نَيَّأَ الرجلُ الأَمرَ أَهمله الجوهرِيّ هنا وقال الصاغاني : أَي لم يُحْكِمْهُ . وأَنْيَأَ اللَّحْمَ : لم يُنْضِجْهُ نقله ابنُ فارس قال : والأَصل فيه أَناءَ اللحمَ يُنِيئُه إناءةً إذا لم يُنْضِجْه ولحمٌ نيءٌ كنِيعٍ بيِّن النُّيَوءِ والنُّيُوأَةُ بالضَّمِّ فيهما : لم تمسَّه النَّارُ وفي الحديث : نَهى عن أكلِ اللَّحْمِ النِّيءِ هو الذي لم يُطبخ أَو طُبِخ أَدْنَى طَبْخٍ ولم يُنْضَجْ والعرب تقول : لحمٌ نِيٌّ فيحذفون الهمز وأَصله الهَمْز والعرب تقول للَّبن المَحْضِ نِيٌّ فإذا حَمُضَ فهو نَضيجٌ وأَنشد الأصمعيُّ :
إذا ما شِئْتُ باكَرَنِي غُلامٌ ... بزِقٍّ فيهِ نِيٌّ أَوْ نَضِيجُ أَراد بالنيِّ خمراً لم تَمَسَّها النَّارُ وبالنَّضيج المَطبوخَ وقال شَمِرٌ : النيُّ من اللبن ساعةَ يُحلب قبل أَن يُجعل في السقاءِ وناءَ اللحمُ يَنِيءُ نَوْءاً ونِيًّا لم يَهمِز نِيًّا فإذا قالوا النَّيُّ بفتح النون فهو الشَّحْمُ دون اللحمِ قال الهُذلِيُّ :
فَظَلْتُ وظلَّ أَصْحابي لَدَيْهِمْ ... غَرِيضُ اللَّحْمِ نِيٌّ أَو نَضيجُ وذِكره في تركيب ن و أ وَهَمٌ للجوهريِّ وهو كذلك إِلاَّ أَنَّ الجوهرِيِّ لم يَذْكره إِلاَّ في مادّة نيأَ بعد ذكر ن و أ وتبعه في ذلك صاحبُ اللسان وغيرُه من الأَئمة فلا أَدري من أَينَ جاءَ للمصنف حتَّى نَسَبه إلى ما ليس هو فيه فتأَمَّلْ ثمَّ رأَيتُ في بعض النسخ إسقاط قوله - للجوهريّ - فيكون المعنى وَهَمٌ ممَّن ذَكَره فيه تبعاً لشَمِرٍ وغيرِه
فصل الواو مع الهمزة