَّت رُسومُها وانْدَحَضَت . قلت : وقد فات المُصنِّف المَنْصوريَّة وهي قرية كبيرةٌ عامرةٌ بالجِيزة من مصر وقد دخلتُها وسكَنَتْها العُرْبان . والمَنْصوريَّة : قريةٌ عامرةٌ باليمن مَسْكَن السادة بني بَحْر من بني القديميّ وقد وَردتُها مِراراً وبيتُ رِياسَتها بنو قاسم بن حَسَن بن قاسم الأكبر قيل : إنّهم من ذُرِّيَّة الحارِث بن عبد المُطَّلِب بن هاشم . وبَنو ناصرٍ وبنو نَصْرٍ : بَطْنَان الأخير هم بنو نَصْر بن مُعاوية بن هَوازن . أبو سعيد عبد الرحمن بنُ حَمْدَان النَّيْسابوريّ من طبقةِ البَرْقانيّ مشهورٌ سَمِعَ منه عبد الغَفَّار الشِّيرويّ ومحمد بن عليّ بن محمد بن نَصْرَوَيْه النَّيْسابوريّ المؤدب - النَّصْرَوِيان مُحَدِّثان - روى عن ابنِ خُزَيْمة مات سنة 379 . والنَّصْرِيُّون جماعةٌ من المُحَدِّثين منسوبون إلى الجدّ وإلى نَصْرَة محَلَّةٍ من مَحالّ بغداد الغربيّة متصلة بدارِ الشَّيْبانيّ النَّصْرِيّ وأخوه عبد الواحد شيخُ شُهْدَة حَدَّثا وعبد الباقي بن محمد الأنصاريّ والد قاضي المارسْتان وأحمد بن الحسين بن قُرَيْش النَّصْريّ مات سنة 510 وعبد المحسن بن علي الشِّيحيّ النَّصْريّ أحد الرَّحَّالة وعبد الملك بن مَواهب النَّصْرِيّ وأحمد بن عليّ بن داوود النَّصْريّ وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عيسى النَّصْريّ والإمام تَقِيّ الدين عثمان بن الصَّلاح عبد الرحمن بن عثمان بن موسى بن أبي النَّصْر النَّصْريّ الشَّهْرَزُورِيّ وأبو الحسن أحمد بن محمد بن يوسف بن نَصْر النَّصْريّ الجُرْجانيّ المُؤذِّن وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يوسف بن نصر النَّصْريّ الأصْبهانيّ السِّمْسار شيخ السِّلَفيّ مُحَدِّثون . والنُّصْرَة بالضمّ ابنُ السلطان صلاح الدين يوسف بن أيُّوب له روايةٌ وسَماعٌ حدَّث ؛ ويقال له نُصْرَة الدين واسمُه إبراهيم وقد ذَكَرَه الحافظ في التَّبْصير ولم يُعيِّن اسمَه وإخوتُه ثمانيةَ عَشَرَ نَفْسَاً وكلّهم ممّن سَمِعَ الحديث وقد جمعْتُهم في كُرّاسةٍ لطيفة . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : نَصَرَ البلادَ يَنْصُرها : أتاها عن ابن الأعرابيّ . ونصَرْتُ أرضَ بني فلان : أي أَتَيْتُها قال الراعي يُخاطبُ إبلاً :
إذا دَخَلَ الشَّهرُ الحَرامُ فَوَدِّعي ... بلادَ تَميمٍ وانْصُري أَرْضَ عامرِأي اقْصِديها وائتيها قاله أبو عَمْرُو . وفي الحديث : " كلُّ المُسلِمِ عن المُسلِم مُحَرَّمٌ أَخَوَان نَصيران " أي هما أَخَوَان يَتَنَاصَران وَيَتَعاضَدان . والنَّصير فَعيلٌ بمعنى فاعل أو مفعول لأنّ كلَّ واحدٍ من المُتَناصِرَيْن ناصرٌ ومنصورٌ . وسُمِّي المطرُ نَصْرَاً ونُصْرَةً كما سُمِّي فَتْحَاً وهو مجاز . والنَّصْر : العَطاء . ووقف سائلٌ على القوم فقال : انْصُروني نَصَرَكم الله . أي أَعْطُوني أعطاكم الله . وَنَصَره يَنْصُره : أَعْطَاه وهو مجاز . والنّصائر : العَطايا . وَنَصَره اللهُ تعالى : رَزَقَه وهذه عن ابنِ القَطَّاع . والمُسْتَنْصِرُ بالله أبو جعفر المنصور باني المُسْتَنْصِرِيَّة ببغداد وجدُّه الناصِرُ لدين الله . والنَّصير الطُّوسيّ كأَمير : فيلسوف مشهور أحد أعوان هُلاكو . والنَّصير ابن الطَّبَّاخ من أئمَّةِ الشافعيَّةِ بمصر شرح التنبيه . والنصير الحَمّاميّ الشاعر المُحسِن بمصر . ونَصيرُ الدين محمودٌ الحَبَشِيّ الأَوْدِيّ المعروف بجراغ دهْلِي : أحد الأولياء المَشهورين توفِّي بدِهْلِي سنة 757 وعنه أخذ السيّد شرف الدين مَخْدُوم جهانيان ؛ ونَصّار بن حَرْبَ المِسْمَعيّ كشَدّاد عن ابن مَهْدِيّ وعنه ابن زياد النَّيْسابوريّ . ومالك بن عوف النَّصْريّ قائد هَوازن يوم حُنَيْن ثم أسلم ؛ وَطَلْحة بن عَمْرُو النَّصْريّ من أهل الصُّفَّة . ومالك بن أوسِ بن الحدثان النَّصْريّ له صُحبَة ولحفيده زُفَرَ بن رثيمة بن مالكٍ رواية ؛ وعبد الواحد بن عَبْد الله النَّصْريّ عن واثِلَة بن الأَسْقع وإسحاق بن عَبْد الله بن إسحاق النَّصْريّ الجُرْجانيّ الحَنفيّ عن دَعْلَج وطبقته . وَدَرْبُ نُصَيْرٍ كزُبَيْر ببغداد وإليه يُنسَب الإمام أبو مَنْصُور الخَيْرُونيّ كذا ذكره البِلْبيسيّ . والنَّاصِرِيَّة : مَحَلَّةٌ بمصر . والنُّصَيْرِيَّة بالتَّصغير : طائفةٌ من الزَّنادقة مشهورة يقولون بأُلوهية عليٍّ تعالى الله عُلوَّاً كبيراً . والحسن بن مُعاوية بن موسى بن نُصَيْر النُّصَيْرِيّ حدّث عن عليّ بن رَباح وجدّه موسى بن نُصَيْر هو الذي فتح بلادَ الأندلس . وبنو ناصِرَة : قَبيلةٌ بالطائف ويُذكَرون مع بجلة . والناصِرِيّة : اسمُ بِجايَة وهي مدينةٌ على ساحلِ البحر بين إفريقية والمَغرِب اخْتَطَّها النَّاصِرُ بنِ عِلْناس بن حمّاد بن زيري وهي في لِحْفِ جَبَلٍ شاهق وفي قِبْلَتِها جبالٌ بينها وبين الجزائر أربعة أيام كانت قاعدةَ مُلكِ بني حَمّاد
النُّور بالضمّ : الضَّوْءُ أيَّاً كان أو شُعاعُه وسُطوعُه كذا في المُحكَم وقال الزَّمَخْشَرِيّ : الضياءُ أشدّ من النُّور قال تعالى : " جَعَلَ الشمسَ ضِياءً والقمرَ نُوراً " وقيل : الضِّياءُ ذاتِيٌّ والنُّورُ عَرَضِيٌّ كما حقَّقه الفَناريّ في حواشي التَّلْويح . وفي البصائر للمصنِّف : النُّور : الضِّياءُ والسَّناء الذي يُعينُ على الإبصار وذلك ضَرْبَان : دُنيَويّ وأخرويّ فالدُّنْيَويّ ضَرْبَان : معقولٌ بعَيْن البَصيرة وهو ما انتشرَ من الأنوارِ الإلهيّة كنورِ العقلِ ونورِ القرآن ؛ ومَحْسُوسٌ بعَيْن البَصَر وهو ما انتشر من الأجسام النَّيِّرَة كالقَمَرَيْن والنُّجوم النَّيِّرات فمن النُّور الإلهيّ قَوْلُهُ تَعالى : " قد جاءَكم من الله نورٌ " وقولُه : " نورٌ على نورٍ يَهْدِي اللهُ لنوره من يشاء " ومن النُّور المَحسوس نحو قَوْلُهُ تَعالى : " هو الذي جَعَلَ الشمسَ ضياءً والقمرَ نوراً " وتخصيصُ الشمسِ بالضوءِ والقمرِ بالنُّور من حيث إنّ الضَّوْءَ أخصُّ من النُّور . وممّا هو عامٌّ فيهما قولُه : " وَجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ " " وأشْرقَتِ الأرضُ بنورِ رَبِّها " ومن النُّور الأُخْرَويّ قولُه : " يَسْعَى نورُهم بَيْنَ أَيْدِيهم " . ج أَنْوَارٌ ونِيرانٌ عن ثعلب . وقد نارَ نَوْرَاً بالفتح ونِيَاراً بالكسر وهذه عن ابنِ القَطَّاع . وأنارَ واسْتَنارَ ونَوَّرَ وهذه عن اللِّحْيانيّ وَتَنَوَّرَ بمعنىً واحدٍ أي أضاء كما يقال : بانَ الشيءُ وأَبانَ وبَيَّنَ وَتَبَيَّنَ واسْتَبانَ بمعنىً واحد . قولُه عزَّ وجلَّ : " قد جاءَكم من اللهِ نورٌ وكتابٌ مُبينٌ " قيل : النُّورُ هنا سيِّدنا محمد رسول الله صلى اللهُ تعالى عليه وسلَّم أي جاءَكم نبيٌّ وكتاب وقيل : إنّ موسى عليه السلام قال وقد سُئل عن شيءٍ : سَيَأْتيكم النُّور . وقولُه عزّ وجلَّ : " واتَّبَعُوا النُّورَ الذي أُنزِلَ مَعَه " أي اتَّبعوا الحقَّ الذي بَيانُه في القلوب كَبَيَان النُّور في العيون . النُّور : الذي يُبيِّنُ الأشياءَ ويُري الأبصارَ حقيقتَها قال : فمَثلُ ما أتى به النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم في القلوبِ في بَيانه وكَشْفِه الظُّلُماتِ كَمَثَلِ النُّور . نُور : ة ببُخارى بها زِياراتٌ ومَشاهِدُ للصالحين منها الحافظان أبو موسى عِمْران بن عَبْد الله البُخاريّ حدّث عن أحمدَ بن حَفْص ومحمد بن سَلام البِيكَنْديّ وعنه أحمدُ بن رُفَيْد . القاضي أبو عليّ الحسنُ بنُ عليّ بن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن داوود الداووديّ النُّورِيَّان . حدّث عن عبد الصّمد بن عليّ الحَنْظَليّ وعنه الحافظُ عمرُ بن محمد النَّسَفيّ مات سنة 518 . وأما أبو الحسين أحمدُ بن محمد النُّوريُّ الواعظ فلنُورٍ كان يَظْهَرُ في وَعْظِه مشهورٌ مات سنة 295 ويَشتبِه به أبو الحسين النُّوريّ أحمد بن محمد بن إدريس روى عن أَبان بن جَعْفَر وعنه أبو الحسن النّعيميّ ذكره الأمير قال : الحافظ وهو غير الواعظ . وجبلُ النُّور : جبلُ حِراءٍ هكذا يسمّيه أهلُ مكّة كما نقله الصَّاغانِيّ . وذو النُّور : لقب طُفَيْل بن عَمْرو بن طَريف الأَزْديّ الصَّحابيّ دعا له النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم فقال : " اللهُمَّ نَوِّر له " فَسَطَعَ نورٌ بين عَيْنَيْه فقال : أخافُ أن يكون مُثْلةً أي شُهرةً فتحوَّل إلى طَرَفِ سَوْطِه فكان يُضيءُ في الليلةِ المُظلمةِ قُتل يومَ اليَمامة . وذو النُّورَيْن لقبُ أمير المؤمنين عثمان بن عَفّان رضي الله عنه لأنّه لم يُعلَم أحدٌ أَرْسَل سِتْراً على بِنْتَيْ نَبيٍّ غيره . والمَنارَة والأصلُ مَنْوَرَةٌ قُلِبَت الواو ألفاً لتحَرُّكها وانفتاح ما قبلها : مَوْضِعُ النُّور كالمَنار والمَنارَة : الشَّمْعةُ ذات السِّراج وفي المحكم : المِسْرَجة وهي التي يُوضع عليها السِّراج قال أبو ذُؤَيْب :
وكِلاهُما في كَفِّه يَزَنِيَّةٌ ... فيها سِنانٌ كالمَنارةِ أَصْلَعُأراد أن يُشبِّه السِّنانَ فلم يستقم له فأوقَع اللفظَ على المَنارة وقولُه : أَصْلَع يريد أنّه لا صَدَأَ عليه فهو يَبْرُق . المَنارةُ : التي يُؤَذَّن عليها وهي المِئْذَنةُ والعامَّةُ تقول : المَأْذَنَة ج مَناوِر على القياس ومَنائر مهموز على غير قياس . قال ثعلب : إنّما ذلك لأنّ العرب تُشبِّه الحرفَ بالحرف فشبَّهوا مَنارة وهي مَفْعَلة من النُّور بفتح الميم بفَعَالة فكَسَّروها تَكْسِيراً كما قالوا : أَمْكِنة فيمن جعلَ مَكاناً من الكَوْن فعامَلَ الحرفَ الزائدَ مُعاملةَ الأصليّ فصارت الميم عندهم كالقاف من قَذالٍ ومثله في كلام العرب كثيرٌ . قال : وأمّا سيبويه فَحَمَل ما هو من هذا على الغلط . وقال الجَوْهَرِيّ : الجمع مَناوِر بالواو لأنّه من النُّور وَمَنْ قال : مَنائر وَهَمَزَ فقد شبَّه الأصليَّ بالزائد كما قالوا مَصائب وأصله مَصاوِب . ونَوَّرَ الصُّبحُ تَنْوِيراً : ظَهَرَ نُورُه قال :
وحتى يَبيتَ القومُ في الصَّيْفِ لَيْلَةً ... يقولون نَوِّرْ صُبحُ واللَّيْلُ عاتِمُ ومنه حديث مَواقيت الصلاة : " أنَّه نَوَّرَ بالفَجر " أي صَلاَّها وقد استنار الأفقُ كثيراً . والتَّنْوير : وَقْتُ إسْفارِ الصُّبْح . نَوَّرَ على فلان : لَبَّسَ عليه أَمْرَه وشَبَّهَه وَخيَّل عليه . أو فَعَلَ فِعلَ نُورَةَ السَّاحرَةِ الآتي ذِكرُها فهو مُنوِّرٌ وليس بعربيّ صحيح . وقال الأَزْهَرِيّ : يقال : فلانٌ يُنوِّرُ على فلان إذا شَبَّهَ عليه أمراً . وليستْ هذه الكلمةُ عربيةً . نَوَّرَ التَّمْرُ : خُلِقَ فيه النَّوى وهو مَجاز . واستَنارَ به : استَمدَّ نُورَه أي شُعاعَه . والمَنار بالفتح : العَلَم وما يُوضَع بين الشَّيئين من الحُدود وروى شَمِرٌ عن الأصمعيّ : المَنار : العلمُ يُجعَلُ للطريق أو الحدّ للأرضين من طينٍ أو ترابٍ ومنه الحديث : " لَعَنَ اللهُ مَن غيَّرَ مَنارَ الأرض " أي أعْلامَها قيل : أراد من غيَّر تُخومَ الأرضِين وهو أنْ يَقْتَطِع طائفةً من أرضِ جارِه ويُحوِّل الحَدَّ من مكانه . وفي الحديث عن أبي هُرَيْرة : " إنّ للإسلام صُوىً ومَناراً " أي علامات وشَرائع يُعرَف بها . وهو مَجاز . المَنارُ : مَحَجَّةُ الطريقِ قال الشاعر :
لعَكٍّ في مَناسِمِها مَنارٌ ... إلى عدنانَ واضحةُ السبيلِ والنارُ م أي معروفة أنثى تقال للَّهيب الذي يبدو للحاسّة نحو قَوْلُهُ تَعالى : " أَفَرَأَيْتُمُ النارَ التي تُورُون " وقد تُطلَق على الحرارة المُجرّدة ومنه الحديث : أنّه قال لعشرةِ أَنْفُسٍ فيهم سَمُرَة : " آخِرُكم يموت في النار " قال ابنُ الأثير : فكان لا يكاد يدْفَأ فأمرَ بقِدْر عظيمةٍ فمُلئت ماءً وأَوْقَد تحتها واتخذ فوقها مَجلِساً وكان يصعدُ بخارُها فيُدفِئُه فبينما هو كذلك خُسِفت به فحصلَ في النار قال فذلك الذي قال له والله أعلم . وتُطلَق على نارِ جهنّم المذكورة في قَوْلُهُ تَعالى : " النارُ وَعَدَها اللهُ الذين كفروا " وقد تُذَكَّر عن أبي حنيفة وأنشد في ذلك :
فَمَنْ يَأْتِنا يُلْمِمْ بنا في دِيارِنا ... يَجِدْ أَثَرَاً دَعْسَاً وناراً تأَجَّجا ورواية سيبويه :
" يَجِدْ حَطَبَاً جزْلاً وناراً تأَجَّجاج أَنْوَارٌ هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا وفي اللسان : أَنْوَرٌ ونِيرانٌ انقلبت الواوُ ياءً لكسرة ما قبلها ونِيَرَةٌ كقِرَدَة هكذا في سائر النسخ وهو غلط والصواب نِيرَة بكسر فسكون ولا نظير له إلاّ قاع وقِيعَة وجار وجِيرَة حققّه ابنُ جنِّيّ في كتاب الشّواذّ ونورٌ بالضمّ ونِيَارٌ بالكسر الأخيرة عن أبي حنيفة وفي حديث سِجْن جَهنّم : " فَتَعْلُوهم نارُ الأَنْيار " قال ابنُ الأثير : لم أجِدْهُ مَشْرُوحاً ولكن هكذا رُوي فإن صحَّت الرِّواية فيحتمل أن يكون معناه نار النِّيران بجمع النار على أَنْيَار وأصلُها أَنْوَار لأنها من الواو كما جاء في ريح وعيدٍ أَرْيَاحٌ وأَعْيَادٌ وهما من الواو . منَ المَجاز : النارُ : السِّمَة والجمعُ كالجمع كالنُّورَة بالضمّ . قال الأصمعيّ : كلُّ وَسْمٍ بمِكْوىً فهو نارٌ وما كان بغيرِ مِكْوىً فهو حَرْقٌ وَقَرْعٌ وَقَرْمٌ وحَزٌّ وَزَنْمٌ قال أبو منصور : والعربُ تقول : ما نارُ هذه الناقة ؟ أي ما سِمَتُها سُمّيت ناراً لأنّها بالنار تُوسَم وقال الراجز :
حتى سَقَوْا آبالَهم بالنّارِ ... والنَّارُ قد تَشْفَى من الأُوارِ أي سَقَوْا إبلَهم بالسِّمَة أي إذا نَظروا في سِمَة صاحبِه عُرِفَ صاحبُه فسُقي وقُدِّم على غيره لشرفِ أَرْبَابِ تلك السِّمَة وخَلَّوْا لها الماءَ . ومن أمثالهم : نِجارُها نارُها . أي سِمَتُها تدلّ على نِجارِها يعني الإبل قال الراجز يصفُ إبلاً سِماتُها مُختلفة :
نِجارُ كلِّ إبلٍ نِجارُها ... ونارُ إبْلِ العالَمِين نارُها يقول : اختلفتْ سِماتُها لأنّ أربابها من قبائلَ شَتَّى فأُغِيرَ على سَرْحِ كلّ قبيلة . واجتمعتْ عند مَن أغار عليها سِماتُ تلك القبائل . وفي حديث صَعْصَعة بن ناجِيَة جدِّ الفرزدق : " وما نارُهما " أي ما سِمَتُها التي وُسِمَتا بها يعني ناقتَيْه الضَّالَّتَيْن والسِّمَة : العَلامة . منَ المَجاز : النارُ : الرَّأْيُ ومنه الحديث : " لا تَسْتَضيئوا بنارِ أهل الشِّرْك " وفي رواية : بنار المُشركين . قال ثعلب : سَأَلْتُ ابْن الأَعْرابِيّ عنه فقال : معناه لا تُشاورهم فجعل الرأيَ مثلاً للضوءِ عند الحَيْرَة . ونُرْتُه أي البعير : جَعَلْتُ عليه ناراً أي سِمَةً . والنَّوْرُ والنَّوْرَةُ بفتحهما النُّوَّار كرُمَّان جميعاً : الزَّهْر أو النَّوْر : الأبيضُ منه أي من الزَّهْر والزهرُ الأصفر وذلك أنّه يَبْيَضُّ ثم يَصْفَرّ ج النَّوْر أَنْوَارٌ والنُّوّارُ واحدتُه نُوَّارةٌ . ونوَّرَ الشجرُ تَنْوِيراً : أخرجَ نَوْرَه . وقال الليث : النَّوْر : نَوْرُ الشجرِ والفِعلُ التَّنْوير وتَنْوِيرُ الشجرةِ : إزْهارُها . كَأَنَار أصلُه أَنْوَرَ قُلبت واوُه ألفاً . نوَّرَ الزرعُ : أَدْرَك والتَّنْوير : الإدْراك هكذا سَمّاه خِندِف بنُ زياد الدُّبيريّ فقال :
" سامَى طعامَ الحَيِّ حتى نَوَّرا وجمعه عَدِيُّ بن زيد فقال :
وذي تَناويرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ ... يَغْذُو أوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهَارا نَوَّرَ ذِراعَه تَنْوِيراً : إذا غَرَزَها بإبرة ثم ذَرَّ عليها النَّؤُور الآتي ذكرُه . وأنارَ النّبتُ : حِسُنَ وَظَهَرَ من الإنارَة كَأَنْوَر على الأصل ومنه حديث خُزَيْمة : " لمّا نزلَ تحتَ الشجرةِ أَنْوَرَتْ " أي حَسُنتْ خُضرَتُها وقيل : أَطْلَعت نَوْرَها . أنارَ المكانَ يتعدَّى ولا يتعدَّى أضاءَه وذلك إذا وضعَ فيه النُّور . والأَنْوَر : الظاهرُ الحسن وبه لُقِّبَ الإمامُ أبو محمد الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه لوَضاءَته ومنه في صِفته صلّى الله عليه وسلَّم : كان أَنْوَرَ المُتَجَرَّد . أي نَيِّرَ الجِسم يقال للحسن المُشرِق اللون : أَنْوَر وهو أَفْعَلُ من النُّور . والنُّورَة بالضمّ : الهِناء وهو من الحجر يُحرَق ويُسوَّى منه الكِلسُ ويُحلَق به شعرُ العانة . وانْتارَ الرجلُ وَتَنَوَّرَ وانْتَوَر حكى الأوَّلَ ثعلبٌ وأنكر الثاني ؛ وذكر الثلاثةَ ابنُ سِيده إذا تَطَلَّى بها وأنشد ابنُ سِيدَه :
أجِدَّكُما لم تَعْلَما أنّ جارَنا ... أبا الحِسْلِ بالصحراءِ لا يَتَنَوَّرُوفي التهذيب : وتأمرُ من النَّوْرَة فتقول : انْتَوِرْ يا زيْد وانْتَرْ كما تقول : اقْتَوِلْ واقْتَلْ . والنَّؤُورُ كصَبور : النِّيْلَج وهو دُخانُ الشَّحم الذي يَلْتَزقُ بالطِّسْت يُعالَجُ به الوَشْمُ ويُحشى حتى يَخضرَّ . ولك أنْ تقلبَ الواوَ المضمومةَ هَمْزَةً . كذا في اللسان . قلت : ولذا تعرَّ له المصنِّف في نأر وأحاله على هنا . النَّؤُور : حَصاةٌ كالإثْمِد تُدَقُّ فتُسَفُّها اللِّثَّةُ : أي تُقْمَحُها من قولك : سَفِفْتُ الدواءَ . وكنّ نِساءُ الجاهليّةِ يَتَّشِمْنَ بالنَّؤُور ومنه قولُ بشْر :
" كما وُشِمَ الرَّواهشُ بالنَّؤُورِ وقال الليث : النَّؤُور : دُخانُ الفَتيلةِ يُتَّخَذُ كُحْلاً أو وَشْمَاً . قال أبو منصور : أمَّا الكُحلُ فما سَمِعْتُ أنَّ نساءَ العربِ اكْتَحَلْنَ بالنَّؤُور وأمَّا الوَشْم به فقد جاءَ في أشعارهم قال لبيد :
أو رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها النَّؤُور : المرأةُ النَّفورُ من الرِّيبة كالنَّوَار كسَحاب ج نُورٌ بالضمّ يقال : نِسْوَةٌ نُورٌ أي نُفَّرٌ من الرِّيبة والأصل نُوُرٌ بضمَّتَيْن مثل قَذال وقُذُل فكرِهوا الضَّمَّةَ على الواو لثِقلها . لأنّ الواحدة نَوَارٌ . وهي الفَرُور وبه سُمِّيت المرأة . ونارَت المرأةُ تَنُورُ نَوْرَاً بالفتح ونِوَاراً بالكسر والفتح : نَفَرَتْ وكذلك الظّباءُ والوَحش وهُنَّ النُّورُ : أي النُّفَّر منها . قال مُضرِّسٌ الأسَديّ وذكر الظباء وأنّها كَنَسَتْ في شِدَّةِ الحَرّ :
تَدَلَّتْ عليها الشمسُ حتى كأنَّها ... من الحَرِّ تُرمى بالسَّكينةِ نُورُها وقال مالك بن زُغْبَةَ الباهليّ :
أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ ... وحَبلُ الوَصلِ مُنتَكِثٌ حَذيقُ
ألا زَعَمَتْ علاقَةُ أنَّ سيفي ... يُفَلِّلُ غَرْبَهُ الرَّأْسُ الحَليقُ قال ابنُ بَرِّيّ : معناه : أنِفاراً سَرُعَ ذا يا فَروق أي ما أَسْرَعه وذا فاعلُ سَرُعَ وأسكنه للضرورة وما زائدة . ومُنتكِث : مُنتَقِض وحَذيق : مقطوع وعلاقةُ : اسم محبوبته . قال : وامرأةٌ نَوَارٌ : نافِرةٌ عن الشرِّ والقبيح والنِّوارُ بالكسر : المصدر وبالفتح : الاسم وقيل : النِّوَار : النِّفار من أيّ شيءٍ كان . ومن سجعات الأساس : الشّيْبُ نُورٌ عنه النِّساءُ نُورٌ أي نُفَّر وقد نارَها ونَوَّرَها واسْتَنَارها : نَفَّرَها قال ساعدةُ بن جُؤَيَّة يصف ظَبْيَةً :
بوادٍ حَرامٍ لم تَرُعْها حِبالُه ... ولا قانِصٌ ذو أَسْهُمٍ يَسْتَنيرُها وبقرةٌ نَوَارٌ بالفتح : تَنْفِرُ من الفَحل ج نُورٌ بالضّمّ . وفي صفةِ ناقةِ صالحٍ عليه السلام هي أَنْوَرُ من أن تُحلَب . أي أَنْفَرُ . وفرَسٌ وَديقٌ نَوَارٌ : إذا اسْتَوْدقتْ وهي تريد الفحلَ وفي ذلك منها ضَعفٌ تَرْهَبُ عن صَوْلَةِ النّاكِح . وناروا نَوَرَاً وَتَنَوَّروا : انْهَزموا . ناروا النّارَ من بعيدٍ وَتَنَوَّروها : تَبَصَّروها ؛ أو تَنوَّروها : أَتَوْها قال الشاعر :
فَتَنَوَّرَتْ نارَها مِن بعيدٍ ... بِخَزازى هَيْهَاتَ مِنك الصِّلاءُ وقال ابنُ مُقبِل :
" كَرَبَتْ حَياةُ النَّارِ للمُتَنوِّرِ واسْتَنارَ عليه : ظَفِرَ به وَغَلَبه ومنه قولُ الأعشى :
فَأَدْرَكوا بعضَ ما أضاعوا ... وقاتَلوا القومَ فاسْتَناروا ونُورَةُ بالضمّ : اسمُ امرأة سَحَّارَة قال الأَزْهَرِيّ : ومنه قولُهم لمَن فعل فِعلَها : قد نوَّرَ . فهو مُنَوَّرٌ وليست بعربية صحيحة . قلتُ : ويجوز أن يكون منه مَأْخَذ النُّورِيّ بالضمّ وياءِ النِّسبة للمُختَلِس وهو شائعٌ في العَوامّ كأنّه يُخيَّل بفِعله ويُشبِّه عليهم حتى يختلس شيئاً والجمع نَوَرَةٌ محرّكة . وَمَنْوَرٌ كَمَقْعَد : ع صحّت فيه الواو صِحَّتها في مَكْوَرة للعَلَميَّة قال بِشْر بن أبي خازم :
أَلَيْلى على شَطِّ المَزارِ تَذَكَّرُ ... ومِن دونِ لَيْلَى ذو بِحارٍ ومَنْوَرُ أو جبلٌ بظَهْرِ حَرَّةِ بني سُلَيْم وكذلك ذو بِحارٍ وهما جَبَلان كما فسَّر به الجَوْهَرِيّ قولَ بشْرٍ السابقَ وقال يزيدُ بن أبي حارثة :إنّي لعَمْرُكَ لا أُصالحُ طَيِّئاً ... حتى يَغُورَ مكانَ دَمْخٍ مَنْوَرُوذو النُّوَيْرَة كجُهَيْنة : لقبُ عامر بن عبد الحارث شاعرٌ . وذو النُّوَيْرَة : مُكمِل بن دَوْس كمُحْسن قوّاسٌ إليه نُسبَت القِسِيُّ المشهورة . ومُتَمِّمُ بن نُوَيْرَةَ بن جَمْرَة التَّميميّ اليَرْبوعيّ أسلم مع أخيه صَحابيّ ولم يذكرْ أنّه وفدَ وهو وأخوه مالكُ بن نُوَيْرَة شاعِران وهو أيضاً صحابيّ وله وِفادة واستعمله رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم على صَدقاتِ قَوْمِه . وقِصَّتُه مشهورةٌ قَتَلَه خالدُ بن الوليد زَمَنَ أبي بكرٍ فَوَدَاه . قاله ابن فَهْد . قلت : وهما من بني ثَعْلَبة بن يَربوع ولو قال المصنِّف : ومتمّم ومالكُ ابنا نُوَيْرةَ صَحابيّان شاعِران كان أَحْسَن . ونُوَيْرَة : ناحيةٌ بمصر عن نَصْر ومنها الإمام الفقيه الشهيد الناطقُ أقضى القُضاة أبو القاسم عبد الرحمن بن القاسم بن الحسين بن عَبْد الله بن محمد بن القاسم بن عَقيل العَقيليّ الهاشميّ النُّوَيْرِيّ استُشهِدَ في وَقْعَةِ الفِرِنْجِ بدمْياط سنة 648 ، وأبوه القاسم يُعرف بالجَزُوليّ وجدّه الحُسين مشهورٌ بابن الحارثيّة ووالدُه عَبْد الله مشهورٌ بابن القُرَشِيَّة . وهو من بَيْتِ عِلم ورِياسه وفي ولدِه الخطابةُ والقضاءُ والتدريس بالحَرَمَيْن الشِّريفيْن . ولدُه الفقيهُ الإمام جمال الدين القاسم أخذ عنه ابنُ النعمان الميرتليّ وحفيدُه الفقيه شهابُ الدين أحمد بن عبد العزيز بن القاسم النُّوَيْرِيّ ذكره ابنُ بَطُّوطة في رحلته . وابنتُه أمُّ الفضْل خَديجةُ وكَمالية ابنة عليّ بن أحمد وأختُه خديجة ومحمد بن عليّ بن أحمد . وولده أبو اليُمّن محمد ؛ الستّة حدّثوا وأجازوا شيخ الإسلام زكريّا ومحبّ الدين أبو البركات وأحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم خطيب الحرمَيْن وقاضيهما توفِّي سنة 799 وحفيدُه الخطيبُ شرف الدين أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد من مشايخ السُّيوطيّ ؛ وبنْتُه أمّ الهدى زَيْنَب أجازها تقيّ الدين بن فَهْدٍ ؛ وابنُ أخيه نَسيمُ الدين أبو الطَّيِّب أحمد بن محمد بن أحمد أجازه الحافظ السَّخاويّ . وذو المَنار مَلِكٌ من ملوك اليمن واسمُه أَبْرَهةُ وهو تُبَّعُ بن الحارث الرّايش بن قَيْس بن صَيْفِيّ وإنّما قيل له ذو المَنار لأنّه أوّل من ضَرَبَ المَنارَ على طَريقه في مَغازيه ليَهتدي بها إذا رَجَعَ . وولده ذو الأَذْعار تقدّم ذِكره . وبَنو النار : القَعْقاع والضَّنَّان وثَوْبٌ شُعراءُ بنو عمرو بن ثعلبة قيل لهم ذلك لأنه مَرّ بهم امرؤ القيْس بنُ حُجْر الكنْديّ أميرُ لواءِ الشُّعراءِ فأنشدوه شيئاً من أشعارهم فقال : إنّي لأَعْجَبُ كيف لا يمْتلئُ عليكم بيتُكم ناراً من جَوْدَةِ شعركم فقيل لهم : بَنو النّار . والمُناوَرَة : المُشاتَمة قد ناوَرَه إذا شاتَمه . يقال : بَغاه اللهُ نَيِّرَةً ككَيِّسَة وذاتَ مَنْوَرِ كَمَقْعَد أي ضَرْبَةً أو رَمْيَةً تُنيرُ وتظهرُ فلا تَخْفَى على أحد . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : النُّورُ : النّار ومنه قولُ عمر إذ مرَّ عليه جماعةٌ يَصْطَلون بالنار : السلامُ عليكم أهل النُّور كَرِهَ أن يُخاطِبهم بالنار . وقد تُطلَق النار ويُراد بها النُّور كما في قَوْلُهُ تَعالى : " إنِّي آنَسْتُ ناراً " . وفي البصائر : وقال بعضُهم : النّارُ والنُّورُ من أصلٍ واحدٍ وهما كثيراً يتَلازَمان لكن النّار مَتاعٌ للمُقْوِينَ في الدُّنيا والنُّورُ مَتاعٌ للمُتَّقين في الدنيا والآخرة ولأجل ذلك استُعمِل في النّور الاقْتِباسُ فقال تعالى : " انْظُرونا نَقْتَبِس من نورِكم " انتهى . ومن أسمائه تعالى النُّور قال ابنُ الأثير : هو الذي يُبصِرُ بنورِه ذو العَمايَة ويَرشُدُ بهُداه ذو الغَواية . وقيل : هو الظاهر الذي به كلُّ ظُهور . والظاهرُ في نفسِه المُظهِرُ لغيرِه يُسمَّى نُوراً . والله نورُ السَّماوات والأرض . أي مُنوِّرُهُما كما يقال : فلانٌ غِياثُنا أي مُغيثُنا . والإنارَة : التَّبْيِينُ والإيضاح ومنه الحديث : " ثم أنارَها زيدُ بن ثابت " أي نَوَّرَها وأوْضَحها وبيَّنَها . يعني به فريضة الجَدّ وهو مَجاز ومنه أيضاً قولُهم : وأنارَ اللهُ بُرهانَه . أي لقَّنَه حُجَّته . والنّائِراتُ والمُنيراتُ : الواضِحاتُ البَيِّنات الأُولى من نار والثانية من أنارَ . وذا أَنْوَرُ من ذاك أي أَبْيَن . وأَوْقَدَنارَ الحرب . وهو مَجاز . والنُّورانيّة هو النُّور . ومَنارُ الحرَمِ : أعْلامُه التي ضَرَبَها إبراهيمُ الخليلُ عليه وعلى نبيِّنا الصلاة والسلام على أقطارِ الحرَم ونَواحيه وبها تُعرف حُدودُ الحرَم من حدودِ الحِلِّ . ومَنارُ الإسلام : شرائعُه وهو مَجاز . والنَّيِّرُ كسَيِّد والمُنير : الحسَنُ اللَّونِ المُشرِق . وَتَنَوَّرَ الرجُلُ : نظرَ إليه عند النّار من حيثُ لا يراه . وما به نُورٌ بالضمّ أي وَسْمٌ وهو مَجاز . وذو النُّور : لقبُ عبد الرحمن بن رَبيعة الباهليّ قَتَلَته التُّرْكُ ببابِ الأبْوابِ في زمنِ عمر رضي الله عنه فهو لا يزال يُرى على قبرِه نُورٌ . نقله السهيليّ في الرّوض . قلتُ : ووَجدتُ في المُعجم أنّه لقبُ سُراقةَ بن عَمْرو وكان أنفذه أبو موسى الأشعريّ على باب الأبواب . فانْظُرْه . ونارُ المُهَوِّل : نارٌ كانت للعرب في الجاهليّة يُوقِدونها عند التحالُف ويَطرحون فيها مِلْحاً يَفْقَعُ يُهَوِّلون بذلك تأكيداً للحِلْف . ونارُ الحُباحب : مرَّ في موضعها . والنّائرةُ : العداوةُ والشَّحْناءُ والفِتنة الحادثة . ونارُ الحربِ ونائِرَتُها : شَرُّها وهَيْجُها . وحَرَّةُ النارِ لبني عَبْس تقدّم ذِكرها في الحِرار . وزُقاقُ النارِ بمكَّة . وذو النّارِ : قريةٌ بالبحرَيْن لبني مُحارِب بن عبد القيس . قاله ياقوت . وقال زيدُ بن كُثْوَة : عَلِقَ رجلٌ امرأةً فكان يَتَنَوَّرُها بالليل والتَّنَوُّر مثل التَّضوُّء فقيل لها : إنّ فلاناً يَتَنَوَّرُكِ لتَحذرْه فلا يرى منها إلاّ حَسَنَاً فلما سمعتْ ذلك رفعتْ مُقدَّمَ ثوبِها ثمّ قابلَتْه وقالت : يا مُتَنَوِّراً هاه . فلمّا سَمِعَ مَقالتَها وأبصر ما فعلتْ قال : فبئسما أرى هاه . وانصرفتْ نَفْسُه عنها . فضُربَت مَثلاً لكلّ من لا يتَّقي قبيحاً ولا يَرْعَوي لحسَن . وذو النُّوَيْرَة : لقبُ كَعْب بن خَفاجة بن عمرو بن عُقَيْل بن كعْب بطنٌ . ومَنارَةُ بن عوف بن الحارث بن جَفْنَة : بَطْن . ومَنارةُ أيضاً بَطْنٌ من غافِق منهم إياسُ بنُ عامر المَناريُّ شَهِدَ مع عليٍّ مَشاهدَه . ومحمد بن المُستَنير النَّحْويّ هو قُطْرُب حدَّث عنه محمد بن الجَهْم . ومُستَنير بن عِمْران الكوفيّ . ومُستَنيرُ بن أَخْضَر بن معاوية بن قُرّة عن أبيه . وعبد اللطيف بن نُوريّ قاضي تَبْريز سمعَ كتابَ شرْح السُّنَّة للبَغويّ من حَفَدَةِ العطارديّ . ذكره ابنُ نُقْطة . ومحمد بن النُّور البَلْخيّ بالضمّ روى عن السِّلَفيّ بالإجازة . ومحمد بن محمود النُّورانيّ ذكره أبو سعدٍ المالينيّ . والنُّوريَّة : قريةٌ بالسَّواد منها الحسين بن عَبْد الله وإبراهيم بن مَنْصُور وأحمد بن محمد بن مَخْلَد وحفيدُه أبو القاسم عُبَيْد الله بن محمد بن أحمد النُّوريُّون محدِّثون . وإسماعيل بن سودكين النُّوريّ تلميذُ ابن عرَبِيّ نُسِبَ إلى نُور الدين الشَّهيد . ورَوْضَة النُّوّار كرُمَّان حِجازيَّة . والنَّوَارُ كسَحاب : مَوْضِعٌ نَجْدِيّ . والمُنَوَّر كمُعَظّم : لقبُ شيخنا العَلاَّمةَ الشَّهيد أبي عَبْد الله محمد بن عَبْد الله بن أيُّوب التِّلْمِسانيّ أخذ عن أبي عبد البَرّ محمد بن محمد المُرابِط الدّلائيّ ؛ ومحمد بن عبد الرحمن بن زكرى وأبي العباس أحمد بن مُبارك بن سعيد الغيْلانيّ والمحدّث المُعمّر عليّ بن أحمد بن عَبْد الله الخيّاط الفاسيّ الحرشيّ ؛ وأجازه من فاس محمد بن عبد السلام بناني الكبير ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر صاحب المنح تُوفِّي بمصر بعد رجوعه من الحجّ في نهار الأحد 13 شوال من شهور سنة 1172 رحمه اللهُ تعالى . ومَنارةُ الإسْكندر بالإسْكندريَّة من عجائب الدّهر ذكرها أهل التاريخ . ومَنارةُ الحَوافرِ في رُسْتاق هَمَذَان في ناحيةٍ يقال لها وَنْجَر بناها سابُور بنُ أرْدَشير ارتفاعُها خَمْسُون ذراعاً في استدارة ثلاثين ذراعاً . ولشعراءِ هَمَذَان فيها أشعارٌ متداولة . ومَنارةُ القُرون : بطريق مكّة قرب واقِصَة بناها السلطان جلالُ الدين مَلِكْ شاة ابن أَلْب أَرْسَلان المتوفَّى سنة 485 اقتداءً بسابور . قال ياقوت : وهي باقيةٌ مشهورةٌ إلى الآن . وإقْليم المَنارة بالأندلس قربَ شَذُونة . ومَنارة أيضاً من ثُغور سرَقُسْطة . ومُنيرَة بضمّ فكسر : موضِعٌ في عَقيق المدينة ذَكَرَه الزُّبَيْروالمُنِيرة : قريةٌ باليمن سمعتُ بها الحديثَ على الفقيه المُعمِّر مُسَادي بن إبراهيم الحُشَيْبريّ رضي الله عنه . رة : قريةٌ باليمن سمعتُ بها الحديثَ على الفقيه المُعمِّر مُسَادي بن إبراهيم الحُشَيْبريّ رضي الله عنه