الهبرقِيُ كجَعْفَرِ وهِبرِزِي أي بِالفتحِ والكسرِ ولو قالَ : وزبرِجِي كانَ أَوضًحَ الفتح عن الأصْمَعِي واقْتَصَرَ الجوهري على الكَسرِ وهو قولُ ابنِ الأعرابي : الحَدّادُ والصّائِغُ وَأنشدَ كِلاهُما - على ما قال - قولَ النابغة الذُّبْيانِي يَصِفُ ثَوْراً :
مُستَقْبِلَ الريحِ رَوْقَيهِ وَجَبهَتَه ... كالهبرقِي تَنَحَّى يَنْفُخُ الفَحَمَا يقول : أَكَبَّ في كِنَاسِهِ يَحْفرُ أَصْلَ الشّجَرِ كالصّائِغِ أو الحَدّادِ إذا انْحَرَفَ يَنفُخُ الفَحْمَ . وقالَ ابنُ أَحْمَرَ :
فمَا أَلْوَاحُ دُرَّةِ هبرِقِي ... جَلاَ عَنْها مُخَتِّمُهَا الكُنُونَا وقِيلَ : هو كلُّ مَن عالَجَ صَنْعَةً بِالنار . وقال أَبو سَعِيد : الهَبرَقِيُ : الذي يُصَفي الحديدَ وأَصْلُه أَبْرَقِيٌ فأُبْدِلَت الهاءُ من الهمزةِ . وقِيل : الهَبرَقِيُ والهبرِقِي هو الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ لِبَرِيقِ لَونِهِ وقال ابنُ سِيدَه : هو الضّخْمُ المُسِنُّ من الثِّيرانِ وقد يستعار للوَعلِ المُسِنِّ الضَّخْمِ أيضاً
قلتُ : وعلى قولِ أبي سَعِيدٍ الذي سَبَقَ يَنبغي أن يُذْكَرَ في برق لأَنَّ هاءه مبدَلَة من الهمزةِ غير أَنًّ الجوهري وجماعةً من قدماءِ الأَئِمَّة هنا ذَكَرُوه كما ذَكَرُوا أَهْراقَ في هرق وَسَيَأْتي البَحْثُ في ذلك