الإِهْنافُ خاصٌّ بالنِّساءِ ولا يُوصَفَ به الرِّجالُ قاله أَبو لَيْلَى وهو ضَحِكٌ في فُتُورٍ كضَحِكِ المُسْتَهْزِيِء كالمُهانَفَةِ والتَّهانُفِ كما في الصِّحاحِ وأَنْشدَ للكُمَيْتِ :
مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَيْن بَيْضاءُ كاعِبٌ ... تَهانفُ للجُهّالِ مِنْهُم وتَلْعَبُ زادَ أَبُو ليْلَى وكذلِكَ الهِناف ككِتابٍ وأَنْشَدَ :
تَغُضُّ الجُفُونَ على رِسْلهِا ... بحُسْنِ الهِنافِ وخَوْنِ النَّظَرْ وقال اللَّيْثُ : الهِنافُ : مُهانَفةُ الجَوارِي بالضَّحِكِ وهو التَّبَسُّمُ . وفي نُسْخَةٍ من كتابِ الكامِلِ للمُبَرَّدِ : التَّهانُفُ : الضَّحِكُ بالسُّخْرِيَةِ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
إذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَديثَ لأَهْلِه ... حَدِيثَ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُفِ قالَ أَبُو لَيْلَى : الرَّنا هُنا : اللَّهْوُ . والإِهْتافُ : الإِسْراعُ كالتهْنِيفُ يُقال : أَقْبَلَ مُهْنِفاً ومُهَنِّفاً ؛ أَي مُسْرِعاً لِينالَ ما عِنْدِي . وقال الأَصْمَعِيُّ : الإِهْتافُ : تَهَيُّؤُ الصَّبِيِّ للبُكاءِ وهو مِثْل الإِجْهاِش . قالَ : والمُهانفَة : المُلاعَبَةُ
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الهُنوفُ بالضمِّ : ضَحِكٌ فوقَ التَّبَسُّم عن ابنِ سِيدَه . وتهانَفَ بِه : تعَجَّبَ عن ثَعْلَبٍ . والتَّهَنُّفُ : البُكاءُ قال عَنْتَرةُ بن الأَخرسِ :
تَكُفُّ وتَسْتبْقِى حَياءً وهَيْبَةً ... لنا ثُمَّ يَعْلُو صَوْتُها بالتَّهَنُّفِ وقد يكونُ التهانُفُ بكاءَ غَيْر الطِّفْلِ وأَنْشَدَ ثعلبٌ لأَعْرابِيٍّ :
تَهانَفْتَ واسْتَبكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ ... بسُوقَةِ أَهْوَى أَو بِقارَةِ حائِلِ فهذا هُنا إنّما هُوَ للرِّجالِ دُون الأَطْفالِ لأَنَّ الأَطْفالَ لا تَبْكِي على المَنازِلِ . قلتُ : ويُمكِنُ أَن يكونَ قولُهُ : تَهانَفْتَ ؛ أَي : تَشَبَّهتَ بالأَطْفالِ في بُكائِكَ فتأَمّلْ