الهُدّبِدُ كعُلَبِطٍ : اللَّبَنُ الخاثِر جِدًّا قال شيخُنا : وهو من الأَلفاظ التي استعْمَلوها اسماً وصِفَةً ولا فِعْلَ له كالهُدَابِدِ كعُلابِطٍ ولَبَنٌ هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ وهو الحامِضث الخاثِرُ قيل : الهُدَبِدُ : الخَفَشُ وقيلِ : هو ضَعْفُ العيْنِ وفي غيرِ القاموس البَصَرِ بدل العين الهُدَبِدُ : صَمْغٌ أَسْودُ يَسِيل من الشَّجَر الهُدَبِدُ : الضَّعيفُ البَصَرِ يُستَعمل اسْماً وصِفَةً كما تقدَّمَ قال المفضَّل : الهُدَبِدُ : الشَّبْكَرَةُ وهو العَشَا يَكُون في العَيْنِ يقال : بِعَيْنِه هُدَبِدٌ لا العَمَشُ وغَلِطَ الجَوْهريُّ وأَنشد :
إِنَّهُ لا يُبْرِىءُ دَاءَ الهُدَبِدْ ... مِثْلُ القَلاَيَا مِنْ سَنَامٍ وَكَبِدْ وهذا الذي ذَهَب إِليه الجوهريُّ هو قَوْلٌ لبعضِ أَهلِ اللُّغة والخَطْبُ في ذلك سَهْلٌ ومثْلُ هذا لا يُعَدُّ الذاهِبُ إِليه غَالِطاً وقال شيخُنَا : وقيل إِنه كُلُّ ما يُصيب العَيْنَ . فيصِحُّ على جِهَةِ العُمُومِ ويَدُلُّ له أَنّ المُصَنِّف نَفْسَه فسَّرَه أَوّلاً بِضَعْفِ العيْنِ والله أَعلم فتأَمّلْ