هَرَفَ يَهْرِفُ هَرْفاً : أَطْرَأَ في المَدْحِ والثّناءِ على الشَّيْءِ وجاوَزَ القَدْرَ فيهما وأَطْنَبَ في ذلِكَ حتّى كأَنّه يَهْدِرُ إعْجاباً به . وقالَ اللَّيْثُ : الهَرْفُ : شِبْهُ الهَذَيانِ من الإِعْجاب بالشَّيْءِ ومنه الحَدِيثُ : أَنَّ رُفْقَةً جاءَتْ إلى النَّبِّي صَلّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهُمْ يَهْرِفُونَ بصاحِبٍ لهم ويَقُولُونَ : يا رَسُولَ اللهِ ما رَأَيْنا مِثْلَ فُلانٍ ما سِرْنَا إلاّ كانَ فِي قِراءَةٍ ولا نَزَلْنا إلاّ كانَ في صَلاةٍ . قال أَبو عبُيَدْ : يهَرْفِوُنَ به أَي : يَمْدَحُونَه ويُطْنِبُونَ في الثَّناءِ عليِه . أَو مَدَحَ بلا خِبْرَةٍ عن ابنِ الأَعْرابي ِّ يُقالُ : لا تَهْرِفْ بما لا تَعْرِفُ كما في الصِّحاحِ ويُرْوَى : قَبْلَ أَنْ تَعْرِفَ أَي : لا تمَدْحَ قبلَ التَّجْرِبَةِ وهو أَنْ تَذْكُرَه في أَوَّلِ كلامِكَ ولا يَكُونُ ذلِكَ إلاّ في حَمْدِ وثَناءٍ . وأَهْرَفَ الرَّجُلُ : نَمَا مالُه كأَحْرَفَ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ . وأَهْرَفَت النَّخْلَةُ : عَجَّلَتْ إتاءَها نَقَلَه الجَوْهَريُّ كهَرَّفَتْ تَهْريفا وهذِه عن أَبي حاتِمٍ في كِتابِ النَّخْلَة . وهَرَّفُوا إلَى الصَّلاةِ تَهْرِيفاً : عَجَّلُوا يُقالُ : رَأَيْتُ قوماً يُهَرِّفُونَ فِي الصَّلاةِ : أَي يُعَجِّلُونَ نَقَلَه أَبو حاتِم وقال ابنُ فارِسٍ : ما أُرَى هذِه الكَلِمةَ صَحِيحَةً أَو هَذِهِ الصَّوابُ أَي : هَرَّفَ وأَهْرَفَ غَلَطٌ من الجَوْهَريِّ أَي : أَنّ أَبا حاتِم اقْتَصَرَ في كِتابِ النَّخْلَةِ عَلَى هَرَّفَت النَّخْلَةُ وسكَتَ عن ذكرِ أَهْرَفَت كابْنِ دُرَيْدٍ وابنِ عَبّادِ والأَزْهَريِّ فيكونُ أَهْرَفَتْ غَلَطاً هذا مُؤَدَّي كلامِه وأَنتَ خَبيرٌ بأَنَّ مثلَ هذَا لا يُعَدُّ وَهَماً ولا غَلَطاً فإِنَّ الجَوْهريَّ ثِقَةٌ لا يُدافَعُ فيما جاءَ به فتَأَمَّلْ
ومما يُستَدْرَكُ عليه : يَهْرِفُ كيَضْربُ : اسمُ سَبُعٍ سُمِّي به لكَثْرَةِ صَوْتِه . والهَرْفُ : الهَدْرُ والهَذَيانُ عن ابنِ الأَعْرابِيّ . والهَرْفُ : الأَوَّلُ . والهَرْفُ : ابْتِداءُ النَّباتِ عن ثَعْلَبٍ . وهَرَفَ يَهْرِفُ : تابَعَ صَوْتَه . وهَرَفَتْه الرِّيحُ : اسْتَخَفَّتْه قالَ الزَّمْخْشَرِيُّ : ومنه قَوْلُ أَهْلِ بَغْدادَ : الهَرْفُ جَرْفٌ ؛ أَي : مَنْ جاءَ بالبَواكِيرِ جَرَفَ أَمْوالَ النّاسِ