" الهَجِيجُ : الأَجِيجُ " مثْل هَرَاقَ وأَرَاقَ . وقد هَجَّتِ النَّارُ تَهِجُّ هَجّاً وهَجِيجاً : إِذا اتَّقَدَتْ وسَمِعْتَ صَوْتَ اسْتِعارِها وهَجَّجَها هو . عن ابن دُريد : الهَجيجُ : " الوَادِي العَميقُ كالإِهْجِيجِ " بالكسر . ورُوِيَ : وادٍ هَجِيجٌ وإِهْجِيجٌ : عَميقٌ يمانِيَةٌ فهو على هذا صِفةٌ . والجمعُ هُجّانٌ . قال بعضُهم : أَصابنَا مَطرٌ سالتْ منه الهُجّانُ . الهَجِيجُ : " الاَرْضُ الطَّويلةُ لأَنها " تَسْتَهِجّ السّائِرَةَ أَي تَسْتَعْجَلُهم . و " الهَجِيج : " الخَطُّ " " يُخَطّ في الأَرضِ للكَهَانةِ ج هُجّانٌ " . قولهم : " رَكِبَ " من أَمرِه " هَجَاجِ كقَطَامِ ويُفْتَح آخِرُه " أَي " رَكِبَ رَأْسَه " هكذا في سائر النُّسخ وفي بعض الأُمّهات : رَأْيَه أَي الَّذي لمْ يَتَروَّ فيه . وكذا رَكِبَ هَجَاجَيْه تَثْنِيةً . قال المُتَمرِّسُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الصُّحارِيّ :
فَلاَ يَدَعُ اللِّئامُ سَبيلَ غَيٍّ ... وقَدْ رَكِبُوا عَلَى لَوْمِي هَجَاجِ عن الأَصمعيّ : " من أَرادَ كَفَّ النَّاسِ عن شيْءٍ قالَ : هَجاجَيْكَ " وهَذَاذَيْكَ . وقال اللّحيانيّ : يقال للأَسَدِ والذِّئبِ وغيرِهما في التَّسْكين : هَجاجَيْكَ وهَذاذَيْكَ " على تقدرير الاثْنَيْنِ " وقال غيرُه : هَجاجَيْكَ ها هُنا أَي كُفَّ . وعن شَمِرٍ : النَّاسُ هَجاجَيْكَ مثْل دَوالَيْكَ وحَوالَيْكَ : أَراد أَنه مِثْلُه في التَّثنِية لا في المعنَى ؛ وقد أَخطأَ أَبو الهيثم . " والهَجَاجَةُ " بالفتح " : الهَبْوَةُ الّتي تَدْفِن كلَّ شيْءٍ بالتُّراب " والعَجَاجة مثلُها . ولم يَذكُرها المصنِّف في عَجّ فهو مُستدرَك عليه . هَجاجَةُ بلا لامٍ : " الأَحْمَقُ " قال الشاعر :
" هَجَاجَةٌ مُنتخَبُ الفُؤادِ
" كأَنّه نَعامَةٌ في وادِي قال شَمِرٌ : هَجاجَةٌ : أَي أَحمَقُ وهو الّذي يَسْتَهِجّ على الرَّأْيِ ثمّ يَرْكَبه غَوِيَ أَم رَشِدَ . واسْتِهْجاجُه : أَن لا يُؤامِرَ أَحداً وَيرْكَب رَأَيَه " كالهَجْهَاجِ " وهو الجافِي الأَحمق " والهَجْهَاجَةِ " وهو الكَثيرُ الشَّرِّ الخَفيفُ العَقِلِ وقال أَبو زيدٍ : رجلٌ هَجْهَاجَةٌ : لا عَقْلَ له ولا رأَيَ . " وهَجْ هَجْ بالسُّكون : زَجْرٌ للغَنَمِ " والكَلْبِ أَيضاً ؛ قاله الأَزهريّ " وغَلِطَ الجوهريُّ في بِنائِه على الفتح وإِنما حَرَّكَه الشاعرٌ " - وهو عُبيدُ بن الحُصين الرّاعي يهجو عاصمَ بنَ قَيْسٍ النُّمَيْرِيّ ولَقَبُه الحَلاَلُ :
وعَيَّرَنِي تِلْكَ الحَلالُ ولم يكنْ ... لِيَجْعَلَها لابْنِ الخَبِيثةِ خالقُهْ
ولكِنَّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّه ... بِفِرْقٍ يُخَشِّيه بهَجْهَجَ ناعِقُه وكان الحَلاَلُ قد مَرّ بإِبلِ الرَّاعي فعَيَّرَه بها . فقال فيه هذا الشِّعْرَ . والفِرْقُ : القَطِيعُ من الغَنَم . ويُخَشِّيه : يُفْزِعه . والنَّاعِقُ : الرَّاعي . يريد أَنّ الحَلالَ صاحِبُ غَنَمٍ لا صاحِبُ إِبلٍ ومنها أَثْرَى وأَمْتَعَ جَدُّه بالغَنمِ وليس له سِوَاها . فلأَيِّ شَيْءٍ تُعَيِّرُني بالإِبل وأنت لم تَمْلِك إِلاَّ قطيعاً من الغَنمِ . والفَخْرِ عُندهم إِنّما هو بِملْكِ الإِبلِ والخَيلِ ولا يملِكُ الغَنَمَ إِلاَّ الضُّعفاءُ الّذين لا شَوْكةَ لهم ولا غَناءَ عندهم - " ضَرورةً " أَي للشِّعر . قال الأَزهري : " هَجَا " هَجَا وهَجٍ هَجٍ " وهَجْ " هَجْ : " زَجْرٌ للكَلْب " . قال ويقال للأَسدِ والذِّئب وغيرِهما بالتّسكين . قال ابن سِيده : وقد يقال هَجَا هَجَا للإِبلِ . قال هِمْيانُ :
" تَسْمَعُ للأَعْبُد زَجْراً نافِجَا
" من قِيلِهم أَيَاهَجَا أَيَاهَجَا قلت للأَزهريّ : وأَنت إِن شِئتَ قلتَها مرَّةً واحدّةً قال الشّاعر :
سَفَرتْ فقُلْت لها : هَجٍ فتَبَرْقَعَت ... فذَكَرْتُ حين تَبَرْقَعَتْ ضَبّارَا
وضَبَّارٌ : اسمُ كَلْبٍ ؛ كذا وُجِدَ بخطِّ أَبي زَكريّا ومثلُه بخَطّ الأَزهريّ وأَورده أَيضاً ابن دُريد في الجمهرة وكذلك هو في كتاب المعاني غير أَنّ في نسخة الصّحاح : " هَبّارَا " بالهاءِ كذا وُجِد بخطّ الجوهريّ . ورواه اللِّحيانيّ : هَجِي . قال الأَزهريّ : ويقال في مَعْنَى هَجْ هَجْ : جَهْ جَهْ على القَلْب . وفي الصّحاح : هَجْ مخفّف : زَجْرٌ للكَلْب يُسَكَّن " ويُنَوَّن " كما يقال : بَخْ بَخٍ . " وهَجْهَجَ بالسَّبُه " وهَجْهَجَ السَّبُعَ : إِذا " صاحَ " به وزَجَرَه ليَكُفّ . قال لبيد :
أَو ذُو زَوائِدَ لا يُطافُ بأَرْضِه ... يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنوبِ المُرْسَلِ يَعْنِي الأَسَدَ يَغْشَى مُهَجْهِجاً به فَينْصَبُّ عليه مُسرِعاً فيفترِسُه . وعن اللّيث : الهَجْهَجَةُ : حِكايةُ صَوْتِ الرَّجلِ إِذا صاحَ بالأَسد . وقال الأَصمعيّ هَجْهَجْتُ بالأَسد وهَرَّجْتُ به : كِلاهما إِذا صاحَ به . ويقال لزَاجرِ الأَسدِ : مُهَجْهِجٌ ومُهَجْهِجَةٌ . هَجْهَجَ " بالجَمَلِ : زَجَرَه فقال " له : " هِيجْ " بالسّكون وكذلك النَّاقة . قال ذو الرُّمَة :
أَمْرَقْتُ من جَوْزِهِ أَعْنَاقَ ناجِيَةٍ ... تَنْجُو إِذا قَالَ حَادِيها لَهَا : هِيجِ قال : إِذا حَكَوْأ ضاعَفوا هَجْهَجَ كما يُضاعفون الوَلْوَلَة " من الوَيْلِ " فيقولون : وَلْوَلتِ المَرأَةُ : إِذا أَكْثَرَتْ من قَوْلِها : الوَيْل . وقال غيرُه : هَجْ في زَجْرِ النَّاقة . قال جَنْدَل :
" فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائجِ
" تَكفَّحُ السَّمائمِ الأَواجِجِ
" وقِيلُ : عاجٍ وأَيَا أَيَا هجِ فكسر القافية وإِذا حَكَيْت قلْت : هَجْهَجْت بالنَّاقة . " والهَجْهَاجُ : النَّفُورُ . والشَّديدُ الهَدِيرِ من الجِمالِ " . والبَعير يُهاجُّ في هَديره : يُردِّدُه . وفَحْلٌ هَجْهاجٌ في حكايةِ شدَّة هَديرِه . الهَجْهاجُ : " الطَّويلُ منها " أَي من الجِمال " ومنَّا " . يُقال : رَجُلٌ هَجْهاجٌ : طويلٌ وكذلك البَعيرُ . قال حُمَيدُ بن ثَوْرٍ :
بَعِيدُ العَجْبِ حين تَرَى قَراهُ ... مِن العِرْنِينِ هَجْهاجٌ جُلالُ الهَجْهَاجُ : " الجَافِي الأَحميقُ " وقد تقدَّم . الهَجْهاجُ : الدَّاهِيَة " . " والهَجْهَجُ " بالفتح : " الأَرْضُ الصُّلْبةُ الجَدْبَةُ " التي لا نَباتَ بها والجميعُ هَجاهِجُ . قال :
" فجِئتُ كالعَوْدِ النَّزِيعِ الهادِجِ
" قُيِّدَ في أَراملِ العَرافِجِ
" في أَرضِ سَوْءٍ جَدْبَةٍ هَجَاهِجِ جَمَعَ على إِرادةِ المَواضِع . هَجَجٌ " كعُلَبِطٍ : الكَبْشُ . والماَءُ الشَّروبُ " قال اللِّحْيَانيّ : ماءٌ هُجَهِجٌ : لا عَذْبٌ ولا مِلْحٌ ويقال ماءُ زَمْزَمَ هُجَهِجٌ . هُجَاهِجٌ " كعُلابِطٍ : الضَّخْمُ " منّا . " والهَجْهَجَةُ : حِكايةُ صَوْتِ الكُرْدِ عندَ القِتال " . يقال " تَهَجْهَجَتِ النَّاقةُ " إِذا " دَنا نِتَاجُها " . " وهَجَّ البَيتَ " يَهُجُّه " هَجّاً وهَجيجاً : هَدَمَه " قال : أَلاَ مَنْ لقَبْرٍ لا تزالُ تَهُجُّه شَمَالٌ ومِسْيافُ العَشِيِّ جَنُوبُ " والهَجّ بالضَّمّ : النِّيرُ على عُنُقِ الثَّوْرِ " وهي الخَشَبَةُ التي على عُنُقِه بأَدَاتِهَا . " وسَيْرٌ هَجَاجٌ كسَحَابٍ : شَدِيدُ " قال مُزاحِمٌ العُقَيْليّ :
وتَحْتِي من بَناتِ العِيدِ نِضْوٌ ... أَضَرَّ بِنَيِّه سَيْرق هَجَاجُ الأَحمق " اسْتَهَجّ " : إِذا " رَكِب رأْيَه " غَوِيَ أَم رَشِدَ واسْتِهْجاجُه : أَنْ لا يُؤامِرَ أَحداً وَيرْكب رَأْيَه استَهَجَّ " السّائِرَةَ " في الطَّرِيق : " اسْتَعْجَلَها " . " واهْتَجَّ " فُلانٌ " فيه " أَي في رأْيه إِذا " تَمَادَى " عليه ولم يُصْغ لمُشورةِ أَحدٍ . ومما يستدرك عليه : عن اللّيث : هَجَّجَ البَعيرُ يُهَجِّجُ إِذا غارَتْ عَيْنُه في رأْسِه من جُوعٍ أَو عطشٍ أَو إِعْيَاءِ غَيْر خِلْقةٍ . قال :
" إِذا حِجاجَا مُقْلَتَيْها هَجَّجَاومثله قوله الأَصمعيّ . وعين هَاجّةٌ : أَي غائِرةٌ . قال ابن سيده : وأَما قول ابنةِ الخُسِّ حين قيل لها : بِمَ تَعرفين لِقَاحَ نَاقتِك ؟ فقالت : أَرى العَيْنَ هَاجّ والسَّنامَ رَاجّ وتَمْشِي فتَفَاجّ فإِما تكون على هَجَّتْ وإِن لم يُسْتَعْمل وإِمّا أَنَّها قالت : هَاجّاً إِتباعاً لقولهم : راجّاً . قال : وهم يجعلون للإِتباع حُكْماً لم يكن قبلَ ذلك فذكَّرَتْ على إِرادة العُضْوِ أَو الطَّرْف وإِلاّ فقد كان حُكْمها أَن تقول هاجَّةً . ومثله قولُ الآخر :
" والعَيْنُ بالإِثْمِدِ الحارِيِّ مكحولُ على أَنّ سيبويه إِنما يَحمل هذا على الضَّرورة . قال ابن سيده : ولَعَمْري إِن في الإِتباع أَيضاً لَضَرُورةً تُشبه ضرورةَ الشِّعر . وعن ابن الأَعرابيّ : الهُجُجُ : الغُدْرانُ . والهَجِيجُ : الشَّقّ الصَّغيرُ في الجَبَل . وهَجْهَجَ الرَّجلَ : رَدَّه عن كلّ شيْءٍ . وظَلِيمٌ هَجْهاجٌ وهُجَاهِجٌ : كثيرُ الصَّوتِ . والهَجْهَاجُ : المُسِنُّ . والهَجْهَاجُ والهَجْهَاجَةُ : الكثيرُ الشَّرِّ . ويومٌ هَجْهَاجٌ : كثيرُ الرِّيحِ شَديدُ الصَّوتِ يعني الصَّوْتَ الّذي يكون فيه عن الرِّيح . وقال ابن منظور : ووَجدْت في حواشي بعضِ نُسخِ الصّحاحِ : المُسْتَهِجُّ : الّذِي يَنطِق في كلِّ حقٍّ وباطِلٍ