النُّوكُ بالضّمِّ والفَتْحِ : الحُمْقُ وعَلَى الضّمِّ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وغيرُه وأَنْشَدَ لقَيسِ بنِ الخَطِيمِ :
ودَاءُ الجِسْمِ مُلْتَمَسٌ شِفاهُ ... وداءُ النُّوكِ لَيسَ له دَواءُ قُلْتُ : وهكَذا أَنْشَدَه أَبو تَمّام في الحَماسَةِ له قالَ الصّاغاني : ولَيسَ له وهو للرَّبيعِ بنِ أبي الحُقيقِ اليَهُودِيِّ ويُروَى :
" وبَعْضُ خَلائِقِ الأَقْوامِ دَاءُ ويروى :
" كَداءِ البَطْنِ لَيسَ لَه دَواءُ وأَوَلهُ :
وما بَعْضُ الإِقامَةِ في دِيار ... يُهانُ بها الفَتَى إِلا عَناءُ
فقُلْ لِلمُتَّقِي غَرَضَ المَنايَا ... تَوَقَّ فلَيسَ يَنْفَعُكَ اتِّقاءُ
ولا يُعْطَى الحَرِيصُ غِنًى لحِرص ... وقَدْ يُنْمَى لدى الجُودِ الثَّراءُ غَنِيُ النَّفْسِ ما اسْتَغْنَتْ غَنِيٌ وفَقْرُ النَّفْسِ ما عَمِرَتْ شَقاءُ نَوِكَ كفَرِحَ نَوَاكَةً ونَوَاكًا ونَوَكًا مُحَرَّكَةً أي حَمُقَ حَماقَةً
واسْتَنْوَكَ الرَّجُلُ : صارَ أَنْوَكَ وهو أَنْوَكُ ومُستَنْوِكٌ نَوْكَى ونُوكٌ كسَكْرَى قال سِيبَوَيْهِ : أجْرِيَ مُجْرَى هَلْكَى ؛ لأنَّه شيء أصِيبُوا به في عُقُولِهِم والأَخِيرَةُ على القِياسِ مثل أَهْوَج وهُوج قالَ الراجِزُ :
" تَضْحَكُ مِنِّي شَيخَة ضَحُوكُ
" واسْتَنْوَكَتْ وللشَّبابِ نُوكُ وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ لغُدافِ بنِ بُجْرَةَ بن بَشِيرِ بنِ حَكِيمِ بنِ مُعَيَّةَ الرَّبَعيِّ :
" قُلْتُ لقَوْمٍ خَرَجُوا هذا لِيلْ
" نَوْكَى ولا يَنْفَعُ في النَّوْكَى القِيلْ
" احْتَذِروا لا يَلْقَكُم طَمالِيلْ
" قَلِيلَةٌ أَمْوالهم عَزازِيلْ وامْرَأَةٌ نَوْكاءُ من نِسْوَةٍ نُوكٍ أَيْضًا على القِياسِ
وأَنْوَكَه : صادَفَه أَنْوَكَ
ويُقال : ما أَنْوَكَهُ أي : ما أَحْمَقَه ولم يُقَلْ أَنْوِكْ بهِ وهو القِياسُ عن ابنِ السَّرّاجِ نقله الجَوْهَرِيُّ وقال سِيبَوَيْهِ : وَقَعَ التَّعجّبُ فيه بما أَفْعَلَه وِإنْ كانَ كالخَلْقِ لأَنَّه ليسَ يَكُونُ في الجَسدِ ولا بخِلْقَةٍ فيهِ وِإنّما هو من نُقْصانِ العَقْلِ
ومما يستدرك عليه : الأَنْوَكُ : العاجِزُ الجاهِلُ وأَيْضًا العمِي في كلامِه عن الأَصْمَعِيِّ وأَنْشَدَ :
" فكُنْ أَنْوَكَ النَّوْكَى إِذا ما لَقِيتَهُمْ
وقالَ غيرُه : النّوكُ عند العَرَبِ : العَجْزُ والجَهْلُ
واسْتَنْوَكَ فُلانًا : اسْتَحْمَقَه